#ملاك_الأسد
بارت الثالث والرابع والخامس والسادس
بقلم اسراء الزغبي
خرج من مكتبه حاملا همس النائمة بسلام وعمق فى أحضانه فمر على تسنيم
أسد ببروده المعتاد: إياكى ثم إياكى أشوفك بتتعملى معاها كدا تانى دا أول تحذير ليكى
نهضت مصدومة من حديثه عن تلك الشمطاء الصغيرة
اقترب أسد من تسنيم ناظرا بعينيها مباشرة مما أربكها من هالته الجذابة والمخيفة بنفس الوقت
أسد: المرة دى تحذير. عشان مكنتيش تعرفى بس المرة الجاية فيها موتك وإنتى عارفة أنا أقدر أعمل إيه كله إلا هى فاهمة
عقدت الصدمة لسانها ولم تجب عليه
أسد بصياح: فااااااهمة
تسنيم بخوف: أيوة أيوة فاهمة حضرتك
ابتسم أسد بجانبية: شاطرة أتمنى تنفذى اللى فهمتيه بقى
ابتعد عنها فأدركت الآن أنها كانت تحبس أنفاسها
أسد بصرامة: مش
عايز إزعاج النهاردة أو بكرة كل الشغل توديه لشريف ولو حاجة ضرورى تستنينى أما أرجع كمان يومين
رحل أسد دون أن يبالى حتى بردها ولم يهتم فكل ما يريده بين يديه....
فى أحضانه تنام بأمان وكأنها تعلم أن من تحتضنه يفديها بروحه فقررت الاطمئنان وترك زمام الأمور له
بينما وقفت تسنيم وهى تغلى من الغضب: ماشى والله لأوريكى يا جربوعة بقى يزعقلى عشانك .... بس ليه مهتم بيها أوى كده؟!!!! ... لازم أعرف
خرج من الشركة وركب سيارته بالمقعد الخلفى آمرا السائق بالتحرك إلى القصر
أسد بهمس لتلك النائمة على أقدامه: مش عارف إيه الجديد فيكى يخلينى
أتشد ليكى بالطريقة المرعبة دى.... اللى تخلينى ممكن أقتل أى حد يقرب
منك أو يلمسك أو حتى يبصلك مجرد نظرة
مش عارف ليه بنجذبلك
وبعدين الإنجذاب بييجى ليه... إنتى لسة طفلة صغيرة
عشان البراءة ممكن إنتى عندك براءة بس معاها طفولة
وأى حد ينجذب لواحدة
بريئة بس عاقلة وكبيرة ومناسبة ليه مش طفلة بريئة
ولو قولنا متعلق بحاجة جديدة دخلت حياتى
فإنتى مش أول طفلة أشوفها أنا بنيت ملاجئ كتير وبزور أطفالهم كل مدة
ومحدش شدنى وشوفت أطفال لناس بشتغل معاهم بنفس براءتك منكرش
إنى كنت بحب أهزر معاهم بس كمان كنت بحس معاهم بأبوة إنما إنتى ....
أنا حتى مش قادر إنى أقولك أنا أبوكى أو أخوكى
لما شريف قالى إنى هكون أبوكى اترعبت من مجرد الفكرة دى... خوفت تعتبرينى فعلا كده .... واتخيلت إنى بسلمك لجوزك..
. صدقينى عمرى ما اترعبت قد ما اترعبت لما اتخيلت ده .... عشان كده أنا هعوضك عن
شعور الأب والأخ اللى مفتقداهم بس عمرى ما هسمح إنى أكون أبوكى أو
أخوكى فعليا
مش عارف ده عشق ولا تملك ولا مجرد إعجاب بس اللى أعرفه إنك أكيد هتغيرى حاجات كتير فى حياتى يا كل ما أملك
ثم لثم جبينها بلطف
ضمها إليه أكثر وأكثر عله يشعر بالأمان
________________________
فى مكان آخر بإحدى المنازل الفخمة ما
سمر: أوووف بقى
مازن بوقاحة وهو يتفحصها على الفراش: مالك بس يا جميل
سمر بزهق: إزاى لحد الآن مش حاسس بيا دا أنا مجنونة بيه ومستعدة أعمله كل اللى عايزه وبردو مش قابلنى فى حياته
مازن: معلش يا جميل سيبك منه وخليكى معايا أنا
قالها وهو يقترب منها مرة أخرى
سمر وهى تبعده: اللى بينا سد فراغ مش أكتر أنا أدفعلك وإنت تعمل اللى أنا عاوزاه غير كده متعشمش نفسك كتير
مازن بزهق: إيه لازمته الكلام ده يعنى
سمر: عشان حساك بدأت تنسى نفسك لأ فوق إنت من غيرى كان زمانك لسة مرمى فى المطاعم عمال تجرى على شغل من مطعم للتانى فمتنساش أصلك ولا تنسى أنا مين
مازن بتشفى وشماتة: وهو لما إنتى جامدة أوى كده ليه مش معبرك
سمر بغضب: ماااازن احترم نفسك أنا بعشقه ومش عايزاه ييجى غصب
مازن: أسد ضرغام ييجى غصب؟! ده إزاى ده إن شاء الله
سمر: عادى لو قولت لجدو إنى مش بنت هيبقى عايز حد يدارى الفضيحة وهيلاقى مين غير أسد يعنى
مازن: بس ده يموتك
سمر: جدى ميهمهوش غير الفلوس والسلطة والسمعة لكن الباقى لا ... يعنى مثلا هو عارف إنى مش بحضر ولا دروس ولا مدرسة
وبكلم رجالة كتير ودايما فى النايت كلاب وبيكتفى بتحذير بس ... يعنى برأيك ماجد بيه ميقدرش يمنعنى مثلا ... لا يقدر طبعا بس طالما محدش طلع كلمة وحشة على العيلة يبقى خلاص مش همه
مازن: طب ومعملتيش كده ليه
سمر: قولتلك بعشقه ومش عايزاه يتجوزنى غصب
لأ عايزاه يحبنى بس فعلا لو مجاش بمزاجه هجيبه غصب
ثم أردفت بوقاحة وهى تغمزه: مش كفاية كلام ولا إيه
مازن: طبعا يا قمر
لينغمسوا فيما حرمه الله
________________________________
فى قصر ضرغام
يدخل أسد القصر حاملا ملاكه ليقف الجميع مستغربين لهذه الطفلة والتى لا يروا فيها إلا ترابا فقط
سمية بقرف: مين دى ؟!
أسد ببرود بعد أن جلس على الأريكة
وعلى قدميه همس
أسد: دى ليها اسم وهو همس
سعيد: وبتعمل إيه هنا يا ابن صلاح
أسد: هتعيش معانا يا ... أخو صلاح
سامر بغضب وصوت مرتفع: يعنى إيه هتعيش معانا هى زريبة هنلم فيها بهايم المقرفة دى تطلعها بره مش ناقصين هبل على المسا
خرج الجد من غرفته على أثر الصوت العالى
ماجد بغضب: فيه إيه
سامر بحقد : شوف ابن الغالى بتاعك جايب واحدة من الشارع وعاي........
توقف عن الكلام وتراجع للخلف بخوف عندما وجد أسد يقوم فجأة حاملا همس
نظر له أسد باستهجان ثم صعد لأعلى لغرفته وهو يقول: أنا مش هتناقش
دلوقتى لسببين الأول إن ملاكى تعبانة وعايزة تنام وهتصحى على الصوت العالى والتانى إنى مش
هعيد كلامى مرتين فهستنى سمر وشريف أما ييجوا وبعدين نتناقش ومش عايز أى إزعاج ثم صعد ببرود وكأنه لم يفجر أى قنبلة بكلامه هذا
سمية بغضب: شايف يا عمى بيعمل إيه مهو من دلعك
ماجد بغضب وهو يضرب الأرض بعكازه: سمية احترمى نفسك إنتى
نسيتى أصلك ولا إيه وأسد ليه حساب معايا بس زى ما قال لما نتجمع كلنا
صعد لغرفته هو الآخر تاركا الثلاثى الحاقد يخططون
سمية: إيه إحنا هنسكت ولا إيه
سعيد: لأ طبعا نسكت إيه ده هو لوحده وواكل الفلوس علينا أمال أما يجيبلنا واحدة تكمل مسيرته لأ والواضح إنها من الشارع يعنى هيصرف عليها كتير
سامى: وحياتكوا لأخليه يجيلى راكع هو وكل اللى بيحبهم .. مهو لو ابنك
شريف يساعدنا ضده ... لكن ده غبى ٠٠٠٠٠ ما قولتلكم من الأول نعرفه إن جدى كاتب كل حاجة لأسد وهو أكيد هيساعدنا ..... دا حقنا
سعيد بارتباك: لا ..... انت وعدتنا مش هتقول لحد
سامر باستغراب: ليه يعنى
سمية: خلاص بقى يا سامر ...... وبعدين معلش يا حبيبى بكرة يعقل
ويعرف إن ملوش غيرنا وخلينا نستنى أما نشوف النقاش المهم أوى عن الشوارعية دى
____________________________________
فى الأعلى بغرفة أسد
وضعها برفق على سريره وقبل جبينها
أسد: معلش مضطرين نستحملهم... لولا إنى عارف إن مهما كان جدى قاسى إلا إنه شهم وبيحمى كل اللى تحت إيده حتى لو
عدوه كنت خدتك بعيد بس كان هيبقى بالى مشغول وخايف لسمية
وسعيد واولادهم يأذوكى بس متقلقيش إنتى هتبقى معايا فى كل لحظة ومش هسيبك أبدا
وغطاها جيدا ثم ابتعد عنها ليغير ملابسه فخلع الجاكت الخاص به
والذى امتلأت بعبقها الطفولى الرائع فاستنشقها دون كلل أو ملل وكأن العالم
يتوقف على ذلك وأثناء استكماله تغيير ملابسه لاحظ على قميصه قطرات دم
أسد باستغراب: إيه الدم ده أنا متعورتش من حاجة
ثم جاء بباله ملاكه فجرى
إليها برعب وهو خائف وانتشلها من فراشه متفحصا إياها حتى وجد جروح تملئها
يا الله إن الدماء من ركبتيها وساقيها ماذا حدث لها
أسد بحزن: آسف يا ملاكى إنى مأخدتش بالى من جرحك
وضعها على الفراش مرة أخرى وأحضر علبة الإسعافات وأثناء محاولته لتطهير الجرح ظهر الألم على معالم وجهها فاستيقظت وتثاءبت وهى تفرك عينيها بطفولية شديدة
كل ذلك تحت نظراته الحانية
همس وهى تنظر للغرفة بانبهار: الله... إحنا فين يا أثدى
أسد بفرحة لأنها مازلت مصرة على الاسم الذى لقبته به ولم تنساه : إحنا فى بيتى يا ملاكى واللى هو بقى بيتك دلوقتى
همس: بجد ... أنا هعيث هنا الله ... وهبقى زى الأميرات اللى بثوفهم على المحلات
أسد: أيوة يا حياتى وهتبقى أحسن كمان
ثم تذكر جرحها فأمسك يدها وهو يطهرها
همس وعينيها بدأت تمتلئ بالدموع: أثدى لأ بتوجع أوى وبيحرقنى
أسد بمواساة: بس بس يا حبيبتى إحنا خلصنا أهو .... بس خلاص شطورة
ثم قبل عينيها الباكيتين لتضحك بطفولة وهى تقول
همس بطفولة: أنا قوية ومكنتث خايفة إنت اللى كنت خايف
سحرته ضحكتها ودعا أن تظل دائما تضحك فهذا يكفيه
أسد بمرح غير معتاد : بتجبيها فيا يا مكارة على العموم ماشى ياستى هعديها .... المهم دلوقتى قوليلى اتعورتى من إيه؟!
بدأت همس تحكى له ما حدث معها ولم تنتبه لذلك الذى أصبحت عيونه حمراء بشده وحدقتيه اسودا بطريقة مخيفة ووجهه احمر وانتفخ كأنه سينفجر فاحتضنها بسرعة حتى لا تراه بهذه الحالة
أسد وهو يحاول كبت غضبه: خلاص يا ملاكى متخافيش أنا جنبك دايما .. قوليلى بقى تاكلى تحت ولا هنا ..... ملاكى إنتى سمعانى
أبعدها قليلا ليجدها نامت من جديد فابتسم عليها ثم أكمل تغيير ملابسه وعند إنتهائه وضعها كاملة فوقه فأصبح هو سريرها وهى غطاؤه ونام ولأول مرة والبسمة على وجهه وهو يشعر بحنان وأمان غريب بجانبها
مازن: ٢٥ سنة تخرج من كلية حقوق ذو ملامح جميلة هادئة متمكن فى مجاله وكان من الأوائل فى جامعته ولكنه لم يحظى بأى فرصة لفقره الشديد ولأنه تربى فى ملجأ وظل يعمل فى المطاعم حتى قابل سمر واضطر للإتجاه لهذه الطريقة حتى يعيش
#ملاك_الأسد
بارت 4
*********
استيقظ فجرا وأحس بثقل خفيف على صدره فنظر لهذا الثقل فوجد ملاكه نائمة بسلام وقد احمر وجهها بسبب آثار نومها وهى تحتضنه بيديها الصغيرتين وقد أحاطته بقدميها الصغيرتين حول خصره فكان مشهدا رائع بها دفء وحنان
لا يعلم لما لوهلة تخيلها تحمل أطفاله منتظرة إيه من العمل
ودعا خالقه أن يحقق مراده سرعان ما أزالك الفكرة من رأسه مستغفرا ربه
ظل يتأملها لمدة ليست قصيرة حتى أذان الفجر فحاول أن يتحرك بخفة دون أن يوقظها ولكنها استيقظت
ظلت تتثاءب وتفرك عينيها ثم نظرت ٱلى أسد فابتسمت بشدة
همس: ثباح الخير يا أثدى
أسد: صباح النور يا ملاكى .... يلا بقى بما إنك صحيتى فلازم ناخد شاور عشان نبقى حلوين
همس: يعنى إيه ثاور
أسد : يعنى تستحمى يا حبيبتى
همس بحماسة: الله فى هنا نافورة
أسد: نافورة ليه؟!
همس ببراءة: أنا كنت بثتحمى فيها
أسد بغيرة شديدة وبدأ يضغط على خصر همس دون قصد: بتقلعى هدومك وتستحمى إزاي أدام الناس
همس بتألم: آه إنت بتوجعنى
أسد بعدما انتبه لنفسه خفف قبضته وقبل جبهتها: آسف ... آسف يا حبيبتى ... أوعدك مش هيحصل تانى
همس ببراءة ولطف: مثامحاك خلاث وأنا مث هزعل منك أبدا ....... وأنا مث بقلع هدومى أنا بثتحمى بيهم
وأخيراً أخرج أنفاسه براحة
أسد: طب تعالى بقى تاخدى شاور وتغيرى هدومك عشان هتتفرجى عليا وأنا بصلى
همس: بجد .... يلا أنا عايزة أتعلم إزاى أثلى ..... بث هو .... يعنى ....
الأسد بحنان: مالك يا حبيبتى متخافيش أو تترددى أبدا وإنتى معايا
همس: أصل أنا أتكثف إنك تثوفنى بثتحمى وأغير هتومى
انفجر أسد ضاحكا على ملاكه وكلامها المضحك ولكنه شعر بالفخر بأنها تحافظ على نفسها حتى أمامه
سرعان ما تحول لحزن
فهو متأكد أن كلامها غير سليم لوحدتها وعدم تواصلها مع الأشخاص
أسد فى سره: طب مين هيساعدها أكيد مش رجالة بس برضوا مش عايز ستات يشوفوها ؟!؟!
المهم مصلحتها
أسد : خلاص يا ملاكى خليكى هنا وأنا هنزل هنادى على خدامة تساعدك
همس: ماثى
حملها واضعا إياها على الفراش وهبط لأسفل
بعد مدة جاء مع خادمة
حملها حتى وصل بها للمرحاض قبل جبهتها ثم تركها
أسد فى الهاتف: ها لقيتوه
الرجل: أيوة يا باشا حظنا إن كاميرات المبانى عرفت تجيبه وجيبنا الفيديو
أسد: تبعتلى الفيديو ... وتروقه كويس وبعدين لبسه قضية مش أقل من خمس سنين سجن
الرجل: حاضر يا باشا .... والفيديو ثوانى ويبقى معاك
أسد: تمام
أغلق الخط وبعد ثوانى وصل له الفيديو فرأى ملاكه تقذف من السيارة وكأنها لا تسوى شيئا
ضغط على يده بشده ثم مسح الفيديو
أسد لنفسه: دا جزاء أى حد يفكر يمس ملاكى بسوء
بعد مدة خرجت الخادمة
الخدامة: أسد بيه همس ملهاش هدوم جديدة تلبسها
أسد: أولا متنطقيش اسمها قولى الهانم الصغيرة
... ثانيا امسكى ده
وأعطاها قميصا أبيضا له فأخذته الخادمة وألبست همس
خرجت همس مرتدية القميص وما إن نظر لها أسد حتى انفجر فى الضحك حتى كادت أن تنقطع أنفاسه
يا الله سأجن منها بالتأكيد!!! هذا ما فكر به أسد وهو يراها كالخيمة البيضاء ذات رأس صغير بالمنتصف
قميصه قد تحول إلى جلباب عليها
جزء ليس بالصغير منه على الأرض فأصبحت قدماها غير ظاهرة كيديها التى يغطيها نصف الكم والباقى على الأرض مثل أخيه فى الأسفل
نظرت الخادمة ببلاهة وهيام لأسد بالرغم من أن عمرها ضعف عمره!! لكن من لا يتمنى نظرة من أسد؟!
وكأن الله حقق لها أمنيتها فنظر لها أسد ولكنها نظرة قاتلة ؟!
خرجت مسرعة بارتباك من غرفته
رفعت همس ذراعيها لأعلى ليحملها
حملها بحنان وهدوء
همس بخجل سحره: إنت جعان يا أثدى؟!
أسد متصنعا الغباء فهو يعلم بجوعها ويريدها أن تقولها صريحة ولا تخجل منه: لأ
نظرت له همس بصدمة ثم قالت
همس: لأ إنت جعان ومكلتث يلا عثان آكل .. قثدى تاك.... ثم قطع كلامها صوت معدتها العالى الذى يصرخ ويعنفها فهذا ليس وقت خجل
ضحك أسد وسط خجل همس ثم قال بلطف
أسد: تعالى يا حبيبتى هصلى علطول وهننزل تاكلى كتير واقعدى هنا شوفينى بصلى إزاي وأنا هعلى صوتى
وبعد انتهائه من الصلاة انطلق بها لأسفل
______________________________
فى مكان آخر
ارتدت سمر ملابسها واستعدت للخروج
سمر: سلام يا مازن وخد دول فلوس يكفوك شهر بحاله
مازن بقرف ليس منها فقط بل من نفسه أيضا: تمام
بس خلينى أوصلك بعربيتى كدا كدا أنا نازل أشترى حاجات
سمر بتهكم وشماتة: قصدك العربية اللى جبتهالك.. على العموم أوكى يلا
خرج مازن وسمر ونزلت بعيدا عن القصر حتى لا يراها أحد
أثناء عودة مازن لشقته وجد مجموعة من الشباب تجرى خلف فتاة ما
مازن وهو يترجل من سيارته: إيه اللى بيحصل هنا
ما إن رأته الفتاة حتى ارتمت فى أحضانه
أحس مازن بشعور غريب عليه فأصبح قلبه ينبض بشدة وبدون وعى منه قرب أنفه ليشم عطرها يا الله إنها رائحة الياسمين
بينما الحال لم يختلف عندها فبالرغم من خوفها إلا أنها أحست بأمان ودفء غريب معه
خرج كل منهم من سكرته على أيدى انتشلتها من أحضانه
نظر بغضب لهؤلاء الثلاثة فعرف على الفور أنهم سكارى
مازن بهدوء مفتعل: سيبوها
أحد الشباب: طب مهى تكفينا كلنا يا برنس
مازن بغضب وغيرة لا يعرف سببها: ماشى يا روح أمك
وفجأة أصبح هذا الشاب على الأرض ينزف الدماء من وجهه
خاف الآخران ففرا بسرعة وهما يحملان صديقهم فاقد الوعى
الفتاة: شكرا بجد مش عارفة من غيرك كان ممكن يحصل إيه
مازن بعصبية وهو يمسكها من ذراعيها: مهو مفيش واحدة محترمة بتخرج الفجر من بيتها وماشية كمان فى شوارع زبالة
الفتاة بدموع: أنا آسفة بس المفروض إن حضرتك متحكمش من غير متعرف حاجة وعلى العموم شكرا تانى
وكادت أن تذهب ولكن منعها مازن محاولا أن يهدأ: خلاص يا ستى أنا اللى آسف بس خلينى أوصلك مينفعش أسيبك تمشى كده
الفتاة وقد اقتنعت بكلامه: ماشى
مازن بابتسامة وفرحة لأنها وثقت به: تعالى يلا
فى السيارة
مازن: بالمناسبة اسمى مازن وإنتى
الفتاة: ياسمين
يا الله كنت متيقن أن اسمها كرائحتها الزكية
مازن: طب إنتى فين بيتك وإيه اللى خرجك بالليل كده
ياسمين: أنا كنت بجيب دوا لماما وبيتى فى ............
مازن : أوكى بس حاولى متخرجيش تانى بالليل كده
هزت ياسمين رأسها موافقة وهى تستغرب حالها فهى كانت دائما الفتاة المتمردة حتى ولو كانت على خطأ ما بها الآن خاضعة له؟!
________________________________
فى قصر ضرغام
هبطت همس للأسفل محمولة كالعادة فوجدت مائدة بها كل ما كانت تراه سواء على الأوراق أو فى المطاعم أو التلفاز بالرغم من أنها لم تذقه يوما أو تعرف اسمه ولكن شكلهم كان كاف لوصفهم
أسد للخادمات: جهزتوا كل أنواع الأكلات اللى قولت عليها
ردت إحداهما: أيوة يا بيه وعملنا عصير ولبن لهم... قصدى الهانم الصغيرة
فهى علمت من صديقتها ما حدث ألا تنادى الطفلة باسمها
أسد برضا: تمام روحوا إنتوا ناموا والوقت اللى ضاع منكوا فى التحضير بالليل خدوا قده أجازه بكرة واللى مصحاش هو اللى يشتغل
الخادمات بسعادة: حاضر يا بيه
برغم عصبيته وبروده إلا أنه حكيم وعادل كمن هم فى الخمسين من عمرهم
نظر أسد لهمس فابتسم بشدة على مظهرها
عينيها متسعتان ويكاد يخرج منها قلوب موجهة للمائدة وفاتحة فمها للغاية
أسد وهو يقبل وجنتها : يا ربى على الجمال ده عايز أكلك
همس ببراءة: ماثى كلنى بث ثيبلى الأكل ده ليا لوحدى
ضحك أسد بشدة وقال: يا حبيبتى كل حاجة ليكى لوحدك
ثم تنهد وأضاف فى سره: حتى أنا
جلس أسد مع همس وهو يطعمها حتى شبعت
ثم أخذها لأعلى ليناموا فغدا يوم شاق لهما
_______________________________
فى منطقة شعبية
مازن : فين بيتك؟!
ياسمين: اللى هناك ده
ياسمين: أيوة هنا ... سلام
مازن: سلام
وظل يراقبها وهى تبتعد حتى دخلت منزلها فتنهد وتحرك لمنزله
دخلت ياسمين منزلها
أمها وتدعى ثريا: مين اللى كنتى راكبة معاه يا ياسمين
ياسمين : دا مازن يا ماما .... وحكت كل ما حدث
ثريا: ما أنا قولتلك نستنى بكرة تجيبى الدوا مسمعتيش كلامى..... بس يا حبيبتى مكنش ينفع يوصلك لحد البيت لو حد شافك هيطلع كلام وحش
ومينفعش تركبى معاه أساسا
ياسمين: خلاص آسفة يا ماما والله مفكرت فى كده وبعدين خدى بقى الدوا يلا عشان قلبك ميوجعكيش
ثريا: حاضر يا حبيبتى
_____________________________
فى الطريق إلى منزله رن هاتفه
مازن: ألو
المتصل:..............
مازن بصراخ والدموع فى عينيه : إييييييه أنا جاى حالا
ثم أغلق الهاتف وهو يسرع بالسيارة ويصرخ بشدة والدموع تنهمر على وجنتيه ثم صرخ فجأة
مازن: لاااااااااااااااا
_______________________________
فى مكان ما
الشاب: إنتى غبية بتسرقيلى ملفات ملهمش لازمة أنا عايز ملفات مهمة
الفتاة: وأنا ذنبى إيه؟ وبعدين إنت نفسك مش عارف تجيبهم أنا هعرف
الشاب: تسنيييييم إنتى نسيتى أنا مين ولا إيه تشوفى الملفات المهمة بيخبيها فين أنا بدور فى كل حتة مش لاقى حاجة
تسنيم: خلاص هحاول مع إنه بقى مش بيطيقنى أكتر بعد الجربوعة الصغيرة دى
الشاب: أما نشوف البيه هيعمل إيه تانى
_____________________________
فى قصر ضرغام
بغرفة سعيد وسمية
سعيد: بقولك إيه يا سمية متكلمى مع سمر مينفعش اللى بتعمله ده.... دى لسة راجعة البيت من شوية
سمية: سيبها تعيش حياتها البنت فى ثانوية ومضغوطة الله
سعيد: والله ساعات بحس إنى فعلا مليش إلا شريف اللى هيبقى سندى وسامر اللى شكلنا هنضيعه
سمية: إنت بتفرق بين شريف وسامر ليه ..... الواد سامر بيصعب عليا
سعيد: وهو فين سامر ... ابنك لسة بره لحد الآن .... والله خايف يطلع كلام أبويا صح وأنا اللى غلط
سمية بخوف أن يذهب كل ما تفعله هدر: إنت هتنسى معاملة أبوك ليك ولا إيه فاكر أما كان بيحب صلاح أكتر منك وبيحققله كل اللى هو عاوزه مع إنك الكبير
سعيد وقد أعماه الحقد مرة أخرى: ودى حاجة تتنسى معاكى حق يا سمية
سمية بخبث: يبقى تعقل بقى ونفكر إزاى نخلص من المشاكل مع إنى قولتلك حلها كذا مرة
سعيد: وأنا قولت مستحيل أنفذ اللى فى دماغك ده على جثتى
سمية بسرها: مهو شكله فعلا فى الآخر هيبقى على جثتك
#ملاك_الأسد
البارت ٥
فى مكان ما حيث ملجأ تابع لعائلة ضرغام
يجرى بين الطرقات والدموع فى عينيه
دخل غرفة ما فوجد الطبيب واقف أمام هذا الجسد الهزيل وعلامات الأسف على وجهه
اقترب مازن منها وهو يبكى: ماما ... قالوا إنك عايزانى أنا جيت يا روحى
نظرت له المرأة بوهن فهى على حافة الموت: قوله يطلع يا مازن عايزة أتكلم معاك لوحدك
خرج الطبيب بعدما طلب ذلك
مازن وهو يحاول الابتسام: جرى إيه يا سوسو بتدلعى وعاملة نفسك عيانة ليه
سعاد بابتسامة وهى تتلمس وجهه: خلاص يا مازن أنا عمرى لغاية هنا وبس أنا ربيتك من أول لحظة جيت فيه هنا كنت إنت لسة بترضع وعيلتك ماتت بعد ما البيت ولع بيهم ووقتها ابنى كان مات
فخدتك واعتبرتك ابنى ورضعتك وفضلتك عن كل اللى كانوا فى الملجأ وإنت كنت نعم الابن ماعدا فى حاجة وحده بس
مازن: إيه يا ماما الكلام ده ارتاحى بس
سعاد: أنا هرتاح فعلا بس بعد ما أقولك اللى أنا عايزاه
ثم أضافت ببكاء: مكنتش أعرف إنى أم فاشلة كدة لدرجة إن ابنى يبقى زانى ويعيش من فلوس حرام
مازن وهو يحاول التكلم: ما ......
سعاد: اسمعنى للآخر يابنى إنت بقالك مدة متغير وبتغيب كتير فخليت حد من الميتم يراقبك وعرفت إنك على علاقة بسمر ويا ريته جواز لأ دا بالحرام ..
عارف نتيجة الحرام ده إيه يا مازن .... إن الدوا اللى بتجيبه ليا طلع مضروب وزودلى التعب وهو اللى بيموت فيا بالبطئ دلوقتى... أنا مش بعاتبك لأ أنا بشكرك لإنى مكنتش هقدر أعيش بعد اللى عرفته عنك ده .. ... بس لو عاوزنى أسامحك وأرضى عنك روح لأسد إنت رفضت كتير تروحله وتطلب منه المساعدة ودلوقتى أنا بترجاك تروحله وتخليه يسامحك ويحميك من ماجد واللى هيعمله فيك لو عرف وأسد فيه الخير هو اللى خد باله من الملجأ ده وبيوفرله كل حاجة وكان بيعتبرنى أمه التانية ومتأكدة إنه هيسامحك
مازن وهو يحتضنها بانهيار وبكاء شديد: حاضر هعمل كل اللى إنتى عاوزاه بس سامحينى ومتسبينيش إنتى اللى باقيالى ... ماشى .... ماما مش بتردى ليه
نظر لها مازن
وجدها صامتة فروحها قد ذهبت لخلاقها
ظل مازن يحتضنها وهو يبكى بشدة وكيف لا فهى من عوضته عن كل شيء
دخل الطبيب بعد سماع البكاء فعلم بموتها وأبعد مازن عنها وبدأ باتخاذ الإجراءات لدفنها وكل هذا ومازن صامت لا يشعر بأى شيء
_____________________________
فى قصر ضرغام
يستيقظ أسد على صوت الهاتف فيسرع بالإجابة حتى لا تستيقظ ملاكه ثم يزيحها من عليه ويضعها على الفراش بهدوء ويخرج للشرفة
أسد: ألو
المتصل: أستاذ أسد معايا
أسد: أيوة مين معايا
المتصل: أنا مدير الملجأ اللى حضرتك مسئول عنه
وحبيت أبلغ حضرتك إن مدام سعاد ماتت انهاردة وإحنا هنغسلها والدفنة كمان ساعتين
انصدم أسد بشدة فهو كان يحبها فقد عوضته قليلا عن حنان الأم
أسد بجمود: ساعة بالظبط وهكون هناك متدفنش إلا أما آجى
المتصل: حاضر يا فندم
أغلق أسد الهاتف ثم تنهد بحزن
شعر بأيدٍ صغيرة تشد على بنطاله ليخفض بصره فيجد ملاكه تنظر له ثم ترفع يديها ليحملها
ليتنهد وهو يزداد تعلقا بهذه الصغيرة
حملها بين يديه
ليتوقف نبضه وهو يشعر بشيء ناعم ورطب على خده ليجدها كرزتى ملاكه الممتلئتين تعانقان وجنته
ابتعدت عنه فبدأ قلبه بالنبض من جديد وابتلع ريقه بصعوبة وهو ينظر لها بشرود
همس : متزعلش يا أثدى
أسد وهو ينظر لها ببلاهة: هااا
همس: أنا ثوفتك زعلان وحزين فقولت أثالحك زى أحمد
أسد عاقدا حاجبيه والصغيرة تفتك به فكيف لها أن تنطق اسم أحد آخر غيره
أسد بغضب شديد وبدأ الضغط علي خصرها بيده: مين أحمد ده
همس ببراءة وتألم: دا ثاحبى كنت لما بزعل كان بيبوثنى من خدى بث هو بعد عنى وبقى بيثتغل فى مكان تانى
احمرت عيونه بشدة واسودت حدقتيه وهو يتخيل أحد يقبل ملاكه
أسد بصراخ وعصبية وهو يصيح بها: إزااااااى إزاااى تخلى حد يبوسك إيااااااكى حد يعمل كدة تانى إنتى فاهمة ..... فااااااهمممممة
قوست شفتيها لأسفل ثم انفجرت فى بكاء طفولى مرير وهى تدفعه بيديها وتحاول النزول
أسد بعدما تدارك نفسه وخاف بشدة من فكرة كونها أصبحت تهابه ولا تريده وعند هذا الحد وقد توقف قلبه
ليتلمس وجهها بلهفة وسرعة شديدة: بس بس بس يا حبيبتى أنا .... أنا آسف أرجوكى سامحينى مش قصدى والله .... ملاكى ... ملاكى بصيلى أنا .. أنا أسدك .... اوعى تخاف منى أرجوكى
سقطت دمعة من عينيه؟! نعم يبكى فهذه هى أول مرة يبكى بعد موت والديه
أقسم ألا تسقط دموعه أبدا ولكنها جعلته يخلف وعده وهو لم يقضى معها حتى يوم كامل
ظلت دموعه تتساقط وهو يتنفس بصعوبه وشيء واحد يجول فى خاطره( ملاكه تكرهه ..... ملاكه تبكى بسببه....... ملاكه ستتركه)
ليسقط أسد على الأرض وهى مازالت فى أحضانه تبكى
ليتظر لها بوهن ويهمس بخفوت شديد : ملاكى
فتنظر له وتتوقف عن البكاء وبقايا دموعها على وجنتها
ثم تحرك يدها الصغيرة لتزيل دموعه ويفعل هو المثل
اندفعت لأحضانه فحاوطها بذراعيه ضخام الحجم وشدد من احتضانها حتى كادت تنكسر عظامها
ولكنها لم تبالى فهى بأحضان أسدها وأمانها
الذى انكسر قلبها عندما رأته يبكى
همس بصوت متحشرج: خلاث أنا آثفة يا أثدى بث مث تعيط
أحس بالراحة لأنها لازالت تعتبره أمانه
أسد بحب وقد عاد لرشده وتماسكه : أنا اللى آسف يا ملاكى أوعدك هحاول أغير من نفسى ماشى يا قلبى
بالرغم أنها لم تفهم ما يقصد إلا أنها أرادت ابتسامة منه فقط فهزت رأسها له موافقة
فرح أسد بشدة ثم تذكر خبر موت سعاد فأبعد همس عنه وحملها لإعادتها للفراش مرة أخرى
أسد: حبيبتى خليكى هنا دلوقتى وأنا ورايا مشوار وراجع علطول
همس: لأ خدنى معاك أنا خايفة
كاد أن يوافق أسد لكنه تذكر وجود أطفال فى عمرها وأكبر منها بسنوات قليلة وقد تعتاد عليهم وهو لن يسمح بذلك أبدا
أسد محاولا الهدوء فأكثر شيء يكرهه فى حياته هو دموعها
أسد: مش هينفع يا حبيبتى ومتخافيش أنا مش هغيب عليكى
همس: خلاث ماثى بث مث تتأخر
أسد مقبلا وجنتها بقوة: ملاكى تؤمر وأنا أنفذ .... من عيونى يا حبيبتى مش هتأخر عليكى حاولى تنامى بس
همس: حاضر
ذهب لغرفة الملابس وغير ملابسه وقبلها على جبينها وخرج متجها للملجأ
___________________________
فى مكان آخر
الشاب: ها عرفتى تجيبى حاجة
تسنيم: لا لسة والمفروض هييجى بكرة بس هحاول تانى
الشاب: خلصى أنا محتاج ورق مهم مش صفقات بملاليم فاهمة
تسنيم بزهق : أوووووف حاضر حاضر
________________________
فى قصر ضرغام
شعرت بالملل فحاولت الوصول لمقبض باب الغرفة حتى تخرج وقد استطاعت بالفعل
أثناء سيرها فى الممر سمعت صوت سعال قوى من إحدى الغرف فاتجهت لها وفتحت الباب بصعوبة
عند دخولها وجدت رجل يسعل بشدة ووجهه أحمر يكاد يختنق فجرت ناحيته بسرعة
همس ببراءة: عمو إنت كويث
ماجد باختناق ويشير بعينيه ويديه لأحد الأدراج فتجرى للدرج وتخرج كل ما به وتعطيه له
أخذ أنبوبة التنفس الخاصة بالربو وظل يتنفس حتى عاد لون وجهه طبيعيا
همس : إنت كويث يا عمو
ماجد بصرامة محاولا عدم الضحك على شكلها المضحك بقميص أسد: عمو مين أنا عندى ٧٠ سنة يا بنت إنتى
همس بذهول وهى فاتحة فمها: هااااا هو إنت جمعت أعمار كل اللى هنا ليه أنا عايزة ثنك إنت بث
لم يستطع الجد تمالك فانفجر ضاحكا لأول مرة منذ ما يقارب الثلاثون عاما
أصبح جامدا قاسيا بعد وفاة حبيبته وزوجته فاطمة
حاول تمالك نفسه ولأول مرة ينظر لها بحنان
مس على شعرها قائلا: إنتى عارفة إنك بتفكرينى بواحدة غالية عليا
همس وبدأت تندمج معه: مين
ماجد: فاطمة
همس بثرثرة طفولية: مين فاطمة .... وتعرفها منين .... وبفكرك بيها ليه..... وهى حلوة ذيك كده.... وهى في.....
ماجد مقاطعا إياها: بس بس فى إيه براحة هقولك كل حاجة واحدة واحدة
ماجد: فاطمة دى مراتى الله يرحمها وجدة أسد كانت بنت عمى وأنا اللى ربيتها بالرغم من إنها كانت أصغر منى بتلات سنين بس ... بس كنت بعتبرها بنتى لغاية ما بدأنا نحب بعض واتجوزنا وخلفنا سعيد وصلاح بس ماتت بعدها بكام سنة وسابتنى لوحدى
همس ببراءة وهى تحرك يدها على كتفه د تواسيه وقد قوست شفتيها بحزن: خلاث متزعلث أنا هكون مكانها وهخلى بالى منك وهكون مراتك بث إنت اضحك بث
ماجد : هههههههههههههه وهو أنا أطول القمر ده يبقى مراتى ... المهم دلوقتى احكيلى إنتى مين وجيتى هنا إزاي
بدأت تحكى له كل شيء
____________________________
فى الملجأ
تم دفن سعاد وسط حزن الجميع
عندما استعد أسد للرحيل أسرع مازن له
مازن: حضرتك أستاذ أسد مش كدة
أسد: أيوة مين حضرتك؟
مازن: أنا مازن ابن سعاد اللى هى ربيته
نظر له أسد نظرة أربكته ولكنه تماسك فقد عزم على التغير والتكفير عن ذنوبه
مازن: ممكن نتكلم فى أى أوضة لوحدنا
بعد مدة ليست بالقصيرة
وفى إحدى الغرف
يقف أسد وهو يلهث بشدة من ذلك المجهود
بينما ذلك المسكين يئن بألم وينزف من جميع أنحاء جسده
أسد ببرود: دا عقاب ليك ..... ولعلمك سعاد قالتلى كل حاجة قبل ما تموت بكام يوم ... وده اللى خفف عقابك ... أنا كنت هقتلك بس هى اللى حلفتنى وأقنعتنى إن موتك مش هيحل حاجة
كل هذا وسط دهشة مازن
مازن بصدمة: يعنى كنت عارف
أسد: أيوة ومتفكرش إن ده عقابك بس لأ إنت اعمل حسابك إنك هتجوز سمر بس أما تكمل ٢١ سنة
مازن وقد خطر بباله ياسمين ..... لا يعلم لماذا فكر بها ولكنه كره أن يكون لأحد غيرها
مازن: بس ...
أسد: مفيش بس ... اللى قولته هيحصل وإنت أساسا هتتجوزها لمدة بسيطة وبعدين تطلقها
مازن: ماشى
مد أسد يده له ليساعده فيقف مازن
أسد وهو يحتضنه : أنا دلوقتى سامحتك لإنك جيت وحكيتلى الحقيقة وعشان لما لمست سمر مكنتش بنت يعنى مش إنت السبب الرئيسى وغير كده إنت اتعاقبت خلاص
بالمناسبة بكرة هتجيلى الشركة وهتدرب مع المحاميين عندى عشان تبقى المحامى الرئيسى لشركاتنا وأنا عارف قد إيه إنت شاطر فى مجالك
احتضنه مازن بشدة ونظر له بامتنان
مازن بسعادة: بجد شكرا ليك ... ماما كان عندها حق ... يا ريتنى كنت روحتلك من الأول
أسد: أنا دلوقتى أخوك يعنى احكيلى كل حاجة وامسك دى مفاتيح شقة قريبة من الشركة وتسيب شقة سمر وكل حاجة خاصة بيها وتقطع علاقتك بيها خالص
مازن: مقدرش أقبل الشقة
أسد: خدها وأبقى رجعها لما تلاقى مكان تانى تمام
مازن: بجد شكرا
أسد: يلا بقى ظبط أمورك وبكرة ألاقيك فى الشركة
ثم خرج أسد متجها إلى قصره
____________________________
قبل دخوله لغرفته سمع ضحكات من حجرة جده صدم بشدة هذه أول مرة يسمع ضحكات جده
دخل لغرفة الجد
ذهل وهو يجد ملاكه تجلس على قدم جده و يضحكان بشدة وهو يحيطها بيديه
قبض على يديه بشدة حتى نزفت وتكاد عروقه تخرج واحمرت عينيه بشدة تكاد تفتك بهما
أسد بصياح شديد ولأول مرة ينطق اسمها : همممممممممس
