أخر الاخبار

رواية عشق رحيم الفصل الثالث عشر والربع عشر بقلم ايمي نور


 روايةعشق رحيم

الفصل الثالث عشر والربع عشر

بقلم ايمي نور


انهارت فى حديثها مع والدتها فى الهاتف وهى تقص عليها ماحدث بينها بين رحيم لتسمع رد والدتها فى الطرف الاخر

= انتى اللى عملتى كده فى نفسك بجنانك فى حد يعمل اللى عملتيه ده . صرخت سارة بعصبية وهى تشهق ببكاءها

= يعني انا كنت اعرف انه ما هيصدق وياخد الموضوع كرامة ويروح يتجوز لا ومين البت دى بالذات اااه ياماما هموت .

حاولت والدتها تهدئتها تقول بهدوء

= خلاص يا سارة اللى حصل حصل وشطارتك بقى تحاولى ترجعيه ليكى ده رحيم كان روحه فيكى .

سارة بغيظ وهستريا

=الكلام ده كان زمان ياماما دلوقتي رحيم اتغير خالص ومبقاش طايق ليه كلمة وكله بسبب الفلاحة دى .

قالت والدتها بلؤم

=خلاص يبقى تخلصى منها ايه سارة انا برضه اللى هقولك .

وضعت سارة اناملها بين خصلات شعرها تشد عليها بغيظ تتحرك بتوتر ف ارجاء الغرفة

=انتى بتقولى فيها انا عملت معاها كل الحيل وكل مرة تفلت بنت ال......

تنهدت والدتها بحنق مما تحكيه ابنتها =خلاص يا سارة اهدى انا هحاول اجى كام يوم كده ازوك واعرف النظام عندك ايه وبعدين نبقى نشوف هنعمل ايه مع البت دى

= ماشى ياماما مستنياكى متتاخريش عليا انا هتجنن هنا .

بعد اغلاقها الهاتف مع والدتها جلست تبكى بحسرة على زوج تعلم انها اضاعته بغباءها ولكنها لن تستلم وتتركه لاخرى غيرها فحبه وحنانه حصرى لها هى فقط

************

مر اكثر من اسبوع على اصابتها بالاعياء لم يتركها رحيم لحظة واحدة ظل فيه يحيطها باهتمامه وحنانه يهتم بكل مايخص اكلها ومواعيد دوائها يقضى معها معظم اوقاته محاولا التسرية عنها احست فى تلك الفترة بمدى تقربها منه وسعادتها بذاك الوقت سعادة ارتسمت ع ملامحها لتزيده جمالا وفى الوقت الذى يتحرك فيه لمتابعة اعماله كانت تاتى اليها ندى مع طفلها ادم لتمضية الوقت معها وكم اسعدها هذا فهى احبت ادم كثيرا واصبح الوقت الذى تمضيه معه من اسعد اوقاتها ليراقب رحيم تعلقها الشديد به بابتسامة حنون ترتسم فوق وجهه كلما تحدتث عنه وهى اصبحت تفعل هذا كثيرا لتتحول الى ضحكة صاخبة عند طلبها في احدى المرات ان تاخذ ادم للمبيت معهم

ليهمس لها بخبث مرح

=اظن انك لو طلبتى من ندى طلبك ده هتخلى شكلى وحش اوي ادامها وانتى مايرضكيش كده ليا .

ليغمز لها متابعآ

= متنسيش اننا لسه عرسان

احمر وجهها بشدة عند ادراكها لمعنى كلماته ليزداد اقترابا منها هامسا بصوت اجش

=اهى فراولة خدودك دى كل ماتظهر بتخلينى عاوز اكلك .

اشتعلت وجنتيها اكثر من شدة خجلها فلم يستطيع مقاومة ان يميل فوق وجنتيها ممرا شفتيه فوقهم برقة وحنان ليذوب قلبها من اثر لمسته

يا الهى كم تشتاقه تشتاق لوجوده لصوته للنوم بين احضانه فهى منذ سفره الى القاهرة منذ يومين ولم يغمض لها جفن فقد اعتادت النوم بين ذراعيه طوال الاسبوع الماضى فهو لم يتركها ليوم واحد ليثير هذا تعجبها خاصا انه قد قال انه سوف يقسم لياليه بينها وبين سارة ولكنها ارجعت ذلك الى مرضها واحتياجها للرعاية ولكن ما اثار قلقها ردة فعل سارة على ذلك لتجدها لم تحاول اثارتها بكلامها المسموم كعادتها

افاقت من شرودها على ندى وهى تجلس بحوارها فوق احدى المقاعد الموجودة فى حديقة القصر والتى اصبحت تقضى فيها معظم اوقاتها

اخذت ندى تتافف بضيق لتسالها حور بدهشة

=مالك ياندى فى حاجة وفين ادم مش معاكى ليه ؟؟

ندى وهى مازالت ع ضيقها

=ادم نام وماما وداد اخدته معاها فى اوضتها

التفت حور اليها تسالها بقلق

=طيب ايه اللى مضايقك كده فى حاجة حصلت من سارة ؟؟

ندى بغيظ

=هى مش سارة هى مامت سارة .

قطبت حور جبينها بعدم فهم

=مش فاهمة قاصدك

تنهدت ندى تسند على زراع مقعدها واضعة وجنتيها تحت خدها بحنق

=مامت سارة هتشرفنا النهاردة كلها ساعة وتوصل .

حور بانتباه وقد انتقل لها قلقها

=طب انتى مضايقة ليه

التفت اليها ندى تقول بغيظ

=اصلها مش بيعجبها العجب وطول ماهى شيفانى تفضل تعلق على اى حاجة فيا ولازم طبعا كلامها يكون ادام حمزة وبتخلى شكلى وحش اووى ادامه .

حور بهمس

=سبحان الله طالعة لبنتها

لم تنتبه ندى لهمس حور لتقول

= ياريت بس مطولش فى الزيارة ومتعملش مشكلة زاى عادتها كل مرة .

همست حور بقلق

=لا متقلقيش دى اكيد قصدانى انا بالزيارة المرة دى .

********************** ********

جلست بثينة الشرقاوى تتأمل حور بتعالى واستكبار ترمقها من حين الى اخر بنظرات نارية تخبئ ورائها الكثير لم تتحدث سوى كلمات قليلة تجلس بجوارها ابنتها مقتضبة الملامح عابسة الحاجبين صامتة هى الاخرى بتكبر كما لو كانا ملكة واميرتها وهم من رعياهم

رفعت بثينة انظارها عن حور لتوجها الى ندى التى تجلس بارتباك وقلق لتقول بلطف زائف

=عاملة ايه يا ندى ياحبيبتى وزاى ادم.

ندى بارتباك

=الحمد لله يا طنط كلنا بخير .

بثينة بنفس طريقتها الملتوية في الحديث

= كويس ياحبيتى انكم بخير .

لتصمت قليلا ممررة نظراتها فوق ندى لتقول بلؤم خبيث

=بس مش شايفة انك تخنتى اووى عن اخر مرة شوفتك فيها لازم تخدى بالك من نفسك شوية احسن اكيد مضايق حمزة .

صدمت حور من جراءة تلك المراة وكلماتها الجارحة لتنظر الى ندى باشفاق التى احمرت وجنتيها من شدة احراجها لترد بكلمات متلعثمة

=اااابدااا....يا طنط....انا زى ما انامتغيرتش

بثينة وهى تنظر الى سارة ضاحكة بسخرية

=يمكن مع انى مش شايفة كده ابدا .

لتبادلها سارة ضحكتها الساخرة مما جعلت حور تتمنى صفع تلك المراتين على حقارتهم وقلة مراعتهم لشعور الاخرين لكنها فوجئت بالحاجة وداد تقول رد ع سخريتهم بحزم وشدة

= مش مهم اللى شيفاه يا بثينة المهم اللى احنا شايفينه وجوزها شايفه واللى هو اكيد ان ندى زى ماهى قمر وهتفضل قمر عيلة الشرقاوى ،،

ابتسمت ندى بائتمان لحماتها تشكرها بعنينها لدفاعها عنها لتهب سارة فى محاولة منها لتلطيف الاجواء بعد كلمات حماتها الغاضبة تقول بضحكة لطيفة مصتنعة

=انتى عارفة يا ندى ماما متقصدش وانها بتحب الهزار معاكى

لتأمن بثينة ع كلامها تقول باسف زائف وقد احست انها قد زادت من سخريتها

=طبعا دى ندى زى سارة عندى بالظبط دى من عيلة الشرقاوى مش اى واحدة مانعرفش ليها اصل من فصل

فهمت حور من المقصود بكلماتها تلك ليحمر وجهها غضبا من اهانتها المبطنة اليها لتهب للرد عليها لتوقفها الحاجة وداد قائلة بعنف

=بثينة ملوش لازمة كلامك ده ولادى متجوزين اجمل البنات من احسن العائلات .

بثينة بلؤم

= فيه ايه يا وداد طبعا بناتنا بنات اصول وانا مقصدتش غير كده

نظرت اليها الحاجة وداد نظرات نارية تحذرها بها من استرسالها فى حديثها الفارغ لتخفض بثينة انظارها امامها تحاول تجاوز الحديث بسؤال سارة عن احوالها ومحاولة تمرير الوقت بينما حور ادراكت من الذى حدث امامها منذ قليل ان زيارة والدة سارة لن تمر ع خير ابدا بالنسبة لها على الاقل .

★***********★******** ★************★


استمرت الجلسة يسودها جو من التوتر والانزعاج بعد حديث بثينة المسموم فهى لم تترك اى فرصة لمضايقة حور وندى خاصه بعد خروج الحاجة وداد للاشراف على العشاء لتزداد فى اهانتها المبطنة التى تشجعها عليها سارة بابتسامتها الساخرة حتى سمع صوت سيارة بالخارج لتهب ندى مسرعة ناحية النافذة تنزر من خلالها تهتف بسعادة تصفق بيديها بفرحة

= حمزة ورحيم وصلوا .

ثم اسرعت خارجة من الغرفة لملاقة زوجها بخطوات سريعة فرحة تمنت حور وقتها لو كان باستطاعتها هى الاخرى فعلها فهى تشتاق اليه بجنون لاتكاد تصبر على رؤيته من جديد .

نكزت بثينة ابنتها بخفة فى ذراعها تحسها على فعل المثل قبل ان تسبقها غريمتها بفعلها لتنظر اليها سارة بخشية ترفض بعنيها فامها لا تعلم بحدة الخلاف بينها وبين رحيم تتصوره خلافا عاديا كما يحدث بينهم فهى مهما حكت لها عن جفاءه معها لن تتصور مدى تغيره فى معاملته لها بعد فعلتها الحمقاء تلك لتغير نحوها من النقيض للنقيض

دخلت ندى وحمزة الغرفة متشابكى الايدى بسعادة نظراتهم الى بعضهم تنطق بالحب والاشتياق لتشاهدهم سارة بغيرة والحسد ياكلها تشتاق لمثل تلك النظرات من رحيم الذى دخل الغرفة تبحث عينيه بين الموجودين لتمر بعينى سارة للحظة عابرة فلم ترى فيهم سوى البرود والجفاء لتتغير سريعا نظرة عينيه ترتسم فيها كل ما تمنت ان تراه ولكن ليس لها هى بل لتلك الفتاة التى وقفت تبادله نظراته المشتاقة والمتلهفة عليه لتستقر نظراته فوقها ترسل الف رسالة ورسالة اليها وحدها فاحست سارة بان عالمها ينهار من حولها لتتوجه باتنظارها الى امها الواقفة بجوارها تتابع مايحدث بعينين تنطق بكل شرور العالم تهمس لابنتها تضغط على اسنانها حقد

=عندك حق البت دى خطر وخطر كبير كمان

******** ************* ********* *******

استمر العشاء حتى وقت متاخر بعد ترحيب رحيم بوالدة سارة لتاخذهم الاحاديث عن احوال العائلةاثناء تناولهم العشاء والذى جلست حور فيه تتلاعب بطعامهافى محاولة منها لتمضية الوقت حتى يحين الوقت المناسب لتستطيع الانسحاب من تلك الجلسة لتتمكن من الصعود الى غرفتها لتحاول النوم رغما انها تعلم فشل تلك المحاولة فمن المؤكد ان يبيت رحيم ليلته تلك لدى سارة تعويضا لها عن غيابه الطويل لتجد الوقت المناسباثناء تناولهم للقهوة لتستاذن من الجميع صاعدة لغرفتها تحخت انظار رحيم المراقبة لها

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

👇14👇

دخل رحيم الى غرفته هو وحور ليجدها تغرق فى الظلام الا من نور بسيط اتى من مصباح صغير بجوار الفراش ليسير بخطوات صامتة نحو خزانته يخرج منها ملابس للنوم يتجه الى الحمام محاولا عدم اصدار اى صوت حتى لا يقظها من نومها ليخرج بعد قليل يندس بجوارها ف الفراش ليجدها تنام وجهها مقابل لجهته فى الفراش تحتضن وسادته بين ذراعيها تتناثر خصلات شعرها فوق الوسادة مخفية لوجهها ترتدى احدى قمصانها البيتية ذات الحمالات الرفيعة التى سوف تصيبه ذات مرة بازمة قلبية من شدة خفقاته لدى رؤيته لها به وما زاد الامر سوءآ انحصاره عنها حتى ركبتيها مظهرآ ساقيها كانت نتام بعمق و راحة يعلم بانها لم تكن تتوقعه ان يأتى اليها الليلة ليجعلها ذلك ترخى دفاعاتها لتنام بتلك الطريقة اقترب منها بهدوء و حذر يتلمس خصلات شعرها برقة مزيحآ اياها يتلمس ملامح وجهها الرقيقة يشعر بمدى اشتياقه لها كما لو كان لم يغيب ليومين عنها بل لشهور ليشعره هذا بالارتباك والحيرة يحس كما لو كانت فى حياته العمر كله فهى منذ ان دخلتها جعلت لها نكهتها الخاصة تجعله يشعر بمشاعر لم يحسها طوال زواجه من سارة وهذا ما يقلقه ويجعله يشعر بضعف اتجاهها لا يريد الاحساس به من جديد اتجاه اى انثى فيكفيه ضعفآ فهو لن يكرر تجربته مع سارة مرة اخرى لن يجعل منها سارة اخرى فهو كان المسئول الاول لما اصبحت عليه سارة من حب الذات وانانية بتساهله معها ودلاله لها بتحقيقه لجميع نزواتها مهما كانت .

زفر بشدة محاولا تصفية ذهنه من تلك الافكار ليعود الى تلك النائمة بجوار بسلام مقتربا منها اكثر مزيحا شعرها عن عنقها الناعم متلمسآ اياه برقة يستسلم لشوقه لها فينحنى مقبلآ عنقها قبلات رقيقة متتابعة شغوفآ بها لتتململ فى نومها من أثر ملامسته لها تتأوه بنعومة بصوت خفيض تجعل من محاولاته للسيطرة تخذله فلم يستطتع مقاومة ان يصعد بقبلاته الرقيقة حتى شفتيها ليقبلها بشغف ونعومة ليتفاجئ بها تهمس بأسمه بصوت رقيق من بين قبلاته لها ليدفن وجهه فى عنقها متأوهآ بحرارة يهمس هو الاخر باسمها بهمس أجش يقبل عنقها من جديد يقتل شوقه اليها والذى اخذ بالتصاعد بقوة دون قدرة له ع مقاومته

*************

ظلت حور تستسلم لحلمها الجميل الذى فيه رحيم يقوم بتقبيلها برقة ونعومة اذابت قلبها تتمنى الا ينتهى هذا الحلم لتظل فيه الى الابد حتى شعرت بانفاس لاهثة حارة تلامس عنقها لتدرك بانها ليست بحلم بل هى حقا بين ذراعى رحيم فوق فراشهم ليسيطر عليها الذعر تفتح عينيها سريعا محاولة ابعاده عنها بايدى مرتعشة ليدرك رحيم مقاومتها المذعورة له ليبتعد عنها ينظر اليها بعنين تشتعلان برغبة وشوق يرى خوفها ف عنينها ليمد انامله متلمسآ شفتيها بنعومة محاولآ بث الطمئنية فيها يقول بصوت هامس أجش من مشاعره التى تعصف به

=متخافيش منى انا مش ممكن أذيكى ابدآ اخذت حور تنظر اليه بارتباك ليبتسم لها برقه ممرآ أصابعه فوق خصلاتها ثم ينحنى يقبلها بنعومة ورقة مذيبآ مقاومتها حتى احس بتجاوبها الخجول معه لتشتعل بينهم نيران الشوق محرقة كل شيئ

*******★**********★***********★***********★**********★*******

اخذ ينظر اليها وهى نائمة بين ذراعيه رأسها يتوسد صدره براحة ليظل يراقبها متاملآ لملامحها الفاتنة فهو لم يغمض له جفن بعد ليلتهم العاصفة تلك ليظل ساهرآ محاولة فك قيود اسرها له فلقد وقع اسيرآ لها اسيرآ لمشاعر لم يكن من المفترض ان يشعر بها

فما شعر بيه بين ذراعيها شئ لم يختبره طوال حياته حتى مع سارة رغم سنين زواجهم مشاعر تنير الف طريق وطريق مظلم بداخله مشاعر لا قدرة له على مقاومتها ليقع اسيرآ لها

انتفض بداخله رافضآ لتلك الأفكار لا لن يكون اسيرآ لها او لغيرها يكفيه ما ظحدث هو اراد زوجة تنجب له الابناء فقط لاغير لا زوجة يقع ف حبها فهو لايريد الحب يكفيه مشاعر زائفة فلا دخل للمشاعر فى حياته مرة اخرى

نهض فجأة يحاول الانسحاب من بين ذراعيها دون ايقاظها ناهضآ يقف امام الفراش ينظر اليها نائمة بعمق شعرها يتناثر فوق وسادته وجنتيها حمراوتان وشفاها منتفخة من اثر قبلاته الثائرة لها ليلة امس

ليشعر بجسده يحثه على العودة اليها فى الفراش لينعم بدفئها مرة اخرى رافضا اوامره اليه بالتحرك لمغادرة

الغرفة لينهر نفسه بشده علي ضعفه امامها ليتحرك ويرتدى ملابسه بغضب مغادرا الغرفة سريعا بخطوات متصلبة

**************

خرج حمزة الى نافذة غرفته لتدخين احدى سجائره حتى لايزعج زوجته وطفله ليتسمر مكانه بذهول وهو يرى اخيه رحيم ممدآ فوق احدى الكراسى الموجودة فى الحديقة ليسرع فى رمى السيجارة ويهرول مسرعا ليصل الى اخيه فى خلاككل دقيقتين ليجده مستغرقآ فى النوم يبدو ع وجهه الارهاق الشديد كم لو كان لم يذق النوم منذ فترة طويلة ليقترب منه يهزه من كتفه بهدوء يهمس باسمه محاولا ايقاظه ليهب رحيم فزعا من نومه ينظر حوله بعدم تركيز حتى وقع نظره على اخيه الواقف امامه ناظرا اليه بقلق قائلا

= رحيم ايه اللى نايمك هنا ف البرد

ده ؟؟

اعتدل رحيم ف جلسته يحك ذقنه النابتة يحاول التهرب من سؤال اخيه يقول بصوت اجش من اثر النوم

= انت ايه اللى مصحيك بدرى كده مش عادتك يعنى !!

ادرك حمزة محاولته للتهرب ليجذب احدى الكراسى ليجلس مواجها له ينظر اليه عاقدا حاجبه

= رحيم متهربش منى انا اللي بسألك نايم هنا ليه سايب سريرك ونايم هنا ف البرد ليه ؟؟

ضحك رحيم ساخرا

= تقصد انهى سرير بالظبط مانا بقى عندى بدل السرير اتنين

انتبه حمزة لنبرة اخيه الساخرة ف حديثه ليقول له بهدؤء محاولا معرفة ما يضايقه

= ماشى ياسيدى بس برضه عاوز اعرف مالك

زفر رحيم ممرا يديه فوق وجهه يقول بخفوت

=ولا حاجة يا حمزة انا زى ما انا كل الحكاية انى كنت زهقان قلت اسهر شوية والظاهر انى نمت وانا قاعد هنا

نظر حمزة اليه نظرة توحى بعدم تصديقه متجاوز الامر لكنه لم يستطع مقاومة ان يساله السؤال الذى يحيره منذ فترة ليقول بتردد

= رحيم كنت عاوز اسالك حاجة بس لو مش عاوز تجاوب مش مشكلة ابدا

رحيم بعدم اهتمام

= عارف يا حمزة سؤالك وعارف ان الكل بيسأله ليه ساكت على كل اللى عملته سارة متفكرش انى مش فاهم مرات عمك جايه هنا ليه

قست نظراته لتصبح كرخام ف برودته = بس صدقنى كل حاجة وليها وقت الحساب لسه مجاش

نظر حمزة بقلق الى اخيه فهو ادرى الناس به فهو اذا انفجر اصبح مثل البركان اخذا معه الاخضر واليابس لايبقى ع شيئ ابدا

سأله حمزة بخفوت

= طب وحور ؟؟؟

ما ان نطق حمزة بسؤاله حتى قست نظراته ليقول بوجوم

= مالها حور !! حور مراتى وهتكون ام اولادى غير كده مفيش

حمزة بدهشة

= يعنى ايه يارحيم كلامك ده مفيش ليها اى مشاعر عندك ولو حتى شيئ بسيط

اضطربت نظراته عند سماعه تلك الكلمات ليقول بنفاذ صبر محاولا انهاء الحوار

= مشاعر ايه وكلام فارغ ايه يا حمزة كفاية اوى لحد كده معنديش استعداد اعمل سارة تانية كفاية سارة واحدة بكل انانيتها وغرورها

حمزة بتردد

=بس يا رحيم حور غير سارة اى حد يقدر يعرف ده انت بس اللى خايف تشوف ده

نهض رحيم بتصلب يقول بصرامة

=حمزة خلصنا من الموضوع ده وياريت ما نتكلمش فيه تانى انا رايح اغير هدومى علشان نشوف الشغل اللى ورانا وياريت تجهز انت كمان

ثم تحرك مغادرا المكان بخطوات متصلبة سريعة

اخذ حمزة ينظر اليه بعد مغادرته ليقول بقلق ياترى يا رحيم بتفكر فى ايه ودماغك دى هتوديك لفين

*******""★★****************★★*****٪****************

استيقظت حور على صوت المياة الأتى من الحمام لتعلم باستيقاظ رحيم قبلها لتحمر خجلا وهى تتذكر ليتلهم سويا وكم كان رقيقا حنونا معها صبورا لاقصى درجة محاولا اذابة خجلها الفطرى وكم احبته لذلك لتصبح زوجته بكل ماتحمل الكلمة من معنى ليصبح زوجها وحبيبها وكم تتمنى ان يكون هذا الشعور بينهم متبادل فليس من المعقول ان يكون بكل هذا الحنان والشغف معها امس دون ان يكن لها ولو القليل من المشاعر ارتسمت ابتسامة من السعادة فوق شفتيها وهى تهزت راسها تامل ان يكون احساسها صادق لتنعم معه بحياة سعيدة مستقرة افاقت من افكارها على رحيم خارجا من الحمام يلف منشفة سوداء حول خصره وبيده منشفة صغيرة يجفف بها شعره يتحرك ناحية خزانته دون ان تلتفت ناحيتها لتنهض جالسة فوق الفراش تجذب الغطاء معها تلفه حولها بخجل تقول بصوت هامس خجول

=صباح الخير

لم يلتفت اليها وهو يخرج ملابسه يقول دون تعبير

= صباح الخير

مكملا ارتداء ملابسه دون اضافة حرف اخر لتحس حور بغصة بكاء فى حلقها فحاولت ابتلاعها لتقول بتلعثم

= ثوانى بس هجهز وانزل معاك

رحيم وهو على مازال على حالته من عدم الاهتمام او النظر اليها يقول بصوت جامد

= لا خليكى براحتك انا خارج على طول ومش راجع غير بليل متاخر

اغرقت عينيها بالدموع من بروده الشديد معها لتقول بصوت متحجرش من محاولة كبت دموعها

= رحيم مالك ف حاجة حصلت ؟؟

اتجه ناحية طاولة الزينة ينظر ف المراة يعدل من ملابسه ويرتدى ساعته يقول ببرود

=هيكون فى ايه ياحور يلا انا خارج اشوفك بليل

ثم اتجه ناحية الباب مغلقا اياه بهدوء دون ان يوجه اليها نظرة واحدة لتجلس مكانها بصدمة تحاول ايجاد سبب لتعامله معها بتلك الطريقة لاتجد سببا سوى احساسه بالندم ع ليلة امس ومحاولته افهامها بعدم تغير اى شيئ بينهم وبانها لحظة ضعف منه لن تتكرر مجددا لتشعر باهانة مريرة ف حلقها لتنهار فوق الفراش فى نوبة بكاء مريرة

سمعت حور دقات فوق باب الجناح لتنهض سريعا الى طاولة الزينة تحاول ان تزيل اثار بكاءها فترى عقم محاولتها من احمرار عينيها الشديد لتستسلم ملتفتة الى الباب تدعو الطارق الى الدخول بصوت اجش

لتدخل ندى الى الغرفة تقول بابتسامتها البشوش

=ايه ياستى فينك من الصبح ده ادم هبتجنن عليكى عاوز يشوفك

اغتصبت حور ابتسامة باهتة فوق شفتيها تقول بصوت متحجرش من اثر بكاءها

= ابدا مفيش بس كنت حاسة بشوية تعب فقلت افضل هنا ارتاح ف السرير احسن

اقتربت ندى منها بقلق تنظر اليها ترى اثار بكاءها الواضحة ع وجهها تقول بتساؤل

=مالك ياحور انتى كنت بتعيطى ؟؟

ارتبكت حور واسرعت بالتفت تعطى ندى ظهرها تقول بتلعثم

=لا ابدا ده شكلى اخدت برد واثر عليا

امسكت ندى بذراعيها تلفها اليها تقول بصوت حنون

=فى ايه يا حور احكيلى انا زى اختك

لم تدرى حور الا وهى تلقى بنفسها بين احضانها تبكى بشدة تتعالى شهقات بكاء دون ان تستطيع السيطرة عليها تبكى كل ما حدث لها بداية من زواجها منه نهاية بما فعله معها فى الصباح بمعاملته المخزية لها لتتركها ندى تفرغ كل ما بداخلها فهى تعلم كم الضغوط التى تعرضت لها لتزيد من احتضانها لها دون ان تطلب منها التوقف عن البكاء

ابتعدت عن احتضان ندى لها بخجل بعد توقف نوبة انهيارها العاصف تجفف دموعها مخفضة لراسها لتسرع ندى لسؤالها بعطف

=تحبى نتكلم وتحكيلى ايه مزعلك كده

هزت حور راسها برفض خجول تقول بصوت هامس

=ابدا يا ندى كل الحكاية ان اخواتى وحشونى اووى مش اكتر

نظرت ندى اليها بتفهم تعلم ان ليس هذا السبب لانفجارها بتلك الطريقة لكنها لم تحاول الضغط عليها لتقول بمرح

=هو ده السبب ياستى طيب لكى عليا اكلمك حمزة بتكلم مع رحيم تروحى تزوريهم

اسرعت حور بامساك يديها تضغط عليها تقول برجاء

= لا لا ياندى بلاش علشان خاطرى انا هبقى اتكلم معاه بنفسى

ادركت ندى صحة شكها بانه ليس سبب بكاءها فلم تحاول الضغط عليها قائلة بهدوء

=خلاص يا حبيبتى اتكلمى معاه انتى وهو اكيد مش هيرفض

ثم ابتسمت بمرح طب

= مدام الموضوع اتحل اغسلى وشك يلا وتعالى ننزل نلعب مع ادم تحت وهو اكيد هيعرف يخليكى تضحكى

ابتسمت حور برقة فى محاولة منها لمدارة وجع قلبها قائلة تتصتع الحماسة

= ثوانى وهكون جاهزة انزل معاكى لتتحرك فى اتجاه الحمام تحاول السيطرة على دموعها من الانهمار من جديد

              الفصل الخامس عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close