رواية عشق لم يسطو بعد الفصل الثالث عشر والرابع عشر بقلم زكية محمد

رواية عشق لم يسطو بعد
 الفصل الثالث عشر
والرابع عشر

بقلم زكية محمد

في إحدي قاعات الزفاف الضخمة دلف فارس وسليم وكلا 



منهم بصحبة عروسه اللتان أقل ما يقال عنهن نجمتين ظهرتا في سماء مظلمة فأنارتهما.


توجهوا للمنصة الخاصة بهم وجلسوا في أماكنهم يتلقون 



التهانئ والمباركات من الحضور وكلا منهم في واد مختلف يسبح في أفكاره الخاصة.


إبتسم سليم بإصطناع ثم مال علي أذنها هامسا بسخرية:- 



اضحكي يا عروسة ليفتكروكي مغصوبة ولا حاجة.


نظرت له بقهر ودموع كادت أن تهطل لولا تماسكها فهو لم 



يكتفي بجروحها حتي يزيد   منها ويضع عليها ملحا لتزداد ألما. 



متي يصدق إنها ليست مذنبة بشئ وان ما حدث دون إرادتها.




نظرت لوالدتها فرسمت إبتسامة بسيطة حينما لمحت الفرحة في عينيها هي ووالدها .

شجعت نفسها لا بد وأن تكون قوية وأن لا تنهار حتي إنتهاء الزفاف علي الأقل.


علي الجانب الآخر كانت تنظر أمامها بشرود تشعر وكأنها تحلم وستستيقظ قريبا منه.

لقد تم كل شئ سألت نفسها ها هي قد نالت ما أرادته لما ليست سعيدة والهموم مثقلة علي صدرها مانعا إياها من التنفس براحة.

إبتسمت بمرارة فهو دون ذلك الحادث ما ارتبط بها من الأساس فهو فعل ذلك من باب رجولته وشهامته من أجل عائلته.

تذكرت حديث صديقتها بأن تعمل علي الإقتراب منه والإهتمام به حتي تفوز به.

وهنا تسائلت أهي مستعدة لهدر كرامتها مرة أخري من أجل ذلك الحب اللعين؟ أم تنتظر مدتهما المحددة حتي ينفصلا ويذهب كلا منهم في طريق؟

أفكار تعصف بها دون رحمة فتسقط بها في دوامة من الصعب الخروج منها.


أما هو كان الغيظ منها متمكن منه بشدة. يلعن غبائها ذاك الذي أوصلهم لتلك الطريق المسدودة.

وما ذاد الأمر خطورة إنه يشعر بالإنجذاب نحوها بشكل يقلقه. ففي تلك المدة التي كان    يعاقبها فيها كان يعاقب نفسه أيضا يود الإقتراب منها ولكن كبريائه يمنعه من آخر مشاحنة بينهم.

والأغرب إنه يشعر بالفرح الشديد بذلك الزفاف الذي ظنه في بادئ الأمر إنه مجرد مهمة وسينتهي منها.

نظر لها يطالعها بحالمية فهي تبدو اليوم مختلفة بدون نظارتها التي تخفي نصف وجهها وذلك الفستان الذي يجعلها كأميرات ديزني .

وابتسم بخبث حينما رأي تورد وجنتيها الذي يظهر عندما تخجل أو تغضب أو تتوتر .

وأتته أفكار وقحة كحاله وهو يمني نفسه (بقلم زكية محمد) بقطف المحصول خاصته اليوم .

ولكن ما إن تذكر ذلك الشيء الذي يؤرق مضجعه يصاب بالحزن والغضب الشديد من نفسه، ويلوم نفسه ويعاتبها علي ما إقترفت.


كان مراد يطالعها بأسي وهو يشفق عليها وعلي ما وصلت إليه، لكن لينتظر حتي يري نتيجة ما تفعله فلربما تنجح وتجعل ذلك الأبله يحبها حتي ولو نصف مقدار عشقها له.


قاطع شروده صوت لمار الفرح قائلة:- ابننا كبر يا مراد وبيتجوز.


ضمها بزراعيه بحنان قائلا بإبتسامة:-

اه يا حبيبتي عقبال ما نشوف ولاده ان شاء الله.


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


علي الجانب الآخر كانت تنفخ أوداجها بغيظ فهي لم ترد القدوم لولا إصرار رحمة علي ذلك.

ضحكت رحمة قائلة :- يا بنتي خلاص شوية وهتولعي في القاعة.


هتفت بغيظ:- بقولك إيه اسكتي خالص أنا اصلا مكنتش عاوزة أجي لولا سعادتك وكمان سايبة امي لوحدها.


أردفت بضحك:- يا حبيبتي مامتك الممرضة معاها متقلقيش. الحق عليا جايباكي تفكي عن نفسك شوية.


ذمت شفتيها بضيق قائلة:- مش عاوزة عاوزة أروح مبحبش الدوشة.


هتفت بإمتعاض :- نعم؟ تروحي! لا بقولك إيه اهدي كدة وخلي الفرح يعدي الله يباركلك. بصي روحي لغي فكرة حلوة أهو الأكل كتير.


ضغطت علي يدها بقوة وهي تتنفس بعصبية شديدة ثم نهضت تاركة المكان.


هتفت رحمة قبل أن تغادر :- رايحة فين يا بنتي بهزر معاكي ؟


هتفت بغيظ:- رايحة ألغ هسمع كلامك.


ضحكت عليها قائلة :- ماشي وإحتمال أحصلك.


ملئت طبقها بقطع الكيك واخذت كوبا من العصير وطرأ في بالها فكرة فتسللت خارجا دون أن يشعر بها أحد.


خرجت من القاعة وجلست علي إحدي المقاعد في حديقة الفندق الواسعة ثم خلعت    حذائها بتذمر قائلة:- قال البس كعب علشان أبقي شيك إن شاء الله ما عني بقيت زفت.


ثم نظرت للطبق أمامها قائلة :- تعال بقي يا حبيب والديك دا أنا مش بشوفك غير في المواسم.


قالت ذلك ثم راحت تلتهم الكيك بشراهة.


سعلت فجأة حينما إستمعت لصوت رجولي خلفها قائلا :- ممكن أشاركك القاعدة اللطيفة دي؟


نظرت له واضعة يدها علي صدرها قائلة بحدة:- إيه يا جدع إنت مش تحمحم ولا تعمل صوت.


إبتسم بخبث ثم جلس الي جوارها قائلا :- شكلك ما بتحبيش الدوشة زيي وطلعتي هنا.


هتفت بمبالاة وهي تتناول الكيك:- أيوة ما بحبهاش بحب الهدوء.


إقترب قليلا دون أن تلحظ تلك الحمقاء قائلا :- وانتي بقي قريبة مين فيهم جوة.


هتفت بسخرية :- لا دة ولا دة مش قريبة حد فيهم بس تقدر تقول كدة معرفة .


هتف بإبتسامة خبيثة:- زيي يعني. بس اول مرة أشوفك معاهم الصراحة. هو إنتي كنتي بتدرسي برة؟


هتفت بنفي :- لا مكنتش بدرس في حتة أنا كنت في اسكندرية وجيت.


أردف بتفهم :- اه. أعرفك بنفسي وائل الحسيني ابن أكبر رجل أعمال في المنطقة خريج هندسة و.....


قاطعته قائلة بتأفف :- خلاص افصل شوية إنت هتحكيلي قصة حياتك.


إقترب منها أكثر محاوطا إياها بزراعيه فهتفت بذعر:- إنت. ...إنت بتعمل إيه يا جدع؟ أبعد


هتف بمكر :- بقولك إيه يا قطة ما تطريها؟


صرخت بحدة:- أبعد عني يا حيوان.


هتف برغبة وهو يحاول السيطرة عليها:-

متخافيش يا قمر هنقضي وقت لذيذ مع بعض

ولا من شاف ولا من دري.


أغمضت عينيها بخوف وتعالت أنفاسها ولكنها لا بد أن تتصرف فأستكانت فجأة هاتفة بهدوء:- طيب ممكن تبعد شوية علشان نتفق؟


إبتعد بمكر هاتفا :- وماله يا مزة نتفق ها تحبي نروح فين؟


تظاهرت بالتفكير بينما يدها تعبث في ملابسها وأخرجت شيئا لم تنساه يوما ان تأخذه معها أينما خرجت.


هتف بإبتسامة :- ها فكرتي؟


هتفت بتحفظ:- اه فكرت.


سألها بلهفة :- ها وقررتي إيه؟


- قررت أقتلك يا روح أمك.


هتفت بذلك وهي تشهر المادية التي بحوذتها في وجهه ومن ثم وضعتها على رقبته وأخذت

تضغط عليها ببعض القوة.


نهضت ووقفت قبالته وهو مازال علي وضعه والصدمة علي محياه.


هتفت بشراسة وحدة:- جري إيه يا روح طنط؟ إنت فاكر إن كل الطير يتاكل لحمه ولا إيه؟ يا عرة الرجالة يا اللي متشواش في سوق الرجالة نكلة .


أردف برعب:- شيلي اللي في ايدك دة أحسنلك يابنت انتي.


هتفت بتحدي:- مش قبل ما أعلم عليك يا حيلتها علشان لما تشوف بنات تاني تودي وشك الناحية التانية.


وقبل ان تسقط بيدها الممسكة بالمادية علي وجهه كانت يدها معلقة في الهواء فنظرت لذلك الشخص وجدته إياد فشهقت بصدمة.


مسك كف يدها وسحب منه ذلك السلاح ونظر بغضب للماثل أمامه.


أردف وائل بكذب:- حوش البنت دي عني يا إياد دي بنت شمال و......


لم يكمل كلامه حتي قاطعته هي هاتفة بصراخ:- يا كداب يا ضلالي. ..


- بس اسكتي.


صاح بها بغضب لكي تصمت ثم نظر للآخر قائلا :- مش عيب عليك تكدب علي ظابط؟


أردف بتوتر:- أنا مبكدبش يا إياد البنت دي رخيصة و. ...آاااااه


بتر حديثه إثر اللكمة القوية التي أطاحت به أرضا ثم هتف بغضب:- إياك إياك تكمل ومتجيش ناحيتها تاني.


أردف بتهكم:- مش تقول إنها تخصك طيب مش تعزم يا صاحبي. .


لكمة أخري جعلته ينزف فمسكه من تلابيب ملابسه هادرا بغضب:- أقسم بالله يا وائل لو اللي حصل إتكرر تاني مش هعمل حساب لحد.


قال ذلك ثم سحبها من يدها بقوة خلفه فصرخت بتذمر قائلة :- جزمتي. ...جزمتي استني.


نظر لما تشير إليه فوجد حذائها ملقي بجوار المقعد وهي تقف حافية القدمين فجز علي أسنانه بعنف وترك يدها فذهبت وإرتدتها سريعا ثم سارت خلفه بهدوء فقام بجرها مجددا من يدها حتي وصلا عند مدخل الفندق فهتفت بضيق :- سيب ايدي يا إنت.


أغلق عينيه بغضب شديد ثم توقف فجأة صارخا فيها بعنف:- مش عاوز اسمع نفسك فاهمة؟

ثم أضاف بغيظ:- مسكالي مطوة عملالي فيها بروك ليسنر.


هتفت ببلاهة:- لا سيث رولنز أحلي.


صرخ فيها :- شوف بقول إيه وهي بتقول إيه؟ اه ما أنا نسيت إنك تربية حواري وتربية ناصر وحمدي هستني منك إيه؟


تجمدت مكانها للحظات ثم أردفت بوجع:-

لما تكون لوحدك مش لاقي حد جنبك شايل مسؤليتك ومسؤولية أمك اللي لو تعبت في أي وقت(بقلم زكية محمد) مضطر تنزل وتجيب دكتور    من ايوتها حتة كان لازم أمسك مطوة أدافع بيها عن نفسي في مجتمع مليان كلاب كل اللي همه شهوته وبس، كان لازم أبان في تصرفاتي ولد علشان محدش يتعرضلي ويأذيني فتربية الحواري وتربية ناصر هي اللي علمتني إزاي أحافظ علي نفسي فأنا ممنونة اوي ليها ويزيدني شرف إني تربية حواري يا حضرة الظابط بعد اذنك ..


قالت ذلك ثم تخطته ودلفت للداخل أما هو نظر لها بندم مما تفوه به منذ متي وهو قاس القلب هكذا. شدد قبضته علي خصلات شعره الغزير ثم دلف خلفها. ..


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


بعد وقت إنتهت مراسم الإحتفال بالزفاف وغادر كلا من العروسين إلي منازلهم.


في الجناح المخصص لسليم دلف للداخل دون أن يعيرها إنتباه فيكفي ما هو فيه.

دلفت خلفه وهي تنظر أرضا بدموع سمحت لها بالهطول وهي تشعر بالضياع وتنتظر مصيرها معه والي أين ستنتهي بهم الطريق؟


إنتفضت بعنف حينما أغلق الباب بقوة ونظر لها هاتفا بحنق:- هتفضلي واقفة عندك كدة كتير؟

رفعت وجهها تطالعه بدموعها التي كاد أن يتأثر بها لكنه نظر أمامه بجمود قائلا :- روحي شوفيلك حتة إتلقحي فيها معلش مش هقدر أقوم بوظيفة الزوج المثالي أصل ما بخدش بقايا غيري.


أغلقت عينيها بعنف تبتلع إهانته ثم نظرت له قائلة ببكاء:- خليك فاكر كلامك كويس علشان يوم ما تظهر برائتي هتندم أوي يا سليم.


ضحك بسخرية قائلا :- إن شاء الله. ..


قال ذلك ثم دلف للمرحاض غاب لبضع دقائق وخرج مرتديا ملابس بيتية إستعدادا للنوم.


أما هي كانت لا تعلم ما عليها فعله فتوجهت للخذينة وأخذت منها بيجامة بيتية مريحة    وأخذت إسدال الصلاة خاصتها ودلفت واغتسلت ثم ارتدت ثيابها وخرجت ثم وقفت علي المصلاة تصلي بخشوع وتتضرع إلي ربها أن ينجيها مما هي فيه.


وبعد فترة كانت قد إنتهت تحت نظراته المندهشة . أخذت تتطلع في المكان حولها بحيرة فهتف بسخرية :-

إيه مش عارفة هتقعدي فين؟ متهيألي تبطلي الشو اللي إنتي عملاه دة لانه مش لايق عليكي.


إقتربت منه وصرخت فيه بحدة قائلة :- بس كفاية حرام عليك إنت إيه ما بتحسش هفضل   أقولك لحد امتي إني مظلومة؟ هفضل أقولك لحد أمتي إني مليش ذنب؟ لحد أمتي هتحاسبني علي ذنب معملتهوش. ليه بتعمل فيا كدة حرام عليك ليه؟


هتف بفحيح :- صوتك دا ميعلاش.


هتفت بجنون:- لا هيعلي وهيعلي لحد ما تبطل آااااه. ....


تأوهت بألم حينما قبض علي رسغها بقوة قائلا بفحيح أخافها:- لما أقول كلمة تتسمع. اياكي ثم اياكي تعلي صوتك عليا فاهمة؟


هتفت بخوف من هيئته :- فاهمة فاهمة.


هتف بغضب:- عاوزة تعرفي ليه؟


قال ذلك ثم توجه لهاتفه وعبث به قليلا حتي وصل لتلك الصور اللعينة ثم وضع الهاتف نصب عينيها قائلا بغضب:- إنتي ده ولا مش إنتي ها؟ انطقي ولا بتبلي عليكي لا سمح الله.


جحظت عينيها من الصدمة لما تري فخارت قواها وركعت على ركبتيها قائلة بضياع:-

لا لا مش. ...مش أنا. ....أنا إزاي؟ لا. .


تابع بغضب متجاهلا إنهيارها :- عاوزاني أعمل إيه وانا شايفك في حضن واحد تاني والبيه هيمان فيكي قد إيه اتبسط معاكي. أنا يتقالي لبستها يا دغف أنا؟ والله لولا عمي والعيلة كنت قتلتك فمضطر أصبر علي الوضع دة لحد ما امسكه وأقتله قدام عنيكي.


ثم تابع بقسوة غير عابئ بجرحها النازف :- وشوفي بقي في شوية قواعد كدة أحب أبلغهم ليكي علشان يوم ما تعارضي واحدة منهم صدقيني هتندمي أوي.


هتفت بضعف :- أكتر من كدة معتقدش.


هتف بحدة:- اخرسي واسمعي. طبعا علاقتنا هتبقى طبيعية قدام الكل علشان محدش   يشك في حاجة. هتروحي وتيجي بسواق وحرس معاكي في أي مكان زي ضلك. ياريت تكوني سمعتي كويس علشان متندميش بعدها.


قال ذلك ثم ألقي جسده علي الفراش يكتم غضبه الذي لو كان نارا لأحرق الجميع وأولهم هي.


أما هي منظر تلك الصور لا يبرح مخيلتها لا تصدق ما حدث لها علي يد ذلك الحقير الذي لا تعرفه فحتي الصور كان حريصا علي أن لا يظهر فيها ولكنها باتت متأكدة إنه أخذ شئ ليس من حقه.

وضعت يديها علي فمها تكتم تلك الشهقات حتي لا يسمعها فيصب غضبه عليها.


زحفت للخلف حتي وصلت   للأريكة الموضوعة في إحدي أركان الغرفة واستندت عليها وواصلت وصلة عذابها الذي وضعت فيه دون إرادتها. .....


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


في نفس الوقت دلفت حبيبة برفقة فارس إلي جناحه المخصص.

كان التوتر والصمت هو سيد الموقف.


تنحنح وقطع ذلك الصمت قائلا وهو يضع يده علي كتفه فشهقت مبتعدة فأرجع ذلك للحادث الشنيع الذي تعرضت له فهتف بهدوء:-

احم أنا آسف متخافيش إدخلي غيري هدومك.


نظرت له بصدمة فأكمل بهدوء:- مش معقول هتنامي بفستانك يعني.


هتفت بخفوت:- حاضر.


قالت ذلك ثم توجهت بخطي مرتبكة للغاية فأختل توازنها حتي كادت ان تسقط لولا زراعيه القوية التي أسرعت لإلتقاطها فضمها إليه بقوة خشية أن تصتدم بالأرض.


أما هي لفت زراعيها حول عنقه كردة فعل طبيعية للتثبث به.

ما إن إستوعبت قربه الشديد   ذلك شعرت بأن قلبها يدق كالطبول تنذر بليلة حرب دامية فتوهجت وجنتيها خجلا.

أما هو تصلب جسده وشعر بماس كهربي قام بصعقه وأخذ قلبه يرتجف بعنف غير طبيعي.


نظر لعينيها الرائعتين كعادتهما ثم راح يتأملها

عن قرب يدرس قسمات وجهها وحينما رأي وجنتيها مصطبغة بلون الدماء المحبب له، رفع يده يتلمسهم فهي الآن تحل له.


شهقت بخجل لفعلته تلك اما هو كان كالمغيب أمام سحر عينيها فهبط يقبل وجنتيها ذلك المحصول خاصته وسط صدمتها الشديدة فشعرت بإنسحاب الأكسجين من المكان فكادت أن تتحدث إلا إنه لم يسمح بذلك حيث أخرسها بطريقته الخاصة.


جحظت عينيها ذهولا واصبحت قدميها كالهلام فكادت أن تنزلق من بين يديه إلا إنه شدد بقبضتيه حول خصرها وهو هائم فيما يفعله.

رغبة قوية دفعته لإمتلاكها ولكن ضرب جرس الإنذار بعقله يوقظه إن تمادي سيحدث مالم يحمد عقباه.


إبتعد عنها بصعوبة ثم نظر لها وجدها كالخرقة البالية ترتعش وتنظر أرضا وقد ذادت تلك الحمرة فنظر أمامه مستغفرا ربه داعيا الله أن تمر الأيام بسلام، إنها مختلفة نادرة عنهن عرف الكثير إلا إنه لم يري مثلها فيكفي برائتها تلك التي ستودي به، رأف بحالها ولعن نفسه علي تسرعه ولكنه يجد نفسه ينجذب إليها كما يجذب المغناطيس المعدن.


إبتعد قليلا قائلا بهدوء عكس النيران المتأججة بداخله :- بيبة أنا. ....أنا آسف لو خوفتك بس مش آسف علشان عملت كدة.


قال ذلك ثم دلف للمرحاض لعل باستطاعته إخماد تلك النيران.


فتحت عينيها بعدما تأكدت من عدم وجوده أمامها ووضعت أصابعها المرتعشة علي شفتيها لا تصدق ما حدث منذ قليل إبتسمت بخجل ثم راحت    تنظر لغرفته(بقلم زكية محمد) بحب شديد وتتذكر حينما كانت صغيرة كانت تدلف إلي هنا وتلعب معه وإمتنعت عن المجئ منذما نضجت وها هي بعد تلك السنوات تدلف مجددا وهي عروس.

شجعت نفسها وعزمت علي أن تفعل ما في وسعها لكي تفوز به فالطريق أمامها طويل.


توجهت نحو الخزانة وسحبت منها ملابس للنوم ثم جلست علي الأريكة تنتظر خروجه.


بعد دقائق خرج مرتديا منطال قطني رمادي وتيشرت أسود أبرز عضلات جسده.

نظر لها بإبتسامة قائلا بمرح:- إيه يا بيبة هتفضلي طول الليل كدة؟


نهضت وهي تعتصر الملابس بقبضتها قائلة بتوتر ونظرات زائغة:- أاااا. ...لا. ..هقوم أهو. .


قالت ذلك ثم هرولت للداخل تختبئ منه إتكأت علي الباب واضعة يدها علي قلبها قائلة بأنفاس متسارعة:- لا كدة قلبي هيقف مش هعرف أكمل كدة.


بالخارج أدي فرضه و توجه للفراش وقفز ممدا جسده واضعا كلتا يديه خلف رأسه وهو    ينظر للسقف بحالمية قائلا :- إيه يا فارس؟ إيه اللي جد ما هي قدامك ليها سنين مالك كدة لخبطتك في لحظة فوق كدة إنت الجان فارس اللي كل البنات بتقع في حبك مش العكس.


خرجت بخطوات هادئة كحالها متوترة تنظر أرضا، انتبه هو لخروجها وابتسم بحب    وهو يجدها كطفلة خجولة تلعب في أطراف كنزتها وكأنها تشعر بالخجل من شئ إقترفته وستعاقب عليه.


وقف مسرعا مقتربا منها قائلا بتهكم وهو يطالعها بنظرات حادة كالصقر:- إيه يا شيخة    حبيبة هتنامي بالحجاب! أوعي تقولي إن دة العادي بتاعك.

ذادت قبضتها علي أطراف كنزتها فأكمل بوقاحة:- يكون في علمك محصول الفراولة استوي أهو وأنا مش مسؤل عن اللي هيحصل.


نظرت له بصدمة ثم وضعت كلتا يديها علي وجنتيها قائلة بخجل شديد :- أهو أهو خلاص بقي. ...


ضحك بمكر قائلا :- وحاجة تانية شيلي الحجاب من علي شعرك يلا.


هزت رأسها بسرعة وسحبت وشاحها دون وعي منها فشغلها الشاغل هو ألا ينفذ تهديده.


نظر لها يطالعها بذهول فقد غطي شعرها الناعم الأسود اللون ظهرها بالكامل وتسرسلت بعض الخصلات علي وجهها.


إقترب منها وأبعد تلك الخصلات عن وجهها ثم هتف بصوت أجش :- حبيبة إخفي من قدامي.


قطبت حاجبيها بتعجب فسألته :- أروح فين؟


أردف بحدة وصدره يعلو ويهبط بسرعة:- في أي نيلة. ...


نظرت له بدهشة وخيم الحزن علي وجهها فهو لا يريد ان يراها، ولكنها لا تعلم إنه   كم يعاني وهو يراها أمامه ويمنع نفسه عنها حتي لا يخيفها.


أعتصر عينيه بقوة في محاولة منه لطرد صورتها من مخيلته، أما هي إلتمع الدمع بعينيها وتوجهت للباب لتغادر.


كان صوت صرير الباب الإنذار الذي أعاد فارس للواقع فتوجه نحوها مسرعا ممسكا يدها قائلا بدهشة:- إنتي رايحة فين؟


أجابته بضيق دون تفكير:- رايحة أوضتي مش إنت قلت روحي في أي نيلة.


هز رأسه بنفاذ صبر ثم جز علي أسنانه بعنف قائلا :- راسك دة فيها عقل ولا بطاطس ؟


هتفت بسرعة:- لا عقل والله.


عض علي شفتيه بغيظ متمتما بالإستغفار ثم أردف :- روحي نامي يا حبيبة ربنا يهديكي.


قال ذلك ثم عاود إغلاق الباب بعنف إنتفضت علي إثره.

حاول ضبط أعصابه وعليه التريث قليلا فهو جعلها تظن إنه لا يريد رؤيتها وهي تجهل إنه يريدها وبشدة ونطق بتلك الكلمات من فرط تأجج مشاعره.


فكر في شئ يجعلها تتصرف بطبيعية معه ويعمل علي إزالة تلك الحواجز.


هتف بحنين:- بيبة إيه رأيك أضفرلك شعرك زي زمان فاكرة.


لمعت عيناها فرحا قائلة :- بجد؟


هز رأسه بموافقة قائلا :- ايوة يلا بقي هاتي الفرشة وتعالي.


ركضت بسرعة نحو طاولة الزينة ثم جلبت فرشاة الشعر وتوجهت له، ولكنها وقفت    بصدمة تستوعب مكان جلوسها حيث كانت تفعل في الماضي وعلي إثر ذلك عادت بذاكرتها للخلف حيث كانت طفلة العاشرة من عمرها Flash Back


دلفت من باب الفيلا عائدة من المدرسة وهي تبكي متوجهة لفارس الذي كان يلعب مع حمزة وسليم فركض نحوها قائلا بقلق :- مالك يا بيبة ومال شعرك منكوش كدة ليه؟


مسحت دموعها وأنفها بطرف قميصها المدرسي قائلة بشهقات مرتفعة :- مي. ...مي شدت شعري في bus المدرسة وقالتلي متعمليش التسريحة دي تاني.


هتف بغضب :- وانتي عملتي إيه لما قالتلك كدة؟


أردفت ببراءة :- قلتلها طيب مش هعملها.


ود لو يضربها ويعنفها علي    ضعفها واستسلامها ذلك فهتف بحدة:- إزاي تسمعي كلامها يا غبية؟ كدة هتضربك أكتر واكتر.


أحتضنته بخوف قائلة :- لا لا مش تخليها تضربني يا فارس.


ربت علي ظهرها برفق قائلا بتوعد رجل بالغ وليس طفل :- متخافيش أنا هخليها لما تشوفك تبص الناحية التانية ومش هخليها تضربك .


هتفت بسعادة:- صح يا فارس؟ هيييه.


ثم وقفت علي أطراف أصابعها وقبلته في وجنته قائلة :-أنا بحبك أوي يا فارس.


هتف بإبتسامة :- طيب يلا روحي هاتي الفرشاة علشان أسرحلك شعرك. .


صفقت يديها بسعادة ثم ركضت بسرعة وجلبتها وعادت وأعطتها له قائلة :-

اعملي ديل حصان علشان مي بوظته.


هز رأسه برفض قائلا :- لا هعملك ضفيرة ومتعمليش غيرها مفهوم.


سألته ببراءة:- إنت بتحب الضفيرة؟


أومأ بنعم فهتفت بإبتسامة:- خلاص هعمل علطول ضفيرة. يلا سرحلي شعري يلا.


جلس أرضا علي العشب فقفزت تجلس علي قدميه بسعادة فمسك خصلاتها وأخذ يصففها لها بمهارة ثم صنع لها جديلة رقيقة تناسبها (بقلم زكية محمد )وما إن انتهي أخذت تتطلع لها بإعجاب وسعادة قائلة :- الله حلوة أوي يا فارس شكرآ. قالت ذلك ثم قبلته مجددا في وجنته و

نهضت واقفة ثم أردفت :- بكرة اعملي واحدة تانية علشان أوريها لإيمان.


ضحك قائلا :- ماشي يا بيبة يلا روحي غيري هدومك علشان تتغدي.


هتفت بموافقة :- ماشي. ثم أضافت بتذمر :- بس بعدين تلعب معايا أنا مش سليم وحمزة، ماشي؟


أومأ بموافقة بينما ركضت للداخل وهي ممسكة بجديلتها بسعادة متوجهة لوالدتها.

End of flash back

عادت للواقع علي هزة فارس الخفيفة قائلا :- إيه روحتي فين؟


أردفت بتلعثم:- ها مروحتش.


فرغت فاهها ذهولا حينما جلس أرضا وإتكأ بظهره علي حافة الفراش ثم جلس القرفصاء وهتف بخبث وهو يربت علي ساقيه :-

يلا يا بيبة علشان أسرحلك شعرك.


هزت رأسها برفض قائلة :- لا لا خلاص مش عاوزة أاا. ....


لم تكمل جملتها إذ سحبها من يدها نحوه فإصتدمت بصدره فطالعها بخبث قائلا :- ها هتسرحي شعرك ولا نقطف المحصول.


تراجعت للخلف ثم جلست أرضا قائلة بتلعثم:- أهو كدة كويس.


إبتسم لها قائلا :- ماشي يا بيبة.


قال ذلك ثم مسك خصلاتها الطويلة التي لم تتغير كثيرا سوي إنها إزدادت طولا.


إقشعر بدنها عند ملامسته لشعرها بينما هو أخذ يتأمل خصلاتها التي تنسدل بين أصابعه فقربها منه مستنشقا إياها وهو مغمض عينيه.


كادت ان تموت خجلا من أفعاله تلك فحاولت جذب شعرها من قبضته حيث نجحت في    جعله يعود لوعيه فهتف بصوت متحشرج:-احم اثبتي بقي علشان تتطلع الضفيرة مظبوطة.


حاولت ضبط أنفاسها المضطربة وكذلك هو وبعد وقت تمني أن لا يمر انتهي من تصفيف شعرها وصنع لها جديلة فمسكتها هاتفة بفرح :-ميرسي يا فارس حلوة أوي.


هتف بسخرية :- ميرسي    يا فارس حلوة أوي! دا أخرك؟ الله يرحم أيام ما كنتي. ......ها فاكرة كنتي بتعملي إيه؟


نهضت بسرعة مبتعدة عنه قائلة بتلعثم:- لا لا مش مش فاكرة.


أردف بعبث :- بس كدة أفكرك يا روحي.


صاحت بحدة وخجل:- فارس بطل. ..


ضحك قائلا :- عندك حق لأحسن شوية كدة وهنجيب خمس عيال. ..


شهقت بصدمة من وقاحته المستمرة وكادت أن تبكي فهو يتعمد أن يخجلها بإستمرار.


هتف بهدوء :- يلا علشان تنامي.


هتفت بتوتر وهي توزع نظراتها بينه وبين الفراش :- أنا. ...أنا هنام فين؟


أجابها بهدوء:- علي السرير.


إزدردت ريقها بتوتر قائلة:- وو. ..وانت؟


أردف بخبث :- علي نفس السرير.


هتفت بفزع:- ها؟


ضحك قائلا :- ها إيه؟


أردفت بتهرب :- أنا. ..أنا هصلي. ...


هز رأسه قائلا :- ماشي صلي.


دلفت للحمام وغابت فيه طويلا وخرجت وهي ترتدي إسدال الصلاة ثم فرشت المصلاة وشرعت في صلاتها بخشوع.


مضي وقتا طويلا وهي تصلي بينما هو تأفف بضيق فهو يعلم تمام العلم إنها تقصد أن تطيل الصلاة بغرض التهرب منه.


بعد فترة أخري كانت قد إنتهت من الصلاة فجلست تسبح وتستغفر صلاتها دبر كل صلاة إتباعا للسنة النبوية.


هتف بغيظ وخفوت:- لا كدة كتير وربنا دا لو بتصلي لعمرها كله مش هتاخد الوقت دا.


أخيرا إنتهت وخلعت إسدال الصلاة ثم وضعته برفقة سجادة الصلاة في الخزينة.


هتف بسخرية:- حرما يا شيخة حبيبة ربنا يجعله في ميزان حسناتك يارب.


إبتسمت بخفوت وتوتر ثم سارت نحو الأريكة فهتف بغيظ:- إنتي بتعملي إيه؟


هتفت بتلعثم وحذر:- ههههنام.


صاح بحدة :- قدامك ثلاث ثواني لو منمتيش هنا جنبي. ..........


صمت قليلا ثم أردف بوقاحة:- هقطف الفراولة.


إتسعت عينيها حينما إستمعت لتهديده وسرعان ما توجهت للفراش وقفزت فوقه ثم سحبت الغطاء وأخفت جسدها تحته.


إبتسم علي أفعالها الطفولية تلك ثم توجه للفراش وتمدد الي جوارها ثم أغلق المصباح وهو يبتسم بخبث إذ سرعان ما سمع صوتها المرتجف يقول:- فففارس النور شغله.


أردف بكذب:- أنا مطفتهوش أصلا شكل اللمبة إتحرقت.


هتفت بتوسل :- طيب شغل نور الأباجورة.


هتف بغيظ :- يا بنتي دي عملت قفلة في الاوضة كلها. إلحقي سامعة الصوت دة.


صرخت برعب ثم إلتصقت به قائلة بذعر:- مشيه مشيه يا فارس.


أردف بضحك مكتوم وهو يشدد من إحتضانه لها :- حاضر أهو هيمشي يلا غمضي عنيكي ونامي. ...


دفنت رأسها بصدره مغلقة    عينيها بشدة. أما هو إبتسم بخبث لتحقيقه مبتغاه قائلا بداخله :- بركاتك يا شيخ عفريت ربنا يخليك للغلابة اللي زينا.


قال ذلك ثم طبع قبلة علي شعرها وأغلق عينيه إستعدادا للنوم.


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


كان ينظر لها عبر مرآة السيارة في طريقهم للعودة بندم علي ما تفوه به أما هي كانت تنظر ناحية النافذة بحزن وشرود.


دلف للداخل وصف السيارة وترجل الجميع منها ثم دلفوا للداخل وصعدوا لغرفهم.


توجهت للملحق الذي تمكث فيه هي ووالدتها.

قبل أن تدلف قامت يد بسحبها بسرعة في ركن منزوي عن الأنظار وكادت أن تصرخ لولا يده التي كممت فاهها.

أخذت تقاومه بعنف إلا إنها لم تستطع الفرار فظنت إنها النهاية فأستسلمت لمصيرها.


وقف بها عند إحدي الركنيات ثم قال بصوت هادئ من خلفها:- هشيل إيدي اياكي تصوتي.


هزت رأسها بموافقة وما إن تركها نظرت له بإستنكار قائلة :- إنت! انت مجنون ولا أهبل؟


أردف بغيظ وتحامل:- وبعدين في لسانك اللي عاوز قطعه دة؟


هتفت بتهكم:- أومال عاوزني أقولك إيه بعد اللي عملته اضربلك تعظيم سلام يا حضرة الظابط!


أردف بحدة:- افصلي شوية إيه بالعة راديو؟


أردف بغيظ:- نعم عاوز إيه؟


حك مؤخرة رأسه قائلا ببعض الحرج:- احم أنا يعني كنت عاوز أقولك إني مقصدش الكلام اللي قولتهولك في الفندق.


هتفت بسخرية:- بس كدة؟ سحبني وراك بالطريقة المنيلة دي ودة أخرك في الإعتذار.


هتف بتعجب:- إعتذار! بس أنا ما بعتزرش أنا جاي بس اوضحلك سوء التفاهم لإن مش من مبادئي أقول كدة ليكي. .


شهقت بتهكم قائلة:- نعم؟ نعم؟طيب أنا مش قابلة كلامك دة من الأساس سلام يا حضرة الظابط.


قالت ذلك ثم غادرت من أمامه ودلفت للداخل فصرخت بغيظ قائلة :- الحمار مش هاين    عليه يعتزر ياسلام علي بروده هوف حاجة تطهق نفسي أمسك زمارة رقبته أطلعها في ايدي.


أما بالخارج أخذ يتطلع في إثرها قائلا بسخرية :- هبلة البت دي ولا إيه؟ قال أعتذرلها قال دا أنا لو أطول أخنقها مش هتأخر.


إلا إن هناك شيئا يجهل ماهيته هتف بداخله:- ولما إنت عاوز تخنقها همك زعلها أوي كدة وجاي توضح ومش عارف إيه؟


هز رأسه بعنف يطرد تلك الأفكار قائلا بعنف:- تتفلق تروح في داهية .


قال ذلك ثم غادر وهو يسرع من خطواته متجها لغرفته.


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


كانت تجلس الي جواره يشاهدان التلفاز سويا.


هتفت بتساؤل:- هنعمل إيه دلوقتي بعد ما بعتناله الصور؟

أجابها بهدوء:- هنستني الأوامر بالخطوة اللي بعديها المهم أخبار شغلك إيه؟


هتفت بضحك:- فل الفل يا بيبي بس في مشكلة صغيرة كدة هخلص منها الأول وبعدين أنفذ القاضية.


إقترب منها بخبث قائلا:- حلاوتك يا بت أهو دة الكلام.


مالت عليه بدلال قائلة :- أومال إنت مستقل بيا يا عمري ولا إيه ؟


هتف بإعتراض وخبث وهو يحملها ويسير بها للداخل قائلا :- فشر يا قلبي مين يقدر يقول كدة.

___________


في مكان مظلم علي كرسي ضخم يجلس عليه جسد لا يتبين ماهيته بفعل الظلام الذي   يعم المكان عدا شمعة تنير جزءا بسيطا ودخان السيجارة يملئ المكان أيضا. (بقلم زكية محمد )

يجلس هذا الجسد وقد رفع   وجهه ناحية الضوء فظهرت أعين حمراء تشع لهبا وحقدا وتنذر بشر وتهديد ووعيد سيطيح بالجميع.


تعالت الضحكات الخبيثة   في جميع أركان الغرفة وكأنها تقول لقد حان وقت اللعب واللهو والحصول علي مزيد من الخراب.

الفصل الرابع عشر


فتحت عينيها الخضراء تستقبل يومها الجديد. نظرت حولها وجدت نفسها غافية علي وضعها إعتدلت في جلستها فتأوهت بخفوت ومسكت رقبتها موضع الألم فلم تنم بوضعية مريحة.

نهضت وجلست علي الأريكة ونظرت للفراش فلم تجده وما لبث أن سمعت صوت خرير المياه فعلمت إنه بالمرحاض.

تنهدت بألم منذ متي وهو بتلك القسوة فقد بات شخصا لا تعرفه شغله الشاغل هو جعلها كيف تتألم.

إلتمع الدمع بعينيها حينما تذكرت تلك الصور التي رأتها بالأمس وكم ودت أن يكون هذا كابوس وتستيقظ منه.

تكاد تجن من فعل بها هذا وما مصلحته من ذلك والغريب إنه لم يتصل يبتزهم بشئ.


إنتفضت في مكانها علي إثر صوته عندما خرج ووجدها علي تلك الحالة قائلا :-

هتفضلي تنوحي كدة كتير سيادتك؟


رفعت عينيها الدامعة ناظرة له قائلة بصوت خافت:- حتي دة هتتحكم فيه؟ سيبني في حالي متشغلش بالك.


تقدم منها وسحبها من زراعها بقوة قائلا بحدة:- وانتي مين علشان أشغل بالي بيكي؟ لا فوقي كدا وصحصحي كدة. أنا بس بقولك كدة علشان تعملي حسابك لوالدتك ووالدتي اللي هيطلعولك كمان شوية.


هتفت بخفوت:- متقلقش هعرف أتصرف.


أردف بسخرية :- اه طبعا ما إنتي خبرة في الموضوع دة تعرفي كويس تخدعي اللي قدامك.


طالعته بألم قائلة:- الكلام معاك ممنوش فايدة مهما حاولت أبرئ نفسي قدامك بتسد ودانك وبتعمي عيونك وتنفذ اللي إنت عاوزه حتي لو غلط.


ترك يدها ثم صفق لها قائلا :- برافو لانك فهمتيني.


لم ترد عليه وإنما توجهت للحمام وصفقت الباب بقوة ثم جلست خلفه أرضا وإنخرطت في البكاء من ظلمه لها.


بعد وقت تحاملت علي نفسها ونهضت وما إن خطت خطوتين للأمام حتي شعرت بدوار شديد فلم تستطع التوازن فسقطت أرضا فإصتدمت رأسها بحافة المغطس فصرخت ألما.


كان يستند بزراعيه علي نافذة الشرفة وهو يزفر بضيق كيف له أن يقسو عليها بتلك الطريقة وهو يعشقها حد الهوس، ولكن ما فعلته لا يغتفر كلما تأتي تلك المشاهد في مخيلته يصبح كالبركان يريد أن يطيح بالأخضر واليابس ويريد قتله وقتلها.


تنهد بأسي لما فعلت به وهو علي أتم إستعداد أن يحارب الجميع لأجلها ولكن ماذا فعلت جرحته في الصميم.


إنتفض علي إثر صراخها وهرول مسرعا وفتح باب المرحاض بسرعة فوجدها ساقطة أرضا بجوار الغطس ورأسها ينزف وهي تبكي وتأن ألما.


جلس قبالتها وهتف بخوف تغلب فيه القلب علي العقل :- إيه اللي حصلك وايه الدم دة؟


هتفت بشهقات:- ووقعت وراسي جات علي البانيو.


حملها بقلق قائلا :- مش تاخدي بالك.


نظرت له بدموع فقد أصابها الدوار فجأة فترنحت وسقطت دون إرادتها.


وضعها علي الفراش ثم دلف مجددا وأحضر علبة الإسعافات ثم وضعها بجوارها ومد يده ونزع حجابها علي عجالة وسط خجلها.


وبدون وعي منه طالعها بإعجاب وهام في خضرة عينيها وكاد أن يتمادي إلا إنه إبتعد مسرعا وهز رأسه منفضا تلك الأفكار.


مسك قطعة من القطن ووضع بها القليل من المطهر ثم وضعها علي جرح رأسها وبدأ بتنظيفه برفق، (بقلم زكية محمد )أخذت تطالعه بدهشة كأنما هو مريض فصام فما تراه في عينيه الآن لا يمت تمام الصلة بجفافه وقسوته.


بعد أن انتهي هتف بهدوء:- الجرح مش عميق. ابقي خدي بالك بعد كدة.


هتفت بتوتر:- ششكرا


قالت ذلك ثم نهضت وسرعان ما إمتلكها الدوار مجددا فترنحت فلاحظ هو ذلك فإلتقطتها زراعيه بسرعة قائلا :- مالك؟ إنتي كويسة.


هتفت بضعف:- اه كويسة.


أبعدت يديه عنها رغم شعورها بالدوار الشديد ولكنها ستتحامل علي نفسها حتي لا يسئ الظن بها كعادته.


سارت بضعف وجلست علي الأريكة فقد تمكن الدوار منها فوضعت كلتا يديها علي رأسها تضغط عليها بقوة لعله يغادر.


أخذ يراقبها عن كثب فإقترب منها قائلا :- فيكي إيه؟


نظرت له بأعين دامعة وهي تقول:- راسي وجعاني والدنيا لافة بيا.


هتف بتأكيد :- دة أكيد ضغطك وطي من ال. ..


بتر كلماته ولم يكمل أما هي فهمت بسبب وصلة بكائها الطويلة ليلة البارحة.


تحدث بهدوء:- نامي شوية وهتبقي كويسة.


هزت رأسها بضعف بموافقة ثم رفعت قدميها لتتمدد علي الأريكة فهتف بصرامة:- قومي نامي علي السرير.


هتفت بسخرية:- لا كتر خيرك أنا مرتاحة كدة.


هتف بحدة :- لما اقول كلمة تتسمع.


نهضت بقلة حيلة فهي ليست بحالة تتحمل النقاش والمعارضة فهي غير قادرة علي مواجهته فيكفي ما هي فيه.


وصلت لطرف الفراش فألقت بنفسها عليه ثم سحبت الغطاء عليها وأغلقت عينيها وسرعان ما ذهبت في سبات عميق من كثرة تعبها.


زفر بضيق وتوجه للجانب الآخر من الفراش ثم تمدد عليه برفق في مواجهتها ثم أخذ ينظر لها بحب وغيظ وشفقة وحقد ومشاعر متضاربة لا يعرف لها مرسي لتستقر عليه.


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


إستيقظ قبلها وجدها غافية علي وضعيتها إبتسم بحب ثم مرر يده بين خصلات شعرها الناعم. ثم سارت يده علي قسمات وجهها حتى إستقرت عند محصوله فإبتسم بخبث ومال ليقطفه.


إستيقظت بإنزعاج وهي تشعر بأن أنفاسها تسحب منها ففتحت عينيها وما أن رأته بتلك الوضعية أخذت تبعده بقبضتيها الصغيرتين تارة وتضربه تارة أخري ولكنه لم يتزحزح.


بعد مرور بعض الوقت إبتعد عنها وهو يتنفس بسرعة أما هي أخذت تسعل بشدة وهتفت بتذمر:- يا رخم كنت هتقطعلي نفسي.


هتف بمكر:- يا خبر طيب تعالي أعملك تنفس صناعي.


صاحت بخجل:- بطل يا قليل الأدب .


أردف بدون إكتراث :- قولي حاجة جديدة.

ثم أضاف بحدة مصطنعة :- وبعدين تعالي هنا في واحدة تصحي ما تقولش صباح الخير لزوجها.


قبضت علي الغطاء بيدها قائلة بخجل:- آسفة صباح الخير.


أردف بحب:- صباح الخير والنور والهنا والجمال علي محصول الفراولة الجميل.


ثم إقترب منها قائلا بخبث:- استني في واحدة فراولة لسة ما إتقطفتش.


نهضت مسرعة مما أدي إلي إختلال توازنها فوقعت أرضا فتعالت ضحكاته عليها قائلا :-

تستاهلي شوفتي اللي بيجي علي الغلبان لو خلتيني أقطف الفراولة مكنش دة حصلك.


نهضت بتذمر قائلة بتلعثم:- يكون في علمك لو مش احترمت نفسك هروح أوضتي.


ضيق عينيه قائلا بسخرية:- لا يا شيخة.


ثم نهض متوجها لها بخطوات خبيثة فهتفت بتأتأة:- أااا عععارف لو لو قربت ها هت. ..هت


هتف بتلاعب :- هت إيه يا بيبة ؟


رفعت إصبعها ناحيته قائلة بتهديد:- قولتلك متقربش يا فارس.


هتف بضحك :- الله هو اسمي حلو كدة.


هتفت بتوسل:- فارس خلاص بقي الله.


سحبها من خصرها علي حين غرة فشهقت بصدمة أما هو إبتلعها في جوفه حينما قام بقطف محصوله مرة أخري.


إبتعد عنها عندما شعر برجفتها الشديدة ودموعها فنظر لها قائلا بندم:- حبيبة أنا آسف مش قصدي أخوفك.


هتفت ببكاء:- إنت بقيت قليل الأدب كدة ليه؟ ترضي أعمل اللي عملته دة غصب عنك.


نظر لها بدهشة ومن كلامها الأبله مثلها فإبتسم بخبث قائلا :- اه أرضي وربنا جربي كدة.


هزت رأسها بيأس قائلة :- بردو مفيش فايدة فيك أبدا.


قالت ذلك ثم جلست علي الأريكة بتذمر شديد.


حك رأسه بحيرة ثم إقترب منها قائلا بهدوء :- خلاص متزعليش يا ستي حتي بصي أنا داخل الحمام وهغيب شوية هترتاحي مني ابسطي بقي.


قال ذلك ثم دلف للمرحاض ليغتسل أما هي زفرت براحة ثم هتفت بخجل وصوت خافت:- لا دة مش هيجيبها البر أبدا.


ثم أضافت بحزن وحيرة:- ويا تري بيعمل كدة علشان بيحبني أو حتي أهمه ولا علشان بنت والسلام؟


زفرت بضيق من تلك الوساوس التي تجتمع بعقلها وتذكرت هنا لا بد إنه يحبها وسيتزوج بها بعد أن ينتهي ذلك الإتفاق لذا عليها أن تكسب قلبه قبل تلك المدة والا سيحدث ما لا يحمد عقباه.


مسكت جديلتها وابتسمت بسعادة إنه يتذكر تلك الأيام التي شهدت علي عشقها الشديد له منذ الصغر وكيف كانت تركض دوما اليه تشكو له وكأنه والدها وكان يقف لها كسد منيع يحميها مما يؤذيها.


فاقت من شرودها علي خروجه وهو ملتف بمنشفة فقط فكادت أن تصيبها ذبحة صدرية عندما رأته علي تلك الحالة فسرعان ما أخفت وجهها بين راحتي يدها وإلتفت للجانب الآخر ولم تتحدث.


أما هو أخذ يدندن وهو يخرج الثياب من الخزانة وهو يكاد ينفجر ضاحكا عليها.


هتف بخبث :- إنتي باصة كدة ليه دا حتي هنا المنظر يشرح. ..


هتفت بتلعثم :- لا لا أااا أنا كويسة كدا.


أخذ يثير حنقها وهو يبدل ملابسه حتي إنتهي ثم جلس ملتصقا بها فشهقت بصوت عال فهتف بضيق:- إيه يا بيبة إيه يا ماما هو أنا هاكلك؟


نظرت له بعد أن عادت لوضعها الطبيعي قائلة :- لا لا مش مش كدة. ...بس. ...


قاطعها قائلا بتفهم :- عارف عارف خلاص .

وبعدين مفيش نعيما يا حبيبى ولا أي حاجة من الحجات دي؟


نظرت له بضيق قائلة:- فايق ورايق .


ضحك قائلا :- ومروقش ليه حد يبقي معاه بيبة وما يروقش؟


خجلت من كلماته وغيرت الموضوع فهتفت بغباء:- هو إحنا هنقعد هنا كتير أنا عاوزة أنزل تحت.


ضحك بخبث قائلا :- لا استحملى دا انتي هتتحبسي أسبوع لقدام.


هتفت بدهشة :- وليه دا كله إن شاء الله.


أردف بغيظ:- فيها كتير يا روحي فيها كتير وعقلك الصغير دا مش هيستوعب.


هتفت بإصرار :- لا قولي ليه ما ينفعش؟


أردف بوقاحة :- مش إحنا عريس وعروسة؟


هزت رأسها بموافقة فأكمل:- والعرسان بيعملوا إيه؟


إشتعلت وجنتيها بلهيب الخجل حينما فهمت ما يرمي إليه فغمز لها بعبث قائلا :- الله ينور عليكي هو دة بقي اللي جه في بالك فمش هينفع ننزل دلوقتي يا ام مخ تخين.


ثم أردف بوقاحة :- ولا إنتي عاوزة تعملي زيهم؟


هزت رأسها بنفي وإنكمشت بخوف قائلة بإرتعاش:- لا لا لا.


هتف بضحك حينما رأي خوفها :- يا بنتي بهزر معاكي.


هتفت بتذمر :- شوفلك حاجة تهزر فيها غير دي بقي.


ضحك بخفوت قائلا :- ماشي يا بيبة.


أخذت تهز قدميها بتوتر وبداخلها أسئلة تريد طرحها عليه ولكنها تخشي أن تخبره إياها.


أما هو راقب تعابير وجهها بفضول من بين عبوس وحزن وضيق فأردف بهدوء:-

بيبة عاوزة تقولي إيه؟


نظرت له بصدمة كيف عرف فهتفت بتوتر :- ممم مفيش.


هتف بإصرار :- حبيبة ما توهيش علشان أنا حافظك اوي. ها عاوزة تقولي إيه؟


فركت يديها بتوتر قائلة :- كنت عاوزة أقولك يعني. ..يعني.


حثها علي الحديث قائلا :- أيوة عاوزة تقولي إيه؟


هتفت بتلعثم :- كنت عاوزة أسألك يعني عن علاقتك إنت وهنا. ..يعني ماشية ازاي لحد دلوقتي؟


أغلق عينيه بعنف وقبض علي كف يده حتي برزت عروقه ثم أخذ صدره يعلو ويهبط بسرعة من حدة تنفسه.


تعجبت هي من حالته تلك فهتفت بقلق :- خلاص لو مش عاوز تقول براحتك.


فتح عيناه ونظر لها قائلا بغضب مكتوم :- ما تجبيش سيرتها تاني ولا تتكلمي عنها؟ فاهمة؟


هتفت بغيرة عمياء:-اه طبعا مش عاوزني أجيب سيرتها حبيبة القلب بتفكرك بخيانتك ليها وإنها المفروض تكون مكاني مش كدة؟


أعتذر زراعها بغضب قائلا :- بس اخرسي ما اسمعش نفسك.


أدمعت عينيها قائلة:- طيب سيب إيدي.


تركها بعنف ثم نهض وجلس علي المقعد المقابل للشرفة وهو يضع يديه علي رأسه يعتصرها بقوة لعلها تستطيع أن تنسيه ما حدث .

عاد بذاكرته إلي ذلك اليوم المشؤوم الذي يذكره بقبحه ودنائته في ذلك اليوم.

Flash back


بعد أداء الإمتحانات بقليل كان مع رفقته كالعادة حتي دلفت هي ورفقتها للنادي فكان يتحاشي الحديث معها لانه أصبح متزوج ولديه مسؤوليات تجاه عائلته وتجاهها.


عندما رأته طلبت الحديث معه علي إنفراد وبعد إلحاح طويل ذهب معها الي إحدي الأماكن الخالية فأخذت تعاتبه وتبكي لانه تركها.


شعر بالضيق من نفسه لما يفعله فلأول مرة يشعر بالإشمئزاز من نفسه.


هتف بضيق مكتوم :- هنا أظن إني إتكلمت

معاكي قبل كدة إننا لازم ننهي كل حاجة.


هتفت ببكاء :- مش أنت قلت وضع مؤقت إيه اللي أتغير أتجوزها وطلقها وأنا هستناك بس بلاش تبعد عني أرجوك.


شعر بزغللة ودوار خفيف وحراره جسده بدأت تزيد فهز رأسه قائلا :- حبيبة افهميني. ...


قاطعته قائلة بوجع:- اسمي هنا يا فارس.


جز علي أسنانه بعنف قائلا :- هنا إحنا اتفقنا مش كدة؟


حاوطت يديها عنقه قائلة بهمس :- فارس أنا بحبك أفهم دة.


أغلق عينيه متأثرا بملمسها وهو لا يعرف ما يعتريه فتأهبت حواس جسده مطالبا بالمزيد

دفعها برفق الي إحدي الغرف ثم إقترب منها وقد كان ما كان. ....


إستيقظ صباحا وهو يشعر بألم شديد في رأسه نهض معتدلا بتثاقل ولكنه إنتبه لصوت بكاء مكتوم تطلع حوله فصدم حينما وجدها

تشد بإحدى الأغطية تخفي جسدها تحته وتشهق وتبكي بعنف وما كاد يصيبه بالجنون وضعه الذي لا يختلف كثيرا عن وضعها.


هتف بضياع :- إيه اللي حصل؟ إيه دة؟


هتفت ببكاء:- بتسألني سيادتك يعني مش عارف عملت إيه يا بجاحتك.


سحب ملابسه وقام بإرتدائها علي عجالة قائلا بضياع:- فهميني عملت إيه؟ وإزاي دة حصل؟


هتفت بصراخ:- يعني مش فاكر عملت إيه؟ حاضر يا سيدي هقلك عملت إيه؟ إنت نمت معايا بس غصب عني قعدت أترجاك وانت زي الحيوان عمال تنهش فيا.


هتف بذهول شديد :- بس أنا مش فاكر إني عملت كدة ولا فاكر حاجة من الأساس.


صرخت في وجهه قائلة :- حرام عليك ضيعتني وجاي تقول ما فكرش حاجة حسبي الله ونعم الوكيل فيك. امشي يا فارس أنا مش هجبرك علي حاجة ليا رب اسمه الكريم.


ضرب الطاولة بعنف بقدمه قائلا بغضب:- إزاي؟ ازاي؟أنا مش فاكر حاجة.


ثم بدأت بعض الصور الطفيفة تأتي أمام عينيه ولكن بتشوش فحقا لا يتذكر شئ يا الله ما هذا الجرم الذي أرتكبته؟


هتفت بدموع:- سكت ليه حرام عليك إنت لازم تشوف صرفة. اعمل إيه علشان تصدقني.


قالت ذلك ثم أشارت لدليل عفتها قائلة بإنكسار:- لسة بردو مش مصدق؟


قالت ذلك ثم إنخرطت في موجة بكاء عنيفة اما هو أخذ يسير في الغرفة ذهابا وإيابا بعصبية شديدة كيف له بتلك الوضاعة أن يعتدي علي فتاة وما يصيبه بالجنون أكثر هو عدم تذكره لشئ.


إعتصر رأسه بقبضة يده بقوة ثم نظر لتلك الباكية فإقترب منها قائلا :- هنا أهدي واسمعيني. ....


قاطعته هاتفة بعنف :- اهدي ازاي ها اهدي ازاي طبعا عاوز تطلع نفسك من الموضوع .


أردف بغيظ:- لا طبعا أنا مش ندل للدرجة دى أنا. ...اهدي أنا هصلح كل حاجة.


هتفت ببكاء :- اللي اتكسر عمره ما بيتصلح.


أردف مسرعا :- لا بيتصلح أنا. ..أنا هتجوزك .


أردفت بصدمة:- تتجوزني؟ طيب وفرحك اللي بعد أيام دة؟


هتف بنفاذ صبر:- ملكيش دعوة بفرحي أنا هتجوزك في السر وقبل ما تعترضي هتجوزك عند مأذون بس لفترة مؤقتة مش هنقول لحد لغاية ما اتصرف ..


أردفت بدموع:- كتر خيرك والله. أنا إزاي كنت عامية كدا مشفتش حقارتك دي ازاي من الأول.


أردف بغيظ:- يا ريت سيادتك تلمي لسانك شوية علشان أنا علي أخري واللي فيا مكفيني.


نظرت له بضعف ولم ترد عليه. هتف بهدوء وهو يوليها ظهره :- قومي البسي علشان نمشي.


إمتثلت لأوامره وبعد أن إرتدت ثيابها مشت خلفه حتي صعدت معه السيارة وأخذها إلي إحدي المكاتب ودلفوا عند المأذون وتم عقد قرانهم سرا كما إتفقوا.


وقام بشراء شقة لها تمكث فيها حتي يرجع والدها من رحلة عمله.


أما هو توجه للنادي وطلب من الإدارة أن يري كاميرات المراقبة وبالفعل صدم حينما رأي أحد العاملين ولكن وجهه غير ظاهر بوضع شئ في العصير الذي تناوله فجن جنونه وطلب منهم أن يأتوا به علي الفور ولكنهم أخبروه إنه ليس بعامل لديهم من الأساس فأخذ يصرخ فيهم علي تسيبهم وإهمالهم ذاك. هددهم بمركزه فخافوا واخبروه بأنهم سيبذلوا قصار جهدهم في إحضاره. وأخذ يتسائل من له مصلحة في ذلك؟ لعن غبائه الذي أوصله لذلك المنحدر كيف له أن يقع في مثل هذا الفخ ويسلمهم رقبته علي طبق من ذهب والادهي من ذلك تم تدنيس روح بريئة في ذلك الطريق الشنيع .


ومرت الأيام به وهو لم يصل إلي الفاعل حتي الآن ولم يخبر أحدا بشيء ونوعا ما قد تناسي إلي أن أتت هي تذكره مجددا .شعر بالإختناق والضيق (بقلم زكية محمد )كلما تذكر ذلك اليوم وما اقترفه من جرم، بقي أيام يصلي ويدعو الي الله أن يعفو عنه وان يظهر له ذلك المتسبب في جعل حياته غير هانئة، لذا عليه بالإسراع لمعرفة من المتسبب خلف ذلك.


End of Flash back


عاد من شروده ونظر لتلك الطفلة الكبيرة ذلك السلام في أيام الحرب في أوزارها، الهدوء وسط الضيج الصاخب.


كانت تبكي بخفوت وهي تمسك زراعها تدلكه بألم، نظر لها بحب فهي مضجع راحته وسكينته كم يتمني أن يهرب بها بعيدا ويحظي بالنعيم معها فقط دون وجود شئ يعكر صفوهم، ولكن كيف وتلك السلاسل التي تقيده جاعلة منه غير قادر علي الحركة.


نهض بخفة من مكانه وتوجه ناحيتها وجلس جوارها وسرعان ما نهضت وجلست علي الفراش، فزفر بنفاذ صبر ونهض وجلس قبالتها فكادت أن تنهض مجددا إلا إنه كان الأسرع حينما مسك يدها برفق قائلا :-

إقعدي هو إحنا هنلعب. بلاش شغل عيال.


طالعته بضيق وذمت شفتيها بعبوس ونظرت أمامها متجاهلة النظر إليه.


كاد أن يضحك علي تصرفها الطفولي ذلك فهتف بضحك :- وبعدين معاكي بقي؟ أنا آسف مقصدش أزعقلك بس إنتي نرفزتيني بكلامك ومن عقلك البطاطس دة اللي بيحلل علي قده ومزاجه.


هتفت بتذمر:- متقولش علي عقلي بطاطس


ضحك بخفوت قائلا :- ماشي حقك عليا. أنا مقصدش أبدا اللي فهمتيه أنا أقصد متجبيش سيرتها علشان بتضايقني.


نظرت له بدهشة فأكمل بهدوء:- ايوة زي ما سمعتي. أنا دلوقتي مش عاوز اسمع غير بيبة وبس.


نظرت له بلهفة طفل قائلة بسعادة:- بجد؟ صحيح اللي قلته ولا إنت بتكدب؟


أردف بغيظ:- ولازمتها إيه الطوب اللي في الآخر دة؟ لا يا ستي مبكدبش عليكي. ممكن بقي تفكي التكشيرة دي بقي؟


مسحت باقي الدموع المتعلقة بأهدابها قائلة :-خلاص أهو أنا مش زعلانة منك.


ضمها لصدره بحنان قائلا :- يسلملي قلبك الطيب الأبيض دة .


هتفت بخجل وهي تحاول أن تنسل من بين زراعيه :- أااا فارس إبعد.


شدد بزراعيه عليها أكثر قائلا بإحتياج :-

متخافيش هحضنك بس خليكي في حضني عاوز أحس إني مرتاح. راحتي في وجودك.


إتسعت عينيها علي آخرهما من تصريحه الأخير ذلك واستسلمت لطلبه إذ شددت بقبضتيها الصغيرتين حول خصره وأغلقت جفنيها وهي تتمني أن تظل هكذا بقية حياتها.


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


كانت سجود برفقة ايه تطمئن عليها بينما كانت شجن بالمطبخ تنهي أعمالها المنزلية.


هتفت رحمة بتذمر:- يا بنتي مش هتبطلي نشفان الدماغ دة؟


هتفت بهدوء وهي تقوم بجلي الأطباق :-

أنا مرتاحة كدة يا ستي.


هتفت بغيظ:- يعني هيحصل إيه لو جيتي قعدتي هنا إنتي ومامتك معانا لكن دماغك الشوز دي هتفضل شوز.


هتفت بتحذير:- رحمة حلي عن سمايا انا فيا اللي مكفيني.


هتفت بقلق:- ليه مالم يا شجن في حاجة تعباكي أو حد ضايقك؟


هزت رأسها بنفي قائلة :- مفيش حاجة يا رحمة متشغليش بالك. انا بس بفكر امتي هخلص الأطباق اللي قدامي دي.


تنهدت براحة قائلة :- يا شيخة خضتيني. أساعدك؟


هزت رأسها بنفي قائلة بسرعة :- لا لا متعمليش كدة هزعل منك.


هتفت بقلة حيلة :- ماشي ماشي يا شجن.


ثم أضافت بتذكر وخبث :- ألا قوليلي يا بت يا شجن كنتي فين إنتي وإياد إمبارح شوفتكم وانتوا داخلين ورا بعض ها بتعملوا إيه يا أشقية وانتوا عاملين زي توم وجيري؟


إرتبكت حينما تذكرت ما حدث بالأمس وحديثه القاسي لها.


إنتفضت علي إثر وكزة رحمة لها التي غمزت لها بعبث قائلة :- روحتي فين هي السنارة غمزت ولا إيه؟


أردفت بعدم فهم :- سنارة إيه؟


ضحكت بخبث قائلة :- عيب عليكي علي العموم هقولهالك بطريقة تانية شكلك وقعتي علي بوزك مع اياد يعني حبتيه يا ناصحة.


رفعت حاجبيها بسخرية قائلة:- نعم؟بتقولي إيه؟ إياد! هههههه ضحتيني.


هتفت بتعجب :- وايه اللي يضحك في كلامي؟

هتفت بغيظ :- لان لو السما إطبقت علي الأرض والشمس طلعت من الغرب إستحالة أحب أو أفكر فيه دا بني آدم رخم ومعندهوش رحمة ومش هنسي اللي عمله فيا.


هتفت بهدوء:- بس هو بينفذ شغله وكمان متنسيش إنك كنتي غلطانة بردو.


هتفت بإرتباك :- حتي ولو كان المفروض يفهم إني كنت بعمل كدة غصب عني.


أردفت بهدوء:- ما هو لو مقدرش كدة كان زمانك قاعدة هنا وسطينا عادي.


أردفت بغباء:- أومال نكون فين؟ نرجع إسكندرية؟ مش مشكلة أنا أصلا عاوزة امشي


قاطعتها بغيظ قائلة :- أبوس ايدك افصلي شوية أنا قصدي لو مكنش عارف إنك عملتي كدة غصب عنك كنتي هتكوني مشرفة في أبو زعبل وصلت. ؟إياد ميعرفش أبوه في شغله علشان كدة بقولك.


هتفت بسخرية :- لا والله. كتر خيره الصراحة مش عارفين نودي جمايله دي فين؟


أجابتها بتلاعب :- حبيه. ...


أحمر وجهها غضبا ثم نظرت هنا وهناك عن شئ لتلقيه بها فلم تجد فخلعت خفها وألقته بقوة عليها فإنخفضت رحمة بسرعة متفادية إياه (بقلم زكية محمد )في نفس اللحظة التي دلف بها إياد المطبخ ، الذي كان يبحث عن شقيقته، فأصتدمت بوجهه بعنف فشهقت بقوة وبصدمة لما حظها العثر يوقعها معه في كل مرة؟


تجمدت مكانها تنظر لنتيجة فعلتها بذهول لم تقصده أبدا ولكن تم قذفها عليه بالنهاية.


إكفهر وجهه غضبا فإزدردت ريقها ببعض الخوف في إنتظار ما سيفعله .


تسحبت رحمة بحذر قائلة:- والله ما انا يا إياد دي البت شجن.


هتف بغضب مكتوم:- إخفي من قدامي دلوقتي.


هزت رأسها بموافقة ومن ثم ركضت بسرعة للخارج.

أخذ يتقدم منها بخطوات دبت الذعر بداخلها فهتفت بإرتعاش :- بببقولك إيه يا جدع إنت؟ أنا أنا مقصدش تيجي فيك متعملهاش قضية يعني.


إلتوي ثغره مبتسما بتهكم قائلا :- معملهاش قضية. اممم تمام بس بشرط.


هتفت بتعجب :- شرط! ثم أضافت بسخرية:- وايه هو بقي الشرط دة يا حضرة الظابط؟


أردف بغرور:- تعتزري عن اللي حصل.


ضيقت عينيها قائلة بسخرية :- لا يا شيخ ماشي موافقة بس إنت كمان تعتزر.


هتف بسخرية:- أظن قلتلك إني مكنتش أقصد.


طالعته بتحدي قائلة :- وأنا بردو أظن ان قلتلك إني مقصدش يبقي خالصين يا حضرة الظابط.


جز علي أسنانه بعنف ود لو يقتلها فهي الوحيدة القادرة علي إثارة غضبه والوقوف في وجهه.

لم يختلف حالها كثيرا عنه إذ هتفت بداخلها:- أحسن تستاهل مكنتش سكينة كنا خلصنا منك.


حدجها بغضب وحقد ثم ترك المكان بسرعة قبل أن يفتك بها وينهي حياتها في الحال.


هتفت بفرح وهي تشعر بالإنتصار لإثارة حنقه:- الله عليكي يا بت يا شجن تسلم إيدك.

قالت ذلك ثم تابعت جلي الأطباق.


بالخارج صاح إياد بصوت عال :- رحمة يا رحمة.


أتت وهي ترتعش خوفا أن يعاقبها .هتفت بإرتعاش:- أااا أيوة يا إياد.


هتف بغضب مكتوم وهو يشير لها بأن تقترب منه :- تعالي هنا.


هزت رأسها بخوف قائلة :- لا لا هنا حلو.


أردف بغيظ:- بقولك تعالي بالذوق بدل ما أجيبك بالعافية.


نطقت الشهادة بداخلها ثم إقتربت منه بخطى مرتعشة وما إن وقفت أمامه قام بجذبها من أذنها بقوة قائلا بغيظ:- عملالي زي فرقع لوز كل ما أعوزك أجيبك من حتة مختلفة.


هتفت بألم :- أي أي ودني يا إياد.


هتف بحدة:- سيادتك ناسية إن أول يوم شغل ليكي النهاردة في الشركة وانتي قاعدة تتسامري بدل ما تجهزي.


هتفت بتذكر :- اه صح سوري نسيت هروح أجهز سيب ودني بقي.


أتي زياد وعندما رآها هكذا ضحك قائلا :- إنتي لسة بلبس البيت خدها علي التخشيبة يا إياد.


هتفت بتذمر:- كدة يا زياد وأهون عليك دا أنا صديقك الصدوق بردو.


أردف بجدية:- لا صديقي الصدوق في البيت لكن في الشغل ما بهزرش.


سألته بحذر :- يعني. ...يعني هتبقى زي إياد بوش خشب؟


شدد علي أذنها قائلا بغيظ:- بتغلطي كمان طيب قولي إني قاعدة تحت ايده حتي.


بينما هتف زياد بضحك:- ايوا هبقي بوش خشب يلا علي فوق فى ظرف عشر دقايق الاقيكي جهزتي.


هرولت للأعلى بسرعة بينما تعالت ضحكاتهم عليها.


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


بعد مرور ثلاثة أسابيع لم يتغير بهما شئ سوي نزول فارس وحبيبة المشفي وقاموا بإستلام عملهم وأثبتوا جدارتهم في مجالاتهم.


كانت تجلس إلي جوار رفيقتها قائلة ببسمة بسيطة:- أنا مبسوطة شوية لانه بدأ يتغير.


غمزت لها بعبث :- أيوا يا عم يعني هيجي نونو في الطريق عن قريب؟


توردت وجنتيها خجلا قائلة :- ها أااا لا لسة شوية علي الموضوع دة لما أتأكد إنه بيحبني بجد وإنه ما بيفكرش في غيري.


سألتها بحذر:- وانتي بقي بتعملي إيه قصاد إنه ما يفكرش في غيرك، شكلك بتنامي بالحجاب.


هزت رأسها بنفي فأردفت بحماس :- ها بتلبسي إيه؟


أجابتها ببساطة :- بلبس بجامات هيكون بلبس إيه؟


مطت شفتيها بسخرية قائلة:- أنا كنت عارفة إنك هتشليني بدري بدري. دا كتر خيره الصراحة إنه باقي عليكي.


هتفت بإمتعاض:- يا سلام أومال عاوزاني البس لبسي العادي قدامه دة قليل الأدب وبيقول قلة أدب وأنا خايفة منه بسبب اللي حصل يعني.


هزت رأسها بتفهم قائلة :- ماشي يا حبيبتي ويارب يا فارس يا ابن أم فارس يهديك للغلبانة دي.


ضحكت علي طريقتها ومن ثم ذهبن ليتابعن عملهن.


في نفس الوقت خرج فارس من إحدي العمليات ودلف للمرحاض وقام بخلع الملابس الخاصة بالعمليات (بقلم زكية محمد )واغتسل ثم خرج ودلف لمكتبه ثم وضع نظارته الطبية وإلتقط الأوراق التي أمامه يفحصها ليري حالة المريض ويشخصها.


سمع طرقات علي الباب فهتف وانظاره مازالت مسلطة علي الأوراق :- أدخل.


دلف الطارق ووقف قبالته ولم ينبت بكلمة فتعجب فارس من ذلك فرفع أنظاره للأعلي ليري من هذا الشخص.


إتسعت عينيه بصدمة وذهول ونهض من مكانه قائلا :- إنتي! إيه اللي جابك هنا ؟


أردفت بدموع :- حتى دا مستكتره عليا يا دكتور؟ جيت أشوفك وأشوف غبت ليه المرة دي إيه عروستك الجديدة واخدة عقلك ولا إيه؟


هتف بغيظ مكتوم :- اذا سمحتي ممنوش فايدة الكلام دة.


هتفت بوجع:- حاضر وعلي العموم آسفة يا سيدي بعد اذنك. ..


أردف بحدة:-استني عندك قوليلي بقي إيه سر الزيارة دي كان فيكي تتصلي بيا.


وضعت يدها علي بطنها قائلة :- جيت اطمن علي ابني. انا حامل يا فارس. .......


                   الفصل الخامس عشر من هنا


لقراة باقي الفصول الجزء الثاني من هنا


لقراة الجزء الاول كاملة من هنا 


تعليقات



<>