رواية هوس عاشق الفصل الثالث عشر والرابع عشر بقلم فرح طارق


رواية هوس عاشق

الفصل الثالث عشر والرابع عشر 

بقلم فرح طارق

مـر اليوم وتم دفن جمال وعاد مالِك وجلال للمنزل.


مالِك موجهًا حديثه لجلال : بات معانا يا جلال.


ميرا بترجي : أه بليز يا بابي أنا عاوزة أقعد مع شاهي، مش هقدر أسيبها.


جلال : ماشي يا ميرا.


أمر مالِك الخادمة بتجهيز غرفة لجلال بينما أردفت فرح : وميرا هتنام معايا.


ميرا بسعادة : اشطا أوي.


مالِك : شاهندا حد فيكوا إطمن عليها.


نورسين : أه أنا كل شوية بدخل أبص عليها وبلاقيها نايمة.


هز مالِك رأسه وأشار لجلال بالدخول للمكتب للحديث معه ببعض الأشياء بينما صعد الجميع لغرفهم.


في غرفة نورسين.


كانت تجلس بحزن، لقد أحبت تِلك العائلة، أحبت جميع من بِها، رق قلبها لِذاك الجو الذي تفتقده لِعشرون عامًا، تفرقت أسرتها مُنذ أن بدأت تنضج وتعرف معنى كلمة عائلة، والآن أحست بِشعورها معهم وهي بجانبهم، حبهم لها أو بمعنى أكبر لأختها التي تنتحل هي شخصيتها، ماذا أن رجعت أختها وبقت هي معهم؟ 

ماذا إن سُجن والدها وعُقب على كُل ما فعله، لقد كان صمتها ذاك خوفًا من فُقد آخر رابط لها بِعائلتها، لم يكُن لديها غيره، تعرف كُل أعمال والدها الغير شرعية، تعرف أنه يقوم بِتجارة المُخدرات، يُتاجر بأشياء كثيرة، تعرف أنه لو لُزم الأمر لقتلها لإنقاذ نفسه مِن ورطةٍ ما.


ضمت صدرها لركبتيها وهي تتذكر عِندما أرسلها لِرجل أمريكي وباعها لهُ لأيام حتى يُتمم إحدى صفقاته، إن باعت والدها ستخسر أختها وذلك تهديده لها حينما هاتفته بالصباح.


Flash Back.

هناك شعور بِداخلها يدفعها بإخبار مالِك كل شئ، أن تُكشف حقيقتها وأنها ليست نورسين معشوقته التي يسهر معها طوال الليل يُخبرها عن مدى عِشقه لها.


أمسكت بهاتفها حتى تُهاتف ناصر


شيري : أنا هقول لِمالِك كل حاجه وهعرفه إني مش نورسين وإن نورسين معاك.


ناصر بسخرية : إيه يا شيري حنيتي لدمك ولا إيه؟


شيري : حنيت وفوقت، فوقت من الي كنت عايشة فيه، فوقت من عيشتي مع واحد مُجرم باع بنته لواحد عشان يتمم صفقة من صفقاته الزبالة، وأنا خدت قراري هعرف مالِك كل حاجه، ومالِك بيعشق نورسين وأكيد هيقدر يرجعها من عندك.


ناصر بخبث : مش لما تكون عايشة يبقى يرجعها


شيري بخوف : تقصد إيه؟


ناصر بحدة : بوقك لو إتفتح يا شيري هيبقى موت أختك قصاده.

ثم أكمل بسخرية : وإبقي خلي الحنية تنفعك.


شيري بصدمة : أنت مش معقول تكون أب.


ناصر بسخرية : وأنا من إمتى كنت أب؟ إنتِ ناسية إني قتلت أمك وسافرت بيكي وسيبت أختك، وإن أنا الي ورا جوازها من مالِك، وكنت هعمل أي حاجه عشان تتجوزه بس هو سهل عليا الأمر وحبها؟


أغلقت شيري الهاتف وألقته على الأرض.


Back.


دلف مالِك للغرفة وجدها جالسة مكانها تضم ساقيها لصدرها وتبكي.


مالِك بلهفة : نوري، مالك يا حبيبتي؟ بتعيطي ليه؟


إحتضتنه وظلت تبكي بينما ضمها مالِك أكثر وهو يردف بقلق : مالك يا نوري؟


هدأت قليلًا وإبتعدت عنه وأردفت وهي تمسح دموعها : افتكرت ماما بس.


أعاد مالِك خصلاتها لخلف أذنها وأردف بحنو : ربنا يرحمها يا حبيبتي.


ضمها لصدره مرة أخرى وظل يملس على شعرها بحنو حتى شعر بها إستكانت بين أحضانه.


أبعدها مالِك ودسها بالفراش وتركها ودلف للمرحاض حتى يأخذ شاورًا عله يزيل آلام ما حدث اليوم.


في غرفة فرح.


كانت تجلس فرح مُمسكة بهاتفها وألقت الهاتف على الفراش بلحظة وهي تردف بعدم تصديق : بعتلي أدد يالهوي هقبله لأ هرفضه.


نظرت لها ميرا بدهشة مما تفعله وأردفت بمرح : أي يا فرح إنتِ اتلبستي ولا إيه؟


فرح بصدمة : بعتلي أدد يا ميرا


ميرا ببلاهة : هو مين؟


فرح بسعادة : أحمد، أحمد بعتلي أدد، أبو الهول بعتلي أدد.


ميرا : أبو الهول!!


فرح بضحك : أه أبو الهول أصلي مسمياه كده، لأنه بارد أوي تمثال كده مبينطقش يا ميرا وبعتلي أدد دلوقت.


ميرا : طب أقبلي


أمسكت فرح بهاتفها واخذت نفسًا عميقًا ومن ثم وافقت على الطلب.


ميرا : قِبلتي؟


فرح : أه قِبلت تفتكري يكلمني؟


ميرا : مش ع


قاطع حديثها صوت تِلك الرسالة التي جاءت على المسنجر.


أمسكت فرح الهاتف بلهفة : بعتلي، بعتلي إزيك كلمني ععععععاااااا كلمني


ميرا بضحك : إتهدي يا مجنونة


فرح : مش مصدقة، قلبي هيقف من الفرحه.


ميرا : إهدي كده وإعقلي وكلميه بعقلك هاااا الرد يكون بالعقل مش رد يخطر على قلبك تقومي كتباه


هزت فرح رأسها بطريقة كوميديه : طبعًا طبعًا أمال!!


ضحكت ميرا وشاركتها فرح بالضحكات.


بـعد أسبـوعين.."


دلف عامر لمكتب مالِك وأردف : الإجتماع هيبدأ دلوقت


هز مالِك رأسه وقام خلفه للذهاب لغرفة الإجتماعات.


كانوا يجلسون جميعهم ويترأسهم مالِك وكاد أن يبدأ حديثه حتى قاطعه عثمان وهو يدلف للغرفة


عثمان بخبث : وهو ينفع تبدأ الإجتماع بدوني يا مالِك.


قام زين من مكانه بغضب : إنت مين الي سمحلك تدخل الشركة أصلا، وداخل هنا بصفتك إيه؟


عثمان : بصفتي مالِك لكُل حاجه كانت مِلك الست والدتك، الأسهم بتاعتها الي ف الشركة هي باعتهم ليا.


جلال بصدمة : إيه؟


جلس بعثمان على إحدى الكراسي ووضع قدم فوق الآخرى وأردف بخبث : تقدر تبدأ الإجتماع دلوقت يا مالِك.


كاد أن يتحدث زياد ولكن قاطعه مالِك وبدأ إجتماعه.


بـعد إنتهاء الإجتماع خرج الجميع وإتجه مالِك لمكتبه وإتبعه جلال وزين وزياد.


زين بغضب : إنت إزاي تسمحله بكده


مالِك بصرامة : زين أنت بتكلم خالك


زين : اديك قولت خالي يعني المفروض متعملش الي عملته وتقبل بالمهزلة الي حصلت دي، المفروض كنت تطرده


مالِك : وأمك باعِت ليه الأسهم بتاعتها ف الشركة يعني متنساش إنه ليه ف الشركة هنا 15% من الأسهم


زياد : أديك قولت يا خالو مجرد 15 وبس والنصيب الأكبر ليك إنت وجلال وشاهي.


مالِك : بس هو ليه أسهم يا زياد، أه إحنا بنسبة أكبر بس أي صفقة مش هتم غير بإمضته عليها، بقى ليه ف الشركة زينا.


كاد زين أن يخرج بغضب، وأمسكه زياد وجلال وأردف مالِك : هتعمل ايه هتضربه، هتطرده، هندخل المحكمه ف الموضوع، هيبقى هو المُنتصر علينا وأحنا المهزومين


زين : مش هضربه أنا هقتله


جلال : وتضيع حياتك يا زين، وأخوك وأختك فكرت فيهم؟

أكيد هنلاقي حل بس بالهدوء مش بالعجرفة الي إنت فيها يا زين.


هدأ زين قليلًا وجلس على الأريكة ولكنه مازال غاضبًا.


زياد : وهنعمل إيه يا خالو؟


مالِك : هنستنى نشوف هو ناوي على إيه عشان نقدر إحنا نشوف هننوي إيه معاه، عثمان دخل الشركة بصفته شخص ليه أسهم فيه وليه كلمته ف الشركة، برغم إن عثمان عنده شركة بتاعته وليها إسمها، يعني مش محتاج ال 15 دول وأكيد وراه هدف تاني.


جلال : وتفتكر إيه هدفه؟


مالِك بغموض : معرفش، أدينا وراه لحد ما أشوف أي طرف خيط يبين غايته إيه. 


قام جلال من مكانه وأردف : ماشي يا مالِك أنا رايح مكتبي.


هز مالِك رأسه وخرج جلال وزين وزياد خلفه بينما جلس مالِك على مقعده وأرجع برأسه للخلف يُفكر بِما يحدث ويدور حوله.


قطعه من شروده تِلك الرسائل التي جاءته على هاتفه.

فتحها مالِك وجدها صورًا لنورسين وهي تضحك مع ناصر.


وقف مالِك مكانه بصدمة مِما رأه وخرج مُسرعًا من مكتبه ونزل للأسفل وركب سيارته وساقها بأقصى سرعة مُتجهًا للڤيلا.


وصل مالِك ودلف للڤيلا وظل يصرخ بإسم نورسين.


نزلت نورسين للأسفل بخوف وتوتر وأردفت بقلق : نعم يا مالِك بتزعق ليه؟


دوى صوت صفعته لها المكان وهو يردف بِصُراخ : إخرسي نورسين، إخرسي


جلس على رُكبتيه وهو يُكمل حديثه والدموع تجتمع بعيناه وينظُر لها بِحزن : 

شوفتك لأول مرة يا نورسين، إتجننت بيكِ بعدها، إتجوزتك وأنا عارف إنك بنته، بنت ناصر ألد أعدائي، ناصر الي قتل أبويا قصاد عيني عشان عرف عنه حقيقته، ناصر الي دخلت شرطة علشان اقبض عليه، ناصر الي قتل مرات جلال وبنته، ناصر الي عايش عمري كلوا بدور عليه، وبرغم إني عرفت إنك بنته حبيتك وإتجوزتك، قولت إنتِ اتربيتي ف ملجأ بعيد عنه وعن شره عمرك ما هتبقي زيه، حبيتك يا بائعة الورد، كنتِ نور ليا يا نورسين، نوري ونور لطريقي.


قام من مكانه وأمسك بِذراعيها وهو يصرُخ بِوجهها : ليه يا نورسين ليه، ليه عملتي كده ليه خونتيني وخونتي ثقتي وحبي ليكِ ليه!!


إبتعد عنها وأردف بألم : محبتنيش؟ محبتنيش يا نورسين؟ قولي أه وصدقيني هسيبك تمشي دلوقت.


نورسين ببكاء : مالِك أنا

لا تعلم ما تجيبه سيقتل أختها إن قالت له من هي!!


ولكن ما مصيرهم إن ظلت تسير وراء ناصر سيموتون أيضًا، مالِك يعشق نورسين سينقذها وهي أيضًا ستفعل المستحيل لإنقاذها من بين براثين ناصر.


شيري بصراخ : أنا مش نورسين، مش نورسين مراتك الي انت بتحبها.


مالِك بصدمة : إيه!


شيري : أنا تؤامها ناصر خطف نورسين


مالِك بهستيريا : إنتِ بتقولي ايه إنتِ كدابة، خايفة مني ف بتقولي كده


شيري : لأ يا مالِك، أنا شيري وممكن تهدى أفهمك كل حاجه.


نظر لها مالِك بينما قصت عليه شيري كُل شئ، وقصت له ما كان يفعله ناصر معها وكيف كان يبيعها لصفقاته.


مالِك : يعني نورسين عنده دلوقت


شيري : أه عنده، هو هددني لو قولتلك هو هيقتلها.

أكملت حديثها بثبات : ناصر لاعب لعبته، كان عارف إني هحن لنورسين عشان كده هددني، من بعدها بيومين كنت هقولك بس خوفت عليها، وناصر فهمها إنك الجزء الشرير ف القصة.


مالِك : وإحنا هنعمل ايه


شيري : مين الي بعتلك الصور؟


مالِك : رقم غريب


شيري : يبقى ناصر، وغرضه إنك تطردني، خاف لأقولك ف قال يعرفك إن نورسين بتضحك عليك وإنت مفكر إني نورسين وهتطردني أنا.


مالِك مُكملًا لحديثها : وأحنا كده نلعب معاه بنفس لعبته.


شيري : الله ينور عليك.


نظر مالِك وجد زين واقفًا بزهول مما يسمعه.


مالِك : إمحي كل الي سمعته يا زين


زين بمرح : لا أرى لا أسمع لا أتكلم.


ضحكت شيري على مزاحه ومالِك أيضًا


صعد مالِك لغرفته والبسمة ترتسم على وجهه، كان يعلم أن شيري ستتحدث، تِبًا لقد كان يعلم من هي منذ أن جاءت للمشفى!! أحقًا ظن ناصر أن مالِك لن يعرف معشوقته؟ فقط كان ينتظر إعتراف شيري بنفسها وإعلان مُساعدتها له حتى يقدر على تنفيذ خُطته.


إبتسم وهو يتذكر حينما عرف أن تِلك ليست نورسين


عِندما كان بالمشفى لا يعلم ما هي إنقباضة صدره تِلك التي شعر بِها مع قدوم نورسين، يشعر وكأن هناك شيئًا ما يحدث، تِلك الصور التي أُرسلت له وهي بأحضان رجُل وإخباره بالذهاب لِمكان متواجدين بِه، ذِهابه لِتلك الشقة ولم يجد أحد، وكان من الواضح أن الشقة تعرضت لِإقتحامٍ ما، كل شئ بِها مُكسر، حتى بابها، بُقع الدم الواقعة أرضًا، وأخيرًا جثة علي ذاك الذي رآه بالمول مع نورسين، وعدم معرفتها لمرض لينا أشعره بالقلق أكثر، كُل ذلك دفعه للبحث ورأها وكعادة غباء ناصر كان يترُك أثرًا لِشئٍ ما خلفه، لقد رآى هاتف شيري وعرف كُل شئ من اليوم الثاني لتواجدها معه.


ألقى بجسده على الفراش وتذكر حينما كان يضع لها حبوبًا مُنومة ويوهمها بإقترابه منها وما هي ثوانٍ وكانت تغفو بين يداه.


غفى مالِك وهو يفكر بِخطته التي وضعها بحوزة جلال لإيقاع ناصر في شباكهم.


بينما في الأسفل.


شيري : أنا جعانه أوي.


زين : أكيد فيه أكل ف المطبخ


شيري بتقزز : طعمه وحش أوي، كنت كل يوم باكل وأطلع أرجع.


زين : ليه

ثم أضاف بتذكر : آااااه كنتِ عايشة برة وكده ف متعودة على أكل خفيف.


شيري بتأكيد لحديثه : أه 


زين : طب تحبي أطلبلك حاجه؟


شيري : بيتزا بالبِبروني


أمأ لها زين رأسه وطلب لها ما تريده.


زين : أنا طلبتلك الأكل ولما يوصل الحرس هيدخله ليكِ، يلا سلام.


شيري بفضول : رايح فين؟


نظر لها زين بدهشة من سؤالها وأردف : هقابل صحابي ونسهر سوى شوية.


لعنت شيري تسرعها ولكنها أجابته : أوكي باي.


زين وهو مُتجهًا للخارج : باي


في شقة عـامر.


سيليا بصياح : عاااامر مااااما


عامر : بس بس إيه عِشة ديوك دي كل شوية صياح صياح


سيليا بحزن مُصطنع : بقى كده يا عامر طب زعلانه منك ومتكلمنيش تاني.


عامر ببرود مُصطنع : أهو أحسن بردوا ريحتيني يا بنتي بدل ما إنتِ كل شوية مصدعاني كده.


سيليا والدموع تجتمع بعينيها : بقى كده!! طب إيه رأيك هوافق على صاحبك وأتجوزه وأبعد عنك.


عامر بمُشاكسة : لأ ما هو زياد لغى طلبه.


سيليا والدموع سالت على وجنتاها : إنت رخم.


إحتضنها عامر وهو يضحك على أخته : أي يا سولي بس..وبعدين زياد إيه الي لغى طلبه؟ ده كُل يوم وكُل ساعة وكُل دقيقة يقولي وافقت؟ زياد صاحبي وصاحب عُمري لكن إنتِ جوهرتي يا سيليا، جوهرة كُنت بموت كل يوم من جوايا عشان ألاقيها، جوهرة لو شايف زياد ميستهلهاش كنت أنا من نفسي قولتله إنك مش موافقة برغم إني حاسس بالقلوب الي بتطلع من عيونك مع ذِكر إسمه.


نظرت له سيليا بخجل من لفظ جملته الأخيرة بينما ضحك عامر وأكمل حديثه : إنتِ جوهرة أخوكِ وإحفظي الجملة دي كويس، والكلب الي كنتوا عايشين معاه خد جزاءه وخد 8 سنين سجن عشان طلع عليه قواضي تانيه، ولو كان طلع من السجن كنت قتلته، أنا دايمًا ف ضهرك وسندك هعوضك كل الي عشتيه بعيد عني إنتِ وماما.


ضمها لصدره بدموع بينما كانت زينب تستمع لهم وهي تبكي.


إبتعد عامر عن أخته وأردف بِمُشاكسه : وزياد أقوله إنك مش موافقة صح؟


سيليا بتسرع : لأ طبعًا موافقة.


وضعت يدها على فمها ومن ثم ابعدتها وأردفت بتوتر : ق.. قصدي يعني أهو أكسب فيه ثواب يا عامر الواد بيحبني وكده ف حرام أجرح قلبه.


ظل يضحك عامر على أخته بِشدة ولمح أمه الواقفة ف إبتعد عنهم وأردف بطريقة كوميدية : دلوقت جِه دوري.


سيليا : دورك ف ايه؟


عامر وهو يرفع حاجباه : أخطب ولا هو إشمعنا إنتِ؟


زينب بفرحة : بجد يا عامر.


عامر وهو يقبل يديها : بجد يا ست الكُل.


سيليا : ومين دي بقى الي ربنا هيعاقبها ف الدنيا بيك؟


زينب : سيليا عيب دا اخوكي الكبير.


عامر بأسف مُصطنع : أخوها الكبير إيه بقى، خلاص راحت التربية منها.

المهم بقى هي تبقى بنت مُديري ف الشغل، أنا مُعجب بيها وكنت هتقدم بس الي حصل ولقيتكوا ف إتلهيت معاكوا شوية، وبكره هكلم أبوها وأشوف هيقول إيه


زينب بفرحة : ماشي يا حبيبي ربنا معاك ويوفقك ويوقفلك ولاد الحلال دايمًا ويسعدك ويفرح قلبك ولو البنت دي خير ليك ربك يقربها منك ويجعلها وش السعد عليك وعلى حياتك وتدخلها بِبركتها.


رقص قلبه مِن تِلك الدعوات، وضمها بفرحة، حقًا كم إشتاقها، كم تمنى كل يوم قبل خلوده للنوم أن يجدهم، كم دعى ربه بِكل سجدةٍ له بأن يلتقوا، تأخرت دعوته ولكن فعلها ربه بالأخير وإجتمعا معًا....


روايه 💞 هوس عاشق 💞

الفصل الرابع عشر.

................


في مكتب مالِك.

كان يجلس خلف مكتبه وجلال أمامه.


جلال : هنبدا إمتى يا مالِك؟


أرجع مالِك رأسه للخلف وتنهد ومن ثم أعاد رأسه وأردف : أنا بادئ يا جلال، بادئ من زمان أوي.


جلال بعدم فهم : مش فاهم قصدك.


قام مالِك و وقف خلف الحائط الزجاجي بمكتبه و وضع يداه داخل بنطاله وأردف بهدوء : أنا بادئ من يوم ما مراتي بقيت ف بيته، ولا إنت فكرك إني هبقى عارف إن مراتي ف بيت واحد مُجرم كان بيبيع بنته التانية عشان يتمم صفقاته الزبالة ورمى واحده ف ملجأ بردوا عشان أهدافه.


جلال : بس مش هيأذي نورسين، ناصر عاوز يكسبها.


ادار مالِك بجسده وأردف بِقوة : وناصر مش سهل، مش هثق فيه وأقول مستحيل يأذي مراتي، ناصر الله أعلم دلوقت عامل إيه معاها، ليه خلى شيري مكان نورسين وخدها هي، وليه امبارح عرفني إن نورسين معاه وهو مفكر إني معرفش حقيقة شيري وأن الي معايا نورسين وأقوم طاردها على أساس إنها نورسين لأنها خانتني!!

ناصر كل أفعاله ألغاز.


جلال : عاوزك تطرد شيري وبالتالي هترجع ليه تاني.


مالِك : ولما ترجع هيبقى الإتنين معاه، فاهم يعني إيه!! ناصر جوة دماغه حاجه، حاجه عاوز ينفذها ولتنفيذها لازم بناته الإتنين، ولا إنت فكرك رجوعه مصر بالساهل؟


جلال : طب وإنت بدأت أي يا مالِك؟ ناصر كلوا ألغاز وإنت كمان، مش فاهمك ولا فاهم الي ف دماغك يا مالِك، ع الأقل ناصر أقدر أتوقع إيه ف دماغه إنما إنت لأ.


مالِك بإبتسامة : وهو ده الي أنا عاوزه، معنى إن إنت كده يبقى هو كمان كده، ناصر مش متوقع ضربتي ليه هتبقى عاملة إزاي، وخصوصًا إني عارف إنه ف مصر ولحد دلوقت معملتش أي حاجه ضده، بالعكس كل خططُه هي ماشية تمام، ف ده شئ يخليه دايمًا بيتلفت حوالين نفسه ولافت إنتابه لأي صوت ممكن يصدر من أي مكان جمبه، تشتيت يا جلال.. إنك تكون متشتت ده كفيل يموتك، زي شخص عارف إن فيه حد هيموته ومفيش مفر من الموت، وقاعد مستنيه بس مش عارف هيجي امتى ولا منين ولا هيجي إزاي حتى!

بس قاعد خايف لو سمعت دبة نملة تتنفض حواليك، كل شوية عيونك بتلف ف المكان حواليك، خوفك يزيد.

يزيد..يزيد..لغايت.


مثل بيداه حركة لإنفجار قنبلة وأردف : بُـم..تلاقي نفسك وقعت من خوفك.


إبتسم جلال بِـفخرٍ وأردف : كُل يوم بتبهرني بيك يا مالِك.


مالِك : الشركة والصفقات والأعمال وكُل صفقة وكُل ما الشركة بتعلى أكتر ده بيتطلب مني تفكير أكبر من الي قبله، وبيجبرك إن دماغك تعلى أكتر وأكتر.


جلال : وفكرت هتعمل إيه مع ناصر.


مالِك : أرجع مراتي ف حضني الأول، شيري دلوقت ف ڤيلة ناصر، مشيت على أساس إني طردتها لأني إكتشفت إنها بتخوني ومتفقة مع ناصر، شيري بقالها أسبوعين برة ڤيلة ناصر، ولازم الأول تراقبه ع الأقل 24 ساعة وتعرف إيه الجديد إلي بيعمله، مش سهل أخاطر بنورسين يا جلال.


جلال : ماشي يا مالِك، وأنا معاك دايمًا


مالِك : أكيد هحتاجك، ناصر مهما كنت عارفه ف محدش يقدر يعرفه أكتر منك.


إبتسم جلال بحزن ونظر لهاتفه ثم نهض بلهفة من مجلسه وأردف : أنا همشي دلوقت رايح مشوار


أمأ له مالِك ورجع برأسه للخلف بينما خرج جلال وأوقفه عامر.


عامر بلهفة : جلال باشا، أحم كنت عاوز حضرتك


جلال : حاجه مستعجلة؟


عامر : بالنسبالي أه


جلال : خير يا عامر قلقتني


عامر بلهفة : لأ لأ مفيش قلق، خير إن شاء الله..هو بس أنا كنت


جلال : ها يا عامر


عامر : ميرا بنت حضرتك.


جلال بخبث : مالها يا عامر؟


عامر بتوتر : هو يعني، عاوزها


جلال بصدمة مُصطنعه ف هو يفهم ما يريده عامر وما يقوله الآن فقط من توتره : نعم


عامر بلهفة : لأ لا متفهمش غلط أبوس إيدك أنا قصدي عاوزها أتجوزها يعني وبارك الله لكما وبارك عليكما وتحط إيدك ف أيدي


جلال : هشوف ميرا يا عامر وأرد عليك


عامر : يعني حضرتك موافق؟


جلال : أه موافق


عامر وهو يحُك رأسه بحرج : هو ممكن طلب


جلال : إتفضل


عامر : اكلمها أنا وأشوف رأيها.


جلال بإبتسامة : ماشي يا عامر.


عامر بفرحة : ماشي هكلمها النهاردة وهقولها إني عاوز أشوفها وأقولها.


جلال : ماشي 

ثم أردف مُحذرًا : بس أي تجاوز كده ولا كده هطير رقبتك كده.


عامر بخوف : لأ طبعًا تجاوز إيه، دا أنا هقولها عاوزك وأشوف ردها.


جلال : إنت لو قولتلها عاوزك دي ف ميرا هتلم عليك المكان الي إنتوا هتكونوا فيه، احسنلك تقولها بحبك وده خوفًا عليك إنت.


إبتسم عامر وأردف : حاضر.


مشى جلال خطوتين ورجع مرة أخرى وأردف بتساؤل خبيث : آلا قولي صحيح يا عامر.


عامر : إيه يا باشا


جلال وهو يرفع حاجبيه مُداعبًا لهُ : وإنت جبت رقم ميرا منين؟


عامر بصدمة : إيه؟


جلال : إيه؟


عامر : إيه؟


جلال : إيه؟


عامر : هو أنا مخدتهوش منك؟


جلال وهو يحاول كبت ضحكته : والله ما حصل


عامر : طب ينفع كده يا جلال باشا؟ كنت هكلمها إزاي أنا؟ إديني رقمها بقى كويس إنك فكرتني.


رفع جلال حاجبيه وأردف : إكتب عندك يا إبني


عامر : قول يا باشا.


جلال : مطلوب قتل عامر سكرتير مالِك لكذبه على مُديره وحماه المُستقبلي، ظنًا منه أن حماه مُغفلًا ولا يعرف إنه يعرف بمحاولة أحاديثه لإبنته والعثور على رقمها عن طريق زين الذي أخذه له من شاهندا خالته بعدما أتفق معها على ضرب راسين بالحلال والراسين دول ميرا وعامر.


عامر بصدمة : جلال باشا أنا أصل


جلال وهو يمسكه من أطراف قميصه : وأنت فاكرني إيه يالا!!! دا أنا أصلي لِوا يالا!!! دا أنا لما قدمت إستقالتي كانوا بيعيطوا عشان خسروني وخسروا دماغي يالا!! بعرف النملة سرقت أكل قد إيه بالجرام يالا!! ما بالك بِواحد كان بيضايق بنتي كل يوم على تليفونها؟؟


قال جملته الأخيرة بخبث شديد بينما أردف عامر بلهفة : وربنا أبدا أنا كنت ببعت ليها رسايل بس، كنت بعرفها إني بحبها.


عدل جلال من وقفته وأردف بحِدة : بص يا عامر، أنا لولا عارف إنت مين وايه لولا أني سيبت الي بتعمله من ورايا لأني عارف اخرك هيكون إيه وإنك هتيجي تقف معايا الوقفة دي، وقبل ما أعرفك ف أنا عارف بنتي كويس أوي بردوا، وعارفك وعارف إنك طالما قولتلي بتحبها يبقى بتحبها يا عامر، لكن ده ميمنعش إنك بس لو دمعة نزلت من عيونها هعمل فيك إيه، ومش عارف أقولك إيه يا أخي دا انت خليت روح المُحقق كونان ترجع تاني جوايا.


ضحك عامر بِشدة على جملته الأخيرة وضحك جلال معه وبعدها أردف عامر : وأنا بوعدك إنه مش هيحصل مش عشان تحذيرك ليا بس عشان أنا مقدرش أشوف دمعة نازلة من عيونها سواء بسببي أو بسبب حد تاني ف ده شئ أنا مش هستحمله.


ربت جلال على كتفيه وأردف : وأنا واثق ف كلامك يا عامر.


نظر جلال لساعته وأردف : يخربيتك اخرتني عليها.


خرج جلال بلهفة بينما أردف عامر بصوتٍ عالٍ : أيوة بقى الله يسهله يا باشا.


ضحك جلال عليه ونزل مُسرعًا.


في ڤيلة الفيومي.


كانت فرح تجلس بغرفتها وميرا معها.


فرح بصدمة : ميرا إلحقي


ميرا بقلق : إيه يا فرح


نظرت ميرا في هاتف فرح وجدتها صورة لرجل حالق دقنه وصورة له بالدقن.


ميرا : هو ده هو ده.


هزت فرح رأسها بينما أردف ميرا : ده الدقن طلعت أخطر من الميك أب.


فرح : دا أنا لو كنت شوفته بدقنه كنت إتحرشت بيه.


ميرا : ومن غير دقن كنت تفيت عليه.


فرح بقلق : ميرا


ميرا : إيه؟


فرح : أحمد بدقن


ميرا وهي تُقلد ريا : نحلقهاله


فرح : هقوله يحلقها أه بس أنا بحب الدقن


ميرا : يحلقها ولو نفس وسامته يبقى لغايت فرحكوا يربيها تاني، ولو شكله بقى زي الي ف الصورة ده ويطلع بيخدعنا بدقنه، يبقى ربنا أراد تشوفي البوست ده دلوقت وتنفدي بجلدك يا بنتي.


فرح مؤيدة لحديثها : عندك حق أيوة.


في مكان آخر تحديدًا النادي.


كانت تجلس شاردة حزينة تتذكر لحظاتها من زوجها حتى قاطع شرودها ذاك الذي جلس أمامها.


شاهندا : جلال.


إبتسم جلال وهو يجلس أمامها : أخبارك إيه


شاهندا بدهشة : الحمدلله، بتعمل إيه هنا.


جلال : عشانك


شاهندا : إيه؟


جلال : قصدي، أه..كنت جاي لميرا ولقيتك هنا ف قولت أشوفك


شاهندا : بس ميرا عند فرح.


جلال : ما أنا نسيت أنها هتروح لفرح وأنا جيت وكلمتها قالتلي ف جيت ماشي لقيتك قاعدة ف سرحانة وبتعيطي ف قولت أشوفك بتعيطي ليه؟.


إبتسمت شاهندا وأردفت بحزن : إفتكرت بس جمال.


جلال بحنو : هو عند الأحسن مني ومنك.


شاهندا بدموع : مصدومة من الي عرفته أوي، جمال يطلع شغال ف تجارة مُخدرات!! مش قادرة أصدق ولا قادرة حتى أكدِب، شعور وحش أوي.


جلال : تعرفي يا...

تضايقي لو قولتلك شاهي؟


شاهندا : لأ طبعًا.


إبتسم جلال وأكمل : تعرفي يا شاهي، لما مراتي ماتت وسافرت، شوفتي مر قد إيه؟ سنين وأنا حزين وعايش على ذكرياتها، رجعت ف يوم؟

جمال مهما كان الي عامله ف دُنيته بس ف النهاية مات يوم ما اختارك إنتِ وإختار يبعد عن كل العك الي كان بيعمله إتقتل، متكرهوش..ولا متزعليش عشانه

إزعلي بس مينفعش حياتك تقف، هتبكي النهاردة.. بكره..هتبكي لسنين قدام، هيرجع؟ لأ؛ ياريت البُكا كان يفيد أو يرجع إلي راح، كان رجع بنتي ومراتي، وكنت قعدت بكيت معاكِ لحد ما جوزك رجع.

تعرفي ليه بقولك كده؟ لأن وجعنا واحد..نفس الشعور الي إنتِ حساه هو نفسه الي أنا حاسه، شاهندا..زعلك مش هيرجعه، قدامك حياه عشيها، متعمليش زيي أنا فوقت من حزني بعد سنين، فوقت لقيت بنتي التانيه ضاعت بدل ما كنت افوق من الأول واحاول اعوضها، ف أنا سيبتها وكنت عايش ف دوامة إزاي انتقم لمراتي وبنتي الي ماتوا، ونسيت أحافظ على بنتي التانية، متضيعيش الي باقيلك هترجعي تقولي ياريت امبارح كان رجع.


إبتسمت شاهندا على حديثه وشعرت بِه قد لمسها حقًا من داخلها، معه حق بِكل ما قاله، لم يعُد هناك جمال الآن بالحياة ولكنه بداخلها وسيحى دائمًا بِداخلها.


جلال : تحبي نتغدى 


أمأت شاهندا برأسها بمعنى نعم وطلب الإثنان طعامًا وظلوا يتحدثون معًا.


في ڤيلا عثمان وداليدا.


داليدا بصدمة : بتقول إيه


عثمان : زي ما سمعتي، هدومك تلميها، هدومك بس يا داليدا..وتطلعي من هنا


داليدا بصراخ : بعد إيه بعد ما خليتني امضيلك على كل الي حيلتي وخدته مني بترميني؟


جلس عثمان ببرود وأشعل سيجارته : خدت منك الي عاوزه، إيه فايدة وجودك دلوقت؟


داليدا : وأنا السبب ف الي أنت فيه، أنا الي كنت بجيبلك ورق صفقات أبو زين، وكنت بخليك تتفوق عليه ف كل حاجه، وأنا الي أقنعته يدخل الصفقة معاك بِكل فلوسه برغم أنه كان رافض، وأنا الي ساعدتك ف كل حاجه لحد ما مات ساعدتك تقتله، كل الي إنت فيه بسببي


قام عثمان من مجلسه وأمسكها من شعرها وأردف بشر : وخلاص أنا وصلت لـاللي كنت عاوز أوصله، مبقتش محتاجك دلوقت.


ثم القى بها أرضًا وهو يردف : ودلوقت اطلعي برة

ثم أضاف بِشراسة : ومش عاوز اشوف وشك تاني.


صرخ بِها : مفهووووم.


نهضت من الأرض وهي تبكي بغزارة بينما نظر لها عثمان بخبث : ولا استني يا ديدا، أهو ندلع نفسنا شوية ونحسر عيالك عليكِ بالمرة


ثم أمسكها من شعرها وصعد بِها للأعلى وهي تصرخ بِه بِشدة.


في ڤيلا الفيومي.


كان يجلس بغرفته مُمسكًا بِهاتفه يتصفح إحدى المواقع، ووقعت أمام عيناه صورٍ لها، يراها سعيدة، تضحك بِسعادة لم يراها على وجهها مُنذ أن توفيَ عمهُ وخالته، نظر لصورة أخرى وجدها تقف بجانب محمد، تنظر له وتضحك يبدو على ملامحها أنه أحضر لها مُفاجئةً ما، أسعيدة معهُ لذاك الحد؟ 

قام من مكانه وهاتف مالِك.


زين بحدة : إنت قولت هتروح تكمل دراستها، محمد معاهت بصفة دكتورها، إيه الصور الي مغرقة السوشيال ليهم دي؟


مالِك بهدوء : محمد طلب أيديها وأنا وافقت، وهي دلوقت خطيبته يا زين.


زين بصدمة : نعم وهي وافقت؟


مالِك : أه يا زين لينا وافقت، مالك مستغرب ليه؟ وأول ما تنزل مصر هيعملوا خطوبة


زين بشرود : سلام يا خالو


جلس على فراشه، يتذكر كم بكت بسببه، وأيضًا يتذكر كم ضحك هو بسببها، كم كان سعيد وهو بجانبها، بالرغم من ذلك لم يُقدم لها سوى الوجع، كان يعلم أنها تحبه..بل تعشقه، مُستعدة على فِعل أي شئ لأجله، كان يُبكيها، يُقدم لها كُل ما يؤذي قلبها وكان على عِلم بذلك.


وقف خلف نافذة غرفته ينظر للنجوم المُضائة في السماء.

نعم أحبها ولكن عقلي كان يُكابر، نيران الغيرة باتت تنهش بصدره عِندما رأى صورها بجانب محمد، يا الله

وجع ينهش صدره، أكان يشعرها بِذلك؟

بل أكثر أيُها الغبي، وجعها كان أكبر من ذلك بكثير.


فاق من شروده على صوت نداء اخيه له بالأسفل، خرج مُسرعًا من الغرفة ونزل للأسفل.


نظر زين أمامه بصدمة، لا يقدر على فِعل شئ، وكأن قدماه قد شُبِثت بالارض، حتى الحديث غير قادر على إخراجه، جميع الكلمات جُفت بحلقه..دقات قلبه تزداد، دموعه فقط التي تعمل الآن.


كانت تقف تُمسك بثيابها المُمزقة، وجسدها مملوء بالكدمات، تنحي رأسها للأسفل وتبكي بغذارة.


أمي.."

أردف بِها زين ويشعر كأن العالم كله وضع بأسه وألمه فيه قلبِه ف اخرج وجعه على هيئة تِلك الكلمة "أمي.."


نظرت ناحية زياد الواقف بصدمة، غير قادرًا على التفوه بشئ..بينما جرت هي مُسرعة لِداخل أحضانه.


ذاك الذي من كانت تُهينه وبِشدة لم تشعُر الآن بغيره أمانًا لها.


آفاق زياد من صدمته وأردف : مين عمل فيكِ كده


داليدا ببكاء غزير : عثمان، حبسني، ومضاني على كل حاجه، و..و النهاردة

صمتت داليدا بينما رفع زياد وجهها وأردف بألم : كملي


داليدا : إغتصبني وطردني.


أغمض زين عيناه وألم العالم كله ينهش داخل صدره..

بينما زياد يشعُر وكأن هناك أحدًا ما القى خنجرًا بِصميم صدره.


زين بغضب : الكلب ورحمة أبويا منا سايبه

كاد أن يخرج ولكن صرخ بِه زياد : زييين


زين : مش هتمنعني.


زياد :ساعدني نطلع أمك فوق.


نظر له زين و ذهب حمل والدته وصعدوا غرفتها، وساعدها زياد على تغيير ملابسها، ودسوها بالفراش وأحضر زين شرابًا دفيئًا لها.

وجلس الإثنان بجانبها 


زين : وعد حقك هيجي من الكلب ده.


زياد بحدة : إحنا الاتنين وراكِ، مش هنسيبه يتهنى بفلوس أبويا.


زين بوعيد : و ورحمة أبويا، الي عمله فيكِ لهطلعه عليه، وأخليه يقول حقي برقبتي.


إحتضن زياد وجهها بين يداه : ويلا نامي دلوقت إنتِ أكيد تعبانة، ولا تحبي نجيبلك دكتور؟


نفت داليدا برأسه ف إبتسم لها زين وأردف : إرتاحي دلوقت وإحنا هنخرج.


خرجا الإثنان من الغرفة ونزلا للأسفل.

                     الفصل الخامس عشر من هنا

لقراة باقي الفصول اضغط هنا



تعليقات



<>