رواية هوس عاشق الفصل التاسع عشر والعشرون بقلم فرح طارق

رواية هوس عاشق

الفصل التاسع عشر . والعشرون 


في صباح يومٍ جديد.


في أمريكا..


وصل مالِك ونورسين أمريكا وذهبا للمشفى..


بعد وقت في المشفى تحديدًا غرفة لينا.


لينا ببكاء وهي تحتضن مالِك : أنا خايفة أوي يا خالو.


مالِك بنبرة حانية رغم خوفه : متخافيش يا قلب خالو، هتعمليها وتقومي كويسة، ونرجع كلنا مصر سوى.


لينا وهي تبتعد عنه وتمسح دموعها : تتفكر أموت؟ وأروح لبابا وماما وأشوفهم؟ هما وحشوني أوي، وعايزني أروح ليهم أكيد.


محمد بلهفة : بعد الشر يا لينا، وهتسبيني أنا لمين؟ إنتِ مش وعدتيني تديني فرصة؟ فين وعدك ده؟ وعدك عشان يتنفذ لازم تحاربي وتقومي كويسة، صح؟


مالِك لـلينا : لينا حبيبتي، هتقومي وهتبقي كويسة، وهتبقي أقوى من الأول، وأفرح بيكِ وأسلمك بإيدي لعريسك، وتحققي حِلم بابا وماما يا لينا.


محمد برجاء : إوعديني إنك تحاربي يا لينا، تحاربي لآخر لحظة، عشاني، عشان أنا من غيرك ولا حاجة صدقيني، وأنا هنا مستنيكِ، مستني تعملي العملية وتقومي ونرجع مصر سوى، فيه حاجات كتيرة مقولتهاش ليكِ، حاجات محتاج أولها وأعيشها معاكِ يا لينا، عشاني أنا عشاني حاربي لآخر لحظة.


لينا بدموع : حاضر.


دلف الطبيب للغرفة وأردفت بإبتسامة : جاهزة لينا؟


مالِك بحنو وهو يربت على شعرها : أجل، بطلتي الصغيرة مُستعدة الآن.


الطبيب : حسنًا، هيا أغمضي عيناكِ لينا.


أغلقت لينا أعينها بينما بدأت الممرضة بتجهيزها و إعطائها حقن مُخدرة..


وخرج مالِك ومحمد ونورسين من الغرفة.


إستدار مالِك للطبيب وأردف : ستكون بخير أليس كذلك؟


الطبيب : لن أعدك مالِك ولكن سأحاول، منذ قدوم لينا لهنا وأنا كنت سأكتفي معها بالجلسات فقط ولكن حالتها كانت تتدهور مع الوقت، حتة تفشى الورم أكثر وذلك إستعدى لعملية جراحية، وأنا أخبرتك منذ البداية الأمر يتعلق بنفسيتها فقط.


ثم نظر لمحمد وأكمل : زوجها كان يحاول معها بشتى الطُرق، صدقني سأحاول أن تخرج لك سالمة فقط لأجلك محمد، نفسيتها الآن تقدمت عن الأول، ف هي كانت بالأساس سببًا بتفشى الورم أكثر، ولكنك أخرجتها من حالتها تِلك، هي محظوظةً بِك وأعدك سأحاول أن تكون سالمة.


محمد بدموع : حسنًا.


رحل الطبيب بينما جلس محمد واضعًا رأسه بين كفيه ويبكي بِصمت.


تقدم مالِك منه و وضع يده على كتفه وأردف : أهدى يا محمد، لازم تتماسك أكتر من كده وتكون قوي شوية.


نظر له محمد وأردف : أنا مش قوي يا مالِك، عمري ما كنت قوي ولينا ضعيفة، أنا بتسقوى بيها هي، هي بس الي بتقويني، وهي دلوقت ضعيفة، وأنا ضعيف زيها، مش هقدر أكون قوي لأن هي قوتي، صدقني لو جرالها حاجة هموت وراها يا مالِك، مش هقدر أستحمل.


مالِك بدموع : لأ هتكون كويسة، لينا قوية وهتحارب وتخرج بالسلامة.


محمد : يا رب يا مالِك يا رب.


تركه مالِك و نظر لنورسين الواقفة تبكي بصمت.


مالِك : نوري حبيبتي، تعالي إرتاحي وأقعدي.


نورسين : حاضر.


ذهبت معه لغرفة مجاورة لهم وجلست على الفراش، تريد إحتضانه وتبكي بأحضانه، ولكن لن تفعل، تعلم كم هو ضعيف الآن، هو من يحتاج لذلك، أكثر منها.


إقتربت منه وأردفت : كل حاجة هترجع أحسن من الأول صدقني.


مالِك : عيلتي كلها بتدمر يا نورسين، كل واحد بيقع وأنا واقف متكتف مكاني.


نورسين وهي تحتضنه : لأ، كل واحد هيقوم وهيبقى قوي، وإنت هتساعده على كده، كلهم هيبقوا أقوى صدقني، كل حاجة هتعدي وتبقى أحسن يا مالِك، وأنا معاك وجمبك هقويك، هكون سندك وهسندك لآخر لحظة، وإنت هتسندهم، فرح هتكون كويسة صدقني، وزياد هيتحسن ويخطب ويتجوز، وكمان زين هيعقل، ولينا هتكون كويسة وترجع مصر معانا، وشاهندا هتتحسن صدقني، كل واحد هيتحسن بوجودك إنت يا مالِك.


نظر لها مالِك وأردف : ربنا يخليكِ ليا.


نورسين بإبتسامة وأعين دامعة : ويخليك ليا يا مالِك، صدقني كلنا محتاجينلك إنت، محتاجين وجودك معانا، كلنا هنبقى كويسين بس بوجودك، وكل حاجة هتتحسن وترجع أحسن من الأول.


نظر لها مالِك ومن ثم وضع يده على بطنها وأنزل برأسه و وضعها على قدمها وأردف : لحد دلوقت مش مصدق إنك حامل، وإني هكون أب يا نوري.


نورسين بإبتسامة : وهتكون أحلى أب يا قلب نورك.


أغلق مالِك عيناه ولا زال على وضعه بينما نورسين تمسد بيدها على شعره.


في غرفة لينا..


لينا : أيُمكنني إجراء مكالمة قبل البدء؟


الممرضة بإبتسامة : بالطبع، أنا بإنتظارك لإنهائها.


أمأت لينا برأسها وأمسكت هاتفها لتهاتف شخصًا ما..


بينما على الجانب الآخر، كان بغرفة نومه بالشاليه الخاص بِه في الساحل.


إستيقظ على رنين هاتفه، نظر للهاتف وجد إسم المُتصل لينا، وأعاد بنظره لِتلك النائمة بأحضانه.


أزاح الغطاء من على جسده العاري، وأعاد إتصاله بـلينا التي أجابته بلهفة فور مُحادثته لها.


لينا بلهفة : ألو.


زين : إزيك يا لينا.


- الحمدلله إنت أخبارك إيه؟


- الحمدلله بخير.


لينا بتردد ودقات قلبها باتت تعلو تهبط : م..ممكن أقولك على حاجة؟


تنهد زين وأمسح وجهه بكفه وأردف : قولي يا لينا.


لينا وهي تغمض عينيها : ز..زين أنا بحبك، بحبك أوي، بحبك ومحبتش غيرك، ح.. حاسة إنك بتحبني وبتكابر صح؟ قولي أه يا زين.


نظر زين لِتلك النائمة على فراشه وإبتسم بسخرية بسنما أكملت لينا ببراءة وصدق : صدقني أنا


زين مُقاطعًا لها : إنتِ إيه؟ بتحبيني؟ طب ما أنا عارف إنك بتحبيني، مش أول مرة تقوليها ليا يا لينا، ومش أول مرة بردوا هقولك إني مبحبكيش، لأني ببساطة يا لينا بحب إني أكون حُر طليق مش مربوط بحد.


لينا بلهفة : وأنا مُستعدة أكون معاك على كده، صدقني هتكون


زين مقاطعًا لها : وأنا مش حابب كده، شوفي حياتك، شوفي الي بيحبك، إنما أنا لأ يا لينا، حياتك غير حياتي، طريقك غير طريقي، أمانيكِ غير الي بتمناه، إنتِ مش أنا يا لينا، ولا نفس الي أنا عاوزه، حتى لو يوم ما جيت أفكر أربط نفسي بواحدة وأتجوز وأعمل أسرة مش هتكون إنتِ.


لينا وهي تغمض أعينها بألم، تشعر وكأن كلماته كالخنجر تُصيب قلبها بسهم مسموم، كلماته اصابتها كـتُفاحة مسمومة أكلتها وباتت الآن تنهش بجميع خلايا جسدها : هو أنا لو كان عندي مرض يا زين كان هيبقى ده نفس كلامك؟


زين بعدم فهم : مش فاهم قصدك.


لينا : يعني مثلًا لو تعبانة أو هموت مثلًا بعد وقت قليل كنت هتعمل ايه؟ عندي كانسر مثلًا مراحل أخيرة ملهوش علاج هتعمل ايه معايا؟


زين : وإيه غرضك من السؤال؟


لينا : ممكن تجاوب؟ وياريت بسرعة عشان عندي رسالة هقدمها دلوقت ومعادها قرب وعاوزة أقفل.


زين بتنهيدة : ممكن كان يختلف، أو لأ مش عارف يا لينا بس ليه بتقولي كده؟


لينا : كنت هتهاودني وتقرب شفقة صح؟


زين : مش عارف يا لينا، مش عارف...بس

إنتِ كويسة دلوقت صح؟


لينا ببكاء : بعد كلامك عاوزني أكون كويسة؟


زين : لينا، أنا عارف إن مشاعرك مش بإيدك، بس مسيرك هتملي من حُبك الي بتديه من غير مُقابل، مسيرك مشاعرك تخلص تِجاهي ويجي شخص يملى الفضى ده بس هيملاه ليه مش ليا.


لينا بآلم : عندك حق يا زين، مش أول مرة أقولك بحبك ولا أول مرة تقولي وإنت لا مبتحبنيش، بس عارف الفرق؟ كل مرة كنت بتقتل جزء من الحب الي جوايا ليك، كل مرة كنت بتموت جزء من قلبي، والنهاردة يا زين؛ النهاردة موت آخر جزء جوايا ليك، آخر ذرة حُب جوايا ماتت دلوقت يا زين، سلام.


أغلقت لينا وهي تحتضن هاتفها، وتغمض عينيها وتبكي..


" ليس بيدي أن يخون قلبي عقلي دائمًا ويُحبك دائمًا رغمًا عنه، أن أطمأن دائمًا لوجودك بِقُربي، أن أطمأن لِمُجرد فقط ذِكر إسمك أمامي، أن أبتسم عِند ذِكر أحدهم إسمك أمامي، أن أثق بِك وبوجودك الدائم معي وبِقُربي.. 


ليس بيدي أن أشعُر بالإطمئنان فقط لِذكر وجودك معي بِحياتي، أن أبتسم بِفرحة لِمُجرد ذِكر إسمك أمامي أو مُجرد أن أتذكرك عِند جلسةٍ هادئة أحتسي بِها فنجان قهوتي المُفضل مع أغنيتي المُفضلة..


ولكن ماذا إن لم تُبنى تِلك الثقة من الأساس؟

ماذا إن كنت أخاف عِندما أتذكرك بدلًا من أن أشعُر بالإطمئنان؟

ماذا إن كانت تِلك الذكرى حزينة وينتُج عنها إبتسامة باهتة حزينة ودِمعة تفُر من أعيُني لا يحدث عِندها سوى أن قلبي يآُن بِحزنٍ وآلم من جديد؟"


في مصر تحديدًا الساحل..


نهض زين من على الفراش وإستيقظت الفتاه من جانبة.


زين بغضب : 3 دقايق ومشوفش وشك هنا.


قامت الفتاه بخوف من نبرته ونظرته الغاضبة بينما بات هو يُكسر كُل شئ حوله بغضب.


نهض على الفراش وهو يتنفس بغضب وحاول أن يهدأ قليلًا وهاتف سيلين..


زين بحدة : نص ساعة وفيه عربية هتكون عند الفندق تركبيها وتيجي المكان الي هتوديكِ عليه.


ألقى بكلماته وأغلق الهاتف ونهض من مكانه ودلف للمرحاض يأخذ شاورًا دفيئًا لعله يزيل كم الغضب الذي بات يسكُنه.


بعد وقت ليس بقليل كان يجلس بإحدى المطاعم بالساحل وسيلين تجلس أمامه.


سيلين : مالك يا زين؟


زين بحدة : أظن إنك جاية لمهمة تأديها وتاخدي تمنها وتمشي ومش من حقك تسألي مالي، مفهوم؟


كادت أن ترد عليه بغضب ولكنها تذكرت أمر أنه الوحيد من سيساعدها ويخلصها من الأمر الذي وقعت بِه ف أردفت بآلم : آسفة يا زين.


زين : عثمان بليل هيكون ف نايت كلاب إسمه *** وده جمب الفندق الي إنتِ فيه..


أكمل حديثه بعدما عرض عليها صورة عثمان : هتكوني إنتِ كمان ف النايت كلاب، ومعاكِ التوكة دي، ودي فيها سماعة..هسمع عن طريقها الحوارات الي هتدور بينكوا، وده عشان لو قال أي حاجة معرفتيش تجاوبي عليها أنا أرد وإنتِ تردي عليه


سيلين : وأنا هسمعك منين؟


أعطاها زين قطعة مغناطيسية وأردف : دي سماعة هتسمعيني بيها، هتكون ف ودنك وهي حجمها صغير ف مش هتبان أصلًا.


صكت لثواني وأكمل حديثه بسخرية : وهتغريه إزاي أظن دي شُغلتك، ولا إيه؟


إبتلعت سيلين غصتها وأردفت بآلم : أه يا زين شُغلتي، ومتقلقش هعرف أغريه إزاي.


نهض زين من مكان وأردف : تمام نفس العربية مستنياكِ برة هتوصلك للفندق تاني.


أمأت سيلين برأسها بينما ظلت مكانها تتذكر جملته لها "وهتغريه إزاي أظن دي شُغلتك، ولا إيه؟"


أردفت بوعيد : ماشي يا زين، ورحمة أبويا وأمي لأوريك، وأعرفك إيه هي شُغلتي، لولا أني بس محتاجة لِمُساعدتك ف هساعدك، وبعدها هعرفك إيه هي شُغلتي يا زين.


في مكان آخر تحديدًا مصر.


في الشركة..


عامر : مش إنت كنت وافقت على كتب الكتاب امبارح.


جلال : بص يا عامر، ميرا بنتي الوحيدة، أه كِلمتي إتغيرت معاك بس عارف إننا ف ظروف وف نفس الوقت عاوز أفرحها، مش هقدر أكتب كتابها ف سكوت كده مفيش غيري وغيرك وغيرها وإتنين شهود، ميرا مهما كانت فرحتها إنها خلاص هتكون مراتك بس أكيد ليها أحلامها كـبنت.


عامر : وأنا معاك، بس 


جلال : عارف إنك عاوز تكون جمبها بدون حواجز و آخر الأسبوع إن شاء الله مالِك ومراته هيرجعوا من السفر وتكون فرح فاقت شوية من حالتها ولينا هتيجي مع مالِك، إنت عارف أنهم بالنسبة لـميرا إخواتها وده شئ هيفرحها، وأسبوع وهتكون مراتك يعني.


عامر بإبتسامة : الي حضرتك تشوفه، اسبوع أسبوعين شهر وأنا مُنتظر المهم ف الآخر اشوف فرحتها والنتيجة تكون سعادتها هي.


جلال بإبتسامة : تعرف يا عامر؟

كل ما الوقت بيعدي بكتشف أن إختياري ليك صح.


عامر : وأنا مش هخذلك ف يوم وهفضل أبتلك دايمًا ان إختيارك ليا صح.


جلال بإبتسامة : وأنا واثق.


في مكان آخر تحديدًا ڤيلا ناصر.


ناصر : يعني سافروا؟


شهاب : أه يا باشا، مالِك ونورسين سافروا.


ناصر بغموض : اليوم الي رجل نورسين تخطي فيه مصر تكون عندي يا شهاب.


شهاب : أمرك يا باشا ونجبها من البلد الي هي فيها لو تحب.


ناصر : لأ لما تكون ف مصر، من المطار على عندي هنا يا شهاب.


شهاب : أمرك يا باشا، و داغر بيه هتعمل معاه إيه؟


ناصر بغليل : ما أنا كنت هوديله شيري ونورسين بس الإتنين غفلوني وهربوا، بس حاول تأجل معاه لغاية ما نورسين ترجع تقع تحت أيدي و ف نفس اليوم هسلمها لميران..


ثم إسترد حديثه بسخرية : ويبقى يرجعها من داغر بقى، ويوريني هيعمل إيه.


شهاب : بس 


ناصر : بس إيه؟


شهاب : داغر بيقول لحضرتك إنك اديته كذا معاد ع الإستلام، ف كده هيلغي العقد الي بينكوا..


ناصر بغموض : بلغ داغر مكان نورسين وخلي المواجهة بين داغر ومالِك.


شهاب : دي هتكون فيها موت مالِك أكيد.


ناصر : وأهو نضرب عصفورين بحجر، مالِك يموت، نورسين هتبقى مع داغر والصفقة هتِم.


شهاب : ماشي يا باشا هبلغه.


في قصرٍ مُظلم، لا يُحيطه شيئًا سِوى الظلام فقط، أتُرى من يسكنه أيضًا مُظلمًا مِثله؟


بِداخل القصر، كُل شئ بِه قاتِم باللون الأسود فقط، جميع من يعمل بِداخله مُحكم عليه آلا يرتدي شيئًا سِوى باللون الأسود، أحقًا لو بِيد صاحبه لـلون نفسه ومن يدخل قصره بالأسود أيضًا.


دخل شخصًا ما لغرفة بِرغم سوادها تتميز بنزاهة أساسها، الغرفة عِبارة عن مكتبة مليئة بالكُتب تُحيط بِكل جُدرانها، وبآخرها مكتبًا يدُل على فخامة صاحبه ونزهاته، وبِها آريكة فخمة سوداء بإحدى جوانبها.


- داغر بيه، شهاب بلغني بِـرسالة ناصر بيه.


أشار له داغر بأن يُلقي عليه رسالته..


- بيقول لحضرتك إن البنت بقيت ف إيد مالِك الفيومي، وهو فتحلك الطريق إنك تاخدها بنفسك.


داغر : و الفيومي فين دلوقت؟


- برة مصر ومالِك لما سافر حجز طيارة يرجع بيها يوم الأربع.


داغر بقوة وصرامة : يوم الأربع البنت تكون عندي.


- أمرك يا باشا.


خرج من مكتبه بينما أرجع داغر برأسه وأردف بغموض : نهايتك قربت وعلى إيدي.


في مكان آخر تحديدًا أمريكا..


مرت الساعات عليه كـمرور الأيام، يأخذ المشفى ذِهابًا وإيابًا،  كُلما مر الوقت كُلما زادت دقات قلبه أكثر، يتمنى مرور الوقت وأن تخرج له شافية مُعافية وبالوقت ذاته خائف من مرور الوقت..


محمد لمالِك : هي كل ده ف العمليات؟ أنا خايف أوي يا مالِك.


ربت مالِك على كتفه وأردف : متخافش، لينا قوية وهتخرج بالسلامة.


محمد : يا رب..


مرت ساعة أخرى كان يجلس واضعًا يده على رأسه حتى خرج الدكتور الذي نهض محمد إليه بلهفة وأردف : لينا كويسة؟ صح؟ 


الدكتور : تهانينا نجحت العملية.


محمد بلهفة : حقًا ؟


الدكتور : نعم ولكن ستنتظر 48 ساعة تحت الملاحظة حتى نرى ما النتائج السلبية التي نُتجت آثر العملية ومن الممكن أن تكون جميع النتائج إيجابية.


محمد : شكرًا لك، شكرًا كثيرًا، أيمكنني رؤيتها؟


الدكتور : نأسف عن ذلك ولكن لا يُمكن محمد.


محمد بلهفة : حسنًا سأنتظر حتى تتحسن وأراها، لا يهم يكفي أن العملية قد نجحت.


مالِك : شكرًا لك دكتور مارك.


الدكتور : هذا واجبي مالِك، أراكم لاحقًا.


ذهب الطبيب بينما إحتضن محمد مالِك وأردف بفرحة والدموع مجتمعة بأعينه : الحمدلله، الحمدلله يا رب، كويسة يا مالِك لينا كويسة.


مالِك : الحمدلله.


إبتعد محمد وأردف : كان هيجرالي حاجة صدقني، كنت هموت من خوفي عليها يا مالِك، الحمدلله يا رب.


ربتت نورسين على كتف مالِك وأردفت هامسة له : مش قولتلك كل حاجة هتتحسن واحدة واحد، لينا هتقوم إن شاء الله وتبقى كويسة، وعيلتك واحد واحد هيبقوا أحسن من الأول بس خليك إنت قوي لأنهم بيستقووا بيك إنت.


إحتضن مالِك كفيها وقبلهما وأردف بإبتسامة : ربنا يخليكِ ليا وأكيد هفضل قوي لأني بستقوى منك يا نوري.


نورسين : بحبك يا قلب نورك.


إحتضنها مالِك ولكن لم تستطع هي الصمود أكثر من ذلك، تشعر بالتعب من وهي بالطائرة، تماسكت حتى لا ينهار هو ويضعف، ولكن زاد تعبها وسقطت مُغشيةٍ عليها بأحضانه.




روايه 💞 هوس عاشق 

الفصل العشرون.

.................


مالِك بصراخ وهو يحمل نورسين ويدخل بها الغرفة : نادي الدكتور يا محمد بسرعة.


أراحها مالِك على الفراش وهو ينظر إليها بحزن وندم، يأنب نفسه بأنه لم ينتبه لها وأنها حامل، بل تحامل عليها ولم يهتم إذا كانت تناولت الطعام أم لا، أردف لها بندم : حقك عليا، أنا آسف، مش عارف إزاي مخدتش بالي إنك تعبانة يا نوري، أنا آسف والله حقك عليا


بعد وقت كان يقف الطبيب ويخبره بِما أصاب نورسين : من الواضح أنها ضعيفة للغاية، وهي بأول فترات حملها مالِك، تِلك الشهور يجب العناية بها أكثر ما يُمكن، وأيضًا الرحم لديها ضعيف وذلك من إجهاضها لطفلٍ منهم، عن طريق دواء كما أخبرتني، ف يجب العناية بِها كثيرًا لأن حياة الطفل الآخر مُعرضة للموت وذلك لضعف زوجتك الشديد وضعف الرحِم كما أخبرتك.


أغمض مالِك عينيه بآلم ف حقًا يخاف عليها، عِندما سقطت بأحضانه شعر أن قلبه سقط معها، رؤيته لوجهها الشاحب الذي بات باللون الأصفر تؤنِب ضميره وبِشدة..


أكمل الطبيب حديثه : ستظل هنا حتى تتعافى لينا أيضًا، وتكون تعافت هي مالِك.


أمأ له مالِك برأسه وأردف : شكرًا لك.


الطبيب : هناك ممرضة ستأتي لها بمواعيد دوائها.


مالِك : شكرًا لك مرة أخرى.


الطبيب : هذا واجبي مالِك.


إكتفى مالِك بإمأة رأسه بينما رحل الطبيب ودلف هو لغرفة زوجته مرو أخرى ونام بجانبها على الفراش وهو يأخذها بين أحضانه ويردف بندم : حقك عليا يا نوري أنا السبب، حتى موت إبننا مقدرتش أحميه من ناصر، والتاني كنت هموته بردوا، أنا آسف يا نوري حقك عليا.


ضمها بين أحضانه وغفت عيناه بنومٍ عميق إفتقده منذ وقتٍ طويل.


في صباح يومٍ جديد، إستيقظت نورسين وهي تشعُر بشئٍ ثقيل محاط بِها، نظرت حولها وجدته مالِك، نائم كالطفل يُحاوط كل جسدها بيديه ورجليه، مُتشبث بِها وكأنه يخشى رحيلها عنه، إبتسمت وهي تمد بيدها لتتلمس لحيته التي حقًا تعشقها، ملست بأناملها على لحيته وباليد الأخرى كانت على رأسه تلعب بِخُصلات شعره الفحمي.


حرك مالِك رأسه بإستمتاع أثر حركاتها التي إنعكست عليه بترحاب شديد من رقة مرور أصابعها على وجهه ولحيته.


إبتسم مالِك وفتح عيناه وهو ينظُر لها باسمًا وأردف بإبتسامة زينت لحيته أكثر : صباح الخير يا نوري.


نورسين بإبتسامة : صباح النور.


أردف مالِك بحنو وهو يتفحصها بعيناه : عاملة إيه دلوقت؟ أحسن؟ حاسة بحاجة انادي الدكتور؟


- لأ، أنا كويسة.


مالِك مُعاتبًا لها : ليه مقولتيش إنك حاسة بتعب يا نوري؟ حتى كنت لحقتك بدل ما سيبتي نفسك لغاية ما أغم عليكِ، تعرفي إني كنت هموت من الخوف يا نوري؟ لما بصيت ليكِ وإنتِ مغمضة عينك بين إيديا و وشك كلوا ملهوش لون باهت أوي من تعبك، قلبي وقع معاكِ يا نوري، عشان خاطري متخلنيش أحس بالشعور ده تاني، إتفقنا؟


إبتسمت له نورسين وأردفت وهي تضع رأسها داخل أحضانه : اتفقنا.


مدت بيدها لتتحسس لحيته مرة أخرى وأردفت : هو أنا قولتلك قبل كده إني بحب دقنك أوي؟


- لأ


- طيب، بحبها اوي يا مالِك، بحب دقنك أوي وشكلها حلو فيك.


إبتعدت عنه وهي تنظُر لملامحه وتردف : ملامحك حلوة أوي، محلية دقنك، إنت كُلك جميل أوي.


إبتسم مالِك على صغيرته وأردف : إنتِ الي جميلة يا نوري، وحلوة من جواكِ قبل براكِ عشان كده كل الي عينيك بتقع عليه بيحلو.


- بحبك.


ضمها مالِك له مرة أخرى وأردف : بعشقك.


- لينا عاملة إيه؟


- لسة الدكتور قال هتفوق بعد 48 ساعة.


- ومحمد كويس؟


تنهد مالِك وأردف : صعبان عليا أوي، خايف بعد كل الي بيعمله، ف الآخر لينا ترجع مصر، وتحاول هي مع زين تاني، محمد هيدمر وقتها، حُبه ليها عبارة عن وجع، بيديها حُبه وبياخد بداله وجع.


نورسين بحزن : إن شاء الله ربنا هيطبطب على قلبه.


مالِك وهو ينظر لها بِغموض : آلا قوليلي صح


نورسين بتركيز : إيه؟


مالِك : هو أنا موحشتكيش خالص؟


- تؤ وحشتني.


- آمال مش حاسس ليه؟ كنتِ بعيدة عني أسبوعين، وجيتِ حصل كذا حاجة معرفتش اتلم عليكِ شوية، ومفيش وحشتني خالص.


نورسين وهي تنظر له بحب ويدها تحتضن وجهه : وحشتني يا أحلى مالِك ف الكون.


مالِك بخبث : كده فيه هدية لأحلى نورسين كـرد على أحلى كلام بتقوله.


نورسين : إيه هي الهدية؟


مالِك وهو يقترب منها ويهمس أمام شفتاها : وحشتيني اوي يا نوري، وحشتيني اوي اوي.


في الغرفة المتواجدة بِها لينا..


كان يجلس بجانبها وهي يمسك بيدها، دلف للغرفة بصعوبة بعدما أصر على الدخول وحاول إقناع الطبيب بدخوله..


يجلس أمامها وهو مُحتضن يدها وينظُر لها بحزن، أعينها مغمضة، وجهها شاحب بِشدة، حولها الكثير من الأجهزة، لم تكُن بعملية هينة وخاصةً أن حالتها كانت تدهور حتى بعد جلسات الكيماوي التي حصلت عليها، لم تُبدي معها أي نفع، بل كان الورم يزداد وذلك بسبب إنعكاس حالتها النفسية.


ينظر لها بحزن، أعينه مصوبة نحوها، تتفحص وجهها الشاحب والبادي عليه التعب بِشدة، دمعاته تفُر رغمًا عنه.


أردف محمد ودموعه تنهمر من أعينه : مش عارف محبكيش يا لينا، برغم كل الوجع الي بحسه ف قُربك مش قادر ولا عارف محبكيش، حُبي ليكِ مخليني اناني، وإنتِ!! أنا بديكِ كل الحب الي جوايا يا لينا وبالمُقابل بتديني وجع، وجع قلب وبس يا لينا، مشوفتش ف قربي منك غير وجع لقلبي ومع ذلك مش قادر ولا عارف أبعد، وجع قلبي ف قُربك أحسن من موته ف بُعدك يا لينا، بحبك اوي يا لينا، خايف تقومي بالسلامة وترجعي مصر وحُبك لزين يتجدد من تاني، خايف تحبيه أكتر من الأول، خايف تنسي كل الي قولته ليكِ وتنسي كل الي بينا وكل محاولاتي وكل خطوة جيت بيها قدام هرجع قصادها مِية لورا، خايف تحبيني ولما تعرفي الي عملته تكرهيني ومتفهميش أنا عملت كده ليه، مكنش ينفع معملش كدن صدقيني، مكنش ينفع ميحصلش..


صمت لثواني واسترد حديثه بحزم : مكنش ينفع حد غيري يسافر معاكِ، ولا حد غيري يقف جمبك ف عِز تعبك، مينفعش حد غيري يسندك يا لينا، أنا وبس، بحبك اوي والله صدقيني بحبك، إنتِ وجعتيني أوي يا لينا ومازالتي بتوجعيني وبتدوسي على قلبي وبالرغم من ذلك مش قادر يحب حد غيرك ولا قادر يعيش بعيد عنك، ولا قادر يكرهك، مش بيعمل حاجه غير إنه يحبك، غريبة شايفة؟ بتوجعيه بس بيحبك أكتر، فكرك أنا مش عارف لما كلمتي زين قبل ما تدخلي العمليات؟ لأ يا لينا سمعت مكالمتك ليه، بس مش قادر ألومك، بحبك ومش قادر ألومك، أنا عارف إن الحب مش بإيدينا ومش هقدر أجبرك تحبيني يا لينا، وأنا مكنتش هقدر مقفش جمبك وأكون معاكِ أول واحد ف محنتك دي، بس..


صمت ودموعه كانت تنهمر بغزارة من أعينه، يبكي على قلبه، على حُبه المهدوم قبل بنائه، يبكي على قلبه الذي فُطر من أكثر الأشخاص الذي كان مُستعدًا لقتل نفسه لو طلبت منه ذلك، يبكي على نفسه، على سنين عُمره التي اضاعها بِحلم، بِشئ مُجرد سراب لا أكثر، يُحبها مُنذ أن رآها باليوم الأول ف الجامعه لها، حينها كانت ف الثامنة عشر من عمرها وهو الشاب ذو السادس والشعرون من عمره، والآن؟ عُمره يسير بالإثنان وثلاثون، كم سنة اضاعها بسراب؟ حِلم كل شئ حوله يؤكد له أنه مُجرد حلم مستحيل أن يتحقق ليس إلا..


صمت ونهض من مكانه وأردف : هتقومي وأطمن عليكِ، وهشتري الي باقيلي وهمشي، مش هقدر أستنى أكتر من كده يا لينا، ومش هقدر اشوفك تاني، سلام يا حبيبتي.


مرت الساعات وفاقت لينا وإطمئن الطبيب على حالتها وطمن مالِك، بينما محمد إختفى وذلك آثار رهبة مالِك وقلقه عليه، بينما أنه كان يُتابع حالة لينا مع الطبيب بعيدًا عنها، أخبره إنها أصبحت بخير، فقط ايام وتعود لحياتها من جديد، بينما كانت الممرضة تخبره دائمًا عن كثرة تساؤلات لينا عنه.


مرت الأيام حتى أصبحوا شهرًا، إختفى فيه محمد،  وتتحسن لينا ونورسين و جاء موعد عودتهم لمصر، بينما في مصر كان زين وسيلين يسيرون بخطتهم ورجع الإثنان من الساحل بعد رجوع عثمان، وتقرب سيلين التام من عثمان، الذي طلبها للزواج بآخر لقاء لهم قبل عودتهم للإسكندرية، و أخبر مالِك جلال وشاهندا لحالة لينا و غضبت شاهندا بشدة ولكنه أخبرها آلا تخبر زين والاخرين بشئ حتى لا يعرف هو وذلك طلب لينا، وأجل جلال كتب كتاب عامر وميرا لحين عودة مالِك.


في قصر داغر..


داغر : لسة مرجعش؟


- راجع النهاردة، الي أخره إن بنت اخته كانت بتعمل عملية، كان عندها كانسر ف المُخ، وراجع النهاردة والبت معاه.


داغر بقوة وأعين حادة كأعين الصقر : أظن إنت عارف هتعمل ايه؟


- طبعًا يا باشا، البنت من المطار تكون عندك هنا.


رجع داغر برأسه للخلف وهو يسترجع بذاكرته للماضي، لشئٍ مُنذ ثماني سنوات، يتذكر بعض المشاهد التي كانت بينه وبين أخيه.


أسر بتوتر : أنا متوتر أوي يا داغر، أول مرة أقابل بنت، لأ وكمان هطلبها للجواز!!


داغر : أسترجل شوية يا أسر متبقاش طري أوي كده!!


أسر : مش عارف، طب البدلة حلوة؟ شكلي حلو؟ دقني كويسة؟ البرفيوم ريحته حلو؟


داغر : يا إبني والله كلوا كويس وتمام، بس إنت خِف توترك شوية، وإتقل حبة، ها إتقل حبة، البنات تحب النوع ده، اتفقنا؟


أسر وهو يرتب چاكيت بدلته بتوتر يحاول إخفائه ولكن محاولاته بائت بالفشل : هحاول يا داغر.


داغر بدهشة من أخيه : أسر إنت بتعرق!! آمال لو وافقت وإتجوزتوا يوم..


أسر مُقاطعًا له : بس بس متكملش، وبعدين لأ بس الجو حر مش اكتر، داغر إنت عارف إني عمري ما عرفت بنات، ولا أتعملت معاهم من الأساس، بس حبيت، و..متوتر شوية بس.

وكمان أه صح..جبتلها سلسلة بإسمها "چوري" هتعجبها صح؟ إنت عارف إني معرفش ف حاجات البنات ودي الي قدرت أجيبها 


داغر بإبتسامة وهو يبث الطمأنينة بداخله : هتعجبها يا أسر، يلا يا بطل، روح قابلها.


إبتسم له أخيه وإحتضنه بينما ربت داغر على ظهره بحب شديد ونظر له وكأنه يحمسه على أن يتشجع ويذهب للقاء تِلك الفتاة التي دق لها قلب أخيه لأول مرة.


رجع داغر من ذكرياته ونظر للأمام بحدة، وقام من مقعده الجلدي و وقف أمام إحدى الجوانب بمكتبه، وأزال إحدى الكُتب وأدخل رقم سري وفُتِح الباب ودلف للداخل..


نظر بحدة لِتلك الفتاة الجالسة على الفراش، ف الباب الذي فُتِح للتو، كان مؤدي لغرفة نوم سرية بقصره، لا يعرفها أحد سِواه.


نهضت الفتاة من على الفراش وأردفت بغضب : عاوزة أخرج يا داغر، زهقت، إنت حابسني هنا بقالك 3 شهور!! حرام عليك!!


داغر بحدة : أهو ناقصلك 6 شهور وتولدي وأقتلك وترتاحي من الحبسة.


رسيل بغضب : طيب ع الأقل الـ6 شهور دول خرجني فيهم، زهقت بجد.


داغر وهو يقترب منها بخطوات سريعة بينما هي رجعت للخلف بخوفٍ شديد منه وجسدها كله بات يرتجف من شدة خوفها وأردفت بخوف : خلاص آسفة والله.


وقف داغر أمامها واردف بسخرية : أما ف الاخر هتخافي بتتكلمي ليه!؟

قولتلك من الأول، هتولدي تجبيلي الولد وهقتلك يا رسيل، فات 3 شهور، ناقصلك منهم بس 6 تولدي وأريحك، مش من حبستك بس، هريحك من الدنيا كلها.


مد يده وهو يرفع وجهها وينظر لأعينها الباكية وهو يقترب من شفتاها، قبلها برقة وإبتعد عنها مرة أخرى وأردف بهمس أمامها : إتفقنا يا روحي؟


رسيل ببكاء : إنت مش طبيعي، إنت شيطان يا داغر صدقني إنت شيطان.


دفعها داغر بحدة أسقطتها فوق الفراش وأردف بتحذير : صوتك مسمعهوش تاني يا رسيل، مفهوم؟ وإلا إنتِ عارفة عواقبي عاملة إزاي.


رمقها بأعينه القاتمة التي باتت تُخيفها بشدة بينما خرج مرة أخرى وأغلق الباب السري خلفه، وجلس خلف مكتبه مرة أخرى بهدوء، ينتظر قدوم نورسين.


في ڤيلا الفيومي.


فرح : خالو هيوصل إمتى يا زياد؟


زياد : قالي الساعة 4 هيكون فالمطار.


فرح : طيب تيجي نروح نجيبهم؟ أنا زهقت وعاوزة أخرج من البيت شوية.


زياد بتفكير : ماشي تعالي، فاضل ساعتين ويوصلوا نكون إحنا وصلنا المطار ليهم.


فرح : أوك هلبس وأنزلك.


صعدت فرح لغرفتها وإرتدت ثيابها وبعد وقت نزلت للأسفل مرة أخرى وفي طريقها قابلت شاهندا التي أردفت : بردوا إسود يا فرح؟


- معلش يا خالتو أنا كده مرتاحة


- يا حبيبتي حُزنك ف قلبك مش بالألوان، والحزن مش بيقل مع اللون الأسود، يا ريته باللون والله، روحي يلا غيري اللون ده.


- خالتو معلش ريحيني.


- ريحيني إنتِ يا قلب خالتو ويلا، وكمان أنا جاية معاكوا، لينا وحشتني أوي وحابة أستقبلها من المطار، وريحيني يا فرح وغيري هدومك.


فرح بتأفف : يا خالتو.


- يلا يا فرح وإلا هنروح أنا وزياد وخليكِ إنتِ ف البيت وكمان كنت بفكر من المطار أحجز ف مطعم ونتغدى فيه قبل ما نيجي البيت، ونغير جو شوية.


- حاضر يا خالتو هغير هدومي وأجي.


شاهندا بإبتسامة : شاطورة يا قلب خالتك، وبعدين إيه خالتو خالتو دي؟ أنا كبرت خلاص يعني؟


- لأ طبعًا يا شاهي، وإنتِ بتكبري أصلًا، معروفة عند الناس كلها الأيام تمُر هما يكبروا، لكن عندك إنتِ بتصغرك مش بتكبرك.


شاهندا بمشاكسة : يا بكاشة بتثبتيني؟


فرح وهي تهز كتفيها ببراءة : لأ والله دي حقيقة.


- طيب يا حبيبتي يلا غيري عشان منتأخرش.


- حاضر مش هتأخر.


مر الوقت وكان الجميع وصل للمطار، بينما على الجانب الآخر..


نورسين شعرت بدوار شديد يُهاجمها بعدما نزلت من الطائرة هي ومالِك ولينا.


أمسكت بذراع مالِك بشدة بينما أردف هو بقلق : نوري، نروح ع المستشفى؟


نورسين : لأ أنا بس دوخت حبة، من الطيارة متقلقش، وخلاص بقيت كويسة؛

عاوزة بس ادخل الحمام.


مالِك : ماشي يا نوري.


ثم وجه حديثه لـلينا : لينا إدخلي معاها معلش.


- حاضر يا خالو.


وقف مالِك بإنتظارهم بينما دلفت نورسين ولينا للمرحاض.


مر وقت ليس بقليل وهو يقف بقلق شديد، لم يخرج أحدًا منهم حتى الآن، أحدث شيئًا لإحداهم؟ لا يعرف ماذا يفعل ولا يقدر على الدلوف للداخل.


كان يقف بحيرة والخوف ينهش بقلبه، مر وقت آخر وخرجت لينا بسرعة كبيرة ترتمي بأحضانه وتشهق بخوف، بينما اردف هو بخوف : لينا فيه إيه؟ نورسين فين؟


لينا وهي تبكي بخوف كبير : ف..فيه واحنا خارجين إتنين ك..كانوا جوه لابسين وشوش وخدوا نورسين يا خالو.


الدنيا توقفت من حوله، زوجته تُأخذ وهي معه مرة أخرى!! للمرة للثانية لا يقدر على حمايتها!! أليس هو مالِك الفيومي الذي ترتعد لهُ الأذان عِند سماع إسمه فقط؟ كيف ذلك وهو لم يستطع حِماية زوجته حتى!!


إنقلب المطار رأسًا على عقب بحثًا عنها ولكنه لم يجد شيئًا، وكأن هُناك بابًا سحريًا فُتِح أخذ زوجته وإنغلق مرة أخرى، كاميرات المراقبة حتى لا يراها بِها، كيف ذلك!! 

                الفصل الحادي والعشرون من هنا

 لقراة باقي الفصول اضغط هنا



تعليقات



<>