رواية اكون او لا اكون الفصل الحادى عشر11بقلم فوزية عزام


 روايةأكون_أولا_أكون

بقلم فوزية_عزام

الفصل_الحادي_عشر


‏ إنّ رباً بعـزته التي لا يتعاظمُها شيء، دبَّر هذا الكوكب الضَّخمْ

 وسيره لتتم منافعه على عباده، قادرٌ على تدبير شأنك، وتسهيل 

صعبك، وسَوقِ حظوظ النجاح إلى قلبك مهما شقّت عليك لو استعنت

 بعزته واستهديت بعلمه وسلمت لقدره وأيقنت بأن كل ما يسوقه لك هو

 مجامع الخير حينئذٍ فقط تسلم أنه إن أراد شيئاً عطل قوانين الطبيعة..

...فلا البحر يُغرق ، ولا النار تحرق ،  ولا الجبل يعصم ولا الحوت يهضِم ، وحتى العذراء تلد 


صباح جديد يطل علينا حاملاً بين ثناياه أحلاماً  وأخباراً جديدة ...

.كعادتها تجلس من صلاة الفجر إلى الشروق.....تبتهل الى الله تبثه همها

 وشكواها وتستشعر رحمته ورضاه 

أنهت أذكارها همهمت آمرة بحنان.....يلا يابنت صحي اخوانك خليهم يفطروا 

ويصحصحوا وراهم امتحان 

خرجت مريم  من المطبخ حاملةً بين يديها طبقاً يحتوي قطع من 

 البطاطا المقطعة بشكل مربع متشابكة مع بعضها  البعض بفعل البيض 

الذي التف حول كل قطعة همهمت متسائلة .....

ستي ....هيك منيحة لمفركة....عملتها مثل ما كانت رسل تعملها 

رد ت رحمة بحنان ....أه منيحة يسلم إديكي ......روحي بسرعة صحي وتين 

قاطعها صخر الذي دخل حيز المكان قائلاً .....

لاء.....أنا بصحيها.....بدي أحكي معها كلمتين 

هتفت رحمة ....هلا وغلا بالغالي الحمد لله على سلامة أبوك يما ....الحمد لله الحمد لله 

وضع من يديه الأكياس التي كان يحملها واقترب مقبلا يد جدته.....أخذته في حضنها تبث نفسها بعض من الطمأنينة

هتفت مريم .....الحمد على سلامة عمي 

رد صخر .....الله يسلمك .....

جلس بجانبها بينما ذهبت مريم لتنهي تحضير طعام الإفطار.....

تسائلت رحمة .....ها شو قال الدكتور طمني ؟

رد صخر موضحاً ....والله ياستي لسى بدو كم يوم بس الحمد لله في  تحسن واضح .....عمي أبو راشد وقصي عنده ....طلعت أكمل شوية إجرائات في المغفر

همهمت محاولةً استعطافه .....يما أنا بمون عليك صح 

رد من فوره.....بتموني على رمش العين

هتفت بسعادة.....يحميلي العين وصاحبها يارب.....شوف يما .....أنا عفيت عنه يما مين ما كان .....نذرت نذر لله 

همهم صخر موضحاً....

.طلباتك أوامر .....بوعدك غير واجبه ما يوخذ وبعد هيك بسلمه لشرطة 

همهمت برجاء .....

صخر ياستي لا دخل حالك بسين وجيم .....سلمه لشرطة وخلص 

هتف برفض....

..مش قبل ما يوخذ واجبه 

هتفت باستسلام ....

....أمنتك ما تزيد عن الواجب  

ابتسم لذكاء جدته.....فهي فهمت ما رمى إليه اقترب منها مقبلا جبينها قائلا

....بس عشان أكون صادق معك واجبه وحلوان السلامة كمان

......غير هيك والله بمووووت ستي

هتفت رحمة بحنان

.....سلامة قلبك من كل ردي.....بس يما لا تخلي الغل والحقد يتحكم فيك

.....شوف الموضوع من زاوية ثانية ....يمكن هذا خير الك ....

تساءل مستغرباً.... خير إلي.....أنا؟؟؟

ردت رحمة بذكاء وحنكة  ......آه خير إلك مالك مستغرب .....

.وهو المنكوب عمل عملته إلا لما شاف  أبوك وأمك لحالهم وما إلهم سند

.....طمع فيهم وصار الي صار .....لو كنت موجود....

.ولا أقولك خلص إحنا اتفقنا ما افتح هالسيرة ...ماراح أقولك 

 إرجع وضلك حوالين إمك وأبوك .....إنت حر بحالك ......أنا من اليوم 

طالع بدي أخلي إبني جنبي والي يزعل يزعل....كل واحد فيهم عنده

 ولاده حواليه إلا هو قاعد لحاله ........

هتف صخر بمكر يوازي حنكة جدته ..... ومن متى بتلفي وبدوري يارحمة 

هتفت نافية.....وله....أنا بلف وبدور

رد بمكر.......آه بتلفي وبدوري بس بحب أطمن قلبك.....وأريح بالك

.....وين ما أبوي بكون أنا بكون يعني راح تستقبليني أنا وياه

هتفت مستبشرة ......ياهلا وغلا ولك إن ما وسعتك الدار بشيلك بعيوني 

نظر لها بزاوية عينه وشبح ابتسامة ارتسمت على شفتيه متأملاً

 ملامحها المستبشرة همهم قائلاً.....رحمة سيبك من اللف والدوران ....

.مش لابقلك صراحة....ست صخر بس بتأمر وما بتطلب 

هتفت بانشراح ....يدوم عزك ونبضك ياستي.... حبيب قلبي ونور عيني أنت

دخل رعد قاطعاً خلوتهما قائلاً بغيرة .......أيواااااااااااااه مسكتك مسك اليد.....أنا عمرك ما قلتيلي نور عيني...

..ولا الغزل لناس وناس

اقترب كمثل ابن عمه مقبلاً يدها وجبهتها ....همهمت بغيرة مصطنعة ....

..هي مرتك بتتغزل فيك شو بدك مني.... مهو أنت من يوم ما تجوزت نسيت رحمة وأم رحمة كمان 

همهم نافياً.....له يارحمة أنت الأصل ....وما الحب إلا للحبيب الأولي

همهمت رحمة بمكر..... والله .....خليني أنادي سوزي إذا هيك 

نظر لصاحبه الشارد بزاوية عينه وهتف مرقصاً حاجبيه......لااااااا بعرضك

 ....مهو علشان البوبو بديش نفسيتها تتأثر....بتعرفي يعني مرتي حاااااااااامل وبديش تتعب 

هتف صخر مستغرباً......عنجد.....سوزان حامل !!!

ردت رحمة موضحة.....آه يما البنت طلعت حامل 

صدح صوته المعترض .... بنت ؟؟؟!!!!مين ؟؟؟!!!!!......حاااااااامل وبنت!!!! شو مالك يا حجة ...صحصحي معنا

اعترض صخر بحمية.....وله احترم حالك لأكسر راسك سامع 

همهم رعد ببرود ..... ليش معصب يازلمة....كل هاد لأني رااااااح أخلف قبلك 

أزاحه صخر من أمامه بغيظ قائلاً..... يازم روح ....ما أزنخك .....ليش دمك خفان لهدرجة

رد بخبث....أختك.....حلت علي

 عاد ليرقص حاجبيه مغيظاً صخر ليهتف صخر بغضب  

ستي والله بضربه شوفي كيف  قاعد بستفزني ترى أنا من غير اشي مش طايق حالي 

قهقهة رحمة بمرح قائلة.....ولا تعصب ولا عبالك  عادي ....بتقدر تلحقه بدل الخطبة بنعملها جيزة

هتف رعد .....مهما حاااااااول راح اخلف قبله يا حجة .......رااااااح أصير بابا  بتعرفي شو يعني قالها باستمتاع تام ليقطع صخر استمتاعه قائلاً باستهزاء ......

لاء بتعرفش شو يعني بتعرف شو يعني ماما بس .....بعد هيك قرفتني حالي تناول أكياسه وصعد الى غرفة وتين

بينما رحمة أخذت تعاتب رعد ....وله ليش بتغيظه أه

هتف باستغراب .... مش هيك إنتي بدك

همهمت رحمة متسائلة .....أنا وله

همهم موضحاً.....آه إنتي....مش طلبتي أقنعه يتجوز .....هيني بقنعه

ردت ....هيك بتقنعه يا حمار

أجاب ....آه ولاااااا....أنا بقوله عن محاسن الزواج وفضيلته وأهمها تكوين الأسرة....يعني بحمس فيه ....شو مالك يا رحمة 

دخل قصي هو الآخر مسلماً على أمه هذر معترضاً.....رحمة بعينك وله احترم حالك 

هتف رعد ....ما تدخل بيني وبين ستي ماشي

تساءلت رحمة ....ليش تارك أخوك لحاله

وضح قصي....إخواني عنده  أنا جيت علشان يارا.....قصدي ليث عنده تطعيم السنتين يما وضروري يوخده

لوت رحمة فمها قائلة.....والست الهانم بتعرفش تروح لحالها لازم توخذك مدالية على جنبها 

هطمهم قصي بارتباك .....مهو يما....أنا ما بحب تطلع في التكاسي .....وكمان الولد بضل يعيط بده إياني بسكتش معها....مسكين راح يغزوه إبرة يما

هتفت رحمة بغيظ.....ريتك جيت طرح يما .....قال يغزوه إبرة قال.....

هتف رعد متسائلاً..... مالك يا رحمة ليش معصبة هاد ابنه محاسن الزواااااااج 

همهم قصي معترضاً.....هو الخلفة محاسن الزواج؟؟؟؟؟ .....مين لحمار الي قلك

هتف رعد .....أنت.....مش قلتلي أحلى اشي بدنيا لما تسمع ابنك بحكيلك بابا

همهم قصي باستسلام .....معناها أنا حماااار .....

ما تأخذني مكنتش متوقع أنه يجي يوم وآكل كف خماسي يعمي بصري لا وكمان يتف علي كل ما يزعل مني....وكلو كوم ولما يضل صاحيلك مثل عملك الردي لا عارف تنام ولا عارف تنيمه......ساعتها بتعرف المحاسن والمسااااااوء على أصوووولها 

هتفت رحمة مؤنبة.....وله يا قليل الأدب ذابح حالك على النسواان أنت....الي بدو الدح ما بقول أح.....بكرة لما يكبر وتشوفه شب إن شاء الله بتنسى تعبك وتتباهى فيه

همهم قصي بقهر..... هاد إذا  ضليتني عايش ....هاد الولد راح يطلع كل

 عمايلي السودة على بدني .....مبارح ما تركني أنام ...... قال شو بدوش أنام جنبه 

...وكل ما أقول غفي وأحط راسي على المخدة بصحى مثل لقرود وبيضل يندب لاء نام هون..... بالأخير طلعت نمت بالصالون استسلمت 

همس رعد بقلق....عنجد بتحكي.....الشغلة فيها رقاب يازلمة طمني 

همهم قصي مؤكداً.....اطمن راح يندعس على رقبتك وتنام على الوسادة الخالية.....كمان 

تساءل رعد ......ياحبيبي.....طيب بنفع أرجعه 

أجاب قصي نافياً.....للأسف فات الآوان وقعت الفاس براس يامعلم 

هتفت رحمة.....قوم وله  نادي خوانك مش ضايل الا ساعة للامتحان.....بكفي لت وعجن 

خرجت من المطبخ تحمل بين يديها مناقيش الزيت والزعتر ذات الرائحة الزكية.....حينما رأته  تقدمت نحوه بسعادة هاتفة بوله.....قصوووصتي أجيت؟؟

لوت رحمة فمها قائلة ......آه يختي إجى .....هو بقدر يرفضلك طلب

ردت يارا بحنكة......ربي لا يحرمني منه ولا منك مرت عمي

هتفت رحمة بنزق.....خلصي روحي نادي البنات وتعالن إفطرن .....بس شاطرة بصف الحكي 

مال رعد على قصي هامساً ......مرتك راح تجلط ستي .....أنا بحكي علشان السلامة العامة خذها وروح على داركم.....علشان ستي......وعلشااااااانك قالها غامزاً

أجابه قصي بصوت خفيض.....يازلمة صاير تفهم.....حكم ياعمي

همس رعد مؤكداً.... علشان تعرف أنه قلبي عليك.....وبالله عليك ادعيلي الله يفرجها علي ....أخوك بالله مزنوق

قهقه خفيفة صدرت منه متسائلاً.... ولك هو أنت الحقت....

أجابه بهمس ......بتفكرها قليلة....هاااااي أخت صخر وما أدراك ما أخت صخر.....إنت إدعيلي وما عليك 

رد قصي .....الله يكون بعونك.....ترى النسوان بالحمل بتضرب فيوزاتهم......اشي طبيعي....طول بالك إشوووي 

قالها ناصحاً ليرد رعد مؤكداً......هيني مطوله ....بس الظاهر  لازم أعمله وصلة  ......

قهقه قصي قائلاً بغمز...... محاسن الزواج يا أخي تحمل 


أما ذلك الذي صعد يحمل أكياسه إلى الطابق الذي يحتوي غرفتها ....دق الباب مراراً دون مجيب .......قلق اجتاحه عليها أمسك مقبض الباب ودفعه بخفة ليجدها مفتوحاً ما إن شرع على وسعه حتى ظهرت له محتويات الغرفة بوضوح التقط هيئتها بسرعة وجدها تجلس على حافة النافذة تضم قدميها إلى صدرها محتضنةً رأسها...بدت وكأنها تبكي تقدم بخفة وضع الأكياس من يده على السرير الذي يتوسط الغرفة .....صوت خرخشة  الأكياس لفت انتباهها....التقطت هيئتها ...ولكنها لم تعره أي اهتمام  أشاحت بوجهها بعيداً عن ناظره لفت مسحت دموعها وارتدت قناعها وتحضرت للمواجهة .....أقترب منها متساءلاً.....

ليش بتعيطي

هذرت بغل.....أولا ما بعيط ثانيا حتى لو بعيط ما دخلك ثالثا أنا ما سمحتلك تدخل صح ولا هاد مو عيب العيب بس إني أكشف راسي .......

هذر صخر بعصبية اشتعلت فيه بسبب تلك النبرة التي حادثته بها ......إحكي معي بأدب وصوتك وطيه.....أنا دقيت الباب ألف مرة وفكرتك مش هون علشان هيك فتحت الباب أحط الأغراض مش أكثر.....

حدقت به هاتفةً بغيظ...... والله .....عنجد.....طيب ماشي....هيك حطيتهم .....مع السلامة إذا

أخذ نفساً عميقاً محاولاً السيطرة على تلك الرغبة في احتضانها ولمسها والتي باغتته فجأة أغمض عينيه واستدار ينوي الخروج قائلاً....مش ضايل إلا ساعة للإمتحان .....إلبسيهم قالها مشيراً للأكياس التي أحضرها وأردف قائلاً.....لا تتأخري 

فهمت أن ما تحويه الأكياس هو ذات الشيء الذي ينوي فرضه عليها 

رفعت رأسها بشموخ وهتفت من خلف ظهره ...ياريت توخذهم معك.....لانهم ما بلزموني ....عندي لبس مو ناقصني وأصلاً أنا لابسة وجاهزة 

نارٌ اشتعلت في جسده ...... كيف لها أن تخرج بتلك الكنزة الحمراء التي عكست لونها على خدودها البيضاء مظهرةً لون عينيها بحرفية عالية ولم تكتفي بهذا الحد بل ارتدت بنطالاً من الجينز الأسود رسم مفاتنها بحرفية وضحت زيادة وزنها بتقنية التفت لها أمسك ساعدها بقسوة هاتفاً بغضب.....

غصب عنك وعن أبوكي بقبره راح تلبسيهم....اسمعي ترى إنتي ما شفتي وجهي الثاني لا تجبريني أفرجيكي إياه

انتفض قلبها من قسوة صوته ......حاولت سحب يدها منه لكنها لم تستطع هتفت بقهر.....ترك إيدي....لا تلمسني أبداً...ولا تخاف بنسبة لوجهك الثاني شفته .....بتحرم وبتحلل وقت مابدك ....وعلى كيفك....أنا مش مستعدة أعمل إشي مش مقتنعة فيه......الدين مش شال على الراس ....وإذا بدي ألبسه علشانك ما راح ألبسه ...الشغلة  مش غصب 

عاد ذلك الشعور صخر يراوده شيء ما ينازع روحه يطالبه بإلحاح شديد لضمها ........رجفة قوية ضربت جسده سيطر عليها بمهارة هتف بعصبية تداري ذلك الإنقلاب الذي أعلنه جسده .....أه غصب ....ومن هون ما إلك طلعة لا على إمتحان ولا على غيره إلا لما تلبسي حجاب والجلباب كمان أنا هيك بدي ... سوءً عجبك أو ما عجبك  وسواءً إقتنعتي أو غصب عنك 

هتفت بغضب ناظرةً لمقلتيه الجاحظة بتحدي ....

عادي بتفكر حالك بتهددني.....مابدي أطلع من هون....والإمتحان ما بدي  أقدمه .....وأعلى ما بخيلك أركبه 

نفض يدها من بين مخالبه قائلاً بعصبية.....خلص براحتك  .....ضلك قاعدة هون ومهل عليكي لما تقتنعي  

أدار وجهه ينوي المغادرة....استوقفته بكلماتها المبعثرة وصوتها المقهور .........إلي بسمعك بصدق .....وين كان الدين لما عبطت الست صاحبتك وبوستها.....ولا الدين على مزاجك وقت مابدك حرام وقت ما بدك حلال 

ترجع عن مغادرته هاتفاً .......أنااااااااا!!!!!!!

هتفت مؤكدة.....آه أنت شو بدك تكذب كمان....بعيني هاي شفتك نازل سلامات وآخر اشي ضميتها هاد وأنت في المستشفى

شعور لذيذ انتابه عندما لاحظ غيرتها عليه .....نفساً عميقاً أخذه وحاول مهادنتها قائلاً..... قصدك عن ميرنا.....هاي شريكتي.....كل الي بيني وبينها شغل وبس 

هتفت بغيظ .....بالله جد.... شغل ؟؟!!!!!.....ومش حرام تسلم عليها ولا حرام إضمك صح 

همهم مرتبكاً.....هي بتعرف إني ما بسلم ...بس البنت من خوفها على أبوي نزلت بأول طيارة على  الأردن وأنا ما كنت مركز نسيت وسلمت عليها 

هتفت بتملق .....آااااه من خوفها على أبوك!!!!حنوووونة .... وعادي تشتغل مع وحدة قليلة أدب صح  فش مشكلة....لبسها ومكياجها وعطرها الي لهلا ريحته بأواعيك عادي


ارتد قلبه من ارتجافة وجهها الغاضب أما تلك القطرات التي أخذت تتشكل في عينيها حبست أنفاسه وفكرة أنها تشتم عطره وتحفظ تفاصيله عادت تراوده لاحتضانها وليس هذا فحسب بل شعور غريب عليه بفرض على ناظريه التوجه لشفتيها لإشباع رغبةً لا يعرف كيف تولد فيه  .....اجتث نظراته المتعلقة بها وأشاح بوجهه بعيداً عنها....همهم بارتباك استطاع إخفاءه بمهارة  .... 

أنامش مخول أحاسب الناس ....هي مش مسلمة أولا وحتى لو مسلمة أنا ما إلي عليها .....مرتي وأختي وأمي.....هدول مسؤولين مني بس والباقي منهم لربهم 

هتفت بغباء.....بطلت بدي إياك بعدين أناااااا أساسا مو مرتك ماشي.....خلص كل واحد يروح بحال سبيله غلطة ولازم أصلها 

أخذ نفساً عميقاً عله يسيطر على ذلك الإنقلاب الذي أعلنه جسده رافضاً كل ما يمليه عليه عقله مؤمناً على طلاب قلبه التي توافقت مع رغباته......عدة دقائق مرة قبل أن يهتف بثبات ..... بأحلامك....إنتي اخترتي إتحملي نتيجة إختيارك  

رما كلماته تلك وخرج طارقا الباب خلفه .....جلست تلعنه وتلعن غباءها ....كيف فكرت بربط نفسها بوحش غبي متحجر متصخر مثله .....هبط مسرعا نظر إلى جدته قائلاً بجدية تامة .......خلص أنا موافق إلي بدك إياه بصير.....ثم تناول إحدى سجائره وهم ليلتهمها ....استوقفه رعد قائلاً..... لحظة....شو بتعمل....إذا سمحت دخان هون ممنوع مرتي حاااامل وأنا بخاااف عليها

جحره بعينيه المشتعلتين ودون أي كلمة انسحب لخارج المنزل.....

نظرت سوزي لزوجها هتفت مؤنبة.....رعد.....ليش هيك 

رد بوله .....مالك يا قلبي .....عشان صحتك وصحة إبنا 

قالها غامزاً لتخفي وجهها بين كفيها هامسة .....رعد خلص

هتف قصي مستغرباً.....طيب أنا ما فهمت اشي ....شو الي بدك إياه يما 

همهم رعد بملل......ييييي علينا لازم تفهم كل اشي ....قلتلك ستي بدها إياه يتجوز دغري بدهاش خطبة

لوى فمه وأجاب متسائلاً......يا حبيبي إذا هيك بدو يتجوز !!!!!!هاد إذا بدو يطلق شو راح يعمل ؟؟؟؟

قهقه رعد قائلاً.....يمكن يولع فينا بدل السيجارة 

اعترضت رحمة .....تف من تمك وله....قال يطلق قال

استقام سيف منهياً إفطاره قائلاً.....لين قومي نادي وتين مش ضايل إلا نص ساعة خليها تفطر وتلبس يلا....

تسائلت رحمة.....ليش مستعجل ....طول بالك يوه 

رد يوسف الذي كان يأكل على عجل ...... ستي إذا تأخرنا دقيقة وحدة بحرمونا من الإمتحان ....وبدنا نوصلها بالأول على قاعتها  بعدين نروح على قاعتنا 

همهم رعد مطمئناً.....خلص أنا بوصلكم بسيارة ..لين قومي نادي وتين  يلا 

صعدت لين لتناديها ولكنها صرخت بها رافضة ...عادت أدراجها لتخبرهم بردها مهمهمة بنزق  ......

وأنا شو دخلني  ....ثاني مرة ما بطلع أناديها لو أموت نازلة تصرخ علي 

تساءلت رحمة ....ولك إم لسانيين مالك بتبرطمي

هتفت لين .....بدهاش تروح على الامتحان 

رددت رحمة بصدمة.....شووووووو....... روحي قليلها ردي على ستك

هتفت لين رافضة.....ما دخلني  قاعدة بتصرخ علي 

اعترض رعد قائلاً.....لين....كيف بتحكي هيك مع ستي ....قومي بسرعة 

استقامت يارا قائلة.....لا خلص أنا راح أناديها .....

طرقت الباب عدة مرات دون مجيب وبعد عدة محاولات جاء صوتها المجنون صارخاً.....بددددددديششششش أرووووووح 

فتحت يارا الباب قائلة بحنان .....ليش العسل معصب أه 

ما إن التقطت هيئتها حتى همهمت متأسفة...أنا....أسفة ....فكرتك لين

تقدمت يارا نحوها لاحظت انتفاخ عينيها ابتسمت قائلة....  يلا ياعسولة ....قومي البسي

هتف وتين بعفوية.....مابدي ....مش رايحة....خليه يرتاح 

باتت محاولاتها لكتم دموعها واضحة وإصرارها على منع شهقاتها من الظهور جليلة .....اقتربت منها يارا ربت على كتفها بحنان وبدأت تحاورها بمهارة اكتسبتها من خلال عملها كمرشدة نفسية ....إهدي حبيبتي. ....مافي حدى بستاهل تبكي علشانه ....إرفعي راسك فوق....هاي وتين الي سمعت عنها وعرفتها....قوية وقد حالها....وتين الي لو خسرت جولة لازم تكسب جولات صح.... لا تسمحي لأي شيء يمنعك من النجاح....الإمتحان لازم تقدمي.....لازم تنجحي وتاخذي شهادتك مهما كان 

ضعف كبير استولى على جسدها ووهن شديد حاوط قلبها همهمت بقهر.....على الفاضي والله على الفاضي....أنا ما كنت عارفة أنه راح يصير هيك

همهمت يارا متسائلة.....مش فاهمة شو قصدك وتين 


كتمت بوح روحها التي تصرخ مطالبةً به......مرحبةً بعذابه ....راضية بجبروته .....متعلقةً بعينيه ....مشتاقةً لعطره .....مغرمةً بأنفاسه ......أخذت تبكي من هول ما أصابها .....حرب نشبت بينها وبين روحها .....ونيران الحب والحرب اشتعلت في قلبها ....أنين خافت أفلت ليرافق أنفاسها قائلة بوجع......على الفاضي لو نجحت ما راح يخليني أدرس ....ليش أغلب حالي وأدرس أه ....منعني أطلع .....بدوا ألبس على كيفه أشارت للأكياس المستريحة فوق السرير واستطردت بقهر....إذا لبسي  بدو يتحكم فيه...شو ضل 

مسحت بكفيها الحانية وجهها الغارق بالدموع وهمهمت بحنان وحرفية .....لا تكبريها عاد....إذا على اللبس عادي البسيهم وقدمي إمتحانك ....في فرص ما بتتكرر....لا تضيعيها من إيدك ....أساسا هو ماراح يفرق معه ....إنتي هيك بتعطي مبرر علشان يمنعك تدرسي....لا تضيعي الفرصة من إيدك ....ما بعرف ضعيفة هيك ......وتين ما في وحدة بتخسر أمام رجل مهما كان......بس فيه وحدة ما بتعرف تستخدم أسلحتها مزبوط لهيك بتخسر.....ولك يا غبية .....قصة اللبس حجة بس ولك شكله واقع وما حد سمه عليه .....استقامت ناحية السرير لتتفقد ما تحتويه الأكياس تاركةً وتين تنعم بكلماتها التي بعثت في صدرها الثقة والشجاعة .....استطردت قائلةً بإعجاب......

ياسلاااااااااام شي حلوووو عنجد وااااااو شوفي والله مزوء بجننننه....بتعريني منهم ؟؟؟

لم تجبها ....همهمت من جديد  محاولة تخفيف التوتر الذي بات واضحاً على ملامح وتين .....

إذا على الدراسة غصب عنه راح تدرسي ....هيك كان اتفاقكم صح....قصي قالي أنه ستك شرطت عليه يسمحلك تدرسي .....الشطارة تستغلي المواقف لصالحك ...مش تحطمي حالك علشانها.....بعدين يعني ....بصراحة الشب معه حق....إنتي تغيرتي كثير....صرتي أحلى ألف مرة من أول ولك صايرة بتحلي عن حبل المشنقة يا مقصوفة شو هالجمال هاد دخيلوووووه العسل بس

استطاعت يارا  بحنكتها وخبرتها  امتصاص غضب وتين....ليس هذا فحسب بل حولت غضبها إلى طاقة إجابية انعكست على وتين بسرعة قياسية ببراءتها المعهودة وعفويتها  الساذجة قفزت فرحا قائلة

أمانة ....بالله عليكي صرت حلوة...يعني صرت أحلى من سوزي ورسل

قهقهة يارا بسعادة هاتفة..... يبعتلك الهنا ....ليش يعني سوزي ورسل....ليكون مش عاجباكي أنا

ردت بخجل.....لا والله ....إنتي بتجننني ....بس

همهمت يارا موضحة.....وتين ياقلبي ....كل بنت إلها جمالها الخاص وإلي بميزها عن غيرها....مافي وحدة مش حلوة....بس في وحدة ما بتعرف تظهر جمالها.....

وبنهاية الجمال جمال الروح والأخلاق ....على فكرة لو صخر بده  وحدة شقرا مثل أخته كان تجوز زمان مهو عاش اكثر من ثمن سنين برى....ولو بده رسل كان أخذها......بس هو اختارك إنتي لأنه جمالك مميز وشافك غير الكل .....أنا لو محلك ....بعديله إياها .....وبطلعها على بدنه بعدين يوم إله ويوم عليه قالتها غامزة لتهتف وتين بيأس ....أصلاً هو  ما اختارني ....ستي غصبته 

هتفت يارا نافية......لااااااا مستحيييييل ....صخر الي بعرفه مستحيل يعمل شي غصب عنه حتى لو ستك طلبت منه....إنتي لسى ما بتعرفي يابنت .....بدك فت عدس  ....ولك مهو مبين عليه وقع وماحد سما عليه 

خلعت ضربات قلبها الأسود الذي ترتديه وعادت تتراقص فرحاً بثوبها الأحمر ....كادت أنفاسها أن تطلق زغرودةً مهنئة....هتفت ببراءة جمل غير مكتملة  .... عنجد ....مين قلك....لا مستحيل شفته بعيوني ....لو شفتي كيف ضمها.....لا هي ضمته للأمانة بس برضه ليش يقبل....بدي انتقم منه أه....لازم أنتقم 

هتفت يارا على استعجال.....مش فاهمة شو قصدك .....خلص اسمعي .....راح أعلمك كيف تنتقمي منه ...هاد وعد مني .....بس هلا ما ضل إلا ربع ساعة قومي إلبسي وجهزي حالك ......يلا يا قلبي

بعيون يتقافز منها الفرح والإمتنان هتفت ...شكرا كثير 

غمزت بعينها بتواضع.....هاد واجبي ....

هبطت يارا إلى غرفة الجلوس  لتتجه جميع الانظار اليها.....

تسائلت رحمة بقلق.....وينها

أجابت يارا.....عم تلبس .....اشوي وبتنزل

همهمت رحمة براحة......الله يرضى عليكي يارب ويجبر بخاطرك 

أسرت يارا في جوفها ييييي مرت عمي رضيت عني.....والله ياوتين إلك بوسة من بين عيوووونك وأردفت بصوت مسموع مرحبا سلفتي ....كيفك

أجابت ام حسام بنزق.....منيحة ....

تدخلت رحمة قائلة بحنق.....الواحد بحكي الحمد لله وبعدين وينك يختي .....وجهك ولا وجه القمر ما سألتي ولا طليتي 

لوت فمها عن اليمين وعن اليسار ثم أشاحت بوجهها بحنق لمحت وتين وهي تنزل الدرج .....محاولة السيطرة على جلبابها الذي بدت به كأميرة.....كان طويلاً عليها بل طويلا جداً مع أنها رسم منحنيات جسدها بدقة  لم تتمكن من إرتداء الكعب العالي الذي أحضره لها صخر...أمسكت أطرافه بيديها خوفا من أن تقع 

رغم أنها قررت تجاهل سؤال خالتها إلا أنها غيرت خطتها ردت بخبث ..... بتعرفي ياخالتي عندي توجيهي وإبني من الأواااااائل بدو يجيب معدل عالي وأنا بسهر على راحته.....أنا ناقصني يرسب مثل غيره....الله يحمي من العين وبعدين والله أول بأول بطمن على أبو صخر حتى إسالي حسام 

انتبهت يارا لما تتقصده سلفتها الخبيثة التي  رمت حروفها عامدة لتزعج وتين ....هتفت بفطنة .....عادي سلفتي إلي ما بجيبها أول مرة في ثاني وثالث ورابع كمان.....الدنيا حظوظ مرة بتصيب ومرة بتخيب

همهمت أم حسام بجوفها بغيظ  .....والله يا عقربة صايرلك محامين دفاااع كمان.....لا ومصدقة حالها لابسة جلباب.....ماركة كمان....هي أخرتها النورية تلبس ماركات.........هتفت بصوت عال متعمدة إحراج وتين .....على  فكرة الشال مو هيك بنلف.....لازم تحطي دبابيس مو هيك مثل  النووور 

همهمت يارا بحنان ...... تعالي  حبيبتي.....أنا معي دبابيس...أيواااااااه هيك تمام.....يلا استعجلي.....شكله هاد صوت زامور سيارة رعد 

خرجت مسرعة لتجد صخر ينتظرها برفقة رعد وأخوانه اللذان أخاذا يتذمران من تأخرها  خوفا من عدم التمكن من الوصول لقاعة الإمتحان في الوقت المحدد 

ما إن التقطت مقلتيه العاشقة هيئتها حتى زفر براحة ....حرقٌ قد نشب في جسده وكان لرؤيتها  فعل الماء الذي أخمد هذا الحريق .....كانت جميلة مبهرة رااااائعة  .....كانت تركض باتجاه السيارة ملبية استعجال أولاد عمها لها وهو ينظر إليها بندم......كانت ك فراشة تحمل ألوانها فوق جناحيها وترفرف بسرعة ......باعثة الفرح والأمل والراحة غي قلب كل من رآها 

عندما اقتربت حاول إخفاء انبهاره بها ....هتف وقد عاد لجديته موجهاً الكلام لرعد الذي فتح لها باب السيارة خلص .....أنا بوصلها

هتفت رافضة.....لاء ما بدي

استقلت السيارة أمام ناظريه دون أن تعيره أي إهتمام

رفع رعد يديه لأبن عمه  باستسلام .....تعبيراً منه  عن إخلاء طرفه ....أغمض عينيه بغيظ  وأشار له أن يذهب لاعناً إياها في سره .....أما هناك في البيت الكبير كانت أم حسام تكاد تموت من غيظها

هتف قصي مودعاً......يما هينا رايحين بدك اشي

ردت رحمة .....لااااا يما الله يسهل طريقك

همهم إبنه ليث بلغة طفولية .....

بدك اثي تيتا 

ردت رحمة بسعادة.....ياروح ستك....إن شاء الله بشوفك شب يارب

هتفت يارا موضحة......مرت عمي .....أنا ما بتأخر....إن شاء الله ما بكون في عجقة

همست لها رحمة بصوت خفيض 

الله  يجبر خاطرك مثل ما جبرتي خاطر هاليتيمة.....الله يسهل عليكي

ابتسامة رضى ارتسمت فوق شفتيها قائلة....الله يديمك فوق راسنا مرت عمي


أحيانا نفعل الكثير والمستحيل لنتقرب من بعض الأشخاص ونثبت لهم حسن نوايانا....ونحاول جاهدين حيازة مكان في قلوبهم رغم ذلك تبوء محاولاتنا بالفشل.....لتأتي أبسط المواقف ودون تخطيط نصل إلى ما سعينا إليه طويلاً ......وأخيراً استطاعت  يارا حجز مقعد في قلب رحمة ......نالت ذلك بإصرارها وصفاء نيتها وسريرتها .....استحقت ذلك بجدارة ......#يتبع 


أراكِ في عيني قمرا

وأراكِ نوراً لا يندثر 

وأراني من دونكِ وحيدا 

وإن كنتِ بين الملايين من البشر ...

وِاعذرينـــــــي سيدتي …حين تخجل حروفــــــــــــي في وصفكِ فأنا بحقل الحب أعد صخر

 أما أنتِ ...وكأنك بئرفيه كل أصناف النساء ....أنوثتك تحتوى كل ماااأشاء أقتربى حبيبتي ولا تبتعدي وأعلمي أن  الحب في قلب الصخر لا تحده سماء


مالي أحدق في المرآة أسئلها بأي ثوب من الأثواب ألقاه

أأدعي أنى أصبحت أكرهه وفي الجفن سكناه؟

وكيف أهرب منه؟ أنه قدري وهل يملك النهر تغير لمجراه؟

أحبه ولست أدري ما أحب به حتى خطاياه ماعادت خطاياه

الحب في الارض بعض من تخيلنا ولو لم نجده اخترعناه

ماذا اقول إذا جاء يسألني إن كنت أهواه؟


كان ينتظرها أمام باب المدرسة التي كانت تؤدي امتحانها في داخلها ....لم يترك سجائره منذ أن تجاهلته وركبت بجانب رعد.....لم يتوقف عقله عن التفكير وقلبه عن الغليان ونبضه عن الخفقان وحال لسانه يصرخ قهراً.....

بجااااانب رعد ....زوجتي أنا تجلس بجانب رعد....سوف أقتله....ونعم سوف أقتلها....وسوف أقتل نفسي ايضا....

ما بك يا صخر...لقد فعلت ما أردت منها......هون عليك لقد ارتدت زيها الشرعي كاملاً ماذا تريد أيضا!!!!!

ولكنها ....كانت جميلة ....جميلة جداً... ومثيرة أكثر وأكثر.....إهدأ قليلا....فأنت فقط من تراها هكذا....ما بك يا رجل ....فأنت في حقل النساء صخر......مالك لا تصتبر ....لم أعد أطيق ....أفقدتني قدرتي على السيطرة حبها يجتث شراييني والأوردة ......والرغبة أحرقت روحي ألا ترى الأبخرة ....

أما معذبته كانت تتنقل هنا وهناك مستفسرة عن الإجابات ....تنهيدة قوية صدرت منها قبل أن تبدأ حريثها النفسي كعادتها ...... 

أوووووف  والله شكلي راح أرسب .....معظم البنات مجاوبين غير عني.....كل من الزفت....أساسا أنا عارفة حالي إني راسبة .....الل.........يييي هاد صخر.... شوووو جابه هون لمحته مرتكزاً على مقدمة سيارته إصطنعت عدم رؤيته وتقدمت أمامها وكأنها لم تراه

شووووو مالك يختي مبسوووطة ....إعملي حالك مش شايفة ....أه صح أنا أساسا مش شايفة.....مهو كله منه ....كل خمس دقايق الشال يسحل وأقعد أرتبه....ما ركزت بالمرة....أه هو السبب راااااااح أرسب بس مش لأني حماااااااارة إنكليزي.....بسببه هوووووووو ....قال is على مين عائد ....وأنا شو دخلني يعود ولا عمره ما يعود....بس لو أعرف  مين حط الإمتحان لأروح أفجره......وتين .....خذيلك طلة  عليه....مابدي .....ليكون ما شافني ......يييييي ...ليكون جاي يتبصبص على  البنااااااات ياهبلة 

كانت غارقةً في حديثها النفسي ومناقشاتها الغبية التي منعتها من سماع منادته .....لم تنتبه له إلا وهو يقطع الطريق عليها هاتفاً بغضب .....مش بنادي عليكي....ليش ما بتردي

ردت بارتباك ...أنا .....ليش.....مين.....متى....قصدي 

كادت أن تقع من شدة ارتباكها وطول جلبابها الذي كانت تتعثر فيه بين الفينة والأخرى.....بدت بداخل جلبابها  كالإبرة في كومة قش ....أمسك صخر يدها مانعاً سقوطها قائلاً.....انتبهي.....كان كسرتي رجلك مرة ثانية

باغتها عطره الذي كاد يتسبب في ضياعها  ولكنها سرعان ما لملمت شتات نفسها وهتفت بغضب 

بعد إيدك عني.....أساسا كله منك ....ورااااااااح أرسب من تحت راااااسك كمان ...الله يوخدني علشااااااان ترتاح 

أخذ يحاول تهدئتها مشيراً لها للمارة من حولهم 

ولك وطي صوتك فضحتينا انجنيتي 

تقدمت إحدى الفتيات منهما على ما يبدو جذبتها وسامة صخر.....همهمت بإغواء .....

ياحلووووووو شو بدك بالنجوم والقمر هوووون غمزت له مشيرةً لنفسها 

انقضت عليها وتين صارخة.....وجع يخلع نيعك.....وحدة قليلة أدب حيواااانة تفوووو عليكي ....إن شاء الله ترسبي يا بقرة........يادبة ....يا ..

سحبها صخر من يدها لعد أن فشل في تهدئتها متجهاً نحو سيارته .....وتين خلص....سيبك منها

هتفت وتين .....تركني عليها بس......

أخذت تتناول الحجارة من على أطرف الطريق بعد أن استطاعت الإفلات من قبضة صخر وترشقها نحو الفتاة ...تقدم صخر مفرغاً ما في يدها من حجارة هاتفاً بجدية......خلص تعالي ... عيب إحنا في الشارع.....

وصوتك معبي الدنيا ...شوفي كيف الكل بطلع علينا....

أمسك بيدها وتقدم نحو الفتاة التي أصابتها وتين بإحدى الحجارة ينوي الإعتذار .....عفوا أنا بتأسف عن....

قاطعتها قائلة بجنون.....تتأسف!؟؟؟!!!!! .... لااااااااا 

اسمعي وله أنا لا بتأسف ولا على بالي سامعة إنقلعي من هون

لم تعر تلك الدخيلة أي اهتمام لما قالته وتين .....جل اهتمامها كان متعلقة بهيئة صخر أخذت تحدق به بوقاحة فجة مما أثار جنون وتين بزيادة .....كان مستمتعاً باشتعالها الذي فضح غيرتها ....كادت تقتلها لولا صخر الذي حال بينهما والذي أمسك بها بإحكام وسحبها إلى سيارته رغماً عنها .....وانطلق مبتعدا تلاشيا لجريمة قتل متوقعة !!!!بينما هي تصرخ بعصبية .....

بقلك نزلني أنت شو ما بتفهم .....نزلني 

هتف بنفاذ صبر ....... خلص بكفي ....لميتي علينا الناس مجنونة ....الله يصبرني بس 

هذرت بحنق ......على شو يصبرك أه .....وبعدين شو جاب حضرتك هووووون .....وأه أنا مجنووووووووونة غيره.......نزلني هوووووون 

مدت يدها نحو قبضة الباب فجأة ليفتح الباب على مصرعه لتنطلق الشتائم لاعنة صخر من أصحاب السيارات المجاورة له والمنطلقة معه على الطريق السريع والتي اصطدمت  ببعضها البعض بسبب فعلة وتين  بينما هو أمسكها بيده اليسرى وحاول السيطرة على سيارته باليد الأخرى هتف بغضب شديد .....الله يلعنك ويلعني معك .....ولك ....استغفر الله العظيم

في وحدة عاقلة بتفتح الباب على الأتوسترااااااااد كنتي راح تموتينا....مشاااان الله إرحمينا....اتفضلي تلاقيهم شبعوا مسبات علي علشان ترضي.....

كاد تهورها  أن يتسبب في  حادث مأساوي  لولا عناية الله .....أقتصر الأمر على اصطدام مركبتين...هبط صخر  ليتباحث الأمور مع المتضررين 

هالها الموقف لم تتوقع ما حصل سكنت قليلاً  إلا أن فكرة أن تموت برفقته داعبت خيالها.....فعلا مجنونة إنتي يا وتين.....همهمت في جوفها .....أحسن حل أموت أنا وياه .....لا إلي ولااااااا لغيري ....هيك برتاح.....يييي بعيد الشر عنه....عجبك هيك هي الزلمة هدااااك معصب ....يييي راح يضربوا بعض.... أحسن إشي أنزل وأعتذر....أاه مهوووو أنا السبب

كان صخر قد إعتذر من الجميع وتحمل كافة التصليحات والتعويضات اللازمة....

كانت المشكلة على  وشك الإنتهاء عندما نزلت تتمختر أمام الشباب موجهة لصخر الضربة القاضية  ........ما فعلته لا يعد جنون لقد تعديت تلك القزمة هذه المرحلة هي الآن  في مرحلة الهوس رسميا ......هتفت بغباء .....

إسمع أبو الشباب ... مش مقصودة خلص.....وعلى شو بدك ٣٠٠ ولك هاي ما بتكلف ١٠٠ كلهم ضوووين يازلمة .... وأنت هاد كحط  بس بدكم تنهبوا العالم .. بدك تدهن سيارتك على  حسابنا .....الله أكبر عليكم....إسمع ....تعال سيبك منهم خليهم يعوووو

نظر إليها غير مصدقا مااااا يسمع ....يعلم جرءتها وجنونها ولكنه لم يتوقع إن تصل لهذه الدرجة.....سوف يقتلها  اليوم بكل تأكيد ....وما أضاع ما بقي من تعقله نظرة أفلتت من أحد الشباب اليها....ليهتف من فوره بغضب ......شباب ....أظني هيك خالصين وبعتذر كمان مرة ....التفت إليها جحرها محذراً ......إركبي 

لم تحاول الإعتراض أو الرفض استقلت السيارة من فورها محدثةً نفسها..... ييييي ليش بطلع فيه هيك....الحق علي كنت بدي أوفر عليه ....ليكون راااكن يوخذهم مني ....والله ما دخلني....إذا هو مضحكة أنا ادفع الثمن ليش إن شاء الله 

ساد الهدوء المكان ....ألجمها خوفها منه وألجمته محاولة  السيطرة على  أعصابه.... لو أطلق العنان لجنونه محال  أن يخرج إلا مجرما .....رن هاتفه كاسراً جدار الصمت الذي التف حولهما أجاب مرغماً ....

ألووووووو  ......أه....معي.....لاء.....اتغدوا انتو.....لاااااا بعيد ....إسمع.....خلص وإطلع عند حسام  ....ورااااي مشوار ضروري.....طيب .....سلام 

همست وتين في جوفها...........الغداااااااااا

يييييي......بدهم يطبخوا اليوم دواااالي  بحبوووو.....

ولك إلي ثلاث أيام ما أكلت مثل الناااس شو ما بتفهههم....أنت هااااي  أبو طويلة ....ارحمني فش إحساس....فش ضمير....دوااااااالي .....وين رايح....يما....شكله ناوي يقتلني....وين ما خدني هاد

هتف مخرساً صوت داخلها .....وبعدين

ردت متسائلة.....نعم.......بتحكي معي ؟؟؟

لم يجبها لتردف قائلة......إذا قصدك شو بدي ....بديش اشي ......لم يجب همهمت في سرها .....ياربي....رااااااح افقع .....استطردت بصوت مسموع .....طيب وين رايح.....أنا بدي أدرس علي إمتحانات

رد بنزق...امتحانك الخميس واليوم السبت لسى معك خمس أيام... بعدين إنتي ليش عايدة التاريخ مش نجحتي فيه 

هتفت بعصبية مطلقةً العنان لجنونها .....وأنت شو عرفك ....مين سمحلك تتجسس علي ....أنا حرة ماشي....ما تفكر إني رديت عليك ولبست الحجاب يعني خلص ......أنا حرة حرة حرة...وأنت ما دخلك فيه....سامع.....وقف السيارة هون بدي أنزل لأني مش طايقك وحاسة إشي بخنق فيه ....راح أموت قهر بسببك راح أرسب والست مرت عمك راح تتشمت فيه والأهم من كل هاد ميتة  جوع الي ثلاث أيام ماأكلت بسببك  وطبعا الفضل إلك 

كانت تتكلم بعصبية شديدة....تلهث من قهرها منه وغيظها والأدهى من ذلك أنه لم يعرها أي اهتمام .....هذا ما اعتقدته ولكنه في الواقع كان يحاول السيطرة على نفسه هناك ما يجول بخاطره ....نار تجتاح كيانه قلبه يخرج عن السيطرة ...احتار بتفسير ما يمر به....ايعقل ما اشعر به؟؟؟....هل هي حالة انقلاب؟؟؟؟

نعم الكل يتمرد علي....قلبي ينبض لصوتها ومرأها ...

عقلي لا يفكر بسواها ....جسدي يرتج لذكراها....

هل هذا كله من تلك القزمة ....ماذا فعلت الفراشة بالصخر ؟؟؟

هتفت بغيظ .....على فكرة بحكيش مع حالي ....بحكي معك.....هااااااي.....أووووووف 

لم يجد سبيلاً لمحاولة السيطرة على تلك الحرب داخله إلا الصمت عله يستطيع كبح جوامح الرغبة التي اشتدت في داخله ......

أخذت تعبث بمحتويات السيارة متعمدة إغاظته .... وجدت سجائره أخذتها متعمدة خطفها من بين أصابعها ووضعها أمامه.......استغلت انشغاله بالقيادة وسرقتها مرة أخرى من أمام عينيه

همهم بنفاذ صبر .....تتخوتيش...رجيعها مكانها....

همهمت بمكر.....شووووو كلها سيجارة بعطيك حقها.....راسي بده ينفجر 

أخذها منها مرة أخرى وهمهم قائلاً....سكري تمك بطيب راسك

ردت بنزق .......بعرفش أسكرووووووه

همهم برغبة اجتاحته منذ مرآها وتأججت بفعل صوتها وأفعالها.......أنا بسكرلك إياه

أعلنت حالة الانقلاب في جسده ....خرجت زمام الأمور عن السيطرة....لم يقوى على كبح جموحه ....أراد أن يعتصرها بين أحضانه ليسكتها!!!!؟؟؟؟...لا بل ليسكنها بين ثنايا روحه ولكنه إكتفى بالتهام شفتيها .....مؤقتا.....

ضاعت كما ضاع هو ..... لا هي تعلم كيف سمحت له أن فعل ولا هو يدري لما فعل .....

لا هي تستطيع إسكات تلك الطبول التي تقرع منذ حط بشفتيه فوق شفتياها ولا هو إستطاع إخماد الحريق المتأجج بداخله والذي زادت فعلته من إشتعاله

لم تبدي أي ممانعة....ولم تقاوم .... هي لم تعلم متى حط بمحراب شفتيها ومتى ابتعد كانت ثواني ولكنها مرت وكأنها زمن  ساد الصمت بينهما من جديد ....طالما كان سيد الموقف بينهما ....ترجل من سيارته لمكان ما.... لم تزعج نفسها بتفكير إلى أين ذهب.....يكفيها ما كانت تعانيه في داخله .....أصوات تعلن حالة التأهب التام وإشاعات باحتمالية تنفيذ إنقلاب .....أخذ تحاول لملمت شتات نفسها وتوحيد مطالبها .......

شو صار....ليش....طيب أنا....كان المفروض أمنعه أضربه....أصرخ.....ليش....ليش سكتت ....ليش ما منعته.....ما قدرت....ما لحقت أساسا....كنت بدي أمنعه بس.....بس شو ....إحكي ....هيك....لهدرجة إنتي رخيصة يا وتين ....إنتي ما عاهدتي نفسك ماحد راح يلمسك.....صح....مش هيك إتفقنا....صح ......هيك قررت بس ....الي صار غصب عني.....

واااااضح....إنتي أساسا ما حاولتي لو مجرد محاولة إنك تمنعيه....إنت رضيتي.....رضيتي.. هي أخرتك....نسخة غالية الأصلية ....لاااااااااااااااااااا......أنا مش هيك مش هيك....هو إلي.....لا مش أنا....الشباب شو بهمهم....متذكر يا عمر...أه متذكر منيح.....

متذكر شو حكالك سليم..... بزبط....البنت هي الي بترخص حالها....ولولا هي أعطتني عين أنا ما قربت عليها متذكر... أه متذكرة لما مسكته مع رنا بنت الجيران...أه هيك قلي....قلي هي إلي سمحتلي أتمادى معها ......إنت حقيرة ....أه حقيرة ....أنا بكرهك....والله بكرهك .....بكرهك من كل قلبي

كانت منشغلة بحربها النفسية لم تدري متى عاد لم تشعر حتى أنه يقود منذ زمن ..أوقف سيارته أمام بناءٍ متهالك...هبط وطلب منها  اللحاق به .....أجابت طلبه دون أدنى مقاومة بهدوء تام.....ناولها الأكياس التي اشتراها ومبلغاً من المال لم تعرف عدده وأشار إليها على أحد الأبواب قائلاً......إسمعي.....هدول بتعطيهم للي راح تفتحلك الباب

كانت كمن مستها صعقة كهربائية  ...لا تدري ماذا تفعل...أرادت الصراخ وأرادت البكاء بل العويل وأرادت قتله وبشدة ولكنها أطاعته بدل من كل ذلك....عادت تلوم نفسها ......لماذا  يسيطر علي بهذا الشكل....لماذا يسوقني الى ما يريد....وأنا ؟؟؟وما أريده؟؟؟ ألا يهم؟؟؟ .....لا تنكري ذلك يا وتين أنت من رغبتي في البقاء بقربه وأنت من أشعرته بحاجتك اليه.....في الواقع أحتاجه....هو من شعرت بالأمان في قربه....والدفء إجتاح أوصالي بحضنه....وثقتي زادت بنظرة من عينه....هل أنا أحبه.... هل هذا هو الحب الذي يتكلمون عنه.....وهل أنا واقعة فيه ....ماذا أفعل....فقدت بدأت الحرب فأما أخسر نفسي وما أردت لها أن تكون أو أخسره.....أخسر حبه الذي كان رغماً عني ....صدقا ما أردته 

اقتربت من الباب بهدوء لا يعكس ما يجري بداخلها ....طرقت الباب........لبت طرقاتها إمرأة يبدو عليها الهم والغم....يرافقها عدد من الأطفال تحملقوا حولها  لم تتعدى أكبرهم على ما يبدو الأربع  سنوات ....تحمل فوق ساعدها طفلة صغيرة ....يبدو عليها المرض.....

تحملق الاطفال حول وتين  التي وهبتهم الأكياس دون أن تدري ما بداخلها .....أرادت أن تكمل المهمة وتغادر بسرعة ولكن تلك الطفلة التي تعلقت بجلبابها منعتها.....

هتفت الطفلة  بشغف طفولي وبسعادة غامرة 

ثكراً خالتووووو......مااااااماااااا ثوفي بثكوت وثبث وعثير وثوث ......بدي أخبي لبابا لااااااا بدي أخبيهم للعيد 

تلك السعادة التي غمرتها وذلك الفرح الذي استولى على قلبها لمجرد امتلاكها لبعض السكاكر تعرفها وتين جيداً وتعلم أنها تتضاهي فرحة أحدهم بصفقة رِبحها ملايين  الدنانير ......أعادتها إبتسامتها  إلى حيث كانت منذ زمن...أعادتها  لتلك اللحظات .... لتلك الفرحة التي كانت تغشاها لمجرد حصولها على كيس من الخبز اليابس النظيف لتستطيع تغميسه بالماء ليصبح وجبة دسمة ....قمة السعادة كانت بالنسبة لها عندما تجد حبة فاكهة ضرب العفن طرفها وبقي الآخر سليم ....أما عن الكنز فهو كان يكمن في بعض القطع من الحلوى التي استغنى عنها محل صنع الحلويات بسبب إنتهاء مدة صلاحيتها .....انتهاء مدة الصلاحية  يعني العيد عند الفقراء.....تعني فترة الخصومات الرهيبة التي تمكنهم من تذوق تلك السلع التي يأكلها الأغنياء باستمرار .....

فضول ممزوج بالخجل دفع أم الطفلة للإستفسار قائلةً 

الله  يجبر خاطرك ويناولك مرادك ويعطيكي ليرضيكي يارب ....الله يستر عليكي مثل ما سترتيها علي ....اليوم كان صاحب البيت راح يزتني بشارع لو ما دفعت الاجار ....الله يكرمك.....عنجد مش عارفة شو أقولك.....بس مين إنتي.. يعني مين دلك علينا ؟؟؟

لم يكن لديها إجابة ....هو يعلم فقط......يراقبها من بعيد منتظراً عودته .....غادرتها دون إجابة متجهةً إليه..

ركضت الطفلة ذاتها وتعلقت مرة أخرى بوتين متسائلةً بأمل طفولي .... خالتو.....بدك ترجعي مرة تانية ثح ....

ضاعت ببرائة عيناها.....لمعة الرجاء بنظرتها قتلت ما تبقى من قوة وتين هوت على الأرض على ركبتيها لتعانق الطفلة وتسمح لدموعها بالهبوط لربما أزاحت قليلا من ذلك الثقل الذي يلازم صدرها وربما هدئت تلك الضوضاء بداخلها....

أخذت الطفلة بكفها الصغير تمسح وجه وتين الغارق بالدموع .....انسحبت من حضنها لتركض ناحية أمها فتحت أحد الأكياس وتناولت إحدى السكاكر وعادت لتعطيها لوتين 

الطفلة :لااااااا خالتو....ما تعيطي.....

ركضت بتجاه والدتها أخذت قطعة بسكويت من تلك التي جلبها صخر وعادت لوتين التي مازالت تجلس أرضاَ....همهمت بحنان طفولي.....

خذي ....هاي حصتي إلك.....بس ما تعيطي 

ابتسمت لها ....حاولت الرد ولكن حروفها لم تسعفها  ....يبدو أن ذلك الذي يراقبها من بعيد قد ابتلعها

 

ظل يراقبها بشغف....هوى قلبه عندما هوت لتحضن الطفلة ونزف قلبها عندما رأى دموعها .....كاد يركض باتجاهها ليضمها بين ذراعيه ويعلن لها أنه غير مسموح لأحد أن يتمتع باحتضانها غيره ....ولكنه سيطر على نفسه.....وانتظر عودتها .....ينظر إليها وهي تتقدم نحوه ويراقب ضربات قلبه التي تتناسب مع خطواتها طردياً كلما اقترب زادت قوة واشتعالاً وتمرداً...... 

ما بك يا قلب الصخر ألم تأخذ جرعة مهدئة ....؟؟؟؟

من قال ذلك.....أنت بدلاً من أن تطفئ نيراني زدتها اشتعالاً.....ليتني لم أتذوق طعم شفتيها .....يحتاج المدمن شهوراً ليعد مدمناً وأنا ببحر شفتيها لم أبحر إلا مرة منذ ساعات وأصبحت هائماً في لحظات .....

عندما اقتربت....لاحظ شرودها وضياعها....أنبه ضميره....ونازعه قلبه عما فعله بخليلته .......

مهلاً ياصخر كيفك تجبرها على الغوص دون أن تعلمها العوم والسباحة لاحظ أنها عندما هبطت لمعانقة الطفلة علقت بعض الأتربة على جلبابها ....انحنى أمامها وأخذ يزيل ما علق على ثوبها... أما هي.....حدث ولا حرج.....كادت تموت كادت تطير كادت تصرخ كادت تبكي كادت تجن ...

ما هذا الذي تفعله بي...قبل ثوان كنت  قد عزمت أن أقول لك أني أكرهك..... لماذا لا يسعفني لساني ...أساسا جميع حواسي تتهرب مني....أريد أن أصرخ في وجهك مطالبةً بابتعادك ....أرغب في ضربك أتمنى قتلك أقلها أريد أشتمك ولكني لا أستطيع .....لاحظ شرودها ....أمسك يدها وأجلسها بمقعدها..... وانطلق دون أي تعليق منها مجرد أنفاس تعلو وتهبط دون تناسق ....نعم يا صخر ..أثقلت عليها العيار....هي ليست بتلك القوة التي تصورت....هي رغم كل هذه الهالة التي تحيط بها ....إلا أنها هشة ضعيفة....رقيقة القلب....مرهفة الحس ناعمة الشعور ...  مكسورة النفس ......نعم تحتاج للحب ليجبر كسرها...ولكن ليس دفعة واحدة....وليس بهذه الجرأة....ولا بهذا التهور ... عاد الصمت يخيم فوق شفتيهما ..... ما عاد يطيقه أراد سماع صوتها همهم متسائلاً........شو حابة تتغدي؟؟؟

لم ترد مازالت شاردة الذهن ....همهم بقلق .......

وتين....بحكي معك ....وتين 

لم ترد  ....كانت منكسة رأسها معلقةً ناظرها على كفيها اللذان يفترشان حضنها.....إجتاح القلق صدره مع شحوب وجهها الذي بدى له واضحاً ....مد يده ممسك يدها....وليته لم يفعل ....وكأنه أطلق سراح لسانها الذي قيده الصمت منذ مدة ........وللمرة الثالثة بنفس اليوم يحميهم الله من شر الطريق .....بداية  فتحت الباب وتسببت هي  بإعاقة السير وتصادم السيارات ومن ثم هو وقبلته المجنونة  في منتصف الطريق السريع....لتختمها هي بعد أن أفزعته بصراخها  المفاجئ .....

انطلقت الشتائم لاعنة صخر ومن منحه رخصة القيادة حتى لقد تم شتمك اليوم أكثر من مئة مرة ياصخر.....أعاد السيطرة على سيارته وما إن وجد مكانا خاليا حتى إصطف به من فوره أما تلك المجنونة .....أطلقت العنان للسانها ليقول ما شاء.....ماذا سيسكتها الآن ياصخر...

أنت واحد بلا أخلاق ....قليل أدب....مش مربى....ليكون بتفكرني وحدة من صاحباتك .....شو بدك مني أه.....أنا قلتلك مابدي إياك ....ما بدي إياك .....إنت شخص ما بتناسبني وما بتلزمني كمان .....أصلاً إلي بينا مجرد كذبة وخلص نويت أتوب بديش أكذب ....سوووووء إختيااار أنا حيوانة ....أنا حماااااااارة ....أنا غبية .....أقسم بالله أقسم بالله إذا بتفكر تلمسني مرة ثانية ................

من أين أتيت بهذه الجرأة أيها الصخر .........ماذا دهاك اليوم ....هل جننت....ألهذه الدرجة كانت فاتنة؟؟؟؟.....

لماذا فعلتها وقعت بين يديك أكثر من مرة ولم تفعلها.....لماذا الآن ....لماذا ياصخر؟؟؟

للمرة الثانية يلتهم شفتيها بجوع .....بنهم ......بوله 


لا تسألني عن حالي فأني لا أعرف إجابة

كنت بأرض النساء غير راغب إلى أن فاجئتني تلك الغابة 

فيها من الفاكهة والشراب ما لذ وطاب وفيها رأيت أن نفسي مرتاحة....لا تستغرب جرأتي  فأنا لا أقوى على ترك شفاه تناديني لأتذوق الشهد عنها أنا لا أملك إلا السمع والطاعة

كانت تتنفس بسرعة الضوء عندما ابتعد عنها محرراً شفاهها من قيد فمه.....واضعا يده خلف كرسيها مائلاً بجسده نحوها ....ليحتوي ما تبقى منها....ذابت من هول ما فعل.....واحتل الاصفرار وجهها....مكملاً على فريسته 

أخذ يستنشق أنفاسها ليرغمها على استنشاق أنفاسه سامحاً لعطره أن يخدر حواسها......تلهث وكأنها أنهت سباق الألف ميل منذ لحظات لتخططفها نشوة الوصول لنهاية لعالم آخر .......أخذ يستنشق أنفاسها باستمتاع تمنى لو أن العالم يقف عند هذه اللحظة ...هي وأنفاسها ورائحتها معه......همهم مرغماً عندما شعر بجسده يتمرد مجدداً مطالباً بأكثر من مجرد قبلة.....

أسف....غصب عني....سامحيني......

أمسك بيدها ورفعها لتلامس قلبه وهمس يحثها على رفع الستار عن مقلتيها .....و دون أي مقاومة منها إستحابت .......صعقها بما قالت عيناه وما باحت به أنفاسه.......

لم تسعفه الكلمات أو هكذا هو الصخر ينطق من مقلتيه .....وتصرخ بالحب أنفاسه......أسمعها كلمات ليست كالكلمات .....كلمات ترى ولا تحكى ....كلمات تجعلها إمرأة في لحظات .....أخذتها أنفاسه لمساءٍ وردي الشرفات......حكت لها نظراته أنها أميرته وأنها أجمل البنات ......وشرحت لها حاله بعيداً عن تلك القبلات

ضاعت في محراب أنظاره وبين ثنايا أنفاسه لا تعرف من هي ولا أين هي ولا لما تطيعه أصلاً....لماذا  تستسلم له بهذا الشكل ماذا تسمين ضياعك هذا؟؟!!!!!....

سيدتي إن الحب درجات نعم أنت لا تزالين في البدايات

سبقك هو في خطوات....هذا هو الحب ياصغيرتي يذهب العقل ويسكر الروح ويسلم القلب النبضات مجبرةً وبعد عدة محاولات فاشلة نطقت 

روحني.....إذا.......سمحت

همس بوله......تتزوجيني 

قرع القلب طبوله وتراقصت أنفاسها أما أوردتها عانقت شرايينها ضاعت بعينيه كما ضاع بها.......رنين هاتفه قطع عليهما عذاباً لذيذاً .....ابتعد عنها مرغما ليجيب.....

أخذ نفساً عميقاً ليخفف من وتيرة أنفاسه المتسارعة ......رد مصطنعاً الثبات ......ألووووووو..... اه....مغلق....أه قصدك الخط الثاني....ما انتبهت والله....شكله طفى شحن.....طيب....ليش تعصب....طيب طيب....عشر دقايق بكون عندكم.....خلص بحكيلك عشر دقايق....طيب ماشي....سلام

على عجل قاد سيارته وانطلق إلى بيت الجدة....يبدو أن هناك أمراً ما....أما هي شكرت المتصل بسرها....وتاهت في أمنياتها .....تمنت لو أن أمها كانت معها لتبكي على صدرها وتبثها اختلاجات قلبها وضياع عقلها وأنين روحها 

وصلا إلى البيت وما إن دخلا إلى الصالة حتى عرف كلاهما أن هناك خطب ما بتأكيد .......همست وتين في سرها .......ييييي.....ليش الكل هون....حسام وعمامي وأمه لسى ما روحت  ....ييي معقول عرفوا .....يييي عرفوا أنوه يييي عليكي يا وتين الله يوخدك ياصخر بس 

أخطائنا وهفواتنا تعوم دائما على سطح أفكارنا.......غبية أنت يا وتين ؟؟؟؟ أتحسبينهم قد علموا بقبلاتك المسروقة أتحسبينهم راداراً على الطرقات!!!!!

أما صخر فأول ما تبادر إلى ذهنه كان والده صرخ بجزع

أبوي صارلوا اشي؟؟؟

هتف قصي .....له يازلمة تف من تمك ....أخوي الحمد لله بأحسن حال....بس حبينا نتركه ساعة خلاوي هو والمدام ....أكيد إشتاقلها قالها غامزاً ليردد رعد من فوره    

أكيد هو إلي عنده مرت عمي ما بشتاقلها .....نسسسسسمة نسسسسسمة إسم الله عليها .....نياااالي والله نيالي ....

انتبه الجميع أنه يقصد سوزي بكلامه  و التي أسرت بنفسها نيتها بقتله لإحراجه لها ....

هتف صخر بنفاذ صبر .....يازلمة إخرس 

مال على قصي قائلا بهمس.....شو في.....مالها ستي

رد قصي بخبث متشفياً.....تستعجلش على  رزقك....راح تتبهدل ياغالي....أصبر ...إن الله مع الصابرين 

جلست وتين بجانب جدتها لتداري ارتباكها وقلقها ...

لاحظت يارا شرودها....جلست بجانبها ممسكة يدها .....رفعت وتين عيناها إليها....فهزت الأخرى رأسها وأغمضت عينها تبثها راحة وطمأنينة 

هتفت إم حسام بخبث .....بما إنك هلاء دخلتي على البيت من الصبح ....ما صحلنا نسألك شو سويتي بالإمتحان......تعمدت السؤال لتلفت انتباه اعمامها ....

أسر صخر لنفسه .....شو مالها هاي....شو قصدها 

تساءل أبو راشد :كيف يعني ما دخلت على البيت .....وين كنتي ياعمي؟؟؟

أجابت بارتباك واضح .....أنا؟؟؟وين كنت؟أه....كنت....

قاطعها صخر موضحاً.....كانت معي...أنا أخذتها من المدرسة بعد الإمتحان ....كان علي مشوار ضروري 

هتفت أم حسام بنزق.....كيف يعني .....شو دخلها هي بمشوارك

رد صخر بصرامة.....هاد إشي بخصني عفواً منك مرت عمي.....تجاهلها واستطرد موجها الحديث لعمه ....عم بعدين بفهمك ....الموضوع إلي حكينا في الصبح ....

رد ابو راشد متذكراً.....اااااااااه....رحت....الله يرضى عنك ويقويك.....التفت إلى حسام قائلاً... ....هي صخر وإجى يلا يا حسام هات سمعنا 

همس صخر لرعد الجالس على يمينه ....وله رعد .....مالها ستي ....ليش زعلانة 

هتف رعد بحنق ....منك....مرت عمك سمعتها كلمتين حلوين هزت بدنها.....خلص إخرس بدي أسمع شو الموضوع المهم الي بدها تقوله .....بعديها بستمتع ببهدلتك 

همهم صخر بنزق ....يا الله ما أزنخ دمك

همهم رعد مرقصاً حاجبيه ....أكيد زنخ مهو من دمك 

ولك إطلع هناك.....أيواااااااه  بزبط هااااي مكافئتي لأني تحملت زناختك ....ربنا عوضني بالقمر وابن القمر إن شاااااء الله

رد صخر بمكر .... ولك استحي على حالك...ترى بضربك إسفين عندها بجيب أجلك .....أنت ما شفت وجه سوزي الثاني لسى 

همهم رعد .....لااااااااا شفته ياخوي ....شكرا لجهودك حبيبي أبو نسب بهون عليك حبيبي أبو أحمد ...ربي لا يحرمني لا منك ولا من حمودة

تساءل صخر ....مين حمودة؟؟؟

رد رعد ....الغالي ابن الغالي ابن أخو الغالية 

قهقه كلاهما بخفوت  لتهتف أم حسام بغيظ .....ضحكونا معكم

رد رعد......لااااا ولا اشي بس بقوله خالتي محلوووووووة وجها منور ......أكيد خبر حلو الي راح نسمعه......

أجابت بغرور ..الصراحة أه .... خبر حلو أكيد حسام ماما اتفضل إحكي لعمامك 

هتف حسام  ....الحمد لله الله أكرمنا بقومة عمي سالم غانم .....وإن شاء الله بالشفاء التام 

اعترض قصي قائلاً..... وله بتفكر حالك باجتماع بالمستشفى خلصني شد حنكك

تدخل رعد قائلاً.....يازلمة أتركه يعبر عن مشاعره  .....مش شايفه معجووووق  وله ليكووووون لااااااا أوعك تقلي بدك تخطب لاااااااا هيك كثير..... 

تساءل قصي ....عنجد بدك تخطب....مبروك يالله عن إذنكم بدنا نروح .....

هتف رحمة منهيةً حديثهم الساخر....أقعد عاد أنت وياه بلا مسخرة... خلي يحكي الي عنده وأنا كمان عندي كلمتين بدي أقولهم بس يخلص حسام 

همهم قصي .....طيب يما بنمزح....ليش هيك معصبة

ردت رحمة ....مش معصبة

أكد قصي .....لااا معصبة ومكشرة كمان 

هتف أبو راشد بنفاذ صبر .....قصي خلص عاد ....أترك ابن أخوك يكمل....اتفضل ياعمي 

هتف حسام .... في عريس متقدم لأختي هبة.....وهو مستعجل لأنه بدو يوخدها ويسافر يعني بدو يتجوز على السريع....وكمان في بنت حلال بدي أطلب إيدها...... شفتها قبل كم يوم مع أمها بالمستشفى وعجبتني.....


هتفت أمه بصدمة فلم تكن تتوقع الخبر الأخير .....

أي بنت هاي ....ماما قلتلك أخته لجاك بتجنن راح اخطبلك إياها بس نخلص من موضوع أختك 

هتف حسام بحزم .....أمي أنا عجبتني هاي البنت وبدي إياها

حاولت الإعتراض قائلة.....بس ياماما.....لكن رحمة قاطعتها هاتفة ......خلصت الي عندك ياستي

إجاب مؤكداً.....آه  يابركة خلصت 

ردت رحمة بحنان ....طيب يا وردة 

همهم قصي ممازحاً .....وردة ولا شوكة هههههه....خلص خلص ....سكتت....غمغم بعد أن جحرته أمه 

هتفت رحمة بحزم .....بنسبة إلك .....يما أنت شخص واعي والي إختارها قلبك أكيد بنت عالم وناس وهي أعمامك شوف اليوم الي يناسبك يجهزوا حالهم ويروحوا يخطبولك إياها ....وخير البر عاجله ياستي....إذا متأكد من مشاعرك قصة الخطبة بلاش منها ....خليها جيزة على طول .....

وبنسبة لأختك....بدنا نسأل عن الجماعة ونشوف ملتهم  وبعدين بنحكي بموضوعها 

اعترضت أم حسام قائلة......ليش يعني موضوع بنتي بدكم تخربوا 

قاطعتها رحمة هاتفةً بغضب.....ولك مين الي بده يخربوا ...بدنا نعرف لمين نعطي عرضنا وشرفنا....ولا نزتها وخلص هي الشغلة هيك خبط لزق 

ردت بنزق ....يعني حسام وافقتي على طول لا سألتي ولا عبالك وبعدين جاك كثير شب ممتاز وغني ووووو

قاطعتها رحمة موضحة.....حسام إبنا وعارفين أنه قد خالوا وزلمة بيعرف يختار وبقدر يحافظ على عرض وشرف الناس وبعدين مين جاك ....إن شاء الله هذا إسم وأنا معيش خبر؟؟؟؟

هتفت موضحة.....يا عمتي هو إسمه الحقيقي جهاد بس أمه أجنبيه ...... عنده  شركااااااات بأمريكا .....أبو عندو ٣ مصانع و٤ شركات تصدير واستيراد ....أبوه تاجر كبير على مستوى......إسمه سهيل رستم 

ما إن نطقت إسم والده حتى علم صخر هويته ....ردد بحزم هاد الزلمة ما بلزمنا لا هو من طينتنا ولا إحنا من طينته 

هتفت أم حسام بحنق.....عفوا إنت ما إلك دخل .....هاي بنتي أنا....والبنت بدها الشب ....خليك بحالك وبس 

هذر صخر غاضباً.....كيف بتحكي معي هيك 

تدخل حسام محاولاً توضيح الأمر .....إمي لو سمحتي إهدي....أكيد صخر عنده أسبابه ...بحكم شغله برى أكيد بعرفهم 

هتفت رافضة ....أسبابه ما بتهمني...وهو ما إلو دخل ببنتي ولا حكم عليها  ....

قاطعها أبو راشد هاتفاً بصرامة......شو مالك يابنت محدش مالي عينك ولا شو....الولد حكالك بلزمناش يعني بلزمناش وبس

أيده أخوه أبو محمود ....وأنا معك .....ما قال من فراغ أكيد عند سبب قوي  

هتفت أم حسام بغيظ.....قصدكم قال هيك لأنه جاك بعرف كل خبايصه... التفتت لصخر قائلة بحنق .....أستاذ صخر ....لا تخاف آخر ما يهمني إنت... المهم بنتي وسعادتها وبس 

استقام صخر هاتفاً....إنت شو بتحكي ....إنت أكيد انجنيتي خبايص مين وشو .....هاد الزلمة حياته من ساسها لراسها حرام 

هتفت غاضبة.....شو ياحسام .. .كيف تسمحلوا يحكي مع إمك بهاي الطريقة....ليكون إنت بتحكي مع امو هيك 

هتف صخر بحنق ....بتشبهي حالك لأمي

صرخت به رحمة هاتفة......صخر

سكت هو وسكت الجميع......أردفت قائلة

قوم إعتذر من ابن عمك ....أمه إمك ....وإياك تتجاوز حدودك لا بوجودي ولا بعدموا  فاهم .....

همهم حسام .....مافي داعي للإعتذار ستي .....أنا فاهم.......

قاطعته رحمة صارخةً من جديد .......صخر .....أنا شو قلت 

تقدم صخر نحو حسام ....قبل رأسه معتذراً.....حقك علي

همست ام حسام لنفسها متوعدة.....ولله والله لأدفعك الثمن غالي .....أصبر علي 

هتفت رحمة موجهةً الحديث لأم حسام .....وإنتي.....أظن بنتك هاي بنتنا.....وبهمنا مصلحتها ....صخر ....شغلة هبة ما الك فيها

اعترض صخر .....ستي بس

قاطعته رحمة......قلتلك ما إلك فيها ولا واحد من الشباب راح يدخل بهذا الموضوع .....خالد يما شوف الموضوع وأسأل عن الجماعة  وردلي خبر 

همهم أبو راشد بطاعة......على راسي يا غالية

همهمت أم حسام بحنق.....بس الشب مستعجل بده يسافر يعني لازم إنماطل ....خواني سألوا عنه ولا ما بكفي 

ردت رحمة بصرامة...... الله يسهل عليه.....طلبوا مش عنا 

اعترضت أم حسام ......ليش هي مش حفيدتك مثل غيرها....كلهم زبطيلهم جيزتهم إلا هي 

ردت رحمة .....طبعا حفيدتي غصب عنك كمان ...وإلي تزوجوا  أكبر منها ....قسمتهم ونصيبهم....وبكرة بيجي نصيبها وإن شاء الله يكون أحسن منهم كمان

لم تستطع إخفاء غيظها هتفت  بقهر....وتين أصغر منها وهيها طالعة نازلة مع صخر على كيفهم من دون حسيب ورقيب ....لا وجاي يقول حرام وحلال....كمان 

صرخ صخر غاضباً .....حسام قول  لأمك تحترم حالها ترى صبري إله حدود

هتف حسام من فوره.......يما.....شو بتحكي إنتي 

هتفت رحمة بغضب......صخر ....للمرة الثانية بكرر.....إياك تتجاوز حدودك.....مهما كان بضل مرت عمك....إذا هي ما احترمت حالها ومكانتها....أنت إلزم حدودك فهمت ولا أعيد .....حسام ياستي... أمك شكلها بدهاش تفهم.....موضوعك بكرة عمامك وولادهم بطلعوا معك ....خير البر عاجله....خالد يما....إذا مشيت الأمور  مثل ما بدكم خلي يكتب كتابه وبعد شهر الجيزة .....هو أخته بنفس اليوم 

استبشرت أم حسام  بما قالته رحمة ظنت أنها تراجعت عن رأيها .....هتفت بسعادة......أيوااااا هيك يا عمتي  ربي يجبر خاطرك أساسا جاك مو محتاج حد يسأل عنه ....بس شهر مش كثير؟؟؟

هتفت رحمة متساءلة......يابنت إنتي اليوم مالك ....مخك ضارب 

ردت أم حسام مستفهمة.....شو قصدك عمتي ...هلا قلتي هو وأخته بنفس اليوم 

أجابت رحمة بثبات .....وبعيدها مرة ثانية ....هو وأخته بنفس اليوم .....أخته وتين بلاش يروح عقلك لبعيد 

عم الصمت .....أحتلت الصدمة ملامح الجميع 

أسر صخر لنفسه ...... أيوااااااه هيك مسامحك يارحمة من صماصيم قلبي على البهدلة ....أنا تخليني أتأسف ....مش مشكلة ....كلوووو يهوووون بس على راي الحرباية شهر مش كثير 

أما وتين أطلقت صرخة متساءلة في جوفها.....أناااااااا

أما رعد همهم لنفسه شامتاً..... بووووووووم..... والله صعبة ياخالتي ....بس تستاهليها 

أما يارا ردد في جوفها معجبة  .....تستاهليها سلفتي.....مرت عمي الغالية كل يوم بزيد إعجابي فيكي .....بس وتين !!!!خايفة ترفض..... الله يهديها واضل ساكتة

لم تستطع أم حسام تمالك نفسها هتفت بجنون ......شوووووو ...بنت الشوارع هاي مش أخته ولا عمري راح أعترف فيها.....ضل علي بنات الحرا......

صرخ أبو راشد وصخر بذات الوقت لتشير رحمة لحفيدها إلتزام الصمت وترك الحديث لعمه الذي هدر محذراً......إياااااااكي  ....حسااااام خد أمك وروح ....يما لازم تحطي خالي بالصورة.....هيك الموضوع ما بنسكت عنه تجاوزت حدودها بشكل لا يطاق 

رددت رحمة مؤيدة.......آه يما....شكله هيك....بدها إعادة ترباية....بكرة بحكي مع خالك  

طلب  حسام من أمه مرافقته للمغادرة إلا أنها رفضت وبدأت تهتف معترضة  .....أتركني .....أنا مش مربية.....هي أخرتها ياعمتي .... بعد كل الصبر الي صبرته والتعب الي تعبته....تقولي  هيك ....التفتت لإبنها واستطردت مؤنبة ......وأنت الي تعبت وشقيت علشانكم ....وبالأخر وحدة ما بتسوى صرمايتي أجت شاركتكم حقوقكم بكل بساطة وساكت....لا مش ساكت وبس وكمان واقف معها... .أنا

ماراح أسكت وبنتي غصب عن الراضي والزعلان راح تتجوزه.....ولا خايف ياصخر مش عاجبك بنتي توخذ واحد أحسن منك وأغنى منك ......على  الأقل مش خريج سجون 

بعصبية شديدة وغضب عارم هتفت رحمة.....

حسام يما.....خذها وطلعها من داري.....ولولا معزتك بقلبي ولا كان إلي تصرف ثاني معها......كان رميتها مثل الكلبة برة بيتي.....بس منشان عين بتكرم مرج عيون....خذها على دكتور نفسي ....الحقد والغل متربع بقلبها ومسيطر عليها....وإذا ضلت هيك الله يعينها على آخرتها........روح يما وبكرة على الساعة ستة عمامك بكونوا جاهزين......أخذ يسحب أمها ليجبرها على المغادرة برفقته إستوقفته رحمة قائلة......آه صحيح بكرة الصبح بتكون عندي على الساعة عشرة.....بدك تروح مع أختك علشان كتب لكتاب

كادت طرقات قلبها تسمع الأصم بدى شحوب وجهها واضحاً علت أنفاسها وأجبرت  كلماتها على الأنين  في جوفها 

أنا مابدي أتزوج ...مابدي أتزوج ......ولك إحكي  .....مشاااااااان الله إحكي .... ليش ساكتة....إحكي يا وتين

مابدي أتزوج .....مابدي مابدي ما بدي 


ضائعة ما بين مستقبلا مزهر وماضٍ مر وحاضر متناقد ضائع ما بين الحب والحرب ......الأمان والخوف ...الراحة والعذاب.......المقاومة والاستسلام حضن يضمها  ينزعها منه ماضٍ أليم حب لم تحلم  به ولم تتمناه يوما

لا تقوى على  الكلام ....ضائعة تائهة هائمة.....وكأنها تقف على مفترق طرق لا تعرف أيهما تسلك  صوت خفيض إنبعث في داخلها ليجهز على ما تبقى من ثقتها .....

وتين.....مهما حصل لن تستطيعي تغير الماضي .....فلا تهربي منه لمستقبلٍ مجهول ......لن تستطيعي أخذ ما لم يكن لك يوماً....... لن تتأقلمي معه .،...ما تقبلين عليه  مجرد سجن جديد ووثاقٍ من حديد ليس إلا 

لاحظت يارا شرودها الشديد وإصفرار وجهها الذي إزداد بشكل ملفت وحتى توازنها إختل فجأة وأعادت السيطرة عليه من جديد...... همهمت يارا متساءلة.....وتين إنت  منيحة ....شو رايك تطلعي فوق

بثقل شديد نطقت.................... يا....ريت

استقامت يارا ممسكة يدها لتسندها تساءلت رحمة 

وين رايحة 

أجابت يارا.....مرت عمي شكلها تعبانة ووو.......

قاطعتها رحمة قائلة.....طيب طلعيها فوق ....خليها توكل وتنام ....لأنه بكرة ورانا مشوار الصبح بدري 

عاد ذلك الصوت يحثها على الرفض .....

يلا.....إحكي.....أرفضي .....يلا وتين .....همهمت لضعف واصح .....بديش أتزوج 

همست لها يارا......حبيبتي بعدين....بنحكي بالموضوع هلا اطلعي فوق

سحبت يدها من يد يارا بعنف ووقفت بشموخ  لتعرب عما يجول في صدرها ......ستي أنا بديش اتزوج .....بديش أتزوج وبس 

ركضت صاعدةً لغرفتها  متلاشية النظر بعيني معذبها.........لو فعلت كان سيعلم أنها كاذبة 

شتم صخر نفسه في سره بينما همهم أبو راشد قائلاً......يما....خلي البنت براحتها....بلاش نغصبها.....خليها توخذ وقتها

هتفت رحمة  رافضة......لاء......أنا قلت بكرة كتب لكتاب يعني بكرة .....أسرت لنفسها هالحرباية مش راح تتركها بحالها....لازم أأمن عليها قبل ما ربنا يوخذ أمانته ...صخر بكل جبروته يادوب يقدرلها

 همهم أبو محمود بعد أن لاحظ تسارع أنفاس أمه ....طيب يما ....الي بدك إياه بصير ....بس ما تزعلي حالك

غمغم أبو راشد بدوره......راشد يابا.....نادي مرتك خليها تنام عند ستك اليوم 

فتح راشد عينيه على وسعهما مردداً في جوفها ...... نعم....مين ....يناااااام.... وأنا....وين أنام......يابا يستر عرضك ... إذا حابب تتبرع إتبرع بمرتك......استطرد بصوت مسموع .....آه....طيب هلا بناديها

هتفت رحمة رافضة......لاء....ما تناديها ولا اشي... هي رعد وصخر وأخوك ومرته هون يما ....فش داعي ....أنا منيحة...توكلوا على  الله وروحوا على بيوتكم  

همهم أبو راشد...يما....صخر بدو يروح أمه ويرجع ينام  عند أبوه

همهمت رحمة بحزم....الموجود بسد يما......أنا بدي إياه بكلمتين ....بعديها بروح .....هي مرت أخوك الله يرضى عليها مش مقصرة... أحسن من جوزها

هتف قصي بحنق.....يمااااااا.... كلهم أحسن مني .....ليش يما هيك ليش... إنتي متأكدة إني ابنك ..قالها محاولا رسم الإبتسامة على وجه أمه 

أجابت بنزق.....لاء.... مش ابني ....لقيناك عند الحاوية قلت زيادة هم فوق همي باخدك وبربيك بلكي بثمر فيك....

ختف رعد بمرح......أيوااااااااه إحكي هيك من أول   ....عند الحاوية قلتيلي وأنا بحكي ليش ريحته طالعة 

همهم قصي بغيظ.......هيك يما اتخلي الي مابسوى يضحك علي....يابنت جيب الولد بدنا انروح ....خلص حردت يما 

همهمت يارا ...... روح لحالك أنا تحت أمر مرت عمي

قهقه رعد قائلاً....شو قصة الضربات اليوم صارووووخية 

همهم قصي بنزق......عقبال عندك 

هتف رعد .....لااااااا برى الشر......كش برى وبعيد

أما ذلك الصخر....كان شاردا بتلك التي رمت حروفها باستعجال وفرّت هاربة دون أن تنظر اليه لم يلتفت لحديثهم ومحاوراتهم وبقي معلق الذهن بها ودع أبو راشد وألو محمود أمهما .....يلا استودعناكي الله ياغالية

رددت رحمة .....استودعتكم الله الذي لا تضيع ودائعه....من شر الحديد والعبيد والحريم كمان الي ما بخافن الله ....الله يجمعكم وما يفرقكم....ويحنن عليكم واضل قلوبكم على بعض .....الله معك يما....صخر تعال بدي إياك بغرفتي...انتبه لهتاف جدته تبعها بينما هتف رعد 

ستي خليني آجي معه أمانة 

هتفت رحمة رافضة.....وله روح نام أحسنلك ....مخك ضرب من يوم ما ادريت مرتك حامل هذا يوم ما تخلف شو راح تعمل ياحزين 

رد بسعادة .....بدي أعمل زفة طرابيش  ....قال شو بدي أعمل قال ....تعالي حبيبتي ستك بدها تبهدل اخوكي على انفراااااد بتخاف على  مشاعره تنجرح....بس ستي بحب  أطمنك ماعنده مشاعر

هتفت رحمة بنفاذ صبر .....ولك روح نام....الله يجبر عليكي يارحمة....

تساءل صخر....اتفضلي  ستي....إحكي هي صرنا لحالنا 

ردت رحمة بغضب......وله....من متى إنت هيك آه شو بطلت تستحي على حالك ولا بطلت تفهم 

تساءل صخر بارتباك .....أنا.....ليش شو عملت 

أجابت رحمة....... بتخليني قد السمسمة....ولك إلي ما تسوى تسمعني حكي وأضل ساكتة من تحت راسك 

كيف بتطلع إنت وياها آه....شو شايفها سايبة.... وله هاي أمانة كيف هيك بتخون أمانتي 

ابتلع ريقه وبمهارة عالية إستطاع إخفاء إرتباكه همهم مصطنعاً عدم الفهم.....أنااااا ..... مش فاهم شو قصدك وشو فيها لو أخذتها وطلعنا وين المشكلة .....أسر لنفسه .... ما أظن لحقت تقولها ....دخلنا مع بعض.....لا مستحيل....طيب شو عرفها....لاااا اكيد في اشي ثاني

همهمت رحمة بغضب....وله  انجنيت أنت ...فيها ونص كمان من متى بناتنا بتطلع على حل شعرها

رد صخر .....وحدي الله...شو على حل شعرها هاي .....كانت معي أنا 

تساءلت رحمة مستهزئة.....ليكون أنت مش زلمة.....وهي مش بنت ....والشيطان مش شاطر....عمري ما كنت أتوقع اتحطني بهيك موقف....ولك إتخلي الي ما تسوى تلمح وتحكي حكي طالع نازل ولك ثمن ساعات بدي أفهم وين كنته وشو سويته فيهن 

داعبته الذكرى ابتسامة خفيفة طفت على ملامحه .....أسر في جوفه....هو  من ناحية شاطر....الصراحة متفوق كمان وين كنا من عيوني ....بس شو سوينا...بقدرش أقلك مهو علشان الأمانة ....بتأسف هاي أموووور خاصة يارحمة ....

تكونت لديه صورة واضحة عما أغضب جدته وتسبب في عبوس ملامحها .....أقترب منها وجاورها حيث تجلس إحتوى كتفها بساعده وهمهم موضحاً.....ستي أنا كنت مضطر والله .....هاد ياستي العزيزة  إبنك حلفني يمين أوصل أمانة لناس ....عيلة مستورة وقلي خد أختك معك لأن  زوج المرة  محبوس ....بتعرفي إبنك بحب يتقي الشبهات .....وسوزي شفتي تعبانة من الحمل ....علشان هيك أخذت وتين معي....ومشوارنا كان بعيد إطلعنا على إربد يادوب روحة رجعة بتعرفي الطريق 

همهمت رحمة بنزق .....آه بعرف الطريق .....بتتخوث إنت وله .....وابني محترم مش مثلك ...والله وعرفت تربي يا رحمة ....الله يرضى عليك يما يا أحمد...حتى بعز مرضك بتفكر بغيرك وله لمين طالع مش مربى أنت آه ....للأمانة إمك ما في منها اثنتين  زينة كنايني لا والله كمان مرت قصي....والله مربية وأصيلة كمان حرام ومرت محمود كافية خيرها شرها.....ومرت إبراهيم الله يرحمها 

همهم صخر بمكر......هسه أنا مش مربى....بتموني يا رحمة على رقبتي والله 

نظرت له بزاوية عينها قائلة ...... إسمع وله....بكرة بتكتب كتابك عليها وثاني مرة بتعيدها راسك بكسره .......قال مسكر تلفونه قال .... أنا أتحرقص وهو صايع ولا عباله

رد صخر نافياً.....لا والله ....طفى شحن وما انتبهت بعدين عمي قصي بعرف رقمي الثاني كان رن علي ....بهدين شو صايع ومش صايع مالك يا رحمة بطخي  علي 

همهمت مؤنبة......ولك ربنا بقول اتقوا الشبهات.....أنت رحت وحطيتني بموقف ما يعلم في إلا الله....وهي نازلة تلميحات...لوين لهسا. وليش طالعين لحالهم....والله أعلم شو بعملوا ....يعني كنت راح انجلط 

همهم قائلاً....بعيد الشر عنك بس من متى رحمة بتسمع لنسوان....أساسا ليش خليتي الاجتماع مفتوح ....مش عادتك....بس لو تركتيني  أسمعها كم كلمة 

ردت رحمة محذرة.....إصحك إصحك يما..... مهما كان بضل مرت عمك وإم ولاد عمك 

الزلمة شو ما كانت أمه عاملة أو غلطانة ما بهون عليه  فيها إياك تعطيها مجال تفرق بينكم....هي بالعمدن طلبت الإجتماع يكون للكل....الله أعلم لشو بتخطط ....لأنها طلبت مني  تكون خطبة البنتين بنفس اليوم .....مش داريه إني راح أعملها جيزة....ولا داريه عن ابنها الي بدو يزوج  ....مش فاضية بدها تعمل مؤامرات

همهم صخر موضحاً.....ستي ....هاد زلمة وسخ على الآخر ....يعني ماعنده لا دين ولا ضمير ومن الآخر حتى شرف ماعنده

هتفت محذرة...... أنت خليك على  الحياد .....عمك بعرف يتصرف ...وبنهاية بنتها وهي حرة كل واحد يتحمل نتيجة اختياره المهم مثل ما قلت بكرة بتروح تكتب لكتاب 

أجابها.....ستي ....قالت  بدهاش ما سمعتي .....أنا بقول لو تعطيها مجال تفكر .....إتن عارفة إنها عنيدة وهيك راح تعند بزيادة....خليني أقنعها اشوي اشوي وبوعدك إلي بدك إياه يصير بلاش كتب لكتاب أجليها اشوي 

ارتكزت على يدها المحتضنة خدها ونظرت له بزاوية عينها محدثةً نفسها ..... تقنعها.....صخر بدو يقنع بنت تتجوزه....ما بكون إسمي رحمة إذا ما بحبها.....شكّي بمحله...والله الدنيا ما عليها أمان ....يلا أجت من الله ما أجت مني .....استطرد بصوت مسموع.....وله....أنا ماعندي بنات تحكي مع زلام على حل شعرها .....أكتب كتابك وإحكي وحب على كيفك معك شهر وبعديها خذها وحل عني 

هتف مدافعا عن نفسه بوهن....أحب....رحمة بينا هاد الحكي أنا تبع حب أنا....كل هاد علشانك إنت ما بكسر كلمتك لو على قطع راسي 

لوت فمها عن اليمين وعن اليسار قائلة.....علشاني ووواضح ....ولك مهو مبين عليك واقع يامسخم ....وقال أنا كنت خايفة عليها منك طلع لازم أخاف عليك منها......وله ....هي بقلك ترى هاي أمانة برقبتك ليوم الدين أنا إذا عشت اليوم الله أعلم بكرة أعيشه يوم العرض على الكريم بسألك عنها ....لا تكون أنت والزمن عليها....هييك شايف مرت أبوها قديش بتحبها.....كون إلها سند وظهر ....واتحملها لو غلطت ....علمها ووعيها كون أبوها وأمها وأخوها مش بس جوزها....فهمت علي 

بات واضحاً على محياه الفرح هتف متسائلاً.....آاااااااخ منك يارحمة ....فش اشي بتخبى عليكي..... بس جد كيف اعرفتي 

أجابت ....يييي ولك شغلتين ما بتخبو ....الحب والحبل ياحمار....

أجاب باستسلام .... والله وقعت يا رحمة  وماحد سما علي.....إنتي السبب ....مش  قررتي تخطبيني إياها ولااااا أنا مش ببالي الموضوع كله .....كنت خالي البال ....بس إنتي إلي ورطيني

ردت باستهزاء   ...اه حراااااام مسخم ....ولك أنا من يوم ما وافقت على موضوع الخطبة وأنا شاكة فيك يا عرص .....قال مثل  ما بدها ستي قال.....مهو ياما كسرت كلمتي بزمناتك ....بس أنا قلبي طيب بحملش على حدى 

قهقهة صخر قائلاً .....بعرف بتحبيني ودااايبة فيه.... مهو إلي بحب بسامح ولا شووووو يارحمة....أساسا قلب رحمة لصخر ولاااااا عندك اعتراض 

قهقهة بمرح قائلة....الله يجازيك ....ذكرتني بسيدك....رحمة لصخر 

همهم بمرح......أحلى رحمة....كاينة تحبي من ورااااي .....بالله عليكي كنتي اتحبيه سيدي أكثر ولا هو كان يحبك أكثر 

ردت بحياء.....ييي عليك واحد قليل أدب ....قال بحبه قال.....أنا كنت بحترمه احتراااام  الحب هذا  لصايعين الي مثلك  

هتف بخبث...  كل هدول من الاحتراااام ياحبيبي.....منيح ما كنته تحبوا  بعض....مصيبة كان هلاء عنا ٥٠٠ واحد من قصي 

هتفت رحمة مؤنبة.....ولك اتأدب واحد ما بتستحي 

غمغم بمكر..... طيب يارحمة....أنا و حكمتي علي 

أشوف أحكمي على  بنت ابنك قالها غامزاً إياها أمسك كفها وقبلها ينوي الرحيل.....أجابت بثقة .....

ولك بكرة بتشوف بحكم ولا ما بحكم يا ابن أحمد .....

همهم بمكر ....آه ورجيني.....أنا الي بدي أشوف....سلااااام ياغالية 

غادرها لتهمهم لنفسها .....العرص....بضحك علي بكلمتين ....شو أعمل بحبه ....أفزعها  رعد الذي هتف فجأة بشكل أربكها .....ستي.....أنا رايح أخد رسل ونروح على المستشفى.....سوستي تعبانة

ردت مبسملة .....بسم الله الرحمن الرحيم....ولك نقزتني .....شو مالها .....ليكون وقعت

رد نافياً..... بعيد الشر عنها ....بس معها مغص وبتعيط

هتفت بحنق.....البين يطسك بين الزلام....عادي المغص .....روح خليها تشرب إشي دافي  بتصير منيحة كل الحوامل بصير معها مغص أول الحمل

همهم بقلق ..... ستي بتعيط خليني أخذها  على الدكتور أحسن.....خايف عليها

ردت بنفاذ صبر ..... روح وديها وحل عني....بس توخذش أختك ....خليها عند جوزها....روح أنت ومرتك لحالكم ....إذا في اشي ضروري رن علينا ....ناقصني دلع النسوان أنا .....وله وأنت طالع ناديلي وتين ......

صعد إلى غرفته ....همهم بحنان.....يلا حبيبتي.....

تساءلت سوزي ... وين؟؟؟

أجاب .....على  الدكتور... إلك ساعة بتعيطي من المغص....مش قادر اتحمل 

ردت بنعومة ....هلا بروح....يمكن أخذت برد 

هتف رافضاً .....لاااا معلش بنروح  نطمن 

غمغمت .....رعد الدنيا ليل وما في عيادات فاتحة 

أجابها .....روح رعد في اشي إسمه طوارئ

وضحت ....مو لهدرجة الوجع....مغص بروح وبيجي

هتف بقلق .....نعم ....ياحبيبي .....ليكون طلق....يقوم يروح الولد .....قومي البسي بقولك

تساءلت .....ييييي شو عرفك بطلق أنت 

عاد إلى أريكته التي اتخذها سريراً .....تناول هاتفه  المستريح فوقها لامس شاشته عدة مرات قبل أن يشيراً لها قائلاً ......هون ....شوفي شو كاتبين ....تقلصات بطنية وألم أسفل الظهر يأتي فجأة ويختفي بعد مدة معينة

صدمها بفعلته .....كان يجلس منذ ساعة محتضناً هاتفه ....لم تكن نعلم أنه أخذ يبحث عن المواضيع والصفحات التي تحكي عن فترة الحمل ليستطيع فهم واستيعاب جميع المشاكل والآلام والصعوبات المحتملة  أثناءها  .....نظرت له نظرة أذابته وأذابتها .....

همست له ....كل هاد علشان ابنك.....نيالك يماما.....قالتها بينما جعلت كفها تتحس بطنها.....استطردت بإعجاب أبوك بفتح ع النت وبدور وبقرء علشانك ....جد نيالك 

همهم بوله لااااااااا هيك ظلمتي أبوه.....الصراحة مش علشانه ....علشااااااان أمه.....هو أملي الوحيد ....إذا لا سمح الله صارلوه اشي بموووت 

لم يمهلها الألم كثيراً قطع عليها وعليه نظراتهما الهائمة ونظراتهما الجائعة .....هتفت متألمة .....آااااخ.....اااااييي

استقام  قائلاً  بقلق ...يلا حبيبتي بس اسمعي خلينا نروح نطمن عليكي بنرجع 

                الفصل الثاني عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>