رواية زوجة مغترب الفصل السابع عشر والثامن عشر نسمه مالك


 رواية زوجة مغترب 

الفصل السابع عشر والثامن عشر

بقلم نسمه مالك

البارت ال17..

..بحضن والدها..

مستكينه بأمان..يقبل جبهتها ويربط على ظهرها بحنان..

وبصوت مبحوح متأثر من شده فرحته تحدث..

عبد الخالق:الف مبروك يا حبيبه ابوكى..ربنا يكملك حملك على خير ويردلك جوزك سالم يابنتى..

شددت هى من احتضانه وتحدثت بحب شديد..

مريم:الله يبارك فيك يا بابا..

عبد الخالق:بقلق..طمنينى يا مريم..جوزك عامل ايه معاكى..اتعدل وعرف قيمتك ولا لسه زى ما هو..

اخذت نفس عميق وتنهدت بالم حارق وهمست بصعوبه محاوله التحكم بدموعها..

مريم:اطمن يا بابا..عرف قيمتى..صمتت قليلا واكملت بأسف..بس بعد ما اتغرب وبعد عنى انا وابنه..

عبد الخالق:بثقه..هيرجعلك..نظرت له مريم بلهفه اكمل هو بتاكيد..هيرجعلك يا مريم..تاكدى يا بنتى ان ما فيش راجل يفرط فى واحده باخلاقك وادبك يا اصيله..

مريم:بفخر..انا بنت الاصول يا ابو مريم..انا لو أصيله فدا يرجعلك انت وامى يا بابا..

رفعت راسها من حضنه ونظرت له بعيون تلتمع بالدمع واكملت..

عارف يا بابا لو كل الابهات زيك مكنش هيبقى فى بنت عايشه مقهوره ومكسور ومجبره على جوازه متبهدله فيها..

لأن للاسف معظم الناس بتيجى على بناتها حتى لو مش غلطانه علشان بس خايفين يشيلو لقب مطلقه..

اللقب دا عار بنسبلهم الا من رحم ربى.. قبلت يده بعمق واكملت..ربنا ميحرمناش منك ابدا يا حبيبى..

عبد الخالق:بأصرار وعزيمه..الله فى سماه محد يقدر يزعلك ولا يقهرك طول ما انا عايش يا بنت ابوكى..

مريم:بثقه..عارفه يا بابا ومتاكده انك انت واخواتى ونعمه الضهر والسند..ربنا يديمكم نعمه فى حياتى..

قبل جبهتها بحب شديد وتحدث بحنان..

عبد الخالق:ربنا يحميكى ويحفظك لينا يا حبيبه ابوكى..

نهى حديثه وجذب راسها على صدره ويده تربط على راسها بحنان..بل ووضع كف يده على جبهتها يتلو بعض الايات القرأنيه كعادته..

صمتو قليلا ومريم اكثر من مستمتعه بحضن والدها الدافئ..

قطعت هى الصمت وتحدثت بتوتر..

مريم:بابا هو المحل اللى تحت البيت دا يلزمك فى حاجه..

عبد الخالق:ههههههههههه لا ميلزمنيش..انا كنت هأجره ب5000ج فى الشهر..نظر لها بتمعن واكمل..انتى عيزاه..

مريم:بخجل..اممم بصراحه ايوه..بس هاخده ب500ج يا عبدو..

عبد الخالق:ههههههههه..500ج من 5000ج يا بلاش..لا وعبدو كمان ماشاء الله على الادب..

اعتدلت مريم بجلستها وتحدثت بجديه وتعقل..

مريم:اسمعنى بس يا والدى..انا وولادك هنحط ادينا فى ايد بعض ونعمل مشروع..ربطت على كتفه واكملت..وانت طبعا هتساعدنا يا ابو مريم يا جميل انت..

عبد الخالق:بتعقل..هى فكره حلوه..بس انتى دلوقتى حامل..وكمان هتكملى كليتك كده هيبقى تعب عليكى اوى يا بنتى..

مريم:بشقاوه..تعب ايه بس يا بابتى وانا فى وسطكم..

ابتسمت بتساع واكملت..

انا هشغل ولادك الاممير وهمسك الحسابات وبس..

عبد الخالق:هههههههههه انتى هتشغلى ولادى وابوهم وامهم كمان..

مريم:بعبوس..تقدر تنكر انى منوراكو وانى الجوهره بتاعتكم يا ابو مريومه..

عبد الخالق:لا يا حبيبه ابوكى مقدرش..بس قوليلى فى فكره فى دماغك لمشروع معين..

مريم:همخمخ واقولك المهم انك موافق..

عبد الخالق:موافق..اى حاجه نفسك فيها وانا فى مقدرتى اعملهالك عمرى ما اتاخر عليكى يا بنت ابوكى..

نظر لها ببتسامه محبه واكمل..عنيا ليكى يا مريومه..

دخلت جيهان حامله حفيدها وتحدثت بعبوس مصتنع..

جيهان:عيونك لمين يا عبدو..نظرت لابنتها بغيظ واكملت..

اه من لقى بنته نسى مراته..

ضحك عبد الخالق بعلو صوته وجذب يدها جبرها على الجلوس بجانبه وقبل وجنتيها وتحدث بحب..

عبد الخالق:مقدرش انساكى يا قلب عبدو..

جيهان:بخجل..اختشى يا عبدو البت قاعده..

هبت مريم واقفه وتحدثت بستعجال..

مريم:البت هتروح تحلل وتحجز عند الدكتور..

عبد الخالق:بخوف..هتروحى لوحدك؟!..هكلم حد من اخواتك يوديكى..

مريم:برجاء..بابا سبنى انا اروح..متقلقش عليا..صمتت قليلا واكملت بخجل..وكمان هروح الكوافير ادهم قالى اعمل شعرى واتصور وابعتله الصور..

جيهان:طيب امسكى تيمو وانا هلبس واجى معاكى..

مريم:خليكى انتى وتيمو هاخدكم معايا وانا رايحه للدكتور..

اتجهت لغرفتها واكملت..انا هلبس وانزل ومش هتأخر ان شاء الله..

القت لهم قبله بالهواء واختفت داخل غرفتها..

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

..عمياء..

ثقته بها..

شريفه..عفيفه هى زوجته الأصيله..

لم يهتز بحديث والدته المسموم..

حرك راسه بيأس من افعالها واقولها..

وتحدث بكل بهدوء..

ادهم:مراتى حامل منى يا ام اسامه..همت هى بمقاطعته بستهزاء كعادتها اكمل هو بعلو صوته..

مراتى اشرف من الشرف يا امى..اخذ نفس عميق يحاول تهدئه نفسه قليلا واكمل بوعيد..ولو قولتى كلمه كمان من كلامك المسموم دا اقسم بالله وشرف مراتى ما هتشوفى منى قرش واحد طول ما انا عايش..

شاديه:بغيظ..بتهددنى يا واد..لا ياننوس عين مراتك لتكون مفكر انى هخاف واكش..دا غصب عنك مش بمزاجك تبعتلى وتبعتلى كمان..شهقت بعنف واكملت..وانا كنت بخلفكم ليه ان شاء الله..صمتت قليلا واكملت بأمر..اسمع يا بتاع الشريفه اعمل حسابك تبعتلى الشهر دا فلوس بزياده عايزه اجيب حلق دهب..

جز على اسنانه بغيظ شديد واستغفر بسره عده مرات وتحدث بهدوء..

ادهم:حاضر..هبعتلك اللى انتى عيزاه طول ما انتى بعيده عن مراتى..

شاديه:بشهقه حاده..بعيده عن مين يا عمر..ليه هعضها ولا ايه..

ادهم:بغضب..اه بتعضى يا ماما..

اكمل بعلو صوته بغيظ شديد..بتعععععععععضى..

ولا نسيتى لما عضتيها..

شاديه:بستفزاز..ما انا هلبس واروحلها علشان اصلحها هى واهلها كمان اهو يا ابو زور؟؟؟..

اخذ نفس عميق يحاول تهدأه نفسه قليلا وتحدث بتفهم..

ادهم:من الاخر انتى عايزه ايه يا ماما..عايزه توصلى لايه اتكلمى على طول من غير حورات..

ابتسمت بنتصار وتحدثت بخبث..

شاديه:اختك..

ادهم:مالها هند؟!!..

شاديه:ترجع..اكملت بغضب..ما انا مش هفضل قاعده لوحدى كانى مقطوعه..

ادهم:بهدوء..طيب ما انتى عارفه ان اسامه جبلها عقد عمل فى مدرسه ومينفعش تنزل قبل سنه على الاقل. 

شاديه:بفرحه لوصولها لمرادها..خلاص عندى حل تانى..

صمتت قليلا واكملت ببرود مستفز..

هروح انا اعيش مع مراتك..

ادهم:بجنون..تروحى فين؟؟!!..صرخ بعلو صوته..انتى ليه مصره تخربى بيتى..قطعته هى بعنف..

شاديه:انت مالك يا واد طايح فيا كده وعمال تزعقلى..

نسيت نفسك ونسيت انى امك ولا ايه يا معدول..

ادهم:بغصه..افتكرى انتى اننا ولادك..هبطت دموعه بغزاره واكمل بمرار..افتكرى انتى انك السبب فى غربتى وبعدى عن مراتى وابنى..

شاديه:بستفزاز..ما تنشف يا واد..مالك خرع كده..وفيها ايه يا اخويا لما تتغرب..وهما اللى بيتغربو احسن منك..على الاقل بتقبض قرش حلو..يعنى فيده ليك وللغندور الشريفه بتاعتك..شهقت بعنف واكملت..وكسه على الرجاله اللى بتعيط على نسونها..لوه فمها اكثر من مره واكملت..دا انا كنت متجوزه رجل كنبه..يله الله يرحمه بقى..

يحاول التحكم باعصابه..سيفقد اعصابه عليها..لا عذرا سيفقد عقله من قسوه قلبها..

عاد الاستغفار مرات ومرات..يحدث نفسه انها بالاخير والدته..

طال الصمت قليلا فقطعته هى بكل ما تحمل من استفزاز وبرود قاتل..

كده بقى يبقى مافيش غير الحل اللى قولته لهند..

ادهم:بنفاذ صبر..اللى هو؟؟..

شاديه:بخجل مصتنع..انا هتجوز..

صدمه!؟..لحظه..اثنان..يحاول استيعاب ما قالته..

وبزهول مقارب للجنون همس..

ادهم:بعدم تصديق..تتأيه!!؟؟؟..

شاديه:ببرود..اتجووووز..ايه حرام ولا عيب..

ادهم:بزهول تام..تتجوزى ايه وانتى داخله على ال55سنه..

شاديه:بغيظ..بس اللى يشوفنى ميدنش 25سنه يا واد..

دا انا اصبى من مراتك يا نونوس..الله اكبر عليا..طوله العمر ليا..ضحكت بتشفى واكملت..وبعدين خلاص ريح نفسك انا لقيت العريس المناسب..

ادهم:بيأس..اعملى اللى انتى عيزاه..انا خلاص تعبت..بس بحلفك بالله شيلى مراتى من دماغك..نفخ بضيق واكمل..واقفلى بقى للباقه اللى انتى عملاها تخلص..

شاديه:لا متخفش مش هتخلص انا عامله باقه كبيره علشان اعرف اتكلم براحتى..علت صوتها واكملت بأمر..وقول للمحروس اخوك الكبير يرد عليا لما ارن عليه احسنلو..

ادهم:هقوله..حاجه تانى..

شاديه:بخبث..امممم..هشهلها..حاضر يا ادهم هشيل مراتك من دماغى..

وعلشان انت ابنى حبيبى هروحلها دلوقتى لحد بيت ابوها واصفى اى خلاف بنا..هم هو بالصراخ والاعتراض..لكنها نهت حديثها واغلقت بوجهه.. وهبت واقفه وبدأت ترتدى ثيابها بستعجال وتحدث نفسها بوعيد..

انا هعرف ازاى ارجع ولادى تحت طوعى من تانى..

صبرك عليا يا بنت جيهان يلى دخلتى علينا بالخراب..

..اما هو..يدور حول نفسه كالأسد الحبيس..

اسرع بالاتصال بزوجته ووضع الهاتف على اذنه ينتظر ردها بلهفه حتى اخيرا استمع لصوتها الحنون..

مريم:بعشق..ادهم..كنت لسه هرن عليك..

أدهم:حبيبه ادهم انتى كويسه..طمنينى عليكى..روحتى للدكتور ولا لسه..

مريم:لا لسه مروحتش للدكتور معادى معاه الساعه 10 بليل علشان انا رقم 86..صمتت قليلا واكملت بخجل..انا عملت تحليل بيظهر الحمل حصل يوم ايه والساعه كام..

انا حامل فى 33يوم يا ادهم..

ادهم:بفرحه عارمه..يعنى حامل من يوم ما سافرت..اغمض عينه بعنف وغضب شديد من كلمات والدته واكمل بتسائل..

اشمعنى عملتى التحليل دا يا مريم..معملتيش ليه زى تحليل تيام..

على علم هى بأفعال واقوال والدته..تفهمها..بل تحفظها جيدا..

قامت بعمل هذا التحليل لقطع اى ذره شك تزرعها حماتها بقلب زوجها..

مريم:بغصه..قلبى قالى اعمل التحليل دا..هو غالى شويه بس معلش فدى النونو..صمتت لواهله واكملت بتفهم..

 وراحه قلب ابو النونو..

ادهم:بعشق..انا قلبى معرفش الراحه غير بيكى ومعاكى انتى يا مريم..صمت قليلا واكمل بأحراج..امى رايحالك فى الطريق علشان تعتذرلك انتى واهلك..

فزع..رعب..هلع..تمكن من قلبها..لم ترى من هذه المرأه غير كل حقد وشر وكره شديد..

اذن زيارتها هذه لم تكن بشره خير اطلاقا..

اخذت نفس عميق وحاولت جعل صوتها طبيعى وهمست بكل هدوء رغم انتفاض قلبها..

مريم:تنورنا يا ادهم..

ادهم:بصرامه..مريم..مهما عملت او قالت بالله عليكى ما تزعلى نفسك..وانا بتأسفلك عن اى حاجه عملتها او هتعملها من دلوقتى..

مريم:بتعقل..اطمن يا ادهم..متقلقش..

بس انا هقفل دلوقتى علشان الحق اروح..

ادهم:انتى لسه مروحتيش..

مريم:مش انت قولتلى اروح الكوافير اعمل شعرى..

ادهم:ايوه صح..ابتسم بحب وهمس بشتياق..عملتى لون ايه..

مريم:بفرحه..لا معملتش صبغه..غلط فى اول الحمل..

بس عملت اصه جديده متأكده انها هتعجبك..

ادهم:بعبث..كلك عجبانى..صمت قليلا واكمل بصوت مبحوح..طيب عايز اشوفك..واعملى حسابك هنسهر مع بعض انهارده بليل..

مريم:بخجل..اكيد..خلى بالك انت من نفسك اهم حاجه..

ادهم:انتى اللى تخلى بالك من نفسك واول ما تروحى رنى عليا طمنينى وبوسيلى الواد تيمو..تنهد بشوقا جارف واكمل..ولما نتكلم فى السهره هبوسك انا بمعرفتى..

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

..بطمع..

تقف امام منزل والد مريم تتأمله بعيون حاقده..

وبخطوات بطيئه سارت للداخل تنظر حولها بنبهار..

وقفت امام باب شقتهم ورسمت ابتسامه مزيفه على وجهها وضغطت على الجرس بعنف..

ثوانى قليله وفتحت لها والده مريم التى تسمرت مكانها بتفاجئ وصدمه وتحدثت بزهول..

جيهان:انتى؟!!..ايه اللى جابك هنا يا ست انتى..

شاديه:بحزن مصتنع..اخس عليكى يا ام مريم..بقى دى مقبله تقبلى بيها ضيفه فى بيتك..

جيهان:بحده..من بعض ما عندكم يا محترمه..

اتى عبد الخالق من خلفها وتسمر ايضا بصدمه وتفاجئ من وجودها..

فاق من صدمته على صوت زوجته الغاضب..

ليكى عين تيجى هنا بعد اللى عملتيه يا ست انتى..

شاديه:ببكاء مصتنع..اهئ اهئ اهئ..دا انا جايه لحد بيتكم اتحقلكم واتاسفلكم تقومى تعملينى كده..مكنش العشم يا ام مريم..اهئ اهئ اهئ..نظرت لعبد الخالق واكملت بخبث..مش ديما تقول يا ابو مريم اللى يجى بيتك يجيب عليك الحق..

وانا جايه لحد بيتكم وبقولكم حقكم عليا كلكم..

جيهان:بغضب وغيظ..متشكرين..ولا تتحقلنا ولا نتحقلك واتكلى على الله من هنا..

نظر لها عبد الحالق بتمعن..

بدلته هى النظره بأخرى مصتنعه الانكسار..

عبد الخالق:بتعقل شديد..استنى يا ام مريم..

نظرت له جيهان بغضب فاكمل هو..جت لحد بيتنا يبقى تاخد واجبها بالاصول..تنهدت جيهان بضيق وتحدثت بهدوء..

جيهان:عندك حق يا ابو مريم..نظرت لشاديه..اتفضلى..

خطت للداخل امامهم تلوى فمها اكثر من مره وتحدث نفسها بستهزاء..

شاديه:ابو الغرابه وام الغرابه..

جلست على اقرب مقعد تنظر بأرجاء الشقه وتحدثت بتسائل..

امال فين مرات ابنى؟؟!!..

عبد الخالق:راحت مشوار وجايه فى الطريق..

شاديه:بستهزاء..مشوار..

طيب ربنا يرجعها بسلامه من المشوار.. هستناها بقى علشان اتحقلها هى كمان..نظرت لجيهان واكملت..

ايه يا ام مريم معندكوش كوبايه عصير ولا حتى بوق ميه ولا ايه..

جيهان:بجمود..لا ازاى..فى الحمد لله الخير كله..نهت جملتها واتجهت نحو المطبخ..

انتظرت شاديه حتى اختفت جيهان داخل المطبخ وهبت واقفه واقتربت من عبد الخالق بشده الذى لجمته الصدمه من شده قربها وهمست بميوعه..

شاديه:مهنش عليا زعلك يا عبدو..اتسعت عيناه بزهول فأكملت هى ببجاحه ووقاحه..ما تلمنى عن ولادى وعن بنتك وتتجوزنى يا عبدو؟؟!!..

غافله عن من تراهم وتستمع لهمسها بقلب يشتعل به نيران الغيره والغضب ايضا..



البارت ال18..

..ان لم تستحى ففعل ماشئت..

^^^^^^

بظهرها..

تستند على حائط المطبخ..

تلتقط انفاسها بصعوبه..

تحاول التحكم بدموعها التى اوشكت على النزول..

استعدت للخروج والهجوم على هذه الوقحه والفتك بها..

بعدما تعدت كل حدود الادب والحياء وجائت لمنزلها تطلب زوجها للزواج..

لكنها تراجعت بأخر لحظه..

تذكرت انها مريضه قلب وسكر..

لا تستطيع التغلب عليها رغم انها تصغرها بقرابه ال15عام..

هبطت دموعها بغزاره حين ادركت انها مقصره بشده بحقوق زوجها بسبب مرضها..

هو بعامه ال43.. لكن من يراه يقسم انه لم يكمل عامه ال30..

وهى منذ سنوات دائما متعبه..

تكتفى بعمل الطعام لهم وتغص بعدها بنوما عميق..

اذن..حقا له الزواج من اخرى..

اغمضت عيونها بعنف لتهبط دموعها بغزاره وبدات تشعر ببوادر دوار يهاجمها بشده..

لكنها تماسكت قدر استطاعتها..

وظلت بمكانها تستمع لحديثها بتمعن وتركيز..

شاديه:بميوعه..جرالك ايه يا عبدو اتلجمت ليه كده..

انتفض هو وتراجع سريعا للخلف مبتعدا عنها..

ابتسمت بخبث واكملت..انا قولت حاجه عيب ولا حرام..

عضت على شفاتيها بإيحاء واكملت بوقاحه..دا حقك..

الكل عارف ان مراتك صحتها على قدها..

يبقى حقك تتجوز واحده زى كده الله اكبر عليا..

غمزت له واكملت..صحتها حديد علشان تعدل مزاجك يا عبدو..

نهت حديثها ونظرت حولها كالص تتأكد من عدم وجود احد واقتربت منه مره أخرى التصقت به بشده ورفعت اصابع يدها وهمت بوضعهم على صدره..

لكن؟؟!!..

بلحظه..

لا عفوا بأقل من لحظه..

رفع كف يده وكتم به فمها بعنف جاذب رأسها لكتفه ظهرها مقابل صدره ويده الاخرى امسكت اصابع يدها وبكل ما يحمل من غضب..

 وغيظ واستحقار ايضا.. قام بكسرهم لدرجه صوت كسر عظامها وصلت لسمع زوجته جيدا..

القها بعنف واستدار هو بكل هدوء جلس على الاريكه..

 تاركها هى تنازع من دون صوت..

اختفى صوتها وكادت تلفظ انفاسها من شده الألم..

عيونها متسعه على الاخرهم ودموعها تهبط بغزاره لا اراديا..

تأن بالم حاد بصوتا مكتوم..

لا تستطيع حتى النطق بحرف واحد وكانها تناست الحروف..

ابتسم هو ببرود وتحدث بعلو صوته..

عبد الخالق:العصير يا ام مريم..

ام مريم؟!!..

اى ام مريم..

كانت منذ قليلا على وشك الاغماء من غيرتها وألم قلبها..

فقدت رونقها وعيونها اصبحت زابله للغايه..

اما الأن..اشرقت ملامح وجهها..

استعاده انفاسها..

توردت وجناتيها..ولمعت عيونها بفرحه جعلتها تبدو اكثر من رائعه..

بسرعه البرق غسلت وجهها وجففته جيدا وعدلت وضع حجابها وحملت كوبين من العصير واتجهت للخارج بخطوات واثقه..

شهقت بتفاجئ مصتنع حين وجدت شاديه تتلوى بجلستها وتبكى بنحيب بصوتا مكتوم..

اسرعت بوضع العصير من يدها واقتربت منها تتحدث بستغراب..

جيهان:مالك يا ام اسامه؟؟!.. بتعيطى ليه؟؟..

تناول عبد الخالق كوبا من العصير وشربه بستمتاع وتحدث بلامبالاه..

عبد الخالق:يا سلام..تسلم ايدك يا احلى ام مريم..

نظر لشاديه ببتسامه متشفيه واكمل..

حماه بنتك زعلانه على سفر ولادها وبتترجانى اكلمهم يرجعو..

نظر لها بتمعن نظره حارقه واكمل بنبره تهديد..

مش كده يا ام اسامه؟؟!!..

شده ألم يدها ونظرته الغاضبه المتوعده لها جعلتها بحاله من الهلع..

وبصعوبه همست من بين شهقاتها..

شاديه:امممممم ا اي ايوه..

جيهان:طيب اهدى..ليه بتتحركى جامد كده..

ومالك ماسكه ايدك ليه..

نظرت لزوجها واكملت بقلق مصتنع..

تعالى نوديها المستشفى ليجرالها حاجه يا عبدو..

عبد الخالق:بجمود..لا مش هيجرالها حاجه اطمنى..

نظر لشاديه واكمل بأمر..وهى هتقوم تمشى لوحدها دلوقتى قبل ما مريم تيجى وتشوفها بتعيط كده..

صمت قليلا واكمل بعلو صوته..

انا بنتى حامل جديد وملهاش النكد خااااااااالص..

امسكت جيهان كوب العصير تعطيه لها لكن عبد الخالق اسرع واخذه من يدها وتحدث بغضب عارم..

برررررره..نظر لها بتمعن واكمل بتهديد..

تفكرى بس تزعلى بنتى وانا اكسرلك رقبتك  المره الجايه..

صمت قليلا واكمل ببتسامه مصتنعه تحمل الكثير من الغضب..

من انهارده غلطتك فى اى حد يخصنى هكسرلك عضم من عضمك..على صوته..يله برررررره..

هبت واقفه وهرولت للخارج بخطوات راكضه وشهقاتها تتعالى..

^^^^^^^^^^^^^^^^^^

..الاصيله..

تسير بخطوات مسرعه نحو منزل والدها..

..بقلق..

بستعجال وبالكثير من الخوف..

تحدث نفسها..

مريم:سترك علينا يارب..

يارب عديها على خير علشان غربه الغلبان ابنها..

رفعت راسها للسماء ودعت من صميم قلبها..

ربنا يهديكى يا حماتى..

اخيرا وصلت..بخطى مسرعه خطت لداخل المنزل تمعن السمع جيدا لعلها  تستمع لصوت شجار..

تنفست براحه حين استمعت لصوت ضحك والدتها بقوه يشق سكون المكان..

فتحت باب الشقه وخطت للداخل  تبحث عنها بأرجاء الشقه وتحدثت بزهول..

هى فين؟؟!!..

نظرت لوالديها الذان يضحكان بقوه واكملت..

حماتى فين يا عبدو انت وجيجى؟؟!!..

جيهان:بصعوبه من بين ضحكاتها..

كانت هنا ومشيت قالت تدى ابوكى فرصه يفكر ويراجع نفسه ههههههههههه..

عبد الخالق:بخجل مصتنع..متكسفنيش بقى يا ام مريم هههههههه..

مريم:بعدم فهم:انتو مالكو فى ايه اسبكم شويه ارجع القيكم بتضحكو كده..نظرت لصغيرها واكملت..انت عملت ايه فى تيته وجدو يا تيمو؟!..همت بالحديث مره اخرى لكن صوت رنين هاتفها اوقفها..

ابتسمت بعشق حين لمحت اسم زوجها..

عادت النظر مره اخرى لوالديها وتحدث بستعجال..

ايه اللى حصل يا ماما..ادهم اكيد هيسالنى..

همت جيهان بالحكى فاوقفها عبد الخالق سريعا وتحدث بتعقل..

عبد الخالق:متخفيش يا مريومه..محصلش حاجه يا بنت ابوكى..

لو جوزك سألك قوليلو روحت ملقتهاش..

مريم:هى تسير الخارج بتجاه شقتها..ماما خلى تيمو معاكى على ما اغير هدومى وانزل اخده..

نهت جملتها وواضعت الهاتف على أذنها واكملت بلهفه واشتياق..

قلب مريم..

..انتظرت جيهان حتى اغلقت مريم باب الشقه خلفها ونظرت لزوحها بستفهام..

جيهان:انت ليه مقولتلهاش اللى حصل يا عبد الخالق..

افرض حماتها قالت لجوزها اكيد هيتخانق مع البت..

عبد الخالق:بتاكيد وثقه..مش هتقول لحد حاجه..

جيهان:ياسلام..وانت مين قالك انها مش هتقول لحد..

عبد الخالق:نوع حماه بنتك دا ميجيش غير بالعصايه..

هتتكتم وتقفل بوقها بعد ما كسرتلها ايدها..

مد يده جذبها داخل حضنه مقبلا رأسها واكمل..

واتاكدت انها لو غلطت تانى هكسرلها رقبتها كمان..

احتضنته جيهان بكل قوتها دافنه وجهها بصدره تبكى بنحيب وصوت شهقاتها تتعالى وهمست بغصه مريره..

جيهان:بس هى فعلا كلامها صح يا عبدو..

رفعت وجهها الغارق بدموع واكملت..انا صحتى على قدى ودايما تعبانه وانت من؟؟..قطع باقى حديثها بجوفه..

ملتقط شفاتيها بقبله عميقه عاشقه تبث كم عشقه وحبه الشديد لها..

ابتعد عنها بعد فتره ليست بقليله وتحدث من بين وابل قبلاته المتفرقه على كافه وجهها..

عبد الخالق:انتى وبس يا جيهان..انتى الاصيله بنت الاصول ست الستات ..قبل جانب شفاتيها واكمل..

ولا يملى قلبى وعينى غيرك انتى..

ابتسمت هى بفرحه عارمه من بين دموعها واندست مره اخرى داخل حضنه تتنقل بوجهها تقبل صدره وكتفه بعمق وعشقا جارف وتهمس من بين شهقاتها وقبلاتها ايضا..

جيهان:ربنا ما يحرمنى منك يا حبيب عمرى يا سيد الرجاله..

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

..واحشتينى..

همس بها بصوتا عاشق..

 يحمل الكثير والكثير من الشوق..

اغمض عينه ببطئ يستشعر رائحتها..

لمسه يدها..

قبلتها..لهنا وانقطعت انفاسه..

كم يحترق شوقا لها..

لحضنها..

تأوه بألم بصوتا عالى واكمل بعشق اشد من اعماق قلبه..

أدهم:واحشتينى يا مريم..

صمت قليلا واكمل بلهفه..

افتحى الكاميرا..

تنهدت هى بشتياق..

بحنين لكل شئ به..

لكل شئ منه..وخصتا لحنايا صدره..

وهمست بخجل..

مريم:ادهم مشتقالك..مشتقالك اوى..

دمعه حارقه هبطت من عينها مسحتها سريعا واكملت بمزاح..

استحمل بقى علشان هرمونات الحمل هتطلع عليك من اولها..

يستمع لها بقلبه..

بكيانه..

بكل وجدانه..

ومن بين كم المشاعر المختلطه بداخله همس..

أدهم:افتحى الكاميرا يا مريم..

والبسى البيجامه اللى بحبها💔..

مريم:بخجل..انا لسه مغيرتش هدومى..لسه طالعه من عند ماما..

اغمض عينه بعنف وهمس بقلق وخوف..

ادهم:امى عملت حاجه زعلتك؟..

مريم:لا مامتك مشيت على طول مقعدتش..

ادهم:بستغراب..ليه؟..حاجه حصلت يا مريم..

بالله عليكى اوعى تخبى عليا..

مريم:بنفى..لا والله يا ادهم ماما وبابا قالولى كده بس..

لو عايزنى اتصل بيها؟!..قطعها هو سريعا..

ادهم:لا متتصليش انا هبقى اكلمها وافهم منها فى ايه..

صمت قليلا وهمس بصوت مبحوح..

المهم..غيرتى هدومك..

مريم:بهمس..تؤ..لسه..

ادهم:طيب غيرى وانا معاكى..صمت لوهله واكمل بشتياق..

بس افتحى الكاميرا..عايز احس انى معاكى..

مريم:بخجل..وحشتك..

ادهم:اممممم..اوى..واحشتينى اوى يا مريم..اااااه هتجنن عليكى يا ام تيام..

مريم:بدلع..ايوه بقى والله بقى قولى الكلام اللى قربت انساه دا..ضحكت بعلو صوتها واكملت..وكتر منه اوى يا بشمهندس ادهم ميهمكش ههههههه..

ادهم:طيب ايه..

مريم:ايه؟..

ادهم:بانفاس مسروقه..يا بت افتحى الكام..هتجنن واشوف الاصه الجديده والبيجامه اللى بحبها واحشتنى..

مريم:بعبث:البيجامه بس اللى وحشتك؟!..

ادهم:بخبث..واللى تحت البيجامه كمان..

ضحكت هى برقه وهمست بخجل..

مريم:طيب غمض عينك..

ادهم:بحماس..اهو غمضت..

مريم:بفرحه عارمه..انا مبسوطه اوى اوى يا ادهم..

انت رجعت ادهم حبيبى بتاع زمان..

ادهم:بغصه..رجعت بعد ما اتغربت وبعدت عنك وعرفت قيمتك يا حبيبه ادهم..تنهد بندم وهمس برجاء..

اتفحى الكام يا مريم..مشتاق لكل حاجه فيكى..اكمل بتاكيد..وانا لسه مغمض عينى على فكره..

وضعت هى الهاتف امامها وظبطت وضعه وفتحت الكام وهبت واقفه ابدلت ثيابها سريعا وارتدت بيجامتها الستان المفضله لزوجها بلونها الابيض التى تظهر جمال منحانيتها بسخاء..تركت شعرها منسدلا على ظهرها ووقفت امام الهاتف وهمست..

مريم:ادهومى..فتح يا عيون مريم؟؟..

 اعتدل بجلسته..يتطلع بلهفه لشاشه هاتفه..

يتاملها بعيون تشتعل بالعشق والرغبه..

تدور حول نفسها..تتمايل بشعرها باغراء شديد وتتحدث بكل ما تملك من انوثه..

ها عجبتك اصه شعرى..

تأوه هو بقوه وهم بالرد..

لكن؟!..

رنين هاتفه قطع الاتصال بينهم..

اغمض عينه بغيظ حين راى المتصل..

والدته؟؟!!..

         الفصل التاسع عشر من هنا


لقراة باقي الفصول اضغط هنا


تعليقات



<>