رواية ملاك الاسد
الفصل الحادي والعشرون والثاني والعشرون
بقلم اسراء الزغبي
الفصل ٢١
سمية بصراخ: مش سامر .... شريف هو الخاين..... هو اللى عمل دا كله
شريف: فى إيه يا ماما .... أنا عارف إن اللى سامر عمله غلط والصدمة مأثرة عليكى بس أن....
سمية بصراخ مقاطعة إياه: أنا أيوة مصدومة ...... بس مش من سامر .... لأ منك إنت .... إزاى قدرت تعمل فى أخوك كدة ..... أنا اللى غلطانة ..... أنا اللى عملت فيكوا كده ..... ياريتنى خدت بالى منكوا .... كان زمانك مش كدة ..... كانت سمر بنتى زمانها عايشة .... يا ريتنى ما شجعتك على اللى بتعمله .... آاااه ياربى
سعيد بصدمة: شريف الكلام ده صح ولا لأ
ماجد: إنت بتقول إيه يا سعيد الكلام غلط طبعا ..... إنت هتصدقها ولا إيه .... كلنا عارفين إن سامر هو السبب فى كل حاجة
أسد ببرود: وليه مش شريف السبب فى كل حاجة؟
ماجد بصدمة: نعم!!!
أسد بغضب: سمية مش غلطانة ..... شريف السبب فى كل حاجة فعلا ..... بس بصراحة إنت لعبتها صح يا شريف ..... تدى الخدامة فلوس عشان تعرفك المكان اللى هحتفل بيه مع ملاكى ..... وما شاء الله على دماغك ..... قولت بدل ما أخليها تهرب بعد المهمة ما تخلص ..... لأ أستفيد منها أحسن ..... وقولت يا ترى مين أكتر عدو ليا عشان تلبسه المصيبة
أكيد أنا .... صح ..... بس مش هينفع لإن أسد بيعشق ملاكه ومستحيل يأذيها ..... طب يا ترى مين تانى أكتر عدو ليك ..... سامر ..... سامر هو العدو التانى ليك مش كدة برضو ولا انا غلطان
شريف بتوتر وبدأ يعرق: إنت .... إنت بتقول إيه .... إزاى ..... إزاى أضر أخويا
أسد: وليه لأ ..... مش دا سامر اللى بتغير منه دايما .... مش دا سامر اللى إنت مفكر إن عيلتك بتفضله عليك .
ولو حتى دى مش أسباب كافية ..... أظن سعد الدمنهورى سبب كافى جدا إنك تخلص منه
سعيد باستغراب: سعد الدمنهوري؟!!! بس دا مات
أسد: اتقتل ..... اتقتل مش مات ..... شريف كان متفق مع سعد إنهم يتعاونوا ويدمرونى بس حظه إن سامر سمع المكالمة ..... أول ما سامر عرف راح لسعد واتفق معاه إن سعد يقوله كل حاجة شريف بيخططلها مقابل كام صفقة وملف من عندنا ..... سامر كان مطمن لإن الملفات دى مش هتضرنا أوى لكن هتفيد سعد جدا خاصة إنه تقريبا كان فاضل كام يوم ويعلن إفلاسه ..... وفعلا سعد وافق وبقى بينقل كل الأخبار لسامر .... بس للأسف حصل خلاف بين سعد وشريف .... فشريف قتله وبعدين رشى الدكاترة وكل الخدم فى إنهم يقولوا إن سعد مات بسكتة قلبية ..... صح كلامى ولا فى حاجة غلط يا شريف بيه
- صح طبعا يا أسد
تطلع الجميع إليه بصدمة واستغراب عدا ذلك المبتسم ببرود وهدوء يحسد عليه
اتجه سامر لشريف ثم صفعه على وجهه
فلاش باك
خرج أسد من المخزن غاضب بشدة .... حمد ربه أنه وضع حراسة مشددة على غرفتها اكثر من ستة أشخاص ولكنهم يعادلون مئة من البشر العاديين فى قوتهم وضخامتهم ....... أقسم على قتل سامر ..... ولكن ليلعبا القط والفأر قليلا .... فكم يتلذذ عند رؤية عدوه يفر هربا وفزعا ... خاصة إذا أذاه فى أعز ما يملك ..... وما أعز ما يملك غير ملاكه
اتصل بسامر الذى رد فورا
سامر بسرعة: إنت رحت فين يا أسد إنت وشريف .... مش عارف إن حياتك فى خطر؟!
أغمض عينيه بشدة .... كيف يستطيع الكذب بتلك الطريقة ..... كيف خدع أخاه وصديقه وابن عمه
أسد بغضب: قصدك روحت فين من غير متعرفنى عشان أبعت حد لعندك يقتلك ويخلص عليك
سامر بذهول: إنت بتقول إيه يا أسد ؟!
أسد: بقول الحقيقة ..... خطتك فشلت يا بيه ..... شريف عرف كل حاجة وقالى ...... وحاول تهرب قبل ما أجيلك .... خلينى استمتع اليومين اللى ملاكى بعيدة عنى فيهم
سامر بسرحان: شريف ..... إزاى
قص عليه كل شيء ..... لا يعلم لماذا .... ربما أراد اعطائه فرصة ليبرر
أضاف سامر بسرعة بعدما أدرك كل شيء: أسد أقسملك ولا حاجة من دى صح ..... شريف هو اللى خطط لكل حاجة .... صدقنى
أسد: هو قدملى الدليل ..... قدملى إنت كمان دليل
سامر: حاضر .... اقفل والدليل هيوصلك
أغلقا الهاتف .... ثوان قليلة ووصلت رسالة
فتحها وتفاجأ بتسجيلات لشريف وهو يتفق مع سعد ضده ..... وتسجيل آخر يتفق فيه سامر مع سعد أن يساعده فى إفشال مخططات شريف
أغلق الرسالة بصدمة ثم تدارك نفسه
بالرغم من صدمته الشديدة ولكنها أهون لو كان سامر المذنب ..... دائما لا يطمئن لشريف ولكن يعامله جيدا حتى لا يشعره بالنفور
اتصل أسد بسامر
أسد بحزن وقد أنهكه التعب: آسف يا سامر إنى شكيت فيك
سامر بلين: ولا يهمك يا أسد أى حد مكانك كان صدق
أسد باستغراب: ليه مقولتليش من الأول دا فات عليه سنين
سامر بتنهيدة: لإنه أخويا يا أسد .... وأنا فكرت إنه بعد ما مات سعد كل حاجة انتهت ..... أنا راقبته لمدة طويلة بعدها ومكانش بيعمل حاجة ..... فقولت إنه ندم بس للأسف طلع العكس ..... وبعدين أنا لو كنت أعرف إنه قتل سعد كنت طبعا قولتلك لكن أنا فكرته مات بسكتة قلبية زى ما الكل فكر كدة ... من كام يوم عرفت بالصدفة إنه هو اللى قتله لما كان بيتكلم مع القاتل ده واللى تقريبا هو اللى حاول يقتل الصغيرة كمان
أسد بتفكير: سامر..... حضر نفسك ... نص ساعة أو أقل والبوليس هيكون عندك ..... وقبل ما تسأل .... إحنا هنكمل كل اللى هو عايزه .... أنا هبلغ عنك ولما حد يسألك متردش عليهم ودا هيدينك وهيفكروا إنك إنت اللى خططت لكل ده
سامر باستغراب: بس ليه
أسد: لو اعترفنا عليه ... مفيش دليل ... والتسجيلات دى ملهاش لازمة ولا فى محاولة قتل ملاكى ولا فى قتل سعد .... كلها من غير إذن من النيابة ... ولو كشفناه دلوقتى ممكن يعمل أى حاجة ..... دا ممكن يقتلك
سامر: تمام بس لحد امتى
أسد بتنهيدة: لغاية لما أشوف طريقة أخليه يعترف بكل جرايمة .... يلا سلام
سامر : سلام
أغلق الهاتف متوعدًا لذلك الشريف
اتصل بالشرطة وتصنع الغضب وهو يبلغ عن سامر
باك
صدم الجميع ... شريف؟! .... كيف ؟! ... كان دائما الفتى المطيع المرح .... ماذا تغير ؟!
أسد: بس سمية هانم سهلت عليا المهمة دى جدا...... كان زمانى لحد الآن لسة بفكر إزاى ألاقى دليل ضدك
انفجر ضاحكا كالمجنون آخذًا أنفاسه بصعوبة وقد احمر وجهه
شريف بجنون: ههههه .... صح صح ..... لا بجد أبهرتونى .... طلعت دماغكم هى اللى عالية
ثم أضاف بغضب وحقد شديد: أيوة ..... أنا عملت دا كله .... عارفين ليه ..... عشان مش اشتغل وأتعب وفى الآخر أكون تابع لأسد وسامر ..... طول عمركم بتحبوهم هما وأنا لأ ..... الفلوس اللى بطلبها باخدها بالعافية ..... لكن هما .... هما مبيطلبوش أساسا .... ويطلبوا ليه وهما معاهم فلوسهم الخاصة ..... حتى مكتبى أصغر من مكاتبهم .... كلهم يبقى عندهم موظفين وسكرتيرة يتحكموا فيهم .... وأنا أبقى مجرد موظف يتحكموا فيه ..... مقدرش آخد أى قرار سواء فى حياتى أو فى الشركة إلا بموافقتهم ..... إنتو السبب
ماجد بصراخ: اخرس .... إحنا عمرنا ما حرمناك من حاجة .... إنت اللى كنت مستهتر .... كل يوم تطلب فلوس وبالألوفات وإنت شغلك ميكملش مبلغ يومين من اللى بتخدهم ..... وفلوسهم دى جايبينها بمجهودهم هما ... بشغلهم وتعبهم
شريف بصراخ: طب وسمر أختى ليه تموت ..... كل ده بسبب أسد ..... لو كان اتجوزها وحبها هى مكانش دا كله حصل
وسمية هانم اللى أول ما أخدت الفلوس باعت ولادها ومشت
ذإنتم مفكرين إنها بريئة ..... لأ .... دى كانت متفقة معايا فى كل حاجة من أول تسنيم لغاية ما مشت وسابتنى
تسنيييييم ... ههههه ..... والله وحشتنى ..... الغبية كانت هتكشفنى بس أنا كنت عامل حسابى .... كنت دايما معين حد يراقبها لو اتنادلت معايا أو حاجة وفعلا عملتها ..... ال**** كانت هتعترف عليا بس أنا قتلتها
وسعد ..... مفكرين إنى ممكن أقتله عشان خلاف بسيط .... لأ أنا كنت ممكن أحل الخلاف ده ..... بس من غبائه ملاحظنيش وأنا بحط كاميرا فى مكتبه
كنت دايما بسمعه بيتكلم مع حد عنى ....لغاية ما غلط ونطق اسم سامر وساعتها عرفت إنه بيخونى فقتلته ..... أما سامر .... ها فكنت متأكد إنه مش هينطق لو لقانى هديت وبطلت أحاول أدمرهم ..... بس أبدا أنا عمرى ما هديت ولا ههدى إلا لما اقتلكم كلكم وآخد فلوسكم .... لإنها حقى أنا
أسد: آه آه طبعا حقك إنك تدور على الفلوس بس لما تخرج من السجن الأول
صدم شريف والجميع بدخول الشرطة
اتجه الضابط إليه قائلا: إنت مقبوض عليك فى جريمة قتل سعد الدمنهوري وتسنيم رياض ومحاولة قتل همس حمدى وإحنا معانا تسجيل بكل كلامك
شريف بصدمة: إيه لا لا لا ... مستحيل ... مستحيل
أسد بضحكة: لا حقيقة ... أنا اتنازلت عن القضية اللى رفعتها على سامر من بعد نص ساعة بس من لما خدوه ..... يعنى تقدر تقول كان بيتفسح هناك عند ظابط زميلنا ..... ومتقلقش هنوصى الظابط ده عليك أوى
استمر فى الهذيان والصراخ وهم يأخذونه عنوة حتى توقف فجأة وضحك من جديد بهستيرية
استدار لهم قائلا: صحيح رحمة فين مش شايفها يعنى
سامر باستغراب: وإنت مالك بيها
شريف بسخرية: لا مالى أوى مش هى برضو تبقى
... عشيقتى
سامر بذهول: عشيقتك ؟! .... عشيقتك إزاى ؟!
شريف: أصل اللى متعرفهوش إن رحمة دى مجرد مومس أنا نضفتها ورميتها عليك ..... خليتها تقرب منك عشان تعرف إنت بتخطط لإيه ويمكن تحاول تبعدك عن ترنيم ..... بس الغبية معرفتش تعمل أى حاجة من الاتنين ..... يا خسارة الفلوس اللى صرفتها على عمليتها عشان أرجعها بنت بنوت ..... بس بت اللعيبة عرفت تهرب منكم أول ما سمية هانم دخلت
هجم عليه سامر بعصبية يركله ويضربه حتى أبعده أسد
جاءت الشرطة لتأخذ شريف ولكن اوقفتهم ترنيم
ترنيم بجمود ودموعها تتساقط: استنوا
اقتربت من شريف ثم صفعته على وجهه
ترنيم بحقد: مكنتش أعرف إنك بالوساخة دى .... طلقنى يا شريف
شريف بسخرية: إنتى طالق بالتلاتة ياختى .... أكيد مش هبقى على واحدة خاينة زيك
أخذته الشرطة تاركين خلفهم كتلة من الصدمة وزعت على العائلة
سامر بذهول: مش مصدق إن رحمة طلعت خاينة
ترنيم بغيرة واضحة: وإنت مالك بيها .... زعلان أوى كدة ليه
نظر لها
ثم ابتسم بحب ..... هو مختل !! .... يعلم ذلك .... فمن العاقل الذى يبتسم بعد كل تلك الأحداث أو لنقل الحوادث
استغل انشغال الجميع بما حدث ليقترب منها
سامر بخبث: صحيح انهاردة كام فى الشهر .... أصل فى واحدة مجننانى ولسة مطلقة حالا وعايز أتجوزها
ابتعدت عنه بصعوبة وبالكاد تأخذ أنفاسها: إنت وقح وقليل الأدب وبعدين احترم نفسك أنا يعتبر لسة مرات أخوك
تحركت خطوتين باتجاه تجمع العائلة ولكنها توقفت ونظرت له بارتباك
ترنيم بتوتر: انهاردة ٨ يونيو
ركضت مسرعة بعيدة عنه
سامر ممسكًا قلبه: هتجننينى يا ترنيمة قلبى
أفاق على ضربة عنيفه على عنقه من الخلف
سامر بزهق: إيه الهزار البايخ ده
أسد ببرود: احترم نفسك ياخويا هو دا وقت محن
سامر بسخرية: محن ؟! أما نشوفك لما الصغيرة تصحى
نظر له بقرف وجلس بعيدا منتظر إشارة فقط ليندفع لملاكه يعتصرها بين أحضانه
جلس سامر على إحدى المقاعد يفكر فى خيانة رحمة ..... لم يحبها يوما ..... ولكنه يعتبرها أختًا له ..... لا يعلم ما الذى سيفعله معها ... بالطبع لن يرحمها ... فهو رجل شرقى فى النهاية ... لا يقبل خيانة زوجته أبدا
أفاق من أفكاره على تلك النظرات الحارقة الموجهة من ترنيمته .... ضحك بخفوت عليها وعلى عشقها وغيرتها التى لا تبذل جهدا فى إخفائها ..... وللحق أعجبه كثيرا !! ..... فلتعوضه سنوات الحرمان
جلس سعيد يبكى على حال أولاده وماجد بجانبه تسقط دموعه بصمت حتى أوقفها
ماجد بجمود: خلاص كل حاجة انتهت ..... مش عايز أسمع صوت حد ولا عياط ..... أنا آسف يا سامر على اللى عملناه معاك
سامر بابتسامة: ولا يهمك يا جدى
أسد بسخرية: متقلقش يا جدى دا بغل بيتحمل
نظر له سامر بازدراء مصطنع ثم أبعد وجهه للجهة الأخرى بحركة مسرحية
لتنفجر معشوقته فى الضحك
تطلع إليها بهيام وابتسامة بلهاء تزين شفتيه سرعان ما تحول لتجهم وغضب عندما تذكر وجود رجال غيره
اقترب منها بهدوء
سامر بهمس وهو يجز على أسنانه: لو سمعت ضحكتك دى تانى هعاقبك بطريقتى واللى مش هتعجبك أبدا
ابتسمت بخجل ليهيم بها أكثر وأكثر
نظر لهم بقرف
قرف ؟!! ..... وكأنه لا يفعل ذلك مع ملاكه ؟!! معذرة ..... بل يفعل ما هو أسوأ
تطلع سعيد إلى سمية بكره
سعيد بغضب: كله بسببك ... روحى منك لله يا شيخة
سمية بدموع: سامحونى ..... أنا مش هقدر أسافر برة تانى ...... أنا هقعد فى مصر بس أوعدكم مش هتعرضلكم ولا هتشوفوا وشى
أنهت حديثها وذهبت وكأنها لم تدمر عائلة بأكملها
تنهد الجميع ثم صمتوا فكل منهم يفكر فيما يخصه
________________________
مرت ساعات عادت فيها العائلة للقصر عدا ذلك العاشق بالطبع
يتنهد كل ثانية بفقدان صبر
أسد بحزن: اصحى بقى يا ملاكى ..... وحشتينى
غفى فى مكانه مبتسمًا لأحلامه مع ملاكه الصغير
استيقظ فجرا على يد تحركه ببعض من العنف
فتح عينيه ببطئ ليفاجئ بالطبيبة الخاصة بمعالجة همس
أسد بفزع: ملاكى حصلها حاجة
الطبيبة بابتسامة: ألف مبروك يا فندم المريضة فاقت وبتناديك
#ملاك_الأسد
البارت ٢٢
أسد منتفضا من مكانه: إيه
لم ينتظر أن تعيد كلامها ... ماذا لو كان يتخيل ...
لن يسمح لها بهدم أحلامه
انطلق بسرعة تجاه غرفتها مبعدا الحراس عنه وفتح الباب بعنف
أطلق زفيرا طويلا
ينظر لها بعشق واضح ... تبكى وهى تناديه ..... ملاكه تناديه وهو كالأبله يتركها وحدها ....غبى .... كان يجب أن يحطم رأسهم عندما طلبوا عدم الدلوف إليها ... ولكنها أفاقت .... نظر لها وهو لا يرى سواها .... تقدم منها ببطئ كأنه خائف أن تختفى .... لم تتبقى سوى عدة خطوات ..... خطوة واحدة فقط سيخطوها لأجل ملاكه .... سيخاطر لأجلها
فى نفسه أن يخطو خطوة واحدة ولكنها قد خدعته .... فوجد نفسه يخطو ويخطو حتى وقف أمامها مباشرة
لحظة واحدة وكانت بين أحضانه ويديه تسحقها .... ولأول مرة لا يهتم بها ..... لأول مرة يفكر فى نفسه واحتياجه لها فقط ولا يفكر بألمها
________________________
أفاقت منذ ربع ساعة فقط .... أحست بالرعب الشديد عندما لم تجده معها ..... هل تأذى ..... لا لا لا لقد وعدنى ألا يتركنى أبدا
نادت باسمه وهى تبكى حتى وجدت زرًا بجانبها ..... ضغطت عليه بسرعة عله يأتى لها
تقريبا لم تمر ثانية حتى وجدت الطبيبات والممرضات حولها .... ولكنها تريده هو ... تبحث عنه هو
ظلت على حالتها تبكى بشدة وهى تناديه ... لحظة إنها رائحته ...... رفعت رأسها لتراه أمامها ..... ابتسمت بسعادة تمرر نظرها على كامل جسده .... تتفحصه بعناية وكأن الحياة تتوقف على تلك المهمة .... ولما لا ؟! ..... أليس هو أسدها ؟!
أفاقت على يديه التى اعتصرتها .... تألمت ولكن لم تبالى ..... احتضنته هى الأخرى بشوق عارم
هبطت دموعهما معا ... يبكيان فى أحضان بعضهما ويشكيان مرارة البعد
خرج الجميع مانحين إياهم بعض المساحة ....
أو ربما خوفا منه ؟!!
توقف عن البكاء .... ابتعد عنها ببطئ ويتطلع إليها .... إلى كل شبر بها
أسد بحزن: آسف يا ملاكى .... مقدرتش أحميكى
وضعت يدها على فمه بسرعة تنهره
همس بغضب طفولى وهى تذم شفتيها: متقولش كده تانى
أبعد يديها بعنف وسرعة..... وقد ذهب صبره أدراج الرياح ..... ليقبلها
صدمت بشدة .... كيف يفعل ذلك
شعر بضرباتها الرقيقة المتتالية على صدره ...... ليدرك انقطاع أنفاسها .... ابتعد عنها ببطئ وهو يتذمر .... لماذا انقطعت أنفاسها بسرعة .... لم تستمر القبلة إلا ل ...دقائق !! .... يجب أن يعلمها كيفية حبس أنفاسها لفترة أطول !!
تتنفس بسرعة شديدة غير واعية لذلك الثائر
آاااه .... أتريد قتله وقتلها ...... ألا يكفى انها أبعدته عنها ..... لا بل تجعل أنفاسها المتلاحقة تضرب وجهه ..... وكأن هذا ما ينقصه
استمر فى النظر إليها بشغف واضح .... بينما تكاد تموت من خجلها
نظرت لأسفل وقد احمر وجهها بشدة فأصبحت فاكهة ناضجة
ظلت تحرك نظرها فى كل مكان عداه وقد انتفخت شفتيها
همس بتوتر وخجل: إنت .... إنت قل....يل الأدب وسافل
أسد بضحك شديد: ههههههههه أومال أما تعرفى الباقى هتعملى إيه
لم تفهم شيئا من كلامه .... فاتجهت للسرحان فى ضحكته ..... وآااه من ضحكته الرجولية
همس بلا وعى: ضحكتك حلوة أوى يا أسدى .... أنا بعشقك
سرعان ما وضعت يديها على شفتيها تشهق بعنف
أراد أن يغيظها فتجاهل كلماتها بخبث بالرغم من ضربات قلبه العنيفة المتلاحقة
همس فى سرها: إيه قلة الزوق دى .... طب هو مش هيقول حاجة .... طب أعيد كلامى تانى يمكن يكون ما سمعش ... بطلى هبل يا زفتة أكيد هيكشفك وهيبقى شكلك وحش
حسنا .... أخطأت وتكلمت دون تفكير .... على الأقل فليراضيها ..... ولكن كيف يفعل ما يتوقع منه .... لن يكون أسد إذا فعل
كتم ضحكة كادت تنفلت منه بصعوبة وهو جالس بجانبها على الفراش
تنظر له بغيظ شديد .... كم مرة فتحت فمها للتحدث ثم تغلقه مرة أخرى .... وكم كان شكلها شديد اللطافة ..... كأنها تدعوك لإلتهامها
ظل على هذا الحال حتى قرر أن يرأف بها قليلا .... ولكن حظها العثر جعل الممرضة تدلف الآن
الممرضة وهى تنظر له ببعض من الجرأة
الممرضة: لازم نغيرلها الجرح يا فندم
اصطنع عدم الإنتباه لنظراتها حتى يتمتع بنظرات ملاكه المليئة بالغيرة
سرعان ما تراجع عندما وجد عينيها تمتلئ بالدموع وقد قوست شفتيها لأسفل .... يجب أن يعلم تلك الغبية الشراسة والدفاع عن حقها بدلا من البكاء
أسد ببرود: سيبى الحاجة هنا وامشى
الممرضة: بس..
قاطعها صارخا بغضب: قولت سيبيها
تركت الأشياء وخرجت ركضا على قدميها حتى لا تخرج على فراش المرضى
ما إن خرجت حتى زفرت همس براحة
همس بغيظ: غبية
ضحك بصوت عالى
همس بتريقة: مبسوط أوى حضرتك
أسد بخبث: وهنبسط أكتر لما أغيرلك بنفسى على الجرح
نظرت له بعيون متسعة وكأنه برأسين
________________________
فى قصر ضرغام
داخل غرفة سامر
جالس على مقعد يستمع للفيديو الذى أرسلته له بعد عودته للقصر مباشرة
رحمة: إزيك يا سامر عامل إيه ..... أنا متأكدة إن سمية قالتلك كل حاجة عن شريف .... وأكيد هو قالك حقيقتى ..... سامحنى يا سامر ..... صدقنى إنت الوحيد اللى عاملتنى باحترام ..... إنت الوحيد اللى حبيته ..... إنت الوحيد اللى اعتبرتك أخويا وسندى ... بس للأسف كل حاجة بتنتهى ..... فى درج المكتب هتلاقى أوراق طلاق ..... أنا مضيت عليها فاضل امضتك .... طلقنى يا سامر واتجوز ترنيم..... أنا متأكدة إنها بتحبك
بصراحة أنا دورت على فلوس أو مجوهرات بس ملاقيتش حاجة واللى لاقيته كان فى الخزنة ومعرفتش أفتحها ..... وفكرت أرفع عليك قضية وآخد منك فلوس بس أنا عارفة مكانتك وأكيد أنا اللى هتأذى فى الآخر وبردو مش هاخد حاجة ..... فللأسف هضطر أكمل فى شغلى كمومس لغاية لما أجمع فلوس وبعدين أسافر برة ..... مش هقولك غير حاجة واحدة بس .... الظروف هى اللى خليتنى كدة .... سامحنى
انتهى الفيديو ليتنهد سامر
قام من مكانه واتجه للمكتب ..... أخرج أوراق الطلاق ووقع عليها وهو يبتسم ..... كم شعر بالراحة بعدما طلقها ..... بصراحة كان يشعر بالذنب والخوف عليها قليلا ..... فهى تذكره بسمر أخته .... ولكن بعدما أخبرته بعودتها لحياتها القذرة مرة أخرى والقضية والمجوهرات وكل ذلك
أدرك أنها لا تستحق الشفقة حتى
نام على الفراش وهو يتخيل ترنيمته بين يديه .... فى الحقيقة جزء منه سعيد لما حدث لشريف ..... يعرف أنه شعور سيئ وأنانى .... ولكن إنه العشق الذى يفعل العجائب
يريد رؤيتها وبشدة وبصراحة لن ينتظر أكثر
________________________
اتجه لغرفتها ثم طرق الباب لتأذن له
دخل فوجدها ترتدى عباءة وردية وفوقها حجابها وهى واقفة تنتظر دخول الطارق
نظرت له بذهول فلم تتوقع أن يكون هو أبدا ثم أخفضت رأسها خجلا منه
اقترب بهدوء يتأملها عشقًا حتى أخذها لحضنه بعنف متنهدًا براحة وقد عادت روحه إليه
سامر بهمس: أنا آسف عارف إن حرام ومينفعش أحضنك بس كان لازم أعمل كدة عشان أتحمل الشهور اللى جاية ..... بعشقك يا أغلى حاجة فى حياتى ومش انهاردة ولا امبارح ... لأ من سنين ... من وقت ما شوفتك أول مرة وأنا بعشقك .....
بس للأسف لاقيتك بدأتى تنجذبى لشريف وهو حبك ..... خوفت أعترفلك بعشقى فأخسرك كصديقة حتى ..... اتحملت السنين دى كلها وأنا بقول لنفسى كل يوم إنك هتنساها ..... بس عمرى ما نسيتك ..... ودلوقتى عرفت ربنا ليه حافظ على حبك جوا قلبى ..... عشان كان هيخليكى هدية صبرى ..... أنا طلقت رحمة ..... وأنا عمرى ما لمستها لإنى اقسمت يا إنتى يا بلاش .... زى ما قولتلك أول ما عدتك تخلص هنتجوز ومن غير اعتراض
خرج مسرعا بضيق مما فعله مستغفرًا ربه على تلك المعصية
متسمرة فى مكانها لحظة تستوعب كلماته
... أفاقت فظلت تقفز على الأرض من السعادة وتضحك بشدة ..... لم يلمس رحمة أبدا ..... يحبها ..... يحبها ومنذ سنوات ..... وأنا كالغبية أعذبه وأعذب نفسى
أقسمت أن تعوضه عن كل شيء ..... أقسمت أن تنسيه عذابه للأبد فهو مالك قلبها وروحها
كما أقسمت ألا تسمح له بالاقتراب منها مرة أخرها قبل أن تصبح زوجته
________________________
فى غرفة ماجد
دخل سعيد على والده
سعيد: الدكتورة اتصلت يا بابا وبتقول إن بنتى فاقت
ظهر السرور على معالم وجهه سرعان ما تحول
ماجد بسخرية: مش قولتلك نقول للدكتورة تعرفنا لما حفيدتى تصحى ..... عشان كنت متأكد إن الغبى ده مش هيعرفنا .... دا لولا إننا عيلته كان خلص علينا عشان يبعدنا عنها
انفجر ضاحكا على جده وابن أخيه الذان لا يهدآن أبدا فكل منهما يشاكس الآخر
ماجد: اضحك ياخويا اضحك ..... على العموم عرف الكل عشان نروح ..... آااه ومتحاولش تعرف حمدى ومنار مش هتفرق معاهم أصلا
أومئ له وهو يتنهد بحزن على تلك الصغيرة التى ظلت يتيمة حتى بعد قدوم والديها
سعيد بتوتر: بابا .... إنت إيه رأيك فى موضوع ترنيم وسامر
ماجد بتنهيدة: أنا عارف إنه موضوع غلط من الأول .... بس أنا عارف كمان ومتأكد إن عمرهم ما اتجاوزوا حدودهم ..... وبصراحة أنا موافق ... وإنت؟
سعيد بفرحة: طبعا موافق ..... أنا كنت خايف إنت اللى ترفض بس كده كل حاجة تمام ..... أنا هروح أقولهم يجهزوا بقى
علم الجميع ما حدث وذهبوا بالسيارات للمشفى وهذه المرة جاءت معهم جنى
جنى بكره فى سرها: يا ريتك كنتى موتى يا شيخة وريحتينا من قرفك ..... بس قسما عظما لأوريكى ..... إن ماكنتش نهايتك على إيدى مبقاش جنى
________________________
فى المشفى
اتسعت عينيها تنظر له كأنه برأسين بل أكثر
همس بشهقة وخجل شديد: يا قليل الأدب يا سافل يا حيوان يا متخلف يا غبى يا مممم
كمم فمها بيده ينظر لها بذهول ... من أين أتت بكل السباب هذا .... لسان ملاكه قد طال كثيرا وهو يعلم كيف يقصه
أفاق من شروده على عضها ليده
ليصرخ بشدة ...... كيف لطفلة بتلك الأسنان الصغيرة أن تؤلمه هكذا ؟!
أسد بتألم: آااااه .... إيه الغباوة دى ...... طب والله لأغيرلك على الجرح يعنى هغيرلك
همس بعناد: وأنا قولت لأ
أسد بعناد هو الآخر: طب والله لو ما غيرت على الجرح لأخليهم يقفشونا بفعل فاضح
همس ببراءة واستغراب: يعنى إيه فعل فاضح ؟!
أسد فى سره: أووووبا ..... استلم يا معلم
أسد ببرود : يعنى يمسكونا وإحنا لا مؤاخزة يعنى
ظلت تفكر دقائق حتى شهقت بخجل
لعن نفسه بعدما نظر لحالتها
أسد بسرعة: لا لا لا مش لا مؤاخزة بعنى أوى
شهقت مرة أخرى
أسد فى سره وهو يعنف نفسه: فالح أديك جيت تكحلها عميتها ..... طب أشرحلها ولا لأ .... لأ بلاش أحسن
أسد: لا أنا بهزر معاكى بس
همس بسرعة: بجد ..... أنا كنت متأكدة
أسد بهمس شديد: متأكدة ؟! .... يا عينى عليكى يا بنتى لما تتصدمى فى اللى جاى
انتبه لها تنظر له باستغراب وتحاول سماع ما يهمس
أسد: ها خلصى قولى رأيك
همس بتوتر: بس ... بس ... أنا ... هتكسف
أسد بسخرية : إيه ده بجد ؟!
همس بصراخ: متعيبش عليا
أسد : هو أنا عملت حاجة ... إنتى مفترية على فكرة
نظرت له بنصف عين وعدم تصديق
اقترب منها قائلا : ها أبدأ لا مؤاخزة
همس بسرعة وقد كادت تنصهر: لا لا لا ... موافقة بس ... بس إزاى
أسد بتنهيدة: خلاص يا ستى أنا هطلع بره لغاية ما تجهزى
همس بطفولة وهى تعض طرف فمها بإحراج: ماشى .... بس تخرج برة على ما أغير ومتدخلش غير لما أقول
اقترب منها متحكمًا فى نفسه بصعوبة: متعمليش كدة تانى لو خايفة على نفسك
قالها ثم خرج بسرعة
نظرت لأثره بحب شديد سرعان ما أفاقت عليه وهو يفتح الباب ويدخل رأسه فقط
أسد بخبث: أنا عارف إنى قمر وابن ناس .... بس مش هنقضى اليوم وإنت بتتأملى جمالى .... يلا خلصى عشان أدخل
خرج مرة أخرى وهى لازالت مذهولة ... متى تغير لتلك الدرجة ..... الآن أصبحت متيقنة من عشقه لها .... لما لا يعترف ويريحها
استغفرت ربها على ما فعلاه منذ قليل ..... تعلم أن تلك معصية كبيرة ولكن ذلك الغبى يظل يطمئنها بعدم وجود خطأ أو معصية ..... ستحاول أن تسأله عن السبب
تجهزت ونادت عليه بخجل ليدلف بتلك الابتسامة السمجة على وجهه
اقترب منها وجلس خلفها وفى يده الشاش والقطن وكل ما يحتاجه
ابتلع ريقه بصعوبة وهو يرى جزء صغير من ظهرها عارٍ .... طهر جرحها محاولًا إبعاد يده قدر الإمكان ... وهو الذى ضيع وقته فى الخارج يفكر كيف يخجلها
أووووف ..... أخيرا انتهى
همس بلا وعى بصوت منخفض : بعشقك يا أسدى
إلى هنا وكفى ثانية واحدة وكان فوقها لتنظر له بصدمة ازدادت عند تقبيلها
ظلا فى دوامة عشقهما حتى أفاقا على صوت غاضب
ماجد بغضب: إيه ده
نظر للباب ليجد عائلته كلها واقفة أمامه بغضب شديد والشرر يتطاير من عيونهم خاصة جده وجنى
