رواية احببت راعية الغنم
الفصل 30 و31
بقلم اسماء خالد
البارت ال 30
كان ينظر اليها بطريقة لم تستطيع فهمها فجعلتها تشعر بأنها فعلت شئ خطأ
بعد ما تناولوا الغداء خرجوا جميعا ليجلسوا فى الحديقة
جلس عمر مع ياسمين ناحية المسبح
بينما هو جلس فى الحديقة على الحشائش الخضراء فجلست بجانبه لكنها تركت مسافة كبيرة بينهم ..فنظر اليها بسخرية ثم نظر بعيدا عنها
شعرت بالضجر من عدم اهتمامه بها فقالت متسائلة :أدهم هو انت زعلان منى
لم يلتفت اليها ..فقالت بحنق :رد عليا ..طب انا عملت ايه خلاك تزعل منى كده
أدهم بغضب :يعنى مش عارفة عملتى ايه
نور نافية :لا مش عارفة ..لو انا عملت حاجة ياريت تقولى لكن متسيبنيش كده وتعاملنى بالطريقة دى
أدهم بتلميح :نور انا مش قولتلك قبل كده خدى بالك من تصرفاتك
نور بإستغراب :ايوه ..وهو انا عملت حاجة غلط دلوقتى
أدهم بنظرة ذات معنى :هو انتى هزارك دايما بالطريقة دى
نور بعدم فهم :مش فاهمة يعنى ايه
أدهم :أقصد هزارك مع ياسين ..مينفعش اصلا أنك تهزرى معاه ..أنا عارف إنك بتعتبريه زى اخوكى عشان متربين مع بعض ..لكن بردو ده غريب عنك
كادت ان ترد لكن قاطعهم مجئ زينب وهى حاملة صينية العصير تناولتها نور منها ووضعتها على الارض ورحلت والدتها
نور بحنق :أدهم عشان تبقى عارف
قاطعها أدهم وقال بجدية :نور إحنا هنتجوز فى اجازة اخر السنة
حدقت به بذهول :نعم ..ايه اللى انت بتقوله ده
أدهم :زى ما سمعتى اول ما تاخدى الاجازة نعمل كتب الكتاب والفرح فى يوم واحد
نور رافضة :لا طبعا مستحيل ..انت جاى تدينى قرار ولا تاخد رأيى ..المفروض كنت تاخد رأيى الاول
أدهم بجدية :الاتنين ..وادينى باخد رأيك دلوقتى ..قولتى ايه
نهضت نور وعقدت ساعديها بغضب وقالت :مش موافقة
وقف قبالها :ليه بقى هو فى حاجة
نور :انت ليه دايما كل حاجة تقولها هى اللى تتنفذ ..عايز تلغى شخصيتى وخلاص
أدهم بذهول :انا يا نور ..انا عايز الغى شخصيتك ..يعنى عشان بحبك وعاوزك تبقى معايا يبقى بلغى شخصيتك
صمتت قليلا لتهدأ ثم قالت
نور :مش انت قولتلى بعد ما أخلص
أدهم :ايوه ..بس مش هتفرق يعنى
نور :لا هتفرق يا أدهم ..أنا لسه بدرس وكمان فى سنة اولى ..ومش عايزة حاجة تشغلنى ..لكن الجواز هيشغلنى ولو احنا
لم تكمل جملتها وصمتت بخجل
ابتسم هو وقال :موضوع الاطفال ده هنخليه بعد ما تخلصى دراسة ..ومتخافيش مش هعطلك ولا هشغلك خالص ..وههيألك كل حاجة للمذاكرة ..ومش هخليكى تعملى حاجة اكنك عايشة هنا بالظبط ..بس بجد مش هينفع كده ..يعنى هنقعد 3 سنين خطوبة ده غير السنة دى
نور بتردد :يا أدهم افهمنى
أدهم بحنان :صدقينى مش هخليكى تندمى إنك اختارتى كده ..بس انتى وافقى
نور بعد تفكير :طيب هتقول ايه لبابا لأنه مستحيل يوافق
أبتسم أدهم وهتف قائلا :متقلقيش عمو محمد أنا هشوفه وفى واحد هيساعدنا فى الموضوع ده ..وانتى عارفاه
ثم غمز لها بعينه
ففهمت مقصده وابتسمت
Image
ياعمر قولى بقى ايه المفاجأة
تفوهت بها ياسمين وهى جالسة بجانبه امام المسبح
عمر :وهو لو انا لو قولتلك عليها دلوقتى هتبقى مفاجأة
ياسمين بنصف عين :يعنى مش هتقول
عمر :لا
نظرت اليه بمكر ووضعت يدها فى المسبح وقامت برش قطرات المياه عليه وركضت
عمر وهو يركض خلفها :والله لهوريكى يا ياسمين
ظل يركض خلفها حتى امسك بها
ياسمين بتوسل :خلاص ياعمر سيبنى والله كنت بهزر
عمر :إحنا قولنا ايه ..يلا اتأسفى والا هرميكى فى البيسين
ياسمين بدلال:واهون عليك اغرق .انا مبعرفش اعوم
تأثر عمر بدلالها :ياسمين اتعدلى كده احسنلك ..يلا اتأسفى
ياسمين برقة :انا أسفة يا عمورتى
عمر :ياسمين حرام عليكى اتعدلى ..بلاش الرقة دى وحياة ابوكى
ياسمين :طيب عشان خاطرى قولى ايه هى
عمر بنفاذ صبر :هتعرفى كمان اسبوع خلاص استريحتى
ياسمين :لا لسه ما انت مقولتش حاجة
عمر بجدية :انتى وراكى ايه يوم الجمعة
ياسمين :مفيش بقعد اذاكر
عمر :طيب على اخر النهار تكونى جاهزة عشان هاجى اخدك
ياسمين :حاضر
Image
تسير وهى ناظرة حولها بإنبهار من تلك الحديقة الجميلة التى يبدو انها مرسومة على ايدى فنان محترف
مليئة بالزهور بكل انواعها واشجار الفاكهة المزروعة على الجانبين ..لفت انتباهها صوت قطف شئ
فنظرت امامها وجدته يقطف بعض الزهور
توجهت نحوه قائلة بلوم :حرام عليك تقطفهم شكلهم حلو كده
ابتسم لها قائلا :بيطلع غيره عادى يعنى ..اصلى انا متعود من الوقت للتانى لازم اعمل بوكيه لنور وياسمين من الورد ده
ابتسمت وهى تنظر الى ذلك البوكيه الموضوع جانبه بإعجاب ..انتبه لها وهى تنظر الى الزهور فأمسكه ونهض ليقف قبالها
مد يده لها به :طلاما عجبك خديه
ايسل بدهشة :اخده
اومأ برأسه ..فقالت بحرج :بس ده لأختك او بتاع نور
ياسين :عادى يعنى أعمل غيره
اخذته منه بفرحة لتنظر الى اشكال الزهور الموضوعة فيه بإحترافية مع تناسق الالوان
ياسين وهو يشير لها :دى زهرة الاوركيد ودى هيدرانجيا
ايسل :حلوين اوى يا ياسين ..شكرا
ياسين :تحبى تتفرجى على بقية الجنينة لسه فى انواع كتير من الورد
اومأت برأسها ..فسارت بجواره وهى شارده فيه ..تنظر الى ملامح وجهه وهو يحدثها عن كل شئ فى الحديقة ..تبتسم عندما تجده يبتسم ..فهى تشعر بفرحة عارمة عندما علمت من نور انه لا يفكر فى فرح
التفت اليها فاجأة ليجدها تنظر اليه باسمة
فقال بتعجب :ايسل انتى معايا
خرجت من شرودها ونظرت بعيدا وقالت بحرج :معلش سرحت شوية ..كنت بتقول حاجة
ياسين :لا ابدا يلا نرجع
ايسل :يلا
Image
مضى الاسبوع سريعا ليأتى يوم الجمعة
جلسوا هم الثلاثة فى حجرة المكتب
حاول الجد ان يقنعهم بعدما اخبره أدهم عن الفرح
على :انتوا مالكم فى ايه مهى دى سنة الحياة ..ما نور مسيرها هتتجوزه يعنى اذا مكنش دلوقتى فهيبقى بعدين
محمد :يا بابا نور مش اد المسئولية ..دى مبتعرفش تعمل حاجة نهائى
على :أدهم قالى انه مش هيخليها تعمل حاجة وهيعاملها زيكم
زينب :يابابا دى عندها 19 سنة هنستعجل ليه بس
على :مش بالسن يا زينب ما انتى اتجوزتى محمد وانتى ادها
زينب :أيامى تختلف عن دلوقتى
على :نفسى افهم انتى معترضة ليه ..بردو الخطوبة مكنتيش عاوزاها تتم
زينب :انا قلقانة بس مش عارفة من ايه ..متستعجلوش عليها انا عايزة مصلحتها بردو ..بس بلاش السنة دى
على :مخلاص بقى يا زينب ..يعنى ادهم هياكلها مهو بدل ما يخرج بيها كل شوية ..اهى تبقى مراته وفى بيته ..واديكى بتشوفى هو بيحبها ازاى
وبعد طول النقاش أقنعهم على ووافقوا
****
بعدما علمت نور من جدها هاتفت أدهم واخبرته
وبعد ما اغلق معها ذهب الى غرفة والديه ليجد نيفين وايسل جالسين معه
نيفين :شكلك مبسوط ..فرحنا معاك
جلس بجانب والده على الفراش :خلاص وافقوا اننا نعمل الفرح فى الاجازة اللى جاية
أحمد بفرحة :الف مبروك يا حبيبى
أدهم :ربنا يخليك يا بابا
أيسل وهى تقبله من وجنتيه :مبروك يا دومى وعقبالى انا كمان
أدهم :لا لسه بدرى عليكى يا حبيبتى
عبست ايسل وجلست بجانب والدها من الجهة الاخرى :اشمعنى نور يعنى مهى ادى
ضحك أحمد قائلا :اول ما يجى اللى يتقدملك هوافق على طول
قبلته ايسل بفرحة
نظر الى والدته :ايه يا ماما انتى مش فرحانة
نيفين :لا طبعا يا حبيبى فرحانة ..طلاما حاجة هتفرحك يبقى هتفرحنى انا كمان
أدهم :اومال ساكتة ليه
نيفين :منا بتكلم اهو ..مبروك يا حبيبى ..وطلاما انت عايز كده يبقى خلاص انا مش هتدخل تانى
Image
جالسة فى الحديقة تنتظره ما ان رن عليها حتى خرجت مسرعة
وجدته واقف مستند على سيارته السوداء الفارهة
اقترب منها وهمس فى اذنها :وحشتينى
ياسمين :وانت كمان ..ثم قالت بلهفة :ايه بقى المفاجأة
عمر :هو ده اللى همك
ياسمين :ياعمر بقى انت مخلينى اسبوع بحاله بفكر هى ايه
عمر بأبتسامة :طب يلا اركبى
فتح لها باب السيارة ثم ذهب واستقلها ورحل
لكن بعد عدة دقائق اوقف السيارة بجانب الطريق
ياسمين بإستغراب :وقفت ليه
عمر :ياسمين انا عاوز اخد رأيك فى حاجة بس اللى انتى عاوزاه انا هوافق عليه
ياسمين :قول طيب
عمر :من غير ما تقاطعينى اسمعينى للأخر .. انا فكرت اننا نعمل الفرح لما تخلصى سنة تالته وهيكون اودامك سنة وتخلصى ..بس بجد انا عايزك جانبى يا ياسمين ..مبقتش مستحمل انك بقيتى مراتى وبعيدة عنى ..ولما اعوز اشوفك يبقى بمواعيد ..انا مبشوفكيش غير وانا بوصلك الجامعة ..فلو انا اتجوزتك فى الاجازة هتكونى معايا على طول ..انا ده رأيى لكن لو عندك اعتراض قولى وصدقينى انا هحترمه وهوافق عليه
كانت تقفز من الفرحة بداخلها ارتسم على ثغرها ابتسامة ساحرة :عمر انا موافقة
لم يصدق ما سمعت فقالت :انا موافقة
احتضنها عمر من سعادته ..فأبتعدت عنه بخجل ونظرت امامها
عمر بمرح :خلاص مش هعمل كده تانى لغاية الفرح ..بس بوصيلى
نظرت اليه ووجنتيها تكاد ان تنفجر من حمرة الخجل :بس فى مشكلة انت هتقنع بابا ازاى
عمر :سيبيها عليا بس
وقام بتشغيل محرك السيارة
ياسمين :انت مودينى فين بقى
امسك يدها وقبلها :كلها ربع ساعة وهتعرفى
بعد ما مضى الوقت ..صف سيارته فى احدى المناطق الراقية
نظرت ياسمين حولها :احنا فين ياعمر
عمر :هتعرفى دلوقتى يلا انزلى بس
ترجلوا من السيارة ..ودخلوا فى مبنى كبيرة صعدوا فى المصعد
نظرت اليه بتساؤل ليقابلها بإبتسامة ..بعد ما فتح المصعد توجه بها امام احدى الشقق الموجودة فى الطابق وهو ماذال ممسك يدها..اخرج المفتاح من جيب بنطاله ..وفتح الباب
عمر :يلا ادخلى
ياسمين بتردد :عمر فى ايه
امسك يدها وادخلها واغلق الباب خلفه
نظرت حولها لتجدها شقة كبيرة دوبليكس ..ثم نظرت الى الباب المغلق وقالت بخوف :عمر افتح الباب
عمر بعتاب :ياسمين انا جوزك على فكرة ..وبعدين انتى ليه مش واثقة فيا ..انا قولت هتفرحى اول ما تشوفى المكان اللى هنعيش فيه
شعرت بالضيق من نفسها فقالت :صدقنى مش قصدى يا عمر والله ..ثم قالت بمرح :مش ناوى تفرجنى عليها
ابتسم وامسك يدها مجددا بفرحة وظلوا يجولوا فى الشقة
عمر :تعالى نطلع فوق هتشوفى نظام تانى
ترددت قليلا ..فقال عمر :خلاص يا ياسمين تعالى نروح
صعدت هى فأستدارت له :مش هتطلع ولا ايه ..على فكرة انا بثق فيك اكتر من نفسى
ظلت تنظر الى الشقة بفرحة
ادخلها غرفة كبيرة وقال :دى هتبقى بتاعتنا
احمرت وجنتيها خجلا ..وخرجت لتدخل الغرفة التالية
فقالوا هما معا :دى للبيبى
ثم نظروا لبعض وضحكوا
ياسمين :طب وتحت
عمر :بصى انتى شوفى هتخلى انهى للضيوف والحاجات دى
لكن الدور ده لينا احنا بس
*********
بعد ما عمر اقنع سامح وافق ..واتفق هو وياسمين انهم سيقوموا بحفلة بسيطة ويسافروا ليقضوا شهر العسل فى فرنسا..وانهم سيأتوا قبل زفاف أدهم ونور
مضت ايام الدراسة سريعا واتت الاجازة ..سافر عمر وياسمين الى فرنسا ..بينما نور وأدهم كانوا مشغولين بتحضير الفرح
Image
ذهب الى الجامعة ليقوم بعمل شئ فى شئون الطلبة
وبعد ما انتهى خرج ليتجه نحو سيارته فسمعها تنادى عليه فنظر
اليها بدهشة :ايسل ..انتى بتعملى ايه هنا
ايسل بأبتسامة :جيت اقابل صاحبتى
ياسين :اومال هى فين
ايسل :خطيبها جه واخدها
ياسين :طيب انا كنت مروح تعالى اوصلك فى طريقى
قطع حديثه سماع صوتها من خلفه
فأستدار اليها بذهول وتعجب :فرح
وقفت امامه بأرتباك :ازيك يا ياسين
ياسين دون ان ينظر اليها :تمام اوى الحمدالله ..كنتى عايزة حاجة
فرح :بقى هو ده ردك ليا يا ياسين
ياسين بحدة :يعنى عاوزانى اقولك ايه
واقفة بينهم تنظر الى فرح بغيظ
فقالت فرح :انا عاوزة اتكلم معاك طيب
نظر الى ايسل فقال:قولى انتى عايزة ايه هنا
فرح بدموع :انا لغاية دلوقتى لسه بحبك ..اول ما عرفت افسخ خطوبتى حاولت كتير اكلمك بس معرفتش ..فجيت هنا بالصدفة وشوفتك
كاد قلبه ان يرق لها لكنه قال بجمود :والمفروض انى اصدق
فرح :صدقنى يا ياسين
تدخلت ايسل عندما وجدته يرق لها :لا بقى انتى عاوزة منه ايه تانى ..انتى لو كنتى بتحبيه فعلا مكنتيش اتخطبتى
فرح بحدة :انتى مين اصلا عشان تتكلمى
ياسين وهويمسك يد ايسل :دى خطيبتى يا فرح
نظرت اليه غير مصدقة فقالت بخفوت :خطيبتك
ياسين مؤكدا:ايوه
نظرت اليه مطولا ثم رحلت
لينظر الى ايسل ليجدها تسيل دموعها
ياسين بفزع :ايسل مالك
سحبت يدها منه بعنف وقالت :اقولك مالى ..اقولك انك واحد مبتحسش ..اقولك انك لغاية دلوقتى منسيتهاش
بتغيظها بيا يا ياسين ..انا فعلا غلطانة لما
صمتت لبرهة لتتنهد بقوة وتهطل دموعها :اناغلطانة لما حبيتك بس انت متستاهلش ..انا بكرهك يا ياسين
تركته ورحلت
ليقف هو مذهول من ما سمعه منها حاول ان يلحقها لكنها كانت رحلت
********
جالسين فى احدى المطاعم الفخمة المطلة على النيل
ياه الايام عدت بسرعة كلها اسبوع
تفوهت بها نور بفرحة
أدهم :فرحانة يا نور بجد
نور :طبعا ..بس انا مكنش عندى امل اننا نخلص الفيلا قبل الفرح
أدهم :يلا كلها اسبوع وهتتحبسى
شعرت بالتوتر :انت بتخوفنى منك ليه يا ادهم
ضحك أدهم :بتخافى منى يا نور ..ده الاسبوع اللى جاى هتبقى مراتى ونعيش فى بيت واحد
نور :ما انت بتقول هتحبسنى
أدهم :ايوه هحبسك عشان محدش يشوفك غيرى
ابتسمت بخجل وقالت :تعرف يا أدهم انا اول مرة شوفتك فيها
قاطعها هو:لما قولتى عليا مجنون
نور بحرج :مهو انت اللى اتعصبت عليا ساعتها
أدهم :طيب كملى
نور :يعنى بصراحة قولت عليك شايف نفسك اوى ومغرور ومستفز و
قاطعها ادهم :ايه كل ده انتى كنتى بتكرهينى للدرجة دى
ضحكت نور :لا موصلتش انى اكرهك منا معرفكش اصلا عشان اكرهك..يعنى مش كل حاجة بنشوفها بعنينا ناخد عليها انطباع غلط ..زيى انا كده لما شوفتك بس لما عرفتك غيرت فكرتى عنك .. بس كنت بحب استفزك اوى وفى اليوم اللى كنت عندك فى الفيلا لما قطفت التوت ..كنت مبسوطة لما ضحكت عليك
ضحك أدهم لطفولتها :عارفة يا نور اللى شدنى ليكى برائتك وطفولتك دى مفيش منها دلوقتى
رن هاتفها فنظرت اليه ولم تجيب ..لكنه ظل يرن
أدهم :مين اللى بيتصل
نور :ده ياسين
فنظر اليها :ما تردى طيب
ردت نور عليه لتتغير ملامح وجهها ثم اغلقت معه
أدهم بغيرة :كان عاوز ايه
نور بأرتباك :كان بيطمن عليا
أدهم بشك :ويطمن عليكى ليه مهو عارف انك معايا
تهجم وجهها :فى ايه يا ادهم عادى يعنى مهو دايما بيطمن عليا حتى وانا معاه فى البيت
أدهم :طب ومردتيش على طول ليه
نور :فى ايه يا ادهم بالظبط
أدهم :نور بصى عشان نبقى واضحين مع بعض..مش كل مرة تقوليلى
قاطعته نور وقالت بصرامة :أدهم عشان تبقى عارف انا وياسين وياسمين اخوات
أدهم :يا نور مش معنى انكوا متربين مع بعض تبقوا اخوات ما عمر متربى معانا بس فى حدود ما بينه وبين ايسل
نظرت اليه بضيق
فرن هاتفه ليجدها والدته
نيفين ببكاء :الحق يا أدهم أحمد تعب اوى ودلوقتى فى المستشفى
اغلق معها ووضع المال على الطاولة ونهض مسرعا
نور بفزع:فى ايه يا ادهم
أدهم :تعالى الاول مفيش وقت
ركض بها الى السيارة واستقلوها ورحل
نور :قولى فى ايه
ادهم بعصبية ويزيد من السرعة :بابا تعب ودلوقتى فى المستشفى
نور :طيب هدى نفسك ان شاء الله هيبقى كويس
Image
صف سيارته بطريقة مخالفة وركض مسرعا الى الاستقبال
أدهم :لو سمحتى احمد الحسينى فين دلوقتى
الممرضة :فى قسم الطوارئ
ركض أدهم بسرعة وهى خلفه
وجد والدته جالسة تبكى وضامة ايسل ..ما ان رأته ايسل ركضت اليه واجهشت فى البكاء
ربت على ظهرها بحنان :بس خلاص هيبقى كويس ان شاء الله
ثم اقترب من والدته وجثى امامها :ماما ايه اللى حصل
نيفين ودموعها تسيل :مش عارفة انا لقيته سخن فجأة ووشه اصفر اوى
خرج الدكتور فركضوا اليه
أدهم :بابا ماله يا دكتور
الدكتور بأسى :احنا لازم نعمله العملية فورا ..حالته بتسوء كل يوم
أدهم :طيب خلاص انا هسفره بره
الدكتور :حضرتك احنا عندنا هنا الامكانيات لزراعة الكبد ..بس طلاما عايز تسفره يبقى وديه المانيا ..انا هبعت ورقه لخبير هناك وان شاء الله يسافر خلال الاسبوع ده
أدهم :طيب نقدر ندخله دلوقتى
الدكتور :اه ينفع بس متطولوش
أدهم:شكرا يا دكتور
دلفت نيفين وايسل بينما هو تذكر انها كانت معه ..فبحث عنها ليجدها واقفة بعيدا بعض الشئ ..فذهب اليها
أدهم :نور معلش انك جيتى هنا بس انا
قاطعته نور بحنان :أدهم انا المفروض ابقى جانبك فى اى وقت فى مشاكلك قبل فرحك ..طمنى عمو احمد عامل ايه
جلس أدهم على المقعد الموجود بالطرقة :حالته بتسوء ..لازم اسفره يعمل العملية
نور بدهشة :هو تعبان للدرجة دى ..هو عنده ايه
أدهم :التهاب كبد فيروس بى
نور :ان شاء الله هيبقى كويس ..متقلقش العمليات دى بتنجح
نظر اليها قائلا :ان شاء الله ..يلا عشان تروحى
نور :لا انا قاعدة معاك لازم اطمن على عمو احمد
أدهم بصرامة :نور اسمعى الكلام ..انا هتصل بالسواق يجى
نور :لا ملوش لزوم انا اتصلت بياسين عشان يجى..هخليه يروحنى
نظر اليها بضيق ..فوجده قادم
ياسين :أدهم نور قالتلى على اللى حصل ..ان شاء الله هيبقى كويس متقلقش
أدهم : ان شاء الله
وجد والدته واخته خارجين من الغرفة واخبروه ان والده يريده
فدخل حجرته ..اقتربت نور من نيفين وربتت على كتفيها ..بينما هو وجدها تبعد عنهم فسار خلفها
ياسين :ايسل
نظرت اليه بعيون حمراء من كثرة البكاء :نعم عاوز ايه
ياسين :انا عايز اقولك
قاطعته هى بحده :لو سمحت انا مش عاوزة اسمع حاجة ..سيبنى فى حالى الله يخليك
******
يربت على يده ومال عليها ليقبلها
أدهم بأبتسامة :هتبقى كويس ..هنسافر المانيا خلال الاسبوع ده
احمد بجدية :أدهم انا مش هسافر غير لما احضر فرحك
أدهم :الفرح نأجله لما نيجى
أحمد بصرامة :متتعبنيش ..انا قولت هحضر فرحك الاول ..والفرح فى معاده مش هيتأجل سامع
أدهم معترضا :يابابا
احمد :خلاص اللى قولته يتسمع
*****
قد حل المساء فلم تستطيع ان تراه ..فذهبت مع ياسين الى المنزل ..بينما هو خرج فسأل عنها فأخبروه انها رحلت معه
**
فى منتصف الليل واقفة فى شرفتها تنظر الى تلك النجوم اللامعة
نظرت لأسفل لتراه جالس فى الحديقة فذهبت اليه
ياسين :ايه اللى مصحيكى لغاية دلوقتى
جلست بجواره :مجاليش نوم قلقانة شوية
ياسين :من ايه
نور بتردد :فكرت فى الكلام اللى قولتهولى صدقنى مش هقدر
.....
بعد ما ذهبت والدته الى المنزل لتحضر اغراضها ..ظلت اخته معه فى المستشفى جالسين امام غرفته..اراد ان يسمع صوتها .. فبعد قليلا ليتصل بها حتى يطمأن عليها لكنها لم ترد ظل يحاول لكن بدون فائدة ..فشعر بالقلق
*****
نهض بفرحة ليقف قبالها
ياسين :بجد يانور
اومأت رأسها ثم قالت بقلق :بس انا خايفة من ردة فعله لما يعرف فى الوقت ده
ربت على ذراعها :متخافيش انا اللى هتصدر انتى مالكيش دعوة
نور :ربنا يستر بقى
نظر ياسين اليها مطولا ثم ضمها اليه بحب :نور انا بجد بحبك اوى
ابتسمت هى :وانا كمان
لم ينتبهوا ان هناك احد يراهم يكاد ان يفتك بهم
وقف مذهولا من هول صدمته
البارت ال 31
فى الصباح ذهبت الى المستشفى
تعجبت من طريقته معها ..لا يعيرها اى اهتمام ولا يتحدث معها حتى انه لا ينظر فى وجهها
مر حوالى ثلاثة ايام لا يهاتفها حاولت هى ان تتحدث معه لكنه يغلق هاتفه
فعزمت على ان تذهب الى شركته حتى تقابله
اخبرته السكرتيرة بوجودها فطلب منها ان تجعلها تنتظر برغم انه ليس مشغول
وبعد مرور نصف ساعة امرها بأن تدخلها..دخلت هى
وجدته واضع قدمه على مكتبه لا مبالى لها
أدهم بجمود :اهلا
نور :ازيك يا ادهم
أدهم ببرود :تمام اوى ..واقفة ليه اتفضلى اقعدى
جلست وهى تنظر اليه
أدهم :ايه سبب الزيارة دى
نور بإستغراب من بروده :اصلى بقالى 3 ايام مش بشوفك ولا انت حتى بتتصل بيا
أدهم :كنت مشغول شوية ..بس هو ده سبب مجيك لهنا
اومأت برأسها ..فقال :بس شكلك بيقول انك عايزة تقولى حاجة
شعرت بالتوتر فركت يدها بإرتباك :لا خلاص مش لازم مش وقته
أدهم بصرامة :نور قولى انتى مش جاية لغاية هنا وتسكتى
اجمعت كلمتها بصعوبة ..وبعد ما انتهت لم تجد منه اى رد فعل نظرت اليه وجدت نظرة فى عيونة فشلت فى معرفة معناها
نور :انت ساكت ليه ما ترد
نهض ووقف قبالها وقال بسخرية :بقى هى الحكاية كده
عصفورين بحجر واحد يعنى
نور بعدم فهم :يعنى ايه
ادهم ببرود :يعنى مش موافق
اعطاها ظهره ووقف امام النافذة الزجاجية ينظر الى الا شئ
شعرت بأنه يخبئ شئ فى جعبته ..فأقتربت منه قليلا :أدهم مالك ..طريقتك اتغيرت ليه
أدهم بحدة :مالها طريقتى مش عجباكى ..ثم قال بنبره ذات مغزى :ولا بتعجبك حاجة تانية
نور بحدة مماثلة :انت تقصد ايه ..بطل تكلمنى بالالغاز دى ..واتكلم عدل
امسك ذراعها بقوة :مش انتى اللى هتقوليلى اتكلم ازاى ..فاهمة
افلتت ذراعها بصعوبة وقالت بدموع :انت مش طبيعى ..أنت اتغيرت كده ليه ..لو فى حاجة حصلت قولى لكن متعاملنيش كده ..قولى انا عملت ايه
أدهم بسخرية وهو يقترب منها :لا مش بتعملى حاجة خالص ..صمت لعدة ثوانى وهو يرى دموعها تسيل ..كاد قلبه ان يرق لكن قال بجمود :بطلى دموع التماسيح دى ..بقى بتلعبى بيا يا نور
رجعت للخلف بخوف وقالت من بين دموعها :انا بجد مش فاهمة حاجة..وبلعب بيك ازاى
أدهم ومازال يقترب منها حتى التصقت بالحائط..شعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها كادت ان تحرقها
فدفعته عنها بخوف :لو قربت منى هصوت
ابتسم أدهم واقترب منها مجددا ووضع يديه على الحائط :بجد هتصوتى ده انا حتى خطيبك واولى من
نور ببكاء :أبعد عنى يا أدهم ..انت فيك ايه ..بجد انا بقيت بخاف منك
نظر اليها بسخرية ثم ضرب يده بقوة على الحائط فجعلها تنتفض
أدهم بقسوة :أطلعى برة ..مش عاوز اشوفك تانى
نظرت اليه بصدمة لا تصدق ما سمعت فأستدار لها بعيون يتطاير منها الشرر ..حمراء من كثرة الغضب :سمعتى انا قولت ايه
انخرطت فى البكاء :أدهم انت فاهم انت بتعمل ايه..انت بتظلمنى من غير ما اعمل حاجة..ولو خرجت من هنا صدقنى عمرى ما هرجعلك حتى لو حصل ايه
نظر اليها بطريقة كادت ان تحرقها ..ثم نظر الى يدها فأمسكها واخرج من اصبعها الخاتم بعنف مما جعلها تتألم
أدهم :بره يا نور ..و اعطاها ظهره
ظلت واقفة لبضع دقائق ثم خرجت بلا عودة
Image
تخرج ملابسها من الدولاب وتقوم بوضعها فى حقيبتها الكبيرة
فدلفت والدتها :يلا يا ايسل انتى كل ده مخلصتيش
ايسل :خلاص يا ماما قربت ..ثم اسطردت قائلة :بس متعرفيش ايه اللى خلى ادهم يغير رأيه ونسافر قبل فرحه
نيفين :مش عارفة والله ..هو اصلا بقاله كام يوم متغير ومش طايق نفسه
ايسل :هو فى حاجة حصلت بينه وبين نور
نيفين :بردو مش عارفة بس انا لاحظت لما جت المستشفى مكلمهاش
ايسل :طيب هنعمل ايه أكيد فى حاجة حصلت المفروض نكلمه
نيفين :انا مش عاوزه اتدخل ..اهم حاجة دلوقتى ان احمد يعمل العملية
*****
عادت الى المنزل بحالة لا يرثى لها ذهبت الى غرفتها سريعا حتى لا تلتقى بأحد ..أغلقت الغرفة عليها وتمددت على الفراش دون ان تبدل ملابسها ..حاولت ان تنام دون ان تفكر فى شئ
لكن صورته امامها وهو يسحب الخاتم من اصبعها بعنف
****
دخل الى فيلته التى اسمتها (جنتنا) ينظر فى ارجاءها ..ينظر الى لماستها التى وضعتها..تذكر نظرة الكسرة التى كانت تنظر بها له وهى تقول انه ظلمها ..ايمكن ان اكون ظلمتها ولكن ماذا عن ما رأيت ..فأشتعل غضبا عندما تذكرها وهى تحتضنه
نظر الى تلك المزهرية التى وضعتها فأمسكها والقاها على الارض لتتحطم الى اشلاء صغيرة ..ثم امسك الستائر يمزقها ويركل الطاولة من امامه ..ظل يكسر اى شئ امامه حتى خارت قواه وجلس على الارض بأعين دامعة لأول مرة يبكى
ليخرج النار المشتعله بداخل قلبه
Image
هى نور فين
تفوهت بها والدتها لسعاد
سعاد :شوفتها من شوية كانت جاية من بره ناديت عليها لكن مسمعتنيش
نهضت زينب :طيب انا هروح اشوفها
ذهبت الى غرفة ابنتها ..طرقت الباب عدة مرات لكنها لم تفتح حتى انها لم تجيب ..فحاولت ان تفتحته لكن بلا فائدة فهى اغلقته من الداخل
زينب بقلق :نور افتحى الباب ..لم تسمع صوتها فقالت بصوت عالى :يا نور افتحى..ظلت تطرق على الباب كاد ان ينكسر
فأتى ياسين على صوتها :فى ايه يا عمتو
زينب بخوف :مش عارفة نور جوة ومش بتفتح ولا بترد حتى
ابعدها عن الباب فوقف ليطرق بقوة :نور افتحى
زينب بقلق :اكسره يا ياسين
ظل ياسين يدفع الباب بكتفيه حتى انكسر
دلفوا ليجدوها ممدة على الفراش فاتحة عيناها وتسيل منها الدموع فى صمت
وقف ياسين ينظر اليها دون ان يتحرك
اقتربت منها زينب بفزع وربتت عليها لتجدها تتصبب عرقا وترتعش
زينب بهلع :نور كلمينى ..طيب بصيلى عشان خاطرى ..ثم نظرت الى ياسين بأعين دامعة :ياسين روح بسرعة هات دكتور شادى اللى ساكن فى الفيلا اللى جانبنا
ذهب ياسين مسرعا وهو يركض ..بينما صعدت سعاد ودلفت الحجرة بهلع
سعاد :ايه اللى حصل لنور ..دى كانت كويسه
زينب ببكاء :مش عارفة
ما هى الا عدة دقائق ..وجاء ياسين ومعه الدكتور
خرجوا من الحجرة لكن ظلت زينب معها
بعد ما انتهى من فحصها اعطاها حقنة مهدأة
وخرج من الحجرة وخلفه زينب
وجدت الجميع واقفين فقد اخبرهم ياسين بما حدث
محمد :فى ايه يا دكتور شادى مالها بنتى
شادى :عندها انهيار عصبى حاد
محمد :طب سببه ايه
شادى :اتعرضت لصدمة قوية خلتها تفقد النطق
زينب ببكاء :يعنى بنتى مش هتتكلم تانى
شادى :لا هتتكلم بس هتاخد وقتها على حسب حالتها
محمد :دى فرحها الاسبوع اللى جاى وكانت فرحانة ازاى يحصل كده
شادى :لما تفوق هنحاول نعرف منها
محمد :طيب المفروض نعمل ايه دلوقتى ليها نسفرها يعنى ولا اعملها ايه
شادى :لالا الموضوع مش مستاهل سفر ..انا ممكن انقلها المستشفى عندى وتكون تحت ملاحظتى
قالت زينب معترضة :لا مستشفى لا احنا هنوفرلها كل حاجة هنا بس بلاش مستشفيات
شادى :خلاص على راحتكم انا هكلم الممرضة اخليها مخصصة ليها عشان معاد الحقنة
*****
واقف مذهول من ما يسمعه فتذكر انها ذهبت اليه فتركهم دون ان ينتبه له احد ..واستقل سيارته ورحل الى مكان يعرفه جيدا
****
دلفت حجرته لتجده قد انتهى من وضع ملابسه فى الحقيبة
ايسل :أدهم ممكن اعرف ايه اللى بيحصل
أدهم بجمود :ايه اللى بيحصل مش فاهم
ايسل :مش انت قولت هتعمل الفرح قبل ما نسافر
أدهم :مش هستنى لما بابا يتعب اكتر من كده
ايسل بحذر :هو فى حاجة حصلت بينك وبين نور
التفت اليها بحدة جعلتها تصمت ..كادت ان تخرج لكنها انتبهت الى ذلك الخاتم الموضوع على الكمودينو ..فأمسكته لتحدق بشدة
ايسل بصدمة :أدهم خاتم نور معاك ليه
امسكه منها بعنف والقاه على الارض ..وقال محذرا :ايسل انا مش عاوز اتكلم فى الموضوع ده فاهمة ..ياريت تسيبينى
ايسل بحدة :لا بقى مش كل حاجة تعملها من دماغك من غير ما تقولنا فى ايه ..ليه سيبت نور
أدهم بأنفعال وصوت عالى :قولتلك سيبينى واخرجى بره
خرجت من الحجرة عندما سمعت صوت الجرس
فركضت لتفتح لتنصدم عندما وجدته امامها
سلم عليها بدون ان تنظر اليه
ياسين :أدهم فين
ايسل :فى اوضته
ياسين :طيب بلغيه انى هنا وخليه يجى بسرعة
ادخلته حجرة المكتب وذهبت لتخبر اخيها ما ان سمع اسمه حتى هبط سريعا وقبل ان يدخل وجه كلامه لأخته قائلا بصرامة :اطلعى فوق ومتنزليش فاهمة
اومأت برأسها لكنها لم تصعد وظلت واقفة
دخل الحجرة واغلق الباب خلفه
نظر اليه بحدة :عاوز ايه
ياسين وقد ايقن انه السبب فى ما حدث لنور ..فأتجه نحوه وامسك بقميصه :انت قولت ايه لنور
ابعده أدهم بقوة :احترم نفسك وشوف انت بتكلم مين
ياسين بحدة :هكون بكلم مين يعنى واحد واطى ..رد عليا وقول قولتلها ايه يا اما قسما بالله ما هيهمنى حد وهتشوف هعمل ايه
أدهم ببرود :يااه للدرجة دى ..والله غلطانة نور مش كانت قالتلك على الاقل هتلاقى اللى يطبطب عليها
لم يتحمل منه هذا الهراء فهجم عليه يلكمه فى وجهه :انت اتعديت حدودك اوى
سالت الدماء من انفه وكاد ياسين ان يصد له ضربة اخرى لكن أدهم كان اسرع منه
واقفة تبكى فى الخارج من صوتهم العالى وعندما شعرت بأنهم امسكوا فى شجار بعض فتحت الباب لتنفزع من شكل الدماء السائلة منهم..فصرخت
أدهم بحدة :اخرجى بره مش قولتلك اطلعى
ياسين وهو يمسح الدماء السائلة من فمه :والله لهتدفع التمن غالى
كاد ياسين ان يخرج لكنه اوقفه ادهم بكلمه جعلته يستشاط غضبا ورحل
خرج أدهم ليجد اخته مازالت واقفة
فقال بصرامة :اعملى حسابك احنا هنعيش فى المانيا على طول فاهمة
Image
عاد الى المنزل ودخل الى غرفته مسرعا حتى لا يراه احد بهذه الهيئة
ليجد والده يدخل دون ان يطرق الباب
ياسين دون ان ينظر اليه :فى حاجة يا بابا
سامح وهو يرفع وجهه ويقول بصدمة :ايه اللى عمل فيك كده
ياسين :مفيش يا بابا وقعت
سامح بحدة :ياسين متستهبلش وقول ايه اللى حصل ..انت اكيد عارف السبب اللى خلى نور كده
صمت ولم يجيب وجلس على المقعد بتعب
فأتجه نحوه سامح بأنفعال :متخلص وقول اللى حصل لنور وايه اللى حصل معاك انت كمان
ياسين بعصبية :أدهم ساب نور
سامح بصدمة :ايه ..وانت عرفت ازاى
سرد ياسين له ما حدث ..وبعد ما انتهى
نهض سامح بعصبية فأمسكه ياسين :ايه يا بابا رايح فين
سامح :الواطى ازاى يعمل كده هو فاكر انها لعبة ملهاش اهل ..رايح يسيبها قبل الفرح بأسبوع ..طب يقولنا ايه اللى حصل خلاه يعمل كده
ياسين :بابا متتكلمش دلوقتى
سامح بأنفعال :ازاى متكلمش ده انا هروح اشوفه دلوقتى
ياسين :بابا متروحش فى حته البيه هيسافر خلاص عشان عملية ابوه ..بس اهم حاجة دلوقتى متقولش لعمى محمد كفاية اللى هما فيه
سامح بعصبية : انت بتقول ايه ..ده لازم يعرف ..سيبنى بقى
*****
حجز فى طائرة خاصة للعناية بوالده ..فقد بدأ إجراءات السفر من ثلاثة ايام
والأن هو قد خرج من ارض مصر
عند ما حل المساء
كانوا واقفين هم الاربعة امام فيلا الحسينى ليجدوها مغلقة ..فسألوا الحارس الذى اخبرهم بأنهم تركوا الفيلا وسافروا منذ قليل من اجل عملية أحمد
Image
بعد مرور أسبوعين
أصبحت مثل الجسد البالى بدون روح ..لا تتوقف عن البكاء ..تنظر امامها بشرود ودموعها لا تجف
جالسة على فراشها ساندة ظهرها على الوسادة ومعلق بيدها محاليل
ربتت والدتها عليها محاولة رسم ابتسامتها :نور حبيبتى لسه بردو مش عاوزة تاكلى انا عملتلك الاكلة اللى بتحبيها ..لم تنظر اليها كأنها فى عالم أخر مغيبة عن الوعى ولكن فاتحة عيناها فقط
فقالت زينب بدموع وهى تمسح على شعر ابنتها :طيب اشربى العصير عشان خاطرى ..وضعت الماصة فى الكوب ووضعتها فى فمها ..لكنها لم تشرب شئ
دلف محمد وجلس بجانبها :عاملة ايه النهاردة يا حبيبة بابا
نظرت اليه زينب بحدة :بتسأل عامله ايه وانت السبب فى اللى حصلها
محمد بصدمة :انا يا زينب
زينب ببكاء :ايوه انت ..انت اللى وافقت عليه على اساس ان البنت كبرت ومش هتلاقى بعد كده ..ان شاء الله عنها ما اتجوزت طلاما هيحصلها كده ..قعدت اقولك مش مطمنة للموضوع ده بس انت وافقت انها تتجوزه ..و أدى النتيجة سابها ومنعرفش ايه اللى حصل لكل ده..ويكون فى علمك لو بنتى حصلها حاجة هحملك انت المسئولية ..وتركته وذهبت
بينما هو سالت دمعة على وجنته وهو يرى ابنته بهذه الحالة ..أصبحت تأن كثيرا وتبكى بصمت
دخلت الممرضة وأحضرت الحقنة لتعطيهالها
فخرج محمد منكس الرأس حزينا على ابنته
******
تلملم ملابسها بعصبية وتضعها فى الحقيبة ..فأتى اليها واخرج الملابس مرة اخرى
فقالت ياسمين بعصبية :يا عمر سيبنى بقى
عمر :يا حبيبتى مش هينفع اللى انتى بتعمليه ده
نظرت اليه بدموع :سيبنى انا عايزة انزل مصر
امسك كتفيها بحنان لتجلس :عشان خاطرى بطلى عياط واهدى ..مش هينفع تركبى الطيارة ..الدكتور قال بعد 3 شهور عشان يكون الحمل ثبت
اجهشت فى البكاء :هو اصلا ده حصل ازاى مش احنا قولنا بعد ما أخلص
مد يده ليمسح دموعها :ربنا عاوز كده هنقول لا يعنى
ياسمين : بس انا مش عاوزة دلوقتى ..بسببه مش هعرف اسافر
ثم صمتت لبرهة وقالت :انا هنزله
نظر اليها بغضب ولم يتحدث حتى لا يغضبها بحديثه فصمت قليلا وتنهد بقوة وقال :ايه يا ياسمين عايزة تقتلى روح جواكى
ياسمين بصدمة :اقتله
عمر :ايوه تقتليه اومال انتى فاكرة ايه ..ثم جثى امامها وقال:يا حبيبتى دى هدية من ربنا لينا
بكت أكثر :بس انا عاوزة انزل ..بيقولوا نور تعبانة اوى يا عمر دول حتى مش بيخلونى اكلمها ..ثم قالت بحدة :كل ده بسبب ابن خالتك اللى ميستاهلهاش
ضمها اليه بحنان :طيب اهدى متعيطيش ..هى اكيد صدمة وهتبقى كويسة ان شاء الله
دفعته بعيدا عنها :مهو كل ده بسببه هو
عمر :طيب انا ذنبى ايه ..منا كنت هنا معاكى ومعرفش حاجة
ضمت ركبتيها لصدرها وظلت تبكى
مسح على شعرها :استحملى ال 3 شهور دول وهننزل على طول أول ما الدكتور يقول ..واحنا هنتابعهم بالموبايل ..اهدى بقى عشان خاطرى
Image
بعد ما نجحت العملية ظل هناك لفترة النقاهة حتى يتم شفاؤه بالكامل
بينما هو كان لا يفكر فى شئ سوى انه سيستقر هنا بعيدا عنها حتى لا يتذكرها ..فبدأ فى اجراءات الاقامة هو واخته
بعد مرور ثلاثة اشهر
عادوا جميعا الى المنصورة وقد قرر محمد عدم العودة الى القاهرة مرة اخرى والبقاء هنا دائما ..وقام بنقل اوراقها من جامعة القاهرة الى المنصورة
حتى تتحسن حالتها ..فقد بدأت حالتها بالتحسن لكنها مازالت لا تتحدث مع أحد ولا تخرج من البيت فقط تقف فى الشرفة
حاول ياسين معها كثيرا ان يعرف منها السبب لكنها كانت ترد بدموعها
عادت ياسمين من فرنسا واول شئ فعلته هو التوجه الى المنصورة ..برغم حزنهم على نور الا انهم فرحوا بخبر حملها
اطرقت باب غرفتها ودلفت لتجدها واقفة فى الشرفة بشرود فأقتربت منها بهدوء ووضعت يدها على كتفيها :نور
التفتت اليها نور لتنصدم ياسمين منها فقد اصبح لونها شاحب وفقدت الكثير من وزنها
لم تصدق نور عيناها فأبتسمت وعانقتها بشدة حتى انها بكت
ياسمين بدموع :وحشتينى اوى ..انا اسفة انى مجتش على طول بس انتى عرفتى اللى منعنى
ابتعدت نور عنها حاولت ان تتحدث معها لكنها فشلت ..فقالت ياسمين وهى تضع يد نور على بطنها :بيسلم عليكى
ابتسمت نور بصعوبة
سحبتها ياسمين من يدها للداخل وجلسوا على الفراش
ياسمين :فى حاجات كتيرة اوى عايزة احكيهالك يا نور ..بجد واحشنى كلامنا وقعدتنا مع بعض
أدمعت عين نور فأحتضنتها ياسمين : انسيه عشان خاطرى ..انتى عارفة احنا هنرجع تانى زى الاول ..مفيش حاجة هتفرقنا هخلى عمر يسبنى هنا ..ونرجع تانى انا وانتى وياسين وكمان هيزيد علينا واحد بس هيكون صغنتوت ..قالت ذلك وهى تشير على بطنها ..ثم قالت :ونلعب سوى مع الخرفان حتى كمان نرجع تانى نسرق التوت
بكت نور عندما تذكرت فقالت ياسمين :انا حاسة بيكى والله ..بس عشان خاطرى انسيه ..ده بنى ادم معندهوش دم ولا يستاهلك ولا يستحق التفكير فيه ..مش ده بردو كان كلامك لياسين
نور وهى تأن لصعوبة خروج الكلام
مدت يدها لها وهى تشير على اصبعها ..لم تفهم ياسمين شئ
حتى ان بدأت يدها بالارتعاش ..فزعت ياسمين وخرجت مسرعة تنادى الممرضة ..فأعطتها الحقنة لتهدأ
الممرضة :معلش سيبيها ترتاح
********
ذهبت الى غرفة اخيها أحتضنته بشدة واجهشت فى البكاء
ياسين وهو يربت على ظهرها :خلاص يا ياسمين ان شاء الله كل حاجة مع الوقت هتتصلح بس نصبر شوية
ياسمين ببكاء :مكنتش متصورة انها هتكون كده ..هو عمل فيها ايه
ياسين :ياريتنى كنت اعرف بس المشكلة انها مش بتتكلم
كل اللى نعرفه انه سابها
*****
ظلت حياتهم بهذا النمط الكئيب
حتى بعد ما اصبحت نور تتحدث وعادت الى حياتها الجامعية الا انها ليست مثل ذى قبل ..فقد اصبحت مثل الزهرة الذابلة
تبتسم رغما عنها حتى لا تشعرهم بالقلق عليها
****
عاد أحمد الى مصر هو ونيفين بعد تحسن صحته ..بينما اولاده ظلوا هناك .. حاول كثيرا مع ابنه ليعرف سبب انفصاله من نور لكنه لا يقول شئ ..ولا يستطيع ان يقابل عائلة المنشاوى بسبب موقف ابنه معهم
بعد مرور ثلاثة اعوام
