رواية أزواج ممزقة الفصل الثامن8 بقلم قمر فتحي


 

رواية أزواج ممزقة 

الفصل الثامن


صعدت الى شقتها وتوجهت الى الحمام وجهزت حماما دافئا منعشا وضعت جيل استحمام برائحة التين الذي تعشقه وحينها امتلئت عيناها بالدموع وهي تتذكر كلماتهم " صاحبة التين" 


فلاش باك


كانت فتاة تملاها الحيوية والنشاط تعشق التين ورائحته التي تفوح منها دوما 

وفي وسط الجامعة 

نسرين: صاحبة التين جت اهوه 

هبة: ده بجد 

تيماء: وحشتوني

التقت الفتيات في حضن طويل بعد غياب دام شهور بسبب الاجازة  

لقاؤها بصديقاتها جدد طاقتها وادخل السعادة لقلبها وماان عادت الى بيتها الصغير حيث تعيش مع والديها حتى تلقفتها صدمة ما يحدث !!

______

ابتسمت بالم وهي تتذكر ما حدث يومها وعادت الذكريات المؤلمة تتقاذفها من جديد

_______

ماان عادت الى البيت حتى وجدت اختها شيماء وهي في حالة مزرية حيث عينها اليسرى منتفخة وتحيطها زرقة موجعة

 ذلك اللون المقيت الذي انتشر في أنحاء مختلفة من جسدها 

شهقت بفزع وهي ترى ذلك المنظر فاسرعت الى اختها تحضنها 

تيماء بلهفة: شيماء مالك ايه الي حصل

اتاها صوت والدتها 

ام شيماء ببرود: مفيش ..مشكلة صغيرة بينها وبين جوزها 

تيماء بصدمة: صغيرة!!  

صغيرة ازاي وهو عامل فيها كده

تابعت بانفعال: انتوا لازم توقفوه عند حده يا ماما ولازم يعرف قيمتها كويس

اتاها صوت والدها القاسي

ابو شيماء ببرود: يلا يا شيماء عشان اخدك لبيت جوزك

تيماء بصدمة: تاخدها فين يا بابا

انت لازم تجيب حقها مش شايف عمل فيها ايه 

ما تنطقي يا شيماء 

لم تجد ردا سوى بكاء مزق نياط قلبها 

ابو شيماء: انا راجل كبير وما بقاش فيا حيل للشغل والمرمطة 

انا ماصدقت اتجوتي وارتحت من همك عايزه ترجعيلي بعيل؟ 

تابع بقسوة: انتى هتروحي قدامي تستسمحي من جوزك وان لزم تبوسي جزمته كمان عشان يرجعك 

شيماء بقهر: يا بابا...

ابو شيماء بقسوة: يلا قدامي


ومن ذلك الحين تحولت حياة شيماء الى جحيم الامر الذي جعل تيماء تحتمل اي اساءات و اهانات فان ثارت وغضبت فالاهانة ستكون اعظم وهي دون سند يحمي ظهرها 


عودة للوقت الحالي 


تنهدت تيماء باسى واتمت استحمامها باسترخاء محاولة نسيان تلك اللحظات المريره

ثم توضات و اتجهت الى غرفتها ارتدت ملابسها وشرعت في صلاتها ماان اتمت حتى اخذت تدعو بصلاح الحال وتفضي بما في قلبها لخالقها 

اخذت مصحفها ترتل منه ما استطاعت لتشعر بعدها براحة وسكينة تغلغلت الى اعماقها انستها ما مر بها اليوم الذي تذكرته ماان دخل عليها زوجها بابتسامته البلهاء تلك!!


مازن: تيمو حبيبتي

تيماء ببرود: نعم

مازن بحب: خمني جبتلك ايه

ابتسمت بسخرية فتلك عادته 

يهينها امام والدته ويهدر كرامتها ثم يجلب لها هدية لارضائها وهي راضية بحياتها وصامتة لا قبولا منها لهداياه ولا على معاملته ولكن ليس لديها اي حل بديل  

تيماء بهدوء: هو النهار ده يوم الهدايا ولا ايه

مازن باستغراب: هدايا من مين !!

تيماء ببرود: جوزي و مامته ادوني كمية اهانة وذل مااقولكش

مازن بتنهيدة: يعني انتى لسه زعلانة؟

تيماء بغيظ: زعلانة!! لا طبعا ازاااي ازعل هو في حد يبقى في نعيم زي الي عايشة فيه ويزعل! لالا انا كده ابقى جاحدة وناكرة للمعروف

مازن بحدة: انتى بتتريقي؟

تيماء ببرود: لا طبعا انا لا يمكن اتريق على جوزي حبيبي الي بياخدلي حقي من كل الي يظلمني او يمسني بسوء 

جوزي الي لا يمكن ابدا يسمح لاي حد يهينني عشان كرامتي من كرامته

مازن بحزن: وانا الي جبتلك كيلو تين بحاله عشان خاطرك 

ربنا يعلم قد ايه تعبت وانا ادور عليه 

تيماء بنفاذ صبر: وانا مش عايزاك تتعب عشاني 

اقولك انا كرهت التين خلاص 

مازن بمرح: هي صاحبة التين تقدر تكرهوا؟ 😉

تيماء بعناد: اه كرهته 

مازن بعصبية: يوووووووه انا زهقت بقالي ساعة بحايل فيكى 

انتى ايه الي غيرك عمرك ما كنتي قاسية كده

على طول بتتصالحي بسرعة 

اعملك ايه انا يعني 

انا بحبك وعشان كده مااستحملش تفضلي زعلانة وبصالحك مع انك غلطانة 

تيماء بصدمة: انا غلطانة!!

مازن بتاكيد: طبعا غلطانة اما تعملي مشكلة مع ماما وتعلي صوتك عليها 

تيماء بهدوء مصطنع: انت عارف ايه المشكلة بالضبط وايه الي حصل؟

مازن بارتباك: هاه اه اه طبعا 

تيماء: طب ممكن تفكرني

مازن بغضب: انا مش فاضي للرغي يا تيماء 

ايه العيشة الي بقيت تقرف دي 

انا زهقت طول اليوم نكد 

انا خارج وسايبهالك بلا قرف

اغمضت عيناها بالم واستدارت تستلقي على فراشها تناشد النوم لعلها ترتاح سويعات قليلة في عالم احلامها الوردي

=========


اخيرا وصل الى مطروح حيث يقيم عمه 

اخذ يسرع في خطواته للوصول فقد اشتاق لصغيرته والقلق ينهش قلبه منذ اخر اتصال بها 

وئام وهي تلهث: انا تعبت استنى

وليد بلهفة: ولاء وحشاني اوي يا وئام يا ترى هيبقى شكلها ايه اما تشوفنا 

اخذ نفس يسترد به انفاسه اللاهثة واخذ يدق على الباب بجنون 

خولة بانزعاج: طيب طيب يالي عالباب ايه الن...

قطعت حديثها باذبهلال ماان رات وليد امامها

خولة بفزع: و و وو وليييد

وليد بابتسامة: ايه يا مراة عمي مش هتسلمي ولا ايه 

خولة بحرج: ازيك ياابني اتفضل ادخل

وليد وهي يدلف: ولاااء يا لولو 

لم يجد ردا فالتفت الى زوجة عمه المرتبكة 

وليد بتوجس: هي ولاء فينها

خولة بتوتر: وو وو ولاء اه اه ولاء 

طب اتفضل يا ابني اتفضل بس اقعدوا وارتاحوا اكيد تعبانين من السف...

قاطع حديثها بشك

وليد بترقب: ولاء فين يا طنط


اتاه صوت ذاك الثمل من خلفه

مروان بتثاقل: راحت ولاء خلاص بح 

ولاء بححح وانا السبب

وليد بجنون: ولاء فييين فينها اختي انطقــــــــــوا

وئام بخوف حقيقي: هي ولاء حصلها ايه 

وانت يا مروان ايه الي حصلك وقاعد كده ليه 

انتبه وليد لوضع مروان وهو جالس على كرسي متحرك فركض تجاهه وانحنى لمستواه

وليد بصوت متهدج: ايه الي حصلك يا مروان

خولة بالم: عمل حادثة ومش هيقدر يمشي ثاني

وئام بصدمة وبكاء: ايه !!

وليد بانفعال: ازااي ده حصل وولاء فينها 

وليه محدش قالي حاجة لييييه 

ولاء ولاء ايه الي حصلها 

هي فيين ليه مش شايفها ردوا عليااا

اتاهم صوت عمه من خلفهم 

ياسين بهدوء: في بيت جوزها

اتسعت اعين الاربعة بصدمة

كانت وئام اول من خرجت من صدمتها

وئام بسعادة: هي اتجوزت؟

وليد بحدة: ازاي من غير علمي

ياسين: الموضوع جه بسرعة ياابني ومالحقناش نقولك 

وليد: طب هي فين عنوانها عايز اشوفها

ياسين بضيق: معرفش

وليد بغيظ: يعني اييه 

ياسين: اهدى ياابني وخلينا ننزل نتكلم في مكان ثاني 

وئام بلهفة: وانا كمان عايزه اطمن على اختي


خرج الثلاثة تراقبهم اعين مروان بحدة فها قد ضاع منه اخر امل له في الحياة وضاع معه للابد 

 =======


ايهم بحدة: يعني ايه يا ريتاج

ريتاج بجدية: يعني لازم نتجوز يا ايهم انا مش هقدر امشي معاك في الشارع من غير صفة

ايهم: هنلتقي فـ مكان هادي ومافيهوش ناس كثير فمحدش هيشوفك

ريتاج بتصميم: مستحيل انا اخلاقي ماتسمحليش اخرج مع راجل ماتربطنيش بيه اي صلة رسمية

ايهم بنفاذ صبر: ماشي يا ريتاج هنتجوز وساعتها هشوفك براحتي 

ريتاج: هنتجوز بجد

ايهم بجدية: امال بهزار!

ريتاج بحيرة: ومراتك 

ايهم: بلاش السيرة دي 

دي بقيت غريبة ونكدية اوي بعد الحمل وانا زهقت بقا 

ريتاج بدلال: هعوضك عن ده كله يا حبيبي 

ايهم بحب: بحبك يا ريتاج مش عارف ازاي ولا امتى بس بحبك بحبك اوي وحاسس اني ماحبيتش قبلك وان الي قبلك كله كان وهم 

ريتاج بسعادة: بجد ولا بتضحك عليا 

ايهم بصدق: والله بتكلم جد حاسس اتي بعشقك ويومي من غيرك مالهوش طعم نهائي 

ريتاج بهمس مغري: بحبك

=======


في فيلا ايهم 


حفصة: مخنوقة اوي يا ريحانة 

ايهم حسيته تغير اوي اوي 

حاسة ان في حاجة قلبي مش متطمن

ريحانة بحنو: هيكون في ايه بس يا حبيبتيتلاقيه بس مضغوط من الشغل اصل صهيب كمان بقا غريب وعلى طول سرحان 

هنعمل ايه بقا ربنا يعينهم وانتى خودي بالك من ابن اخويا وماتشغليش بالك يا حبيبتي 

حفصة بتنهيدة:  ان شاءالله يا حبيبتي

ريحانة: يلا انا لازم اروح دلوقتي عشان اتاخرت 

حفصة بابتسامة: ماشي يا حبيبتي 


خرجت ريحانة من عندها وتوجهت الى دار المسنين فقد اشتاقت لماما ندا كثيرا

_____

في الدار


ريحانة: عاملة ايه يا ماما طمنيني

ندى: اديني عايشة يا بنتي الحمد لله

ريحانة بترقب: مفيش اي اخبار عن ابنك

ندى بحزن: قسيته عليا ربنا يجازيها

ريحانة بشفقة: هوني على نفسك يا ماما ولا انا مش مكفياكى يعني

ندى بحب خالص: انتى بنتي يا ريحانة بنتي الي لو لاها كنت مت من زمان 

ريحانة بسرعة: بعد الشر ربنا يخليكى ليا يا ماما

ندى وهي تربت على راسها: الموت مش شر يا حبيبتي ده حق علينا كلنا

ريحانة بصوت متهدج: انا بحبك اوي يا ماما ندى عشان خاطري ماتخوفنيش عليكى

ندى بحنو: ربنا يحفظك يا بنتي ويسدد خطاكى 

ريحانة بمرح: ايوا بقا سمعيني دعوتين حلوين كده يا احلى ماما 

ندى بضحكة: ماشي يا لمضة

========


في الكافتيريا 

ياسين بتنهيدة: ولاء في القاهرة

وليد بلهفة: فين بالضبط وايه عنوانها

ياسين بصدق: والله مااعرف ياابني

وليد بغيظ: ازاي يعني يا عمي ازاااي دي امانة عندك

ياسين و هو يربت على يده: وانا حاولت احافظ عالامانة بكل مافي وسلمتها لراجل بجد 

انت انزل القاهرة واتصل بيها اكيد هتقولك عنوانها و...

قاطعه قائلا: هو ايه حكاية الجوازة السريعة دي وازاي ماتعرفش عنها حاجة 

هي اتجوزت ازاي

ياسين وهو ينهض: خلي اختك تحكيلك بنفسها 

غادر ياسين المكان بهدوء

وئام بقلق: يلا يا وليد خلينا ننزل بسرعة انا هموت من القلق ارجوك 

وليد بحنو: اهدي يا حبيبتي كله هيبقى تمام باذن الله وانا لا يمكن هسيب اختي ثاني وهصلح غلطة بابا 

لو لا الي عمله زمان لكانت ولاء تحت عيني دلوقتي ولا القلق ده كله 


نهضا مغادرين المكان نحو القاهرة للكشف عن سر زواج ولاء 

========


باحد الأحياء الشعبية 

وبمنزل علي حيث يقطن صحبة زوجاته الاثنتان وابنه عمر


علي بصراخ: انا هوريكى يا شيماء ازاي تسمعي كلامي بعد كده 

وفاء: خلاص يا حبيبي خلااااص ماتضيعش نفسك عشانها 

ركلها بعيدا ورمق ابنه الباكي بقسوة وصدح صوته البغيض

علي بحزم: اوعى تديها تطفح حاجة يا وفاء خليها كده زي الكلبة عشان تتربى

وفاء: اطمن يا حبيبي انا مقدرش اقرب ليها عشان معدتي بتقلب اووف بقا 

تنهد برضا فهو يعلم انها لا تحب زوجته والاكيد انها لن تحنو عليها


خرج بغضب فقد مل الحياة وهي فيها ولا يعلم كيفية الخلاص منها 


وفاء بقسوة: يلا يااختي بطلي دلع وقومي وراكى شغل كثير النهارده 

ثم سارت راكضة نحو النافذة التي تطل على مدخل البناية وراته يخرج منها الى خارج الحي فتنفست الصعداء وركضت نحو ضرتها مسرعة

وفاء بلهفة: يلا يا شيماء ساعديني اسندك اوصلك اوضتك عشان اعملك لقمة تسندي بيها قلبك قبل ما ييجي 

وضعتها على سريرها واخذت الصغير لتلاعبه وتحاول ان تنسيه هول ما راى وبسرعة اعدت طعاما وسارت به ناحية غرفة شيماء اصرت على اطعامها هي والصغير بجو حاولت


 إضفاء المرح عليه في محاولة اخراجهم مما هما فيه وماان انهت مهمتها حتى همت بالخروج الى ان اوقفها صوت شيماء الضعيف

شيماء بضعف: ليه بتساعديني ليه لو علي عرف هتلاقي نفس مصيري

وفاء بحنو: انا مش وحشة ولا خطافة رجالة يا شيماء 

ثم تابعت بشرود: انا هنا في مهمة ولازم اخلصها عشان خاطر جدو

رمقتها شيماء بعدم فهم 

وفاء بمرح: يلا بقا يا حبيبتي ريحي شويه قبل ماييجي وانا هاخد عمر العب معاه برا ما تقلقيش

يلا يا عمر نسيب ماما ترتاح

عمر: حاضر يا طنط 

========


في ورشة الحاج محمد


الحاج محمد: يعني انت موافق على شروط سديل يا ابني 

قاسم: الا حتة شقة هديل انا لا يمكن اقهرها واخرجها من شقتها 

الحاج محمد بضيق: بس ده شرطها 

قاسم بهدوء: هي ليها عندي شقة باسمها اكثر من كده مستحيل

الحاج محمد بتفكير: ماشي هتكلم معاها ثاني ونشوف 

_____

اما عند سديل 

فكانت شاردة في خطتها فالاكيد ان قاسم لن يرضى بالتنازل عن شقة هديل.  لغيرها فهي اكيدة بانه يعشقها وبالتالي سيكون البديل هو ما تسعى الى تحقيقه منذ سنوات

ابتسمت بانتصار وهي ترى في مخيلتها ما سيحدث وكيف ستسترجع ما سلب منها!!

========


ماان دلفت شقتها حتى صدح هاتفها معلنا عن اتصال هاتفي وماان رات رقم شقيقها المحلي حتى صدمت فردت عليه باياد مرتعشة 

ولاء بصوت مهزوز: الووو 

وليد بلهفة: ولاء انتى فين انا في القاهرة اديني عنوانك بسرعة 

ولاء برهبة: ايه!!


                 الفصل التاسع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 



تعليقات



<>