نوفيلا "مُتيمٌ_بكِ_مُشرقتي"
الفصل الرابع 💙
بقلم شروق اشرف
في أحد المطاعم
يدخل تميم باحثاً عن أخيه بعينيه فيجده جالساً علي أحدي الطاولات
هائماً بعالمٍ أخر من الذكريات و كأنه انفصل عن العالم كله عدا هى ملكة قلبه
، أسرع تميم في خطاه تجاه أخيه و سحب المقعد المواجه له و جلس
و لكن للآن لم ينتبه له تؤامه ، تملكت الدهشة من تميم و هو يجد
أخيه بهذه الهيئة فهو كان دائماً النصف المرح و الشاغب منه كان
علي النقيض تماماً منه ماذا حدث له ليتحول لمثل هذا الشخص
الهادئ الغير مبالي بما يحدث حوله ، ناداه تميم و لكن لم يستجب فكرر
نداءه مره اخرى و لكن بشكل أقوي
تميم : سليييييييييم
سليم : تميم انت جيت امتى و بعدين في اية صوتك عالي ليه
تميم : لا بجد تصدق فعلاً انا غلطان و صوت عالي من غير سبب ،
انا بقالي نص ساعة قاعد قدامك و حضرتك مش حاسس ب اللى
بيحصل حوليك و نادت عليك بدل المره الف بس الظاهر انك مش هنا اصلاً
سليم : اسف يا تميم مقصدش ازعلك بس حقيقى مفيش عندى
طاقة لأي حاجة الوقتى فلو هتتخانق خليها بكرا
و سيبنى لوحدى
محتاجة ابقى لوحدى شويه
تميم : انا مش زعلان منك يا سليم ، انا قلقان عليك اول مره اشوفك
كدا تائه و مش حاسس باللى بيحصل و بعدين من امتى و انا يسيبك
لوحدك و انت زعلان كدا
سليم : بس انا مش زعلان يا تميم انا بس محتاج أعيد ترتيب افكارى من تانى
تميم : طيب قوم معايا من هنا هنروح مكان تاني تعرف تتكلم
و تفهمني علي اللى حصل بالظبط
سليم : تمام
غادروا متجهين للخارج كلاً لسيارته و لكن اعترض تميم طريق سليم لسيارته قائلاً :
بلاش تسوق و انت في الحالة دى يا سليم تعالي اركب معايا
و بدون إعتراض غير سليم اتجاه سيره لسيارة شقيقه و جلس
بجانب أخيه و غاب مره أخري في ذكرياته معها في اول لقاء بينهم
فلاش باك
كان سليم يجلس في كفتريا الجامعة بعد إنتهائه من محاضراته منتظراً
صديقه عمر و أمامه كوباً من القهوه كان يبحث بعينيه عن
صديقه فوقعت عيناه علي فتاه تجلس و بيدها أحد الكتب لم يستطع
تميز ماهيته و لكن وجدها تبكي و لكن بسرعه تجفف دموعها بيدها كالأطفال
ثم تغلق الكتاب و تبحث ب أعينها التى لا تزال الدموع عالقه بها عن شخصٍ ما
، مشهد برئ جداً و لكنه جذب كل إنتباهه و بعد برهة من الوقت وجد عيناها
تلمع و كأنها قد وجدت ضالتها رأي فتاة أخري تأتي ثم تجلس جوارها
دار بينهم حديث لم يستطع سماعه و لكن من الواضح انها تشتكى لصديقتها
عن سبب بكائها و لكن كان يشغل باله ما حدث معها حتى تدمع عيناها
هكذا تمني لو كان يجلس بالقرب منهم حتى يستمع لما يُبكى تلك الصغيرة
هكذا و حاول ان يشغل باله ب إي شئ أخر غير تلك الصغيره و دموعها
و لكن وجد صديقتها فجأة تصرخ بها بصوت عالي قائلة
رحاب : انتى هتشلينى يا بت انتى يعنى اجي الاقيكى بتعيطى و منهارة بالشكل
ده و في الاخر تقوليلى اصل البطل بتاع الروايه مات ، ادعي عليكى ب إية انتى و روايتك
تمارا : احم سوري يا جماعة هى انفعلت شوية بس متأسفين علي الإزعاج
...... يا بنتى حرام عليكى فضحتيني وطى صوتك يخربيت اللى
يشاركك في حاجة بعد كدا
رحاب و قد انتبهت للعيون التى تراقبهم بفضول : تصدقى صح بعد كل
التفاهة بتعاتك دى و انا اللى غلطانه غورى قدامى اطلعي من هنا ليا كلام
تانى معاكى بس اما نروح ، و ليا كلام تانى مع خالتى
كان يراقبهم من علي طاولته و هو يحاول كتم ضحكته بصعوبة
علي تلك الطفلة المشاكسة هل كانت تبكى لمجرد رواية تقرأها يا لها
من طفلة حمقاء ، عبرت من جانبه و وجهت له نظره نارية عندما لاحظت
ضحكة السخرية علي وجهه و لكن لم توجه له اي حديث و رفعت رأسها
و سارت بغرور تتبع صديقتها
سليم : ايه البت الهبلة دى ياربي ، ده انا كنت حاسس انها شوية و هتيجى
تأكلنى و كأني انا اللى قتلت البطل 😹😹
عمر: مالك يا سليم انت بتكلم نفسك مكنش شوية اللى اتاخرتهم دول
سليم : لا عادى اتاخرت ليه
عمر : الدكتور عبد الودود يا سيدى أصر منطلعش من المحاضرة غير بالظبط ،
بس ايه و انا داخل شوفت مزة بس ايه
سليم : عمر لو سمحت غير الموضوع و بلاش نتكلم في أعراض حد انا
عندى اخت و مرضاش حد يتكلم عليها نص كلمة و أظن كمان انت عندك
اخت خاف علي اختك و بلاش كلامك و لا تصرفاتك دى
عمر : ايه يا عم سليم المحاضرة دى مكنتش كلمة قولتها طيب يلا بينا عشان نروح الجو هنا خنيق
خرج من شروده علي مناداة أخيه له
تميم : سليم انزل يلا احنا وصلنا
أومئ برأسه و نزل من السيارة فوجد أمامه البحر و المكان هادئ
جداً ولا وجود لبشر به
تميم : قولي بقا يا سليم ايه اللى حصل معاك انهاردة غيرك كدا
سليم : شوفتها انهاردة يا تميم ، كانت في المستشفي و لقيت معاها ولد
بيقولها يا مامى مصدقتش اللى سمعته كدبت كل حاجة حصلت
قصاد عنيا و قولت اكيد في حاجة غلط كنت لسه هسألها بس خدته
و مشيت يا تميم جريت وراها بالعربية لقيتها نزلت نادي ..... نزلت وراها
و تابعتها من بعيد و استنيتها تمشي و سألت الكابتن اللى كان بيدرب
الولد ده هناك قالي انه اسمه يوسف كريم الأحمدي بيتدرب هناك بقاله
شهرين و تمارا تبقى مامته هى ديماً اللى بتيجى معاه و بتابعه مع الكابتن
بتاعه حسيت كأني الدنيا اسودت في عنيا ، معقول يا تميم بعد ما استنيتها
ده كله تطلع متجوزه و مخلفه و مين ابن عمها اللى قال ايه كانت بتعتبره اخوها
، انا من ساعة ما جيت من السفر و انا ما سبتش مكان مدورتش عليها
فيه بس هى اختفت و لما تظهر تانى تطلع متجوزه و مخلفه كمان قلبي
بيوجعنى اوى يا تميم حاسس ان الدنيا كلها جايه عليا
تميم : سليم اهدي كدا و بالراحة و نفكر ممكن يكون في سوء تفاهم او
سليم : سوء تفاهم ايه انت مش بتفهم بقولك سمعت الولد بيقولها يا ماما
و الكابتن اللى بيدربه بيقول انها امه ، قلبي مش مصدق بس عقلي
خلاص اقتنع خلاص ضاعت من بين أيدي يا تميم
تميم : اصرخ يا سليم
و طلع كل اللى في قلبك عشان ترتاح
سقط سليم أرضاً صارخاً بصوتٍ عالي و دموعه تغطي سائر وجهه
: ااااااااااااااااااااااااه نستينى بالسهولة دى يا تمارا ، قلبك موجعكيش
و انتى بتلبسي دبلة غير دبلتى انتى وعدتينى هتستني ليه
رمتيني من حياتك بالسهولة دى لييييييييييييييييه
ربط تميم علي
كتف أخيه مخففاً عنه الآمة : قوم يا سليم اقف علي رجلك من امتى
ولاد أحمد الشامي بيضعفوا قوم و أوعدك بكرا كل المعلومات هتبقى
عندك و انا متاكد ان اكيد في حاجة غلط عشان كدا مش هسكت غير و
انا جايبلك اللى يريح قلبك
سليم : يارب انت عالم بحالي و حال قلبي يارب صبر قلبى يارب و يطلع
كل ده كابوس و أفوق منه بقا
تميم : يلا يا سليم روح نام الوقتى و بكرا كل حاجة هتبان صدقنى
وقف سليم ممسكاً بيد أخيه و غادروا بالسيارة متجهين للمنزل
...........................
في منزل الجدة زوزو
كانت الجدة زوزو تجلس أمام شاشة التلفاز تشاهد احد مسلسلاتها المفضلة
و حفيدتها بجانبها عندما صاحت شروق فجأة
شروق : زوزو انا هقوم اعمل فشار
زوزو : لا يا حبيبتى
انا مش مستغنية عن مطبخي اقعدى انتى انا هقوم اعمل
شروق : يا تيته عايزه أساعدك و بعدين لعلمك انا بعرف اطبخ حلو
اوى انا بس مش عايزه اوريكم مواهبي في الطبخ عشان متحسدش
زوزو : انتى هتقوليلى ده الطاسة التيفال تشهد علي براعتك في الطبخ و مهاراتك
شروق : يوووه يا زوزو مكنتش حتة طاسة دى اللى تشكك في قدرات حفيدته البرنسيسة
زوزو : بقولك ايه يا بت انتى دخول مطبخ تانى لا ده انتى اخر مره دخلتى المطبخ كنتى هتولعى في العمارة كلها يا جاحدة
شروق : بكره زوجى قرة عيني هيجى ياخدنى و اتجوز و ادخل
المطبخ و أولع فيه براحتى و مش هيقولى متدخليش المطبخ تانى
زوزو : يا عينى يا بني و الله صعبان عليا من الوقتى علي اللى هيحصله
شروق : كدا يا زوزو ماشي ابقى خليه هو ينفعك و يجبلك شكولاته معاه و هو جاي من الكليه كل يوم هاه
غادرت شروق لغرفتها تاركة جدتها تضحك علي حفيدتها المشاغبة
التى تضيف لحياتها بهجة و مرح
زوزو : ربنا يحفظك ليا يا شروق و يحميكى من كل اللى بيتمنولك
الشر و يبعد عنك اي شر و يرزقك ب إبن الحلال اللى يعرف قيمتك و يراعي ربنا فيكى
........................
في اليوم التالي في أحد المطاعم
دلف خالد للداخل ثم اتجه لاحد الطاولات و سحب مقعداً مردداً ب إبتسامه خبيثه :
مش معقول فؤاد العزازى بذات نفسه منتظرني
فؤاد : متأخر
عن المعاد ١٠ دقايق مع انى اللى اعرفه عنك انك دقيق في مواعيدك جداً
خالد : مش يمكن
انا اللى قاصد انى أتأخر ، اصل انا مليش في الانتظار انا احب
اللى عايزني هو اللى ينتظرني
فؤاد : مغرور انت يا خالد شويتين زياده بس معلشي هعديهالك عشان
شكلك متعرفنيش لسه
خالد : ما أظنش انى محتاج اعرفك ، المعلومات اللى وصلتني بتقولي
انك محتاجنى احب اعرف ليه
فؤاد : في مثل مصري بيقولك عدو عدوك يبقى حبيبك و انا
عرفت انك راجع و عايز تنتقم من تميم الشامي و انا مستعد أحط ايدى
في إيدك و أساعدك في انتقامك
خالد : امممم الظاهر انى اللى وصلك الاخبار نسي يعرفك مين هو خالد الهاشمي
... مظنش انى محتاج مساعدة من حد عشان انتقم بس الظاهر انك
انت اللى محتاج مساعدة
فؤاد : انا بقول أيدك في إيدى عشان الضربة تبقى شديدة علي إبن
الشامي انه يقوم منها
خالد : اممم موافق بس بشروطي
فؤاد : و انا موافق
عليها من قبل ما اعرفها
خالد : تمام يبقى اتفقنا يا عزازي ، للأسف مضطر امشي دلوقتى لان
زى ما انت عارف وقتى مش ملكي
فؤاد : براحتك
يا خالد باشا علي معادنا بقا
أومئ له خالد
مغادراً دون ان يضيف كلمه أخري بينما كان ينظر فؤاد بإتجاهه ببغض و خبث
فؤاد : اخلص بس من تميم و افوقلك يا خالد باشا عشان اعلمك
تتكلم ازاى مع أسيادك لولا انك سلاح قوى ضد ابن الشامى كان زمانى خلصت عليك بطلقه واحدة
..........................
في ڤيلا الشامي
أستيقظ سليم من نومه الذي لم يتعدي ساعتين فهو منذ البارحة بعدما
تركه أخيه و النوم لم يزور عيناه و لكن أجبر عيناه اخيراً علي النوم
بعد نزاع طويل بين قلبه و عقله دام لعدة ساعات و لكنه استيقظ علي كابوس
...... كان يراها أميرته المشاكسه وردة جميله تشع حيوية تنظر له
و تبتسم و لكن فجأة وجد ثعبان يقترب منها و هى تتراجع للخلف
خوفاً منه و تنظر له عله ينقذها حاول مراراً و تكراراً ان يسرع لمساعدتها
و لكن كان هناك ما يقيد حركته حتى نال منها ذلك الثعبان و ذبلت زهرته
و لكن كانت اخر نظره وجهتها له نظرة خيبة و ندم و بعدها سقطت ببئر
اسود كبير ناداها ب أعلي صوته و لكنها اختفت من الوجود استيقظ مفزوعاً مردداً اسمها
سليم : تمااااااارا ، الحمد لله كان كابوس ، يارب اللهم لا تُريني فيها سوء
وجد هاتفه يعلن عن استلام رساله من أخيه مضمونها انه ينتظره بالأسفل
لأمرٍ هام ، قام متجهاً لحمامه الخاص لعل الماء البارد يخفف من قلبه
المشتعل بنيران الخوف و القلق علي حبيبته الصغيره بعد ذلك الكابوس
إنتهى متجهاً للغرفة الخاص بالملابس و انتقي اول زي وقعت عينيه
عليه فهو ليس بحاله تسمح له ب إختيار اي شئ ثم اتجه لأسفل ليجد أخيه ب انتظاره و بيده احد الملفات
سليم : خير يا تميم في ايه
مد تميم يده بالملف له قائلاً : الولد طلع إبن زهرة اخت تمارا و هى
اللى متجوزه كريم بس للأسف اللى عرفته انها توفت بعد شهرين من
الولادة و اللى أتكفل بالولد بعدها كانت تمارا
سليم و لم يستطع
الاستيعاب بعد : بس ازاى هو بيقولها يا ماما و اا
تميم : انت متخلف
يا بني ادم انت بقولك امه ولدته و ماتت و هو لسه ٣ شهور و تمارا اللى
مربياه يعنى هو ميعرفش في حياته غير تمارا فهمت ولا لسه دماغك قافله
سليم و قد بدأ عقله أخيراً بالاستيعاب : يعنى هى متجوزتش اللى
اسمه كريم ده و الولد ده مش ابنها صح مش ابنها
تميم : انا رايح
الشركة ورايا مناقصات عايزه تخلص مش ناقصه هى غباء علي الصبح
سليم : تمارا لسه بتحبنى تمارا متجوزتش غيري بس هى ليه كانت
مختفيه و كانت فين اصلاً
تميم : الأسئلة دى أظن انتى اللى لازم تسألها لها و تعرف إيجابتها منها
سليم : تميم انا متشكر اوى مش عارفه اقولك ايه انا كنت تايه و مش
عارف اتصرف ازاى شكراً انك كنت جنبي و مسبتنيش وقت ضيقي
تميم : انت اخويا يا زفت انت و كمان للأسف زود عليها تؤامى مش
عارف ازاى بس اهوه بقا امر ربنا و بلاش شكراً و الهبل بتاعك
ده تانى عشان متصرفش معاك تصرف مش هيعجبك
سليم : لا و علي
ايه اعمل اللى يريحك يا برنس انا هجري الحقها بقا كويس انك جايب
العنوان في الملف كنت هدوخ علي ما أجيبه
تميم : طبعاً
يا بنى هو انا اي حد برضوا
سليم : و الله
ابغي نص ثقتك في نفسك دى
قالها و غادر مسرعاً متجهاً لحبيبته لن يتركها تبتعد عنه مره اخرى و لو
لثانيه أضاعها مره و لكن لن تتكرر
......................
في أحد الشقق البسيطة
كانت تجلس تمارا
بغرفتها متذكره لقاءه ليلة امس ، لماذا ظهر أمامها الآن ، كانت قد تناست وجوده
... لا هى تكذب فهى لم تنساه ولا لثانيه واحدة برغم كل ما فعله معها و
لكنها لم تستطع ان تنساه ، لم يتغير كثيراً مازال يأسرها من مجرد
نظرة و لكن قد نمت لحيته و من الواضح انه أصبح يتردد كثيراً علي
الصالات الرياضية و لكن عيناه كانت بها نظره من الاشتياق و الحب ..
.. أتكذبين علي نفسك يا فتاه هو لم يحبك في حياته أبداً كنتى مجرد
لعبة في يده ..... أخرجها من شرودها دخول يوسف طفلها الصغير نعم
هى من ربته و اعتنت به بعد وفاة والدته كان يهون عليها مرارة الأيام
يوسف : مااااامي انا جيييييت
تمارا : روح قلب مامي من جوا انت يا چو تعالي يلا اعملك فطار عشان
شكلك كدا مفطرتش كالعادة
يوسف : يا مامي يا قفشاني انتى
كانت تمارا تقف في المطبخ تعد الإفطار لها و ليوسف عندما رِن جرس الباب
تمارا : چوا افتح الباب شوف مين
اتجه يوسف لفتح الباب وجدها أمامه ارتمي يحتضنها بشوق قائلاً
يوسف : شيري وحشتني كتييييييير مش جيتي تشوفي چوو ليه أنبارح بقالك يوم و يوم چو مش شافك
شروق : حبيب قلبى يا چو انت و الله انت وحشتني اكتر
معلشي يا حبيب بس انبارح كنت في عيد ميلاد البت مني
چو : ايه ده هى نونا كان عندها عيد ميلاد زى بتاع يوسف
شروق : نونا 😹😹 يا اختي عليك قمر بدلعك ده قولى فين البت تمره
يوسف : قصدك مامي جوا بتعمل الفطار
شروق : طيب ادخل ادخل ده انا حماتشي بتحبينى قوى بقا
تمارا : مين علي الباب يا يوسف
شروق : ده انا يا تمره هانم
تمارا: شيري عاش من شافك يا عم غايبه ليه بقالك يومين
شروق : كنت مشغوله مع البت مني كانت عامله عيد ميلادها و اصرت انى اروح اشترى معاها حاجات الحفله
تمارا : ايوه هى جت عزمتني بس انتى عارفه معرفش اسيب يوسف
لوحده مع ماما و أمشي هو بيبهدل الدنيا لو جه و ملقنيش
شروق : لحد امتى يا تمارا ، يوسف متعلق بيكى اوى و كمان انتى
اكيد هيجى يوم و هتتجوزى هيبقى يعمل ايه ساعتها
تمارا : مش هتجوز يا شروق ريحى نفسك و بعدين
قاطع حديثهم
رنين الجرس فردت شروق : هاتي انتى الاطباق و حصليني و انا
هروح اشوف مين اللى بيرن
تمارا : تمام وراكى اهوه
خرجت شروق
متجهه ناحية باب المنزل ظنت انها قد تكون جدتها و لكن تفجأت به
أمامها لجمت الصدمة لسانها عن الحديث و اتسعت عيناها في ذهول
ماذا يفعل هذا الكائن اللزج هنا أيمكن انه يراقبها و جاء ليخطتفها ما
تلك التراهات يا فتاه و أيضاً هذا منزل تمارا و ليس منزلها
شروق : انت ؟! انت ايه اللى جايبك هنا يا كائن البرود انت ، هى
حصلت تراقبني و جاي كمان لحد بيتنا و اكيد زوزو قالتلك انى هنا
روحت جاي يا بجاحتك يا شيخ
أستغرب سليم
من هجوم تلك الفتاة التى يراها للمره الاولى حاول الحديث قائلاً :
حضرتك انا اول مره اشوفك و الله و بعدين انا تقريباً غلط
في العنوان انا كنت جاي
قاطعتها شروق قائله : متعرفنيش هو انت فاكر عشان غيرت قصت
شعرك و غيرت لون عنيك و لابس كاچول انى كدا مش هعرفك
قاطعها سليم هذه المره قائلاً : حضرتك اكيد في سوء تفاهم انا سليم
الشامي و كنت جاي أقابل الآنسة تمارا الاحمدى بس الظاهر غلط في رقم الشقه و اسف لل
قاطعه صوت قادم من الداخل : مين يا شيرى اللى علي الباب بقالك
ساعة واقف تتكلمي الاكل هيبرد
كانت تمارا تتحدث و هى قادمة ب اتجاه الباب و بيدها احد الاطباق
ظناً منها انها قد تكون أمينه زوجة إدريس البواب او الجدة زوزو و لكن
عندما وقع بصرها عليه أصابتها الدهشة بصدمة جعلتها تُسقط
الطبق الذي كان بيدها علي الارض متحطماً، مردده ب أعين مذهولة
تمارا : سلييييم
............................
كانت مريم تسير لخارج الجامعة بعد انتهائها من محاضراتها
و اتجهت للسيارة الخاصه بها عائدة في طريق المنزل و فجأة ظهر
أمامها طفل صغير يسير بمنتصف الشارع حاولت الضغط علي
فرامل السيارة و لكن السيارة لم تتوقف و السرعة تزيد حاولت
تفادي الطفل و لكنها اصطدمت بشجرة ..... ألتفت الناس حولها
يحاولون اخراجها و منهم من يتصل بالإسعاف و لكنها كانت قد غابت عن الوعي
و في الجهة الأخرى كان يراقبها من سيارته ثم التقط هاتفه متصلاً علي سيده
...... : تمام يا باشا كل اللى أمرت بيه اتنفذ
....... : و دى اول ضربة ليك يا تميم باشا قابل بقا
................
كان يجلس بمكتبه عندما أتاه إتصال من الحرس الذي كان قد عينه
لحراسة حبيبته الصغيرة ، إنقبض قلبه و أحس بخنقة و لكنه
حاول الثبات و رد علي الهاتف و لكن ازدادت إنقباضة قلبة
خوفاً علي حبيبته و أميرته الصغيره عندما سمع الحارس يخبرها عن تعرضها لحادث سير
........ : انت بتقول ايه يا حيوان انت ، ما انا معين معايا شوية بهايم ازاى تسمحوا لده يحصل حسابكم معايا كلكم لو حصلها حاجة
الحارس : يا باشا و الله
.......... : تعرفلي مين اللى عمل كدا في خلال ساعة المعلومات تبقى عندى و الا انت الجاني علي نفسك
لم ينتظر رده عليه و غادر مسرعاً متجهاً للمشفي التى قد عرف انها نُقلت لها
....... : يارب أحميهالي يارب انا مليش غيرها في الدنيا ده انا أضيع بعدها
كانت تلك الكلمات التى رددها و هو يسرع بالقيادة ليصل الي
حبيبته كان سيتعرض لأكثر من حادث في طريقه بسبب سرعته و لكن تفادهم و أكمل طريقه
...................
في فيلا الشامي
كانت تجلس شمس مع زوجها و فجأه سرت رجفة قوية في جسدها و انقبض قلبها
شمس : أحمد ولادى فيهم حاجة اتصل بيهم يا أحمد شوفهم فين
حد فيهم جرالى حاجة قلبي واجعنى
أحمد : اهدى بس يا شمس ان شاء الله خير هتصل بيهم حاضر بس اهدى بس
شمس : اتصلي بيهم حالاً بقولك
أمسك أحمد الشامي بهاتفه و كاد يهاتف أولاده ليطمئن عليهم
و لكن رِن هاتفه برقم ابنته مريم أصابه القلق و لكن حاول الهدوء
حتى لا يقلق زوجته اكثر فرد قائلاً : ايوه يا مريم يا حبيبتى انتى فين
رد الطرف الاخر و قد كانت احد الممرضات : انا اسفه يا فندم بس
صاحبة التلفون ده عملت حادثة و هى هنا في مستشفي .......
حاول الثبات و لكن لم يستطع فوقع علي الاريكه أسرعت إليه
زوجته قائله بدموع و قلب أم تشعر بما يعانيه أبنائها : أحمد في ايه مالها مريم هى كويسة مش كدا بنتى مالها يا أحمد
أحمد : مريم عملت حادثه و نقلوها المستشفي
شمس : بنتي
قالتها شمس ثم سقطت فاقدة الوعي بين أيدى زوجها الذي تضاعف قلقه علي زوجته و ابنته
نوفيلا "مُتيمٌ_بكِ_مُشرقتي"
الفصل الخامس 💙
في منزل تمارا
تمارا : سلييييييم
كانت في صدمة مما تراه أمامها هل جاء لمنزلها بعدما حدث منه من
أين جاءته الجرأة ليأتي و يمحي جهد كل تلك السنوات التى
قضتها في محاولة نسيانه ، كانت قد أعتادت علي عدم وجوده بحياتها
و لكن الآن لما ظهر مجدداً في طريقها ، خرجت من صدمتها علي
صوت صديقتها و جارتها شروق
شروق : سليم مين يا بنتى ده اسمه تميم و بعدين
انتى تعرفي الكائن اللزج ده منين و
قاطعها هذه المره سليم : حضرتك ده سوء تفاهم هو للأسف انا سليم مش
تميم و تميم يبقى اخويا التؤام و زى ما حضرتك لسه قايله من شويه
انه هو لون عيونه غير و فينا شوية اختلافات عن بعض عموماً انا جاي اتكلم مع تمارا في موضوع لو تسمح
شروق : حضرتي و لو تسمح و بتتكلم بهدوء لا يبقى انت كدا بتتكلم
صح ما هو كائن الغابات البارد ده بيحدف دبش بس و عمره ما اتكلم
بهدوء كدا بس انت ازاى اخوه
نظرت لها تمارا نظره ناريه ب أن تتوقف عن حديثها السخيف الآن
شروق : طيب انا هشوف چو شكله بينادي عليا
و بعد مغادرة شروق التفت تنظر له بحده و غضب و رددت بتهكم
تمارا : عايز ايه يا سليم و جاي ليه بعد السنين دى كلها في وجع
جديد نسيته و جاي تضيفه علي أوجاعي
سليم : صدقينى انا مش فاهم انتى بتتكلمى علي ايه ، انا اخر مره
شوفتك كانت كل حاجة كويسة و جيت اودعك قبل اما اسافر مع والدي
عشان علاجه يمكن انتى الوحيدة اللى كانت تعرف سبب السفر مكنش
حد يعرف سبب سفري الا انتى و تميم و انا و كنت بكلم مريم ديماً اسالها
عليكى هى في الاول كانت بتخبي عليا و تطمنى انها بتشوفك و بتكلمك بس بعدين لقيتها بتقولي انك اختفيتى من
يوم ما سافرت و لما جت تسأل عليكم في بيتكم البواب قالها انك
سبتوا الشقة و عزلتوا من فتره ، انا كنت هنزل ادور عليكى بنفسي
بس للأسف الظروف مساعدتنيش و مكنش ينفع اسيب ابويا و
هو تعبان لوحده في الغربة و انزل و تميم مكنش ينفع يسيب
الشركة و العيله و يجى حاولت اسال و بعت عُمر يسال عليكم بس
قالي إنك اختفيتى و محدش يعرف مكانك
تمارا : اممممم عُمر و دورت عليا و كل حاجة كويسة ، بجد لا حلوة
الحكاية دى يا ترا مألفها من مدة ولا لسه حالاً ، و يا ترا الرهان المره
دى هيبقى علي ايه ازاى هتقدر ترجعنى ليك بسهوله ما هو انا واحده
معندهاش كرامة بقا و الجائزة المره دى هتبقى ايه فيلا في الساحل
ولا عربية احدث موديل ، بجد مكنتش اعرف إني رخيصه اوى كدا
في نظرك و بتتراهن عليا و علي غبائى مع أصحابك و جاي تكمل لعبتك
دلوقتى بس للأسف انا سمعت كل لعبتك و قذارتك سمعتها و بصوتك
يعنى من الاخر مش هتعرف تلعب عليا تانى
كان يستمع لها بذهول و استنكار مما تقول لا يعي حرفاً مما تقول
سليم بإستنكار : انا مش فاهم انتى بتقولي ايه رهان ايه و فيلا ايه و عربية ايه انتى بتتهميني بإية مش فاهم فهميني براحة
تمارا بضحكة باهته : مش بقولك ممثل بارع ، وقت التفاهم انتهى خلاص يمكن لو كنت حبتني حتى و لو لثانيه كنت ع الاقل جيت و صارحتني لكن انت كنت بتمثل دورك كويس اوى لدرجة ان فيه انسانه غبية صدقتك
صاح بها مستنكراً و قد أتي علي صوته كلاً من شروق و يوسف من الداخل : قولتلك انا مش فاهم ايه اللى حصل ولا ايه اللى بتقوليه ده فاهمنى براحه و بلاش كلامك ده ، تنهيدة عميقه صدرت منه ثم استكمل ببطئ : تمارا ارجوكى انا محتاج افهم كل حاجة من الواضح ان فيه سوء تفاهم حصل او حد كدب عليكى ممكن نقعد و افهمك
تمارا بغيظ و عصبيه : للأسف مش مرحب بيك هنا في بيت الراجل اللى خلفت بوعدك معاه و غدرت ببنته ، و انا كمان مش مضطرة أصدقك و ياريت تتفضل من هنا كفاية اوى اللى عملته
سليم : تمارا ارجوكى افهمى انااا
قاطعه هذه المره رنة هاتفه وجه نظره تجاهه وجد المتصل ابيه تملكه القلق و لكن ضغط علي زر الاجابه مردداً
سليم : ايوه يا والدي ......... إيه مريييييم ...... مستشفي ايه ..... حاضر حاضر جاى مسافة الطريق
كانت تحاول تهدئة صديقتها عندما أتاه اتصال و لكن وصل لها صوته العالى حينما ردد ب إسم صديقتها الأخرى الغاليه فهى علي الرغم من معرفتها لها منذ فترة قصيرة و لكن مريم اتخذت لها مكاناً خاصاً بقلبها لإقتراب أعمارهم و تشابه افكارهم المجنونه كما انها شديدة التعلق بأصدقائها خرجت من افكارها عندما وجدته يغادر مسرعاً فنادت عليه مسرعة
شروق : لو سمحت استني هى مريم مالها طمني عليها
سليم : عملت حادثه و نقلوها المستشفى انا اسف لحضرتك بس انا لازم امشي
شروق : طيب هاتي اسم المستشفي لو سمحت عشان اجى اطمن عليها
أملاها عنوان المشفي و غادر مسرعاً فهو ليس بحاله تسمح لها بالنقاش ولا التفكير في اي شئ فهى ليست اخته فقط و لكنها إبنته الصغيرة يخشي عليها من أقل خدش أستقل سيارته و قاداها مسرعاً بعدما أجرى اتصالاً ب إخيه حتي يلحق به في المشفي التى نُقلت به أميرتهم الصغيره
..................
أما علي الجانب الاخر فكانت شروق تُعاتب تمارا علي برودها
شروق : انتى باردة يا بت بيقولك اخته عملت حادثه و انتى ايه مفيش خالص
تمارا : شروق بقولك ايه انا فيا اللى مكفينى و بعدين تلاقيها تمثيلية عملها عشان يهرب كالعادة ايه الجديد
شروق : بصي هو انا حقيقى معرفش انتوا بينكم ايه انتوا الاتنين يخليكى مش طايقاه اوى كدا بس بالعقل كدا هو التلفون جاله و احنا واقفين و كمان هيمثل ليه يعنى في تعب اخته
تمارا : بصى مش عارفه بقا و بعدين انتى تعرفي مريم منين اصلاً
شروق : هو ده وقته انا راحه البس و اقول لتيته و هروحلها هتيجى ؟!
تمارا : لا مش هينفع مش هعرف اجى
شروق : براحتك يا تمارا انا هروح اقول لزوزو و اروح اشوفها
و غادرت شروق متجه لشقة جدتها طالبة الأذن منها ان تذهب لزيارة صديقتها فقد تملكها القلق عليها وافقت جدتها بعد عدة محاولات بشرط عدم تأخرها
...............
في المستشفي
كانت ترقد مريم علي السرير و بجانبها تجلس والدتها اما والدها يجلس على مقعد في جانب الغرفة ينظر علي زوجته الحنونة و هى تعاتب ابنتها على اهمالها و إصرارها لعدم وجود سائق معها و مريم تحاول جاهدة ان تُطمئن والدتها انه مجرد كسر في قدمها و اصابه طفيفة في وجهها عندما دخل تميم و بعده سليم من باب الغرفة و الذُعر و القلق يظهران بشكل أكثر وضوحاً على وجوههم
تميم : مريم انتى كويسه ايه اللى حصل
جري سليم ب أتجاهها يتفقدها ثم يطالع التقرير الخاص بحالتها و هو يسألها بقلق
سليم : مالك يا أميرتي حاسة ب ايه
مريم : يا أبية انا كويسة و الله تمام و بعدين يا سليم هحس ب ايه يعنى ما انا متدشدش قدامك اهوه
سليم : بطلي لماضة لمضة عشان ما ارزعكيش حقنة تجيب اجلك الوقتى و اخلص منك و ارتاح ده انا لما بابا كلمنى الواحد فرح و قولت خلاص هنخلص منك
مريم : كدا يا سليم ربنا يسامحك هاه
تميم : اه فرح اوى يا بنتى ده كان بيكلمنى و هو بيعيط و يقولي الحق يا تميم مريم عملت حادثة و حالتها خطيرة فزعنى ادعي عليه ب ايه ده انا لولا ان كنت قريب من هنا و جيت بسرعة كنت هعمل حادثة بسببه
سليم : الله يا عم مش اختى و خايف عليها و بعدين مريومة دى روحى روحى روحى دى أميرتي الصغيورة و مقدرش علي زعلها ولا اقدر اشوف فيها خدش صغير
مريم : ربنا يحفظك ليا يا سليم انتى و ابيه تميم و بابا و ماما انتوا كل حاجة ليا في حياتى
تميم : قوليلى يا مريم ايه اللى حصل بالظبط
مريم : مش عارفه و الله يا ابيه انا كل اللى فكراه ان روحت الكلية الصبح و كانت كل حاجة كويسة و العربية مفهاش مشاكل لما خلصت محاضراتى ركبت العربية عشان اروح و انا في الطريق شوفت ولد صغير بيعدي الطريق و قعدت اضغط علي الفرامل كتير اوى بس مش بتشتغل بعدين حاولت ابعد بالعربية بعيد عن الطفل الصغير و محستش بحاجة بعدها غير و انا هنا في المستشفي
كان تميم يستمع لها و هو يستشيط غضباً فهو قد عرف من فعلها ، و من غيره و لكنه توعده بالهلاك القريب فقد تعدي كل الخطوط الحمراء عندما فكر بالاقتراب من اخته هو كان يُأجل انتقامه منه و لكن حان وقت الانتقام
لذا ضغط علي ازار هاتفه لأجراء اتصال ب أحدهم
مردداً : نفذ
كلمة واحدة فقط رددها و لكنها تُوحي بهلاك احد الأشخاص لتجرأة علي إيذاء أحد ابناء الشامى
أما علي الجانب الاخر
شمس برضا : الحمد لله يا حبيبتى انها جات علي أد كدا و ربنا حفظك و حماكى ليا
أحمد : متتكلميش انتى يا شمس بالله عليكى ده انا لسه بقولها البنت عملت حادثة و نقلوها المستشفى و دى راحت وقعت منى و قعدت ساعة أفوقها
تميم : يلا يا روما اهوه عرفتي قيمتك عندنا اهوه
في الخارج امام البوابه الرئيسية للمشفي
ترجلت شروق للداخل و بجانبها تمارا و يوسف نظرت لها شروق نظرة ساخره ثم أخذت تقلدها
شروق ساخرة : أنا انا مستحيل اجى ما هو مينفعش اجى بصي فكك منى ، ده انتى اللى يشوفك و انتى بتتكلمى ميشوفكيش لما طلعت و قولتيلى يلا يا شروق انا جايه معاكى
تمارا : بت انتى بقولك ايه كلمة كمان و هلف وشي و ارجع تانى انا اصلاً بتلكك و بعدين انا جيت عشان مريم كانت في يوم صديقة ليا و بعتبرها اخت لكن غير كدا ما فيش و بعدين احترمى فرق السن اللي بينا حتى
شروق : فرق سن مين يا ماما هما ٣ سنين عُمي
تمارا : مشي يا شروق اخلصى اسالى ع رقم الاوضة خلينا نشوف البت العيانه و نروح
شروق : طيب يا اختى متزقيش
أتجهت شروق للأستقبال و سألت الموظفة الموجودة بها عن غرفة مريم و لكنها لا تتذكر غير الاسم الاول لها فقط فقاطعتها تمارا عندما قامت بإعلام الموظفة ب إسمها ثلاثي ثم أخبرتهم بمكان الغرفة و استفسرت منها شروق عن حالة صديقتها فأخبرتها انه مجرد كسر في القدم و خدوش متفرقة في الوجه ، فصعدوا متجهين لغرفتها حتى وصلوا ف أقتحمت شروق الغرفة مرددة بدراما
شروق : مريومة قلبي و البلاد المجاورة مالك يا بت مين اللى شلفطك كدا ، هو اكيد اخوكى كائن الغابات البارد الغبي انا بقول تبلغي البوليس عليه و نخلص
كانت تتحدث دون ان ترى من يجلس هناك في زوايه من الغرفة بجوار والده و أخيه ، فهى لم ترى غير والدتها التى تجلس بجانبها ، فحاولت مريم ان تنبهها لوجوده
مريم : احم شروق حبيبتى هو اا
شروق : مالك يا بت مش عارفه بتخافى منه علي ايه ده انا ممكن اعطيله بوكس اطيرة اه ما انا بلعب كارتيه و انتى عارفنى جيمس بوند في نفسي بس انا بس عامله حساب انه اخوكى مش اكتر
ردت مريم و هى تنظر ب إتجاه تميم : يا أختييييي الله يرحمك يا شيرى هتوحشينى و الله اخليهم يحجزولك سرير جنبي بقا
نظرت لها شروق ب أعين تتسع من الصدمة
شروق : لا متقوليش هو هنا
امأت لها مريم برأسها بنعم فألتفت شروق ببطء تجاهه ، فوجدته يتابعها ب أعين مشتعله تكاد تقتلها أما سليم فلم يستطع ان يتحكم بضحكته اكثر من ذلك لذا سقط علي الارض ضاحكاً بكل صوته علي مظهرها هى و أخيه المشتعل بجانبه
سليم : مش معقول يا الله علي الضحك ده انتى مش معقولة
نظرت شروق ب إتجاهه بإحراج و خجل يرتسم ببراعه علي وجهها
شروق : سوري مكنتش اعرف ان حد تانى موجود في الاوضة
تميم بعصبية : ايوه يعنى هو الكلام كله عادى جداً و مفهوش غلط و الغلط علينا احنا اللى موجودين يعنى لو مش موجودين كنتى هتكملى عادى و بعدين هو محدش علمك في بيتكم انه غلط و عيب تسئ لحد و هو مش موجود او تغلطى فيه بوجودة ولا هما كانوا مشغولين و نسوا ان عندهم بنت محتاجة تتربي
سهام من الوجع و الحزن و ذكريات من الماضي ألقاها تميم بقلب تلك المسكينة دون ان يعي تأثير مثل تلك الكلمات عليها
شروق و قد تجمعت الدموع في عيناها : انا مكنش قَصدى حاجة انا كنت بحاول أخفف عن مريم بس مش اكتر و اسفه لو وجودى ازعج حضرتك
ردت شمس هذه المره محاوله التخفيف من حدة الموقف قائلة : ابداً يا بنتى و الله ده حتى انا كان نفسي اشوفك من زمان دى مريم مش بتبطل كلام عنك
و عند تلك اللحظة دلفت تمارا التى كانت قد تأخرت في الدخول عندما رِن هاتفها برقم كريم مستفسراً عن حال إبنه و ما يفعله و بمجرد أن دلفت توجهت العيون نحوها و كانت الدهشة من نصيب مريم و والديها و سليم الذي لم يتوقع قدومها ولكن للحظة قبل ان تتحول دهشته لفرحة كبيرة
أما علي الجانب الاخر فكان تميم ينظر ب إتجاهها ببعض من الندم علي تسرعه و كلامه الذى جرحها فقد جرحته دموعها التى تجمعت في عيونها اللؤلؤية و ود لو ذهب و جفف دموعها معتذراً لها
قطعت تلك الأجواء مريم عندما رددت بدهشه
مريم : تمارا مش معقول
تمارا : الف سلامه عليكى يا مريم انا لما عرفت انك عملتى حادثه جيت مع شروق أطمن عليكى
مريم : ايه ده هو انتى تعرفي شروق منين و بعدين انتى اختفيتى فين يا بنتى ده سليم قلب عليكى الدنيا
تمارا : شروق جارتنا في شقتنا الجديدة و كمان صديقة و اخت غاليه اما بالنسبة لباقي السؤال
قالتها موجهه نظرها ب إتجاه سليم مستكملة : ما اظنش ان ده الوقت المناسب عشان نتناقش في حاجة زى كدا
وجهت شروق نظرها تجاه مريم مردده : مريم انا مضطرة امشي تيته في البيت لوحدها و انا اطمنت عليكى خلاص ولازم امشي دلوقتى الف سلامة عليكى هبقى اكلمك اطمن عليكى يلا يا تمارا
أومئت لها تمارا موافقة و اتجهوا للخارج بينما وجه احمد نظره قاتله معاتبه تجاه ابنه تميم قائلاً : انت غلط فيها يا تميم و مقدرتش انها كانت بتحاول تخفف عن اختك او حتى عملت اعتبار ليا و لوالدتك و اخواتك من امتى و انت أسلوبك كدا
بينما ردد سليم قائلاً : هو انت مش هتبطل الدبش اللى بتحدفه ده عملت ايه البنت عشان تجرحها بكلامك المتخلف ده
استكملت مريم معاتبه : حرام عليك يا أبيه دى شروق طيبة و متستاهلش الكلام اللى قولته ده و كمان اللى اعرفه ان والدها و والدتها توفوا من ٣ سنين و هى عايشه مع جدتها يعنى انتى جرحتها بكلامك و بالذات عن اَهلها
نظر تميم بإتجاه والدته علها تؤيده ولكنها وجهت نظرة معاتبه لها قائله : المره دى ملكش حق يا تميم انا ربيتك انك تُحترم اللى قدام و تقدر مشاعره و انت جيت علي البنت جامد مع انها كانت بتهزر مش اكتر وكمان غلط في أشخاص متوفين و ده كله ليه
تميم متهكماً : ايوه انتوا كلكم اتفقتوا عليا انا اللى غلطان و هى البريئة اللى ملهاش ذنب انا سايبلكم الاوضه و راجع شغلى اعملوا اللى انتوا عايزينه
تركهم و غادر مسرعاً ، نعم يعترف ان كلماته كانت خاطئة و لكنها المره الاولى التى يتسرع فيها هكذا بكلامه هو دائماً ما يتحكم بمشاعره و كلامه هو دائماً ما يفكر بعقله و لكن أمامها هى تذهب كل هذه اللامبالاه و التعقل التى اعتاد عليها ، كان يسير متجهاً لسيارته في الخارج و عندما كاد يستقل سيارته وجد ذلك الطفل الذي كان يتشبث بيد تمارا عندما دلفت للغرفة و قد فطن انه إبن اختها كما جاءته المعلومات وجده يقف يبكى ف أسرع ب إتجاههم وجدها تفترش الارض و انفها ينزف دماً و بجانبها تمارا تحاول إيفاقتها و لكنها لا تستجيب
هلع و خوف شديد تملك قلبه و صدمة تملكت عقله من هذا المشهد ف أسرع يحملها بين يديه عندما لم يجد منها أي إستجابه و أسرع عائداً للمشفى و وراءه تركض تمارا متشبثة بيوسف و الاثنان دموعهم لا تتوقف خوفاً عليها
.............................
في مخزن ما
كان يجلس فؤاد و أمامه خالد و معهم عادل اليد اليُمني ل فؤاد حينما قال فؤاد
فؤاد : انا كنت ناوي أحرق قلبه علي أخته و نخلص منها خالص بس حظها بقا انها جات علي مجرد أصابات بس هيروحوا مني فين بس البت طلعت مزة و خسارة في الموت بصراحة
خالد بعصبيه في محاولة منه لتمالك أعصابه : بس أحنا متفقناش علي كدا ممكن اعرف انت ازاى تعمل حاجة من غير ما تقولي عليها
فؤاد بنبرة شك : في ايه يا خالد باشا انت هترجع في إنتقامك ولا ايه ولا انت إيه حكايتك بالظبط لتكون البت عجباك ولا حاجة
خالد بثبات : بت مين اللى عجبانى يا متخلف يا غبي بس مش خالد الهاشمي اللى يستخب ورا ست و ينتقم منها دى مش اخلاقي و لا مبادئي ولا حتى رجوله خالص منك ولا انت ايه رايك و لعلمك البت دى لو كان حصلها حاجة كان تميم مش هيخليك عايش ولو ثانيه و مكنش هيسيب حق اخته فهمت
فؤاد : اممم وجهة نظر بردوا بس اهيه لسه عايشة
خالد : بس انا بغبائك فتحت الأنظار علينا و تميم اكيد اول واحد هيشك فيه هيكون انت فهدي اللعب شويه و خلينا بعيد عن الأنظار الكام يوم دول
فؤاد : خلي بالك انت بتغلط كتير و انا بعدي بس الصبر له حدود و بعدين انا مينفعش اختفى اليومين دول انا عندى شحنة جاية من برا ولازم استلمها بنفسي
خالد : خلاص سيبنى انا اتفقلك مع شركة حراسات تبع واحد معرفة اهو يكونوا معاك لان تميم مش هيسيبك في حالك اليومين دول
فؤاد بإرتباك و خوف حاول إخفائهم : مع انى مش خايف و تميم ده ميفرقش معايا في حاجة بس ماشى ابعتهم بس يكونوا علي ضمانتك مش عايز مخاطرة
خالد بثبات : لا متقلقش من النحية دى ، الشركة دى زى ما قولتلك تبع واحد معرفه و تعاملي كله كان مع نفس الشركة فعشان كدا علي ضمانتى
فؤاد : تمام اما نشوف اخرك يا تميم باشا .
