نام مالِك وظل يتنقل بالفراش على كلتا جانبيه وحديثه مع خالد لازال يتردد بعقله
ظلمها حقًا يعلم ذلك، ولكن لا يجب أن يفعل ما قاله، هو يريد أن يُخبئها عن الجميع، يحفظ أُخته عن ظهر قلب تِلك التي أختًا من الأب فقط داليدا، صمتها الدائم ذلك لأن مالِك لم يتزوج بعد، لن يكون لهُ وريث، ولكن الآن، أن عرفت ستفعل المستحيل حتى تُبعدها عنه ف هي أخته ويعلمها حق العِلم والمعرفة، ولكن ليس لنورسين ذنبًا أيضًا مهما كان ف هي فتاه لها أحلامها ومُخيلاتها، بالتأكيد لها أُمنيات و فارس أحلام أيضًا..
نهض مُسرعًا حينما فكر بِذلك أيمكن أن يحدث ويكون بِمخيلتها فارسًا آخر غيره، أنها تنام الآن وهي تتمنى أنها لو كانت تزوجت بأخر، حسنًا لقد رآي ترددها وتأخرها بالامضاء على عقد الزواج، رأي التشتت الكبير بأعيُنها، هل كانت تُفكر برجُلًا آخر أم لا .؟
لا لن يحدث ستُفكر بي فقط سأحتل عقلها وحياتها وقلبها أيضًا، سأكون حياتها وأمحي ذاك الماضي من مُخيلتها، سأكون أنا ذاك الفارس ولن يكون أحدًا غيري.
مدد بِجسده على الفراش مُجددًا وهو يُفكر بأول الخطوات التي سوف يتخذها مع معشوقته.
بينما على الجانب الآخر كانت تُفكر هي بذاك المستقبل المجهول
نورسين مُحادثة لنفسها كما إعتادت دائمًا : بس أهدي يا نورسين، هو قال سنة ونطلق اجيبله الطفل وخلاص، وبعدين أي الغباء الي أنا عملته النهاردة ما كنت سيبته وخلصت ومن كلامه أنه عشان الطفل وبس يعني كان هيقرب لحد ما أقول أنا حامل وخلاص كده، غباء يا نورسين كالعادة بس هو الي يخوف أنا مالي!!
اوووف كفاية تفكير أنا هنام، لأ أنا جعانه اوي..
قامت نورسين وخرجت من غُرفتها ونزلت للأسفل ولم تدري ما تفعله ف صعدت مرة أخرى ووقفت أمام غُرفة مالِك.
"أخبط عليه واقوله أنا جعانه، أيوة هو يعني اتجوزني عشان يجوعني من أولها ولا أي، والمفروض هو كان جاب أكل من الأول ف هخبط بقى.." قال نورسين كلماتها تِلك بتأفف ومن ثم طرقت عدت طرقات خفيفة، شعر بها مالِك.
هل أتخيل أم لا، لا أحد سوانا بالڤيلا.
إعتدل مالِك واتجه ناحية الباب وفتحه.
نورسين بخجل وتوتر : أحم آ..انا آسفة بس
مش المفروض تكون جبت أكل أنا جعانه دلوقت.." قالتها بإندفاع شديد مما أدى لدهشة مالِك من اندفاعها بينما هي وضعت يدها على فمها
بس كده عيوني تحبي تأكلي اي..؟
"قالها مالِك بإبتسامة وتِلك النظرة التي تُعبر عن عشقه ولم تفهمها هي حتى الآن.."
نورسين : أي حاجه هطلبها يعني هتجبهالي
مالِك : أي حاجه
نورسين : أي حاجه أي حاجه
مالِك بضحك : أي حاجه أي حاجه
-عاوزة بيتزا وعاوزة أكل كنتاكي وعاوزة كريب.."قالتها بلهفة شديدة إبتسم لها مالِك.."
- عيوني طعم معين ؟
- البيتزا فراخ والكريب باللحمة.
- طيب هأكلك وجبة أحلى من كنتاكي خالص، والباقي زي ما طلبتي
- ماشي.."أجابت بإبتسامة ونزل مالِك للأسفل بينما وقفت مكانها بحزن : عمري ما دوقت كنتاكي أصلا بس أكيد الي إنت هتجيبه من مكان أحلى.
قالت كلماتها ونزلت خلفه وانتظرته حتى طلب الطعام وجاء.
مالِك : الأكل مش هيتأخر حبه وهيجي
نورسين : ماشي..
جلست على الأريكة وجلس مالِك أمامها في جوٍ مشحون بالتوتر من كلتا الطرفين.
نورسين : هي المطرة بتمطر
مالِك بهدوء: أيوة
قفزت نورسين من مكانها وهي تُصفق بفرحه : الله تعالى نخرج يلا
سحبته من يده دون شعورٍ منها بينما هو كان يسير خلفها كالطفل الذي وأخيرًا وجد عائلة تحتويه.
وقفت نورسين تحت المطر بسعادة : حلوة أوي والجو ريحته جميل، أنت بتحب المطر؟
مالِك : يعني مش أوي
نورسين : إزاي فيه حد ميحبش المطر، ده جميل خالص.
قالت جملتها وأخذت تدور حول نفسها كالفراشة.
بينما ينظر لها مالِك بإبتسامة.
- أنت ليه واقف بعيد تعالى هنا تحت المطر.
سحبته مرة وأخرى تحت المطر و وقفا الإثنان معًا.
مالِك بهيام : ضحكتك حلوة أوي
نورسين بخجل : أحم شكرًا.
مالِك وقد إقترب منها : مش بقول كمجاملة يا نورسين فعلًا ضحكتك حلوة، بس عنيكي أحلى، الي من أول مرة شوفتها فيها وهي دايمًا ف عقلي.
مرر بأنامله على وجهها بأكمله ومن ثم باعد خصلات شعرها التي تمردت بفعل المطر وإلتصقت بوجهها.
مالِك وأنامله تسير على وجنتاها : عنيكي فيهم حاجه غريبة، بتجذب ليها أوي مش عارف إزاي يا نورسين.
إقترب منها وأخذ يُقبلها بِرقة شديدة ورِفق خوفًا عليها.
بينما هي وجدت يداها تطوقان حول رقبته.
أبتعد عنها مالِك وهو ينظر لها.
نورسين بخجل : وأنت حلو أوي.
مالِك : بجد
أمأت نورسين بخجل بينما أقترب مالِك منها مرة آخرى وأخذ يُقبلها بِرقة بجميع معالم وجهها.
شعر بدفعتها له، أخافت منه مرة آخرى..؟
نورسين بخجل : ف..فيه حد بيناديلك.
نظر مالِك ووجده الحارس يقف وينظر بالأرض..
احم آسف يا بيه بس الأكل الي حضرتك طلبته وصل
إبتعد مالِك وبداخله يريد أن يقتل ذاك المعتوه الذي يقف أمامه : ماشي
أخذ الأكل منه ودلف للداخل ونورسين تسير أمامه بخجل.
مالِك بإبتسامة وهو يضع الطعام على تِلك الطاولة المخصصة لتناول الطعام : أدي الأكل الي طلبتيه حاجه تاني.؟
نورسين بخجل : لأ شكرًا
مالِك : مفيش بينا شكر يا نورسين وأنا آسف بجد مش عارف إزاي نسيت حاجه زي دي بس أوعدك مس هتتكرر.
نورسين بإبتسامة : ولا يهمك
جلست نورسين وظلت تأكل ومالِك ينظر لها بحب وهو يضم يده ويضعها أسفل وجنته
نورسين : أنت مش هتاكل
مالِك : لا مش جعان
نورسين : ممكن تاكل معايا عشان خاطري وبعدين الأكل كتير أنا مش عارفة إزاي طلبت كل ده.
مالِك : بالهنا والشفا وحاضر هاكل معاكي
نورسين : يلا طيب.
جلسوا يأكلون سويًا ومالِك لا يصدق أنه يأكل معها يأكل مع معشوقته، مع من سلبت قلبه وعقله وهزت كل كيانه، مع من لم ينم بسببها طوال ثمانية أشهر وهو يبحث عنها.
نورسين : الحمدلله شبعت، يلا تصبح على جنه
مالِك بإتبسامة : وإنتِ من أهلها
صعدت نورسين وظل مالِك جالسًا مكانه يُفكر بما يفعله معها وكيف يبدأ معها ويُعبر عن حبه.
في صباح يوم جديد، بڤيلا جلال الدين.."
وقف جلال بفرحه مما يسمعه من مساعده الشخصي : بتتكلم بجد لقيته؟
أحمد : أيوة يا باشا طلع مستخبي ف البلد عند أهله
جلال : تجبهولي قدامك لبليل يكون عندي يا أحمد ف المخزن
أحمد : أمرك يا باشا
جلال : صدقني مكافئتك هتكون كبيرة أوي
أحمد بفرحه : متحرمش منك يا باشا، بليل هيكون عندك.
جلال : ماشي يا أحمد.
أغلق معه واتصل بمالِك ليخبره بذاك الأمر.
كان يجلس بذاك المكتب الخاص به في ڤيلته وهو يفكر بأمر معشوقته وآفاق من شروده على صوت رنين هاتفه
مالِك بهدوء : ألو
جلال بفرحه : لقيته يا مالِك اخيرًا لقيته وهيكون عندي وتحت ايدي صدقني مش هرحمه.
مالِك : بقى عندك دلوقت؟
جلال : لسة أحمد بلغني أنه ف البلد عند أهله، وبليل هيكون ف المخزن بتاع الشركة
مالِك : تمام وأنا بليل هكون هناك وبردوا متثقش أوي لأنه عامل زي التعلب المكار وياما عرفت هو موجود فين بس كان بيختفي ف وقتها من المكان
جلال : ان شاء الله يكون ف مكانه، صدقني يا مالِك طول حياتي بحلم باليوم الي هيقع فيه تحت ايدي مش هعتقه يا مالِك بس يا رب يكون أحمد فعلًا صح ويلاقيه
مالِك بشرود : أن شاء الله.
جلال : أنا رايح الشركة دلوقت
مالِك : ماشي وأنا هاجي من القاهرة النهاردة وهروح البيت ومنه هطلع على الشركة.
جلال : ليه روحت القاهرة؟
مالِك : عشان أتجوز
جلال بفرحه : أنت لقيتها
مالِك بإبتسامة : أه لقيتها
جلال : فرحتلك يا مالِك وإنت طيب وتستاهل كل خير ربنا يعوضك بيها وتبقى ليك عالمك التاني الي تهرب فيه من كل العك والمسئوليات الي حواليك.
مالِك : يا رب
جلال : أنت عرفت مكانها إزاي؟
مالِك : أحمد
جلال بضحك : أحمد بردوا والله الواد ده عايز مكافئه خاصه ليه
مالِك : فعلًا هرجع من القاهرة واظبط حاجات ف الشغل وافوق شوية وليه مكافئته عندي.
جلال : ماشي يا مالِك، هستناك بليل مع السلامة.
مالِك : مع السلامة.
أغلق مالِك معه وصعد للأعلى حتى يخبرها بأمر سفرهم للأسكندرية.
شعرت بطرقات على باب الغرفة، فتحت ببطئ وهي تنظر من خلف الباب ووجدته مالِك ف اعتدلت بوقفتها وفتحت الباب بأكمله.
نظر لها مالِك من رأسها لاسفل قدميها وهو يردف بتساؤل : انتِ ليه مغيرتيش هدومك؟
نورسين بتوتر : آ.. أصل م.مجبتش هدوم
مالِك بتفهم : ماشي خدي شاور لحد ما اجبلك هدوم تلبسيها غير دي وجهزي نفسي لأننا هنسافر
رفعت حاجبيها بتساؤل : هنسافر فين
مالِك : إسكندرية
نورسين وقد بدا معالم الخوف جالية على وجهها : ليه
مالِك : نورسين أنا شغلي وحياتي كلها وعيلتي ف إسكندرية أكيد مش هسيب كل ده وهفضل هنا وكمان مش هسيبك واسافر لوحدي ف هنسافر سوى ووقت ما تحبي تيجي هنا هنيجي سوى
نورسين : ق.. قصدي أن
مالِك بتفهم : نورسين مش معقول هنام وأنا عارف إن مراتي فيه واحد رافع عليها قضية عشان شوية فلوس!!
نورسين : يعني أنت دفعتهم
مالِك : أيوة من قبل ما نكتب الكتاب.
نورسين بفرحه : ماشي.
أبتسم لفرحتها تِلك : ماشي يا نورسين جهزي نفسك وهجبلك الهدوم تلبسي ونسافر على طول
نورسين : ماشي
أغلقت الباب ووقفت خلفه وهي تضع يدها ناحية قلبها لعلها تُهدئ من نبضاته، لا تعلم لما يخفق بشدة حينما تقف معه أو تحادثه بِشئ، أذَلك خوف أم شئ آخر.؟ لا يستحيل أن يحدث ذلك ويكون شئ آخر لا ولن يحدث لن أحبه.
نفضت تِلك الفكرة من رأسها وذهبت بإتجاه المرحاض حتى تفعل ما قاله
في ڤيلا الفيومي.
صاحت داليدا بغضب : وأنا قولت مش هتروحي ف حته يا فرح.
فرح : إزاي يعني بقولك عندي ندوه ف الجامعه ولازم أحضرها.
داليدا : وأنا قولت مش هتحضري.
فرح بتحدي : سوري يا مامي بس لأ هحضر
شهقت شاهندا من صوت ذاك الكف الذي وقع على وجه فرح.
داليدا : الظاهر إني دلعتك زيادة عن اللزوم بس من دلوقت يا فرح هتشوفي مني وش تاني، ندوه مش هتروحيها أسبوع كامل مفيش خروج من أوضتك ولا نزول تقعدي معانا سواء تأكلي أو أي سبي تاني مفهوم.
نظرت لها فرح بصدمة مما تفوهت به ومن ثم لشاهندا تحثها على التدخل.
داليدا : محدش هيدخل ف تربيتي لوالادي وكل واحد هيكون حر ف ولاده هو ماشي، لا تستني من مالِك ولا شاهندا يدخلوا ماشي يا فرح.
بس أنا أخوها الكبير ومكان بابا الله يرحمه وكلمتي بردوا تمشي ومن حقي إني أتدخل وأظن إنك لما جيتي تتجوزي الشخص الي قتل بابا وأحنا خيرناكي بينا وبينه واختارتيه هو فمتجيش دلوقت وتفكري إنك تتحكمي ف حد فينا وافتكري كويس أوي إنك من اليوم الي اتكتبتي فيه على إسمه وأحنا مبقاش يربطنا بيكي أي حاجه ولولا أننا عايشين معاكي ف نفس البيت ف ده بسبب مالِك مش أكتر أنا لو مكانه كان زماني طردتك من هنا.."صاح زين بتلك الكلمات بتحدي ومن ثم وجه حديثه لأخته وهو يرتب على كتفها بحنان : معلش يا حبيبتي يلا روحي الجامعه بتاعتك السواق واقف برة.
نظرت له فرح بفرحه وجرت مسرعه للخارج وكأنها تهرب من شيئًا ما.
فرح : آ.. انا أسفه
أحمد : ولا يهمك، بس خدي بالك كان ممكن تقعي وأنتِ بتجري كده.
فرح بخجل : حاضر عن أذنك.
أحمد بإبتسامه : إتفضلي.
رحلت وظل ينظر إليها حتى إختفت من أمامه ومن ثم دلف للداخل.
داليدا : إيه الي إنت عملته ده، وبعدين أنا أمها يعني ليا حق عليها
زين بغضب : وحقك أنتِ ضيعتيه يوم ما اخترتي تكوني مع واحد قاتل لأ ده قاتل جوزك الي احنا ولاده.
داليدا : ماشي يا زين كلوا من مالِك الي عمل ف دماغكوا فكره غلط وخلاكوا تبعدوا عني
زين : مش مالِك الي عمل كده، أنتِ الي عملتي كده بعمايلك وأنانيتك، عارفه أنانية إيه إنك فكرتي ف فلوسه وشركاته عشان كده اتجوزتيه وسيبتي عيالك، جاية دلوقت تقولي ليكي حق إنك تعيدي تربيتنا..؟
لأ ملكيش أي حق
داليدا : ما أنت تربية أبوك يا زين هاخد منك أي غير قلة الأدب.
كاد زين أن يكمل حديثه بحده ولكن لحقته شاهندا وهي تربت على كتفه : زين خلاص أهدى وأحمد مستنيك.
نظر زين خلفه وجد أحمد بإنتظاره.
تعالى يا أحمد .." قالها زين وهو يتجه للمكتب وينظر ناحية داليدا بغضب"
أحمد : يا أبني كفاية كده دي أمك
زين : أحمد أظن أنك كنت معايا من الأول وعارف أن الي بتدافع عنها دي عملت أي
أحمد : عملت إي يا زين أبوك مات وهي من حقها تتجوز
زين بغضب طفيف : تقوم تتجوز الي قتل جوزها!!
أحمد : طيب وهتعمل أي
زين : مش هرتاح يا أحمد غير لما احبسه.
أحمد : ماشي يا زين ممكن تهدى وتركز ف شغلك ويلا عشان نروح الشركة
زين : ماشي استنى لينا جاية.
أحمد بغمزة : أيوة بقى
زين بحدة : أحمد أنت عارف لينا أختي الصغيرة.
أحمد بخبث : أيوة طبعًا وبتغير على أختك من محمد.
زين بحدة : لأ مش بغير دي أختي قولتلك بس كل الحكاية أن لينا من النوع الهامش، سهل جدًا يضحك عليها بكلمتين ودوري ك أخ إني احافظ على أختي أكتر من كده لأ، بحبها بس ك أخت زيها زي فرح بخاف عليها زي فرح مش أكتر ويوم ما يتقدملها حد كويس بإيدي هسلمها ليه وهكون سعيد بكده يا أحمد.
أحمد : ماشي يا زين.
كانت تقف بالخارج وهي تستمع لحديثه وتكتم شهقاتها، يحطمها للمرة الثانية ألا يكفي خسارة والديها، ظنت أنه سيحبها ويعوضها، تشعر بقربه بأمان، كانت ترى نظرات الغيرة بعيناه عندما تكون بجانب محمد، أكل ذلك شعور أخوي لا أكثر، لم تحب غيره، فتحت عيناه عليه هو، حافظت على نفسها حتى تخرجت من جامعتها لأجله هو فقط.
لم تشعر بعدها سوى بدوار ومن ثم سقطت مغشية عليها.
نهض زين بفزع من ذاك الصوت وقام مسرعًا متجهًا للخارج وما أن فتح الباب حتى وجدها أمامه واقعه بالأرض لا حول ولا قوة لها.
زين بخضة : لينا..لينا
أحمد : شيلها نروح بيها المستشفى
حملها زين بينما اتجه أحمد للخارج حتى يقوم بفتح السيارة
شاهندا بخضة : مالها لينا
زين : مش عارف اغم عليها
وضعها زين بالمقعد الخلفي وجلست بجانبها شاهندا وهي تضع رأس لينا على قدماها وساق زين السيارة وأحمد جلس بجانبه
أحمد : براحه يا زين هنعمل حادثة.
لم يشعر بأي شئ حوله سوى بأن قلبه سيقتلع من مكانه من شدة خوفه عليها، يسوق بأقصى سرعته لو كان بيده لطار بالسيارة حتى وصل للمشفى بأقصى سرعه.
وصلوا جميعهم للمشفى.
زين بخوف : بسرعه حد يلحقها
الدكتور : مينفعش حضرتك تدخل خليك هنا
وقف زين بالخارج وظل يقطع الطريق ذهابًا وإيابًا.
بعد وقت..
زين بلهفة : مالها هي كويسة
الدكتور : حالتها النفسية وحشه جدًا ده الواضح عليها وباين أنها مبتاكلش، إحنا علقنا ليها شوية محاليل وعملت تحاليل واستنى النتيجه تطلع.
زين : تحاليل أي؟
الدكتور بعمليه : فيه شك ف حالتها وهعمل تحاليل نتأكد لو صح هبلغك بيه
زين : وأي هو
الدكتور : إتفضل أدخل اطمن عليها دلوقت ولما النتيجه تطلع هنطمنك
زين ولا زال القلق ينتشل من قلبه : ماشي
دلف زين للداخل وجد لينا تجلس وهي تبكي وشاهندا بجانبها تحاول معرفة ما يُبكيها.
زين : شاهي ممكن تسبينا لوحدنا
هزت شاهندا رأسها واتجهت خارج الغرفة بينما جلس زين بجانب لينا.
زين : ممكن أعرف مالك؟
لينا والدموع تسري على خديها : مليش
زين وهو يمسح دموعها بأنامله : يا سلام والدموع دي ليه، هو مزعلك أوي كده.
نظرت له لينا بحزن ومن ثم نظرت للاشئ أمامها مرة أخري.
زين بمرح : هو مين يا لينا.
لينا بصراخ : قولتلك مليش يا زين سيبوني لوحدي مش عايزة حد معايا محدش بيحبني كلكوا مع بعض وأنا الي لوحدي حتى بابا وماما سابوني لوحدي كل الي بحبهم مش بيحبوني.
إقترب منها زين وهو يحاول أن يهدئها : لينا تهدي طيب صدقيني كلنا معاكي وكلنا بنحبك.
دفعته لينا بصراخ : كداب أنت كداب محدش بيحبني خالص أنا حمل تقيل عليكوا كلكوا، بابا وماما مشيوا وسابوني لوحدي اطلع برة متمثلش إنك بتحبني أنا محدس بيحبني
ضمها زين لاحضانه وهو يردف بحنان : لينا عشان خاطري أهدي طيب..
كانت تقاومه ف البداية بينما ظل هو يمسد على شعرها بحنان حتى استكانت بين أحضانه.
شعر زين بمقاومتها التي سُلبت تمامًا ونظر لها وجدها نائمة.
دسها بالفراش بحنان وتركها ورحل خارج الغرفة.
شاهندا بحزن : أنا فعلًا بعدت عنها أوي كانت بتختفي كتير ف اوضتها واتلهيت ومكنتش بسأل عنها.
زين بحزن على تلك الفتاه : محدس فينا كان بيسأل عنها يا شاهندا كل واحد فينا اتلهى ف حياته ونسيناها هي.
شاهندا : أنا حزينه أوي عشانها.
زين بشرود وهو يتذكر كلام الطبيب ما تلك التحاليل وما كان يقصده..؟
الفصل الرابع الخامس والسادس
في سيارة مالِك..
نورسين : أنا جعانة
مالِك بصدمه : نورسين الطريق كله ساعتين وانتِ لحد دلوقت واكله ٣ مرات!!
هزت نورسين كتفيها ببراءة : وجوعت تاني أعمل أي.
مالِك : ماشي احنا خلاص بقينا ف القاهرة هنوصل البيت وتاكلي ماشي
نورسين بنعاس وهي تستند على كتفه : ماشي.
نظر لها مالِك وجدها نائمة وظل ينظر لها بشرود هل قراره ذاك صحيح أم لا لأول مرة بحياته يسأل نفسه بشئ يفعله أكان صحيحًا أم خاطئًا، حسم أمره أن يعود بها لمنزله ويعرفها على عائلته ويعرف الجميع بأنها زوجته، حسنًا ف تِلك أبسط حقوق تِلك الفتاه، ف كيف سيجعلها تُحبه وهي تراه يعزلها عن العالم بأكمله، يجب أن يجعلها تعيش ما فقدته، تسير وهي ترفع رأسها بأنها زوجة مالِك الفيومي وأم أولادهُ بالمُستقبل، ستذهب معه لڤيلته التي يمكُث بِها مع عائلته، سيُعرفها على الجميع، ويترك لها حرية الإختيار أن أرادت أن تمكُث معهم ام تنعزل عنهم.
ضم يديه بغضب وهو يتذكر زين وزياد هل ستعيش معهم بمكانٍ واحدٍ لا لن يحدُث.
نظر لها وحاول إيقاظها برفقٍ شديد وهو يهمس بأذناها : نورسين.
فتحت عينيها وأردفت بنعاس : نعم
مالِك بحنو : وصلنا.
إعتدلت نورسين ونظرت حولها وحدت السائق فتح لها باب السيارة ف أمأ لها مالِك بالنزول ونزل هو الآخر.
نظرت حولها بإنبهار شديد اهي ف حلمًا أم ماذا..
شعرت وكأنها بِإحدى أفلام ديزني.
نورسين بإنبهار : حلوه أوي هو ده بيتك.
مالِك بإبتسامة : وبيتك.
نورسين : بيتي أنا.
مالِك : أيوة مش بيتي يبقى بيتك إنتِ كمان، ويلا ندخل شوفيه من جوه.
نورسين و علامات الإنبهار جالية على ملامحها : ماشي يلا.
دلفت لداخل الڤيلا.
مالِك : شاهندا يا شاهي
زياد : خالو ازيك
مالِك بإبتسامة : الحمدلله فين الباقي..؟
زياد بحزن : لينا تعبت وراحت المستشفى وزين وشاهي معاها
مالِك بقلق : تعبت طيب راحت مستشفى إيه؟
زياد : مستشفى *****
مالِك : تمام
زياد : أنا جاي معاك أنا أصلا كنت رايح.
مالِك : تمام يلا
سار زياد وخلفه مالِك وهو يمسك بيد نورسين، وركب مالِك ونورسين بخلف السيارة وزياد بجانب السائق.
زياد بتساؤل : مين دي يا خالو
مالِك بهدوء : مراتي.
زياد بصدمة : أنت اتجوزت
مالِك : أيوة.
زياد ولا زال على صدمته : مبروك يا خالو.
إكتفى مالِك بإبتسامة فقط ونورسين صامته لا تعلم ما يحدث حولها ولكنها بإنتظار أن يعرفها مالِك كل شئ.
بعد وقت..وصلت السيارة المشفى.
دلف زياد ومالِك ونورسين للداخل.
زياد : لو سمحتي فيه مريضة هنا بإسم لينا الفيومي
السكرتيرة : أه الدور التالت غرفة ٢٨ على اليمين.
زياد : تمام شكرًا.
صعدوا للأعلى وذهب مالِك بلهفة ناحية زين وشاهندا.
مالِك : لينا مالها؟
قص له زين ما حدث ولم يغفل أن يُخبره عن إنهيارها وبما أخبرته بِه.
شاهندا بدموع : أنا السبب يا مالِك كنت بعيدة عنها خالص ومش بكلمها.
مالِك : خلاص يا شاهي، هو فين الدكتور.
زين : ف مكتبه
وأشار له عن مكانه.
مالِك : تمام.
رحل مالِك وذهبت نورسين خلفه ودلف لمكتب الطبيب.
مالِك : السلام عليكم
الدكتور : وعليكم السلام.
مالِك : مالِك الفيومي خال لينا الفيومي
الدكتور بإبتسامة : اهلًا بحضرتك.
وأكمل حديثه بعملية : حضرتك طبعًا جاي تعرف أنا ليه عملت التحاليل دي وأنا كنت ف إنتظار إنك تيجي ومديتش خبر لباقي الأسرة.
مالِك بقلق : تحاليل إيه؟
الدكتور : أنا شكيت بأنها مريضة كانسر وعملتلها إشاعة وبالفعل طلع شكِ ف محله وعندها كانسر ف المخ ف منتصف مراحله ومع كذا تحليل إتضح بإنها مريضة سكر وكمان نفسيتها وحشة جدًا.
مالِك بخوف وحزن : طيب وأي الحل؟
الدكتور : تعمل عملية و فيه دكتور ف أمريكا كويس جدًا هبلغك بإسمه ولو تحب أتواصل لحضرتك معاه وهو يعملها ليها ف أمريكا.
مالِك : ماشي كلمه والعملية هتم إمتى؟
الدكتور : لازم الأول نظبط الانيميا بتاعتها لأنها 7 ونظبط السكر شوية لأنه عالي جدًا وبعدين هبلغ الدكتور والتحاليل بتاعتها هي الي هتحدد معاد العملية وكمان نفسيتها لازم تفرحوها بحاجه جديدة تشوفوا صاحبه قريبة ليها تفضل معاها تقربوا منها أكتر، يكون فيه احتواء ليها لأن للنفسية عامل كبير جدًا عليها وهيأثر على العملية بنسبة ٤٠ ف الميه.
مالِك بتفهم : تمام، أقدر اخدها البيت ويبقى معاها ممرضة؟
الدكتور : أه
مالِك : تمام شكرًا ليك.
الدكتور : العفو يا فندم ده شغلي، وأنا هكتب ليها خروج وهبعت مع حضرتك ممرضة من أكفأ الممرضين ف المستشفى.
مالِك : تمام.
رحل مالِك ونورسين خلفه..
وقف بالخارج وهو يضع يده على رأسه بحزن
نورسين : متزعلش أن شاء الله تعملها وتكون كويسة، ولو نفسيتها متقلقش أنا ممكن أتصاحب عليها وأقرب ليها، هي عندها كام سنة
مالِك : ٢٢
نورسين : طيب أكبر مني بسنتين يعني هنعرف نكون صحاب متقلقش بس هي تروح وأنا هتصاحب عليها بنفسي.
إبتسم لها مالِك على برائتها وعفويتها تِلك.
نورسين : أنت هتفضل واقف هنا، روح يلا ليها عشان نمشي.
مالِك : يلا
ثم أكمل حديثه بتذكر :, نورسين
- نعم..
- متعرفيش حد بكلام الدكتور ولا حتى لينا نفسيتها تتظبط الأول وهعرفها أنا ماشي
-
هزت نورسين كتفيها : أنا أصلا مليش دعوة ومكنتش هقول حاجه لأني يعتبر مسمعتش أي الي حصل لأنه شئ ميخصنيش بس ماشي.
أبتسم لها مالِك وأمسك بيدها وذهب ناحية غرفة لينا
مالِك : روحوا كلكوا وأنا هجيب لينا وهاجي البيت
زين : طيب هو الدكتور قالك أي..؟
مالِك : الانيميا عندها مش مظبوطة
زين بتفهم : تمام
مالِك : زين خد شاهي وزياد وأحمد وامشوا وأنا هجيب لينا ونورسين وهاجي
شاهندا بتساؤل : نورسين مين
مالِك : لما اجي البيت هتعرفوا.
شاهندا : تمام
في ڤيلا الفيومي..
كان يجلس الجميع بإنتظار مالِك الذي أخبرهم جميعهم بأن يجتمعوا.
داليدا : وهو عايزنا كلنا ليه يعني
شاهندا : لما ينزل من أوضة لينا هتعرفوا.
نظروا جميعًا لمالِك الذي ينزل على الدرج ونورسين تمسك بيده.
تقدم مالِك ووقف أمامهم بشموخ ويضع يد بجيب بنطاله واليد الأخري تمسك بمعشوقته..
ترك يدها ولف يده حول كتفيها وهو يردف قائلًا : اعرفكم نورسين مراتي.
شهقت داليدا : مراتك!!
مالِك وهو ينظر لها بتحدي وكأنه يُخبرها بشئٍ ما : أيوة مراتي
شاهندا وهي تنظر لنورسين بفرحه : ياه يا مالِك أخيرًا اتجوزت..
ثم أكملت بحزن : بس كده دا أنا حتى أختك الكبيرة متعرفنيش؟
مالِك : معلش يا حبيبتي وبعدين مش دي أمنيتك وأنا حققتها أهو..
شاهندا بفرحه : ربنا يسعدك يا حبيبي.
زين بفرحه : مبروك يا خالو
مالِك بإبتسامة : الله يبارك فيك يا زين.
زياد : مبروك يا خالو.
مالِك : الله يبارك فيك يا زياد عقبالك
زين : واشمعنا انا مقولتلي عقبالي؟.
مالِك بمرح : هو الوسطاني يتجوز قبلك
زين : المفروض الكبير على فكره
فرح بمرح : ولا أنت ولا هو أنا الي هتجوز قبليكوا إنتوا الإتنين..
مالِك بضحك : أهي فرح قالت..
مالِك لنورسين : أعرفك بقى دي
شاهندا مقاطعة له : لا سيبني أنا أتعرف عليها بنفسي
شاهندا : أنا شاهندا أخته الكبيرة..
ثم أضافت وهي تغمز لها : يعني حماتك بصي يزعلك بس قوليلي وأنا مقولكيش هعمل فيه أي..
زين : اي يا خالتو بدل ما توصيها عليه؟
شاهندا بضحك : دا انا هوصيه هو عليها أنت مش عارف خالك ولا أي
زين وهو يضع يده على وجنته : طبعًا عارفه وعارفه أوي أوي كمان والله
مالِك وهو يشمر ساعديه : لا شكلك نسيت شوية تعالى أفكرك..
زين بتسرع وهو يقفز أعلى الأريكة : وربنا عارف وفاكر وحافظ كمان، دا أنت حتى إيدك لسة معلمة لحد دلوقت..
ضحك الجميع على زين حتى نورسين ونظر لها مالِك ولِتلك الضحكة التي لأول مره يراها تضحك بِشده هكذا.
شاهندا : مالِك عاوزين نسافر كلنا نغير جو
فرح بترجي : أه بليز يا خالو نفسي أسافر جدًا
فكر مالِك ب لينا و وافق على سفرهم ف هذا سيكون علاجًا لها أيضًا : ماشي هظبط الشغل وأحددلكوا معاد نسافر فيه
فرح : ييس.
زين : طب والله أجمد خال ف الكون.
مالِك : أنا همشي دلوقت لأني عندي مشوار مهم.
شاهندا : ربنا معاك يا حبيبي.
رحل مالِك وأشار لنورسين أن تخرج خلفه.
مالِك بحنو وهو يقبل رأسها : أنا هروح مشوار على طول وراجع أوكي يا حبيبتي
لا تعلم لما خفق قلبها عند نُطقه لكلمة حبيبتي وأردفت بلا وعي : بجد
مالِك وهو يضيق ما بين حاجباه : بجد أي
نورسين بإدراك : ها لأ ولا حاجه تيجي بالسلامه
مالِك بإبتسامة : الله يسلمك يا حبيبتي سلام
نورسين : ف رعاية الله.
رحل مالِك ودلفت نورسين للداخل مره أخرى ووقفت بالمنتصف لا تعلم تذهب إلى أين..
فرح بترحيب : أنا فرح ٢٠ سنة ف كلية آداب علم نفس.
نورسين : وأنا نورسين ٢٠ سنة
فرح : واو إحنا قد بعض بتدرسي أي بقى تعالي نقعد ف أوضتي ونحكي سوى لأحسن الجو هنا هيكون مشحون اوي دلوقت
نورسين بعدم فهم : ليه
فرح وهى تأخذها من يدها وتردف بمرح : تعالي وأنا هفهمك دا إحنا لينا قعده طويلة سوى
نورسين بفرحه : ماشي
صعدت الفتاتان للأعلى وجلست شاهندا بمكانها وداليدا لازالت على صدمتها من تزوج مالِك
شاهندا بخبث: بس ياه أخيرًا مالِك اتجوز..بس لأ والبت صغيره يعني هتعيشه كل الي فاته من عمره وهتجبله الواد الي يكون من صلبه ويشيل اسمه وأملاكه ويكون دراعه اليمين فعلًا، فرحتله من قلبي والله ولا أنتِ أي رأيك يا داليدا متكلمتيش يعني؟
داليدا : ها ولا حاجه ربنا يسعده يلا أنا هطلع أوضتي اطمن على جوزي عشان هيرجع من السفر على بكره
شاهندا : ماشي.
في غرفة فرح..
فرح : أنا حبيتك مش عارفه ليه والله وتعرفي مليش صحاب وأخيرًا هيحصل الي اتمنيته بإن خالو يتجوز واحده وتكون من سني ونتصاحب ونعيش سوى لأني مش بحب اصاحب خالص ولا عمري صاحبت من الجامعه ولا مدرسة ولا أي حاجه، يلا بقى كلميني عن نفسك واتعرفتي على خالو إزاي وبعدين أنا هكلمك عن نفسي.
نورسين : إسمي نورسين عمري ٢٠ سنة أهلي اتوفوا ف حادثة وأنا عمري ٨ سنين ومكنش ليا أهل ولا قرايب غير بابا وماما الي ماتوا وكان المستشفى الي نقلوا فيها بعد الحادثة صاحبها كان بيعمل جمعيه خيريه ولما عرف إني مليش حد بعتني الجمعيه دي واتكفلت برعايتي لغايت ما تميت ال ١٨ سنه وخرجت من مدرستي ف سن ال ١٨ واتعلمت وخدت دبلوم تجارة كان حلمي أعمل معادلة وأدخل كلية تجارة إنجلش بس للأسف مصاريفها غالية جدًا عليا وأنا لما سيبت الجمعيه كنت ببيع ورد ويادوب كنت بصرف بيه على نفسي جته إيجار الشقة الي سكنتها مقدرتش ادفعه واتكون عليا ٦ شهور إيجار وهربت من إسكندرية للقاهرة بعد ما صاحب البيت رفع عليا قضية وللدفع للحبس وطبعًا مكنش معايا فلوس ف اضطريت إني أهرب وقابلت خالك ف إشارة مرور وأنا ببيع ورد ف القاهرة ولما هربت للقاهرة شوفته هناك كان ف شغل وطلب مني نتجوز وأنا وافقت
فرح بتأثر مما أخبرتها بِه : يا حبيبتي عانيتي كل ده.
نورسين : بس الحمدلله ربنا عوضني بمالِك ف الآخر
فرح : تعرفي خالو ده طيب أوي أوي بس ف نفس الوقت شديد أو هو بيبين لينا كده وبيحبنا كلنا عمره ما قصر معانا ف أي شئ بس للأسف ماما بقى بتكره جدًا
نورسين بتعجب : ليه؟
فرح : بصي يا ستي
نورسين بتركيز : بصيت
فرح : ماما تبقى أخت خالو من الأب بس لأن تيتا تبقى مرات جدو التانيه وهي كانت بتشتغل خدامه هنا ف الفيلا ولما مامت خالو وشاهي اتوفت أتضح أن جدو متجوز تيتا ومخلف منها داليدا إلي هي أمي ووقتها ظهرها للكل لأنه كان خايف يقول خوفًا على مامت خالو وخالتو لأنه كان بيحبها جدًا بس اتجوز عليها ليه الله أعلم ووقتها كان عُمر شاهي ١٥ سنة وماما ١٨ سنه ومالِك ١٢ سنه..وماما بتكره مالِك وشاهي لأنها كانت ف الخفا وهما الي كانوا دايمًا ظاهرين للناس ف عشان كده كرهتهم برغم أن جدو لما اتجوز تيتا خلاها تمشي من الڤيلا وجابلها شقه ووفر ليها كل الي تحتاجه بس برغم كده لما جت عاشت معاهم كانت بتكرهم جدًا ولما جدو مات كتب وصيته بس طبعًا خلى مالِك هو الي ليه الحق يتصرف ف كل الفلوس ويسلم كل واحد حقه وماما اتجننت وقتها بس دي كانت وصيته ومحدش قدر يغير حاجه وفضل مالِك هو الي ماسك كل حاجه وكان عمره ٢٠ سنة وكبر الشركه خلاها سلسلة شركات على مستوى العالم وماما كانت متجوزة إبن عمها وده كان بأمر من جدو لأنه كان عارف ماما متهورة إزاي وكان إبن أخوه بيحبها جدًا ف اتجوزها وفعلًا قدر يحكمها وماما كانت ساكته وخلفتني أنا زين وزياد زين الكبير وأنا الصغيرة وزياد الوسطاني وفاجئة بابا دخل مناقصه بكل أملاكه وكان خلاص هيكسبها وفاجئة خسرها وبابا مات بأزمة قلبيه بعد المناقصة دي والي كسبها شريكه اسمه عثمان الي عمل أوراق مزورة كتير عشان بابا يخسر ويتحبس بس بابا مات قبل ما يتحبس وبعد 6 شهور ماما اتجوزت عثمان الي هو السبب ف موت بابا متعرفيش ليه وازاي بس هي ظهرت مره واحده وقالت بحبه واتجوزته طبعًا مالِك قال ده حقها ومتكلمش وسابها والكلام ده كان من شهر وبعد أسبوعين جوزاهم ماما رجعت الڤيلا وقالت هتعيش هنا وده حقها وبعد يومين عتمان سافر بحجة شغل وهي قاعدة معانا..
"كانت فرح تتحدث والدموع تتجمع بعيونها.."
نورسين وهي تُربت على كتفيها : ربنا يرحمه يا حبيبتي ويعوضك خير بإذن الله
فرح وهي تمسح دموعها : يا رب معلش دوشتك بس أنا زي كإني حسيت إني انفجرت مش عارفه ليه، كنت عاوزة أتكلم بس مكنتش لاقيه الي يسمعني وأول ما شوفتك حكيتلك كل حاجه
نورسين بتفهم : حبيبتي أنا معاكي ف أي وقت تحبي تحكي أي حاجه أنا هسمعك دايمًا
فرح بإبتسامة : متحرمش منك أبدًا يا رب.
نورسين محاولةً لتلطيف الجو أردفت بمرح وهي تغمز لها : طب أي مذكرتيش أي كراش كده ولا كده..
ضحكت فرح بخجل..
نورسين بحماس : اووبااا ده فيه يلا أحكي
فرح وهي ترجع خصلاتها خلف أذنيها : أحم بصي هو يعني
نورسين : كملي هو أي
فرح : هو صديق زين أخويا الانتيم وف نفس الوقت بيشتغل مع خالو ويبقى دراعه اليمين واسمه أحمد هو انا مش بحبه يعني بس معجبه بيه.
نورسين : اممممممم قولتيلي طب وهو
فرح : مش عارفه أحيانًا بحس أنه نوعًا ما مشدودلي أو معجب حتى وأحيانًا بحس أنه مش شايفني أصلًا..
نورسين : طيب انتِ علاقتك بيه أي ليكوا كلام مع بعض
فرح بتسرع : لأ خالص هو نظرات وبس.
نورسين : بصي هو ممكن يكون مثلًا عشان صديق اخوكي الانتيم ف مش عاوز يخون ثقته ك صاحب وأنه سمحله يدخل بيته وكده فهماني؟
فرح بتفهم : أه فهماكي تفتكري؟
نورسين :, أه وممكن انتِ بيتهيألك وإنتِ فعلًا مش ف باله
فرح : اوف أنا احترت فعلًا ومش عارفه خلاص تعالي نشوف لينا فاقت ولا لسة
نورسين : هي لينا تقربلك أي؟
فرح : بنت خالتو وبنت عمي ف نفس الوقت خالتو اتجوزت أخو بابا وللأسف الإتنين اتوفوا بعد موت بابا ب شهر سافروا يعملوا عُمرة عمي عشان بابا و مراته راحت معاه وهما راجعين الطيارة وقعت بيهم
نورسين بدموع : أكيد لينا موجوعه أوي فراق الأب والأم وحش أوي..
فرح : ربنا يرحمهم حبيبتي يلا نروح ليها
نورسين : يلا
° ° °
كانت تجلس بغرفتها تُحادث شخصًا ما على الهاتف بغضب..
داليدا بغضب : بقولك اتجوز يا عثمان.
عثمان : وهتعملي أي يا داليدا.
داليدا : مش عارفه البت شكلها صغير وهتاكل عقله أن ما كلته أصلًا.
عثمان : يبقى لازم تتصرفي بسرعه
داليدا : أيوة ده الي هيحصل لازم اتصرف قبل ما تنزل تقولنا أنا حامل وتجيبله الواد الي ياخد كل حاجه
عثمان : هتتصرفي إزاي.؟
داليدا بشر : هنبها تبعد من سكات سمعت الكلام وبعدت تبقى وفرت عليا كتير مسمعتش يبقى البقاء لله يا عثمان، بس الأول لازم اعرف عنها كل حاجه..
عثمان : طب افرضي دي بنت رجل أعمال من معارف مالِك
داليدا بنفي : لأ لأ شكلها ميدلش على كده لبسها كلامها طريقتها باين أنها مش تربية رجل أعمال خالص، دي واحده جايه ملحتهاش حاجه ف لعبت عليه..
عثمان : طيب تعرفي عنها كل حاجه الأول بعدين تتصرفي..
داليدا بتأكيد : ما هو ده الي هيحصل..
ثم أضافت مغيرة للحديث : وأنت مش هتيجي يا عثمان..؟
عثمان بملل : كل ما أقول خلاص الشغل خلص وهرجع يطلعلي حاجه تانيه من تحت الأرض، صدقيني بحاول أرجع
ثم أضاف بخبث : أصل فيه مانجاية وحشتني اوي عاوز أدوقها، لأ ادوق أي أنا عاوز أكلها..
داليدا بخجل : يوه عليك يا عثمان أنت مبتكربش..؟
عثمان بخبث : تؤ تؤ مبكبرش وهحاول اجي عشان المانجا..
داليدا بحب : والمانجا مستنياك وبتقولك إنك وحشتها..
عثمان : لأ سلام بقى لأحسن مش هستحمل كده..
داليدا بضحك : ماشي يا عثمان سلام
عثمان بخبث مشاغب : سلام ما مانجا..
أغلق عثمان وهو يلقي الهاتف بملل على ذلك الفراش المتواجد بإحدى الفنادق بالساحل..
روايه 💞 هـوس_عاشِق 💞
الفصل السادس.
...............
في مكتب جلال الدين
يجلس بإهمال على تِلك الاريكه المتواجده داخل مكتبه وسُترته ملقاه بِجانبه وهو ينظر للسقف بشرود لِذاك الماضي..
Flash Back..
تم تأديت المهمة وعاد مالِك وجلال لمصر
مالِك : مالك يا جلال باشا؟
جلال : مش عارف يا مالِك قلبي مقبوض.
مالِك : طيب استهدى بالله بس
جلال : أنا هروح على بيتي وأنت تعالى معايا
مالِك : والجهاز
جلال : مالِك يولع الجهاز بقولك هروح بيتي قلبي مقبوض حاسس أن مراتي وبناتي فيهم حاجه
مالِك : حاضر يا باشا هنرجع على بيتك.
وبالفعل أمر مالِك السائق أن يذهب لبيت جلال بدلًا من مبنى المخابرات..
وقف جلال بإنتظار المصعد وبجانبه مالِك الذي أخذ ينظر له بدهشة ف جلال تركه وصعد على الدرج بسرعة شديده..
ومالِك صعد خلفه..
فتح جلال باب شقته ووجد كل ما بالشقة مُكسرًا وزوجته ملقيه ارضًا وبجانبها إبنته التي ف الثالثة عشر من عمرها والاثنان حولهم الدماء وجسدهم يقع بناحية ورأسهم بناحيه أخرى.
نظر جلال ولا يقدر على التفوه بِشئ شعر بأن الحياة أمامه تضيق شيئًا ف شيئًا كم كان خائفًا من تِلك المهمة كان لديه شعورًا بأنها ستنجح ومن سيتحمل ذاك النجاح زوجته وإبنتاه ف بالفعل تِلك الماڤيا التي ألقى القبض عليها للتو بمُهمته تِلك قتلت زوجته وإبنته بأبشع الطرق إغتصبا الاثنتين ومن ثم قاما بذبحهما..
شعر مالِك بصوت نحيب حوله ف نظر خلفه وجد إبنته الأخرى والتي هي ميرا تجلس خلف الاريكه وهي تضم رُكبتيها لِصدرها وتبكي بِشدة ذهب لها مالِك وأخذ يُهدئها بين أحضانه بينما جلال لا زال واقفًا لم يتحرك بعد..
ومن بعد تِلك الحادثه وأخذ جلال إبنته ميرا وقدم إستقالته وسافر بِها وقدم أيضًا مالِك استقالته وعمل هو وجلال معًا بِشركة والد مالِك التي أصبحت سلسلة شركات عالمية بمُساعدة جلال لِـمالِك الذي أصبح يعتبره أكثر من إبنًا له...
Back..
دلف مالِك له ووجده جالسًا على حالته تِلك ف علم بِما هو شارد..
مالِك بهدوء وهو يجلس أمامه ويسند بوجهه على يداه الموضوعه أعلى ساقيه..: قولتلك مش هتعرف تجيبه
جلال بحزن : منظر مراتي وبنتي لسة قدامي يا مالِك نفسي اموته بإيدي..
إعتدل جلال وهو يشير بيديه على قلبه بعُنف : فيه نار هنا نار قايدة يا مالِك لا راضية تهدى ولا تنطفي، كل يوم بصحى على كوابيس من مراتي وبنتي الإتنين بيعيطوا وبيستنجدوا بيا وأنا متكتف، مسلوب الإرادة مش قادر أعمل حاجه، نااااااار يا مالِك بتنهش ف جسمي كل ما أشوف ميرا قدامي وحالها الي وصلت بيه بعد ما شافت أمها وأختها الاتنين بيُغتصبوا ويدبحوا قصاد عنيها، ميرا الي فضلت عشر سنين بعالجها ولحد الان متعالجتش، نااار بتقيد أكتر كل ما بصحى على صراخها وهى بتصرخ بإسم أمها وأختها يا مالِك، ميرا يبان أنها بنت طايشة متهورة ميهماش حد بس هي ف الحقيقة بتهرب بتهرب من الخوف الي بيتمكن منها كل ما راجل حتى يبصلها، بنتي شوفتها بعيني لما بتبص لأي راجل غريب بلاقي جسمها كله بيتخشب، طفلة عمرها عشر سنين وحوش إغتصبوا أختها وأمها ودبحوهم قصاد عنيها يا مالِك، نار نار قايدة هنا وبتزيد يوم عن يوم ساعه عن ساعه دقيقه عن دقيقه ثانيه عن ثانيه، مش ههدى إلا أما أرد حق بنتي ومراتي أه مش هيرجعوا بس هيكونوا ميتين ف أمان مش كل يوم هصحى على كوابيس وأحلام بيهم وأنهم مش مبسوطين، كل يوم بقوم على صوت مراتي بتقولي أنها عاوزة حقها، النار دي مش هتهدي غير أما أعمل حاجتين ميرا بنتي تتعالج وأجيب حق مراتي وبنتي يا مالِك هجيب حقهم وافوق لميرا لازم أعالجها.
مالِك بحزن عليه : طيب فوق لبنتك وصدقني هبعت ناس ف كل مكان ف مصر تدور عليه هكلم كل الي أعرفهم ف المطار ف مستشفيات ف إقسام يبلغونا لو إسمه موجود ف أي مكان منهم، صدقني هقلبلك الدنيا عليه.
جلال : لما أحمد أتصل بيا وبلغني أنه لقاه والله يا مالِك صدقني مراتي كانت واقفه قدامي بتبسملي إني لقيته ورايح أجيب حقها، بس للأسف ملقتهوش وهرب من مكانه ده..
مالِك : هتبتسملك دايمًا صدقني وهتجيب حقها وحق بنتك، هجيب الي عمل فيهم كده وقتلهم ومش هتقتله على طول كمان
قاطعه جلال بلهفة : اقتله بعد كل ده واقتله أنا هعمل فيه كل الي عمله فيهم وأزيد مش هدبحه أنا هخليه يتمنى إني ادبحه هقطع كل حته ف جسمه صوابع أيديه رجليه هجلده، هخليه لا نافع راجل ولا ست، هعذبه هيتمنى الموت ولا هيطوله، بس الاقيه يا مالِك يقع ف أيدي بس..
مالِك بهدوء وإبتسامة : هنلاقيه والله هنلاقيه، ويلا الوقت أتأخر الساعه داخله على ١٢ زمان ميرا قلقانه عليك
جلال بتذكر وهو يقف مكانه بلهفة : ميرا فعلًا أنا إزاي نسيتها..
مالِك : طيب يلا روحلها..
في نفس الوقت..
عامر : طيب حضرتك عاوزة مين وأنا تحت أمرك..
ميرا ببكاء : أنا عاوزة بابا
عامر : طيب اسمه اي شغال أي ف الشركه دي
قامت ميرا من مجلسها بلهفة وهي تمسك بِيد عامر : ونبي أرجوك دورلي عليه ه..هو مش بيتأخر كده أنا خايفة عليه هو إسمه جلال د..دور عليه قوله ميرا مستنياك..
ق..قوله متسبهاش زي م..ماما سابتني بليز دورلي عليه..
عامر بشفقه على تِلك الفتاه : إسمه جلال
ميرا ببكاء : آ . أه
عامر بتذكر : أنتِ عاوزة جلال الدين باشا
ميرا بلهفة : أيوة هو موجود صح هو كويس
عامر : أيوة والله تعالي طيب
ميرا بخوف : اجي فين؟
عامر : لجلال بيه هو ف مكتبه
ميرا : بجد طيب يلا
أمسكت ميرا بيده بتلقائية شديدة وشعر عامر بأن قشعريرة تسرى بجسده وأخذها وذهب لمكتب جلال وأثناء فتحه للمكتب كان جلال ومالِك يهمان بالخروج
ميرا وهي تجري مسرعه ناحية جلال وترتمي بأحضانه ببكاء..
جلال وهو يمسد على شعرها بحنان : أميرتي مالك بس..
ميرا ببكاء : ق..قلقتني عليك خ..خوفت متجيش يا بابا
جلال بحنو : أنا أهو يا قلب بابا مش قولتلك عندي شغل مهم وهتأخر شوية
ميرا وهي تتحدث كالأطفال بكلمات متقطعه : م..ما ال..م..طرة مطرت و.. وأنا خ..خوفت و..كمان ال..وقت أتأخر و..خوفت أكتر..وفيه أصوات غ..غريبة
جلال وهو يحاول تهدئتها : طيب أهدي يا حبيبتي..
أبعدها جلال عن أحضانه وهو يردف : يلا نرجع البيت بقى
ميرا وهي تمسح دموعها وتخبره بإبتسامة : يلا..
إبتسم لها جلال بحنو : يلا يا حبيبتي
عامر بتسرع : طيب إتفضلي حضرتك اشربي اللمون بالنعناع ده قبل ما تمشي
ميرا بخوف : لأ شكرًا
عامر بإبتسامة : أنا الي عامله هتكسفيني؟
نظرت ميرا لوالدها الذي أمأ لها بمعنى نعم ومن ثم لعامر ومدت يدها وأخذت منه الكوب وشربته
عامر بإبتسامه : بالهنا
ميرا : شكرًا ليك..
جلال : انتِ عرفتي مكتبي إزاي يا ميرا
ميرا : الشخص ده قابلته تحت وكنت بعيط وهو الي طلعني هنا..
جلال لعامر : شكرًا ليك يا عامر
عامر : على إيه يا فندم أنا معملتش حاجه
جلال : طيب أنا همشي أنا وميرا وأنت يا مالِك مش هتمشي؟
مالِك : همضي ملف لعامر وهنمشي أنا وهو
جلال بإمأة : تمام مع السلامه..
رحل جلال وإبنته وبعد قليل رحل مالِك وعامر..
في ڤيلا الفيومي صعد مالِك غرفته ولم يجد نورسين وتذكر أنه لم يُخبرها بمكانها وتوقع أن أحدًا منهم أخبرها ولكنه لم يجدها بها..
رجع مالِك وهو مُستعدًا للنزول للأسفل حتى يبحث عنها وأثناء سيره سمع صوت ضحكات عاليه بِداخل غرفة لينا..
طرق مالِك على الغرفة ودلف عندما سمحت له الفتيات بِذلك..
مالِك بإبتسامة لـلينا : عاملة أي دلوقت يا حبيبة خالو
لينا : الحمدلله يا خالو والبركه ف مراتك من وقت ما جت وأنا مبطلتش ضحك خالص
مالِك : ربنا يسعد قلبك، إنتوا منمتوش ليه الوقت أتأخر..؟
فرح : الصراحه الوقت خدنا خالص وكنا كلنا بنحكي مع بعض ومركزناش الساعه بقيت كام خالص
مالِك : طيب يلا ناموا وانتِ كمان يا فرح عندك جامعه الصبح.
فرح : لأ ما أنا عرفت لينا أننا هنسافر وهننزل بكره أنا ولينا ونورسين نعمل شوبينج عشان السفر ف مش رايحه الجامعه.
مالِك : إنتوا قررتوا كمان.
لينا : لأ طبعًا أكيد كنا هنستأذن حضرتك الأول
مالِك بإتبسامة : وأنا موافق..
ثم وجه حديثه لنورسين الجالسة بِصمت تام منذ دلوفه : يلا يا نورسين
نورسين : حاضر تصبحوا على جنه
الفتيات : وانتِ من أهلها
ذهب مالِك ونورسين خلفه بتوتر..
بِغرقة مالِك..دلف مالِك للمرحاض وأخذ شاورًا سريعًا وخرج مره أخرى وكانت نورسين جالسة على الفراش مكانها لم تتحرك بعد..
مالِك بهدوء : فيه حاجه
نورسين بتوتر وهي تفرك كِلتا يداها : احنا هنام سوى؟
مالِك : أه عندك مانع؟
نورسين : ها لأ م..معنديش
مالِك : ماشي يلا ننام..
مدد مالِك بجسده على الفراش ونورسين لا زالت جالسة..
شهقت نورسين من مالِك الذي سحبها حتى نزلت بأحضانه..
نورسين : ما
مالِك بهمس: شششش نورسين أنا تعبان اوي
نورسين بتوتر :س..سلامتك
مالِك وهو يضع أنفه بعُنقها يستنشق رائحته : وحشتيني.
نورسين ببلاهة: ها
مالِك وهو يديرها إليه : و..ح..ش..ت..ي..ن..ي
قال كلمته تِلك وهو يقوم بتوزيع قُبلات متفرقة بجميع معالم وجهها..
بينما لم يجد شيئًا منها سوى أنها تستسلم لأحضانه تِلك شيئًا ف شئ وتستكين بين ذراعاه..
إقترب مالِك من شفتاها وهو يُقبلها بِشوق كبير وكأنه يُخبرها عن صعوبة ذاك اليوم الذي مر عليه..
إبتعد عنها مالِك وهو ينظر لها بحب كي يطمئن أتسمح له بإتخاذ تِلك الخطوه أم لا..بينما وجدها تُغمض عيناها وهي لا زالت بِذلك العالم الذي سحبها إليه معه ف أقترب منها مره آخرى وهو يقبلها بِعمق أكبر وشغف..
في صباح يوم جديد..
إستيقظ مالِك وجدها بين أحضانه، ظل يتذكر ما حدث بالأمس وهو يبتسم على معشوقته تِلك.
ظل ينظر إليها لا يعلم كم من الوقت مر وهو يتطلع لها، حتى وجدها تستفيق من نومها.
مالِك بحب وهو يُمسد على شعرها: صباح الخير..
نورسين بخجل : صباح النور..
قام مالِك مرة أخرى ونظرت له نورسين وجدته يرتدي ذاك الزي الرسمي باللون الأسود التي منذ حينما رأته لأول مرة ولليوم لم تراه يردتي سوى ذاك الزي الرسمي..
نورسين : أنت خارج دلوقت؟
مالِك وهو يقوم بتصفيف شعره ويضع برفانه الذي ينجح بِسلب عقلها دائمًا : أه رايح الشركة، عاوزة حاجه..؟
نورسين : لأ
مالِك وهو يقبل جبهتها : طيب أنا سيبتلك الكريدت بتاعتي عشان تشتري بيها الي تحبيه
نورسين بخجل : شكرًا بس أنا مش عاوزة حاجه..
مالِك : نورسين الكريدت بتاعتي أهي شوفي الي تحبي تجبيه أي وهاتيه وكمان هاتيلك هدوم جديدة برفيوم اكسسوارات حاجات البنات الي بتجيبوها دي الي الأكيد البنات نازلين عشانها ماشي يا حبيبتي..
لثاني مرة يقول لها تِلك الكلِمة التي تجعل دقات قلبها وكأنها بِسباق من شدة دقاتها، لا تلعم ما يحدث لها عِندما يقول لها تِلك الكلمة ف كل ما تدركه بأنها أحبتها مِنه وبِشدة..
مالِك : نورسين روحتي فين..
نورسين : ها معاك أهو، م..ماشي شكًرا..
مالِك : حبيبتي مفيش شكر بينا ماشي؟
نورسين بإبتسامة : ماشي..
مالِك : أنا همشي مع السلامه..
نورسين بإبتسامة : ف رعاية الله..
إبتسم لها مالِك وخرج من الغرفة بينما خلدت نورسين للنوم مره أخرى وإبتسامة ترتسم على شفتيها..
في مكان آخر.."
ذهب للجامعه كالعادة وتحديدًا تِلك الكلية المتواجده بها عسى أن يراها مره آخرى وأقسم تِلك المره أن يأخُذ حتى رقمها، أي شئ يجعله يُحادثها مرة آخرى أو لربما يُحادثها للأبد..لا يعلم أحقًا ستقبل مُرافقته أم أنها كانت مُجرد شفقة بِذلك اليوم مِما حدث لا أكثر، رأته مُنكسرًا ف أشفقت عليه وأرادت أن تُجبر إنكساره وتواسيه لا أكثر من ذلك..
تِلك الأفكار خيبت آماله واتجه مُسرعًا حتى يرحل من ذاك المكان الذي أصبح سببًا بضيق صدره وحُزنه من جديد..
"أي دا زياد بتعمل اي هنا..بس واو اي الصدف دي..؟"
نظر للخلف لِتلك الجُملة التي أُلقيت عليه للتو في حماسٍ واضح مِن تِلك النبرة..
زياد بإبتسامة : سيليا أخبارك أي..
سيليا بمرح : أحسن منك وأنت؟
زياد بمرح : أكيد مش أحسن منك..
إبتسمت سيليا بسعاده لرؤيتها له مره آخرى وهي تُردف : بس إنت بتعمل أي هنا..؟
زياد : أبدًا قولت اجي كده يمكن أعرف أشوفك..
سيليا بصدمة : أنت جيت عشان تشوفني؟
زياد : أه
سيليا ولا زالت الدهشة حليفتها : أه أي
زياد : أي يا سيليا جيت عشان أشوفك..
سيليا : أه أنا بس مصدومه مش أكتر، أنا قولت إنك نسيتني أصلا..
زياد ولا يعلم لِما الحزن سيطر على قلبه وهو يردف بِذلك السؤال : ليه إنتِ نستيني؟
سيليا بتسرع : لأ خالص أنا أصلا لسة نازلة الجامعه النهاردة لأني مش باجي كل يوم..
زياد : ليه؟,
سيليا بتوتر : ع..عادي يعني باجي المحاضرات المهمة بس..
زياد بعدم تصديق :, اممممممم أوكي أي رأيك نروح نتغدى؟
سيليا بإندفاع : لأ
ثم أضافت محاولة لتحسين الموقف : ق..قصدي نقعد شوية ف الكافيتريا هنا ب..بس مينفعش نخرج سوى م الجامعه و..كمان تعالى نروح الكافيتريا الي ف الكليه بتاعتك..
زياد بعدم فهم : إشمعنا
سيليا : عادي مبحبش الأكل بتاع هنا، يلا بينا
زياد : أوكي يلا
ذهب زياد وسيليا معه...
في الكافيتريا..
زياد : طب ما كنا نروح مطعم؟
سيليا بتوتر : هنا أحسن
زياد : في أي يا سيليا؟
سيليا : أبدًا مفيش أنا جعانه مش هتأكلني؟
زياد : طبعًا هناكل تحبي تاكلي أي..
سيليا : اممممممم أي رأيك نجرب ...
ظل يتحدثون بأشياء عديدة..
في مكتب مالِك.."
صدم مِما سمعهُ للتو وأردف والصدمة جالية على جميع معالِم وجهه : هتخطب!!
- أيوة يا خالو هخطب مالك مصدوم كده ليه..؟
- ولينا..؟
- مالها أنت عارف إني لا بحبها ولا عمري هحبها غير ك أخت بس يا خالو لينا بالنسبة ليا هقولهالك تاني زي فرح وبس والمسلسل الي إنت وقولتلي أمثله عليها لا يُمكن أنه يحصل إزاي هضحك عليها وأقول إني بحبها أنسب حل إني أخطب وتتحط قدام الأمر الواقع بإني مش ليها ولا هكون ليها، هي نفسها هتعرف كده ما هي مش معقول هتفضل تدي حُبها لشخص مش شايف فيها غير أخت، حب من طرف واحد مبيكملش ولا عُمره هيكمل، لازم يكون مُشترك بين الطرفين، مهما طال حُبها هيجي يوم ومشاعرها كُلها تُستنذف، حب..إهتمام..حنيه..مُشاركه سواء وقت فرح أو حُزن.. لينا مقدمالي كُل ده وأنا محبتهاش ولا عارف أحبها غير ك أخت ف يوم كل مشاعرها دي هتخلص هتفضل تديني حُب مش هتاخد مُقابل ف بالتالي هيخلص، هتدي حنيه واهتمام واحتواء مش هتاخد أي مُقابل مني لكُل ده، ف الآخر هتشوفني بديه لواحده غيرها أكيد هي هتبطل تدي، مشاعرها هتكون خلصت، هيجي شخص يعوضها بكُل المشاعر دي، مشاعرها هتنمو من تاني على أيده، ف هتكون ليه هو.. وأنا قررت أعمل كده هخطب واحطها ف الأمر الواقع وهي هتتقبله..
- محمد متقدم لـلينا وهي وافقت..
ضرب ذاك الشعور الذي أصاب قلبه لوهلة ورد بإبتسامة : مبروك ليها وأنا فرحتلها من قلبي وأن شاء الله تنساني..
- بتمنى يكون كلامك صح وأنك فعلًا فرحان من قلبك، بس تعرف حاجه يا زين، أنا مُشفق عليك من قلبي بجد، مُشفق على غبائك الي هيضيع منك أغلى وأثمن حاجه يا زين، هيضيع منك عُمر كامل..مش هتفهم كلامي دلوقت لأن عُمرك لسة معاك قُدامك فُرصة وأنا عارف إنك هتضيعها، وكلامي هتفهمه لما عُمرك ده يضيع فعلًا يا زين..
ألقى تِلك الكلمات على مسامع زين ونظر لِتلك الأوراق التي تقع بين يده مرة أخرى..
- ماشي يا خالو عن أذنك..
رحل زين ورجع مره آخرى وأردف بِتذكُر : البنت هتيجي تتعشى معانا النهاردة..
أردف بهدوء عكس ذاك الحُزن الذي عم على قلبه لأجل تِبك الفتاه : ماشي يا زين
بِغُرفة لينا.."
- طب ليه وافقتي على محمد طالما بتحبي زين يا لينا؟
تنهدت بحُزن : محمد عارف إني بحب زين ومع ذلك أصر إني اتخطب ليه هو، صدقيني يا نورسين محمد مهما يعمل مش هعرف أحبه وأنا مُشفقة عليه من قلبي، أنا عارفه وجع إنك تكوني بتدي لشخص كُ لحياتك وهو بالمُقابل بيهدي حياتُه دي لغيرك..بس أنا مش بإيدي أعمل حاجه، زين بالنسبة ليا كُل حاجه يا نورسين..
ضحكته لما بشوفها بتخلي قلبي يطير من فرحته، حتى لو ضحك بسبب واحده غيري أنا يكون مبسوطه أنه مبسوط يكفي ضحكته دي، زين من وهو ف ثانوي رغم صُغره بس كان بتاع بنات، كل صحابه بنات ف بنات، كل يوم كان يجي يعرفني على بنتين ولا بنت اتصاحب عليها جديد، كنت بموت من جوايا صدقيني، بس هو بالنسبة ليه أنا اقرب حد وبحُكم صحوبيتنا الي كنت فرحانه بيها لأنها مقرباه مني لأني ف حُبي ليه زي الغريق الي بيتعلق ف أي أشايه تمسكُه وصحوبيته ليا كانت زي حبل النجاة ليا كُنت متعلقة ف الحبل ده بكُل ذرة قوة جوايا، بس هو كان مادد الحبل ده بس مكنش بيسحبني بيه، كنت بغرق بس ف نفس الوقت لأ، بس كنت مبسوطه، يكفي أن هو الي مدلي الحبل ده، من يوم ما وعيت على الدنيا وعلى زين بمعني أصح وأنا وهبتُه قلبي، بقى المعني الحرفي لسعادته، بقى كُل حياتي ودُنيتي، بقى هو شمسي وقمري، كنت كُل يوم بستناه يجي بليل نقعد أنا وهو تحت الشجرة المُفضلة لينا ونبص للسما الصافية والنجوم الي بتلمع فيها وبنحكي كل الي حصل معانا ف اليوم ده، هو كان بيفضل يحكي عن مُغامراته عن البنات وأنا كُنت بحكي عن قد أي هو بالنسبة ليا كُل حاجه وأن يوم كان حلو وكويس لأني عارفه أن زين كويس وبيضحك رغم أنه كان بيضحك مع غيري مش معايا، الحُب مش بإيدي يا نورسين ولا قلبي بإيدي أقوله يحب مين ويكره مين، طلة زين بالنسبة ليا زي شروق الشمس لما بشوفه شمس دُنيتي بتنور، ضحكته بتهدي روحي وبتطبطب عليها بحنيه، نُطقه لإسمي بيمسح كُل حاجه هو بيوجعني بيها أو أي حاجه تانيه بتوجعني وبتضايقني، هو كُل حاجه بالنسبة ليا يا نورسين، بحبه أوي، الحُب من طرف واحد ده شئ مُرهق، كُل مشاعرك بتديها لشخص وبتبقي مُجبرة إنك متستنيش منه أي مقابل للمشاعر دي، تفتكري هيجي يوم ومشاعري دي تخلص..؟
بتمني أنه ميجيش، اه حبه واجعني بس أنا بقيت مريضة بحُبه، وف نفس الوقت حُبه علاج وأنا أدمنت العلاج ده..
- ياه بتحبيه كل ده..
- واكتر من كده كمان كُل الي قولته ميجيش حاجه قُصاد الي أنا حساه جوايا دلوقت والي نفسي أقوله يا نورسين..
- ربنا يريح قلبك ويحبب قلبوا فيكي يا لينا..
- يا رب يا نورسين نفسي بس حتى يحس بحُبي ليه، يحس إني مقدرش أعيش من غيره، يحس أنه كل حياتي، يحس أن حياتي من غيره زي السما من غير قمر.. أو زي يوم من غير شمس تنوره..
- هيحس أن شاء الله هيحس، بس محمد!!
- مش هقدر أنا قولت لخالو هفكر بس صدقيني مش هقدر أحبه، هظلمه، أنا حاسه بيه أوي يا نورسين لأني عايشة نفس الي هو عايشه ويمكن أضعاف أضعافه..
- حبيبتي طب ريحيه وابعدي خاالص
- أنا هعمل كده ومش هنزل الشغل تاني أو هخلي خالو يبعتني فرع من فروع الشركه الي بره مصر يمكن لما أبعد قلبي يرتاح يا نورسين..
- كده أنتِ مش بتبعدي، أنتِ بتهربي، خليكي واجهي الي هيبقى قصادك، الحُب زي ما هو ضعف هو بيكون قوة، لازم تكوني قوية وتقفي وتدافعي عن حُبك وعن قلبك يا لينا..
- هحاول
- ده أكيد مش هتحاولي وأنا معاكي وهساعدك..
قطع حديثهم دلوف فرح : شوفتوا الي حصل!!
قال نورسين ولينا بلسانٍ واحد : إيه؟
فرح وهي تنظُر ل لينا بحُزن تعلم أن ما ستقوله سيُحطمها أو يقتلها حتمًا : زين هيخطب والبنت الي هيخطبها هتيجي تتعرف علينا النهاردة وتتعشى معانا، هو لسة مبلغ شاهي بكده..
نظرت نورسين ل لينا التي باتت تشعُر بدوار يجتاحها وأردفت بقلق : لينا أنتِ كويسة!!
لينا بخفوت : أه كويسة أنا عاوزة أنام بس..
- لأ مش هتنامي قومي مش كنا هنخرج إحنا التلاته قوليلها يا نورسين..
- - أه يا لينا يلا ونتعشى برة..
اردفت لينا بآلم حقيقي : لأ هتعشى معاهم، هشوف إختياره لشريكة حياته، زين أبني يا نورسين، لازم أشوف عروسة أبني وأبارك ليه وأفرحله كمان..محدش بيحزن لفرحة إبنه وزين إبني...
