رواية هوس عاشق الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم فرح طارق

رواية هوس عاشق

الفصل الخامس عشر والسادس عشر

في أمريكا.


يقف أمام المرآة ويُمسك بِماكينة الحلاقة، ينظر للمرآه والدموع تنزل من أعينه، وهو يتذكر حديث لينا معهُ.


Flash back.


دلف لغرفتها بالمشفى و وقفت هي بلهفة وأردفت والدموع تنزل من أعينها بغزارة : ش..شعري كلوا وقع يا محمد، بُص


قالت كلمتها وهي تمد يدها بآخر شعرات كانت متواجدة برأسها وأكملت بدموع وهي تجلس على الأرض وتنظر ليدها : ك.. كنت بحب شعري أوي، وبابا..بابا كان بيحبه عشان زي شعر ماما بالظبط، عشان كده كان بيحبه؛ بس مبقاش موجود خالص يا محمد..كلوا وقع، راح زي ما ماما هي كمان سابتني وراحت، تقتكر أموت أنا كمان وأروح لهم؟


إقترب محمد بلهفة ونزل بجسده حتى يقابل جسدها وأمسك بذراعيها وأردف : ولما أنتِ تسبيني أنا هعيش لمين يا لينا؟ 

مليش غير حُبك عايش ليه وعشانه، برغم إني معنديش ثقة ولو 20% أنك تكوني ليا، بس بحبك يا لينا..وجودك معايا ده كفاية بالنسبة ليا، أوعي تفكري إن وجودي معاكِ دلوقت إنك هتكوني ضعيفة وأنا الوحيد الي معاكِ ف أنا كده هكسب قلبك وحُبك، لأ يا لينا..قلبك ده.

قال كلمته وأشار لقلبها وأكمل حديثه : عايز أكسبه وعقلك ف كامل قوته، ومش معنى كده إنك دلوقت ضعيفة، مفيش أقوى منك يا لينا، هتقومي وتقفي وتحاربي تعبك، وترجعي أقوى من الأول، فاكره قبل ما نسافر يوم ما أغم عليكِ و روحتي المستشفى؟ يومها فوقتي وقولتي إنك هتحاربي عشان زين صح؟ دلوقت إيه الي حصل يا لينا؟ مش هتحاربي عشان قلبك؟ يبقى لازم الأول تحاربي تعبك وترجعي مصر قوية عشان تقدري تدافعي عن حُبك.


- حبي!!!


قالتها لينا بسخرية وأردفت بدموع: أهو ف نفس اليوم الفجر تعرف زين رجع البيت إزاي؟

كان سكران زي عادته وكان جاي شوفته وسندته وكالعادة ريحة هدومه كلها برفيوم حريمي، مُتخيل إني ابقى تاني يوم مسافرة رايحه أعمل عملية ونسبة نجاحها مش اكتر من عشرين ف الميه والاقي حبي الوحيد راجع سكران وكان سهران ف حضن واحده؟ طب متخيل وجع قلبي الي حسيته؟ متخيل الكسرة والآهات الي حسيت بيها؟ متخيل جرحي و وجعي كان عامل إزاي؟ متخيل كسرة قلبي؟


أمسك محمد بوجهها وأردف بدموع : هيندم، والله هيندم، غبي يا لينا مش حاسس بيكِ، صدقيني غبي.


ثم إبتعد وهو يشير لنفسه ويردف بلهفة : طب..جربي تحبيني أنا، صدقيني مش هجرحك، مش هبكي عيونك يوم يا لينا، ص..صدقيني مش هجرحك.ب


أمسك وجهها بيده وأردف ببكاء : بس شوفيني حتى..متحبنيش، شوفيني وشوفي حبي وإديني فرصة أظهرلك حبي ليكِ.


أمسك بيديها ووضعها على قلبه وهو يسند جبينه على جبينيها : حسي بده، شوفي دقاته الي بإسمك يا لينا، إديله فرصة يعرفك قد إيه إنتِ جوهرة بالنسبة ليه، وقد إيه إنتِ حاجه غالية أوي، وقد إيه هو مُشفق على زين، متحبهوش بس حسي بيه يا لينا، فرصة واحده بس.. فرصة يقولك فيها قد إيه هو بيحبك.


لينا ببكاء : و..وهو مقالش؟


محمد بإبتسامة حزينه : وإنتِ فكرك كل الي قاله ده حُب؟ ده ميجيش حاجه قصاد ربع الي جواه ليكِ يا لينا، إوعي تكوني فاكرة إن الكام خروجة والكام أمنية الي حققتهم ليكِ من يوم ما جينا أمريكا ده حبي ليكِ، أو ده مقدار الحب الي جوايا..

لأ يا لينا، حُبك أكبر من كده بكتير، إنتِ أكبر وأقيم من إني أحبك بكام خروجة ولا كام كلمة بقولهم ليكِ من ضمن كـم الكلمات الي جوة قلبي.


برغم إني عارف إن قلبك حتى مدقش لأي كلمة قولتها، بس فرحان إني قولت...ولسة هقول، مش هزهق من إني كل دقيقة أو كل ثانية أعبر ليكِ وأقولك قد إيه إني بحبك ومهما مر من العُمر وأنا بقول ليكِ كده مش هيكفي يا لينا، صدقيني عمره يا هيكفي.


لينا ببكاء : محمد أنا


محمد : ششششش، قومي يلا دلوقت، إحنا اتكلمنا كتير ودلوقت معاد علاجك، يلا عشان تاخديه والدكتور يدخل بنتايج التحاليل ويقولنا بكره هتعملي العملية ولا لأ.


هزت لينا رأسها وأمسكها محمد من ذراعيها و ساعدها على النهوض برفق، ومن ثم أجلسها على الفراش وأعطاها دوائها، وبعدها ذهب لمُحادثة الطبيب


Back.


آفاق محمد من ذكرياته على آخر جانب يقع من شعره ومن ثم أخذ شاورًا وخرج من غرفته مُتجه لغرفة لينا المجاورة له بالمشفى.


دلف للغرفة بعدما سمحت له بالدخول وكانت الممرضة بالداخل.


نظرت له لينا بصدمة بينما خرجت الممرضة وبقى لينا ومحمد


لينا بصدمة : إنت عملت إيه؟ ليه كده يا محمد


محمد بإبتسامة : عجبتيني أوي لما شعرك وقع ف قولت أعمل زيك وأقلدك بس تعرفي؟


إقترب منها وجلس بجانبها وأردف بحزن مُصطنع : مطلعتش حلو زيك بردوا، يرضيكِ؟


لينا بإبتسامة : لأ ميرضنيش.


محمد بصدمة : ميرضكيش!! يعني طلعت وحش فعلًا


لينا بتسرع : لأ لأ حلو والله


محمد وهو يغمز لها : يعني أنا حلو؟


لينا بخجل : لأ


محمد : يا بنتي حيرتيني، وحش أزعل، ولا حلو أفرح؟


لينا بخجل : إفرح


محمد بخبث : أفرح ليه؟ 


لينا بتوتر : ع..عشان

عشان يعني، أوووف عشان حلو إرتاحت


ضحك محمد عليها وأردف : أه إرتاحت.


لينا : كلمت الدكتور؟


محمد : أه، والعملية بعد بكره


هزت لينا رأسها بينما شعر محمد بخوفها ف أمسك وجهها وأردف بحنو : هتعملي العملية بعد بكره وهتخفي عشان فيه أماكن كتير لينا بتحبها ولسة مودتهاش ليها، وكمان عشان شعرنا يطلع تاني سوى ولا يرضيكِ اقعد حياتي كلها من غير شعر لو إنتِ جرالك حاجه؟؟


صمتت لينا ولم تجيب ف أردف محمد : ساكتة ليه؟


هزت لينا كتفيها ببراءة وأردفت : أخاف أقولك لأ ميرضنيش ف تفكر إنك وحش.


ضحك محمد كثيرًا وشاركته لينا الضحك.


في مصر تحديدًا ڤيلا ناصر.


دلف ناصر للڤيلا ووجد شيري جالسة بإنتظاره.


ناصر بخبث : هو المحروس طردك ولا إيه؟


نظرت له شيري بتقزز حاولت إخفائه وأردفت بسخريه : أه فيه حد إبن حلال بعتله صور لنورسين معاك، قام مفكر إني متفقة عليه ف طردني.


ناصر : تؤ تؤ ميصحش، مش ده الي كان بيموت ف نورسين، طردها بالساهل كده.

أقصد طردك


شيري : أهو عشان بيموت ف نورسين معملش فيا حاجة وإكتفى بطردي بس

ثم إستردت حديثها بحدة : ليه عملت كده يا ناصر؟


ناصر : وإنتِ كنتِ عاوزاني أستنى لحد ما تقوليله كل حاجه؟


شيري بسخرية : عيبك إنك مُتسرع يا ناصر، وبتاخد قرارات تحت باند الخوف ف بالتالي بتطلع قرارات غلط بتأذيك أكتر.


ناصر بعدم فهم : تقصدي إيه؟


شيري : وهو أنا لو كنت قولت لمالِك إننا خاطفين مراته وأنا جاية العب عليه كإني هي عشان نأذيه ونأذي مراته، هو كان هيسمي عليا؟


ناصر : ما إنتِ الي قولتي هتقولي


شيري : تقوم مصدق كده إني هقول فعلًا، قولتلك يا ناصر تسرعك وإتخاذك للقرارات تحت باند الخوف ده هيضيعك.


ناصر بغموض : مش مهم يا شيري، كده كده محتاجك إنتِ ونورسين


شيري بسخرية : صفقة من صفقاتك


ناصر : هترفعنا لفوق أوي أوي، ولو تمت يومها هدوس على جلال ومالِك.


شيري : مع مين؟


ناصر : ميران الهاشمي.


أمأت شيري رأسها بخبث وأردفت بتثأب : طيب أنا هطلع أنام وبكره نكمل كلامنا.


سارت تِجاه الدرج وإلتفت بجسدها مرة أخرى واردفت بتساؤل : هي أوضة نورسين فين؟


ناصر : جمب أوضتك.


أمأت شيري برأسها وصعدت للأعلى.


توقفت أمام الغرفة، دقات قلبها تعلو بِشدة، سترى أختها الآن بعد سنواتٍ من الحرمان بسبب أبًا مسلوب مِنهُ القلب، تنهدت ومن ثم طرقت عِدت طرقات خفيفة حتى سمحت لها نورسين بالدلوف


وقفت نورسين تنظر لها، تشعر وكأنها أمام المرآة ولا يختلف شيئًا سوى ملابسهن؛ تقدمت منها نورسين حتى توقفت أمامها..


مدت بيدها تتلمس وجهها وذراعيها والدموع تنهمر من أعيُنها بغزارة وأردفت وسط بكائها : ش..شيري


ضمتها شيري بهلفة بينما إحتضنتها نورسين بشدة وظلت الإثنتان مُحتضنتان بعضهن وهم يبكون.


إبعدتها شيري وهي تحتضن وجهها بينما أردفت نورسين بصوتٍ مُتقطع من كثر بكائها : وحشتيني اوي


ضمتها شيري وأردفت ببكاء : وإنتِ كمان وحشتيني اوي يا قلب أختك.


أبعدتها شيري وهي تتحسس جسدها بلهفة : إنتِ كويسة يا نورسين؟ عملك حاجه؟ أذاكِ ف حاجه؟ غصبك تعملي حاجه؟ 


نورسين بعدم فهم : هو مين؟


شيري : ناصر


نورسين : وبابا هيأذيني ليه؟


ضحكت شيري بسخرية وأردفت : بابا؟ وهيأذيكِ ليه؟


نورسين : في إيه يا شيري؟


شيري : تعرفي هو جايبك ليه يا نورسين؟ وليه دور عليكِ بعد السنين دي كلها؟


نورسين : ليه؟


شيري : عشان يخليكِ طُعن لمالِك الفيومي وده الي حصل، إصطاد مالِك بيكِ، وبنفس الطُعن الي إصطاد مالِك بيه..هيصطاد بيه شخص تاني عشان صفقة ليه 


نورسين : إنتِ بتقولي إيه؟ أنا مش فاهمة أي حاجه، ومالِك.. أه مالِك بابا وراني فيديو مالِك بيقول فيه أنه عاوز يقتله.


شيري : مسألتيش ابوكِ مالِك ليه عاوز يقتله؟


نورسين : سألته بس مجاوبش والحارس بتاعه قاله فيه شخص مستنيك تحت ونزله.


شيري : ومكتس هيجاوبك يا نورسين حتى لو مكانش الحارس بتاعه طلع.


ثم أكملت بحدة : عاوزاه يجاوبك يقولك إيه؟ إنه تاجر كبير ف الأعضاء والمخدرات وشغال مع ماڤيا كبيرة، وإن جلال الدين كان لِوا ومالِك كان ظابط ف المخابرات الخاصة والاتنين كانوا هيقبضوا على أبوكِ بسبب أعماله الغير شرعية وجرايمه الي إرتكبها، ولا عاوزاه يقولك إنه قتل مرات جلال وبنته الي عمرها ٨ سنين وإغتصبهم وعمل كده قصاد تؤام بنته وسابله البنت التانية لحد دلوقت عندها عُقدة من الي شافته؟ ولا يقولك إنه ضحك على مرات أبو مالِك وإتجوزها وأبوه مات بحصرته؟ يقولك إيه يا نورسين؟ ويقولك إنه دور عليكِ دلوقت عشان يبيعك لواحد رجل أعمال كبير عشان يتممله على صفقة يقدر يعلى منها ويقتل مالِك وجلال؟ ولا عاوزاه يقولك يا نورسين إن هو السبب ف الحادثة الي حصلت لينا زمان وأمك ماتت و يومها خلى دكتور ف المستشفى يوديكِ الملجأ واشاع بإني أنا وهو مُتنا وخدني وسافرنا وإختفى وسابك إنتِ؟ عاوزاه يقولك إيه يا نورسين؟


نورسين وهي تشعُر بدوار بجتاح رأسها : لأ لأ..بابا مستحيل.


سقطت نورسين مُغشية عليها وسقط معها قلب شيري بخوف


شيري ببكاء : نورسين قومي أنا آسفة إني اتكلمت، حقك عليا متسبنيش ونبي..ما صدقت لقيتك يا نورسين عشان خاطري قومي متسبنيش، آسفة إني إتكلمت حقك عليا بس كان لازم تفهمي الي عمله، لو مكنتش حكيت كنتِ هتبقي معاه وكان ممكن يأذينا عن طريقك، قومي يا نورسين ونبي فتحي عنيكِ عشان خاطري، أنا أسفه نورسين فتحي عينك ردي عليا ونبي يا نورسين عشان خاطري، مليش غيرك حقك عليا.


ظلت تصرخ شيري وصعد ناصر على صوت صراخها.


ناصر : في إيه؟


شيري : بابا إلحقني بسرعه شيلها نوديها مستشفى.


ناصر بخوف من أن يحدث لها شئ ويخسر صفقته : ماشي ماشي.


حملها ناصر وذهب بها للمشفى وشيري معهُ.


وقفا الإثنين أمام غرفتها وذهب ناصر لإجراء مكالمة وخرج الطبيب من غرفة نورسين وجرت شيري عليه بلهفة


الدكتور بحزن : للأسف كانت حامل ف تؤام وقدرنا ننقذ طفل واحد بس والتاني مات.


شيري بصدمة : حامل!!


الدكتور : أه


شيري : طب هي واحد مات بسبب إيه، زعل؟؟


الدكتور : لأ، المدام خدت دوا للإجهاض بس النسبة كانت قليلة بالنسبة لأنها حامل ف تؤام عشان كده طفل بس الي مات.


شيري ولا زالت على صدمتها مما يتفوه وكادت أن تتحدث ولكن أوقفها مجئ ناصر.


ناصر : مالها نورسين؟


شيري بتسرع قبل أن يتحدث الطبيب : كانت حامل وللأسف كانوا تؤام والإتنين ماتوا.


نظر لها الطبيب بينما برقت له شيري ف صمت.


ناصر بحزن مُصطنع : هتزعل أوي.


شيري : أه والدكتور قال لازم تقعد يومين هنا ف المستشفى.


أمأ ناصر برأسه وأردف : طيب أنا همشي، جالي اتصال مهم دلوقت وهاجي الصبح ماشي.


أمأ شيري برأسها بينما نظر لها الطبيب وأردف : ليه قولتي كده؟ كان ممكن تاخديها وتروحي النهاردة على فكره


شيري بحدة : ميخصكش وخليك ف حالك مفهوم.

وإقتربت منه وأكملت حديثها بتحذير : وتعرف بس لو حد شم خبر بإنها حامل، هقتلك


قالتها وهي تُشير بيدها التي شكلتها على شكل مُسدس ووضعتها بجانب رأسه وأردفت بحزم : مفهوم؟


الدكتور وهو يهز رأسه بخوف : آ.. أنا أصلا مكشفتش عليها و ولا شوفتكوا أساسًا


شيري بإبتسامة وهي تعدل ياقة البالطو الي يرتديه : براڤوا عليك، شطور يا...إسمك إيه؟


الدكتور بزهول من تِلك التي تقف أمامه : أيهم، إسمي أيهم.


شيري : شطوور يا أيهم، يلا روح شوف شغلك.


رحل أيهم من أمامها ولا زال على صدمته منها ولكنه إبتسم عليها.


بينما دلفت شيري لغرفة نورسين وإطمئنت عليها وخرجت مرة أخرى وهي تمسك بهاتفها.


أجابها مالِك بلهفة : شيري..نورسين عاملة إيه؟,


قصت عليه شيري ما حدث


مالِك بصدمة : حامل؟ و أكيد الحيوان ده الي عمل كده وقتل إبني


شيري : أهدى يا مالِك، المهم إحنا ف المستشفى وأنا مرديتش نمشي النهاردة عشان تيجي تاخدها، وخلي بالك ناصر أكيد سايب حراسة تحت.


مالِك : هتصرف وأدخل


شيري : تمام وأنا بردوا هشوفلك حل.


أغلقت شيري معه ورحلت بإتجاه مكتب أيهم.


طرقت شيري باب مكتبه وسمح لها أيهم بالدلوف.


أيهم : المريضة حصلها حاجه؟


شيري : لأ لأ بس أنا عاوزاك


أيهم : إيه هتعتذري؟


شيري : ولااا إحترم نفسك يلا، متفكرش عشان أنت دكتور وأنا بنت ناس ف هسكت وابتسم بخدود حمرا وأعتذر ، دا انا ممكن اقتلك دلوقت فاهم!!!


أيهم بخوف : إتفضلي أقعدي، كنتِ عاوزاني ف إيه؟


شيري بإبتسامة نجحت بإخفائها : باب سري للمستشفى اقدر ادخل حد منه من غير ما حد يشوفه


أيهم : نعم!!


وضعت شيري يدها على المكتب وأردفت : أصل الراجل الي كان معانا ده خاطفنا وأنا قولتله أننا هنبات هنا عشان نقدر نهرب، بس هو سايب حراسته تحت ومش هنعرف نهرب ولا حد يهربنا، ف جوز أختي الي جوة دي الي هو مالِك الفيومي تعرفه؟ أكيد تعرفه..هيجي يهربنا دلوقت منه، ها ساعدني يلا و عرفني على باب سري يدخل ويخرجنا منه.


أيهم : والي خطفكوا ناصح وحراسته لاففها حوالين المستشفى كلها حتى الباب الخلفي


شيري : بتتكلم بجد؟


أيهم : أه والله


شيري بحزن : طب وهنهرب إزاي، ده هيقتلنا.


أيهم : بس عندي خل أقدر اساعدك بيه


شيري بلهفة : حل إيه؟ قول بسرعه


أيهم بخبث : بس بشرط


شيري : إيه؟


أيهم : تعتذري


شيري بغضب : نعم يا روح امك!!!


أيهم بخوف من تحولها : ما قولتلكيش الحل الي عندي، بصي إنتِ والي معاكِ هتلبسوا لبي ممرضين وتحطوا كمامات وأنا هخرج معاكوا ونخرج برة المستشفى وتركبوا عربيتي وأنزلكوا بعيد عن المستشفى أو مكان ما تحبوا أوصلكوا.


شيري بتفكير : تصدق أه، طب وإيش ضمني إنك متخطفناش؟


أيهم بسخرية : وهو إنتِ تتخطفي؟


شيري بتكفير : أقنعتني ياض.


ثم اضافت بتحذير : بس تعرف أي هكة ولا هكة، ف ثانية أبعتك تقابل وجه كريم، أمين!!؟


أيهم بخوف : أمين.


هاتفت شيري مالِك وقصت عليه ما ستفعله وطلب منها مالِك أن يحادث أيهم.


شيري : إمسك كلم


أيهم : أكلم مين؟


شيري : مالِك الفيومي.


أخذ أيهم الهاتف وحادث مالِك.


أيهم : السلام عليكم.


مالِك : عليكم السلام، شيري قالتلي الي هتعمله وشكرًا مقدمًا وجميلك مش هنساه بس خليك حذِر جدًا دي مراتي ودي أختها وأنا مش مُستعد أخاطر أو أخسر حد فيهم.


أيهم : متقلقش، هنكرهم ف زِي ممرضين ومش هيبانوا وهنطلع سوى ف عربية إسعاف كإن رايحين لمريض.


مالِك : تمام وهقابلك 


قاطعه أيهم : أنا رأيي أجبهم لحضرتك البيت لأن مش أمان نقف ف اي طريق ومتضمنش حد يمشي ورانا ف الأأمن إننا نمشي على طول لبيت حضرتك وأكيد لما نوصل هناك هتقدر تحميهم.


مالِك : ماشي وفيه عربيتين حراسة هبعتهم عند المستشفى يمشوا وراكوا.


أيهم : تمام مع السلامه


مالِك : متقفلوش الخط، خليك معايا على التليفون لحد ما توصلوا.


أيهم :, تمام هيلبسوا الزِي وهنتصل بيك.


مالِك : تمام


..


روايه 💞 هوس عاشق 💞

الفصل السادس عشر 

..................


في ملهى ليلي يجلس وهو يحتسي من كأسه..

جلست أمامه إحدى الفتيات الذين يعرفهم.


سولي : وحشتني يا زين، كل ده متجيش تسأل على سولي؟


ثم أردفت بدلع : نسيت أيامنا ولا ايه؟


قالت جملتها الأخيرة وضحكت بدلع


زين : سولي إبعدي دلوقت لأني مش فايقلك.


سولي بخبث : ما أنا هفوقك يا بيبي، تعالى معايا بس.


سحبته سولي وساعدته على الوقوف وسارت بِه للخارج.


سولي : تركب عربيتي ولا عربيتك؟ تعالى عربيتي أحسن يلا.


سار معها زين بسكون وركب بجانبها.


سولي : مالك يا زين؟ أول مرة اشوفك كده.


رجع زين برأسه للوراء وأردف بحزن : سابتني يا سولي، بس أنا السبب.


سولي : هي مين؟


زين : لينا.


سولي : بنت خالتك؟


أمأ زين برأسه بينما أردفت سولي : وإنت بتحبها؟


زين : أوي يا سولي


سولي : كداب يا زين، مبتحبهاش


زين : لأ بحبها


سولي : وهو لو إنت بتحبها كل يوم هشوفك ف الملهى مع واحدة شكل؟ وإنت مش بتسهر وخلاص إنت بتعمل علاقات مُحرمة معاهم، يبقى ازاي بتحبها؟


زين بسخرية : وإنتِ من ضمن الي بعمل معاهم كده، ودلوقت بتقولي عليها علاقة مُحرمة.


سولي بوجع : صدقني لو بإيدي كنت عمرك ما تشوفني هنا يا زين، بس القدر وعمايله بيحط كل واحد ف بيئة ويجبره يعيش فيها ويتعامل معاها، فيه الي بيحارب ويخرج منها، وفيه الي زي حالاتي ظروفه بتبقى أقوى منه مبيقدرش يقاموها.


مسحت دموعها وأكملت بحزن : وإيه كمان مضايقك، مش لينا بس.


زين : عرفتي منين؟


سولي : كلامك عنها مش حامل كل وجعك، فيه جزء تاني مستخبي عن حاجه تانية كاتمها جواك.


ضحك زين بسخرية وأردف : إنتِ سولي بجد ولا حد تاني؟


سولي : ممكن طلب؟


زين : قولي.


سولي : متقوليش سولي، و النهاردة كلمني بس عنك يا زين، إنسى أنا مين، إعتبرني واحدة جديدة أول مرة تقابلها.


زين : وأقولك يا إيه؟


سولي : سيلين، قولي سيلين.


زين : ده إسمك


سيلين : أه


زين : ماشي يا..

صمت زين لثواني وأكمل بإبتسامة : سيلين، إسمك حلو


سيلين : شكرًا، هتحكي؟


تنهد زين وأردف بحزن : هحكي، زين الفيومي، بابا مات بسكته قلبيه لأنه كان داخل شراكة مع واحد بكل أملاكه وف يوم نصب عليه وخد كل حاجه وإترفع على بابا قضية أتحكم عليه فيها مؤبد ومات بسكتة قلبية، بعدها ب شهور ماما اتجوزت الشخص ده، والنهاردة رجعت من عنده مغتصبها واخد منها ورثها من أبوها ونصيبها ف شركات الفيومي.


سيلين : وهتعمل إيه؟


زين : إتفقت أنا وأخويا وخالو وإتنين صحابي إننا هنشوف واحدة تلعب عليه وترجع كل حاجه تاني، الي هي ف الأصل فلوس أبويا الي خدها منه.


Flash back.


دلف مالِك للملهى أثناء حديثهم وأردف : وأنا عندي الحل.


زياد : خالو


زين بلهفة : إيه هو؟


جلس مالِك وأردف : هنشوف واحدة تلعب عليه، بس تكون صغيرة وحلوة.. عثمان بتاع ستات، ودي الحاجة الي نقدر ندخله بيها، هتضحك عليه و يثق فيها وف يوم تخليه يمضي على كل أملاكه يخليها بإسمها، بس تكون حد مصدر ثقة وتنقل الأملاك بإسم فرح.


زين : ودي هنجيبها منين.


عامر : هندور، أكيد هنلاقي.


أحمد : أيوة بس لازم تكون حلوة أوي حاجه عود أجنبي كده عشان تدخل دماغه.


مالِك بسخرية : دماغه ولا دماغك.


أحمد : فاهمني غلط يا باشا.


عامر : ده فاهمك صح الصح.


قام مالِك وأردف : أنا همشي، وأنا قولت الحاجه الي نقدر نرجع بيها كل الي بيملكه، ودوروا إنتوا ع البنت دي.


Back.


تنهد زين وأردف : دي كل الحكاية.


سيلين بتفكير : طب هو أنا حلوة؟


زين بدهشة : ليه


سيلين : إسمع بس، أنا حلوة؟


زين وهو يتفحصها بجرأة : أه حلوة.


سيلين : حلو، يعني أقدر ألعب عليه وأساعدكوا؟


زين بدهشة : إنتِ


سيلين بتوتر : أه

ثم أضافت بلهفة : وصدقني والله هيمضي ع الفلوس وهرجعها ليكوا مش عاوزة أي حاجه، بس 


زين : بس إيه؟


سيلين : مرجعش الملهى تاني وتحميني من صاحبه


زين : وهو صاحبه ماله بيكِ؟


سيلين بتوتر : آ.. أصل، أنا يتيمة وكنت عايشة ف بيت بالإيجار على قدي، أوضة وصالة كده وبشتغل ف مطعم وبصرف على نفسي، وف يوم واحد جه المطعم وفضل مستنيني، خلصت ومشي ورايا، بيتي عشان أوصله لازم أعدي من شارع فاضي، يومها حاول يعتدي عليا وأنا عشان أدافع عن نفسي ضربته على دماغه بطوبة، جريت من خوفي وسيبته سايح ف دمه، صاحب الملهى كان شايفنا وصورني وأنا بضربه ومهددني لو مفضلتش أشتغل معاه هيقدم الفيديو للبوليس وهتحبس.


ثم أردفت بألم : أول يوم جيت فيه، فكرت هرقص بس كده وخلاص، إتضح إنه كان عاوزني أقضي وقت مع الرجالة، يوميها رفضت بس مسكني تاني بالفيديو وقالي يا مؤبد يا إعدام، غصب عني وافقت، قالي الراجل الي يجي ويطلب أوافق، ويومها كنت إنت، لو تفتكر يومها أنا كنت بنت بنوت..


صمتت لثواني تأخذ نفسها من كثرة البكاء وأكملت : بعدها عشان معملش كده تاني، أنا عرفت إنك حد مشهور أوي، لغايت هو لما سمع إسمك خاف، ف قولتله إنك..يعني


زين : إني إيه؟


سيلين : آ..أعجبت بيا وحذرتني إني


زين وقد فهم ما تريد أن تقوله : ومحدش غيري قربلك؟


هزت سيلين رأسها بدموع : لأ.


زين : ماشي يا سيلين، هساعدك وتساعديني.


سيلين بفرحة : بجد


إبتسم زين وأردف : بجد


سيلين : ش..شكرًا أوي ليك.


زين وهو يحك رأسه : متأكدة من حكاية محدش قربلك غيري؟


سيلين بحزن : أه يا زين، ولو مش متأكد ف خلي شكك موجود، للأسف مش هقدر اخليك تصدق، ولا هقدر أضايق إنك مش مصدق، لأنه حقك..واحدة بتيجي تقضي معاها ليلة هتصدقها ف الي بتقوله؟


زين : سيلين لأ مش قصدي أنا بس


مسحت سيلين دموعها وأردفت : عادي يا باشا، ها هنعمل ايه دلوقت؟


زين : هاخدك الشقة بتاعتي.


سيلين : ليه


زين بمرح : نضفي دماغك الشمال دي، هوديكِ شقة هتبقى ليكِ، محدش يعرف أنها بتاعتي، عشان عثمان لما تبدأ اللعبة معاه ميشُكش ف حاجه.


سيلين : ماشي


زين : ولما أروح هناك هنتفق هنعمل ايها وهتتقابلوا إزاي.


أمأت سيلين برأسها وصمتت


زين : يلا


سيلين : يلا فين؟


زين : عربيتي هنركبها، وهتنسي العربية دي، أكيد بتاعته صح؟


سيلين :, أه


زين : يبقى سبيهاله.


سيلين بإبتسامة : ماشي.


نزل الإثنان وركبا سيارة زين، وتحرك زين بسيارته..

بعد وقت وصل زين للمكان المنشود.


صعدوا للأعلى ووقف زين أمام باب الشقة ونظر لسيلين وأردف : الوقت دلوقت أتأخر، إدخلي وأنا همشي وبكره هجيلك عشان نتفق على كل حاجه


أمأت سيلين بإبتسامة ورحل زين.


دلفت للشقة واشعلت الأنوار وظلت تنظر حولها بإنبهار، لكبرها وجمالها ورقة الأثاث المتواجد بِها، لم تحلم حتى أن تأتي لشقة مثلها، ولكن هي الآن تسكُن بها.


في فيلا الفيومي.


يقف أمام بوابة فيلته، يأتي هنا وهناك، ينتظر قدومهم على أحر من الجمر..


نظر أمامه بلهفة وهو يرى ضوء سيارة الإسعاف القادمة.


أمر الحارس بفتح بوابته سريعًا ودلفت السيارة للداخل


ترجل ناحية بابها بلهفة ونزل أيهم من المقعد الأمامي وفتح لهم الباب الخلفي ونزل الإثتين..


حضن مالِك نورسين بلهفة : وحشتيني يا نوري وحشتيني اوي..

أبعدها عنه وهو يحتضن وجهها ويردف بلهفة : إنتِ كويسة؟ تعبانة، نروح مستشفى تانية؟ 


أخذها مرة أخرى لأحضانه وأردف بخوف : كنت خايف عليكِ أوي يا نوري، خوفت يجرالك حاجه وأنا معرفش اتصرف، حقك عليا إني معرفتش أنقذك منه، أنا آسف


يينما هي لازالت صامتة، حديث شيري يتردد بأذنها، لا تقدر على تقبل الأمر، عقلها لا يستوعب أي شئ مما يحدث، أحداث طفولتها مع أمها وأختها وأبيها، تِلك العائلة الصغيرة التي بين يوم وضُحاها إختفت من حياتها وأصبح وحيدة دون أم، دون أب، دون أخت، وبين ليلة أخرى وضحاها يظهر أبيها وأختها، أبيها ذلك القاتل كما قالت لها أختها، الذي أراد بيعها لصفقة من صفقاته الغير شرعية، أبيها الذي كانت تبكي من شوقها لرؤيته مرة أخرى، هو نفسه من تسبب بقتل أمها، وقتل أرواحًا أخرى دون رحمة بِهم أو بعائلتهم.


مالِك بقلق من صمتها : نوري، إنتِ كويسة؟


ثم نظر لأيهم الواقف وأردف : هي كويسة؟ مش إنت دكتور؟ هي مالها؟


أيهم : هي إتعرضت لصدمة؟؟ حد فيكوا قالها خبر صدمها؟ أو يمكن عشان طفل من أطفالها مات؟


شيري بلهفة : أنا عارفة السبب


مالِك : إيه هو؟


قصت له شيري ما حدث ببكاء بينما كان ينظر لها أيهم بشفقة، هي قصت ما حدث بينها وبين أختها، فهم الآن ما حياتها.


شيري ببكاء : آ.. أنا آسفة بس كان هيبيعها زما كان بيبعني عشان صفقاته، مقدرتش أحطها أو اخليها تعيش نفس الي عيشته، لو مكنتش عملت كده مكنتش هتصدق حد فينا، وهتفضل ماشية وراه..لحد ما هيخلص معاها الموضوع زي ما كان بيحصل فيا، أنا.. أنا آسفة مكنتش أعرف إنها هتسكت كده ومترضاش تتكلم..


أيهم بشفقة على تِلك الفتاة : متقلقيش، هي بس عشان لسة قايلة ليها الكلام، طبيعي صدمتها، وقولوا الحمدلله إنها جت على سكوتها بس، وكمان إن تطلع حامل وتعرف ده ف يوم ما إبن ليها يموت ف ده صعب بردوا.


حملها مالِك بينما أراحت نورسين برأسها على كتفه واغمضت أعينها وصعد بها مالِك للأعلى، وكان ينظر لها أيهم..حتى نزل مالِك مرة أخرى.


أيهم : هي نامت؟


مالِك بدهشة من سؤاله : أه


أيهم : متأكد، قلقت مثلًا وإنت بتنيمها أو حاجه؟ إتحركت؟


مالِك : لأ بس ليه؟


أيهم : طب إطلع بسرعة حاول تفوقها، دي كده ممكن تدخل ف غيبوبة.


صعد مالِك للأعلى وأيهم وشيري خلفه، و وقفوا أمام باب الغرفة وسمح مالِك بدخولهم..


تقدم أيهم ناحية نورسين يحاول إفاقتها، فتحت نورسين أعينها ونظرت لهم وظلت صامته.


أيهم : هتنامي؟


أمأت نورسين برأسها بينما أردف أيهم بإطمئنان : تمام إتفضلي.


تركها أيهم ومالِك خرج خلفه وشيري.


مالِك : ممكن تدخل ف غيبوبة ليه؟


أيهم : ف الحالات الي زي دي، أحيانًا المريض مش بيتقبل الواقع الي عايشه ف بيلجأ لنوم عميق، شبيه بالغيبوبة، بيفوق منها وقت ما عقله يتقبل واقعه ويفوق، ف عشان كده خليك جمبها وكل شوية صحيها أو حاول تتكلم معاها، يعني مثلًا عن حبك ليها، ذكرى حلوة بينكوا، فرحان بحملها، أي حاجه تحاول تخرجها ن التفكير بتاعها.


مالِك : حاضر هعمل كده.


أيهم : تمام عن إذنكوا همشي أنا، وكارتي أهو، أي وقت أنا تحت أمرك.


مالِك بإبتسامة : شكرًا ليك.


شيري : خليك مع نورسين وإعمل زي ما قال وأنا هوصله للباب.


أمأ مالِك برأسه بينما تحركت شيري وأيهم للأسفل.


شيري :أحم، شكرًا


أيهم : على إيه؟


شيري : ع الي عملته، شكرًا وكمان سوري يعني لـاللي أنا عملته وقولته ليك.


أيهم بإبتسامة : ولا يهمك حصل خير.


إبتسمت له شيري بينما رحل أيهم ووقفت هي مكانها تحادث نفسها.


وضعت يدها على قلبها وهي تردف : لأ إهدى وحياة أبوك، إنت عارف أنه مينفعش..مينفعش تدُق لحد، ولا تحب حد، ولا تتعلق بحد، مينفعش مينفعش، إنت ناسي الماضي بتاعي؟؟ ولا أي راجل هيتقبل يعيش مع واحدة زيي، يبقى إيه؟ مينفعش تحب ولا تدُق، بص إنت تضُخ دم وبس.


إنتِ بتكلمي نفسك.؟


إنتفضت شيري عند سماعها لِتلك الكلمة ونظرت خلفها.


شيري : أوف عليكِ، خضتيني يا فرح


فرح بضحك : سلامتك الخضة يا قلب فرح، بتعملي إيه هنا يا نورسين


شيري : أنا مش نورسين ياختي.


فرح : أيوة عفريتها يعني ولا إيه؟


شيري : لأ ظريفة.


فرح : إنتِ الي ظريفة ياختي، مش نورسين، شبحها مثلًا!!!


شيري : هو إنتِ متعرفيش الي حصل؟


فرح : إيه الي حصل؟


شيري : يخربيتك، إنتِ مش عايشة معاهم ف نفس البيت؟


فرح : لأ أنا عايشة ف أوضتي بس، ها هتقولي إيه الي حصل؟


شيري : تعالي نطلع أوضتك أحكيلك


فرح : هو مش خالو محذرك تسهري مع حد لوقت متأخر كده غير معاه؟


شيري : ده محذر نورسين مش أنا 


فرح بخوف : هو إنتِ بجد مش نورسين؟ متخوفنيش بالله عليكِ.


ظلت تضحك شيري حتى أدمعت عينيها من كثرة الضحك : يخربيتك بجد، شايفاني شبح طيب؟ مش نورسين يبقى أكيد بني أدمة تانية وتعالي يلا أحكيلك.


فرح : ماشي إطلعي قدامي.


شيري : هخنقك من وراكي مثلًا؟


فرح : وأنا إيش ضمني تعملي كده؟ 


ضحكت شيري بخبث وصعدت أمامها وفرح خلفها حتى وصلا لغرفة فرح، دلفت شيري للداخل وسحبت فرح من يدها بعنف وأردف وهي تُبرق أعينها : هقتلك يا فرح هقتلك 


صرخت فرح ببكاء : لأ ونبي عايزة أتجوز، يا خالوووو إلحقني.


وضعت شيري يدها على فمها وظلت تضحك، إبتعدت عنها ووقعت شيري على الأرض من كثرة الضحك : يخربيتك ههههههههههه فصلتيني يا فرح، والله ما قادرة ههههههههههه يخربيتك بجد..


نظرت لها فرح بدهشة بينما وقفت شيري وبدأت تقص على فرح ما حدث وما يحدث..


فرح : يا لهوي ياما!! كل ده حصل!! وأنا إيه؟ ف غيبوبة؟


شيري وهي تلدغ أنفها بيدها : عشان بعد كده تفتحي عينك ف البيت كويس أوي


فرح : عندك حق والله.


في غرفة مالِك..


أيقظها وقامت من نومها وجلست على الفراش وصمتها لا زال يُلازمها.


مالِك بفرحة وهو يضع يده على بطنها : مش مصدق إنك حامل يا نوري، فيه جواكِ جزء مني ومنك، هيخرج من هنا وهنشوفه بيمشي ويجري وبيلعب قدام عنينا، تعرفي بستنى اليوم ده من يوم ما شوفتك يا نوري، من يوم ما شوفتك وأنا بتخيلك حامل ف حتة مني ومنك.


نورسين : يعني قربت تطلقني.


مالِك بفرحة لنطقها وبصدمة مِما نطقت بِه : أطلقك؟


نورسين : مش ده كان إتفاقنا؟ أجيب ليك ولد وتطلقني.


مالِك وهو يضمها لصدره : وأنا عايزك يا نوري، وبحبك، وبعشقك، عايزك وعايز الطفل عشان حتة منك ومني، عشان هيكون جزء ناتج عن حبي وحبك، بحبك أوي يا نوري.


نورسين وهي تحتضنه ببكاء : قتل ماما يا مالِك، هو الي قتلها.


أغمض مالِك أعينه بحزن بينما أكملت هي : ك..كنا أسرة صغيرة، أنا وأختي وبابا وماما، كنا بنحب بعض أوي، وهو كان بيحبنا..كان يفضل يقول بحبكوا عشان إنتوا جزء من أمكوا، بس..قتلها يا مالِك، وقضى على الأسرة دي، ف يوم لقيت لوحدي لا أم ولا أب ولا أخت، وهو كان السبب، أنا تعبت أوي يا مالِك، شوفت كتير اوي.


إبتعدت عنه وهي تشير على قلبها : قلبي واجعني أوي يا مالِك، حاسة بحاجه بتخبط فيه، حاجة تقيلة أوي مخليا نفسي بيضيق.


إحتضنها مالِك بلهفة : سلامتك يا قلب مالِك، سلامة قلبك يا روح مالِك، حقك عليا أنا، هجيبه ليكِ يا نور، وحياة كل دمعة نزلت من عيونك هجيبلك حقك، بس بطلي عياط، بصي بكره أه بكره هنسافر أنا وإنتِ، إيه رأيك؟

هنروح أمريكا، وكمان لينا هناك هتعمل العملية بعد بكره، وهنبعد شوية عن هنا، ماشي يا نوري؟


أمأت نورسين برأسها ورجعت لأحضانه مرة أخرى وأردفت : أحضني يا مالِك، خدني ف حضنك أوي، طبطب عليا، قولي كل شوية بحبك، بس..مش بالكلام يا مالِك، مش بطمن من الكلام، بطمن بقربك..طمني كل شوية بقربك ليا وقولي إنك جمبي ومعايا وبتحبني بحضن منك.


مالِك وهو يربت عليها بحنو: حاضر يا قلب مالِك.


ظل يمسد على ظهرها بحنان، حتى شعر بإنتظام أنفاسها، ف أبعدها عن أحضانه واراحها

 على الفراش وأغلق النور وأراح جسده بجانبها، وأخذها لأحضانه مرة أخرى..

 أخذها داخل أحضانه، تمنى لو إستطاع وضعها بداخل صدره، أسبوعان مروا ولم يراها

 أو يعرف إن كانت بخير أم لا، كان يشعر بأنه جسد لا قلب، ف قلبه أصبح هي، تبتعد عنه

 ف يرحل قلبه معها، تعُد إليه ف يعود قلبه من جديد، ولكن يظل بحوذتها هي، وكأنها تُعلن لهُ..

 أنه أصبح لها، وأصبحت هي لهُ ومالكتهُ ومالكة قلبه، أصبحت هي أميرة كل شئ حتى نفسه، 

كالنور فعلًا كما وصفها، تُنير حياته وتنير أعينه لرؤية من حولهُ.

                      الفصل السابع عشر من هنا

لقراة باقي الفصول اضغط هنا




تعليقات



<>