رواية هوس عاشق الفصل السابع والثامن بقلم فرح طارق

رواية هوس عاشق

الفصل السابع والثامن 

 بقلم فرح طارق

مر اليوم وحل المساء.."


تشعُر وكأن اليوم مر سريعًا لا تعلم لِما أيعجل اليوم بموتها، أجل موتها رؤيتها له مع وحده آخرى ستُشاركه حياته يعني الموت بالنسبةٍ لها..

أترحل تُريد الإنسحاب تراه يدخل الڤيلا ويداه في يدها، تِبًا لك زين وتبتسم أيضًا تقتلني هُنا وأنت تبتسم معها!!

يُعرفها للجميع وكم بدا سعيدًا بذلك يتوقف أمامها أمُختل عقليًا هو..يُريدني أن أتعرف عليها..


زين بإبتسامة : دي لينا بنت خالتو وبنت عمي ف نفس الوقت وأختي التؤام بالنسبالي..

ودي نيره حبيبتي وشريكة حياتي يا لينا..


نيره : إزيك لينا زين على طول كان بيكلمني عنك..


لينا وهي تحاول الثبات : ويا ترى كان بيقولك أي عني؟


نيرة وهي تضع يدها على كتف زين : بيقولي على أيام طفولتكوا الي قضتوها سوى وقد أي هو بيعتبرك أخته وتؤام ليه..


إكتفت لينا بإبتسامه زائفة وصمتت..

بينما نورسين تهتف لفرح بجانبها : البت دي مش سهلة عفكره بصي بتقولها أي والله اجيبها من شعرها..


كانت تظُن نورسين أنها تُحادث فرح ولكن صُدمت بأن من بجانبها مالِك..

نظرت له نورسين وكان واقفًا يكتم ضحكته ولكنه فشل..


نورسين : مالِك إزيك


مالِك بضحك : الحمدلله..


نورسين بضيق : خلاص بقى وبعدين هي بتضايقها وواضحه أوي..


تنهد مالِك بضيق : عارف..


نورسين : بس على مين هوريها الصبر بس..


رفع مالِك حاجبها بتعجب : هتعملي أي..


رحلت نورسين من جانبه وهي تُردف بخبث : استنى وهتشوف..


ذهبت نورسين للمطبخ ووجدت فرح تفف بالداخل..


نورسين : ها جهزتي ؟؟


فرح بخبث : أيوة..


نورسين وهي تأخُذ من يدها ذاك الطبق الذي تحمله.. : تمام ونبهي ع الي هتحط الأكل أن ده يبقى قصادها هي وبس..


فرح : دا أنا هشرف عليها بنفسي..


مـر وقتًا وكان الجميع يجلس حول مائدة الطعام، وإذ فاجئة بصوتٍ يُصدر ويُحول جميع أنظار الجميع لِإتجاه ذاك الصوت..


نظرت نيرة حولها بِخجل لا تعلم كيف حدث ذلك ولكن حدث ما حدث..

بينما الجميع ينظُر لها بِحاجبان مرفوعان مِن شِدة الصدمة ولم تحتمل هي تِلك النظرات ف تقوم مِن مكانها وهي تجري بإتجاه الخارج..ليس الغرفة فقط إنما الڤيلا بأكملها..


ضحكت نورسين وفرح بِشدة مِما حدث..

فرح بضحك شديد : ههههههههههه لا بجد مش قادرة دي الي كنت هتتجوزها يا زين..ههههههههههههه لأ فظيعه بجد مش قادرة تمسك نفسها لحد ما تقوم تدخل التواليت..ههههههههههههههه مش قادرة خالص..


أمسكت فرح بِبطنها من شدة الضحك : يالهوووووووي مش قادرة خالص بطني أ هتموتني من كُتر الضحك هههههههههههه


ضحك الجميع أيضًا بينما نظر زين لهُم بغضب : خلاص بقى..


فرح بضحك : خلاص أي يا ابني وأي العصبية دي...طب والله أنت عاوز تضحك بس ماسك نفسك عشان تبان الواد الچينتل الي بيدافع عن خطيبته ههههههههههه..واله هموت بجد..


وهنا لم يتمالك زين نفسه أيضًا ف الجميع ما زالوا يضحكون وشاركهم هو أيضًا ذاك الضحك..


بعد وقت بِغرفة مالِك..


مالِك بخبث : شوفتي يا عيني الي حصل لنيرة..


نورسين : مالِك متلفش وتدور أنت عرفت أن أنا الي عملت كده ف بلاش شغل اللف والخبث ده..


مالِك بضحك : بس أي الجمدان ده..


نورسين بفخر : عيب عليك أنا مش أي حد بردوا..

ثم أضافت : ههههههههههه بس أي رأيك ف بصتها وكسوفها ولا يالهوي لما قامت تجري قدامنا كلنا....بجد منظرها كان فظيع..ههههه بس أحسن هي الي من أول ما جت وهي نازلة تغيظ ف لينا و زين بيبي وحشتني..وحشها أي ما كان لسة معاها وهو الي جايبها مكنتش قادرة تقوله كده برة..


أكملت وهي تنظر أمامها بقرف : بت مايعة  بصحيح..


رفع مالِك حاجباه بدهشة : إيه!!


إنتبهت نورسين لِما قالته : أحم ق.. قصدي أن هي ق..هو..

أكملت وهي تزفر بحنق : أه زي ما سمعت مايعة  خلاص!!


مالِك بخبث : هي دي غيرة إنك مش عارفه تقلديها ولا عشان لينا؟؟


نورسين بشهقة : غيرة اي يا إبني أنت.. وأنا مش عارفه أقلدها ليه يعني ما أنت معايا أهو مش قادرة أنا اقرب منك كده..


ثم إقتربت منه وقامت بطبع قبلة على وجنته وهمست بجانب أذنه : وأقولك وحشتني..!

دا أنا حتى اقدر ابوسك زي كده دلوقت أما هي أخرها وحشتني بس..


مالِك : طب ما تبوسي..


نورسين وهي تطبع قبلة على وجنته مرة آخرى : أهو..


مالِك وهو يرفع حاجبه : ده اخرك..


نورسين بعدم فهم : مش فاهمة تقصد أي..


مالِك : بعيدًا عن إني حاسس اني معرفكيش خالص يا نورسين وإني بدأت اكتشفك من النهاردة فعلًا، بس البوسة مبتكونش كده..


نورسين وهي تهز كتفاها : أمال بتكون إزاي..


مالِك وهو يقترب منها ويهمس أمام شفتيها : بتكون كده..

إقترب منها وأخذها معه لِعالمه.

عالم "هوس عاشِق.."


في ڤيلا جلال الدين..


ميرا : بابي هو مين الشاب الي اداني العصير ف مكتبك


جلال : قصدك عامر ده سكرتير مالِك والسكرتير بتاعي حاليًا لحد ما الاقي سكرتير..


ميرا : هو إنت بتدور على سكرتير..


جلال : أه


ميرا : وبنتك موجودة أخص عليك


جلال بدهشة : أنتِ عاوزة تشتغلي 


ميرا وهي تهز رأسها بمعنى نعم : أه


جلال : طيب هتفهمي إزاي شغل السكرتاريه وأنتِ أصلًا خريجة فنون


ميرا : هتعلم يا بابا محدش عرف كل حاجه من مفيشةيعني أكيد بيتعلموا..


جلال : طيب بكره تيجي معايا وأخلي عمار يعلمك وتبقي تحت التدريب 


ميرا بفرحه داخلية ف ما خططت له سيتحقق وأبيها أضاف شيئًا لم تُخطط له ولكنه سيتحقق ف ما أرادت سِوى أن ترى عمار مرة آخرى والقدر الآن سيجعلها تعمل معه بل وتحت تدريبه : أوكي يا بابي أنا هطلع أوضتي هاخد شاور وانام..


جلال : مش هتنامي معايا!!,


ميرا : لأ..هنام لوحدي النهاردة


جلال : ماشي يا حبيبتي


ذهبت لينا للأعلى وأخذت شاورها وخرجت من المرحاض وجلست على الفراش وهي تُربع قدميها وتمسك بالاب توب الخاص بِها وتدخل على صفحته الشخصية التي لا تعلم للمرة الكام ستدخل عليها اليوم..


ميرا بإعجاب : قمر يا أخواتي والله قمر..


أبعتله أد طب ما ابعت أي المشكلة..ولا لأ لأ هستنى حتى نشتغل سوى وأهو يكون فيه حِجه يعني أيوة هستنى..


أخذت اللاب بأحضانها وهي تبتسم أحقًا أحبته و لِم لا تُحبه، كان عطوفًا عليها لينًا بكلامته معها..بِرغم أن لو أحدًا آخر بِمكانه لكان تعصب عليها وتضايق مما كانت تفعله ف هي كانت تبكي فقط وتقول إنها تُريد والدها..بينما هو تكلم معها بِحنو شديد وأخذها لِوالدها الذي عرف من هو بعدما أخذت كُل صبره وبالرغم مِن ذلك لم يتعصب عليها وكان لينًا في كلامته ويقوم بِبث شعور الطمأنينه بِداخلها ويخبرها بأنه سيذهب بِها لوالدها فقط عليها ألا تخاف..

ف هي الآن تأخذ اللاب بأحضانها وتنام بِسلام لِمُجرد أن اللاب مفتوحًا على صفحته الشخصية ف ماذا إن نامت بأحضانه هو..؟


في صباح يومٍ جديد.


يجلس بِمكتبهُ وهو شارد بِها يُريد العودة للمنزل سريعًا، يشعُر وكأن اليوم يمُر وكأنه عامًا وليس يومًا مُنذ أن تزوجها..ف حقًا أيقن أنه حقًا مهووسًا بِها وبات يشعُر بأنها أصبحت تُبادله ذاك الحُب ولكن لحُبها نكهة خاصة أضافت لهُ بعضًا مِن الجنون، ف حقًا تيقن بأنها مجنونة حقًا وأنه مُتزوج بِطفلة ليس إلا..

إبتسم وهو يتذكر ما فعلتهُ بِه في الصباح قبل الذهاب لِعمله..


فلاش باك..


إستيقظت من نومها وجدته نائمًا بِعُمق شديد..وقد إبتسمت لهُ بِخبث وهُناك فِكرٍ ما يدور برأسها..


نورسين بخبث : ماشي يا مالِك امبارح قولت إني مجنونة أنا هوريك الجنان على حق..


قامت من أحضانه بِرفقٍ شديد وهي تتوجه لداخل المرحاض وتتمنى بأن لا يستيقظ من نومه حتى تُنفذ ما نَوت على فِعله


نورسين بتأفف : أوف ساعه عشان أدور على ورقة وأما الاقيها ملاقيش ولاعة أوف بقى!!


إبتسامة نصر زينت مِحياها وهى تنظُر لِعلبة أعواد الثِقاب التي وجدتها أمامها : ييس هو ده..


جلست أمام قدماه وهي تتصرف بِمهلٍ شديد وتقوب بتبثبيت تِلك الورقة بين قدماه وتُشعل عود الثِقاب بِرفق..


نورسين بهلع وهي تتصنع النوم بِجانب مالِك.. : مالِك احلق دخان فيه حريق..


إنتفض مالِك من نومه وهو يصرُخ بِها بأن تخرج مِن الغُرفة بينما هي تضحك وبِشدة حتى أدمعت عيناها من منظر مالِك وشعره الفحمي المُشعث وملامحه التي بدا واضحًا عليها أثار النوم وهو يُخبرها بِفزع بأن تذهب للخارج..


نظر مالِك إلى ما تُشير إليه وكانت ورقة تحترق بين أصابع قدمه..


أطفأها مالِك بِغيظ من معشوقته : بقى كده يا نور..


نورسين وهي تُحاول أن تتماسك ف هي لا تقدر على فِعل شئ الآن سوى الضحك

نورسين بصعوبة من بين ضحكاتها : ههههههههههه سوري يا مالِك ب..بس منظرك يجنن بجد..


وباتت تُقلده : أجري يا نور اطلعي برة..


هههههههه بجد مش قادرة يا مالِك..


شهقت بِفزع وهي تركُض بِفزع لِداخل المرحاض وتُغلق الباب..


Back..


-يااا عااااااااشق

-‏إنتبه لِذاك الواقف أمامه..

مالِك : كيان


كيان بِسخريه : لأ شبحه..


مالِك : بس يا ظريف


كيان : أبس أي واقف بقالي ساعه وسيادتك مُبتسم و ولا بترد على أمي.. مين الي واخد عقلك يا صاحب عمري


رجع مالِك برأسه للخلف وهو يبتسم : نورسين.


كيان بعدم فهم : أيوة عمود كهربا دا ولا أي


مالِك بعصبية : كيان اتلم


كيان : اتلم أي مش فاهم يا مالِك أي نورسين ده؟


مالِك : مراتي


كيان بتذكر : أه معلش نسيت إنك اتجوزت أصلا. 


مالِك : عامل أي مع مراتك


كيان بملل : نفس الموال يا مالِك، صدقني لولا حور بنتي كان زماني مطلقها


مالِك : معلش يا كيان طول بالك شوية


كيان : جبت أخري يا مالِك، صبري كلوا نفذ صدقني..

المهم أنا همشي عشان مسافر البلد


مالِك : إشمعنا


كيان : حور يا سيدي عاوزة تسافر عشان فريدة..كل يوم عياط فريدة وحشتني يا بابا


مالِك وهو يغمز : وحشت حور بردوا


كيان : يوه عليك يا مالِك


مالِك بضحك : ها يا كيان سامعك أتكلم


كيان : سامع أي يا جدع بقولك ماشي عشان مسافر


مالِك : أه نسيت إن فريدة وحشتك..قصدي وحشت حور بنتك


كيان وهو يقذفه بِملفٍ موضوع أمامه : سلام يا مالِك


ظل يضحك مالِك على أفعال صديقه الذي رحل وأخذ ينظر للأوراق بإهتمام مرة آخرى


"في كافتيريا الجامعة.."


يجلس بحُزن وهو ينتظرها دون كلل يأتي يوميًا ينتظر منها أن تأتي..


ظفر بحنق وهو يعيد الإتصال بها ولكن مرة آخرى يجيبه "الهاتف الملطوب مُغلق.."


زياد بتوعد : ماشي يا سيليا، مسيري أشوفك وأعرف مخبيه عني أي.. أنا واثق إن وراكي حكاية مخبياها عني..


رحل وهو يتلفت حوله لعله يجدها ولكن يأس من أن تأتي ف أتجه للخارج وهو يصعد بسيارته ويرحل ..


في مكان آخر.."


سيليا : يا بابا حرام عليك سيب شعري


ماجد : اخرصي يا و**ه متزينه كده ورايحه فين يا ف*** ما إنتِ تلاقيكي زيها نسخه منها


زينب بدموع : حرام عليك يا ماجد البت هتموت ف إيدك


ماجد وهو يبصق بوجهها : اخرصي إنتِ كمان يا *** ما هي تربيتك يا ف*** هتطلع أي يعني شيخه..!!

وأنا الي عمال أغفل نفسي وأقول لأ واسكت وإنتِ بتخليها تروح المخروبة الجامعه من ورايا وأنا مختوم على قفايا.. أي شايفني أو*** ولا أي..لولا إبن عمها راقبها وعرف بتروح فين لأ وكمان شايفها واقفة مع الشباب..


زينب : طب سيبها يا ماجد


ماجد وهو يسحب سيليا من شعرها ويذهب بها ناحية الغرفة ويلقي بها على الفراش ويغلق الباب بوجه أمها ويقوم بخلع حزامه..

ماجد بقسوة : أنا هربيكي من جديد يا تربية ال و*** الي بره دي..


زينب وهي تضرب برجلها وقدمها على باب الغرفة : ربنا ينتقم منك يا ماجد..سيب البت هتموت حرام عليك..


ظلت تبكي وتصرخ ولكن لم يأتي أحد ف تِلك ليست أول مره يضرب إبنته بِتلك الطريقة وكُلما تدخل أحدًا من الجيران لم يلقى سِوى الإهانة لنفسه..


زينب بصراخ وهو تلطم : منك لله يا ماجد ربنا ينتقم منك إنت وإبن أخوك ف ساعه واحده..


خرج ماجد وهو يلهث وأمسك زينب من شعرها : اسمعي بقى خروج للو** دي من البيت مش عاوز مفهوم وقسمًا عظمًا يا زينب لو شميت ها شميت بس إنها عتبت باب الشقة لتكوني طالق بفضيحه..


ألقاها أرضًا وهو ينظر لها بتقزز : وامشي إنجري من قدامي بخلقتك دي..


صرخ بها بحدة : غوري يلا مستنية أي..


دخلت لغرفة إبنتها وأغلقت عليهم الباب وهي تأخذها بأحضانها وتتمتم بداخلها أن يخلصها ربها من يد ذاك الظالم..


زينب وهي تمسك بوجه ابنتها : سيليا اسمعيني كويس لازم تهربي من هنا يا بنتي..مينفعش هيموتك صدقيني بقاله أسبوعين وكل يوم والتاني يضربك بالوحشيه دي هتموتي ف أيده ف مره..بصي يا بنتي خدي الدهب بتاعي واهربي..


سيليا برفض : لأ مش هسيبك ليه يا ماما..


زينب : سيليا اسمعيني يا بنتي ده إنسان معندوش رحمه، زي ما قتل اختك وهي لسة ف بطني هيقتلك إنتِ كمان صدقيني..


سيليا برفض : مش هسيبك ليه يا ماما مستحيل..


زينب : منك لله يا ماجد ربنا ينتقم منك..


ظلت تبكي هي وابنتها إلي أن غفلا الإثنان معًا وهما يحتضان بعضم البعض بحماية..


في ڤيلا الفيومي.."


سمع طُرقات خفيفة وهو يجلس بِمكتب مالِك يعمل ببعض الأوراق التي أمره مالِك بإنهائها..علم من صوت الطرقات من الطارق..


زين بهدوء : أدخل


دخلت ولا زال هو ينظر لِتلك الأوراق، حمحمت حتى يرفع رأسه ظنًا منها أنه لا يعرف أنها من دخلت..أغبية هي..!! هو يقدر على تمييز طرقاتها بِحرافية بل هو قادر على تمييز أي شئ خاص بِها وحدها، عجبًا مِنك يا زين..!!


زين : عاوزة أي يا لينا.


لينا بصدمه : أنت عارف إن أنا الي واقفة..؟


زين بهدوء : من قبل ما تدخلي وأنا عارف إن إنتِ.


إحمرت وجنتاها بخجل وأرادت تغيير مسار الحديث وأن تخبره بِما تريد حتى تعود مره أخرى لغرفتها سريعًا..

- ممكن تقنع خالو إني أسافر أحضر الدكتوراه بتاعتي..؟

زين : لوحدك؟


لينا : أكيد يعني هبقى لوحدي


زين : وإنتِ عارفه خالو يا لينا مستحيل يوافق، ولو هو وافق ف أنا مش هوافق يا لينا


لينا : وده ليه..؟


زين بهدوء : مينفعش تسافري لوحدك تحضري دكتوراه وتروحي بلد غريبة لوحدك وتعيشي مع ناس غرب لوحدك يا لينا.. لأن ببساطه إنتِ لو حصل معاكي أي حاجه مش هتقدري تتصرفي يا لينا لأنك شخص هامش جدًا وضعيف مش شخصية جريئة..تعرفي لو فرح كنت خليتها تسافر وأقنعت مالِك بكده إنما إنتِ لأ لأنك غير فرح يا لينا.


صدمت بِما أخبرها بِه بكل صراحه ولم يعي لشعورها ذاك من كلامه..أتِلك هي فكرته عنها أنها شخصيه ضعيفة لا أكثر من ذلك..


هزت رأسها وهي لازالت على صدمتها تِلك ورحلت مُسرعه حتى تختبئ بِغرفتها مره أخرى..تِلك الغرفة التي ودائمًا تهرب بِها من ذاك العالم الخارجي المؤذي بالنسبةٍ لها، ذاك العالم الذي سلب روحها وأخذ والديها، ذاك العالم  لا يزال لم رأف بِها بعد ويُطعنها بأشد قسوة..التي وكأن بينهما عدواة..


جلست تبكي وهي تُمسك بصورة والدها والدموع تنزل بِغزارة..


أين أنت يا أبي..

أريد البكاء بأحضانك أين أنت..

العالم يقسو يا أبي على قلبي المسكين

وإني يا أبي بِكل كُلي حزين

أين أنت يا أبي

لِتضُمني بِحنانٍ بين ذراعيك

تُربت على يدي وتُعطيني بعض الأمان

الأمان الذي رحل عني حينما إبتعدتُ عن أحضانك

الأمان الذي دُفن يا أبي مع جسدك أنت

حينما دُفنت يا أبي دُفِنت حريتي

وإنسُلِب الأمان مِن داخلي

أريد العودة لأحضانك أبي

ف والله العالم قاسي علي وقلبي ما عاد يحتمل

أين أنت يا أبي.


إنتفضت مِن بُكائها على صوت رنين هاتفها


لينا بخفوت : ألو


محمد بحنو : وحشتيني


لينا وهي تمسح دموعها وتحاول أن تبان نبرتها طبيعيه : أخبارك أي


محمد : إنتِ كويسة، مالك يا لينا


لينا : مليش يا محمد


محمد : لأ ليكي يا قلب محمد، مالك، تحبي نتقابل.؟


لم تستطع الصمود أمام ذلك الحنو الذي يندلع بِكل حرفٍ ينطقه


محمد بحنو : لينا ردي يا حبيبتي


لينا بشهقات كالأطفال : آ.. أنا تعبانه اوي وم..محدش حاسس بيا خالص يا محمد، عاوزة أمشي من هنا..عاوزة أسافر..تعبت يا محمد


محمد : طيب يا قلب محمد أنا خمس دقايق وأكون عندك تكوني جهزتي وتتكلمي براحتك


لينا وهي تمسح دموعها : ماشي.


 روايه 💞هوس_عاشِق💞

⚘⚘بائعة الورد⚘⚘


الفصل الثامن.

...............

                                        • • •


كانت تجلس أمامه بِإحدى المطاعم.


محمد وهو ينظر لها بحنو : قوليلي بقى مالك..؟


لينا : محمد ممكن قبل أي حاجه..هقولك على حاجه عارفة أنها هتوجعك بس أرجوك تفهمني يا محمد


ثم أمسكت بيده وهي تنظر له بترجي : بس توعدني الأول إنك تفضل معايا زي ما أنت


محمد بحزن أخفاه ببراعه ف هو فهم ما ستقوله : قولي يا لينا


لينا : نكون صحاب يا محمد، تكونلي الأخ الي مش عندي والي هو بدور أب بالنسبة ليا، صدقني إنت حنين أوي معايا بتفهمني اكتر ما أنا بفهم نفسي، أقرب ليا من نفسي حتى يا محمد، بس أرجوك متضغطش عليا وتقولي نبقى أكتر من صحاب يا محمد.


محمد بحنو وهو يربت على يديها : حاضر يا لينا


لينا بإستنكار : هو مش أنا قولتلك توعدني إنك متتغيرش معايا


محمد بعدم فهم : طب وأنا عملت إي


لينا : ليه رديت قولت حاضر يا لينا فين حاضر يا قلب محمد الي بتقولها..؟


محمد : ده غزل وإنتِ اتفقتي نكون صحاب إشمعنا دي..؟


لينا بخجل : مش عارفه بس بحبك تقولها


محمد بحنو : حاضر يا لينا حاضر يا غُلب محمد وتعبه..ودلوقت ممكن ست لينا تقولي مالها..؟


قصت له لينا ما حدث معها في الصباح.."


محمد : وإنتِ علاقتك بزين إتغيرت ليه، إنتوا كنتوا قريبين أوي من بعض، حتى ف الجامعه لما كنت بشوفه دايمًا بيجي ياخدك من الجامعه كنت بغير من قربه ليكي يا لينا، أي الي حصل


لينا : لأنه عرف إني بحبه..


محمد : عرف إزاي


لينا : مش عارفه..بس سمعته ف مره هو وأحمد صاحبه ف مكتب مالِك بيكلموا عني يوم ما روحت المستشفى


قصت له ما إستمعت إليه من حديثهم.."


محمد بهدوء : طيب يا لينا زين عنده حق


لينا : عنده حق ف أي


محمد : إنك طيبة زيادة عن اللزوم


لينا بإستنكار : لو كنت هامش وضعيفه زي ما قال كنت حبيتك يا محمد


محمد : وهو خايف عليكي ممكن تبصي ليها للجانب ده


لينا : يقف جمبي مش يفضل كل شوية يقطمني بالكلام ده لأ و ف الآخر رايح يخطب


محمد : طيب ممكن تهدي


لينا : م أنا هادية شايفني بشد ف شعري


محمد بمُشاكسة : لأ شايفك هتشدي ف شعرك


لينا بعصبية : محمد


محمد : قلب محمد


إبتسمت لينا وصمتت


محمد وهو يهمس لنفسه : والله ما شوفت اغبى منك يا زين


لينا بدموع : محمد.. أنا تعبانه أوي، ماما وبابا وحشوني..تعرف ماما لما كانت عايشة كانت عارفة إني بعشق زين يا محمد مش بس بحبه..بس كانت دايمًا تقولي مستحيل يا لينا ارخصك هساعدك يا تتجاوزيه من حياتك يا إما هو يتعدل ويجي راكع ووقتها ممكن أوافق بيه عليكي..بس هي سابتني يا محمد..سابتني للدنيا ترخصني، العالم قاسي أوي صدقني، خد مني بابا وخد ماما الإتنين مع بعض..خد عيلتي كلها ف يوم واحد، زي الشخص العاجز الي ماشي بعكازين وفاجئة وهو ف نص طريقه العكاز يتكسر والاتنين مش واحد بس، كلهم بعيد عني، كل شخص فيهم ليه حياته ومشاغله وتفكيره والي أنا كنت مشاغلهم وتفكيرهم وحياتهم خلاص سابوني ومشيوا..


أكملت وهي تمسح دموعها وتبتسم : بس تعرف يا محمد، من يوم ما نورسين جت البيت..وهي معايا على طول، أصلها وحيده زيي كده، بتحس بيا من غير ما أتكلم حتى يا محمد..على طول بتبقى قاعدة معايا وبتكلم فيا وتواسي وتدادي فيا، بقالها أسبوع وأيام بس حاسه أنها بقالها سنين معايا، أنا دايمًا بقولها إنتِ ليه متجوزتيش خالو من زمان..بحسها زيي بالظبط أهلها بردوا ماتوا وسابوها لوحدها، مأساتنا واحده عشان كده بتفهمني ربنا عوضني بيها يا محمد.


صمتت لبعض الوقت وإستردت حديثها قائلة : وعوضني بيك.


رفع حاجباه بدهشة : بيا..!!


هزت رأسها بمعنى نعم : أه يا محمد بيك، عوضني بيك إنت كمان..ربنا عوضني بشخص يسمعني كده..عارفه كمية الوجع الي جواك وإنت بتسمعني بس برغم كده مُبتسم وسامعني..


محمد : تعرفي يا لينا..


نظرت له بتركيز شديد وهي تستمع لما سيقوله..


محمد : أنا بحبك يا لينا من أول يوم عيني وقعت عليكي فيه ف الجامعه، وقتها كنتِ ف سنه أولى، عدا سنه إتنين تلاته لحد ما بقوا أربعه كنت بحاول اتقرب منك وإنتِ كنتِ بتبعدي عني، حتى كلمة منك كنت ببقى مستنيها إنك تقولي إزيك حتى مكنش بتحصل يا لينا، فلت اراقبك من بعيدن أعرف كل حركاتك، كل تفصيلة ف حياتك، شبه عرفت عنك كل حاجه يا لينا، درستك كلك على بعضك.

متخيلة بس بقى أربع سنين وأنا بتمنى حتى كلمة إزيك تقوليها ليا ومكنتش بتحصل..

ف ما بالك بقعدة بينا زي دي وإنتِ بتتكلمي وأنا بسمعلك يا لينا، أه مش زي ما كنت متمني إنك تقعدي وتكلميني وتعيطي بسبب شخص تاني إنتِ بتحبيه، بس يكفي يا لينا إنك قدامي دلوقت وبتتكلمي وأنا شايفك، وبتكلميني وبتقولي إسمي ف نص كلامك، ك تأكيد ليا إنك بتكلميني أنا، بحسك بتقوليلي أه يا محمد أنا بكلمك إنت وقاعدة معاك إنت مش مع حد غيرك


لينا بدموع : أنا آسفة أوي بجد


محمد بإبتسامة حزينه : على أي يا لينا القلب مش بإيدينا صدقيني قلبك مش بإيدك هتقوليله حب مين وإكره مين، قلبك معلهوش سُلطان يا لينا، بيحب ويكره وإنتِ مبتقدريش تحكُمي عليه، وصدقيني يكفي عندي الي قولته، إنك قاعدة معايا دلوقت وبتكلميني وأنا أرد عليكي أقولك يا قلب محمد بشوف وقتها ف عنيكي نظرة غريبة مش عارف أفهمها دلوقت أو بمعنى أصح مش قادر أحددها، بس مسيرها يا لينا تتحدد وتتكشف لوحدها.


لينا بإبتسامة : إن شاء الله يا محمد


محمد : إن شاء الله يا قلب محمد.


محمد وهو ينظر لساعة يدهُ : نمشي دلوقت لأني مسافر دبي كمان ساعتين والوقت خدني ومحضرتش حاجتي ولسة هروح المطار


لينا : طب ليه اتقابلنا كنت تسافر..!!


محمد : أولا مكنتش هقدر أسافر من غير ما أشوفك، ثانيا حسيت إنك محتجاني حتى لو كنت اضطريت آأجل سفري كنت أجلت يا لينا.


إبتسمت لينا لما قاله وأردفت : هتيجي امتى ومسافر ليه اصلا


محمد : صفقه خاصة بالشركه ومالِك بعتني أنا أمضي العقود مع المشتركين معاهم، وهاجي أمتى مش عارف للأسف


لينا : طيب ممكن متتأخرش


محمد بمشاكسة : إشمعنا


لينا بتوتر : ع..عادي يعني..

أكملت بمرح : مين هيأكلني ببلاش وإنت مسافر.


محمد : أه يا بتاعت بطنك، ماشي يا لينا، وأنا الي بحسب هوحشك.


لينا محاولة لتغيير الحديث : يلا هتتأخر


محمد : ماشي يلا..


في مكتب جلال.."


عامر : إزيك يا ميرا


ميرا بخفوت : الحمدلله


جلال : ميرا يا عامر هتشتغل معانا وهتكون السكرتيرة بتاعتك


ميرا بصدمة : أي..


جلال : أيوة هتكوني مساعدة عامر


عامر : تمام يا جلال باشا


جلال : وطبعًا يا عامر ميرا تنسى أنها بنتي أي تقصير منها زي ما بنعمل ف الشركة هنا مع أي عامل فيها من أكبرها لاصغرها تقصير بيحصل إنذار مرة إتنين التالتة رفد


عامر : تمام يا باشا


جلال : أخرجي يا ميرا وعامر جاي وراكي


خرجت ميرا ونظر جلال لعامر


جلال : طبعًا الي قولته ده لميرا بس يا عامر لكن مش قصدي إنك تنفذه فعلًا، ميرا هتتعبك شوية ف الشغل وأنا عارف، بس أمشي معاها واحده واحده يا عامر إنت أكيد شوفت لما جت الشركة كانت عامله إزاي بس عشان اتأخرت عن البيت شوية


عامر وهو يهز رأسه بتفهم : حاضر يا جلال باشا متشلش همها


إبتسم له جلال وأمأ رأسه برضا.


عامر : عن أذنك يا باشا


جلال : إتفضل يا عامر


خرج عامر وبنفس الوقت كان يدلف مالِك..


مالِك وهو يجلس أمام جلال : إشمعنا هتخلي ميرا مساعدة عامر كنت خليها سكرتيرة ليك وعامر يبقى معاه شغلي 


رجع جلال برأسه للخلف وهو يُفكر بشئ ما : لأ يا مالِك


مالِك : بتفكر ف أي.؟


جلال : تفتكر ميرا بسهولة كده تنزل شغل يا مالِك وتتعامل مع راجل؟


مالِك بحيرة : ده الي عاوز أسألك عنه، ده حتى أنا بتخاف تسلم عليا..!


جلال : واشمعنا عامر يا مالِك..؟ وموافقتش على الشغل غير لما عرفت أن شغلها مع عامر وقتها شوفت ف عنيها فرحه أول مره اشوفها من 15 سنه يا مالِك


مالِك : عايز توصل لأي


جلال : لو الي ف بالي صح


مالِك مُقاطعًا له : وعامر فكرت ف عامر


جلال : عامر إنسان كويس يا مالِك، وأنا مش قصدي يحبها أو حاجه..كل الي أقصده أن ميرا معنى الي هي فيه أنها حست بأمان تجاه عامر يعني عامر ممكن يساعدني إني اعالجها يا مالِك وتخف


مالِك : وهتعمل أي


جلال : هفهم عامر هحكيله، عامر إنسان كويس طموح متفهم محترم، ميرا بنتي الوحيده وأكيد مش هأذيها يا مالِك، وعامر بقاله سنين بيشتغل معانا وهو الي مساعدنا ف وقوف الشركة على رجلها هو وأحمد


مالِك : عارف بس 


جلال : قصدك لو ميرا حبيته؟


مالِك : أيوة معنى أنها تلاقي أمان مع شخص أنها تكون حبته ولو عامر مبادلش نفس الحب ميرا هترجع أسوأ من الأول 


جلال : هتكون خفت


مالِك : بس قلبها هيكون انكسر هيكون حب مره وانكسر الحب ملوش دعوة بأنك تعبان أو لأ، بالعكس لما تحب شخص ف عز تعبك وإحتياجك ده بيكون أصدق حب، إني أحب حد ف عز توهتي والكركبة الي موجودة جوايا بس أحس بالأمان للشخص ده وأحبه ده اصدق حاجه ووجعها هيكون كبير أوي عليها


جلال : مش يمكن يحبها يا مالِك


مالِك : إنت بتحاول تمسك ف أي قشاية زي الغريق..؟، يعني يوم ما تلاقي قشاية تفكر ف سلبياتها وايجابيتها، هل لو اتعلقت فيها هتكون بر أمان ليك ولا مش هيكون ليها أي فايدة ولا هتغرقك أكتر.؟ فكر كويس، فكر بعقلك دي حياة بنتك واركن العاطفه الي جواك على جمب، مش يمكن لما تبعدها عامر هو الي يجي وراها ويدور عليها، ويمكن لما تخليها قريبة منه كده هو ميحسش بحاجه بس بنتك هي الي تتعذب، متعالجش وجع بوجع أكبر، وجع الحب بالذات ملوش دوا، وكسرت الروح ملهاش ضماد.


جلال بحيرة من أمره : مش عارف يا مالِك أعمل أي، نفسي بنتي تخف، ترجع زي الأول..تعرف أنا صحيت ف يوم قلقت عليها ميرا بقالها أسبوع بتنام لوحدها عادي، كنت مستغرب كده يا مالِك، ولما ف يوم قومت أشوفها كانت واخده اللاب بتاعها ف حضنها، قولت يمكن صورة والدتها الله يرحمها، بس طلعت صورة عامر يا مالِك


مالِك : وأنت شايف إنك تجيبها تشتغل معاه ده حل، ده وجع أكبر ليها، أفرض عامر محبهاش وهي كل يوم والتاني قريبة منه ومعاه ف نفس المكان وف نفس المكتب قاعدة معاه طول اليوم فكرك مش هتتعلق بيه أكتر.؟


جلال : أبعدها.؟


مالِك : ده الحل، خليها تشتغل تشوف الدنيا وتواجه العالم تحل مشاكل هتقف قصادها ف الشغل تعتمد على نفسها، بس بعيد عن عامر


جلال بإقتناع من حديثه : ماشي يا مالِك


مالِك : مش ميرا متخرجه من كلية فنون جميلة .؟


هز جلال رأسه بمعنى نعم


مالِك : شغلها ف قسم التصميم، تصمم لينا شغل وديكورات نعرضهم للناس، أهو شغل ف مجالها وأكيد دخلت فنون يبقى هي من هواة الرسم، هتحب المجال جدًا، وهتتلهي فيه عن كل الدنيا.


جلال : عندك حق هقولها.


مالِك وهو ينهض : ماشي


جلال : هتروح.؟


مالِك : أه


جلال بمُشاكسة : لحقت توحشك


مالِك : أه لحقت توحشني، هي بتوحشني أصلا وهي معايا مش هتوحشني وأنا سايبها و ف شغلي.؟


جلال : يا سيدي ع الحب، تعرف يا مالِك أنا كنت زيك كده بالظبط مع أم ميرا، كنت بعشقها بجنون يا مالِك، من يوم موتها وأنا مش شايف غيرها أكنها عايشة بالظبط، لا عمري حتى اتعاملت مع ستات من بعد وفاتها، لأن أكتر حاجه كنا بنتناقر عليها لما تلاقيني بكلم أي واحده، رغم أن الكلام ف حدود وف شغل بس، لكنها كانت بتغير ومن يوم موتها يعلم ربنا إني لا بتعامل مع ستات لا ف سغل ولا فأي حاجه يا مالِك، ربنا يكرمك يا أبني ويرزقك منها بذرية صالحه تونسكوا طول العُمر يا مالِك، عايز أقولك يا مالِك حاجه..

أسرق من عمرك لحظات معاها يا أبني، كل ثانية ف إيدك إنك تكونها معاها، خليك فيها معاها ومتسبهاش


مالِك بإبتسامة : حاضر


جلال : يلا عشان متتأخرش عنها


إبتسم له مالِك ورحل.


في ڤيلا الفيومي.."


نورسين بغضب : كنتِ فين يا هانم..؟


لينا بضحك : أي يا نور مالك


نورسين بغضب : سيادتك سيباني ورايحه مع محمد ونازلة من عربيته بتضحكي 


أكملت بحزن : ولا كأنك قولتيلي هتشوفي معايا التنسيق النهاردة عشان أعمل معادلة وأدخل الجامعه..


ضربت لينا رأسها : اوووف نسيت بجد، والله يا نور حصل حاجه ضايقتني و محمد كلمني وكان مسافر ف نزلت أقابله..


نورسين بغمزة : يا سيدي يا سيدي


تنهدت لينا : لأ يا نور اتفقت معاه نكون صحاب بس


نورسين : أحسن يا لينا، ده أحسن ليكي وليه، كنتِ هتظلميه لو معملتيش كده


لينا : ما أنا كلمته النهاردة وفهمته 


نورسين : طيب يلا خدي شاور لحد ما اجبلنا أكل واطلع بسرعه أحسن خالتك مش طايقاني وف الرايحه والجاية بتفضل ترميني بالكلام 


تنهدت لينا : وإنتِ هتقوليلي على خالتو، الله يكون ف عونك يا بنتي، يلا روحي وأنا هطلع اغير بسرعه وهستناكي


هزت نورسين رأسها بمعنى حسنًا..


داليدا بتقزز : تعالي عاوزاكي


نظرت نورسين لتلك التي تطالعها بتقزز وهي تُشير لها ف أمأت برأسها ورحلت خلفها بصمتٍ وخوف.


دلفت داليدا للغرفة وأحكمت إغلاقها من الداخل..


جلست داليدا بتعالي على فراشها : اسمعي يا بتاعه إنتِ فكرك إنك تلفِ على أخويا وتحومي حواليه وهو يا عين أخته صدقك وأتجوزك..


ثم قامت من مجلسها وهي تقترب من أذنها : ولا تكوني ف فاكره هتجبيله عيل وتكوشي على الي وراه والي قدامه، إذا كان أخويا مش شايفك على حقيقتك ف أنا وراه وشايفاكي يا بتاعه إنتِ..


حتت بت بياعة ورد بتتجول ف الشوارع تتحايل على كل واحد بعربية شوية وبتتحايل على الناس يشتروا منها وردة عشان تجيبلها رغيف عيش تاكلوا، ف طبعًا لقيتي مالِك فرصتك يا شحاته..

بس أوعي تكوني فاكره إن مالِك هيشرفه أنه يخلف من شحاته تربية ملاجئ، ولا يشرفه أنه يوريكي للناس ويعرفهم إنك مراته، ده مش بعيد يجيب منك عيل يشيل إسمه ويرميكي تاني ع الرصيف مطرح ما جابك


كنتِ بتشحتي من الناس فلوس عشان تاكلي، لكن هو جابك هنا ولبسك هدوم ماركة بدل الجتة المقطعه الي كنتِ بتروحي وتيجي بيها، ومقعدك ف ڤيلا، بتاكلي وتشربي ببلاش، مقعدك هانم بعد ما كنتِ شحاته يا تربية ملاجئ..


صرخت بها نورسين بغضب : أنا مش شحاته فاهمة، وشغلتي الي كنت بشتغلها شغلانه شريفة باكل منها بتعبي وشقايا، و تربية الملاجئ دي على الأقل شافت تربية..


صفعتها داليدا بغضب : القلم ده عشان يربيكي يا تربية الملاجئ، ويعرفك مقامك كويس يا حتت شحاته.


أمسكتها داليدا من يدها وقامت بفتح باب الغرفة وألقتها أرضًا..


ونزلت بجسدها وهي تهمس بأذنها


وخليكي عارفه إني وراكي وراكي لحد ما اطلعك من هنا زي ما جيتي يا شحاته..


أغلقت داليدا الباب ووقفت نورسين وهي تبكي على حالها..


دلفت لغرفتها وجلست أرضًا بجانب الفراش وهي تضم رجليها لصدرها وتبكي وتشهق كالأطفال..


نوري.. مالك يا حبيبتي..


قالها مالِك بعدما دلف للغرفة ورأها تجلس هكذا وهي تبكي


نزل بجسده بجانبها وهو يضمها إليه : نوري حبيبتي أهدي مالك يا روحي حصل أي..


ظلت تبكي بين ذراعيه وهو يربت علي كتفيها بحنان وباليد الأخرى يُمسد على شعرها..


شعر بها تهدأ بين ذراعيه و رفع وجهها إليه بأنامله..


- نوري مالك يا حبيبتي حصل أي..

قام بحملها وجلس على الفراش وأجلسها على قدميه


ألقت برأسها داخل أحضانه ويدها تتلفت حول عنقه.


نورسين : مالِك


مالِك : نعم يا روح مالِك


نورسين : هو أنا لما اجبلك الولد هترميني تاني فالشارع


نظر لها مالِك بدهشة من حديثها بينما أكملت نورسين..


هو أنا فعلًا شحاته وميشرفكش إني أبقى مراتك عشان كده اتجوزتني عشان تخلف مني بس


بس أنا مش شحاته والله يا مالِك أنا كنت بشتغل زيي زي أي حد بشتغل وبجيب فلوس عشان أقدر أكُل


أكملت بدموع : أنا يوم ما كنت مببيعش ورد كان بيكون معييش فلوس وكنت بنام من غير أكل بس مكنتش برضى أعمل أي حاجه تأذيني أو تغضب ربنا، صدقني كنت محافظة على نفسي زي ما ماما الله يرحمها كانت دايمًا تقولي إني بنت ولازم أحافظ على نفسي، لما هربت من صاحب البيت كان غصب عني مكنش معايا فلوس كنت بقعد بالايام من غير ما أكل، مكنش قدامي حل وكنت هتسجن يا مالِك، وافقت اتجوزك لأني كنت هتسجن مش عشان أنا وحشة وببيع نفسي


نظرت له ولصمته التام..


نورسين بحزن : إنت مش مصدق صح..؟


وضع مالِك يده على فمها : ششششششش، نوري أنا عمري ما فكرت فيكي كده، تعرفي أول مره شوفتك فيها يوم ما اشتريت منك الوردة ومن يومها يا نوري وأنتِ ف بالي على طول بفكر فيكي، كنت كل يوم أجي نفس المكان عشان أشوفك، بس فاجئة اختفيتي، فكرك أنا جيتلك القاهرة إزاي..؟

أنا كنت بقالي شهور بدور عليكي يا نورسين..برغم إن كان شبه مستحيل الاقيكي بس مفقدتش الأمل وفضلت أدور عليكي كتير، لحد ما أخيرًا لقيتك يا نور، نور أنتِ بقيتي حالي عارفه يعني ايه حالي..؟

بقيتي كل دنيتي يا نور بقيتي أنا، بقيتي جزء مني، حته مني يا نور، و ف الآخر تقولي مستني منك طفل واسيبك، نور إنتِ بنتي الطفل الي أنا عاوزه هو إنتِ، بس أكيد عاوز اخلف منك أجيب عيال شبهك ونسخه منك يا نوري..


صمتت لثواني وإسترد حديثه قائلًا : نوري أنا مش بحبك، أنا بعشقك يا نور، بقيتي عيشقي بقيت مهووس بيكي، إنتِ بقيتي هوس عاشِق، العاشِق ده الي هو أنا، أنا بقيت عاشِقك يا نور، عاشق لكل تفاصيلك، عاشق لضحك، لصوتك، لكلامك، عاشِق لأي حاجه وكل حاجه تخصك أو بتعمليها، مش هفرط فيكي يا نور أنا مصدقت لقيتك يا حبيبتي.


مالت نور برأسها على صدره : أنا فيه حاجه غريبة جوايا، مش عارفه احددها، حاجه بتتشدلك، حاجه بتخليني غصب عني ببقى عاوزة احضنك، بحس بأمان ف حضنك، الأمان الي إفتقدته من يوم ما بابا وماما ماتوا، بحس إنك زي بابا أوي يا مالِك، ف كلامه ف حنيته عليا ف اهتمامه بيا، بابا كان بيحبني أوي، إنت بقيت بتوحشني دايمًا، ببقى عاوزة أكون ف حضنك طول الوقت، العالم قسي عليا أوي يا مالِك، حضنك هو الي الحاجه الوحيده الي بتحميني منه، بستناك كل يوم تيجي من الشغل عشان أقعد ونتكلم سوى عشان تمسك أيدي وتاخدني  فحضنك، بستنى كل يوم يخلص عشان أرجع أنام ف حضنك، لو ده حب يا مالِك ف أنا كمان بحبك


مالِك بحنو : وأنا بعشقك يا قلب مالِك وعيون مالِك وروح مالِك وحياة ومالِك وحال مالِك وكل دنيت مالِك.


نورسين وهي تحاول أن تفلت من بين يداه : هقوم اجبلنا أكل أنا جعانه أوي..


مالِك : لأ اجهزي وهناكل بره


نورسين بفرحه : بجد يا مالِك


هز مالِك رأسه : بجد يا قلب مالِك


قامت سريعًا وهي تقفز كالأطفال وبلمح البصر أرجعها مالِك لداخل أحضانه : تعالي هنا رايحه فين


نورسين ببلاهة : أي هجهز يا مالِك


مالِك : وفين شكرًا بتاعت مالِك..؟


نورسين بإبتسامة : شكرًا


مالِك : ببساطه كده، أولا مفيش شكر بينا ثانيا لو حابة تقولي تبقى كده..


أقترب منها ثم انقض على ثغرها وهو ممسكًا بخصرها يقربها منه أكثر.

                          الفصل التاسع من هنا

لقراة باقي الفصول اضغط هنا



 

تعليقات



<>