رواية هوس عاشق الفصل السابع عشر والثامن عشر بقلم فرح طارق

رواية هوس عاشق

الفصل السابع عشر و الثامن عشر 


في صباح يومٍ جديد، في ڤيلا الفيومي.


خرج زين من غرفته مُتجه لِغرفة داليدا.. وأثناء وجهته قابل زياد.


زين : رايح لماما؟


أمأ زياد برأسه وإتجه الإثنان لغرفتها، فتح زياد ودلف وزين خلفه.


إقترب زياد لإيقاظها والإطمئنان عليها.


زين : طالما نايمة سيبها يا زياد.


زياد : قلبي مقبوض ومش مطمن هصحيها


رفع زياد الغطاء وتسمر مكانه وأردف زين : فيه إيه يا زياد؟


إقترب زين وجد يدها مُمتدة وغارقة بالدماء.


زياد بصدمة ودموع : إنتحرت يا زين.


أمسك زين بالورقة التي تحملها بيدها وفتحها بيد مُرتعشة وقرأها بصوتٍ سمعه زياد : ولادي، زين وزياد وفرح، أول مرة أعترف بيكوا إنتوا التلاتة، صح يا زياد؟ حقك عليا، عارفة إنك قلبك أبيض وهتسامحني يا حبيبي، شكلك حلو يا زياد، متسمعش كلام أي حد، إنت نضيف أوي من جواك يا حبيبي والي هيبص لقلبك هيعرف إنك حلو أوي، أقولك حاجه..يا بختك يا زياد، الي هيحبك هيحب قلبك، هيشوف قلبك بقلبه ويحبك يا إبني، مش هيكون هدفه حاجه تانيه، إفتخر بكده يا حبيبي، وسامحني يا زياد.. حقك عليا يا إبني، وإنت يا زين، متزعلش مني، أنا مش معاك دلوقت، أنا هبقى ف دنيا تانية.. كفاية عليا كل أعمالي الي عملتها مش هتبقوا زعلانين مني كمان، صح يا زين؟ حقك عليا وعلى كسرة قلبك إنت وإخواتك بسببِ، وبسبب حُبي للفلوس وإزاي يبقى عندي فلوس أكتر ونسيتكوا إنتوا، نسيت ولادي وإتلهيت ف شر أعمالي، قربوا من أختكوا..ملهاش غيركوا، إحتووها وكونوا السند ليها، وصيتي أختكوا متسبوهاش، عنيكوا عليها، أنا عملت كتير اوي ف حياتي، أذيت ابوكوا برغم إنه كان بيعشق التُراب الي بمشي عليه، كان مُستعد يعمل عشاني أي حاجة وبأنانيتي اذيتوا وأذيت حُبه ليا و خليتوا يدفع تمن حُبه وعِشقه ليا، والتمن ده كان حياته، عثمان كان صاحب ابوكوا، حبيته منكرش، والقلب مش بإيدنا، كنت أعرفه من شبابي ولما إتجوزت أبوكوا لأن يومها أبويا غصبني أتجوز أبوكوا، وعملت زي ما قال وإتجوزته، بس قلبي كان مع عثمان..مقدرتش أنساه، كنت بجرح أبوكوا وهو كان عارف إني بحب غيره بس ميعرفش مين، لحد ما ف يوم إتصاحب على عثمان وإتشاركوا سوى، عثمان كان نيته ياخد كل الي حيلة أبوك، وأنا مشيت ورا قلبي وأنانيتي إنه هيكون معاه فلوس أبوك كلها وف الوقت نفسه بحبه ف ساعدته وكنت بعرفه كل صفقات أبوك لحد ما خسرها كلها، وبقى عليه ديون وإتحكم عليه بالسجن، ومات بسكتة قلبيه وأنا إتجوزت عثمان، مستاهلش المسامحة بس أنا بقيت بين ايدين ربنا دلوقت، هتحاسب على أعمالي والي عملته ف أبوكوا ف سامحوني، وحافظوا على أختكوا وقربوا منها، ولو فرح مشافتش رسالتي دلوقت عشان خاطري متشوفهاش، خلوها متكرهنيش، أكيد هتزعل على فراقي لأن كلكوا واخدين قلب أبوكوا، كان أبيض..وانتوا زيه، هتكرهني لو شافت رسالتي متوروهاش حاجه، وحافظوا عليها، وسامحوني، و وصيتي التانية متوسخوش إيديكوا مع عثمان، بس رجعوا حق ابوكوا الي هو عايش فيه، كل جنيه مع عثمان ف الأصل بتاع أبوكوا مش بتاعه، مع السلامة يا حبايبي هتوحشوني أوي، متنسوش تزوروني، متنسونيش، ولما تتجوزوا وتخلفوا كلموا ولادكوا عني، خليهم يفكروا فيا بالخير ويدعولي، أنا مستاهلش عارفة بس عارفة انكوا هتسامحوني.


اغلق زين الورقة والدموع تنهمر من أعنيه، أخذها زياد من يده و وضعها بجيبه ونزل بجسده مُقابلًا لوجه امه واردف بدموع وآلم : ليه عملتي كده؟ تعرفي لو مكنتيش إنتحرتي بس توبتي وعرفتينا وقربتي مننا، والله كنا هنسامحك، كنا هنسامحك ونرجع حقك وحق بابا، كنتِ هتعوضينا غيابك عننا وإهمالك لينا، بس..إنتِ كرهتينا فيكِ أكتر لما بردوا إتصرفتي بنفس الأنانية وسبتينا وإتخليتِ عننا لتاني مرة يا أمي، نفس انانيتك حتى ف الموت.


جلس زين بجانبه وأردف : بحبك والله بحبك، بس كنت موجوع منك، مش من حقي أتوجع يعني؟ مش من حقي أكون إنسان طبيعي وبحس أبويا مات وإنتِ اتجوزتي الي كان السبب ف موتوا؟ مكنش حقي؟ بس مبكرهكيش والله، وكنت بحبك يا أمي ولسة بحبك كنت موجوع بس، والله كنت موجوع، ليه..؟ ليه يا أمي؟ ليه إنتحرتي؟ والله كنت هجبلك حقك وأنتقم منه، كنت هوجع بنفس الوجع الي إتسبب فيه لينا كلنا، كنت هاخد حقك وحق أبويا وحق بُعدك عننا، ليه يا أمي؟ ليه إنتحرتي؟.


ظل يبكي الإثنان...


بعد وقت كان يقف مالِك و فرح تصرُخ بأحضان نورسين، وجلال وميرا وعامر..كان الجميع متواجد وهُم يدفنون داليدا..


إقتربت فرح وأردفت بصراخ : مشبعتش منك يا ماما، حرام عليكِ، بكرهك.. أنا بكرهك، والله بكرهك ليه سبتيني؟ حرام عليكِ..

أردفت بصراخ : ردي عليااااااا، حرام عليكِ، بكرهك يا ماما سامعة بكرهك، ليه سبتيني بكرهك..بكرهك ليه سبتيني، ردي علياااا ليه روحتي وسبتيني؟ حتى وإنتِ عايشة كنتِ سايباني، حرام عليكِ..


جلست على الأرض ونورسين تحاول أن تواسيها وأردفت بدموع : يا وجع قلبي يا ماما، حرام عليكِ، عِشت طول عمري بحلم بحضنك يا ماما، ويوم ما أجربه وأحس بمعنى حضن الأم ويعني إيه يبقى عندي أم وحنينة عليا وبتطبطب عليا تسبيني؟؟؟ طب ليه خلتيني أجرب حضنك؟ ليه عرفتيني الإحساس ده؟ أنا مشبعتش منه، وجعتيني أكتر لما عملتي كده، والله وجعي زاد يا أمي، ليه حضنتيني؟ ليه طبطبتي عليا؟ ليه عرفتيني يعني إيه حضن أم؟ ليه عرفتيني يعني إيه يبقى عندي أم من الأساس؟ ليه؟ ليه أما إنتِ هتسبيني قبل ما أشبع من الإحساس ده؟ ليه يا ماما عملتي كده؟ 


جلس مالِك بجانبها وأردف : فرح، إدعيلها دلوقت يا حبيبتي هي محتاجة دُعاكِ


إرتمت فرح بأحضانه وأردفت ببكاء : قلبي واجعني أوي يا خالو، روحي إدفنت معاها، بقيت يتيمة أم وأب يا خالو، قلبي واجعني أوي 


مالِك والدموع مُجتمعة بعيناه : شششش بس يا قلب خالك، كفاية يا حبيبتي، أنا معاكِ أهو، إنتِ مش يتيمة، معاكِ أنا وزين وزياد.


فرح : وماما وبابا!!! الإتنين راحوا خلاص. 


ضمها مالِك بآلم، لم يستطع كبت دموعه، إنهمرت بوجع على رحيل أحبائه، ربتت نورسين على كتفه..شعرت بضعفه الآن، تمنت لو إحتضنته الآن، تخبره إنها معهُ، ولكنها أخبرته بوضع يدها على كتفه.


دُفنت داليدا ورحل الجميع للڤيلا.


في الڤيلا..

كان يجلس الجميع ونزل زين من الأعلى.


مالِك : نامت؟


أمأ زين برأسه بينما أردف زياد : ورحمة أمي وابويا ما هسيبه، حق الإتنين هجيبه.


زين بتوعد : وحياة وجع اختي و كل دمعة نزلت منها لهجيب حقهم منه.


مالِك : و كلام امكوا إيه؟ متوسخوش إيديكوا معاه.


زياد : ومين قالك إننا هنوسخ إيدينا.


زين : معندناش وقت نتوجع دلوقت على فراق أمي يا خالو، هنجيب حقها وحق أبويا ونحتفل بنارنا الي هتبرد يومها..

ثم وجه حديثه لزياد : يلا يا زياد.


مالِك : هتروحوا فين؟


زين : نبدأ ف أول خطوة هنرد بيها حق أبويا وأمي.


رحل زين وزياد بينما أردف جلال : أنا هروح الشركة يا مالِك.


أمأ مالِك برأسه ورحل جلال وصعدت ميرا لغرفة فرح وظل مالِك وشاهندا ونورسين وعامر وأحمد.


مالِك لعامر : روح مع زين وزياد يا عامر، وقولي على كل الي هيعملوه، أول بأول يا عامر.. لازم أكون وراهم خطوة بخطوة..


عامر :, حاضر يا مالِك بيه عن إذنك.


مالِك لأحمد : وإنت يا أحمد، فرح هتبقى فيما بعد مسؤليتك ف جامعتها، هتوديها وتجيبها، هتروح معاها كل مكان هتطلب تروحه.


أحمد : حاضر.


مالِك : و دلوقت روح الشركة لجلال.


أحمد : حاضر يا مالِك باشا عن إذنك.


رحل أحمد بينما نظرت له شاهندا وأردف : ليه أحمد هيلازم فرح؟


مالِك : مش مطمن، وكمان داليدا سابت لزين وزياد ورقة، كررت فيها كتير أنهم ياخدوا بالهم من فرح، ويحافظوا عليها كويس، وأنا مش مطمن، حاسس بلعبة بتتلعب من ورايا.


شاهندا : ولينا يا مالِك؟ هي مش ف مصر بس


مالِك : عارف، وهسافر النهاردة أجيبها، وهزود الحراسة على الڤيلا، وكل واحد هيطلع بحراسة معاه.


ثم وجه حديثه لنورسين : شيري فين؟


شيري من خلفه : موجودة أهو.


مالِك :, متطلعيش من الفيلا، إنتِ بالذات، ناصر هيتشقلب عشان يجيبك تاني لعنده، صفقته واقفة عليكِ إنتِ ونورسين، واحدة فيكوا لازم تكون معاه.


شيري : طب ما أرجعله وأكون معاه وكده هساعدك اكتر؟


مالِك بصرامة : مش مالِك الفيومي الي يدخل حريم عشان يغلب أعدائه يا شيري.


شيري بتوتر : م..مش قصدي بس ده 


مالِك : عارف أنه مش قصدك، بس أنا هخرج كل عيلتي برة الموضوع يا شيري، وإنتِ اختي مراتي يعني واحده منهم.


شيري : ماشي يا مالِك.


مالِك لنورسين : يلا إحنا عشان نلحق نسافر..


ثم وجه حديثه لشيري وشاهندا : فرح..خدوا بالكوا منها كويس أوي.


شيري : متقلقش عليها.


أمأ مالِك وصعد للأعلى هو ونورسين.


مالِك بأسف : كان نفسي افضل معاهم خصوصًا دلوقت، بس مش هقدر اسيب لينا وخصوصًا دي مش عملية سهلة هتعملها.


نورسين بحزن : أيوة لازم حد من عيلتها يكون معاها.


مالِك : والحد ده يكون أنا، لازم أكون معاها بنفسي.


في شقة سيلين.


إستيقظت من نومها على صوت الطرقات، وقامت من فراشها بتأفف وإتجهت ناحية الباب..


سيلين بتأفف : أيوة إيه الدنيا إتهدت ولا البيت بيقع؟


فتحت سيلين الباب وجدت أمامها زين ومعه زياد وعامر.


سيلين : زين!! فيه إيه؟ ومين دول؟


زين : زياد أخويا وعامر صاحبي، هنفضل ع الباب؟


سيلين : لأ طبعًا وبعدين دي شق


قاطعها زين وهو يردف : بقيت شقتك، وعدينا يلا


إبتسمت سيلين ودلف زين وزياد وعامر وجلسوا..


زين : هنبدأ من النهاردة يا سيلين.


سيلين : إيه السرعة دي؟ وبعدين شكلك حزين كده ليه؟.


زين بتوعد : أمي ماتت النهاردة، إنتحرت بسبب الكلب ده، ومش هسيبه يوم واحد، وهنبدأ من النهاردة.


سيلين بحزن : البقاء لله يا زين.


أمأ زين رأسه بحزن بينما أردف عامر : هي دي الي هتلعب على عثمان.


سيلين : أيوة أنا فيه حاجه؟


عامر : لأ أبدًا بس عثمان مش سهل، يعني الي هتدخل معركته لازم تبقى مسبقاه ومسبقانا إحنا كمان خطوة.


سيلين بثقة : وأنا قدها متقلقش، هدخل معاه معركته وهكسبها كمان.


زين : أنا جبت عنوان النايت كلاب الي بيسهر فيه، بس عثمان دلوقت ف الساحل..

قتلها وراح الساحل يروق على نفسه.


عامر : يبقى تسافر الساحل، وده أنسب مكان يتعرف عليها فيه دلوقت، وإنت يا زين تسافر معاها.


زياد : أيوة، عثمان هيعرف إن ماما ماتت النهاردة، مش هيجي ف باله إنك ف نفس اليوم تنفذ حاجه، ولما يتعرف عليها ف الساحل مش هيشُك، لأنك منين هتكون ف الساحل ومنين ماما ماتت؟ وكده الموضوع هيبقى أحسن.


سيلين : طب وأنا هتعرف عليه إزاي.


عامر : هتسافروا، الساعة دلوقت 12، هتوصلوا وعقبال ما تعرفوا هو فين وكل ده هيكون بليل.


زياد : واحنا عاوزينه يعرفها وميكونش سكران، يكون ف وعيه.


عامر : يبقى تسافروا، وإنتِ تنزلي ف نفس الفندق الي هو فيه، وزين ف فندق تاني، بس هيبقى مراقبه، والصبح هتنزلي، وقت ما هتشوفيه..هتبدأيي تلفتي نظره.


زياد : وعثمان نظره بيتلفت لأي واحدة اصلًا ف ده هيكون سهل.


عامر : إنتِ هتراقبيه، وتزاولي فيه طول اليوم، وبليل تقعدي معاه، ومن غير ما تقعدي..أقعدي ف مكان هو فيه وهتلاقيه جالك.


سيلين : متقلقش دي شُغلتي، هعرف أزاوله كويس.


زياد بعدم فهم : شغلتك إزاي؟


زين بتسرع : تقصد إني، أصل أعرفها بقالي يومين..وبقالي يومين بفهم فيها هتزاوله إزاي، وأنها خلاص فهمت كده.


زياد : أه، طب كويس كده.


زين : قومي جهزي نفسك هنسافر دلوقت، وهكلم أحمد يجيبلي شنطة هدومي.


سيلين : ماشي.


نهضت سيلين وإتجهت ناحية غرفتها بينما أردف زياد : أنا همشي، وأبقى معايا على التليفون.


وعامر : وأنا كمان، هروح الشركة.


أمأ زين برأسه 


رحل الإثنان، بينما وضع زين رأسه بين يداه..

يتذكر أمه، أبيه، الإثنان وقعوا أمامه، مات الإثنان وحملهم بين يديه، ذكراه مع أبيه تمُر أمام أعينه، كلمات أمه التي قرأها، تخيل حتمًا وهي تكتب تِلك الكلمات، وكيف كان شعورها حين ذلك، تخيل دموعها، تخيل كسرتها عِندما إغتصبها، يتخيل كل شئ أمامه، لم يشعر بِتلك الدموع التي باتت تغمر عيناه وتنهمر منهما..


رفع رأسه لِتلك التي تضع يدها على كتفه وتردف بحزن : حاسة بوجعك أوي دلوقت، شعور وحش أوي، بس ده نصيب، نصيبك تعيشه، ربنا كتب عليك تعيش الظرف والوجع ده، بس عارف متزعلش..نصيحة من واحدة مرت بنفس الإحساس وضيعت كتير أوي على الزعل، متزعلش يا زين، وإحمد ربنا أنه معوضك بحاجة تانية، أكيد معوضك بحاجه تانية ف حياتك صح؟ 


إبتسم زين بحزن وأردف : أه.


سيلين : يبقى خلاص بقى قول الحمدلله ومتزعلش، الإتنين ف مكان احسن من هنا، وكمان لازم تعمل صدقة لمامتك، هي إنتحرت ومحتاجة إنك تعملها صدقة، وكمان حاجة تعملها حسنات جارية.


نظر لها زين ببعضٍ من الدهشة بينما أردفت هي بسخرية : مستغرب كلامي؟ طبعًا أكيد بتقول إزاي واحدة زيي بتقول كلام زي ده وعارفة أن فيه ربنا بيحاسب.


زين : لأ مش قصدي كده، بس.. كلامك عجبني مش أكتر، ع العموم جهزتي؟


سيلين : أه.


زين : تمام يلا.


في مكان آخر..


كان يجلس بسيارته واضعًا الهاتف على أذانه بإنتظار شخصًا أن يرد عليه..


زياد : ألو


سيليا : الو.. إزيك يا زياد


زياد : الحمدلله، ممكن اشوفك دلوقت؟


سيليا بقلق : فيه حاجه؟ مال صوتك؟


تنهد زياد بحزن وأردف : تعالي بس، مستنيكِ تحت البيت عندك.


سيليا : طيب هكلم عامر وأنزلك.


زياد : ماشي يا سيليا سلام.


أغلقت معهُ وهاتفت أخيها الذي وافق، وبدلت ملابسها ونزلت لزياد.


وقفت في بهو العُمارة وجدته جالسًا بسيارته ساندًا برأسه للخلف ومُغمض عيناه.


إقتربت منه وطرقت على شباك السيارة، وإنتبه لها زياد وفتح باب السيارة، وركبت بجانبه بينما ظل هو صامتًا ولم تُحادثه هي بل إنتظرت أن يبدأ هو بالكلام، فقد أخبرها عامر بموت أمه.


أوقف زياد السيارة وباللحظة ذاتها كان يرتمي بأحضان سيليا، تسمع صوت بُكائه، بكت على بُكائه وإحتضنته بيد وبالأخرى كانت تُربت عليه، لم تعرف كيف تواسيه فقط كانت تحتضنه علها تُخفف بعضًا مما يحمله بِداخله.


زياد ببكاء : سابتني يا سيليا، إتصرفت بنفس الأنانية وإنتحرت، فضلت الموت على إنها تاخدنا ف حضنها وتعيش معانا، تعرفنا يعني إيه حضن أم، تعوضنا عن كل الأسى الي شوفناه، وإنتحرت وسابتنا.


أغمضت سيليا أعينها وهي تبكي عليه، بينما أكمل هو ببكاء : بحبها والله بحبها يا سيليا، دي أمي..مهما كان بينا كنت بحبها، كنت عارف إنها بتكرهني.. حتى مش مُعترفة إني إبنها، بس كنت بحبها وبدعي ليها بالهداية، كان نفسي بس أحضنها يا سيليا، متخيلة؟ يبقى حِلمي أحضن أمي وهي عايشة؟.


سيليا ببكاء : مبعرفش أواسي، بس هعيط معاك.


إبتعد زياد وضحك وسط بُكائه وأردف : مش عاوزك تواسيني يا سيليا، يكفي إنك معايا.


سيليا : مش هقول متزعلش، بس.. ده نصيب يا زياد، قدر ومكتوب ليك، هتعترض على قضاء ربنا؟ أكيد لأ، زعلان وهتفضل طول عمرك فيه جزء ف قلبك مُفتقده، لأن الجزء ده كان أمك وأبوك، بس حياتك مش هتقف، هتستمر..حقق أحلام أبوك، شوف كان نفسه ف إيه وحققه، خليه مبسوطة وفرحان ف تُربته هو ومامتك بدل ما تبكي، طلع صدقات ليهم، إعمل حاجات تفرحهم وتريحهم ف تُربتهم.


زياد : حاضر يا سيليا.


سيليا بإبتسامة : حضرلك كل خير، يلا ناكل.


زياد : لأ مش جعان.


سيليا بإصرار : لأ هتاكل، إيه علاقة الأكل بالزعل؟ ع الأقل تاكل عشان تقدر تواجه حُزنك.


زياد : معلش يا سيليا مرة تانية، بس هروح دلوقت أشوف فرح أختي.


سيليا بتذكر : يا حبيبتي أكيد حزينة أوي، هي كويسة طيب؟


زياد بآلم : إدعيلها.


سيليا : ينفع أجي أشوفها؟


زياد : أه أكيد.


سيليا : خلاص هاجي معاك دلوقت.


أمأ زياد برأسه وإتجه بالسيارة مُتجهًا للڤيلا.




روايه 💞 هوس عاشق 💞

الفصل الثامن عشر.

....................


بعتذر جدًا للتأخير وبإذن الله فيه فصلين حلوين هينزلوا بليل مع بعض❤️❤️


في ڤيلا الفيومي.


في غرفة مالِك كان يهندم ملابسه ونورسين خلفه تغلق الحقائب.


مالِك بحزم وهو يلتف بجسده وموجهًا أنظاره لنورسين: نوري خليكِ هنا مينفعش تسافري معايا


نورسين بدهشة : ليه؟


مالِك : وإنتِ ناسية إنك حامل؟


نورسين : ماشي بس أنا كويسة ومش تعبانة.


مالِك بحدة : نورسين خلاص قولت مش هتسافري.


نورسين والدموع بدأت تتجمع بأعينها : لأ هسافر.


مالِك : نوري عشان حملك وهتتعبي من الطيارة.


نورسين ببكاء مرير : إنت قولتلي هتاخدني معاك يا مالِك، 

يعني كنت بتكدب عليا، وأنا عاوزة أسافر معاك.


مالِك بحنو ودهشة بذات الوقت : طيب خلاص هتصل بأيهم واسأله ينفع تسافري ولا لأ.


نورسين وهي تمسح دموعها : م..ماشي يلا كلمه.


حمل مالِك هاتفه وهاتف أيهم وأخبره بسفر نورسين..


مالِك لنورسين : قالي ماشي، بس لو حسيتِ بأي تعب قوليلي على طول ماشي يا نوري؟


نورسين بفرحة : ماشي.


حمل مالِك حقيبتهم ونزل للأسفل، و وجد شاهندا أمامه..


شاهندا وهي تنظر للحقيبة : إنت ناوي تقعد هناك فترة؟


مالِك بنفي : لأ طبعًا، هروح ويومين بالظبط وهرجع، مينفعش يا شاهندا أسيب البيت كده، بس لولا لينا هروح أجيبها وأجي.


شاهندا : طب ما دكتور محمد يجيبها مش هو معاها؟ وبعدين إيه المشكلة إنها تيجي لوحدها؟ إنت شايف الوضع هنا وفرح عاملة إزاي يا مالِك، وهتسافر؟


مالِك بحدة : أنا مش رايح أفسح نفسي يا شاهندا، وعارف إيه الي هنا..ومسافر لسبب أكيد ويومين يعني بعد بكره هكون ف مصر تاني.


شاهندا : بعتذر يا مالِك، بس


مالِك مقاطعًا لها : محصلش حاجة، وخلي بالك من فرح وتابعيها كويس.


شاهندا : حاضر.


خرج مالِك من الڤيلا ونورسين تمسك بيده، وركب الإثنان السيارة وأقالهم السايق للمطار.. بينما بلحظة خروج سيارته دلوف سيارة زياد وسيليا..


نزل الإثنان من السيارة ودلفا للداخل..


زياد لشاهندا الذي وجدها واقفة بحديقة الڤيلا : إزيك يا خالتو؟


شاهندا : الحمدلله..


و من ثم وجهت أنظارها لسيليا بينما أردف زياد : سيليا، الي حكيتلك عنها وجت تطمن على فرح.


شاهندا : إزيك يا حبيبتي؟


سيليا بخجل : الحمدلله حضرتك عاملة إيه؟


شاهندا : الحمدلله.


سيليا بحزن : البقاء لله، ربنا يرحمها ويغفر لها ويجعل مثواها الجنة ويصبركوا على فراقها.


شاهندا بحزن : اللهم أمين.


زياد : فرح ف أوضتها؟


شاهندا بحزن : أه يا زياد.


زياد : صاحية ولا نايمة؟


شاهندا : صاحية.


زياد : تمام هطلعلها أنا وسيليا.


ذهب زياد وسيليا لغرفة فرح وفتح زياد الباب وجدها تجلس وهي تُمسك بِبعض الصور لوالدتها و والدها.


نظرت فرح لهُ وأردفت بإبتسامة : زياد..

تعالى شوف، بُص صور ماما، كانت حلوة صح؟ كنت حلوة وهي بتضحك..تعرف إني مفتكرش إن أنا ف مرة شوفتها بتضحك، على طول منين ما شوفتها تكون متعصبة.


دمعت أعين زياد على شقيقته بينما أكملت هي : مش هعيط يا زياد، هي اصلًا مكنتش معايا، ف الفراق هو هو، هبكي ليه دلوقت؟


ثم أدمعت أعينها وهي تردف بدموع : بس تعرف، حتى زعيقها وحشني يا زياد.


إقترب زياد وإحتضنها وبكت فرح بأحضانه وأردفت : وحشتني يا زياد، كان نفسي بس ف حضنها، كنت بشوف صحابي بيكلموني عن حضن الأم وقد إيه بيشيل كل الهموم الي جواهم وقد إيه هو حلو وحنين، كنت بتمنى أجربه، بس هي ماتت يا زياد، مش عارفة أزعل منها ولا عليها، قلبي واجعني أوي يا زياد.


إحضتنها زياد وأردف هو الآخر ببكاء : سلامة قلبك يا قلب زياد، سلامة قلبك من الوجع، حقك عليا أنا، متعيطيش، إدعيلها وهي عايشة جوايا وجواكِ، هي عايشة جوانا كلنا، إتكلمي معاها ف الصور وقوليلها إنك بتحبيها، خليها عايشة جواكِ.


إبتعد عنها وهو يحتضن وجهها بين يديه وأردف بحنو : إتفقنا؟


فرح ببكاء : حاضر، أنا بحبها أوي والله.


زياد : وهي بتحبك، بتحبنا كلنا.


فرح : ليه إنتحرت يا زياد؟ ليه مختارتش تعيش عشانا؟ 


إحتضنها زياد سريعًا حتى لا ترى بُكائه هو الآخر؛ بينما كانت تقف سيليا تنظُر لهم وتبكي في صمت.


على الجانب الآخر؛ كانت تجلس شاهندا بغرفتها مُمسكة بصورة زوجها تحادثه بحزن : من يوم ما روحت يا جمال ومفيش يوم عدا عليا حلو، مشيت وخدت معاك كُل الحلو الي ف حياتي، مشيت وخليتني أحبك من جديد، إختارت حُبك ليا ومُت، مش لو كنت معايا دلوقت كنت هبقى أحسن؟ مبكنش كويسة غير ف وجودك يا جمال، عُمرك ما حسستني إني عندي نقص ومبخلفش، ولا عُمري شوفتك زعلان إنك مبقتش أب، وكان قدامك ميت فُرصة تتجوز عليا ومعملتش كده..


صمتت لثواني تجمع قواها على الحديث مرة أخرى وإستردت حديثها ببكاء : فاكرة يوم ما قولتلك نتبنى طفل؛ يومها قولتلي أنا حبيتك إنتِ وإتمنيت طفل منك إنتِ، يبقى جُزء مني ومنك، وده شئ ربنا مأرادش إنه يتحقق وأنا مؤمن بقدر ربنا لينا ومُكتفي بيكِ زوجتي وبنتي..


إحتضنت الصورة ودموعها تنهمر بغزارة وتشهق من بُكائها.


في ڤيلا جلال الدين.."


دلف للڤيلا بلهفة وصعد لغرفة ميرا وعامر خلفه.


دلف للغرفة وجدها تجلس بجانب الفراش وتضُم يدها لصدرها وتنحب بِشدة، نظر حوله وجد كُل شئ بالغرفة مُلقي أرضًا..


إقترب جلال بحذر شديد ف تِلك النوبات قد عادت إليها مرة أخرى..نوبات الذعر التي كانت تُلازمها منذ وفاة أمها وشقيقتها


جلال بنبرة حانية حذرة : ميرا


إندفعت ميرا للوراء وهي تصرخ بخوف : إبعد عني متقربش مني..


جلال بحذر : حبيبتي أنا جلال يا ميرا.


ميرا بصوتٍ مُرتجف : لأ، إنت هتقتلني..


جلال : هو مشي خلاص، أنا جيت يا حبيبتي، محدش هيقرب منك.


إقترب جلال ونزل بجسده مُقابلًا لها وأردف بحنو : محدش هيقرب منك يا ميرا، أنا جيت خلاص.


إندفعت ميرا لأحضانه وأردفت ببكاء وصوت مُرتجف : طنط داليدا ماتت يا بابا، فرح بقيت زيي يتيمة، و..و ماما..ماما كانت قدامي، كنت شايفاه بيقتلها


ضمها جلال لصدره أكثر وأغمض عينيه وبآلم بينما أكملت ميرا وهي تبتعد عنه وتنظر حولها بخوف : كان هنا، كان بيبصلي..كان هيقرب يقتلني أنا كمان بعد ما قتلهم،هو هنا بس مستخبي، إستخبى لما إنت جيت، صدقني كان هنا.


شدها جلال مرة أخرى لأحضانه وأردف بنبرة مُطمئنة : مفيش حد هنا يا ميرا غيري..


وإسترد حديثه : وعامر كمان، عامر هنا.


نظرت ميرا حولها وأردفت بزعر : فين، هيقتله هو كمان، خليه يمشي..خليه يمشي بسرعة.


إقترب عامر مُسرعًا وأنزل بجسده وأردف : مفيش حد هيقتلني ولا حد هيقرب منك.


ميرا بصراخ : هو مستخبي، محدش مصدقني ليه؟ والله هو هناا..


أمسكت بذراع عامر بأمل : صدقني يا عامر، كان هنا..حتى بص


أشارت ناحية نافذة غرقتها وأردفت : كان واقف هنا، صدقني يا عامر، وقالي هيقتلني والله هو هنا..


ظلت تنظر حولها بخوف وتردد بهمس : هو هنا، هيقتلني زيهم..


ظلت تهمس بِتلك الجملة وتنزل بجسدها رويدًا حتى جلست على الأرض وضمت جسدها مرة أخرى..


بينما أمسك عامر بذراعيها وأردف : طيب كان شكله إيه يا ميرا؟ أنا مصدقك إنه كان هنا، بس مين الي كان هنا؟ شكله إيه عشان أقدر أعرفه.


ميرا بلهفة : ك..كان قصير، أه قصير وتخين بس مش أوي ولابس چاكيت جلد، وبنطلون إسود، وماسك مُسدس ف إيده، هو هنا يا عامر كان هنا صدقني.


عامر بحنو : مصدقك، مصدقك والله..وهندور عليه ونمسكه


ميرا بإبتسامة وهي تمسح دموعها : بجد يا عامر.


عامر وهو يحبس دموعه داخل أعينه : بجد يا قلب عامر.


ألقت ميرا بنفسها داخل أحضانه وأردفت بحزن : بابا مش مصدقني ليه؟ 


عامر بحنو : هو كمان مصدقك، وهيدور عليه معايا ونمسكه عشان ميجيش ليكِ تاني.


لم تجب على حديثه، بينما نظر لها عامر وجدها قد غفت بين أحضانه..


حملها عامر و وضعها على الفراش ودسها بالغطاء، بينما نظر لجلال الواقف ينظر لإبنته بحزن، ثم إقترب منه وأخذه وخرج الإثنان..


جلال بحزن : دي حالة ميرا يا عامر، 12 سنة بحاول أعالجها منها ومفيش تقدُم، بقالها 3 شهور ومحصلهاش النوبة دي، بس لما عرفت على موت داليدا وهي رجعتلها تاني..


نظر لعامر وأردف بتساؤل : فهمت دلوقت ميرا بتعاني من إيه؟


عامر بتفكير : طب مش يمكن فعلًا حد بيجيلها؟


جلال بعدم فهم : تقصد إيه؟


عامر : يعني إنت لسة عداوتك مع الشخص ده موجودة، وهو حُر طليق ف الدنيا، يعني سهل عليه يجي ويخوفها كده.


جلال : حتى ف أمريكا؟ 


عامر : إنت قولت إنها خفت، قعدت 3 شهور متجيش ليها؛ ممكن تكون خفت فعلًا، بس دلوقت حد قاصد إن يحصلها كده وترجع لنفس النوبات دي تاني.


جلال : طب وإحنا هنعرف منين إن شكوكك صح؟


عامر : تيجي بيتي، ونشوف هيجيلها النوبات دي ولا لأ.


جلال بحدة وهو يمسك مقدمة قميصه : نعم يا روح امك!!


عامر بخوف : إيه يا باشا، أمي وأختي ف نفس البيت..ثانيًا كنت هقترح عليك نكتب الكتاب دلوقت.


جلال بتفهم وهو يترك قميصه : أه إذا كان كده تمام..

ثم إسترد حديثه وهو يعدل من ملابس عامر : معلش يا إبني، أصلي صعيدي..


ثم امسك بقميصه مرة أخرى وقربه منه وأردف بتحذير : بس وحياة بنتي الحضن الي حصل جوة وقلب عامر والمسخرة دي لو إتكرر تاني لأكون دافنك يا عامر، أنا سكت بس لولا أني شوفت الوضع، إنما مرة تانية لا هيهمني إيه الوضع ولا حتى يحصل إيه، هقوم دافنك مطرحك.


عامر وهو يبتلع ريقه بخوف : هو مش قولتلك نكتب الكتاب دلوقت.


جلال بتحذير : بس أنا لسة موافقتش يا عامر.


عامر : وأنا مقولتش حاجه والله.


إبتعد عنه جلال وهو يردف : وإنت تقدر تقول؟ 


عامر بخوف : أبدًا يا حمايا، هو فيه حاجة تتقال أصلًا بعد كلمتك.

ثم إسترد حديثه بتساؤل : بس قولت ايه على كتب الكتاب؟


جلال : الصراحه مش داخل دماغي إن حد يكون قاصد كده


عامر : طب أقولك حل تاني نتأكد منه؟


جلال : ما تنجز إنت لسة بتسأل؟


عامر : نحط كاميرا ف أوضتها ونشوف، النوبة دي بتبدأ إزاي؟ إيه بيحصلها؟ فعلًا حد بيعملها حاجة ولا لأ؟


جلال بأييد لحديثه : كده تمام، هنركب كاميرا ف أوضتها ونشوف..

ثم إسترد حديثه بتساؤل : بس إنت ليه مقتنع إن حد بيعمل كده؟


عامر : مش عارف بس لما مالِك بيه وراني صورة ناصر هو نفس وصف ميرا، وإنت يوم ما حكيتلي قولت إن ناصر كان باعت واحد ينفذ المهمة يومها، وميرا شافت ناصر فين؟ أكيد فيه حاجة.


جلال : ماشي يا عامر، عجبني تفكيرك..وهنشوف فعلًا صح ولا لأ.


إستدار جلال بجسده مُستعدًا للرحيل، ثم نظر لعامر مرة أخرى وأردف بتساؤل : إنت دارس إيه يا عامر؟


عامر وهو يعدل ملابسه بفخر : عِلم نفس


جلال بسخرية : دكتور مجانين يعني!!


عامر بحزن : كان الحِلم أكمل دكتوراه وحاجات كده وأكمل برة وأكون دكتور أمراض نفسيه


جلال : ومحصلش ليه؟


عامر : طلبات كتير ومصاريف أكتر ف للأسف مقدرتش، بس قدر ربنا وحكمته كان شايف حاجة أحسن ليا وهي إني أشتغل مع مالِك بيه وحضرتك وأشوف نصي التاني ميرا، أه سنين عقبال ما شوفت نصي التاني بس كانت حِكمة مدروسة من أول الطريق، وأنا مبسوط بيها.


جلال بإبتسامة وهو يربت على كتفه : وأنا فخور بيك يا عامر

وأكمل حديثه بتساؤل : وعشان كده بقى تفكيرك..تفكير مع ميرا تفكير دكاترة فعلًا، و واحد دارسها بكفاح


عامر : ما هي كانت حلم بقى 


جلال : وإن شاء الله أخلص مع ناصر وتفتح عيادة ليك، أو تسافر تبدأ الي ف حلمك.


عامر بإبتسامة : لأ أنا مُكتفي بشغلي معاك إنت ومالِك بيه ومرتاح فيه جدًا.


ثم إسترد حديثه : هو ينفع تقبل طلبي؟


جلال : طلب إيه؟


عامر : نكتب الكتاب أنا وميرا، إنت شايف إن النوبات بدأت تجيلها وأنا لازم أكون جمبها، وإنت مش هتسمح بأي تجاوز كده ولا كده، ف تكون مراتي.. وإن شاء الله بعد ما الفترة دي تعدي نعمل فرح.


جلال بحيرة : مش عارف أقولك إيه.


عامر بترجي : وافق، ده الحل الأنسب.

ثم إسترد حديثه : بس مش معنى إنك لو موافقتش إني ممكن أتجاوز، أنا عندي أخت بنت..وثانيًا عارف حدودي معاها كويس أوي، بس إننا نكتب الكتاب ده هيدي حُرية ف تعاملي معاها، وأقدر إني اتصرف ف حالة زي الي حصلت النهاردة.


جلال بسخرية : لأ وإنت بتلوي دراعي أوي.


عامر بخبث : وأنا أقدر يا جلال بيه.


جلال : لأ بس عجبتني يا عامر، تصدق أقنعتني بجد.


عامر بفخر : تربيتك.


جلال بتفكير : ماشي يا عامر، هكتب كتابكوا الليلة.


عامر بفرحة : تمام عن إذنك.


في مكان آخر تحديدًا الساحل..


سيلين : واو يا زين الفندق تحفه، هي الساحل حلوة أوي كده؟


زين : أه حلوة، إطلعي أوضتك إرتاحي من السفر عشان بكره هنتفق هنعمل ايه.


سيلين : وإنت هتعمل ايه؟


زين : هحاول اعرف اي معلومة عنه، بينزل إمتى، بيجي إمتى، مع مين، بيروح فين..


سيلين بتفهم : ماشي يا زين، تصبح على خير.


زين : وإنتِ من أهله.


صعدت سيلين لغرفتها بينما إتجه زين خارج الفندق وهاتف أحدًا ما ومن ثم ركب سيارته ورحل.


بعد وقت توقف زين أمام أحد الشاليهات ونزل من السيارة ودلف للشاليه..


جلس زين بإسترخاء أمام تِلك الفتاه التي تجلس أمامه، ترتدي ملابس تكشف بِها أكثر مما تستُر.


زين بتساؤل : عرفتي الي قولتلك عليه.


جيجي : عيب عليك، عثمان متجوز عُرفي، بت خدامة من الي بتجري ورا الفلوس، والبت دي متجوزها ف إسكندرية عشان يروق بيها على نفسه هناك، إتجوزها بعد ما إتجوز مامتك بشهر، وهو ف الساحل دلوقت، بيقضي فُسحة كده وهيرجع إسكندرية تاني.


زين : وخط سيره ف الساحل؟ بيعمل إيه، بيروح فين ومع مين؟


جيجي : هو قاعد ف شاليه، قريب من الفندق الي إنت نزلت فيه، وبيروح يسهر ف النايت كلاب وف آخر السهرة بيطلع مع واحدة ع الشاليه بتاعه.


زين بغموض : بيبقى سكران خالص ولا؟


جيجي وهي تضحك بسخرية : هو بيبقى فايق لحاجة.


زين بغموض : كويس.


جيجي بدلع : بس إنت ناوي على إيه يا زين؟


زين بشر : على دماره إن شاء الله.


جيجي بدلع وهي تلعب بياقة قميصه : طب ما تيجي افوقك عشان تقدر تدمره.


تنهد زين وأردف : ماشي.


في ڤيلا الفيومي تحديدًا غرفة فرح.


أردفت سيليا بِمرح مُحاولة لتغيير الجو : هاي نحن هنا.


نظر لها الإثنان وهم يمسحون دموعهم.


نهض زياد من مكانه وأردف بنبرة جاهد أن يخرجها طبيعية بعد بُكائه : آ..سيليا يا فرح، جت عشان تشوفك.


فرح بإبتسامة باهتة حزينة : إزيك.


سيليا : كنت أتمنى أشوفك أول مرة ف موقف غير ده بس النصيب


فرح بحزن : الحمدلله.


سيليا : إنتِ أخبارك إيه؟


فرح : كويسة.


سيليا لزياد : خلاص روح إنت شوف وراك إيه وأنا هقعد مع فرح.


ثم إستردت حديثها ناظرة لفرح : ده لو مش هتمانع يعني!


فرح : أكيد مش همانع.


زياد : تمام عن إذنكوا ولو إحتجتوا حاجة كلموني، وإنتِ يا سيليا وقت لما تيجي هتمشي كلميني هوصلك أنا.


أمأ سيليا رأسها بإبتسامة بينما خرج زياد وجلست هي بجانب فرح وأردفت : حاسة بوجعك أوي والله بس نصيب يا فرح، تعرفي أقولك سِر وأفضفض معاكِ بحاجة عُمري ما فكرت حتى أني أقولها لحد حتى زياد.


فرح بإنتباه : قولي.


سيليا : وأنا عُمري 9 سنين بابا إتوفى، بعدها بسنتين عامر أخويا سافر يشتغل برة عشان يجيب فلوس، وأنا وماما كُنا عايشين ف الشقة لوحدنا، أيام جابت شهور لحد ما ف يوم صاحب البيت طردنا بسبب تراكم الإيجار وماما مكنش معاها تدفع، ومشينا من البيت..


واحد وقف ف طريقنا ومد إيده يساعدنا، قعدنا ف شقته وكان قد بابا الله يرحمه، أنا وماما إتخدعنا وفكرناه شخص كويس، وجه ف يوم قال لماما إنه يتجوزها عشان أهل الحارة بدأوا يتكلموا عليها، إنها أرملة وعايشة ف بيت راجل أرمل بردوا، ماما ملقتش قدامها حل غير إنها توافق على كلامه، وإتجوزوا..


بدأت حقيقته تظهر وإنه مش كويس وبيشرب خمور ومخدرات، إيده بدأت تتمد على ماما، بعدها عليا أنا، تعرفي إنه ف مرة حاول يعتدي عليا!!


شهقت فرح بينما أكملت سيليا وهي تمسح دموعها : أه والله جه ف يوم كان سكران خالص وحاول يتغصبني، يومها قاومت بِكل قوتي وضربته على دماغه، بعدها وعشان مفيش ف أيدينا أي حاجة، قولنا ده عشان كان سكران وفضلنا عايشين معاه بردوا، قررت أدخل ثانوي عام عشان أجيب كلية كويسة وأشتغل بعدها ونمشي أنا وماما من بيته، خلصت 3 ثانوي ورفض إنه يخليني أكمل بس ماما أصرت و وقفت قصاده إني أكمل، شرط علينا شرط إنه أكمل بس لما أخلص أتجوز إبن اخوه، يومها أنا وافقت لأني حطيت ف دماغي إني هخلص وأكون هربت منه أنا وماما..


ف تاني شهر ليا ف الجامعة شوفت زياد أخوكي، شوفته مرتين بس وبعدها إبن عمي شافنا واقفين سوى ف الكلية و قاله وضربني وقعدني ف البيت، جيت ف يوم زياد جه يتقدملي وطلع عامر صاحب عمره هو عامر أخويا الي بقاله سنين مسافر واخبارنا إتقطعت عن بعض، وعامر أخويا عرف الي كان بيعمله فينا وحبسه وخدني أنا وماما نعيش معاه..


وأديني قدامك أهو كويسة بلبس كويس، عايشة ف شقة ف أرقى مكان، مكان مكنتش أتخيله ف أحلامي حتى، ربنا عوضني عن السنين الي عيشتها ف حزن وقهر وضرب وذُل وعذاب، وأهم عوض يا فرح أنه عوضني بأخوكي زياد..


صمتت لثواني ثم أكملت بإبتسامة : عارفة حكيتلك ليه؟ عشان أقولك عوض ربنا عامل ازاي، صدقيني بيعوض، عوضه إتأخر عني لـ9 سنين بس عوضني ف النهاية، عوضني عوض نساني الـ9 سنين دول أصلًا، متبكيش صدقيني، بس إدعي وخليكِ واثقة إنه هيعوضك، إضحكِ وأخرجي للدنيا، شوفيها..حبي وإتحبي، إشتغلي وقابلي ناس وإتعاملي مع ناس، متقفليش على نفسك أبدًا، شوفي الدنيا عاملة إزاي بحلوها ومُرها، متقابليش وتعيشي الحلو وتيجي ف المُر تقفلي على نفسك الشبابيك والبيبات وتعيطي..


مامتك وباباكي لسة عايشين، عايشين جواكِ، عايشين ف يومك وف تفاصيله، عاوزة تتكلمي معاهم..تعالي ف آخر كل يوم هاتبي صورهم وأعدي فضفضي وإحكي عن أدق تفاصيل تفاصيل يومك، هتحسي أنهم سامعينك وشايفينك.


إحتضنتها فرح وأردفت بدموع : إنتِ حلوة أوي بجد، وعندك حق ف كُل الي قولتيه.


سيليا وهي تُربت على ظهرها بإبتسامة : إنتِ عشان حلوة من جواكِ تستاهلي كل الحلو الي ف الدنيا.

                  الفصل التاسع عشر من هنا

لقراة باقي الفصول اضغط هنا


تعليقات



<>