أخر الاخبار

رواية صفقة حب الفصل الاخير بقلم رضوي جاويش


 رواية صفقة حب 

بقلم رضوى جاويش

 الفصل العاشر والأخير


كان صراخ الصغيرين، يصل اليه وهو يترجل من سيارته، ليندفع فى محبة، 




ليلتقط الكرة التى قذفها

احدهما، وهو يركلها من جديد، ليسلمها يوسف فى

مرح، ويبدأ مع محسن، احد أشواط مباراتهما المعتادة، ليستبد الغيظ بالطفلين، لأنهما لم يحصلا

على كرتهما، وينفجرا فى البكاء..


-أنتما، لا حل لكما، دوما ما ثيرا غيظ الصغار، كفا الان، وأعيدا لهما، كرتهما، هكذا هتفت    مودة فى غيظ مماثل لغيظ توأمها، المتعلق الان ببنطالها، يشكو 


لها، سرقة أبوهما، وخالهما للكرة خاصتهما..

لكن، لا احد يبالى بأوامرها فى هذا البيت، فصرخت من جديد، : - أعيدوا الكرة، الأن، وإلا..

هتف محسن ساخرا: - وإلا ماذا، يا مودتى..!؟.


-سأتى وأحضرها بنفسى، قالتها مغلفة لهجتها ببعض الحزم، 


وهى تصرخ، ليعلو صوتها فوق صراخ الطفلين..

-فلتأتى اذن، قالها محسن مشاكسا..

لينفجر يوسف فى نوبة من الضحك، وهو يعلم ما سيأول اليه الوضع، فكم تكرر هذا المشهد..



وكم ستتكرر النهاية بالتأكيد، لينسحب بهدوء



حاملا الطفلين للداخل، وهو يرى مودة تهب مندفعة

لتثأر لأطفالها...


-أنهما طفلاك يا محسن، لما تثير غضبهما..!؟، صرخت مودة، 


هات الكرة، ولم تنتبه ان صراخ الطفلين لم يعد مسموعاً..

-لانكِ تهتمين بهما اكثر منى، أجاب محسن متصنعاً الحزن، والعتاب يرتسم على محياه..

-أنهما اطفال، لابد من العناية بهما، أكدت فى اصرار، وقد هدأت نبرتها الغاضبة قليلا..

-لكنى ابنك البكر، أليس كذلك..!؟، سأل محسن متخابثاً، وهو 



يجذبها لاحضانه، ويهمس فى اذنيها.


وابنك البكر، فى حاجة لقليل من الدلال، فهيا دللينى..

انفجرت مودة ضاحكة،   وهى تراه يغار من اهتمامها بأطفاله، 


لتتحرر من بين ذراعيه، تجذبه للداخل..

وهى تقول، : - لا بأس بقليل من الدلال، وأتعشم الا يفسدك دلالى...

وفجأة، تبدأ السماء، فى بكاءها، لتلثم بضع قطرات.


وجنتىّ مودة، فتتوقف فى فرحة، وهى تنظر لمحسن فى 



ترقب، واستعطاف، ليتنهد فى استسلام، فتندفع فى سعادة 


طفلة، تستقبل المطر، كيوم    عيد، ويظل هو قابع فى مكانه، 


يترقبها، وكأنه يراها للمرة الاولى، بمعطف وردى، تحيي المطر، مرحبة

لم يستطع الابتعاد، فاندفع اليها، يتلقفها بين ذراعيه

لتنظر اليه فى عشق، وهو يتمايل بها، على أنغام

المطر، وإيقاع زخاته، يهمس فى اذنيها..

ببضع أبيات من قصيدة، حفظها لأجل عينيها...


حبك يا عميقة العينين

تطرف، تصوف، عبادة

حبك مثل الموت والولادة

صعب بأن يعاد مرتين

عدي على اصابع اليدين ما يأتي

فأولاً حبيبتي أنتِ، وثانياً حبيبتي أنتِ

وثامناً، وتاسعاً، وعاشراً حبيبتي أنتِ

انتهى من قصيدته، لتفغر   فاها، وهو يضع حول جيدها، قلادة رقيقة، على شكل مظلة، ليهمس، هذه من اجل حورية المطر..

واخيرا..

توقف المطر..

لكن، اى منهما، لم يتوقف قلبه..

عن العشق، عن الامل، عن الحياة..


                          تمت

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-