رواية سحر سمره
الفصل التاسع والعاشر
بقلم بنت الجنوب
ترجلت من سيارتها الفارهه بعد أطمأنت جيداً لملبسها واعادت مره ثانيه وضع الزينه على
وجهها امام مراًة السياره حتى تُصبحَ بأبهى صوره .. تهادت بخطواتها وهذا الحذاء العالى
حتى وصلت الى باب منزله الجميل فدخلت امام الحارس دون استئذان والأخر رفع
يده بأشارة ترحيب وهى اكتفت بالنظر اليه فقط .
اكملت السير وهى تعلم وجهتها جيداً بداخل الحديقه .. فاقتربت منهابخطوات بطيئه حتى أصبحت خلفها تماماً فقبلتها على وجنتها المجعده .
- صباح الخير ياتيته
ضحكت المرأه بعد ان اجفلتها بقبلتها
- صباح الفل يااحلى صافى
جلست امامها وهى تردف
- وحشتينى ياتيته قولت اجى أشوفك واشرب الشاى معاكى .
ردت المرأه بحبور
- ياحبيبة قلبى انتى .. دا انتى تأنسى وتنورى .. يا"حسنيه "يابنت .. راحت فين دى
- بتندهى على مين يا" تيته" .
زفرت المرأه بضيق
- بنده عالبنت اللى جايبها رؤوف مخصوص عشان خدمتى .. تاعبه قلبى ..ولا مره أما أعوزها الأقيها جمبى .
اردفت " صافى " بضيق
- وسيباها ليه ؟ ماتمشيها !
ردت المرأه بابتسامه
- واقطع عيشها يابنتى .. قطع الارزاق حرام .
تشدقت امامها بضيق
- ازاى يعنى تبقى مهمله وانتى هامك انك ماتقطعيش عيشها.. صحتك يا تيته " لبنا " دى اهم حاجه.
- مالها صحة تيته ؟!
تسارعت دقات قلبها حينما سمعت صوته الأتى من قريب فنظرت اليه تتحدث بفرحه
- رؤوف .. انت هنا من امتى ؟
- انا حالاً واصل اهو .. حبيبة قلبى اخبارك ايه النهارده ؟
قالها وهو يقترب بحلته الجميله ويقبل راس جدته فغمرتها رائحة عطِره المميزه لتستنشقها باستمتاع .. فرفع رأسهِ
- عامله ايه يا"صافيناز"؟
اجابت بابتسامه رزينه
- الحمد لله يا" رؤوف" .. اخبارك انت ايه ؟
اجابها وهو يجلس امامهم
- انا الحمد لله ياستى .. كنتى بتقولى ايه بقى عن صحة جدتى ؟
- مافيش ياحبيبى .. انا صحتى تمام و عال العال
قالتها المرأه بسرعه فراجعتها " صافيناز " بتشدق
- لأ يا" تيته " ماتغيريش الموضوع .. احنا بنتكلم عن البنت اللى جايبهالك " رؤوف " مخصوص لصحتك .. وهى دايماً بتسيبك وتهمل فى رعايتك .
نظر الى جدته بغضب
- هى البنت دى فين صحيح ومش موجوده جمبك ؟
- يابنى " صافى " بتهول ...
قاطعها هو يصيح بصوتٍ عالى
- حسنيه .. انت يابنت " ياحسنيه ..
اتت البنت مهروله
- ايوه ياسعادة الباشا .. انا جيت اهو .
نظر اليها بغضب
- كنتى فين وسايبا تيته وحدها ؟
اجابت البنت بلهفه
- ابداً يا سعادة الباشا.. انا كنت بكلم امى فى التليفون وجيت على طول اما ندهتلى .
- طيب اعملى حسابك دى اخر مره تهملى مع الست الكبيره انتى فاهمه ولا لأ .
قالها بصرامه ارعبتها وهى رددت بخوف
- فاهمه ياباشا .. فاهمه ومش هاتتكرر تانى .
نهض عن كرسيه وهو يامرها
- طيب يالا شوفيها اتغدت ولا لأ
اجابت البنت بلهفه
- لا هى لسه ماتغدتش .. احضرلك ياهانم الغدا حالاً
اجابت لبنا
- حضرى يا" حسنيه " عشان " صافى " هاتتغدى معانا .. ولا ايه رايك ياصافى ؟
نظرت اليه بهيام
- انا موافقه .. دا انا حتى بحب قوى جو العيله ولا ايه رأيك يارؤوف؟
اوما برأسهِ بابتسامه لطيفه امام نظرات جدتِه الفرحه
- طبعاً دا اكيد .. طيب انا هاروح اغير هدومى بقى وارجع اتغدا معاكم .
.............................
دلف الى داخل المنزل وشياطينهِ تتراقص امامه .. بداخله شحنة من الغضب لو افرغها فى قرية كاملة لأحرقتها بالكامل دون استثناء .. ولكنه لا يريد كشف اوراقه الان وافتضاح امره .
- مساء الخير
القاها اليهم فأجفلهم بها وهم جالسون على مائدة الطعام يتناولون وجبة الغداء .. نهضت والدته عن مقعدها امام الطعام بلهفه تعانقه وتقول
- انت جيت ياولدى .. اخيراً ياحبيبى دا انا مخى كان بيودى واجيب عليك .. ليه كده بس ياولدى تجلجنى عليك بس ؟
ترك رفعت طعامه ينظر اليه بغضب
- مش هاين عليك تتصل انت ولا ترد على اتصالتنا تطمنا عليك .. طب حتى جدر لهفة المسكينه دى عليك !
قال الاخيره باشاره الى والدته فنظر الاَخر الى والدته قبل ان يجيب
- انا تعبت امبارح واتحجزت فى المستشفى
نهض رفعت عن طعامه بلهفه و" مروه " ايضاً وتشبثت به والدته قلقاً
- الف سلامه عليك ياحبيبى .. دا انت صح وشك مصفر .. ايه اللى جرالك؟
مروه بلهفه
- سلامتك ياخوى الف سلامة
رفعت وقد اقترب منه يتفحصه بقلق
- ايه اللى تاعبك يا" قاسم " جولى وطمنى .
وزع نظراته الى الثلاثه يردف
- انا وجعت من طولى امبارح و" محسن " خدنى عالمستشفى ..الدكاتره جالوا ضغط وحجزونى من امبارح .. مطلعتش غير دلوك لما صرحولى بالخروج
صاح " رفعت " منفعلاً
- طب ماجولتناس ليه؟ ولا رديت على اتصالتنا .. ومحسن الزفت دى مجاش ليه وقالنا باللى حصل
اجاب عليه بفتور
- انا الى نبهت عليه عشان ماتجلاجوس عليا .
اردفت" مروه"بدهشه
- انت اللى نبهت!
نظر اليها بطرف عينه وصمت وتكفلت والدته بالباقى وهى تجذبه بيدها ناحية غرفته
- الف سلامه عليك ياولدى .. تعالى ريح جسمك يا حبيبى .. تعالى واناهاحضرلك لجمة تسند بيها نفسك تعالى
نظرت "مروه" فى اثره مع اخيها " رفعت " لتُردف
- مش بعاده يعنى يتعب ويتألم وما بجولناش ولا يعمل فبها غاغه عشان تعبان !
بادلها " رفعت النظره دون ان ينطق بحرف
...............................
وبداخل القطار وعلى مقعدها كانت جالسه بتوتر وقلق .. فهذه اول مره تخرج وتسافر وحدها ..رغم تعبهاا ورغبتها الملحه فى النوم مع هذه المسافة الطويلة التى استغرقت ساعات وهى حاضنه. حقيبتها الكبيرة وكأنها درع حمايه لها مما اثار ريبة كل من رأها
خصوصاً وهى تتجنب الحديث معهم واذا سؤلت عن شئ جاوبت على قدر السؤال ..وخوفها الشديد جعلها تتوقع رؤيته فى القطار مع كل فرد سار امامها .. ولكن الامل بلقاء ابيها هو ماكان يهون عليها وكأنها عادت طفله صغيرة مع هذه الاتصالات المتكرره من صديقتها " رحمه" التى تدعمها .. رغم كل هذا التخبط والخوف الذى تُشعر به
لكن ببعدها وسفرها الأن مالذى سيحدث ومالذى ينتظرها ؟
...................
فى المساء وبداخل منزل " سليمان " كان الرجل يقطع المنزل ذهاباً واياباً بقلق وهو ينظر لساعته كل دقيقة
- واعيه بتك يا" بسيمه" وعمايلها ..فى رحله تجعد ل٩ باليل ..خبر ايه ؟ دى عمايل ناس عاجلين برضو؟
فردت كفها بقلة حيله
- يعنى انا كنت شوفتها اساساً وهى طالعه !
ردت " نعيمه" زوجة سليمان
- يابوى انا اللى اعرفه جولته .. البنيه كانت شايله شنطة كبيره وبجولها رايحه فين بالشنطة الكبيره دى
جالتلى دى هدوم وادوات للطلاب عشان الرحله اللى طالعها معاهم .
تدخلت " رضوى " تردف بريبه
- شنطه كبيره كيف يعنى ؟.. وادوات ايه دى اللى هاتاخدها فى رحله مدرسيه .. وكمان طالعه من جبل ماحد فينا يصحى .. خبر ايه رحلة سفارى هى ؟!.
سليمان وقد ازداد الشك بقلبه
- واه .. انتى ليه هاتخلى الفار يلعب فى عبى يا" رضوى " ؟. دى حتى مابتردش على اتصالى بيها
ردت بسيمه
- ماهى ماخدتش تلفونها وباينها نسيته عشان التلفون جاعد فوج فى اؤضتها
صاح سليمان بقوه
- كيف يعنى ماتخدش تلفونها معاها ؟ .. هى بتك عيله صغيره ! دى العيله الصغيره مابتسيبش تلفونها من يدها .. فين التلفون ده خلينى اشوفها .
نهضت " رضوى " عن مقعدها بحماس
- هاروح انا اجيبهولك يابوى .. واشوف اللى حاصل بالظبط
قالتها ولم تنتظر الرد من ابيها فقد هرولت مسرعه لتصعد الدرج
.....................................
- يعنى عدت من جدامك وماشوفتهاش ؟
قالها " محسن " بشماته مستتره ل" قاسم " الذى نهض عن مقعده بعصبيه
- كل ما افتكر بت ال..... اللى لخمتنى بالكلام وخليتها تعدى جدامى بالنقاب وتهرب منى نار تجيد فيا .
- عندك حج بصراحه .. دى ماجبتهاس ولاده دى اللى عرفت تلخمك وتخدعك......
- لم نفسك يا" محسن " بدل ما اخلص عليك دلوك .
قالها بصوتٍ جهورى اثار الرجفه بقلب صديقه فحاول
تفادى غضبه وسأل
- طب انت ماعرفتش هى ليه اخدت اجازه بدون مرتب ؟
صك على اسنانه بغيظ
- ماهو دا اللى هايطير برج من نفوخى ..واللى غايظنى اكتر انى برن عليها فوج المية مرة ومش معبرانى .. يعنى اروح اسبت خالها بالسلاح واخطفها من جدامهم .
- واه .. ياوجعه طين دى تبجى فتنه فى البلد كلها
قالها " محسن " بدهشه شديده وجزع والاخر نظر اليه بقوه ليؤكد مقصده
- ان شالله حتى تولع نار وتروح فيها البلد كلها .. انا هاجيبها واتجوزها غصباً عنها وعن الكل .
- يامُنجى من المهالك يارب
قالها " محسن " بصوتٍ خفيض خوفاً من هذا المجنون اما الاَخر فتناول هاتفه يُحاول الاتصال بها للمره المئه عسى ان تجيب .. هذه المره لم ينتظر كثيراً فقد اتاه الاجابه من الناحيه الاخرى
- الو .. مين اللى بتكلم ؟
هم بالصراخ عليها او الرد ولكن اجفله الصوت فصمت ليتأكد .. فاتاه الصوت مره اخرى
- الو... مين اللى بيتصل
قفل الاتصال وهو يتمتم بغضب ودهشه
- رضوى !!.... ودى ايه اللى وصلها لتلفون "سمره"؟.. هو فى ايه بالظبط ؟!
...............................
قبل قليل
بعد ان دلفت " رضوى " لغرفة " سمره " تفحصتها قليلاً قبل ان تذهب لخزانة الملابس وتجد اختفاء بعض الملابس الانيقه التى معروفه بهم " سمره" وبعض الملابس البيتيه وبنظره الى صندوق المجوهرات وجدته فارغ فتأكد ظنها .. شعور بالسعاده طفى عليها بشكل غريب .. حينما رأت الهاتف فوجدت الورقه المطويه تحتُه لتقرأها باستمتاع وخصوصاً هذا النص الذى تذكره " سمره" بأسفها للمغادره والهروب ..
كادت ان ترقص من الفرحه فقد تحقق حلمها وانزاحت عن طريقها اكبر عقبه فى طريقها .. ولكن بهذا الاتصال الذى فاجئها قبل ان تخرج من الغرفه .. نظرت للرقم المدون على الهاتف بعد غلق المكالمه وكأن سكيناً حاده اخترقت قلبها ..
- قاسم !!
قالتها بصدمه حقيقه .. فهى تعلم رقمه وتحفظه جيداً ..وبنظره سريعه رأت عدد الكم المهول من مكالماته التى لم ترد عليها مع اتصالت" رفعت " طبعاً سقطت الدمعه الساخنه وكأنها تحرق عينيها .. انه مازل يحاول معها ويستجدى رضاها بالاضافه لخطيبها المزعوم الذى يغدق عليها بحبه وهى المسكينه التى تهاتفه مئات المرات ولا حتى يكلف نفسه عناء الرد عليها
صرخه بالم خرجت منها وهى تهرول من الغرفه وتصيح
-سمره هربت وجابتلكم العار يابا .. سمره هربت .
...................................
وقفت "سمره " فى المكان الذى وصفته لها " سعاد" بدقه داخل المحطه بعد ان كلمتها فى الهاتف بناءً على توصيه جيده من " رحمه" .. قلبها يرجف بقوه خوفاً من هذا المكان الكبير و المزدحم بالبشر
- مساء العسل
هذه المره الثانيه التى تقال لها من رجال لاتعرفهم .. كلما مروا من جوارها القوا اليها بعض كلمات الغزل ..
وهى ممسكه بحقيبتها بقوه وهى تردف الادعيه الحافظه لها والمنجيه
- القمر قاعد لوحده ليه ؟
اجفلت منتفضه من هذا الغريب الذى يحدثها بنظراته الجريئه لها ..
اجمعت شجاعتها ترد بقوه
- وانت مالك ؟
اقترب اكثر مائلاً اليها برقبته
- ليه بس ياقمر ؟ دا احنا نحب نخدم !
ارتدت برأسها للخلف تردف بحده
- خبر ايه ياجدع انت ؟ حد طلب منك خدمه ولا زفت !
ابتسم بخبث
- حلو اوى .. انتى من الصعيد بقى .. وجايه مع حد تانى ولا هربانه
فتحت فمها بدهشه وهى تنظر برعب مما شجعه على مسك يدها
- طب تعالى بقى دا انا هاسكنك فى احلى حته فى البلد
حاولت جذب يدها وهى تصيح بخوف
- سيب بيدى ياجدع انت .. انت اتجنيت ولا ايه !
جذبت انتباه الماره الذين توقفوا للسؤال فاردف اليهم بخشونه
- دى مراتى ياجدعان وعايزه تمشى وتسيبنى .. ماحدش يدخل ما بينا
صرخت هى بعلو صوتها
- والله ما مرتُه دا بيكدب ؟
وبكل كذب
- عيب عليك يا "سميحه ".. بلاش تفرجى الناس علينا .
تساقطت الدموع من عينيها من هذا الرجل الذى يدعى عليها بهتاناً وزورا وهو ممسك بمعصِمها وبقوه .. تحاول افلات يدها ولا تستطيع وهى تصيح بنجدتها ولا احد يقدر على مساعدتها حتى وجدته يصرخ امامه من ضربه قويه بالحذاء اتته من الخلف
- بتضربينى يابت ال...... انتى اتجننتى ولا عقلك طار منك
- سيب ايدها بدل ما اجيبلك اهلها من بيوتهم حالا يقطوعك حتت يابن ال.....
نظرة اليها " سمره " فتحققت منها جيداً .. انها هى " سعاد " صاحبة الصورة التى فى الهاتف والتى حدثتها منذ قليل ..
- الحمد لله .. انتى جيتى !
قالتها وسقطت مغشياً عليها بعدها
...................................
وبداخل بيت " سليمان " وكأن نيران اندلعت فيه بعد هذا الخبر المؤلم الذى القته " رضوى "
بسيمه تندب وتضرب على خدها .. و" نعيمه" تبكى بحسره على " سمره " التى خدعتها وفعلت هذه الفعله الشنيعه بحقهم .. اما " رضوى " فكانت جالسه كالصنم وهى قلبها يحترق من الداخل .. اما "سليمان "فكان يضرب كفاً بالاخرى وهو يصيح بصوته
- اجول ايه للناس وبتك دخلتها اخر السبوع يا" بسيمه " ... اجول ايه وبتك جابتلى الفضايح يا" بسيمه" لكن اعمل ايه ؟ كله من تحت راسك انت ياوش النصايب ..شايفها ماشيه ولامه هدومها ..فتضحك عليكى وتمشى من جدامك .. اطبق فى رجابتك دلوك واحط غلبى فيكى ..
قال الاخيره باشاره الى " نعيمه" التى ازدادت فى البكاء .. فتدخلت " رضوى " بشراسه
- امى ملهاش ذنب .. دى دوكها هى اللى فاجره ولا همها اهل ولا فضايح
بسيمه بقسوه
- انا لو وشوفتها دلوك هاجطعها بسنانى .
صاح اخيها بسخريه
- مش لما تشوفيها يااختى .. حد عارفها راحت فين ؟
يادى فضيحتك يا" سليمان " اللى هاتبجى بجلاجل .. ياريتها كانت ماتت ولا كانت عملت اللى عملته ..
صاح هاتف "سمره" فجأه فنظر الجميع ناحية " رضوى " الممسكه به
نعيمه بأمل
- افتحى يا" رضوى " لتكون هى المتصله .
نظرت " رضوى " بقسوه للهاتف حينما رات الاسم ودون تردد فتحت على المتصل
- الو..... ايوه يا أستاذ رفعت دا تلفون " سمره " بس هى مش موجوده ودا لانها طفشت وهربت !!
الفصل العاشر
اصوات متناثره وكثيره حولها ورائحةً نفاذه تقتحتم حواسها جعلتها تفتح اجفانها فاقفلتها ثانيةً وعاودت الكره مره واخرى حتى فتحت اعيُنها على وسعها وهى متفاجئه من هذا الكم الكبير من البشر الذين ينظرون اليها بتفحص ..
- اخيراً فاقت
قالتها امرأه وتبعتها الاخرى
- قومى يابنتى ربنا يبعد عنك ولاد حرام .
فتبعها هذه المره رجل فقال
- احنا ادينالوا اللى فى النصيب عشان يحرم يعملها تانى ابن ال....
استقامت بجزعها وهى مجفله وخائفه تنظر حولها لتستعيد وعيها جيداً فوجدتها خلفها جالسه تنظر اليها بابتسامه جميله
- حمد الله على سلامتك .
لا تدرى لما شُعرت بالامان وكانه طفله تائهه ووجدت من ياخذ بيدها ويوصلوها الى والديها .
- خلاص يا اخونا الف شكر ليكم .. روحوا بقى شوفوا مصالحكم
قالتها " سعاد " لتصرف هؤلاء البشر المتجمعين حولهم بدافع الفضول والاطمئنان على الفتاه الجميله التى سقطت مغشياً عليها .. وبعد انصرفهم جمعياً نظرت ل" سمره " بقلق
- هاتقدرى تكملى معايا للبيت ولا اخدك على اقرب مستشفى ؟
هزت برأسها نفياً .
- لا الحمد لله كويسه واقدر...... شنطتى صح هى فين ؟
قالت الاخيره بجزع وهى تنظر امامها وخلفها وحولها .
- اهدى اهدى .. الشنطه معايا اهى .
قالتها " سعاد" وهى تخرجها من خلف ظهرها .. وضعت " سمره" يدها على قلبها تتنفس بارتياح
- الحمد لله .. انا خوفت لتكون اتسرجت !
ابتسمت اليها " سعاد " بموده
- انتى بت حلال .. ربنا يبعد ولاد الحرام .
عادت " سمره" لوعيها فتذكرت الرجل الذى ادعى عليها كذباً انها امرأته
- صحيح .. هو راح فين البنى ادم الغريب دا اللى كان بيشدنى ويجول عليا ان مراته .. دا مجنون دا ولا ايه ؟
ربتت " سعاد " على كتفها ثم وضعت الحقيبه على كتفها وهى تجذب " سمره" للنهوض
- قومى معايا قومى ..خلينى اوديكى البيت تريحى جسمك .. ونصيحه منى .. هنا لازم تنشفى نفسك كده ومابتينيش خوفك قدام حد
سمره وهى تنهض مجفله
- ازاى يعنى ؟.. مش فاهمه ؟
وقفت " سعاد " امامها تنظر اليها جيداً
- بسم الله ماشاء الله .. انتى حلوه قوى يا" سمره" وتلفتى النظر فى اى حتى تروحيها .. ودا اللى خلى الواض الصايع ده يعاكسك واما لاقاكى خايفه وبتحضنى فى شنطتك .. خدها فرصه عشان يستغلك !
- وانتى عرفتى منين .
ابتسمت " سعاد " وهى تجذبها من ذراعها لتسير معها
- الزمن يا" سمره" علمنى .. ماهو مافيش حد بيعرف الدنيا كويس غير اللى اتمرمط فى الشقا والغلب
سمره وهى تسير معاها
- انا بشكرك قوى .. مش عارفه من غيرك كان هايحصلى ايه ؟.
- ماتشكرنيش ياحبيبتى ..انتى ربنا معاكى وان شاء الله هايحفظك وينصرك باذن الله .
- طب انتى ساكنه لوحدك ولا فى حد تانى ساكن معاكى ؟
- لا ياستى ماحدش معايا غير عيالى .. ما انتى عارفه انى مطلقه .. مش " رحمه " قالتلك برضو
- قالتلى !
....................................
- الو... ايوه يااستاذ "رفعت" دا تلفون " سمره" بس هى مش موجوده ودا لانها طفشت وهربت !
- يخرب بيت ابوكى ايه اللى انتى جولتيه ده
قالها " سليمان " وهو يهدر فى ابنته بصوتٍ خفيض وهى تنظر اليه دون ان تنطق بكلمه فى انتظار ما سيرود به لاَخر .. والذى صمت قليلاً يستوعب ماقالته ثم صاح بصوتٍ عالى
- ايه المجلب البايخ ده يا" رضوى " اخلصى ادينى " سمره" بلا هزار ماسخ
ردت عليه الاَخرى بتأكيد
- بس انا مابهزرش وتعالى بنفسك شوف الورجه اللى هى كاتبها وبالمره تاخد تلفونك الغالى اللى رمته هى بجلب مليان من غير ماتجدرك ولا تجدر زعلك .....
صاح هذه المره بصوتٍ اعلى
- سيبى التلفون يا"رضوى " وادينى ابوكى اكلمه
اسقطت الهاتف عن اذنها لتعطيه لاباها الذى خبط بقوه يضرب بكفيه على فخذيه
- الله يخرب بيتك ياشيخه .. طينتيها اكتر ماهى مطينه ... ارد عالراجل اجولوا ايه بس ؟ اجولوا ايه ؟
استمرت على صمتها ممسكه بالهاتف امام ابيها بأليه لياخذه منها
اخيراً تناول الرجل الهاتف يرد بارتباك
- الو يا" رفعت " ياولدى .
رفعت بصوت صارم
- بتك بتهزر ولا بتتكلم جد ياعم " سليمان " عشان لو كانت بتهزر متزعلش منى فى اللى هاعمله .
بلع الرجل ريقه بتوتر ثم قال بصوتٍ مرتجف
- الكلام صح ياولدى .. ولو جيت دلوك هاتلاجى الورقه اللى كاتباها بنفسها
سقط عليه الخبر كالصاعقه .. اطرق برأسه وساد الصمت من الناحيتين .. انتظر " سليمان " رده والاَخر صمت قليلاً بصدمه ثم مالبث ان استعاد رباطة جاشه ليردف بصرامه
- انا جاى دلوك على طول اتاكد بنفسى !
فوجئ " سليمان " بغلق الهاتف بعدها .. ليردف بجزع
- طبلت فوج راسك ياسليمان .. طبلت فوج راسك ياسليمان
تبادل الجميع النظرات بخوف .. الا " رضوى" فقد اصابتها رغبه شديده بانتقام " رفعت " من " سمره" وقتلها !
............................
ومن الناحيه الاخرى دخلت " مروه " مجفله على صوته العالى منذ قليل لتجده يتناول سلاحه ويضعه لداخل الجيب الداخلى لسترته
- انت واخد السلاح ده ورايح فين ؟ .
قالتها بدهشه فنظر اليها بأعين ميته وهو صامت ثم هم ليخرج من الغرفه فاوقفته وهى ممسكه بذراعه تحدثه بارتجافه اصابتها من نظرته
- هو حصل ايه ياخوى ؟ انت شكلك هاتعمل جريمه .. وايه دخل" سمره" اللى كنت سامعه اسمها توى ؟
- سيبنى يا" مروه " خلينى امشى ؟
قالها وهو يحاول ان ينتزع كفها من على ذراعه .. وما كان منها الا ان تشبثت اكثر تردف بجزع
- مش هاسيبك يا" رفعت " انت شكلك كده مايطمنش وانا خايفه عليك وعلى " سمره" اللى مش عارفه ايه موضوعها
- سمره هربت ... هربت جبل فرحها على اخوكى بكام يوم بس .. فهمتى
قالها بحده ثم نزع يدها عنه بالقوه ليسير من امامها بخطواتٍ مسرعه وهى وضعت كفها على فمها تبكى بخوف وحزنٍ شديد
.............................
دلف " حسن " الخال الاصغر ل" سمره" لداخل غرفته مهرولا .. يفتح خزانة ملابسه وهو يبحث عن سلاحه بفوضى جعلت زوجته تستيقظ من نومها مجفله
- بس الله الرحمن الرحيم .. بتعمل ايه ياراجل عندك فى الدلاب
رد عليها وهو مازال يبحث فى الخزانه بهمجيه
- السلاح فين يا" ثريا" .. انا مش كنت حاطه هنا فى الدرفه الوسطانيه؟
ضربت المراه ببدها على صدرها بجزع
- يا داهيه سوده .. ومالك بالسلاح فى الليالى دلوك ؟
صاح عليها بقوه
- اخلصى يامرة انتى انا مش فاضيلك .
- يامرة انتى !!
قالتها بدهشه غريبه وهى تنهض عن سريرها فتابعت
- هو فى ايه ياابوشيماء ؟ انتى ليه شكلك يخوف كده .
نظر اليها بقوه ليقول بحده
- يجطع البنته وسيرة البنته اللى بتجيب العار لأهاليها !.. اياكى اسمعك بتندهيلى بالاسم ده تانى فاهمه ..اخلصى ياللا طلعيلى السلاح خلينى امشى !
قال الاخيره بصرخه ..مما افزعها اكثر فتحدثت برجاء
- حن عليك جولى ايه اللى حصل .. انا جلبى هايوجف من الخوف
صاح عليها بصوتٍ عالى
- بت اختى اللى فرحها اخر السبوع .. طفشت وجبتلنا العار ..استريحتى بجى .
ثريا بارتجاف
- سمره!
- ايوه زفته خلصينا ياللا .. خلينا نشوف هانعمل ايه انا واخويا اخلصى ياللا
..........................
وبداخل غرفتها كانت تشهق بصوتٍ عالى من البكاء .. فسمعتها والدتها وهى تسير بجانب الغرفه .. فدلفت اليها مزعوره
- مالك يا"مروه" بتبكى ليه بابتى ؟
شهقت اكثر وازداد صوت نحيبها .. فاقتربت منها " نفيسه" تاخذها بحضنها وقلبها يكاد ان يخرج من مكانه
- يابتى مالك خلعتينى ؟
خرجت من احضان والدتها تنظر اليها بحزن وتقول
- ببكى على حظنا ياما .. احنا مصدجنا نفرح بعد المرار اللى شوفناه السنين اللى فاتت مع ولدك والنصايب اللى كان جيبهالنا .. احنا مش مكتوبلنا نفرح ابداً ياما !
المرأه بجزع
- بسم الله الحفيظ .. انتى ليه يابتى بتجولى الكلام ده ؟
سيطرت على شهقتها بصعوبه لتقول
- عشان مابجاش فى فرح ياما .. عروسة اخويا هربت جبل الفرح بكام يوم .. هربت ياما.....
- جصدك مين فيهم يابت "رضوى"؟!
قالتها المرأه بمقاطعه .. فهزت " مروه" راسها بالنفى ودموعها تهطل بغزاره
- مش رضوى ياما.. دى سمره عروسة" رفعت " اللى ماشفش الفرح فى عمره غير لما خطبها .
انفجرت بعدها فى بكاء عنيف ووالدتها وضعت يدها على قلبها الملتاع بحزنٍ شديد .
....................................
وبداخل الملهى كان يرقص ويشرب كعادته القديمه مع فتيات الملهى حتى اثار دهشة صديقه "محسن " الذى سأله حين جلس يستريح
- ايه الحكاية؟ انت النهارده معلى الطاسه جوى وواخد راحتك فى الرجص .
شرب الكأس الذى امامه دفعةً واحده ثم قال
- بتفكرنى ليه يازفت ؟ انا ماصدجت اروج شويه جبل التجيل اللى هاياجى قريب .
محسن بريبه
- تجيل ايه بالظبط اللى هاياجى جريب .
نفث من سيجارته نفس طويل فى الهواء قبل ان يقول
- انا كنت بجولك ايه ياحما...
هز براسه بعدم استيعاب
- ايه ؟
زفر الاَخر بضيق ليردف
- انا مش جولتلك جبل كده انى هاخطفها وهاتجوزها غصب عنها .. واهى البنيه سهلتها عليا لما مضت اجازه من غير مرتب.. يعنى فى اول مشوار هاتعمله للمحافظه .. هاتكون فى بيتى وبعدها على طول هاتبجى مرتى .. فهمت ياسيدى
اسند " محسن " مرفقه على الطاوله امامه وهو واضع كفه على وجنته ينظر اليه بدهشه غريبه ليسأل
- يعنى انت فرحان عشان كده ! .. طب ماعملتش حساب اخوك .. دا فرحه عليها اخر السبوع .
نفث دخان سيجارته فى وجه صديقه يردف بغضب
- ماتتعداش حدودك يا" محسن " عشان ماجلبش عليك .. طيرت الكاسين منى جاك الطين .. بت ياسوسن جومى يابت هزيلى شويه ..ولا اجولك تعالى اهز انا معاكى كمان
..... ...............
( انا اسفه جداً سامحونى .. عارفه ان غلطتى كبيره وماتتغفرش .. بس انا مكانش جدامى حل تانى ..دا انا حتى مجدراش احكى لا تحصل فتنه كبيره وتروح فيها ارواح بريئه .. ياريت تبلغوا " رفعت " بأسفى الشديد وتجلولوا انى لولا خوفى عليه لكان بجى اول واحد اللجئلوا عشان يغيتنى وينجدنى .. لكن للأسف مجدراش .. اتمنى انه يسامحنى وياخد الفون بتاعه هديته ليا ويفحصه كويس لما يهدى ويعتبره ذكرى منى ياريت .. ارجوكم سامحونى )
اطبق "رفعت " بيده على الورقه المكتوبه بخط يدها
بعد ان قرأها ثم نثرها بطول ذراعه ليردف بغضب شديد
- هو انتوا بتكم كانت مغصوبه عليا؟
سليمان بجزع
- ابداً والله ياولدى .. بالعكس دا كان كل كلامها زين عليك !
اردف بتماسك عكس هذه العواصف الدائره بداخله
- امال ايه ؟ .. انا عايز افهم .. تعمل عملتها السوده دى معايا ليه ؟ لما هى مش عايزانى كانت جالت .. مش تيجى جبل الفرح وتهرب عشان تلبسنى العار وتخلى الناس تمسك سيرتى .
تدخل " حسن " الخال الاصغر
- اسمع يا واض عمى .. انت كبير ناسك واحنا مايخلصناش اللى حصل .. وعد منى لو لجيتها لكون جاتلها بايديه الاتنين .
هوى قلبه داخل صدره بعد سماع حديث " حسن " فتكلم برويه
- ماتجتلهاش .. انا عايز اسمع منها الاول عشان افهم .. المهم دلوك تفتكروا راحت فين ؟
سليمان بتشتت
- معرفش ياولدى احنا هاندور فى اى حته وخلاص
رفعت بصرامه
- جولى اسماء جرايبكم واصاحبها واى حد تعرفه هنا فى البلد او براها انا هخلى رجالتى ماينتموش غير لما يجيبوها
حسن هو الاَخر
- وانا اوعدك ياواض عمى لاجيبهالك من تحت طجاطيج الارض !
..............................
فى صباح اليوم التالى
استيقظت على لمسات خفيفه وناعمه على وجنتيها وشعرها .. فتحت عيناها لتجد هذه الصغيره بشعرها الناعم والغير مرتب ووجنتيها الكبيره والشهيه
ابتسمت لها " سمره" تسالها
- انتى مين ياحلوه ؟
تكلمت الطفله بعفويه
- انا اسمى رنا ممدوح بنت سعاد
رددت مع نفسها تتذكر الأسم وتتذكر اين هى ؟ فوجدت نفسها نائمة على سريرٍ صغير فى غرفة ضيقة وغريبه فتذكرت جميع ما حدث .. فنهضت بجزعها بحزن تردف لنفسها
- ياترى ايه اللى حاصل دلوك هناك ؟ ... وبيجولوا عليا ايه ؟ وهايعملوا معايا ايه لو شافونى .
تنهدت بالم تناجى ربها
- يارب انتى عالم بحالى .. نجينى يارب واسترها معايا
الفتاه الصغيره ببرائه
- انتى بتكلمى نفسك ؟
ابتسمت لها وقبلتها بوجنتها
- بس تصدجى يا" رنا " دا احلى صباح بالنسبالى .. ان صحيت على وشك الجمر ده !
الفتاه بعدم استيعاب
- جمر !! .. يعنى ايه ؟!
....................................
دلف الى داخل المنزل قرابة الظهيره .. بعد ان قضى ليلته امس فى حضن احدى فتيات الليل بعد انتهاء سهرته بالملهى .. وجد والدته واضعه يدها على وجنتها بحزن وشقيقتها اعينها منتفخه من كثرة البكاء
اردف برزانه وريبه
- مساء الخير ... مالكم ؟ .. فى حاجه حصلت .
نفيسه بعتب
- توك اللى جاى يا" قاسم " ..الدنيا مجلوبه و انت بتبيت بره البيت بدل ماتوجف مع اخوك .. طب المره اللى فاتت جولت انك بيت فى المستشفى .. المره دى ايه حجتك ؟
ضغط بأطراف اصابعه على اعلى انفه .. يحاول السيطره على اعصابه
- ياما انا ماكنتش باكدب المره اللى فاتت والمره دى انا سافرت اجابل جماعه اصحابى راجعين من السعوديه ..
السؤال بجى : هو ايه اللى حصل مع " رفعت " عشان اجف معاه انا ؟!
- سمره هربت !!
قالتها " مروه " بسرعه فى الرد وهو صمت قليلاً يستوعب
- سمره ايه ؟
مروه بتأكيد : خطيبة اخوك" سمره " طفشت وهربت ... جبل الفرح اللى ميعاده اخر السبوع فهمت احنا بنتكلم على ايه ؟
انتفخ صدره وهو يتنفس بقوه حينما تذكر النقاب والاجازه التى دون مرتب بالاضافه اللى الفتاه التى شغلته عنها .. فخرج مسرعاً بنيرانه دون استئذان من والدته وشقيقته اللتان نظرتا فى اثره بدهشه
..............................
وبداخل سيارته انتظر بشارعٍ جانبى.. مرورها من امامه بعد انتهاء اليوم الدراسى .. وحتى حدث ما كان ينتظره ووجدها امامه تسير بجانب بعض صديقاتها المدرسات فى طريقهن الى منازلهم القريبه .. سار بسيارته بهدوء وبطئ .. وقام بمهاتفة صديقه
- الو .. ايو يا" محسن " جهز الرجاله واستنوا اشاره منى عشان اديكم العنوان .
محسن
- ماشى ياصاحبى .. اوامرك مطاعه
قفل مع صاحبه وهو مازل يسير بسيارته ببطئٍ شديد حتى لا يلفت نظر " رحمه " التى تتحدث وتضحك مع صديقاتها
- بجى بتغفلينى وتهربى صاحبتك من جدامى . . ماشى اما اشوف انا صاحبتك هاتنفعك بايه ؟!
