روايةأكون_أولا_أكون
بقلم فوزية_عزام
الفصل_العاشر
ستنكسر حلقة الضيق قريبًا ستنال نصيب من راحة البال وسعة الصدر،
سينيرُ دربنا وينفك ضيقنا، سيزول مُرَّ تلك الليالي.... لن يتركنا الله سُدىٰ......
ستُزهِر قلوبنا من جديدٍ.... وستضاء ثانيةً بعهدٍ جديد.... يُنبت زهرًا في أيامنا
أيقن و بشِدة......أن هناك حكمة وراء كل تلك الأحداث التي حدثت
و سوف تحدث..... وأن هناك خير عظيم بإذن الله و فرح كبير مكتوب
يليق بكل كمية الصبر والتعب..... وأن هُناك أياماً رائعة وسعيدة ستأتي بحول الله وإذنه
يقف صخر كما أعمامه وأولادهم على باب العناية المركزة يرفض مفارقة الباب
....بناظر والده من خلف زجاج الباب الذي وضع خصيصاً لجبر القلوب المنكسرة
....ولتدفئة الأفئدة المرتجفة .....والإشباع العيون الجائعة.....كل من
يقف وراء هذا الباب يناظر مريضه مسلوب الحول والقوة ينتظر رجفة
أجفانه أو حركة لا إرادية من يده أو ربما تمتمة غير مقصودة في سبيل
أمل يطفئ نيران القلوب الملتهبة
همهم أبو راشد بحنان ........يلا ياعم ....وقفتنا هون ما إلها داعي .....يلا كل
واحد يروح ويرتاح والصباح رباح.......أظن إسمعتوا الدكتور شو قال
....... لسى بدو ١٢ساعة لما يصحى.....يلا قوموا .....بدي أروح أطمن
إمي والبنات إلي بدار نطف قلبهم.....وطول ما إحنا هون ماراح يصدقوا إنه مليح ......
إرتدت كلمات عمه من مسمعه لقلبه لتضربه ذكرى تلك التي ركضت إليه
باكية متعلقة بثيابه مستنجدة ......همس لنفسه لابد أنها بحالة يرثى لها....
.نعم كما قال عمي .....يجب علي أن أعود ....فهي برغم ما حصل ببيننا
أبقى أنا ملاذها الوحيد...... هي ركضت لحضني .....استنجدت بي
.....هي تراني بطلها الفريد.....والرجل العتيد رغم إنكارها العنيد
....حبيبتي.....هل هي كذلك؟؟!!!!!....نعم هي حبيبتي .....هي الأولى .....ورغما عنها أيضا سوف تبقى الأخيرة
اقترب قصي من صخر مربتاً على كتفه .....
يلا خلينا نروح .......هااااي بحكي معك..... إمشي إرتاحلك اشوي والصبح بنرجع
.....إلنا يومين ما روحنا على الأقل بنغير وبنتحمم وبنطمن إلي بدار وبنرجع
أزاح صخر يد قصي عن كتفه قائلاً بصرامة...
روحوا إنتوا .....أنا ضايل هون
همهم راشد ......شو راح تستفيد من قعدتك هون......
ممنوع إضل عنده أكثر من خمس دقايق ....وبدك إضل قاعد في الممرات
.......وبعدين هو نايم .....ومش داري عن حد لا عارفك ولا عارف غيرك
ياصخر قوم روح ارتاح وغيّر وإرجع
همهم صخر بحميّة........مش مهم ......مش مهم هو يعرفني المهم أنا عارفه...
روحوا إنتوا أنا من هون مش متحرك
هتف رعد .....خلص أتركوه....خلينا نروح لازم إنطمن ستي
تحرك الجميع إلى بيت الجدة تاركين وراءهم صخر اجتمعت معظم نساءهم
هناك بعد إصرار الحجة رحمة بقاء الكل في بيتها لحين عودة الرجال ....
ومعرفة المتسبب بهذا الحدث الذي كان غريبا عليهم ....فهم من اعتادوا الأمان من حولهم ......
جسد مسجى على السرير في سلام أما روحها كانت تقود حرباً ضارية.....
جاء صوته من بعيد .....ارتجف قلبها ....هي أكيدة أنه صوتها لكنها
لا تعرف ما بالها لا تقوى على الإستقامة.......فقد السيطرة على أجفانها
....أو ربما هو عطل ميكانيكي بها...... شيءٌ ما يهمس بإذنها....يناديها ...
ترغب بتلبية النداء ولكن شيء ما جاثم فوق جسدها يحتكر حواسها يمنع حركتها
.......عاد الصوت من جديد يتردد على مسامعها ......اصحي....هاد صوت رعد ....أه رعد .....أنا سامعة صوته....
بدي أنادي عليه ....ليش صوتي مو طالع .......ليش مو شايفني.......رعد ....رعد...... طمني .... بابا ... بخير صح......رعد
.....ليه ما بترد علي......عم بناديك .....لااااااااااااااااا..
....بعدو عني كلكم.......لا تبكوا .....لا تبكوا......أبوكي مات ياسوزي .....لاااااااااااااااااااا...
مشان الله .... رعد أبوي مات ....أبوي مات.......خلص ما راح أشوفه ......لااااااااااا...
..اسيقظت من غفوتها بفزع شديد بسملت مستغفرة صدرها يعلو ويهبط بعنف
...كان حلماً .....لا هو كابوس ....يتصبب منها العرق بغزارة أخذت تبكي
بحرقة إلا أن سمعت صوته بالفعل....تساءلت هل هذا صوته ....
.أم أنني ما زلت نائمة .....إنه صوته إستقامت من فورها وخرجت
من غرفتها راكضةً إلى مكان تواجدهم .....لم تنتبه لما تلبسه ونسيت
أن البيت لا يضمها لوحدها....كانت تلبس منامة القطنية تظهر منحنيات
جسدها بدقة .....أخذت تسجديه بعينيها ما إن التقطت هيئته حتى
ركضت إليه امسكت بتلابيب قميصه بوهن وأخذت تهتف بشكل هستري
........بابا....بدي بابا......وديني عنده .....بدي أشوفه هلا....مشان الله وديني عنده
هتف أبو راشد بلؤم.......بكفي صياح عاد ......أبوكي الحمد لله وضعه مستقر
و إن شاء الله بقوم سالم غانم....مش ناقصنا عياطك.....الواحد فيه إلي بكفي
صوته الصارخ أجفلها نظرت لعيني رعد بنظرات أذابته وجلدت نبضاته فأوجعتها ..
...إنتبه لما تلبسه غصة قوية شعر بها في قلبه ....خلع سترته ووضعها على
أكتافها أعاد وقربها منه محاولاً طمئنتها ....بينما استطرد عمها قائلاً
يما اطمني بإذن الله راح يكون بخير ....
همهمت رحمة بيقين .....بإذن الله يما......ربنا كريم وراح يجبر كسري .....وين ابن أخوكم
رد قصي موضحاً.....ما رضي يروح يما.....ضل بالمستشفى
هتفت رحمة بغضب.....وليش ما جبته غصب....أنت كيف بتتركه لحاله أه ....
.جاي من سفر وإلي مرينا في مش قليل.....ليش ما جبته يطمن أمه
الغلبانة الي مش صاحية على حالها.....وهيك شايف أخته .....فقدت عقلها والله
رسل كل إشوي بتعطيها إبرة بتناملها كم ساعة و بتصحى مثل المجنونة... .
بلكي بشوفة أخوها بتطمن أكثر
اقترب منها قصي وانتشلها من حضن رعد ضاماً إياها تحت كتفه ......قائلاً بحنان.
......لا تخافي يا عمي .....أبوكي بخير بإذن الله .....إن شاء الله بكرة
بصحصح وبتحكي معه
كاد رعد ينفجر من غيظه ....أولاً تلك التي قالت أن رؤية صخر تهدئها وثانياً
ذلك الذي اعتدى على خاصته وانتشلها من بين ذراعيه ....أغمض عينه
محاولاً السيطرة على نفسه
صدح صوت وتين عالياً ليلتفت الجمع إليها كالعادة لم تعجبها قراراتهم وهو
يعني ليش ما تروح تشوف أبوها أه ....خليها تروح وتطمن عليه أحسن
من صف الحكي ...بكفي الصبح ما خليتونا نروح
هتف أبو محمود باعتراض ....مهو ناقصها إنتي بس.....
إسمعي إحنا ما عنا بنات يدوروا بالشوارع والساحات.... بدك تقعدي بين الزلم..... و ليش بدكم تيجوا من أصله ؟؟
علشان إتضلوا تصيحوا ونكون بواحد نصير بعشرة
زمت شفتيها يميناً ويسرا قائلة......مثل ما إنتوا بدكم تطمن إحنا كمان
إلنا حق نطمن عليه
هتف أبو راشد بعصبية .....إحنا هيك الله خلقنا تيوس
مابهون علينا حريمنا توقف بين الزلم......استطرد محذراً .يما ترى هيني
بقولك إذا بشوف خيال وحدة فيهم بالمستشفى راح أقلب الدنيا على راسهم
.....قصي بتنام إنت ومرتك هون ومرت أحمد كمان لبين ما يطلع أحمد بالسلامة
لم يعجبها ما قاله عمها ......سحبت نفسها من حضن عمها قصي وصعدت مسرعةً إلى غرفتها أما وتين همهمت برفض
ياربي والله هذا ظلم....يعني من حقها تشوف أبوها على الأقل هي بس
زجرتها رحمة بحزم .....وتين .....قصري لسانك ....أنا تعبانة ....تعالي إمشي قدامي ....نامي عندي
غمغمت وتين بصوت خفيض
....ليش يعني بتردي عليه هو إبنك ولا إنتي بنته .....وبعدين أنا كان
عندي موعد علشان أفك الجبص وما رحت.....خليني أروح أفكه وبالمرة بشوف
عمي أنا وسوزي وبنروح
همهمت رحمة بنفاذ صبر .......وتين بقولك أنا تعبانة وهلاء مش وقته ....مش ضروري تفكيه ما حبكت على كم يوم يالله قومي تعالي نامي عندي
هتفت معترضة....... لا ما بدي.....بنام بغرفتي
ردت رحمة رافضة.....لاء ....غرفتك فيها مرت عمك خليها نايمة بلاش
تزعجيها ما صدقنا تغفى .....قصي يما أنت ومرتك ناموا بغرفة لضيوف
بعينكم الله وانتوا يما روحوا ارتاحوا وصباح رباح....استودعتك يما يا احمد الله الذي لا تضيع ودائعه
انفض الجمع كلٌ على وجهته .....أما رعد وقف حائراً يحدث نفسه ......ياحبيبي وأنا وين بدي أنام ؟؟!!!
مر قصي من الصالة
حاملاً بين يده عدداً من الأغطية ....وجد رعد مازال واقفاً كالأبله وسط الصالة
....هتف متسائلاً.....شو مالك متنح ....إطلع ناملك اشوي....بدنا نصحى
على الفجر ونضل طالعين
ردد ببلاهة .....أه ....يلا.....هيني طالع .....مهو ....يلا طالع طالع ....صعد السلم بتثاقل .....لا يعرف كيف ولا من أين يبدء.
....وقف على باب غرفته يفكر كيف سوف يقول لها أنه مضطر للمبيت معها حالياً ولإجل غير مسمى ؟؟؟؟!!!!
طرق الباب فلم تأتيه إجابة.....طرق مرة أخرى ودلف إلى الغرفة فلم يجدها ....سمع صوتا بالحمام المرافق للغرفة....يبدو أنها تستفرغ.
.....أوزع ذلك لكثرة المهدئات....والأمر الأكيد أنها لم تأكل منذ الصباح ..انتظر قليلا
....خرجت من الحمام تجر نفسها جراً ولكنها عندما رأته ......حصل ما لم يتوقعه رعد بتاتاً.
....أسرعت بلا وعي ورمت نفسها في حضنه باكيةً متوسلة......
مشان الله أبوس إيدك.....بس بدي أشوف بابا.....بترجاك...أنا بموت ....قلبي بغلي غلي والله حاسة نار مولعة فيه مشااااان الله
لم يصدق نفسه.....هي تركض لحضنه و للمرة الثانية على التوالي ؟؟؟!!!! ......لمدة شهر كامل وهي إذا لمسها غير متعمدٍ تصرخ بجنون .....هاله ما فعلته دموعها به أجلسها على فخذه واحتضنها بقوة عله يطفئ نيران شوقٍ تأجج في جسده دون سابق إنذار بدت كما غريق تعلق بقشة..... بكت وبكت وبكت بين أحضانه هناك في تلك الزاوية فوق قلبه تماماً.....رفعت رأسها إليه نظرت إليه بتوسل مزق قلبه احتضن وجهها بين كفيه وبصوت مرتجف كما قلبه همهم قائلاً.....والله لأخذك تشوفيه .... أصبري اشوي لما ينام عمي قصي بنطلع ........والله راح أوديكي بس إهدي
همست بتعب.... إحلف
رد بحنان ....والله
أعادت همسها برجاء.....إحلف كمان مرة
جال ناظره على ملامحها من جديد همس بحنان .....والله والله والله .... بس مشااااان الله بكفي.... شوفي كيف عملتي بحالك.....وجهك أصفر .... أكيد ما أكلتي..... راح أنزل أجبلك أكل
كان ينوي الإستقامة قبل أن تتشبث به هامسة برفض.....مابدي.....ماراح أحط لقمة بتمي قبل ما أطمن على بابا
حاول طمئنتها قائلاً.....والله عمي بخير.....إنتي كلي وما عليكي أنا وعدتك راح أوديكي عنده
استقامت مبتعدةً عنها هاتفةً برفض.... مابدي حكتلك خلص ما بدي ما بدي مابدي .....
همهم مهدئاً.....طيب خلص أهدي...مثل ما بدك
لاحظ عدم اتزانها .....اقترب منها ببطئ.....حملها بين ذراعيه.....ووضعها على حافة السرير .....لم تبدي أي ممانعة .....اقترب منها وجلس بجانبها ... أخذ يمرر يده على شعرها بحنان ليهدئ من روعها رغم ذلك الصداع الذي كاد يفتك برأسه.....هاجمها عطرها بغتة...... أغمض عينيه محاولاً السيطرة على ذلك الإنقلاب الذي أعلنته نبضاته ....تلك الرائحة ماتزال عالقة بذاكرته .....جميلة هي ومريحة وفعالة أيضاً.....إنها الدواء لداء قلبه حتى أن صداعه الذي لازمه ليومين كاملين اختفى فجأة ....لم يدري كم مر من الوقت قبل أن تبتعد عن حضنه لتهتف فجأة......
يلا ....أكيد ناموا هلا .....يلا خلينا نروح
رد بعفوية ...يلا حبيبتي
استقامت بعدم اتزان وبهزل شديد اقتربت من خزانتها أخرجت جلبابها ودسته فوق جسدها .....أسندها إليه وهبط وإياها إلى هيث تصطف سيارته ......كان مستمتعاً جداً بقربها الذي أحيا بداخله ذكرى ليلة شرسة ....فكما ختم جسدها بإسمه بعنف خرج عن سيطرته ختمت هي روحه عنوة.....كل ليلة حين يسدل الليل ستاره ينكشف له طيفها محبراً روحه على تذكر أنفاسها المتلاحقة همساتها الرافضة شفتاها ذات الطعم الفريد وجسدها ذلك الذي كان يقض مضجعه أما عيناها فتلك سلاحها العنيد .....عذبه طيفها بلا رحمة ولا رأفة عذبه بسياط الندم والحسرة حتى بات عاشقاً هائماً عله يلقى في روحها مرساً جديد .....
كاد قلبه يقفز فرحاً عندما نعتها (حبيبتي ) ولم تمانع ...حتى طيفها لم يسمح له بقولها ولكنه اليوم قالها نعم وأخيراً قالها ولم تمانع لم ترفض ولم تزجره .....هل نسيت يارعد أنها تناولت المهدئات التي سيطرت على جسدها بإحكام .....هي لم تمانع لأنها لا تقوى على ذلك ....أنت في عالم وهي في عالم آخر ......لاحظ ترنحها الشديد حملها بين ذراعيها تشبثت به .......لتعاود سياط الحسرة جلده من جديد تمنى لو أن ما كان لم يكن .......تمنى لو أن البداية كانت أجمل .....تمنى لو أنها لم يستسلم لرغبات جسده الجامحة وأفكار رأسه الجارحة .....وصل إلى سيارته .....أنزلها ببطئ أسندها إلى سيارته ممسكاً بها بإحدى يديه بينما دس يد الأخرى في جيبه ليتناول مفتاح سيارته صوتٌ مزعج بدد الهدوء من حوله ......بخ
هتف رعد بفزع ......الله يلعن...... استغفر الله العظيم من وين طلعتيلي إنتي
رقصت حاجبيها هاتفة .....خياااااانة ....أناديههههوووووووم
همهم رعد محاولاً استعطافها .....ولك وطي صوتك ......
حرام مسكينة.....شوفي كيف منهارة.....بدي أوديها تشوف أبوها خمس دقايق وأروحها
نظرت له من زاوية عينها قائلة بمكر .....أرووووووح معاااااكووووووووو
هتف رعد بنزق.....تتخوتيش .....هي بدها تشوف أبوها وبعدين رجلك ؟؟!!!ولك قبل اشوي كانت كيف
قاطعته موضحة......آاااااااه مثل ما أنت شايف فكيتها ولا بدي أستنى رحمتكم
تساءل رعد....ولك كيف فكتيها معقول رسل
ردت وتين .....لا ياسيدي هو أنا بشوف رسل أخدها راشد وطااار ....بعدين هي صنعة ....حبت المنشار وفكيتها أصلاً المفروض من الصبح فكيتها وبعدين أنا كمان بدي أشوف صخر ....قصدي عمي أبو صخر .....يعني العم والد هيك ستي حكت
همهمت سوزي بضعف ووهن .......خلص....رعد ....خليها تروح
ردد بغيظ.......لاااااا مطيعة .....إصحك أضربك بالعين
همهمت ......لا تخاف ستي رقتني قبل ما أنيمها
رد بغيظ ......عنجد !!!طمنتيني......همس في جوفه .....ياربي ما أزنخك وما أثقل دمك فتح الباب الأمامي وقبل أن يجلس زوجته حشرت نفسها وتين بالكرسي الأمامي مانعةً إياه من إتمام مهمته تساءل بغضب شو..شو...وين رايحة
هتفت وتين ببرود .....أنا مستحيل أركب ورى ما بحب
همست سوزي .....رعد
أجاب بوله......روحه
همست بتعب......خلص أنا بركب ورى مو مشكلة..... بكفي مناقرة أنت وإياها .....أنا تعبانة
رد بحنان .....طيب حبيبتي ......تعالي .....أيواه....هيك منيح
هزت رأسها برضى بينما تلك تراقبهم بغيرة استقل رعد سيارته وانطلق بسرعة بينما تلك تحادث نفسها بغيرة.......
حبيبتي؟؟؟؟؟روحه؟؟؟؟؟والله ما أنت قليل يارعد....والله وطلعلك لسان .....وإنتي شو قاهرك أه ..... مهي مرته أنت شووووو دخلك بينهم ولا مقهورة .....بلا ....ليش مقهورة يعني ....أصلاً أنا أحلى منها.....شف يختي ...مش قادر يفارقها.....طلي كيف بطلع عليها من لمراي .....يختي يختي......استطردت بصوت مسموع ......أنا بقول أقعد جنب السنيورة وخليني أسوق أحسن ما نقرء الفاتحة على روحنا
همهم رعد بعدم فهم .....نعم ؟؟؟؟
هتفت وتين بنزق......عمو الطريق قدامك مش بالمراي على فكرة
رد رعد محرجاً.......لا أنا بس كنت ....يعني علشانها تعبانة بطمن عنها
نظرت له من زاوية عينها قائلة...... آه اطمن ....وماله.... بس الواحد بطمن مرة ثنتين ثلاثة ..... أي بكفي بدنا نوصل على المستشفى مش على المقبرة
سكت معلناً استسلامه..... لم يستطع مجارتها بالكلام .... فتلك الجالسة خلفه قلبت كيانه.....والقلق اجتاح أوصاله وتزاحمت الأسئلة في جوفه....لماذا هذا الإصفرار الذي يكسو وجهها ولما هذا الهزل الذي اكتسح جسدها......وصلوا للمستشفى هبط مسرعا ليسندها وسط دهشة وتين.....التي أخذت تحادث نفسها .....
يختي ميت خوف عليها .....نيالها....شف شف ....لا إحملها بالمرة ....مهو والله معو حق ....طل كيف بترمي حالها عليه .....ولك هي تعبانة عن جد.....أه يختي وهو ما صدق.....ياربي أنا ليش ما حد بخاف علي مثلها ...ليش انتي يا إم كشة مثلها .......الصراحة حلوة المقصوفة .....بس برضه أنا أحلى ....بس لو أطول ٧٠ سانتي وأبيض ٣٦٠ درجة وشعري يطول وينعم بصير الوضع لوووووز .....يييي ولك أنتي بشو ولا بشو .... خليني أروح اطمن على عمي .....
لا تعرف ماذا حصل لها.....أين ذهبت قوتها .....تجر نفسها جراً مستندةً عليه .....عندما لمحت أخاها حاولت الإسراع إليه لكنها لم تقوى على ذلك .....تقدم هو ليمسك بها بمحاذات رعد غافلاً عن تلك التي تمشي خلفهم.....
دخل ثلاثتهم إلى غرفة العناية المركزة هناك حيث يستريح جسد والدها .....اعترض الطبيب طبيبهم موضحاً أنه لا يسمح بالدخول إلا لزائرين اثنين على أن لا تتجاوز زيارتهم العشر دقائق ......حاول رعد الإنسحاب إلا أن صخر ربت على كتفه طالبا منه البقاء وآثر هو الرحيل......إحساس كبير برضى اجتاح أوصاله عندما رؤية رعد يسند أخته ويحنو عليها ....كان يعلم أنه فعل المستحيل لجلبها للمستشفى ....فهو لا يغفل عن عقلية أعمامه ومعتقداتهم المتوارثة جيل عن جيل والذي يؤيدها وبقوة.....
وقف أمام باب الغرفة .....لمحها واقفةً تنظر إليه ببلاهة تساءل .....هل هذه هي ؟؟؟ وتين ....معقول ام أنه هيئ إلي
لم تكن بحال أحسن منه ...... لم تعلم ماذا تفعل؟ حتى أنها لم تذهب لرؤية عمها بقيت متسمرةً في مكانها منذ تلك اللحظة التي تجاهلها فيها صخر دون قصد منه ....تراها غضبت لأن صخر لم يلحظ وجودها؟ وبدلاً من أن يستقبلها أخذ بيد أخته وتركها ؟؟!!....هل هي تغار من سوزي؟؟؟!!! أم أن شعور بعد الأهمية غزاها ضارباً ثقتها في مقتل ....استدارت تنوي المغادرة ...بضع خطوات تقدمت بها نحو المخرج ليقطع صخر طريقها فجأة ويأخذها بين أحضانه بقوة ...شعورٌ بالشفقة على حالها راوده ولسان حاله يقول ....
كيف استطاعت تجاوزه .....كيف لذلك الجسد النحيل أن يحتمل وجع الفقد مرتين .....كيف لطفلة أن تحتمل وجع الفقد وهي ما تزال في المهد وكيف لها أن تحتمل ألم الفقد من جديد كيف تحملت كل ذلك .... أنا رجل لم استطع أن أتجاوز مجرد احتمال الفقد ......لم تكن هي بحال أفضل .....لم تدري ماذا تفعل ..... وماذا يفعل ...إحساس غريب .....جديد.....فريد اجتاحها وبدأ صدى صوتها يصدح في أعماقها.....
لماذا أشعر بهذه الرجفة .....لماذا يجتاح الخدر جميع أنحاء جسدي.....لماذا أريد البكاء .....لماذا أرغب بالبقاء ....لماذا لا أقوى على الحراك......مريحٌ هو ولكنه قاسٍ....ناعمٌ كما الغيم ولكنه هش .....هادئٌ كما الليل ولكنه مظلم....دافئٌ كما حضن أبي ولكنه باردٌ كما الثلج
ابتعد عنها مرغما بعد أن افتعل أحد المرافقين ضجة واسعة لستعجال الممرضين في إسعاف المريض الذي أحضره
صمت لف المكان حولهما ...أهذ نفس عميقاً وهمهم في محاولةٍ منه كسر الصدمة التي اكتسحت وجه وتين ....
شو بشوف فكيتي الجبص
لم ترد مازالت تحاول تفسير ذلك الشعور الذي غزاها بغتة
أعاد سؤاله.....هاي .....بحكي معك .....وتين
ردت بارتباك ....أه ....مهو فكيته أه.....
همهم صخر حامداً .....طيب ....الحمد الله على سلامتك
صمت ساد بينهما من جديد لا هو استطاع أن يسوغ مشاعره بكلمات ولا هي وجدت أي مسمى لما شعرت به .....
خرج رعد قاطعاً خلوتهما حاملاً سوزي بين يديه.....
ركض صخر ناحيته متناسياً من جديد تلك الوتين هذر بقلق .....شو صارلها
أجاب رعد .....والله مابعرف .... شكله أغمى عليها...مهي مش ماكلة من الصبح ....
تقدمه صخر قائلاً......طيب تعال ....خليهم يعطوها محلول.....قامت الممرضة بعمل اللازم لها وأوصت بإعطائها محلولاً ملحياً بعد أن لاحظت الهبوط الحاد في ضغطها إلى جانب إصرارها على إجراء فحوصات عدة للإطمئنان على صحتها ......بقي رعد إلى جانبها بينما خرج صخر باحثاً عن وتين التي اختفت فجأة أخذ يبحث عنها في أروقة المستشفى إلى أن وجدها أخيراً تجلس على أحد المقاعد المستريحة في الفناء الخارجي للمستشفى .....كانت شاردةً تحتضن نفسها تفكر في أمرٍ ما.....زفر براحة .....اقترب منها متفقداً هيئتها .......كانت بنطال من الجينز تعلوه سترةً حمراء غير مناسبة للجو الذي بدى مائلاً للبرودة ......وغير مناسبةٍ أيضاً لمعتقدات صخر ورغباته تاركةً شعرها دون قيد ......خلع سترته ووضعها فوق أكتافها قائلاً بغضب.....
هاي آخر مرة بشوفك طالعة بهيك لبس.....بس أبوي يقوم بسلامة بنتفاهم .....وبعدين إحنا مش اتفقنا تغطي شعرك
همهمت بنزق.....اتفقت مع ستي ألبسه بس أخلص توجيهي...بعدين مو حلو علي الحجاب ...
هتف معترضاً.....يا سلام .... شو هو على كيفك هاد الإشي بتنفذيه فوراً من غير بس ومابسش
ردت بعصبية بالله شو ....أنا مش تحت أمرك إشي مو مقتنعة فيه ما راح اعمله وأه الشغلة على كيفي
هتف صخر بحزم .....هاد الإشي بذات راح تعملي خاوة عنك .....مش راح استنى تقتنعي ولا بهمني تقتنعي .... غصب عنك بدك تتحجبي وتلبسي جلباب كمان
ردت رافضة......أنا ماحد بجبرني على اشي ....مين ما كان يكون
هتف صخر بصرامة ......لاااااااا إنتي بدك تكسير راس بدك تلبسيه ورجلك فوق راسك غير هيك بتشوفي مني وجه ثاني سامعة.....بعدين أنا بكفيني إلي أنا فيه..... مش ناقصني طولة لسانك....استدار ينوي المغادرة .....استوقفته قائلة بقهر .....أه طبعا مو ناقصك أنا.....روح عند أختك أهم مني....
فهم ما رمت إليه لقد أوجعها بتجاهله غير المتعمد بينما هي استماتت لرؤيته .....التفت إليها قائلاً.....
يعني إنت ما شفتيها كيف تعبانة......بدك أترك أختي مغمى عليها وأركض وراكي
هتفت بوجع.....أختك مريضة ....مسكينة مغمى عليها ما بتقدر تتركها أما أنا تركتني ورجلي مكسورة وراسي مفتوح ووجهي مورم حتى ما كلفت خاطرك تودعني ....وبعد أسبوع لما حكيت مع ستي تذكرت تقلها سلمي على وتين
أقلك ....طز فيك وبسلامك وبأختك ....طز فيك مليون مرة
أمسك صخر ساعدها بغيظ وهتف بجدية...... ياريت تحاولي تفهمي هالكلمتين .....
كل شخص بمر بحياتي إله مكان بالقلب ....قلبي مش حكر على شخص معين وما في أي حد ممكن يتعدى على مكان حد فيه..... أختي أمي وأبوي واعمامي وصحابي كلهم إلهم مكانهم وإنتي إلك مكانك ماحد بقدر ياخده منك.....وبس أنا إلي بقرر بناءً عليكي طبعاً إما بضلي أو بتتركيه لغيرك
سكتت تحاول استيعاب كلامه .....تحاول أن تصيغ شعورها بكلمات لتفهمه ما يجول في خاطرها .....لماذا يجب أن يشاركها الجميع بقلبك ياصخر بينما تتمتع رسل وسوزي بقلب كامل على حد تفكيرها......احتارت بتلك المشاعر التي تمقت بعضها وتحتاج لبعضها.....شعور الشفقة الذي لامسته بضمه لها كاد يقتلها وأما في تلك اللحظة التي تركها راكضاً وراء أخته غزاها شعور مقيت بلا أهمية وللا وجود
أنهت سوزي محلولها....احتواها رعد بين أضلاعه .....واصطحبها برفقة وتين للبيت حتى رعد لم يسألها لماذا جلست بالكرسي الخلفي في طريق العودة وما إن وصل ثلاثتهم للبيت هبطت من السيارة وركضت مسرعةً إلى غرفة جدتها ....بدلت ملابسها وقلبها ينتفض آلماً ودست نفسها بحضن جدتها وأخذت تبكي بحرقة .....دموعها التي لامست صدر جدتها وقضت مضجعها جعلها تتساءل بقلق....
وتين مالك ياستي .....
أجابت بوجع ....شفت أبوي بالحلم .....أخذت تبكي بحرقة بينما تربت جدتها على ظهرها بحنان قارئة المعوذات والرقية الشرعية لتهدء من روعها
بينما تلك الناعمة بقيت متشبثةً به ......إلا أن وصلا لغرفتهما .....خلعت حجابها وجلبابها وجلست على حافة سريرها أخذت تبكي بألم....اقترب منها مهدئاً لتنهار في حضنه هاتفة......
شفت بابا....شفت كيف كل مكان بجسمه فيه إبر وأسلاك .....كيف بابا بدو يتحمل كل هاد كيف
مرر يدها فوق شعرها بحنان قائلاً.....لا تخافي حبيبتي .....راح يكون بخير صدقيني
همست بضياع .....لا تتركني ....خليك جنبي ....الله يخليك أنا خايفة كثير يارعد كانت تردد كلمات لا تقصدها .....لم تكن بوعيها تماما
همس رعد بوله .....حبيبتي ما راح أتركك ....لآخر يوم بعمري راح أضل معك
حملها بين يديه وضعها على إحدى حافتي السرير وبقي مجاوراً لها واهباً إياها صدره العريض ......ظل يمرر يده فوق خصلات شعرها إلى أن غفت ...شعر بانتظام أنفاسها فأسلم جفنيه لنوم كان منهكاً بشدة ....استيقظ على صوتها المعترض بشدة .....
أنت انجنيت أنا قلتلك ما تدخل غرفتي شو جابك هون أه
همهم رعد بفزع .....لا والله ....مش مثل ما إنتي فاهمة ....ماصار اشي أقسم بالله ....بس شكلي غفيت وأنا....أصلاً إنتي ....أنتي طلبتي مني أنام معك هون قصدي أنا جنبك
هتفت سوزي نافية......أنا ....مستحيل أطلب منك هيك طلب
استغفر رعد قائلاً..... استغفر الله العظيم ....وطي صوتك ترى الدار مليانة
هتفت سوزي بغضب......هاد إلي بهمك....الناس وبس أنا ما بهمني حد ....ولو سمحت إطلع برى غرفتي حالاً
همس لنفسه رعد.....لا هاي زودتها ....لازم تشد شوي يارعد استطرد بصوت مسموع .....أنا من هون مش طالع أما بالنسبة لنومة ....ما راح تنعاد إلا إذا بدك ....أنا مضطر حالياً أنام هون قالها مشيراً لأريكة المستريحة خلفه ......
كادت تدوب خجلاً .....فتلميحاته قاتلة أجابت بتحدي
هاد الشي ما راح يصير حتى بأحلامك ....نام وين مابدك ما بتفرق معي وجودك وعدمه بالنسبة إلي واحد .....
مشت من أمامه بغرور متجهة نحو خزانتها تناولت منامة جديدة وتوجهت لتأخذ حماما دافئا.....بينما هو يشتعل لمرأها مثيرة هي بغرورها وكبريائها وقوتها وضعفها بكل حالتها مثيرة......جلس يهدء نفسه فقد أفزعته بصراخها وبذات الوقت احتفل مع نفسه بأول جولةٍ يربحها أمامها
أما زلتي غاضبه؟؟؟ سامحيني
فانتي حبيبة قلبي في كل الأحوال
سأفرض أني تصرفت مثل كل الرجال
ببعض الخشونة وبعض الغرور
فهل ذلك يكفي لقطع كل الجسور
وإزهاق أرواح البشر؟؟أنا لا أحاول رد القضاء والقدر
ولكني أشعر الآن أن اقتلاعك من عصب القلب صعب
وإعدام حبك صعب وكرهك صعب وحبك حلم بعيد المنال
فلا تعلني الحرب إن الجميلات لا يحترفن القتال
ولا تطلقي النار ذات اليمين وذات الشمال
ففي آخر الآمر لن تستطيعي اغتيال جميع الرجال
متى ستعرف كم أهواك يارجلاً أبيع من أجله الدنيا وما فيها
لو تطلب البحر في عينيك أسكبه أو تطلب الشمس في كفيك أرميها
أنا أحبك فوق الغيم اكتبها وللعصافير والشجر أحكيها
انا أحبك فوق الماء أنقشها وللعناقيد والأقداح أسقيها
أنا أحبك حاول أن تساعدني يا قصه لست أدري ما أسميها
فإن من بدأ المأساة ينهيها وإن من فتح الأبواب يغلقها
وإن من أشعل النار يطفيها
بعد حمامها الدافئ ارتدت منامتها ....لم تدري ما الذي حصل لها....تساءلت هل زاد وزني؟؟؟ لماذا يبدو صدري بهذا الحجم ....تبا فتلك المنامة لن تترك لمخيلة ذلك الوغد خارجا أي حدود ماذا أفعل الآن .....كاد يقتلني بتلميحه قبل قليل.....ربما خرج؟؟؟لا لم يخرج أنا أسمع ضجته خارجا
استجمعت قواها ....وقررت الخروج بعد أن حبكت خطتها بإحكام وحان وقت الإنتقام ....هذا سلاحك يا فتاة فأتقني استخدامه
خرجت من حمامها جلست أمام تسريحتها تناولت مشطها وأخذت تسرح شعرها ..... أثارت كل خلايا جسده....
كانت تعلم أن ذلك المهوس بها لن يتحمل .....صحيح أنها آتت من دون تخطيط... ولكن رؤيته يحترق أمامها بعذا الشكل جعلها تشعر بالرضا ....لدرجة أنها أخذت عهداً على نفسها أنها لن تتوانى عن إشعاله مرة تلو المرة ......ولن أسمح له أن يطفئ لهيبه مهما حصل .....
تحمل عزيزي.....حبيبي .....زوجي الغالي.....أحيطك علماً أنك من أيقظت الوحش بداخلي
ابتلع ريقه وحاول أن يقتلع ناظريه من عليها هامساً لنفسه رعد.....يعني وبعدين مع إم هالشغلة...هو أنا ناقصني ....مالك يازلمة أول مرة تشوف بنت؟؟بنت شو ....هاااااي مرتي......مرتي يعني كل هاد حلاااااااالي ......الله يلعني ما أتيسني كان أنا هلا بتنعم بنعم الله .....آأااااااخ بس
رنين هاتفه قطع عليه حديثه النفسي وسلسلة تخيلاته الوقحة شتم المتصل بسره ورد قائلا
الووو.....وين؟؟؟ اأه طبعا ....يلا هيني نازل ....ماشي .....سلام
نظر إليها قائلاً بحنان......
ديري بالك على حالك .....ومشى ينوي المغادرة استوقفته بكلمة .......لحظة......
همهم بوله.....لحظااااات اتفضلي
هتفت بلؤم.......مافي داعي لتمثيل رجاء.....ياريت كل واحد يضل بحاله
همهم رعد مستفهماً..... شو قصدك ؟؟؟مش فاهم
ردت بعصبية مفرطة ......لا تعمل حالك غبي.....اهتمامك المزيف أنا مو بحاجته ....بكفي تمثيل.....رجاء
همهم رعد بحزم .....لا تعلي صوتك علي ....بعدين ليش معصبة ؟؟؟؟كل هاد عشان ديري بالك على حالك!!!!....اعتبري حالك ما سمعتيها وخلص ...
هتفت بغضب.....بهالبساطة
اقترب منها ينوي كسر نظراتها التي كادت تقتله ......وقال لها بهمس أذابها......أه ياقلبي .....بهالبساطة
كاد يغمى عليها من هول جرئته فقد اقترب منها لدرجة أنها تتنفس أنفاسه.....كادت تموت خجلا وهو ينتقل ببصره بين عيونها وشفاهها ولم يترك إنشاً بجسدها إلا وقد اخترقه أردف قائلا......إذا صوتي لهدرجة بزعجك.....خلص ولا يهمك عيوني بتقوم بالواجب وزيادة
غطت وجهها بكفيها ولم ترد ......ابتسم لخجلها الشديد خرج مسرعاً قبل أن يفقد السيطرة على نفسه مجدداً
وقفت تناظر نفسها بالمرآة وتعاتبها
شو ست سوزي وين راح كل الحكي الي صفتي براسك ؟؟
ما قدرت ....الحكي ضاع مني .....ما قدرت أسيطر على حالي نظراته قتلتني.....ياربي ....شو أعمل بحالي
إنتي هيك بدك .....بدك إياه لا تنكري....معناها اتحملي كل الي صار والي راح يصير ... وين كرامتك ؟؟؟وين كبريائك؟؟؟؟ ....ليش هيك ساكتة ليش ؟؟؟؟
....لاء أنا بس ارتبكت ....صدقيني راح آخدلك حقك منه بس صبرك علي....أنا ما راح أنكر .....أنا بحبه وبتنفس هواه وبعشق تفاصيله.....بس برضه راح آخذ حقي منه ولو كان الثمن غالي....قالتها بعد وضعت يدها تتحس قلبها
طرقت رسل الباب قاطعةً خلوتها....سمحت لها بالدخول
تساءلت رسل بحنان ......كيفك اليوم حبيبتي....إن شاء الله أحسن
همهمت سوزي .....الحمد لله .....
هتفت رسل ......يلا ستي بتستناكي تحت .......مو راضية تفطر إلا لما تيجي إنتي ووتين
ردت سوزي .....والله مو جاي عبالي
همهمت رسل ......معلش حبيبتي تعالي على حالك اشوي ....أساساً ما حد جاي على باله....بس ستي ما راح توكل إلا إذا أكلنا معها ....يلا إنزلي رايحة أنادي وتين
جلس الجميع حول مائدة الطعام ....وما إن وصلتها رائحة الطعام حتى شعرت سوزي برغبة بالإستفراغ....أسرعت نحو الحمام .....
تساءلت رحمة ......يوه....ما الها البنت؟؟؟
أجابت رسل ......أكيد أخذت برد ستي.....كانت متحممة وقاعدة تحت المكيف....
همست يارا في جوفها ........شو برد يختي......بقص إيدي إذا هي مو حامل...الشغلة وااااضحة بدهاش تفسير .....وبعدين متحممة؟؟!!! ول عليك يارعد البنت أبوها بالمستشفى أي ارحم حالك شوي
هتفت وتين بغيظ .....ستي يعني ليش ما خليتيهم يوخدونا معهم أه
أجابت رحمة بقلة حيلة......ياستي برضوش ....مية غصب لما أخذوا مرت عمك معهم
همهمت وتين بخبث ......طيب ياستي هي من حقها تشوف أبوها صح وأنا بدي أشوف عمي كمان
كانت تخطط لإغاظة ذلك الذي نامت وهي تبكي قهراً منه
سمعت سوزي كلام وتين فركضت لحضن جدتها باكية
هاتفةً برجاء.....ستي مشان الله خليني أروح أشوف بابا....أبوس إيدك يا ستي
ربتت رحمة على رأسها بحنان قائلة.....طيب ياستي ....خلص بس لا تعيطي ....هلا برن على عمك قصي يوديكي
هتفت وتين ......قصدك يوديناااااااااا ستي
همهمت يارا .....أرنله مرت عمي ؟؟؟؟
هتفت رحمة بنزق......معاي يختي تلفون وبعرف أرنله ....مش مستنياكي....
ردت يارا .....براحتك مرت عمو....حبيت أساعد
همهمت رحمة بنزق....... شكراً بدناش مساعدة ....قومي شوفي ابنك بلاش يوقع ....قومي خلقت ولد مش عارفة ديري بالك عليه
هتفت يارا بمرح.......لا مرت عمو أنا بحب أتركه يستكشف كل إشي لا تخافي عليه ابن حلال وين ما بروح برجع هههههههههه
قهقهة خفيفة صدرت منها لتهتف رحمة مستنكرة ....وجع يخلع نيعك.....صحيح الي استحوا ماتوا ...إحنا بشو ولا بشو
ردت يارا......إحنا بكل خير مرت عمي ... تفاءلوا بالخير تجدوه إنتي أحسن أم شفتها بكل الدنيا وأكيد ربنا راح يجبر بخاطرك ويقوم سلفي سالم ....
برغم من معاملة حماتها الفظة لها إلا أنها كانت تكن لها احتراماً كبيراً....صحيح أنها تغيظها أحياناً ولكنها ترى بأخلاق زوجها الحبيب ما صنعت هذه الأم والتي حفرت بقلبها مكاناً لا يمكن أن تغادره بسبب كلمات عابرة ....فل تقل ما شأت وسوف أسمع ما أريد فقط ..... هكذا تأقلمت يارا مع أم زوجها ذات اللسان السليط عليها
أسكتتها يارا بجميل ردها.....نظرت الحجة رحمة لها وهمهمت برجاء .....إن شاء الله ربنا كريم
هناك بالمستشفى كان صخر قد أغاظ عمه قصي ولم يكن رعد بحال أحسن فقد مات قهراً من هذا المجنون
الذي كان يرفض أي مساعدة من أي أحد .... وليس هذا فحسب ولم يسمح لأي منهم الإقتراب من والده .....منذ أن استيقظ وهو يركض حوله هنا وهناك ....أجلسه ....وألبسه وعطره وسرح شعره ....وأطعمه.....وكلما حاول أحد المساعدة رفض بشدة ......تنظر له أمه الجالسة على الكرسي المستريح بجانب سرير والده بفخر.....وحال لسانها يقول .....نعم بني هذا ما كنت انتظره منك
كان على وشك الصراخ بهم قائلاً....إنه أبي لوحدي أرجوكم دعوني أرد له جزئا من الجميل.....لقد رباني وحده وأطعمني وحده وألبسني وحده وسهر علي بمرضي وحده ألا يحق لي أن اختلي به لوحدي ....نعم إنه لي لي أنا فقط
هتف رعد معترضاً.....يازلمة شو مالك .....هو إحنا بدنا نوكله
همهم صخر ببرود ....احتمال وارد والله بعد هيك
هتف رعد موضحاً.....ولك ياحيوان بس بدي أسنده معك
هتف صخر بصرامة.....لاء.....ماحد بسند أبوي غيري....بعد هيك أشوف.....يلا يابا....ايواااه ....ياعيني عليك ....قدها أبو صخر
نظر قصي إلى رعد بقهر قائلاً.....ولك فقع مرااااارتي تقول بدنا نخطف أبوه أي مش هيك .....
همهم رعد .....أنا داري....شفت ما خلاني أمسكه معه للحمام.....شكله والله العليم ضربوه فيوزاته....
اقترب قصي من أبو راشد قائلاً بقهر ....شو بشوفك ساكت.... عاجبك ابن اخوك وعمايله
ابتسم أبو راشد قائلاً..... سيبك منه...أبوه وهو حر فيه
همهم قصي بغيظ ......والله !!!خلص لعاد إحنا شو لزومنا هون .....خلينا انروح أحسن....قال أبوه قال....
قهقه أبو راشد قائلاً..... طول عمرك بتغار منه
هتف قصي نافياً.....أنا !!؟؟؟ليش أغار .....هاد شكل أغار منه .....طز فيه
قهقه رعد قائلاً بمرح .......والله ياعمي كلام سليم ليش بتغار أه ليش
هتف قصي بغيظ .....إخرس وله .....أقولكم هيني مروح .....أروح أشوف إمي أحسنلي منكم
همهم ابو راشد غامزاً لرعد .....إمي!!!....أه روح شوف أمي مش غلط
ضحك رعد بمرح هتف قصي متسائلاً.....شو قصدك يعني
همهم أبو راشد ببراءة .....شو حكينا....روح شوف إمي... وسلملي عليها كمان
همس له رعد .....وأنا كمان سلملي على إمك ....اااااااااه الله يسامحك عاد خليتني اشتاق لأمي أنا كمان
فهم ما يرمي إليه رعد هتف بغيظ ...الله يوخدك عندها.....ضل علي أنت .....بعد هيك وله
ما إن دخل بيت أمه حتى هتفت رحمة بسعادة.....جيت ولا الهوى رماك
همهم قصي بعفوية .....لاء الهوى رماني....
ردت رحمة بنزق.....منيح إلي جبنا الهوى عنا لعاد ....قوم يا أبو النسووااااان ....قوم وصل البنات على المستشفى وبعدين تعال للهوى إلي يهفك
زفر قصي قائلاً......يييييي علينا عاد .....يما شو حكيت أنا آه.....يعني لازم تسمعيني موشح
هتفت رحمة بغضب....وله....بتعلي صوتك علي ...بديش تعملي اشي....الله لا يعيزني الك ....
همهم قصي يستجدي عطف والدته.... مش قصدي يما أعلي صوتي بس ابن إبنك جلطني يما .....كل ما أقرب على أخوي بشيل إيدي وببعدني عنه ....اشوي بدو يطرنا ولولا الحيا بدو يمنعنا نشوفه كمان
نظرت له رحمة بطرف عينها قائلة.....وله تخليش الدودة تبحش........هاد أبوه يما أبوه .....كان راح يروح من بين كيسه يما.....حقه يخاف عليه
همهم قصي بعتب.....يما يعني مهو أبوي أنا كمان.... هو الي رباني وكبرني ....
همهمت رحمة.....طيب يما معلش .... اعتبره اخوك الصغير .....وتعال على حالك.....خليه يعرف شو قيمة أبوه....ربنا وحكمته صار الي صار عشان يرجع يلم شملهم سوى بكفي ثمن سنين غربة بتهد جبل
هتف قصي بجدية ... والله والله الي سواها لأشرب من دمه...بس صبرك علي
هتفت رحمة ناهية...... تحلفش.....أنا نذرت إن الله قومه سالم غانم راح أعفو عنه مين ما كان ......
هتف قصي رافضاً......لا يما شو عفو ما عفو يما أخوي كان بينه وبين الموت شعرة
ردت رحمة .....وربك سلم ....العفو عند المقدرة يما.....قوم الله يرضى عليك قوم وديهن ربع ساعة وروحهن يجبر خاطرك....البنت مش عاجباني وجهها أصفر وما بتوكل بلكي بشوفة أبوها بتطمن أكثر ....مهو الحكي مش مثل الشوف يما
رد قصي بطاعة.....حاضر يما من عيوني
هتفت رحمة ....يرضى عليه أبو النسووووان حبيب قلبي
هتف قصي .....يماااااااااااا
نادت رحمة .....يلا يا بنات.... انزلن بسرعة .
هبطت وتين مسرعة قائلة.....يلا أنا جاهزة
اعترض قصي ......ياحبيبي وهاي ليش تروح معنا إن شاء الله ....
همهمت وتين ....عمو حبيبي....بدي اطمن على عمي أنا كمان
رد قصي بحنان ....عمي حبيبي كمان لا هيك سكتيني....لا متعدل لسانها صح يما
همهمت رحمة .....أه طبعاً هاي الغالية بنت الغالي.....الله يرضى عليها
همهمت رسل ..... ستي......هيك راح أصير أغار ترى....
رددت رحمة بحنان .... إنتوا الغوالي بنات الغوالي ربي لا يحرمني منكم يارب
غمغمت رسل ....ربي يبارك بعمرك يا ستي....صحيح عمتي سعاد وعمتي صباح بالمستشفى هلا حكى معي راشد
همس قصي لنفسه بتشفي.....أحسن خليهم يقعدوا على قلب صخر.....استقام مصطحباً وتين وسوزي لسيارته وانطلق للمستشفى دخلت سوزي ووتين بصحبة قصي كان صخر اقد أفسح المجال لعماته على مضض ما إن رأها تقترب حتى جن جنونه أسرع لمنعها من التقدم ناحية غرفة أبيه التي تجمع الشباب أمامها
هتف صخر بغضب ....أنا شو قلتلك .... إنتي بتفهميش .....وأنت كيف بتخليها تطلع معك هيك ؟؟؟
همهم قصي محاولاً تهدئته..... يعني لا المكان ولا الوقت مناسبين تفتح هيك موضوع...... خلص بعدين بتتفاهموا
هتف صخر مهدداً....عنجد......طيب روح رجعها من محل ما جبتها أحسنلك
هتف قصي بغضب ....والله....وإذا ما رجعتها شو بدك تعمل يعني؟؟؟
هتف صخر بصرامة.....برجعها أنا.....
أمسك يدها وسحبها خلفه ينوي إرجاعها إلى البيت ألا أن إغماء سوزي التي كاد رأسها يرتطم بالأرض لولا أن أمسكها صخر باللحظات الاخيرة حال دون ذلك.......
حملها صخر إلى غرفة المراقبة ....بعد إجراء الفحوصات تبين هبوط ضغطها مجدداً وتسارعاً شديداً في نبضها
كان قصي قد طلب من وتين الإنتظار برفقة سوزي تلاشياً لإفتعال أي مشكلة مع صخر .....بدأت سوزي تستعيد وعيها مجدداً همهم رعد الذي كان يراقبها قائلاً بقلق .....حبيبتي ....ردي علي....كيفك هلا
كانت تتنفس بصعوبة ...لم تقوى على الرد بينما تلك الواقفة بجانبها تنظر من خلف الزجاج إلى تلك المرأة التي تقف بصحبة صخر بغيظ ....همهم رعد .....
وتين....ديري بالك عليها بس تصحصح رنيلي
أجابت وعيناها معلقةً بالزجاج أمامها ....أه.....طيب طيب
كادت تموت غيظاً من تلك المرآة التي ترافق صخر .....همست لنفسها .....شف شف....عامل حاله شريف مكة.....لا بس بتشطر بده اتحجب قال....أما هاي الست الي لابسة قميص نوم عادي .....السلامات هاي حلال....لا بالمرة خديلك بوسة كمان....عنجد لزلام بدهم حرق ...
استعادت سوزي وعيها جيدا .....نادت بتعب ...وتين
التفت إليها وتين من فورها هاتفةً بقهر.....صحيتي.....تعي يختي شوفيلك هالشوفة
تساءلت سوزي .....شوفة شو......
أسرعت وتين لتمسك بيدها أنزلتها عن السرير وتوجهت بعا إلى تلك النافذة التي تراقب من خلالها ما يجري خارج غرفتها .....
هتفت سوزي بصدمة....ييييييي مين هاي الله يعدمني إياها
ما التقطته عيناها هو رعد بصحبة الممرضة بينما وتين تقصد صخر بصحبة صديقته الأجنبية والتي جاءت للإطمئنان على والده .....كل منهما كانت تنظر الى الذي يؤرق ليلها.....وكل منهما كانت قد أشعلت الغيرة قلبها .....
هتفت سوزي بغيظ.....شوفي كيف ضحكته من الدان لدان .....ااااااااخ ياربي
همهمت وتين بقهر.....آه مهو الي حرام علينا حلال عليهم .....ولك الله يوخدني أحسنلي
هتفت سوزي بنفاذ صبر ..... يييييي ياربي .....بعدي هيك بدي أطلع أمسح في وفيها الأرض
همهمت وتين بامتنان .....يا الله ما أحسنك كل هاد علشاني ......يعني والله خجلتيني خلص أتركيه أنا بعرف أربيه بطريقتي ....إنت تعبانة
هتفت سوزي بعصبية ....هو هاد وقت جنونك يا وتين ....علشان شو .....وتربي مين .....
أدارت وتين وجهها لترى ما ترمي إليه سوزي
ليظهر لها رعد برفقة الممرضة ...همهمت بنزق ايواااه قليلي هيك وأنا إلي بفكرك صافة معي .....يماااااا الأنانية
نظرت سوزي محاولةً فهم ما رمت له وتين بدورها همهمت ولك شو قصدك ......وجدت صخر برفقة صديقته همهمت موضحة........ااااااه لا هاي ميرنا شريكة صخر .....طيوبة البنت كثير
همهمت وتين بنزق .....طيوبة .....اه يختي واااااااااضح الطيب بشر من كل أنحاء جسمها
ردت سوزي مؤكدة .....عنجد بحكي ....الموضوع مو مثل ما إنتي مفكرة ....هي صاحبته من سنين
هتف وتين بغيظ.....كمااااااان ....سنين......اسمعي جاي.....شايفة هاي البنت الي رعد نازل يتصهون معها .....طلي كيف منسجم هو وياها تقولي حبيبته.....هاي صاحبته من سنين
هتفت سوزي بقهر .....عنجد ......ييييييييي
أخذت سوزي تبكي بحرقة ....شعرت وتين بتأنيب ضمير همهمت موضحة.....يييييي ليش بتعيطي عادي يعني مثل ما أخوكي مصاحب وعادي ترى رعد كمان يصاحب .......وترى أنا كذابة بعرفش مين هاي أساسا
قاطع دخول رعد كلامهما وجدها تبكي
تساءل مستفسراً.....سو صاير ...ليش بتعيطي حبيبتي
هتفت بغضب.....حبك برص....بعد عني هيك .....روح كمل مسلسل غرامياتك
دفعته بكلتا يديها .....وتركته مغادرة لترى والدها
سأل رعد وتين مستغرباً.....مالها هاي.....مسلسلات شو وغراميات وحكي فاضي
هتفت وتين بنزق .....عامل حالك مش فاهم أه .... الحق عليك يعني. ...واقف تتصهون إنت وهديك الممرضة ولا معبرها تستاهل .....الله لا يردك
رمت حروفها بوجهه وتركته يكلم نفسه وخرجت لتقتص ممن أغاظها .....تعمدت المرور من أمامه لكي تسلم على عماتها ..... رغم أنه منعها من الخروج إلا أنه لم تستمع له أغاظته مجدداً ...ودع ضيفته على عجل وغادر المكان
دخلت وتين لترى عمها وجدت سوزي جاثية على ركبتيها تبكي في حضن والدتها .....جلست بجوارها وأخذت تبكي هي الأخرى احتضنت أم صخر كلتاهما وأخذت تحاول طمأنتهما انتهى وقت الزيارة المسموح به.... وحان موعد الأدوية والحقن الوريدية طلب الطبيب من الجميع إخلاء المكان لكي يقوم بعمله بهدوء وروية غادر الجميع .....بينما ذهب قصي للإيصال أخواته وزوجة أخيه وترك لرعد مهمة ايصال وتين برفقة زوجته
كاد يطير فرحاً لخبر ما أسره همهم بسعادة...يلا.....حبيبتي كان يتكلم معها ووجه يشع سعادة .....لو كان يمتلك أجنحة
لطار من فرط فرحته.....هذا ما رأته سوزي بعيني زوجها سعادة غامرة ....الأمر الذي زاد من قهرها وغيظها
أما وتين فقد غز القهر قلبها فألجم فمها عقلها بذلك الذي خرج ولم يعد تاركاً إياها لتتآكل غيظاً .....عندما وصل ثلاثتهم إلى المنزل كانت تباشير السعادة مرتسمة على وجوه الجميع .....تقدمت سوزي لتسلم على جدتها التي قامت باحتضانها والسعادة تتراقص في عينيها
هتفت رحمة حامدة.....الحمد لله الحمد لله ألف مرة وكرة .....ياربي ما أكرمك....شفته قلتلكم ربي راح يكرمني
يسعدها إم ابراهيم الغالية اشوي اشوي يا ستي .... انتبهي على حالك....يابنت هاتي الحلوان يلا
همهمت أم صخر بسعادة.....مبااارك ياماما......اه والله يامرت عمي ....مو معطيه فرحتي لحدى....كنت خايفة تتأخر بالحمل مثلي
هتفت مريم بفرح .....وهي أحلى حلوان لأبن أخوي الغالي .....ستي هي بقلك أنا بدي أحمله أول وحدة ما إلي دخل
اعترضت لين قائلة......لا بالله أنا أول وحدة .....والله ما دخلني
همهمت رسل مباركة......مبااارك ياقلبي....يسعده أبو إبراهيم الغالي
همهم راشد .....مبارك ...
هتفت يارا التي كانت قد تأكدت من خبر حملها الذي شكت به صباحا.....ألف الف مبروووك إن شاء الله تقومي بسلامة
كما بارك قصي قائلاً.....أحلى أبو ابراهيم بدنيا .....صدقني لما يجي إلا أخلص عليه وألعن أبوه عرص
كان يقف بينهم كما الطاووس ....همهم بسعادة ..... لو سمحت أناا مابدي ابني يتعلم ألفاظ بذيئة من يوم وطالع ضب لسانك
همهم سيف.....ياسلاااااااااام وأخيرا راح أصير عم
تساءل رعد .....وين يوسف
أجاب سيف ......فوق بدرس.... بكرة أول إمتحان وهي أحلى بشارة
هتفت رحمة راجية....الله ينجحكم ياستي وينجحك يا غالية
كانت لا تزال غير مستوعبة لماذا يبارك الجميع وماذا يقصدون هتفت ببراءة ......ااااااااه يعني سوزي حامل.....مبرووووووووك
قهقهة رسل قائلة ..... هلا وصلتلك المعلومة .....
ردت وتين بنزق.....أه ...إذا هي مصدومة جاي تحكي علي....
تحولت النظرات إلى سوزي التي كانت تنظر بوجه الجميع باستغراب....الكل يهني ويبارك .....هل أنا حامل؟؟.....مستحيل!!!!!!
نظرت لزوجها الذي يكاد يطير فرحا فاردا صدره بفخر .....هذا ما زاد من غيظها نظرت لعيني ليث الصغير الذي يحمل بيده قطعة من البسكويت الذي حضرته رسل اقترب بخطواته الصغيرة منها قائلاً خاتو...مبووووووك
ضحك الجميع حتى هذا الصغير قام بواجب التهنئة.....
همهمت سوزي.....الله يبارك فيكم.......قالتها بخجل شديد وصعدت مسرعة لغرفتها رغم اعتراض جدتها على ركضها خوفا على الجنين
لم تدري كم مر من الوقت حتى صعد رعد ليشاركها الغرفة........
كانت تجلس على طرف السرير .. تفكر بضياع عندما اقترب منها وأصبح عطره يشغل حيز تفكيرها
همهم بحنان ....مبروك يا قلبي
صرخت به بعنف .....على شو مبروك بزبط......ممكن أفهم......
حاول تهدئتها قائلاً ....حبيبتي إهدي مش منيحة العصبية علشان......
قاطعته هاتفةً بعصبية .....علشان مين؟؟؟
همهم رعد .....حبيبتي علشانك ....المهم انتي عندي بالأول وبالأخير
قهقهة بغيظ قائلة بغضب ....علشاني هههههه عنجد ضحكتني.....شوف من الأخر هاد الولد أنا ما بدي إياه
هتف رعد .....شووووووو .....إنتي انجنيتي
هتفت .....أه انجنيت .....ما بدي إياه وهاااااااااا
كورت يديها تنوي ضرب بطنها .... إلا أنه أمسك بكلتا يديها راكعا أمامها محاولا تهدئتها...... هو ما إله ذنب ......لا توقعي حالك بالحرام بسببي....إذا حابة تضربي...أضربيني أنا... .أنا بستاهل ......بس هو ما إله ذنب
جثت بقربه أمسكته من أطراف قميصه وأخذت تهزه بعنف باكية ....مابدي إياه مابدي إياه.... عارف ليش لأنك أبوه ولأني كل ما راح أشوفه راح أتذكر أنه إجى غصب عني وراح أسوء ليلة عشتها و الي كنت متوقعة تكون أحلى ليلة بحياتي .....مابدي إياه لأني ما بدي أكمل معك .....ما بدي ابني يجي على هالدنيا ويعيش بين أب وأم بكرهوا بعض مابدي إياه علشانه مو علشاني .....فهمت ليش ما بدي إياه
هتف موضحاً.....انا عمري ما كرهتك ياسوزي
قاطعته......ولا عمرك حبيتني
حاول تهدئتها......حبيبتي اهدي واسمعيني
هتفت رافضة .....مابدي أهدى ....إنت أساسا ما دخلك فيه فاهم.....بعد هيك
استقامت من جلستها وأخذت تمسح دموعها مبتعدتا عنه استجمعت شجاعتها وهتفت بجدية.......
معاك خيارين اختار واحد منهم
إما أنزل البيبي وبعد فترة بنطلق بس اتفاقنا بستمر ممنوع تلمسني .....والك الحرية المطلقة تصاحب وتحب على كيفك والثاني إنك تنزل اطلقني بكرة سامع ....بكرررررة..... ولا تخاف أنا راح أتحمل المسؤولية كاملة....بقولهم إنك أحسن زلمة بدنيا بس أنا ما بدي إياك .....وابنك الي قاتل حالك عليه أول ما أخلف راح أرميلك إياه .....إختار أستاذ رعد .....هلا .....
اقترب منها ....إحساسٌ غريب انتابها.....عطره يسكرها.....قربه يضرب جسدها بفولتية عالية ....يصرخ عقلها طالباً بعده .....سوف يعلم نعم سوف يكتشف أنها كاذبة وأنا ما قالته هي مجرد أكاذيب تداري بها جرح كرامتها الغائر ....ملبسةً عشقها له ثوباً ساتر .....تلك الأكاذيب دفعت ثمنها غالياً.......نيران تأكل قلبها وحسرة تفتك بجوفها......ابتهلت في جوفها أن يكف عن الإقتراب لأنه بذلك سوف يسقط جميع أنقعتها ويبدد أكاذيبها
أصبحت حرفيا بين أضلاعه فكلما اقترب ابتعدت إلى أن حاصرها بين الحائط وصدره العريض ......رفع وجهها بين كفيه قائلاً.......سامحيني.....فرصة ....بس أعطيني فرصة وحدة... .....راح أنسيكي الدنيا بلي فيها بس أعطيني فرصة وحدة بس ....بلاش علشاني.....يمكن ما الي شان عندك علشانه هو .....وضع يده على بطنها وأردف بحنان .....
هو ما إله ذنب بينا.....إذا أبوه حمار وحيوان هو شو ذنبه.....بترجاااكي فرصة وحدة....وبعديها وعد مني شو ما كان قرارك راح أنفذوه ...... جربي.....مش راح تخسري اشي
كان للمسة يديه على بطنها أثر الصعقة الكهربائية.....جعل قدماها تهتز بشدة وفقد السيطرة عليها ....شحب وجهها ودوار ضرب رأسها .... تشبثت به رغماً عنها ....... حملها بين يديه.....وأجلسها على سريرها .....أسرع كالمجنون أحضر زجاجة ماء وتناول زجاجة عطر عن تسريحتها ......رش قليلاً من الماء فوق صدرها وأسقاها قليلاً من الماء .....همس بقلق ....
حبيبتي أوديكي على المستشفى
همست بتعب سوزي.....لا خلص صرت منيحة......
همهم بحنان .....حبيبتي .....دمك كثير نازل .....لازم توكلي منيح .....الممرضة اليوم قالتلي إنك لازم .....
عقدت حاجبيها وهمست بنبرة عتب ....آاااه الممرضة ... الي قعدت تتضحوك معها واشوي بدك تاخذها بالأحضان صح.......ابتسم بمكر بدت غيرتها واضحةً حتى في نبرة صوتها .....همهم موضحاً......كنت بضحك لأنها خبرتني إنك راح تكوني أم إبني.....وفعلا لو أنها شب كنت بستها من بين عيونها
ساد الصمت بينهما.....أخذت تفكر هل تعطيه تلك الفرصة.....كما قال هي لن تخسر شيئا......بينما هو يراقب ملامحها بنهم وجوع وينتظر قرارها على أحر من الجمر
تساءلت في نفسها .....هل من أجله ياسوزي سوف تعطينه الفرصة ؟؟؟؟ام من أجل طفله ؟؟؟ أم من أجل ذلك الذي ينبض بإسمه في داخلك ؟؟؟؟؟
أخذت القرار وهو ينتظر بفارغ الصبر ....وكيف لا يصبر وهي جالسةٌ أمامه وعطرها يداعب قلبه وملامحها تطفئ شوقه .....وأخيراً نطقت
فرصة .....وحدة....بس .....عشانه
كاد يطير فرحاً همس بمكر.....علشان مين
ردت بخجل ضيع ما بقي بعقله.....علشانه مشيرةً لبطنها
همهم بسعادة.....ولك يسعد دينك .....شفتي كيف فزع لأبوه
همهمت بعفوية .....يمكن بنت أنت شو عرفك ؟؟؟
رد بمرح .....بنت ولد ما بتفرق عندي.....بس أنا متأكد أنه ولد .....
همهمت سوزي بجدية .....أنا راح أعطيك فرصة بس إلي شرط
همهم بانشراح......يسعدها إم ابراهيم.....طلباتك أوامر
همهمت سوزي بخجل......لا أضل تحكي أم ابراهيم قلتلك يمكن بنت
رد رعد بمرح......بنت بنت .....عادي إلا ما الله يكرمنا بإبراهيم .....هيني بقلك أنا بدي تعبي الدار ولاد وبنات
غمغمت بمكر.....:ما سمعت شرطي يمكن ما توافق
هتف باستسلام ......لو شرطك أعبي دمي بقناني ما راااااح ارفض
همهمت بغرور ..... ما بتلمسني.....مهما كانت الأسباب
ابتلع ريقه وهمهم بمكر .....لحظة اشوي....مهو في أشياء خارجة عن القاعدة مثلا يعني أشوفك مغمى عليكي وما ألمسك ....بقدرش قلبي ما بطاووووعني
ردت بخجل......رعد أنت فاهم شو نوع اللمس الي بقصده
أثرت خياله بكلماتها همس لنفسه .......أنا إلي بعرف أحلى نوع لمس والله ..الله يصبررررني بس .....استطرد متنهداً.....طيب ماشي بس معلش حددي
تساءلت .....شو يعني أحدد....مش فاهمة
أجاب بمكر .....يعني ما بتلمسني إلا برضااااااااااي.....مش ما بتلمسني.....بحبش النهايات المفتوحة ......ولا ناوية أموت سكتة قلبية.....إحمر وجهها وهربت بأنظارها بعيداً عنه .....أردف بوقاحة.....ترى الي طلبتي مش هييييين المووووت أهون منه .....بس لعيون إم إبراهيم بنصبر بتستاهلي الصبر والله
همهمت بخجل.......رعد بلا قلة ادب .....تلميحاتك ونظراتك إللا أخلاقية هاي بطلها
استقام هاتفاً برفض .......لاااااااااااااااا بقدرش حبيبتي ....مهو إنتي عاملة مثل مقصوم لا توكل وصحيح لا تقسم وكول لتشبع .....بقدرش ..... إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء أيواااااااه.....بعدين بنحرف صدقيني.....يعني اللمس مشيناها بس الشوف صعب جداً .....إلا إذا انعميت ....تقصد الكلمة .....لتنطق هي بخوف فضح مشاعرها ......
بعيد الشر عنك......قصدي.....يعني.....
أخفت وجهها بين كفيها خجلا .....هذا الرعد يجرها للإعتراف بأنها تعشقه مراراً وتكراراً.....اقترب منها وأمسك بكفيها احتفظ بإحداها في كفه وقرب الأخر من شفتيه هامساً بوله .....ربي لا يحرمني منك ومن نظرة عيونك ويديم الود بينا قبل كفها بجوع ثم استقام قائلاً ....استعنا على الشقا بالله .....يارب هون علي....أنا راح أخذ دش قبل ما أنجلط
تساءلت..... قبل شو .....
أجاب ......لا ولا اشي .....قبل ما أنااااااااام
هناك بالركن البعيد قليلاً عن هذا الثنائي العاشق ..... كانت رسل تتحضر لنوم بجانب زوجها الحبيب .....خلعت روبها واقتربت من حافة السرير بضياع لفت انتباهه.....تساءل راشد .....قلبي ....مالك مش على بعضك في حد زعلك
أجابت بضياع ......لا ما في اشي
همهم بحنان .....له له بتخبي علي..... اقترب منها وأمسك وجهها ورفعه إليه قائلاً......شو إلي شاغل بال مرتي وأنا موجود
ردت على استحياء ......ماحد بشغل بالي غيرك
هتف بسعادة...... أمووووووووووت طخ أنا
همهمت بفزع ......ييييي لا تحكي هيك برى الشر عنك
رد بوله .....أي شر هذا الي راح يقرب علي ....ومرتي كل يوم بترقيني.... ربي لا يحرمني منها
استدار إلى الجانب الآخر من السرير وحط بجسده فوقه ليجاورها ....أخذ يعدل الأغطية ليخلد لنومه ....
همست له..... راشد
رد بحنان ...عيووووووون راشد
بخجل شديد تجر حروفها جرا همست .....راشد بدي.......بدي بوبو
وكأن صدمة كهربائية عالية الفولتية أصابت جسده
تساءل بصدمة.....نعم ياقلب قلب راشد .....شو بدك مقتربا من شفاهها
همهمت بجدية.....راااااااشد ....بلا قلة أدب
همهم بمكر.....لا مهو عشان تكوني بصورة البوبو بجيش إلا بقلة الأدب
رد بعفوية......أنا بحكي عن جد
تساءل ..... ومين قال إني بمزح
تنهدت قائلة....ليش ما حملت لهلاء.....معقول يكون عندي مشكلة
هتف مستغرباً.......لهلاااااااااااء....إحنا ما إلنا شهر ونص متزوجين يا رسل .....بعدين هاد الإشي بيد رب العالمين ....إحنا بنعمل إلي علينا والباقي على ربنا عاد ......
قالها مازحاً ليزيح الحزن المرتسم على وجهها....أردف بجدية بعد أن لاحظ ضياعها .....
رسل قلبي كل راسم مالها كن فيكون خلي ثقتك بربنا كبيرة .....وحتى لو في مشكلة لا سمح الله ....كل مشكلة وإلها حل....خلينا نعمل الي علينا ونأخذ بالأسباب وبس........
ما بين الجد والمزاح حاول راشد إزاحة ذلك الحزن الذي غزى ملامحها .....
همهمت ببرود .....رااااااشد........ممكن تطفي الضو
هتف بمرح ....أيواااااااه هسه عرفت شو المشكلة.... شكله إبني بحبش العتمة بحب يجي بنووووووووور
همهمت رسل بخجل شديد راااااااااااااااا......
لم تكمل حروفها فقد ضاعت بين شفتيه .....
