رواية ما بعد الجحيم
الفصل الاول والثاني
بقلم زكية محمد
أنفاس لاهثة تعم المكان وحبات عرق متناثرة على جبينه إثر الجهد الذي يبذله.
يجرى حول فيلته كعادته الصباحية يمارس تمارينه الرياضية.
عيناه ممتلئة بلهيب إنتقام يسعى لتحقيقه ولن يهدأ له بال إلا بالثأر من هؤلاء اللذين حرموه من والده، ولم يحرموه فقط بل حرموا زوجة وولديها من حنان ذلك الأب.
وكلما مر يوم وهؤلاء القتلة بعيد عن قبضة يده يزداد حقده وغضبه تجاههم، فقد سلبوا منه أعز شخص وعليهم دفع ثمن ذلك غاليا.
بعد فترة طويلة من الركض يدلف إلى الفيلا التى يقطن بها ثم صعد إلى غرفته ثم دلف إلى الحمام يغتسل وبعد مدة خرج وهو يلف منشفة حول جزعه السفلى.
توجه لغرفة الملابس وقام بإخراج ملابسه وقام بإرتدائها ثم وقف امام المرآة وقام بتسريح شعره نثر عطره المفضل وبعد ذلك نزل إلى الأسفل .......
وجد الجميع يتناولون الإفطار فألقى عليهم تحية الصباح ثم جلس يتناول حصته من وجبة الإفطار.
ما إن رأته والدته حتى صاحت
:- صباح الخير يا حبيبى. إقعد إفطر قبل ما تمشى. .
جلس مراد إلى جوارها قائلا
:- حاضر يا ماما.
ثم نظر إلى الطفلة ذو العام الواحد القابعة في أحضان والدتها . إبتسم لها بحنان قائلا :-
وبيبة حبيبة خالها عاملة إيه النهاردة؟
تسنيم التى كانت تطعمها
:- كويسة يا خالو. ربنا يخليك يا حبيبى. خفت بعد ما إدناها الحقنة بس ما نامتش طول الليل وهى تصرخ بس الحمد لله دلوقتى زى الفل.
هتف بحب وهو يقبل الصغيرة فى وجنتها:- الحمد لله .
أخذها والدها من تسنيم قائلا
:-هاتى حبيبة بابا اشيلها شوية.
حملها معتز وأخذ يداعبها وهى تبتسم له بسعادة.
وجه فريد حديثه لمواد قائلا :- هتخلص شغل بدرى النهاردة يا مراد علشان تحضر إفتتاح الشركة الجديدة؟
أجابه بتردد:- والله يا عمى مش عارف هخلص امتى؟ بس مش مهم وجودى ، كفاية حضرتك يا عمى ومعتز كمان.
حاول فريد إقناعه قائلا :- لا هيفرق. وجودك مهم زيك زينا بالظبط.
أخبره بإستسلام :- حاضر يا عمى هحاول أبدل النبطشية مع أى حد من صحابى واجى. عن إذنكم مضطر أمشى دلوقتى.
أمينة بتماسك :- خلى بالك من نفسك يا عمرى. لا إله إلا الله.
:- محمد رسول الله يا أمى. سلام.
خرج مراد من الفيلا وصعد إلى سيارته منطلقا إلى عمله.
بالداخل جلست أمينة بحزن ودموع فهى كل يوم عند خروج مراد تضع يدها على قلبها بقلق حتى يعود إليها سالما. فهى تخاف من فقدانه كما فقدت زوجها العزيز على يد هؤلاء المجرمين الذين أنعدمت ضمائرهم .
حاولت فاطمة التخفيف من حدة قلقها :- وبعدين معاكى يا أمينة كل يوم كدة يا ستى ما هو كويس أهو. قصدى إنه ربنا حاميه. متقلقيش.
إنسابت دموعها بغزارة على وجنتيها
:- مش بإيدى يا فاطمة صدقيني مش بإيدى. أنا بخاف عليه لا ما يرجعش زى ابوة.
زينة مربتة على ظهرها بحنان :- متقلقيش يا مرات عمى إن شاء الله هيكون كويس مراد قدها وقدود.
:- يا رب يا بنتى يا رب.
أتى صوت فريد قائلا
:- يلا يا معتز علشان نمشى إحنا كمان.
:- حاضر يا بابا . خدى يا تسنيم بيبة هانم.
تناولت الطفلة من بين يديه قائلة
:- تعالى يا حبيبة. تعالى يا روح ماما خلى بابا يروح الشغل.
معتز مقبلا تسنيم على جبينها قائلا :- خدوا بالكو من نفسكم.
ثم قبل يد والدته قائلا :- سلام يا ماما.
سلام يا مرات عمى. سلام يا زينة.
الجميع :- سلام.
بعد رحيل فريد ومعتز
كانت زينة تود الخروج كالبقية
:- وأنا كمان يا مامى رايحة النادى مع أصحابى.
:- ماشى بس ما تتأخريش.
:- حاضر يا ماما يلا سلام.
وبعد أن رحلت إلتفت فاطمة لأمينة تقول
:- تعالى يا أمينة نقعد برة في الجنينة.
الخضرا هتريح أعصابك.
:- ماشى يا فاطمة.
ضحكت تسنيم قائلة
:- وأنا هروح أغير للعفريتة دى أصلها عملتها وغدرت بيا البرنسيس...........
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فى مكان بعيد تماما في أحد المناطق الشعبية فى أحد الأحياء وبالتحديد في شقة متهالكة وفى أحد الغرف. .....
على الارضية القاسية وذلك الفراش المتهالك تستيقظ تلك الجميلة النحيلة ذو الوجه الذابل، وتفرك عينيها بطفولية ثم فتحت عينيها فظهر ذلك العشب الأخضر.
(ما بعد الجحيم بقلمى زكية محمد )
جلست نصف جلسة وأخذت تتثائب بتعب قائلة :- اه عينى عليكى يا ورد وعلى شبابك اه يا ضهرى يا أنا .منك لله يا مرات خالى منك لله مش كنتي تجيبيلى سرير أنام عليه بدل نومة الأرض اللى تقصف الضهر دى.
ثم مدت يدها تحت الوسادة وسحبت من تحتها مجلة ونظرت للشخص الذي يزين الغلاف بوسامته المعتادة.
أخذت تتأمله بشغف وسعادة وما لبثت أن تنهدت بحزن وهى تضم المجلة الى صدرها قائلة :-
إمتى بقى هاتيجى تاخدنى يا سليم من هنا؟
أنا مستنياك من زمان أوى بس إنت مش راضى تيجى زى ما بابا قالى زمان الله يرحمه ...
ثم إمتلئت عينيها بالدموع وقالت بصوت مخنوق من البكاء تشكو حالها إليه و كأنه أمامها :-
خالى بيضربنى أوى وكمان. ....وكمان مرات خالى. ...تعالى خدنى والنبي. ........
وضعت المجلة بسرعة تحت الوسادة ومسحت دموعها بسرعة حينما تعالت الطرقات على باب الغرفة فقامت من مكانها وقامت بفتح الباب فدلفت سميحة إبنة خالها التى قالت :-
نفسى أعرف بتقفلى على نفسك ليه بالمفتاح يكونش هتتخطفى من وسطينا؟
ورد بإرتباك :- ها لا أبدا. .....أصل. ..أصل. .بخاف من خالى ليضربنى أو مرات خالى.
سميحة بإشفاق على حالها
:- يا حبيبتى يا ورد سامحينى مش بإيدى حاجة أعملها والله ...
ثم قالت بمرح لتغير الموضع :-
وبعدين يا جولييت فيكى وفى سى روميو بتاعك دة.؟
مش هتبطلى أبدا بحلقة في المجلة فى صورته دى. اه لو منيرة عرفت اه. ..
ورد بنبرة فزعة
:- لا لا والنبي بلاش دى هتدينى علقة موت.
سيبك منها أنا كنت عاوزة أشكرك علشان أدتينى اللاب توب بتاعك دة أسمع عليه دروس الفقه. حلوة أوى أوى يا سميحة.
:- ولا يهمك يا ستى أى خدمة في أى وقت تحتاجيه قوليلى وأنا هبقى أشغلك الفيديوهات اللى إنتي عاوزاها.
لاح الحزن في عينيها فقالت
:- يا بختك يا سميحة بتروحى الجامعة هى حلوة؟
سميحة بإشفاق :- اه يا حبيبتى حلوة.
ثم أضافت بمرح :-
بس المذاكرة تخليكى تلعنى اليوم اللى شوفتى فيه الجامعة .يلا يا ستى دلوقتى قومى علشان تفطرى.
:- حاضر يا سميحة.
شهقت بخوف حينما دلفت منيرة إلى الغرفة بوجهها الغاضب صائحة بسخرية :-
الله الله والله عال. لا مينفعش كدة إستنى أما أروح أجيبلك فطار ودى تيجى.
ثم صاحت بغضب :- قومى يا روح أمك شوفى وراكى إيه وإعمليه بدل ما أرنك علقة ع الصبح كدة.
:- حححاضر. ...حاضر يا مرات خالى انا قايمة أهو علطول.
قالت ذلك ثم خرجت بسرعة إلى الخارج تقوم بأداء المهام المنزلية.
صاحت سميحة بإنفعال
:- حرام عليكى يا اما ما يصحش كدة دى البت بتبقى زى الفار المبلول يا أما براحة عليها .
:- بقولك إيه يا بنت بطنى لمى الدور على الصبح وروحى شوفى مذاكرتك على ما أروح أشوف مقصوفة الرقبة بتهبب إيه.
وقعة أمها سودة لو غلطت في حاجة المرة دى .
ثم تركتها ورحلت فتأففت سميحة بضيق قائلة :- ربنا يهديكى يا أما وتخفى ع البت شوية.
بالخارج كانت ورد في المطبخ تقوم بغسيل الأطباق فدلفت زوجة خالها تصيح :-
إخلصى بلاش لكاعة علشان تمسحى الشقة بعد ما تخلصى المطبخ.
:- بس انا مسحتها إمبارح حرام عليكى يا مرات خالى.
:- حرمت عليكى عشتك بت قليلة الأدب صحيح. طيب والله لما ييجى خالك لأقوله.
صاحت بنبرة خائفة
:- لا والنبي خلاص حرمت. حاضر همسح الشقة بس بلاش خالى وحياة سميحة عندك.
نظرت لها بتشفى قائلة
:- طيب يلا إنجرى شوفى اللي وراكى أنا رايحة لخالتك عواطف ولو جيت وملقتش حاجة إتعملت قولى على نفسك يا رحمن يا رحيم.
قالت بتردد:- حاضر يا مرات خالى. ..بس. ..بس. ...
أزاحتها منيرة بعنف قائلة
:- إيه هتبسبسى كتير إخلصى أنا مش فاضيالك.
ورد بخوف وترقب :- أصل أنا جعانة يا مرات
خالى. ....
:- أهو عندك الجبنة متلقحة جوة على البوتاجاز ....
:- ماشى يا مرات خالى شكرا .
قالت ذلك ثم خرجت من المطبخ. ...
تمتمت ورد بتذمر
:- جبنة جبنة أحسن من بلاش الحمد لله غيرى مش لاقيها تعالى يا ست جبنة أما أكلك هم النم. . ...
قامت ورد بإحضار الخبز وأخذت تأكل بنهم شديد فهى لم تتناول وجبة العشاء البارحة بسبب عقاب زوجة خالها. .....
بعد تناولها للطعام ذهبت لمتابعة عملها. ......
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
فى فيلا حامد الداغر، وفى جناح عصري يخرج من الحمام مرتديا بورنس الحمام ثم يدلف إلى غرفة الملابس وأنتقى منها ما يرتديه وبعد فترة خرج مرتديا بذلة رمادية ورش عطره ولبس ساعته وألقى نظرة أخيرة على مظهره ثم بعد ذلك نزل للأسفل. ......
وجد الجميع يتناولون وجبة الإفطار فجلس ببرود يتناول الطعام.
حامد :- إتصلت بالشركة بتاعة الإعلانات
اللى هتسوقلى الدعايا بتاعة الإنتخابات؟
سليم :- ايوة يا بابا ما تقلقش كله تمام.
:- طيب كويس لانى مش هسمح بغلطة تحصل منافسينى ما هيصدقوا.
نفى مصطفى قائلا
:- لا يا بابا متقلقش أنا روحت إمبارح وشرحتلهم كل حاجة وهروح تانى إن شاء الله دلوقتى أظبط معاهم وأتابع الشغل.
:- كويس.
قالت صفاء بضيق
:- نفسى تبطلوا كلام في الشغل لما تكونوا قاعدين معانا.
أكدت ندى قائلة
:- اه يا ماما والله عندك حق.
نظر لها مصطفى بسخرية قائلا
:- وهنتكلم في إيه إن شاء الله؟ كلام فارغ. عن اذنكوا أنا رايح أشوف اللي ورايا. .
قال ذلك ثم غادر خارجا وصعد إلى سيارته
متجها إلى الشركة.
عند ندى إمتلئت عينيها بالدموع جراء كلمات مصطفى فهو دائما لا يراعى مشاعرها أمام الجميع أو حتى بينهم فهى في نظره عبارة عن صفقة أراد والده إكمالها بالزواج منها ومنذ
( ما بعد الجحيم بقلمى زكية محمد )
زواجه منها يتعامل معها بآلية شديدة فهو لا يعرف شيء عن المشاعر فيصب جميع إهتمامه على العمل.
هذا ما نشأوا عليه جراء تربية والدهم .......
صفاء بإشفاق وبصوت منخفض :- معلش يا حبيبتى ....
ندى وهى تحيد عيناها بعيدا حتى لا تظهر دموعها العالقة فيها :-
لا عادى يا ماما ما تخديش في بالك.
ثم حملت طفلها ذو العامين قائلة :- هروح أغير لسليم.
:- ماشى يا حبيبتى.
أما هى صعدت بسرعة للأعلى لغرفتها وهنا أطلقت السراح لدموعها ، فهى إتخذت من إبنها حيلة لكى تتوارى منهم ولا تريهم معاناتها. ....
بالأسفل إنتهى سليم من طعامه هو ووالده.
حامد :- يلا يا سليم بينا على الشركة.
:- ماشى يا بابا. سلام يا ست الكل.
:- سلام يا حبيبى في رعاية الله.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فى مركز الشرطة يدلف مراد إلى الداخل ويتوجه لمكتبه لمتابعة مستجدات القضية. .
يدلف صديقه عمر إلى الداخل ويلقى عليه التحية.
عمر بمرحه المعتاد:- إزيك يا صاحبي عامل ايه النهاردة؟
:- الحمد لله وأخبار الست والدتك إيه ؟
:- لا كويسة الحمد لله. تسلم يا شق.
مراد بجدية
:- ها يا عمر الرجالة اللى مكلفينهم بمراقبة المكان وصلوا لحاجة ولا لسة؟
:- لا للأسف لسة من وقت آخر مواجهة ليهم مع الشرطة وهما مختفيين عن العين حتى نشاطهم قل مش زى الأول.
مراد بنبرة ممتلئة بالغل والحقد
:- بس يقعوا تحت أيدى والله ما هرحمهم. هما ليهم قرايب بيترددوا عليهم.
:- لا قرايبهم محدش منهم يعرف حاجة عنهم إنت ناسى المداهمة اللى إنت عملتها آخر مرة؟
:- بس لسة معترناش في عنوان مراته دى الوحيدة اللى محدش دور عندها تقب وتغطس في الدرا يا عمر وتجيبلى عنوانها.
أنا مش عاوز أى حد من الداخلية يعرف بأى حاجة أنا بعملها.
:- طيب إنت شايف إن كدة صح؟
:- مليش دعوة باللى يصح وما يصحش. لو الداخلية وصلت لهم قبلى يبقى كل اللى بعملوا دة راح فشنك.
أنا عاوز أنا اللى أقبض عليهم وأقطع جسمهم حتة حتة قدامهم وهما حيين علشان يدوقوا الكأس اللى دوقوهولى.
:- ربنا معاك يا صاحبى أنا خايف عليك من المسائلة القانونية مش أكتر.
:- متقلقش انا مستعد لأى مسائلة قانونية بس أخد بتارى الأول و أبرد نارى منهم.
:- وأنا معاك يا صاحبى لحد النهاية.
:- تسلملى يا عمر.
:- بس مقولتليش فين الواد سليم مش باين اليومين دول.
:- أبدا يا سيدى كان في لندن ورجع في صفقة تبعهم في الشغل.
:- ابن الأيه تلاقيه زاط في الزيطة هناك ابن المحظوظة. خلينا إحنا هنا بوزنا في بوز بعض كدة.
ضحك مراد عاليا وقال
:- والله العظيم إنت فظيع. قوم روح شوف وراك إيه قوم.
:- ماشى يا صاحبى اشوفك بعدين سلام دلوقتى.
:- سلام يا اخويا وخد الباب في إيدك.
:- ماشى يا عمنا.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
فى أحد الأحياء الشعبية فى أحد الشقق البسيطة تجلس لمار على كرسى وبيدها مقص تقوم بقص تصميمها الجديد .
حدثت نفسها بصوت مسموع
:- الحمد لله بحق شوية الفساتين دول على المعاش بتاع أمى هيمشينى لآخر الشهر وهيكفى إن شاء الله .
تركت المقص من يدها بفزع حينما رن جرس الباب فإتجهت بحذر ناحية الباب.
لمار بصوت مهتز :- ممين؟
أتاها صوت زوجة أبيها قائلة
:- إفتحى يا دلعدى دة أنا مرات أبوكى.
تأففت لمار قائلة
:- عاوزة إيه؟
عواطف بنبرة مستنكرة
:- شوفى البت بجحة إزاى؟
يا بت إفتحى هو أنا هاكلك.
تأففت لمار بضيق وقامت بفتح الباب فدلفت الأخرى على الفور.
رحبت بها ببرود
:- أهلا بيكى يا مرات أبويا إيه اللى فكرك بيا؟
:- أبوكى يا أختى اللى قالى أشقر عليكى الحق عليا.
:- شكرآ لتعبك تحبى تشربى حاجة؟
:- لا يا أختى أنا همشى دلوقتى بس جاية أخد الأمانة اللى أبوكى سابها هنا.
لمار بإستغراب
:- أمانة! أمانة إيه دى؟
عواطف وهى تتجه إلى الداخل ثم بعد ذلك تعود وبيدها كيس أسود ملفوف.
أوقفتها لمار قائلة
:- إيه دة؟ وبعدين أبويا مقليش حاجة عنها .
:- دى حاجة تبع الشغل بتاعه يا عنيا وخباها هنا علشان دة مكان آمن محدش يقدر يتوقعه.
لمار بترقب
:- ليه هو الكيس دة فيه إيه؟
:- هيكون فيه إيه هروين يا عنيا.
صدمت وجحظت عينيها قائلة
:- إيه ؟ بتقولى هروين يا مصيبتى. وحاطينوا عندى ليه ؟ عاوزين تلبسونى مصيبة حرام عليكوا ربنا ينتقم منكم عملتلكم إيه أنا؟
( ما بعد الجحيم بقلمى زكية محمد )
سيبتلكم حياتكم الوسخة دى وبعدت عنكم وعايشة بما يرضى ربنا وانتوا برضوا جايبين الذنب دة ومخلينوا هنا معايا.
أعمل إيه علشان أريحكم منى ها أعملكم إيه؟
:- بت إنتي إتلمى بدل ما ألمك. عاجبك تعيشى عشيتنا أهلا وسهلا مش عاجبك أبوكى يجيب رقبتك علطول إحنا مش ناقصين تعطيل مصالح.
صرخت بقوة فيها قائلة
:- إطلعى برة. ...إطلعى برة. .حرام عليكوا حرام. ....مش عاوزة أشوفك ولا عاوزة أشوف أبويا. ..مش عاوزة. ..مش عاوزة. ...
إطلعى برة. ..إطلعى. .
قامت عواطف بدس الكيس في ملابسها ثم قالت بسخرية :-
هطلع يا أختى قال هطلع من الجنة ......
خرجت عواطف ثم صفعت لمار الباب خلفها ثم إنهارت أرضا تبكى بشدة قائلة :-
يارب سامحنى والله ما كنت أعرف. يارب أحمينى من شرهم يا رب.... يارب ...........
أخذت تبكى إلى أن غفت في مكانها. ...
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فى شركة حامد الداغر فى مكتب سليم القابع على مكتبه منكب على مجموعة من الأوراق يراجعها.
رفع رأسه حينما دلفت ميس إلى المكتب تتبخر في مشيتها بملابسها المكشوفة ومكياجها الصارخ.
سليم بنبرة باردة:- ممكن أعرف جاية ليه هنا، دة مكان شغل.
تقدمت ميس وهى تجز على أسنانها من بروده
:- إخس عليك يا سليم بقى دى المقابلة اللى تقابلها لخطيبتك بردو.
:- ميس ما تلفيش كتير أظن إنك عارفانى كويس أوى وعارفة كمان إنى ما بحبش حد يقاطعنى وأنا بشتغل.
:- طيب هنتقابل النهاردة ولا إيه ؟
:- لما أشوف هخلص شغل وهقولك.
:- لا مليش دعوة علشان خاطرى يا سليم وافق وأوعدك إنك مش هتندم صدقنى.
تأفف قائلا
:- وأنا قلت هخلص شغل وأشوف مواعيدى وأرد عليكى.
إغتاظت منه قائلة
:- ماشى يا سليم هسيبك تخلص شغل وأنا همشى أروح للفرندز بتوعى .
مالت عليه تقبله ثم إعتدلت قائلة :- تشاو أشوفك بعدين يا بيبى.
قالت ذلك ثم غادرت المكان ، وعاد سليم يتابع عمله بتأفف منها ومن تصرفاتها فهو كوالده وافق عندما أخبره إنه سيستفاد من والدها في العمل وسيقدم له الكثير من الخدمات.
( ما بعد الجحيم بقلمى زكية محمد )
فالزواج منها سيحقق كل ذلك وهو لا يمانع أبدا فهى جميلة يقضى معها بعض الأوقات الحميمية فلا مانع أبدا لديه فى إرضاء رغباته ووالده معا............................... ..............
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
ليلا فى فيلا فريد المنشاوى وبالتحديد في غرفة زينة الواقفة بتأفف أمام والدتها.
ضغطت فاطمة على زراعها قائلة
:- أعمل فيكى إيه ها أعمل إيه؟
:- يووووه يا ماما عادى بقى الله.
فاطمة بغضب
:- خارجة من الصبح وقولتى إنك هترجعى بدرى فين بدري دة يا هانم ها ما تردى.
:- يا ماما هو أنا جيتلك نص الليل دى الساعة سبعة.
:- ولما تغيبى من تمانية لسبعة ومترديش على تليفوناتى تسمى دة إيه؟
أنا داريت عليكى المرة دى قدام باباكى واخوكى المرة الجاية مش هتحمل تصرفاتك إنتي فاهمة؟
:- مفهوم يا مامى مفهوم.
فاطمة بنبرة جادة حاسمة
:- إياكى تعوديها بعوايدك تانى، إتفضلى روحى غيري هدومك علشان تتعشى.
:- ومراد جه ولا لسة؟
:- لا يا أختى لسة ما جاشى بدل ما إنتي بتتصرمحيلى من هنا وهناك .
إعمليلك حاجة يا أختى إتحركى بدل ما واحدة تخطفه منك.
:- يبقى حفرت قبرها بإيدها اللي هتقربلوا ، يا ويلها ويا سواد ليلها.
:- أما نشوف يلا يا حبيبتى دلوقتى أنا هروح أنزل للجماعة المستنين تحت دول وإبقى حصلينى.
:- ماشى يا بطة يا جميل إنت.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
فى أحد المناطق البعيدة عن الأعين يجلس محسن وإلى جواره والده.
محسن بخوف من الآتى
:- وبعدين يا أبا هنفضل مدارين كدة زى الحريم لحد إمتى ؟
تنهد عابدين بقلق قائلا
:- لحد ما العين تخف من علينا يا خفيف ولا إنت عاوز تتسجن ؟
انت ناسى عملتك المهببة؟
:- لا يا أبا مش ناسى وبعدين دى كانت أوامر الريس الكبير علشان الظابط اللى ما يتسمى يخف علينا.
:- خلينا هنا إحنا في أمان لحد ما يقولنا الريس هيعمل إيه؟
:- طيب وشغلنا يا أبا وحالنا اللى هيتعطل دة. ؟
ربت على ظهره مطمئنا إياه
:- متقلقش أمك هتعمل المطلوب انا بعتلها الواد بلية وقولتله يخليها تروح تجيب الأمانة اللى عند البت لمار علشان تتصرف فيها وهتجبلنا الفلوس.
أخبره باعتراض
:- وانت مش لاقى غير الزفتة دى تودى الحجات دى عندها؟
:- يا غبي علشان محدش يعرف عنها حاجة وأنا اصلا خفيتها عندها من غير ما تعرف.
:- ماشى يا أبا بس أنا البت دى مش مرتحلها دى راسمة دور الشيخة وعايشة على معاش أمها ورافضة تاخد أى فلوس مننا قال إيه فلوس حرام بكون عاوز أحش رقبتها علشان أخلص منها ونرتاح.
:- سيبها أهى نفعانا احسن من بلاش. ومتخافش متقدرش تتكلم لإنها عارفة كويس أنا هعمل فيها إيه.
:- ماشى يا أبا لما نشوف.
:- طيب قوم أعملنا حاجة ناكلها.
:- ماشى يا أبا رايح أهو.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
فى شقة ممدوح كانت ورد تقوم بتجهيز الطعام لهم وأثناء سكبها للطعام في الأطباق
( ما بعد الجحيم بقلمى زكية محمد )
دلف خالها إلى المطبخ فقام بسحبها من خصرها ناحيته فشهقت بفزع وهى تحاول إبعاد يديه عنها قائلة برعب :-
خالى حرام عليك إنت بتعمل إيه؟ سيبنى في حالى الله يخليك .
ممدوح وهو يتحرش بها :- إخرسى ما إسمعش صوتك.
ورد ببكاء وهى تحاول الخلاص منه :- خالى عيب أنا بنت أختك. حرام عليك خاف ربنا.
حرام. ..والنبى يا خالى. ....سيبنى. ..
ممدوح برغبة :- مش قادر أبعد مش عارف بتعملى فيا إيه كل أما أشوفك ومستنى اللحظة اللى هتجمعنى بيكى بفارغ الصبر.
هلعت ورد من كلماته تلك فقامت بالصراخ، تفاجئ ممدوح من ردة فعلها تلك فهى عادة ما تصمت خوفا منه .
فأخذ يفكر بسرعة في حل. لمعت فكرة فى عقله فقام بتنفيذها على الفور.
إبتعد عنها وقام بسكب الطعام على الأرض
وقام بضربها بعنف ينفس عن غضبه منها فيها.
جائت سميحة ومنيرة على صراخ ورد. .
سميحة وهى تخلص ورد من يد والدها :- حرام عليك يا أبا سيب البت هتموت في إيدك.
ممدوح بغضب :- حرمت عليها عشتها الهانم كبت الأكل اللى هنتعشى بيه.
وقفت أمام والدها تبعده عن ورد قائلة
:- خلاص مش مشكلة يا أبا نعمل غيره.
صاح ممدوح بغضب قائلا
:- ليه قاعدة في تكية أبوها هنا؟ فى ظرف نص ساعة لو متعملش الأكل يبقى قولى على نفسك يا رحمن يا رحيم.
أجابت بصوت مستعد
:- ححححاضر يا خالى. ...حاضر هعمل غيرو.
إنصرف ممدوح وجلس زافرا بغضب وضيق فزوجته وإبنته يعيقانه عنها.
بالداخل شدت منيرة على شعر ورد من خلف حجابها فبكت الأخرى متألمة
منيرة بصياح :- بقى بتكبى الأكل يا روح أمك طيب عقابا ليكى مفيش عشا النهاردة كمان وورينى هتعملى إيه؟
يلا إخلصى غورى إعملى أكل غير اللى كبتيه دة. وانتى يا سميحة إطلعى برة هى هتعمل الأكل كله لوحدها تانى ملمحش ضلك هنا يلا قدامى.
حاولت الإعتراض قائلة
:- يا أما بس. ......
صاحت فيها بغضب قائلة
:- جاتك مو إخلصى إمشى روحى شوفى مذاكرتك. إخلصى.
سميحة بقلة حيلة وهى تنظر بإشفاق لورد :- حاضر يا أما حاضر. ....
ذهبت سميحة لغرفتها لتتابع مذاكرتها وخرجت منيرة من المطبخ بعد أن ألقت نظرة إستحقار لورد. .......
أما تلك المسكينة فكانت تعيد طهى الطعام لهم بعجل وهى تبكى وتشهق بعنف على حالها. .............................................
وبعد ساعة كانت الطاولة قد أعدت بالطعام
فجلسوا يتناولون الطعام وسط غيابها فها هى قد حرمت من وجبة العشاء كالعادة.
وكان ممدوح يريد أن يدخل لها الطعام ولكنه توقف عن تلك الفكرة حتى لا يثير شكوك زوجته.
بالداخل إنتهت ورد من صلاة العشاء وسط بكائها وتضرعها إلى الله بأن يصبرها على ذلك الإبتلاء.
جلست أرضا على فراشها وسحبت المجلة من تحت الوسادة وأخذت تتطلع إليها كعادتها.
ورد من بين بكائها أخذت تشكو إليه حالها وكأنه معها يسمعها ويراها :-
سليم أنا خايفة أوى. ...خالى عاوز. ....عاوز. ...
( ما بعد الجحيم بقلمى زكية محمد )
إلحقنى منه والنبى يا سليم يا رب يعترك فيا وتيجى تريحنى من العذاب دة. ....يا رب صبرنى على ما بليتنى يا رب. .
بعد بعض الوقت قامت ورد وإتجهت ناحية الباب وقامت بغلقه كالعادة بالمفتاح ثم إتجهت ناحية الفراش وتمددت عليه بتعب وفجأة أصدرت
معدتها أصوات دلالة على الجوع.
ورد بتذمر وهى تضع يدها على بطنها تقول بطفولية :-
وبعدين معاكى جعانة يا ستى طيب إستنى
هنام دلوقتى وهناكل رز مع الملايكة ولا تزعلى . يلا تصبحى على خير.
وبعد دقائق ذهبت ورد في سبات عميق. ..
********
بعد منتصف الليل تسحب خالها من جانب منيرة وذهب خارج الغرفة وتوجه ناحية غرفة ورد ومسك بمقبض الباب ليفتحه فوجده مغلق كالعادة.
ممدوح بغيظ :- بردو قافلاه. ..ماشى هتروحى منى فين. بت فقر مش عارف أستفاد منك بحاجة أبدا.
قال ذلك ثم عاد إلى غرفته يجر أذيال الخيبة.
أما بالداخل كانت تلك البريئة تبتسم أثناء نومها فهى كعادتها تحلم بمعشوقها كل ليلة
وتبتسم إبتسامة سرقها منها الزمن. ..........
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فى صباح اليوم التالى في قسم الشرطة بينما كان مراد يراجع بعض القضايا دلف عمر قائلا :-
إبسط يا عم لقينا مكان مرات عابدين
الفصل الثاني
هب واقفا ينظر إلى عمر بصدمة ممزوجة ببعض السعادة أخيرا سيحصل على مبتغاه
وسيطفأ نار لهيبه. صاح بعدم تصديق :-
بتقول إيه يا عمر؟ عيد اللى قولته تانى كدة؟
ضحك عمر عاليا مؤكدا
:- إيه يا عم مالك ؟ ودانك تقلت ولا إيه؟ بقولك الرجالة بتوعنا اللي كلفناهم بمهمة البحث عنها لقيوها.
مراد بفرحة عارمة
:- بجد؟ الحمد لله يا رب أخيرا حق أبويا هيرجع.
إلا انه تحدث بتوجس من تصرف صديقه العنود
- هتعمل إيه لازم يكون عندك إذن بالتفتيش؟
تكلم بنبرة ساخرة
- أنا لا هعمل أذن بتفتيش ولا يحزنون.
صاح عمر بعدم فهم
- أومال هتعمل إيه يا نبيه عصرك؟
مراد بصدر معبأ بالكره والانتقام
:- هتشوف أدينى قاعد بقالى 6 شهور مش عارف أخد حق أبويا . المهم هى عايشة لوحدها ولا حد معاها ولادها مثلا؟
:- لا إطمن عايشة لوحدها هى أصلا مش معاها غير ابن واحد بس.
مراد بغل إكتسبه مؤخرا
:- ابن ال**** يقع في إيدى بس.
المهم دلوقتى بعد ما خلص شغلى هنا علشان ملفتش الإنتباه.
:- ماشى يا صاحبى بس أنا هاجى معاك.
- لا متجيش يا عمر أنا هروح لوحدى.
وقف قبالته مؤكدا على كل حرف ينطق
:- بقولك إيه يا اما أروح معاك يا إما أروح أقول للواء ؟
صاح بغضب عارم
:- نعم يا روح أمك. عمر إتعدل معايا لأعدلك.
نظر له بلوم قائلا
:- ولزمتها إيه بس الغلط يا صاحبى. ؟
تدارك نفسه فقال بنبرة يشوبها الندم
- أنا آسف يا عمر إتعصبت ومخدتش بالى.
:- أنا مش زعلان منك يا مراد. وعلشان عصبيتك وتهورك دة لازم أروح معاك. ها قولت إيه؟
تنهد بإستسلام قائلا
:- قولت لا إله إلا الله. ماشى يا عمر روح معايا. يا سلام عليك إنت وسليم لما ترخموا بتبقوا حاجة لا تطاق.
عمر بضحك
:- هههههه ماشى مقبولة منك يا صاحبى.
:- طيب يلا يا اخويا على مكتبك مش عاوزين حد يشك في حاجة. أنا الود ودى أروح دلوقتى بس نصبر ومالو الصبر حلو بردو.
:- ماشى يا ميرو يلا سلام.
نظر له بشراسة قائلا
:- إمشى يا عمر إمشى بدل ما أجى أفش خلقى فيك.
إنتفض من مكانه بضحك قائلا وهو يعدو نحو الباب
:- وعلى إيه الطيب أحسن. أشوفك بعدين يا صاحبى.
خرج عمر من المكتب فتنهد مراد قائلا :-
أخيرا يا بابا همسك أول خيط في القضية وهاخد بحقك يا حبيبى. ......
قال ذلك وشرد في تلك الذكرى المشؤمة
Flash Back
منذ ستة أشهر كان مراد خارجا هو ووالده من الشركة وعند وصولهم إلى السيارة قام أحد القناصة بطلق النار على والده فوقع أرضا في الحال.
(ما بعد الجحيم بقلمى زكية محمد )
أما هو نظر بصدمة لوالده الجاثى أرضا وبسرعة توجه إليه وأسنده من الخلف قائلا بدموع :-
بابا بابا قوم. .قوم يا حبيبى. ...متسبناش يا بابا أرجوك. ..يا ناس حد يجيب أسعاف ....حد يجيب إسعاف. ....بابا خليك معايا. ..خليك معايا والنبى. ...متقفلش عينك. ......
هتف بأنفاس متقطعة وهو يزفر آخر أنفاسه
:- خلى بالك من أمك وأختك. ....
صاح فيه هادرا:- لا لا إسكت إسكت متتكلمش. ..يا رب. ..يا رب. ..
بعد عدة دقائق وصلت الإسعاف وتم نقله إلى المشفى ومن ثم إلى غرفة العمليات. ....
جاءت والدته تركض في الطرقة برفقة تسنيم والبقية بعد أن أخبرهم فريد بذلك الخبر. .
(ما بعد الجحيم بقلمى زكية محمد )
ركضت إليه ودموعها تغرق وجهها قائلة بنبرة مبحوحة :- أبوك جراله إيه يا مراد؟ رد عليا رد عليا.
تدخل فريد يبث لهم بعض الطمأنينة وبداخله يحتاج لسند يسنده
:- إهدى يا أمينة مش كدة الله. أخويا إتصاب برصاصة وهو جوة في العمليات إدعيله.
صاحت تسنيم ببكاء وهى لا تصدق كيف ستعيش دون والدها الحبيب :- لا لا بابا يا مراد بابا أنا عاوزة بابا.
إحتضنها معتز مهدئا إياها قائلا بنبرة حنونة -
- إهدى يا تسنيم مش كدة.
ظل الجميع يقفون في صمت ويدعون ربهم بالبكاء والدموع أن يحفظ محمد لهم.
مر الوقت عليهم كالدهر وهم يأملون أن يشفيه ربه .وبعد مرور ساعتين خرج الطبيب من غرفة العمليات
فركض الجميع إليه يسألوه بأمل.
تكلم مراد أولا قائلا بنبرة مملوءة بالأمل والرجاء
:- بابا عامل إيه أرجوك طمنا يا دكتور. ؟
نظر لهم الدكتور بحزن ولكنه حسم أمره فتنهد قائلا بعملية
:- إحنا عملنا اللي علينا بس للأسف المريض مات البقاء لله.
إنهارت أمينة وفقدت وعيها في الحال فجرت عليها فاطمة و زينة وبعض بعض الوقت فاقت من إغمائها ولكنها إنخرطت فى البكاء ....
وتسنيم التى إنهارت في أحضان زوجها.
مراد بضياع وهو يشعر بأن من قام بغرز سكين في قلبه فهتف دون وعى منه
:- إنت بتقول إيه؟ بابا ما ممتش بابا عايش. أوعى أنا داخله. إنت كداب.
دلف مراد إلى الداخل ووجد والده مغطى بغطاء أبيض.
ذهب إليه وكشف وجهه وإنهار باكيا على صدره :-
بابا قوم يا بابا. .....متسبناش أرجوك متسبناش قوم ماما برة بتعيط وتسنيم كمان عاوزينك يا بابا قوم. .....آاااااه يا بابا ااااه. ...
هتف عمه بدموع وتماسك لأجل البقية
:- وحد الله يا ابنى مش كدة. ..
أردف ببكاء :- بابا راح يا عمى بابا راح. ....
ضمه إلى صدره قائلا بدموع فشل في إخفائها - إدعيله يا ابنى إدعيله هو عند اللى خلقه اللي أحن عليه مننا.
قوم يا ابنى انت سند أمك دلوقتى هى محتجالك وكمان تسنيم. ..فين مراد الظابط
هتف بحزن وبكاء وقلب ينزف على فراق والده
:-انا ضهرى إتكسر يا عمى أنا بقوى بيه.
نهره فريد مشجعا إياه قائلا
:-ما تقولش كدة أومال أمك وأختك يقولوا إيه خليك متماسك علشانهم. ......
حزن الجميع على موت والد مراد وقاموا بفتح تحقيق لكشف ملابسات الحادث.
وأقيم عزاء لمحمد حضره الضباط ورجال الأعمال ممن يعرفونه.
وبعد إنتهاء العزاء بأيام قليلة كان مراد يجلس في غرفته منزويا لا يريد رؤية أحد .
جاءه إتصال هاتفه برقم غريب، فأجاب ووضعه على أذنه.
المتصل بشر :- يا رب تكون إتعلمت الدرس كويس يا. ....يا حضرة الرائد . ...أدى جزات اللى يقف في طريقى. .....واه البقية فى حياتك ....حرص من اللى جاى. ....
صرخ قائلا
:- مين معايا؟ مين اللى بيتكلم؟
ولكنه أغلق الهاتف، فجن جنون مراد الذى أخذ يكسر في أى شئ تقابله يداه وأخذ يصيح عاليا :- يا ولاد ال ******
والله لأوريكوا. ....تقعوا في إيدى يا حيوانات بس. .....يا ولاد ال*****.
أظلمت عيناه وأمتلئت بالحقد والغضب تجاه هؤلاء الذين تسببوا في مقتل والده. ...
ومنذ تلك اللحظة وهو يتوعد إليهم بالإنتقام.
Flash Back
عاد من ذاكرته إلى الواقع ولاحظ تساقط دموعه فقام بمسحها على الفور قائلا :-
ربنا يرحمك يا حبيبى. ...متقلقش يا بابا حقك هيرجع ولو هيكلفنى موتى.
قال ذلك ثم عاد لمتابعة عمله المنكب عليه.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فى فيلا حامد الداغر فى غرفة نوم مصطفى
يقف أمام المرآة يصفف شعره إستعدادا للذهاب إلى العمل.
كانت ندى تقف بمقربة من السرير سارحة في مظهره وطالته الوسيمة ، وهى تحمل سليم الصغير وتسير به ذهابا وإيابا لعله يتوقف عن البكاء الذي يبدو إنه متعب
هتفت بقلق وهى تتحسس بشرته
:- مالك يا روحى فيك إيه؟ مصطفى ! سليم شكله تعبان النهاردة تعال معايا نوديه للدكتور.
هتف بنبرته الباردة كالعادة
:- روحى مع أمى انا مش فاضى ورايا شغل.
صاحت ببعض الغضب فقد طفح الكيل منه
- إنت بتقول إيه؟ ابنك تعبان وتقولى روحى مع أمى.
إقترب منها بغضب وهو يمسك زراعها بقوة ألمتها وسط صراخ طفلها :-
بقولك إيه صوتك دة ميعلاش تانى إنتي سامعة؟
تألمت ندى من قبضته فأسرعت تقول
:- حاضر حاضر بس سيبنى الولد بيعيط.
تركها مبتعدا عنها وأخذ متعلقاته ونزل للأسفل.
هتفت بدموع أطلقتها للعنان بعد خروجه
:- بس يا روح ماما إنت حاضر هنروح للدكتور يلا يا حبيبى. إستنى بس هلف الطرحة.
وضعته ندى في سريره وأمسكته لعبه حتى لا يبكى. وبعد أن إنتهت نزلت إلى الأسفل فوجدتها صفاء
هتفت صفاء بقلق من منظرها
:- مالك يا حبيبتى معيطة ليه؟ وماله سليم كمان. ؟
أجابتها بنبرة حاولت أن تخرج طبيعية
:- سليم مش عارفة ماله عمال يصرخ ومش راضى يسكت أبدا.
حاولت إطمئنانها قائلة
- طيب يا بنتى إستنى في العربية على ما أجهز وأجيلك بسرعة.
تحركت إلى الخارج قائلة
:- حاضر يا ماما. ..
ذهبوا إلى الطبيب وبعد فحصه له.
أسرعت ندى تسأله بقلق أموى بالغ
:- خير يا دكتور طمني ماله سليم ؟
الدكتور مطمئنا إياها
:- متقلقيش هو بس عنده حمى داخلية وضربتله حقنة وشوية ويكون كويس.
أنا كتبتله على حقنتين كمان ياخدهم واحدة بالليل وواحدة فى الصبح التانى إن شاء الله.
زفرت بإرتياح يشوبه القلق
:- يعنى هو كويس يا دكتور أومال بيعيط ليه؟
الدكتور
:- دة نتيجة السخونية مش أكتر على العموم شوية وهيكون كويس .
أجابته صفاء بنبرة شاكرة :- ان شاء الله .شكرآ يا ابنى تعبناك معانا .
الدكتور بإبتسامة :- العفو. دة واجبى.
حملت الصغير بدلا عن والدته قائلة
:- يلا بينا يا بنتى.
بعد ذلك صعدوا إلى السيارة ثم إنطلقوا عائدين إلى الفيلا.
**********
عند حامد ومصطفى في الشركة
هدر حامد بغضب بالغ
:- فين الأستاذ سليم مشرفش ليه لحد دلوقتى؟
مصطفى بإرتباك سابا سليم بداخله فهو دوما ما يوقعه في مواقف مثل هذه
:- أاا مممم. .أصل. ..أصل. ...
هدر بعنف
:- أصل إيه ؟ البيه أكيد كان سهران سهرة من سهراته الذبالة اللى زيه.
تقب وتغطس دلوقتى وتجبهولى مطرح ما هو موجود.
خاف مصطفى على والده من الانفعال فقال مسرعا
:- حاضر يا بابا بعد إذنك. .
خرج مصطفى من مكتب والده ويقوم بالإتصال على سليم قائلا بغيظ :-
الزفت دة مش هيتعلم أبدا وبتيجى على راسى أنا .
على الجانب الآخر كان سليم نائما إلى جوار ميس في أحد الشقق.
إستيقظت ميس قائلة بتأفف وهى توكز سليم من كتفه :-
سليم ....أوف. ...سليم إصحى تليفونك بيرن.
سليم بنعاس :- أيوا في إيه؟
أجابته بضيق
:- تليفونك بيرن يا سليم مش سامع يعنى؟
جلس سليم نصف جلسة ومسك الهاتف و فتحه ووضعه على أذنه قائلا بنعاس :-
ألو. ...أيوا يا مصطفى. ..
مصطفى بغيظ من برودة أعصابه
:- يا برودك يا أخى. ....كمان نايم لحد دلوقتى وبابا قالب الدنيا عليك هنا.
سليم :- طيب ماشى أنا هلبس وجاى أهو. ..
بنبرة صارمة لا تحتمل المزاح قال
:- متتأخرش يا أخويا ولما تحب تعمل اللى إنت بتهببه دة إبقى ما تتأخرش وتيجى على البيت متباتش برة.
أجابه ببرود وبمبالاة شديدة كادت أن تقتل الطرف الآخر
:- مصطفى حبيبى يلا سلام أشوفك بعدين.
قال ذلك ثم أغلق الهاتف بتأفف. ..
ميس :- عاوزك ليه مصطفى؟
جلس نصف جلسة قائلا :- أبدا إتأخرت على الشغل. ولازم أمشى دلوقتى.
نهض سليم من الفراش ثم توجه إلى الحمام وأغتسل ثم خرج وأبدل ملابسه ورحل إلى الشركة. .......
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فى شركة حامد الداغر يدلف شريكه ماجد وجلس على الأريكة إلى جواره بعد السلامات والترحيبات.
حامد بترحيب حار
:- المكتب منور يا ماجد.
:- منور بأهله يا حامد. ها إيه أخبار الشغل؟
أجابه بثقة:- عال العال . والإنتخابات اللى داخل فيها دى واخدة كل وقتى وتفكيرى.
:- متقلقش أنا مكلملك أفضل شركة للدعايا بتاعتك.
أما الناس اللى هتنتخبك دى بردوا سيبهالى أنا.
بنبرة ممتنة قال
:- مش عارف أشكرك إزاى؟
:- ولا شكر ولا حاجة إحنا أهل ولا إيه؟
:- اه طبعا. بالحق عاوزين نحدد فرح الولاد بقى.
:- والله إحنا جاهزين شوفوا انتوا تحبوه إمتى؟
فكر قليلا ثم هتف
:- أنا بقول خليها أول الشهر الجاى دة ها حلو يكون نتيجة الإنتخابات ظهرت علشان المناسبة تبقى إتنين إن شاء الله.
:- وهو كذلك. ماشى مفيش مشكلة. ....
( ما بعد الجحيم بقلمى زكية محمد )
خد بقى عاوز إمضتك على البضاعة دى علشان أخلى الرجالة تستلمها من المينا.
حامد وهو يمضى على الأوراق :- ماشى يا سيدى إتفضل. بس مكانش ليه لزوم تتعب نفسك كنت جبت أى حد بالورق.
نفى قائلا:- لا ما أنا كنت عاوز أشوفك ليا مدة مشفتكش فيها قولت أجى أشوفك.
أجابه بإمتنان :- فيك الخير والله.
هتف قائلا بخطوات مدروسة:- دلوقتى هقولك على الخطة بحكم خبرتي اللي لازم تمشى عليها علشان تضمن نجاحك في الإنتخابات.
حامد :- ماشى قول أنا سامعك. ...
ماجد :- بص انت هتعمل. ...........
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
فى شقة ممدوح في غرفة سميحة تجلس معها ورد تحفظها القرآن بالأحكام كما أعتدن منذ مدة .
سألتها ورد بفرح
:- ها كدة حفظتها صح؟
سميحة بإستحسان فهى تحفظ بسرعة كبيرة
:- أيوة صح شطورة يا ورد هجبلك شيكولاتة من بتوع البهوات إبسطى يا ستى.
ورد بفرح عارم :- بجد؟ ربنا يخليكى يا سميحة.
أجابتها ضاحكة
:- ويخليكى ليا يا بنت عمتى.
بحماس شديد قالت
:- هتحفظينى السورة اللى جاية إمتى علشان أعمل حسابى؟
:- خليها على أول الأسبوع يا حبيبتى.
:- ماشى يا سمسم. ......
دلفت زوجة خالها تنظر لها بإستحقار :-
إنتي يا زفتة قاعدة عندك بتعملى إيه؟
وقفت ورد وهى تنظر للأرض بخوف :-
ها. ..أصل. ...أصل خلصت شغلى كله والله يا مرات خالى. .....
منيرة بكره وحقد شديدين لها
:- طيب غورى إتلقحى في أوضتك لا تبوظى البت، عاوزاها تجيب تقدير.
شعرت بنغز حاد في قلبها جراء تلك الكلمات المسمومة فقالت بحزن شديد
:- حاضر يا مرات خالى.
ذهبت ورد لغرفتها تفرغ حزنها هناك فهى إعتادت على تلك المعاملة من زوجة خالها البغيضة ...
جلست منيرة إلى جوار إبنتها بعدما رحلت ورد فهتفت قائلة
:- ذاكرى دلوقتى يا سميحة علشان بالليل شبكة شروق بنت أم عاطف جارنا.
برجاء أخبرته
:- حاضر يا أما بس هناخد ورد معانا؟
تجهم وجهها وصاحت بغضب
:- ورد مين وزفت مين دى هتتلقح هنا لحد ما نيجى. أنا طالعة من هنا بدل ما تعليلى الضغط.
خرجت منيرة ودلفت إلى غرفتها ووجدت ممدوح أمامه رزمة من النقود يقوم بعدها. ....
منيرة بفرح :- إش إش إيه الفلوس دى كلها يا ممدوح؟ شكلهم راضين عنك خالص اليومين دول.
ممدوح بنظرة شاملة للنقود
:- وميرضوش عنى ليه دة أنا بعملهم كل اللى بيطلبوه.
غيرت موضوع الحديث قائلة
- طيب يا أخويا كنت عاوزة أفاتحك في موضوع كدة.
إنتبه لها قائلا: - موضوع إيه دة يا منيرة؟
أجابته بإقتضاب
:- الزفتة بنت أختك اللى متلقحة عندنا ...ما دورتش على أهلها. ..
نفى ذلك قائلا
:- ما أهل البت دى ناس غناي أوى ومن عيلة كبيرة في مصر ، بس مش معترفين بيها أصلا.
(ما بعد الجحيم بقلمى زكية محمد )
أصل جد البت دى كان شديد وبيميز بين الغنى والفقير . فأتبرى من إبنه لما عرف انه ماشى مع أمها الفاجرة فساب الراجل العز والهنا علشانها. وعاشوا مع بعض لحد ما خلفوها وبعدين ماتوا في الحادثة زى ما إنتي عارفة.
منيرة :- يعنى اللى جابلك البت دى مكانش وداها عندهم وإخلصنا هى ناقصة هم ..
شرد قليلا ثم هتف بخبث
:- متقلقيش هتروح لأهلها بس مش بلوشى كدة ولله وللوطن.
إستغربت من كلماته فقالت :- أومال بإيه؟ نورنى يا أخويا.
أجابها بغموض:- كله بأوانه يا منيرة إستنى وانتي هتعرفى.
ثم تمتم بصوت منخفض :- ودة طبعا مش قبل ما أخد اللى أنا عاوزه، والنهاردة فرصة من دهب. هههههه ولا وهتقعى تحت إيدى يا ورد وشوفى مين هينجدك منى. .
سمعت صوتا خافتا لم تحدد مصدره فسألته
- بتقول حاجة يا ممدوح؟
ممدوح بإنتباه :- لا لا ما بقولش. أنا نازل أشوف الرجالة تحت.
تركها ورحل فقالت منيرة :- هههههه والله وهنخلص منك ومن همك يا بت نسمة. ....وهنستفيد من وراكى كتير. ....
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
فى قسم الشرطة يخرج مراد برفقة عمر ويذهبا إلى سيارة سليم الذي كان بإنتظارهم مستندا عليها. ...
عمر وهو يعانقه :- أبو السواليم حبيب قلبى. ...
نكزه في كتفه بقوة قائلا
:- بطل ياض الكلمة دى. ....بيئة أوى.
أجابه بنبرة ساخرة
:- اسم الله عليك يا تربية الشانزليزيه.
سليم وهو يسلم على مراد :- والنبى قوله حاجة يا مراد بدل ما أفرمهولك هنا.
عمر مهددا إياه :- متقدرش انت واقف في حتتنا وأى غدر منك هيجبوك من قفاك زى الحرامية.
سليم وهو يلكمه في وجهه بقوة :- أدينى في حتتكم أهو ورينى هتعمل إيه؟
تأوه بألم عندما تلقى تلك اللكمة في وجهه فقال بتذمر :- اااه يخرب بيتك يا سليم. ....
هدر مراد بعنف ليتوقفوا عما يفعلانه
:- بس إنتوا الأتنين وخلينا نمشى.
سليم :- يلا بينا.
صعدوا إلى السيارة ثم إنطلقوا إلى منزل عواطف.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فى منزل لمار ليلا ...........
نظرت الفتاة إلى القماش الذى أحضرته والذى تحول إلى فستان فى غاية الروعة
:- واو بجد إنتي تحفة وتصميمك تحفة دة زى الجاهز بالظبط. تسلم إيدك يا لمار.
أجابتها بإمتتنان
:- ربنا يخليكى دة بس من زوقك يا هدير
بدون مجاملة أخبرتها
:- لا بقى دا أنا هجيب صحباتى هنا. دة أنا لما هوريهم الفستان بتاعى هيتهبلوا عليه.
ضحكت قائلة :- ياااه مش للدرجة دى يعنى. ماشى يا حبيبتى هستناهم.
هدير وهى تناولها النقود:- طيب خدى الحساب لازم أمشى دلوقتى .
حاولت إيقافها لتضيفها:- خليكى يا حبيبتى شوية.
هتفت بسرعة:- لا لازم أمشى ماما هتقلق عليا.
لمار :- ماشى يا هدير أشوفك بعدين. سلميلى على ماما.
هدير :- ماشى يوصل يا لمورة. ...سلام.
لمار :- سلام. ......
أغلقت لمار الباب وجلست على الكرسى تنظر للمكان ببعض الخوف.
أخذت تشجع نفسها وتتمتم بكلمات قائلة :- يووووه بطلى هبل يا لمار مفيش حاجة تخوف إنتي بس متهيألك مفيش عفاريت. ....مفيش. ...
أنا أهو منورة الشقة كلها ومش هيحصل حاجة. أنا هروح أصلى العشا وأنام علطول. ......
قالت ذلك ثم دلفت إلى الحمام وتوضأت ثم خرجت و فرشت المصلية ثم شرعت في الصلاة بخشوع، وبعد أن أنتهت من صلاتها أخذت تتلو ما تيسر من آيات الذكر الحكيم.
( ما بعد الجحيم بقلمى زكية محمد )
وبعد أن إنتهت دلفت لغرفة نومها وخلعت حجابها وتمددت علي السرير وأندست في الغطاء من رأسها لأخمص قدميها ثم أخذت تقرأ أذكارها وما إنتهت أخذت تسرح بخيالها فى حياتها في الماضى وما هى عليه الآن
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
فى شقة ممدوح. .........
خرجت منيرة من غرفتها وهى ترتدى عباءة منزلية وبعد أن لطخت وجهها بمستحضرات التجميل صاحت قائلة
:- يلا يا سميحة علشان نمشى بلاش لكاعة.
أتاها صوتها من الداخل يقول :- حاضر يا أما حاضر.
تقدمت ورد من منيرة بخوف قائلة :-
أاا. ...مرات خالى ممكن. ..ممكن أروح معاكوا. ؟ خدينى معاكى والنبى. ...
نظرت لها مطولا قبل أن تهتف بغضب
:- نعم يا روح أمك. بت إنتي مش ناقصالك على المسا.
توسلت إليها قائلة : - خدينى وهقعد في الأوضة بس ومش هطلع إلا لما الشبكة تخلص وممكن كمان أخدم هناك في المطبخ أعمل أى حاجة بس بلاش تسيبينى هنا لوحدى. ....
أجابتها بسخرية :- ليه العفريت هياكلك يا أختى. أنا قلتها كلمة ومش هكررها. غورى إترزعى في أوضتك.
ورد بقلة حيلة :- حاضر يا مرات خالى حاضر.
توجهت إلى غرفتها وأغلقت الباب بالمفتاح ثم جلست خلف الباب وهى تبكى بخوف من أن يأتى خالها مستغلا غياب زوجته وإبنته وينفذ تهديده الذي أخبره إياها صريحة. ....
ورد بدموع :- أنا أهو قفلت الباب ومش هفتحه لحد ما سميحة ومرات خالى تيجى.
**********
في الأسفل خارج الشقة تماما في الشارع وتحديدا على القهوة يجلس ممدوح وهو يشرب سجائر بها مخدرات. .....
سطوحى :- إيه يا عم شايفك مبسوط النهاردة ولا دة مفعول الحشيش. ..هههههه.
ممدوح ناظرا إلى الشقة التي تقطن فيها فريسته
:- هههههه لا أصل النهاردة هحقق هدفى اللى من زمان وأنا عاوز أعمله.
لم يفهم شيئا فقال :- هدف إيه دة؟
حاول تضليله قائلا
:- أنى اجيب مجموع الطب يا خفيف ههههه. ..
سطوحى بضحك :- هههههه. ..ايه دة؟ دة الحشيش إشتغل. ...إشرب يا أخويا أشرب.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
وصل سليم والبقية إلى وجهتهم دلفوا في الحى الذى تقطن فيه عواطف وركنوا السيارة ونزلوا منها في طريقهم لبيتها.
( ما بعد الجحيم بقلمى زكية محمد )
أخذ الجميع يتطلع إليهم بإنبهار فهم عادة لا يرون مثل هؤلاء. .
وصلوا أخيرا أمام المنزل. ..........
وقف سليم قبالة مراد يحذره قائلا
:- مراد قبل ما ندخل بلاش تهور ماشى؟
نظر له ببرود قائلا:- ربك يسهل.
هتف عمر بغيظ:- خبط. ..خبط يا سليم وربنا يستر.
طرق سليم الباب وبعد ثواني معدودة أتاه الرد من الداخل.
عواطف بصوت عالى :- أيوا يا اللى بتخبط أدينى جاية.
ذهبت وفتحت الباب وصدمت مما رأت. .....
مراد بغضب مكتوم :- دى شقة عواطف حسين.
عواطف بتوتر :- أااا .... أيوا ....أيوااا يا بيه خير في حاجة.
تخطاها مراد ودلف إلى الداخل وأتبعه سليم وعمر.
تحدثت بنبرة هادئة رغم صدمتها
:- يا بيه انتوا مين؟ وعاوزين إيه؟ مينفعش تدخلوا هنا أنا لوحدى وما يصحش .
ذهب مراد ناحية الباب واغلقه فدب الخوف بداخلها.
مراد بهدوء مميت:- إقعدى هما كلمتين ورد غطاهم
إمتثلت لأوامره فجلست بخوف قائلة :- حاضر يا باشا. تحت أمرك.
سألها بهدوء الذى يسبق العاصفة
:- فين عابدين ومحسن. ......
أجابته بصدمة مصطنعة
:- عابدين ومحسن؟
هتف بنفاذ صبر قائلا
:- اه عابدين ومحسن. ها هما فين بقى؟
حاولت التماطل عليه فقالت
:- مممم. ..ما اعرفش يا بيه وبتسألوا عنه ليه؟
عند هذا واكتفى فأنفجر فيها صائحا بغضب
- نعم يا روح أمك. بقولك إيه لو منطقتيش بالذوق وقلتى هما فين ؟ مهخليش الشمس تطلع عليكى.
تدخل عمر مهدئا إياه
:- إهدى يا مراد مش كدة.
ثم نظر الى عواطف قائلاً بتهديد
-إنتي إحنا بوليس فأحسنلك كدة تقرى وتعترفى بمكان جوزك وابنك.
إرتعدت منهم فقالت بصوت مهتز :- والله يا بيه ما أعرف مكانهم صدقنى.
مراد ممسكا إياها من رقبتها يحاول خنقها :-
لا ما إنتى هتعترفى يعنى هتعترفى. إنطقى هما فين؟ هما فين؟
تدخل سليم وعمر وابعدا مراد عن عواطف.
التى سعلت بقوة. ...
صاح مراد فى وجهه صارخا :- أوعى يا سليم خلينى أموتها.
ها هتقولى ولا. ....
عواطف بخوف :- كح كح. ....أاا خخلاص يا باشا هقول.
هتف بدون صبر :- إتفضلى انا سامعك أهو.
عواطف بخبث ودموع تماسيح :-
ابنى مالوش ذنب يا بيه صدقنى أبوه هو اللى غواه وخلاه يمشى في الطريق دى.
زفر بضيق قائلا
:- إنتى هتحكيلى تاريخ حياتكوا الوسخ دة إخلصى إنطقى. ............
واصلت كذبها محاولة توريط ضحية لا تمت للموضوع بصلة
:- أنا مليش علاقة بعابدين يا بيه دا أنا حتى لما عرفت اللى عمله بقيت عايشة لوحدى هنا وهو كان ساكن مع بنته يا بيه وضحك على ابنى الغلبان ووقعوه
في شر أعماله هو واللى ما تتسمى بنته.
سألها مستغربا :- بنته هو معاه بنت. ؟
أجابته مؤكدة
:- أيوا يا بيه بنت أستغفر الله العظيم يا باشا اللهم إستر على ولايانا. وهى متورطة في كل صغيرة وكبيرة يا بيه مع أبوها.
وعاملة نفسها شيخة يا بيه وقال إيه معاها مكنة قماش وبتخيط عليها علشان تدارى اللى بتعمله ولو مش مصدقنى يا باشا أنا روحتلها من فترة (ما بعد الجحيم بقلمى زكية محمد ) علشان أطمن عليها ودخلت جوة أوضة نوم أمها أريحلى شوية وكنت بنفض السرير من التراب وبالصدفة أنا وبشيل المرتبة إتفاجئت بالسم الهارى دة يا بيه اللى بيموتوا بيه الشباب . ضحكوا على أبنى يا بيه وخلوه يدمن المخدرات أنا عاوزة حق ابنى منها ابنى مظلوم يا بيه مظلوم ابنى ما قتلش دة عابدين هو اللى قتل. .....
مراد :- عنوانها فين؟
تعلثمت في إجابتها :- ها. .....أااا. ....
هتف بغضب :- إخلصى بقولك عنوانها فين؟
أجابته بسرعة :- ححاضر يا بيه عنوانها. ...............
ركض مراد إلى الأسفل فور سماعه العنوان ولحقه سليم أما عمر توجه إليها قائلا بتهديد :-
متتطمنيش أوى كدة لانك خلاص بقيتى تحت إيدنا وهنجيبك وين ما كنتى.
قال ذلك ثم غادر خلف رفاقه. ..........
عواطف بعدما غادروا :- يا مصيبتك التقيلة يا عواطف يا مصيبتك هعمل إيه دلوقتى. ؟
ثم أكملت بحقد :- بس أحسن حاجة عملتها إن جبت رجل اللى ما تتسمى في الموضوع وتبقى تورينى ستنا الشيخة هتعمل إيه؟
بس أنا لازم أتصرف دلوقتى. .....اه لقيتها. ..
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
يقود السيارة بغضب عاصف يريد الوصول إليها بسرعة البرق، وزفر بغضب إلى متى سينتقل من هنا وهناك للوصول إلى هؤلاء المالمجرمين. ...
وبالخلف كان سليم وعمر يلتزمان الصمت.
بعد عدة دقائق وصل مراد بالسيارة وصفها تحت مسكن لمار.
فاجئهم مراد حينما قال :- أنا هطلع لوحدى وانتوا إستنوا هنا.
إعترض سليم قائلا :- نعم! لا طبعا هنيجى معاك.
هتف بنفاذ صبر :- سليم مش عاوز أكرر كلامى عشر دقائق لو إتأخرت عنهم إبقى إطلعوا.
وافقه عمر قائلا:- ماشى يا مراد تمام هما عشر دقايق بس.
نزل مراد ودلف داخل تلك العمارة السكنية ثم وصل إلى شقة لمار فأخذ يرن جرس الباب.
بالداخل هبت لمار فزعة من مرقدها فقالت بخوف :-
أاا مين دة اللى هيجى في الوقت المتأخر دة. ثم نظرت في الساعة فقالت بسخرية :-
لا واضح أوى إنه متأخر دى حتى الساعة تمانية.
إنتى هبلة هو إنتى فاكرة إن كل الناس بتنام من العشا كدة علطول. ؟
طيب.....طيب هو مين دة لا أنا مش هفتح. ..
بس. ...بس دة مش راضى يشيل إيده من على الجرس. ..... أنا .....أنا هروح أفتح وخلاص ..
قامت من مكانها بخوف شديد وقامت بإرتداء إسدالها وقامت بإحكام حجابها على رأسها ومشت بخطوات بطيئة نحو الباب. .
لمار بصوت مهتز من الخوف :- أاايوة. .مين؟
مين بيخبط؟
أتاها صوتا فيه نبرة الغضب أخافها :- إفتحى الباب. مباحث. .
شهقت بصدمة وضربت بيدها على صدرها قائلة
:- يا لهوى مباحث! ليه. ..؟ ربنا يستر.
هتف الصوت مجددا
:- إفتحى الباب بدل ما أكسره. .....
حسمت امرها وإتجهت لتفتح الباب قائلة :- حاضر. .حاضر. ....
فتحت الباب ونظرت للواقف أمامها بصدمة وخوف أما هو عندما رآها ذهل من هيئتها الملائكية ولكنه نهر نفسه فالمناظر خداعة.
هتف بصوت أجش :- إنتى لمار عابدين فرج. ؟
هزت رأسها بخوف قائلة :- أااا. ...أيوة أنا لمار. ....... آاااااه
تأوهت بألم حينما قبض على ذراعها يعتصره بقوة. ....
أدمعت عيناها وقالت بترجى :- لو سمحت سيب دراعى. ....
مراد متجاهلا إياها :- فين أبوكى واخوكى أكيد تعرفى مكانهم طالما مشركاهم في وساختهم مش كدة؟
أجابته بخوف وقلبها يقرع كالطبول
فيبدو إنهم لن يتركوها وشأنها أبدا
:- أنا. ..أنا معرفش هما فين والله.
واصل ضغطه على ذراعها قائلا وهو يجز على أسنانه
:- الإنكار مش هيفيد، إعترفى أحسنلك.
أخبرته بنبرة صادقة :- صدقنى ما أعرفش. .......
مراد بهدوء مميت :- بقى ما تعرفيش. ....إممممم. .....
تركها مراد ودلف إلى الداخل يفتش في الغرف إلى أن وجد ضالته. .وبعد ذلك خرج أما هى نظرت له بخوف وإستغراب.
(ما بعد الجحيم بقلمى زكية محمد )
مراد وهو يريها كمية الهيروين التى بالكيس :-
ودة بردو مش بتاعك؟
هزت رأسها بنفى قائلة :- والله والله لا مش بتاعى. ...إنت جبته منين؟
مراد بكره :- عارفة أنا ممكن ألبسك بيه إعدام بس كدة أنا مش هستفاد، علشان كدة يا حلوة يلا تعالى معايا. ..
لمار بخوف :- أجى معاك فين ؟
مراد ساحبا إياها بقوة من رسغها :- هتعرفى دلوقتى. ..
صرخت وهى تحاول الفكاك من براثنه
:- لا لا حرام عليك أنا معملتش حاجة. ......
وجد مراد إن مهمته هكذا ستصعب وستجلب له ضجة فقام بالضغط على عنقها بطريقة أفقدتها الوعى فى الحال.
قام مراد بحملها وأغلق الباب ونزل بها بخطوات حذرة إلى الأسفل. ....
عند عمر وسليم بالسيارة
تنهد سليم بملل قائلا
:- الواد دة إتأخر ليه كدة؟
أجابه الآخر وهو يتطلع فى ساعة يده
:- هو قال عشر دقايق وعدوا وبقوا تلت ساعة أنا نازل. ....
سليم بصدمة وهو ينظر أمامه:- إستنى. ...إستنى. ...يا نهار أسود .
هتف بإستغراب :- فى إيه؟
أجابه وهو لا يزال على نفس وضعيته السابقة
- بص قدامك وانت تعرف.
نظر عمر أمامه فصدم الآخر فهم بالنزول قائلا :- نهار أسود هو عمل فيها إيه؟
وصل مراد مسرعا وهو يلتفت يمينا ويسارا :-
إفتح الباب اللى ورا بسرعة يا عمر.
إمتثل عمر لأوامره وقام بفتح الباب الخلفى للسيارة فوضع مراد لمار وجلس إلى جوارها قائلا :-
يلا بينا بسرعة إطلع بسرعة يا سليم على الفيلا بتاعتى.
إنطلق سليم بالسيارة مسرعا كما أخبره مراد.
هتف عمر بعدم تصديق
:- إنت واعى للى بتعمله دة؟ دى عملية خطف يا حضرة الظابط.
أغمض مراد عينيه بنفاذ صبر هاتفا:- عمر إسكت الله يخليك مش ناقصة هى.
سأله سليم بحذر:- طيب ممكن نعرف هتعمل بيها إيه دى؟
أشار لهم بيده علامة أن يصمتوا قائلا :- بعدين بعدين. ......
تأفف كل من سليم وعمر من تصرفاته. .وتابع الاثنين القيادة بصمت.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
فى شقة ممدوح كانت ورد تحتضن جسدها بخوف، وعندما لم تسمع أى صوت بالخارج قالت ببعض الراحة :-
الحمد لله خالى مش هنا. ..وأنا جعانة أوى وفرصة مرات خالى مش هنا .أنا هروح أحشيلى ساندوتش جبنة بسرعة وأجى هنا علطول.
فتحت الباب بخوف ولكنها لم تجد أحد فذهبت مسرعة إلى المطبخ.
أعدت لها ساندويتش وأثناء تقطيعها للطماطم وجدت من يمسكها من خصرها ويلصقها به فأطلقت صرخة رعب فهمس ممدوح إلى جوار أذنها :-
هههههه. الليلة ليلتك يا قمر. وصرخى من هنا للصبح محدش هيسمعك. .........ههههههه. .....
