CMP: AIE: رواية ولعشقها ضريبة الفصل الثلاثون30بقلم اسراء علي
أخر الاخبار

رواية ولعشقها ضريبة الفصل الثلاثون30بقلم اسراء علي


 

روايةولعشقها_ضريبة

الفصل_الثلاثون


-إبتسمت وقالت:أوي يا بابا..من أول مرة شوفته

-إبتسم وقال:يبقى هو لو بيحبك هيسامحك...

بعدها سمعا صوت طرقات لينهض منصور ويفتح الباب..ما أن سمعت صوت ضحكاته     على الباب حتى نهضت بـ فزع..لتدلف إلى غُرفتها تجلب الوشاح و تضعه على رأسها بـ إهمال ثم دلفت إلى الخارج


عندما نظرت إليه..لمحت إبتسامة دافئة إرتسمت على وجهه..لتبتسم هى الأُخرى..تقدمت منه ثم قالت بـ خجل

-منور يا شريف باشا

-رد بـ هدوء:دا نورك يا أنسة مروة

-تنحنح منصور وقال:إقعد يابني واقف ليه...

جلس شريف لتتجه مروة إلى المطبخ وتقوم بـ إعداد الشاي..عادت لتضع الكؤوس أمامهم وجلست جانب أبيها..ظل شريف ينظر إليها بـ الخفاء بـ إبتسامة


تنحنح منصور ثم تساءل

-مش ناوي تتجوز تاني ولا إيه يا شريف يا بني!!...

إتسعت عينا مروة بـ قوة وقد علق الشاي بـ حلقها غير قادرة على الحديث..ما أن لمح شريف تعابير وجهها حتى إبتسم وقال

-والله بفكر يا عم منصور

-طب والله عال..مين بقى!

-نظر إلى مروة وقال:واحدة بنت راجل طيب..محترمة..جدعة..وقفت جانبي فـ محنتي..والأهم من كل دا..فوقتني...

نظر منصور إلى مروة التي تضرجت وجنتيها بـ حُمرة خجل قانية..وقد أخفضت وجهها أرضًا ليبتسم منصور قائلًا

-طب هتتقدم أمتى!

-رد عليه بـ حماس:دلوقتي لو عاوزة

-إنتفضت بـ فزع قائلة:لأ...

إتسعت عينا شريف بـ دهشة لينهض هو الأخر ثم تساءل

-لأ إيه يا مروة!!..مش فاهم

-ردت بـ توتر وهر تتلاعب بـ أصابعها:مـ..مش بفكر فـ الموضوع دا...

تنهد شريف وقد ظن أنها خجلة مما صار..ولكنه أبتسم ثم طلب بـ إحترام من منصور

-ممكن يا عمي أتكلم معاها لوحدنا!

-اه طبعًا...

ثم نهض منصور وهو يعلم أن إبنته بـ حاجة إلى الحديث..توجه شريف إلى مروة بعد خروج ابيها ثم تشدق بـ نبرة جاهد أن تكون هادئة


-أنا جايز أكون فاجئتك بمشاعري اللي صرحت بيها فجأة..بس أنا لاقتني بحبك    يا مروة والله مش عارف أمتى دا حصل..أنا فاهم إنك ممكن تفكري إني بلعب بيكي بس آآ

-قاطعته مروة قائلة:الموضوع مش كدا..أنا بس...

ثم صمتت عاجزة عن الحديث..ليحثها شريف على الحديث

-أنتي إيه يا مروة!..كملي متخافيش

-تنهدت بـ ألم وقالت:أنا عاوزة أقولك على حاجة...

بدى عليه الإهتمام لتبتلع ريقها بـ صعوبة ثم قصت عليه بـغصة..شاهدت تعابيره تتحول إلى الجمود..أخفضت رأسها ثم تشدقت بـ أسف وعبراتهت تهطل


-والله ما كان قصدي..أنا بس

-هدر بـ عنف:بس إيه!!..ها بس إيه!!..بعتك عشان تلعبي بـ مشاعري..حرام عليكي دا أنا أما صدقت أحس إني بحب بجد..وأتأكد من مشاعري كدا..بعد إذنك...



صفعة العدو..مُؤلمة...

أما صفعة الحبيب..مُميتة...

مرت ثلاث أيام مُنذ أن تركها ورحل..كبرياء عاد ليُِهان وكرامة عادت تتحطم.     .رغم صرختها التي جعلت قلبه يرتجف لأول من أجل إمرأة "بحبك"..إنتشى وأحس بـ نفسه تُحلق بـ سعاد..ولكن الكذب!!..يكره الكذب والخداع..يكره التلاعب.


يكره الخيانة وهى خانته..قلب نبض لأول مرة بـ صدق وهى دمرت ما بُني بـ أيام ولكن "ما بُني على باطل  فهو باطل" وما كان بينهما باطل..أعمدة تم ترسخيها على رمالٍ مُترحكة كُلما حاولت تثبيتها غرقت الأسفل


وها هو يقف بـ جانب باب منزله يستمع إلى أنينها وشكواها..صرختها بين كُل كلمة بـ "بحبك" فـ تزداد رغبته بـ عناقها..أن يُخفف    عنها ويُخبرها أن كل هذا هُراء أُسامحك ونهرب..أُحبك بلا قيد فلا تكذبي..وكلما إمتدت يده ليُدير المقبض وجذبها إليه..تتحرك لعنة الكرامة والكبرياء.


فـ يبقى ويستمع حتى تمل و ترحل..أو ربما يُصيبها التعب..ولكن تلك المرة هتفت بـ عناد

-مش همشي إلا لما تفتح..وعلى فكرة عادي أقعد على باب البيت

-مجنونة...

همسها بـ عدم تصديق الشمس بدأت بـ الغروب والطقس بدأ يبرد فـ الشتاء قادم..صعد إلى أعلى ونظر إليها من نافذة غُرفته..ليجدها حقًا تجلس مُنكمشة على نفسها كـ أحد المتسولين..زفر بـ يأس وقرر تركها فهي لن تترك أبيها وحده


ساعات مرت حتى أوشك مُنتصف الليل..نهض من أمام التلفاز بعدما هدأ صوتها    مُنذ ساعات فـ تيقن أنها رحلت..ولكن هاجسًا ما أخبره أن يطمئن فقط..فتح الباب ليجد رأسًا ما تسقط على قدمه.

إنتفض بـ شدة وهو يرى رأسها عند قدميه..تشدق من بين أسنانه بـ غضب

-غبية...

جثى على رُكبيته وحملها..كانت شفتيها تميل إلى الإزرقاق و وجهها شاحب..جسدها ينتفض بردًا نقيض حرارتها التي تكفي لإذابة الثلج..حمقاء الطقس أصبح باردًا وهى لا ترتدي شيئًا يُمكنها من الصمود..إلتاع قلبه وإنخفض نبضه وهو يستمع إلى تنفسها الُمتحشرج


وضعها على الأريكة وبقى ينظر إليها ثوان بـ ألم وهو يرى ما آلت إليه حالتها..زفر بـ تردد ويداه تتجه إلى وشاح رأسها لكي يسمح لها بـ حرية التنفس..ثانية وأخرى وحزم أمره عندما بات تنفسها أكثر تحشرجًا..أزال الوشاح عنها لينكشف كنزه الثمين وكم حلِم بـ رؤياه


كما توقع "كرة شعر"..خُصلات سوداء كـ سواد الليل ولكنه رائع يجعلك تتيه بـ سحره..غزير و طويل حتى أنه يكاد يُلامس الأرض من طوله..إتسعت عيناه إنبهارًا وهو يرى تُحفةً فنية أمامه..لم يعي إلا ولسان حاله يُردد


-بسم الله ما شاء الله..بسم الله ما شاء الله...

إنتبه على نفسه وهو يسمعها تتأوه بـ ألم..ليضع يده على جبينها فـ تفاجئ بـ حرارتها العالية..نهض إلى المطبخ سريعًا ثم أحضر صحنًا ما و وضع به ماء بارد وثلج معه منشفة صغيرة وعاد

جلس على الأرض و وضع المنشفة بـ الماء ثم وضعها على جبينها..أحس بـ إرتجاف جسدها لينهض و يُحضر غطاءًا سميك ليضعه على    جسدها..وجدها تتمسك به وكأنها تلتمس الدفء..وجد يده دون إرادة منه تتجه إلى خُصلاتها التي

 ليست بـ حريرية تامة ولكنها ذات ملمس ناعموتُلمس عليها بـ حنو وإبتسامة عذبة ترتسم على شفتيه


جذب بعض الماء البارد ليضعها على وجنتها ليسمعها تشهق وتقول بـ أسنان تصطك بـ بعضها

-ساقع..ساقع أوي

-دنى منها ثم همس وهو يُملس على رأسها:هششش..متخافيش هتتعودي عليه...

أومأت وسكنت..قام بـ نزع المنشفة عنها و وضعها بـ الماء ثم عاد يضعها على جبينها..نهض إلى المطبخ ليُعد حساء سحري ساخن كما علمته والدته.


أعده بـ حب دون أن يعي..عاد إليها بعدما إنتهى..ليضع يده على وجنتها فـ وجدها كما هى..زفر بـ ضيق وإتجه إلى بعض الأدوية التي يحتفظ    بها ليجلب خافض للحرارة..عاد إليها ثم جذب وشاحها ليضعها على رأسها بـ إهمال حتى لا تفزع ما أن تفيق

دارت حدقتيه على وجهها مرةً أخيرة بـ لهفة قبل أن يوقظها و يعود هو إليه جموده..همس بـ صوتٍ هادئ ملئ بـ الدفء

-مروة!!!...

تململت دون أن ترد..ليبتسم على طفولتها ليعود ويهمس بـ دفء أكبر

-مروة قومي عشان تاخدي الدوا...

لمح جفنيها يبتعدان ليبتعد هو سريعًا وعيناه تعود إلى جمودها..فتحت هى عينيها البُنية ما لبثت أن إتسعت وهى ترى نفسها بـ بيته..إعتدلت سريعًا وقالت بـ فزع


-أنا إيه اللي جابني هنا!

-وضع يده بـ جيبي بنطاله وقال بـ قسوة:حضرتك بدماغك اللي عاوزة كسرها     فضلتي قاعدة قدام بيتي زي الشحاتين لحد نص الليل والجو برد فـ سيادتك تعبتي...

أجفلت من قسوته لتنكمش على نفسها ولكنه أكمل

-في واحدة محترمة تفضل قاعدة قدام بيت واحد لحد نصاص الليالي..إفرضي حد شافك يقول عليكي إيه!!

-همست بـ نبرة على وشك البُكاء:آآ أنا أسفة..معلش تعبتك...

رغم تلك الغصة التي أصابت حلقه إلا أنها تستحق لما سببته من قلق ومشاعر أخرى جامحة..أزالت عنها الغطاء تحت نظراته المُتعجبة وكادت أن تنهض لولا ذلك الدوار الذي أصابها فـ ترنحت وكادت أن تسقط ولكن يده الحديدية التي إلتفت حول خصرها أحالت دون ذلك


وساد صمت مُريب بينهما..هى تضع يدها على صدره وأسفلها مضخة جبارة..وهو يضع يده حول خصرها خشية سقوطها و.. وخشية إبتعادها..    حدقتيه التي تحول لونها إلى أخر داكن تجولت على ملامحها المُرهقة..لتستقر على خُصلاتها..كنزه الثمين الذي لن يسمح لآخر بـ أن يحصل عليه..همست مُتلعثمة تُفيقه من بحر خيالاته

-أحم..أنا أسفة

-شدد على خصرها وردد بـ قسوة:بطّلي تعتذري..بتعتذري على إيه!!...

حاولت الحديث وإخباره أنها تعتذر عما فعلته ولكن لسانها الأحمق قد لُجم تمامًا وهى تُحدق بـ عيناه اللائمتين..تُعاتبها بـ صمت لما خذلتني وما أقسى الخُذلان..تهدل كتفيها وهمست بـ نبرة ميتة

-أسفة وخلاص

-زفر بـ ضيق وقال بـ جمود:الإعتذار مش هيفيد..إقعدي...

نطقها بـ أمر ليُجلسها على الأريكة ويُعيد دثرها جيدًا..جلس على المقعد المجاور وتشدق بـ جفاء

-خلصي طبق الشوربة دا وخدي الدوا اللي جنبه

-مش عاوزة...

نطقتها بـ إمتعاض قبل أن تهشق وهى تراه يُشرف عليها من أعلى..تراجت بـ ظهرها إلى مسند الأريكة ويدا تُحيط جانبي وجهها ثم هدر بـ غضب

-أنا مبطلبش منك..أنا بقولك اللي هتعمليه..مش ناقص أشيل ذنبك...

عاد يجلس وهو يرى الحُزن قد كسى عينيها ليقول دون النظر إليها

-وعشان أخلص منك بسرعة..فـ تفضلي كُلي وأنا هتصل بـ أبوكي عشان ميقلقش عليكي

-ردت عليه وهى تنظر أرضًا:بابا مش فـ البيت..هو راح عند عمتو عشان تعبانة

-قتمت عيناه وهو يتساءل بـ حدة:يعني هو ميعرفش إنك هنا!!

-حركت رأسها نافية قائلة:لأ

-إنتفخت أوداجه غضبًا وهدر:يا ليلتك اللي مش معدية..كلي أحسنلك..كلي وخلي الليلة دي تعدي على خير


*********************************

يدان مُتشابكتان وعينان فيروزيتان مأسورتين بـ عسليتية..يسيران     بـ طُرقات لبنان..من يراهما يحسبهما عاشقين..هما حقًا عاشقين ولكن ليس كأي عاشقين..ضحكت روجيدا وقالت

-لو فضلنا نبص لبعض كدا كتير..هنقع على وشنا

-ضحك هو الأخر ثم قال بـ نبرة عميقة:طب أعمل إيه!!..أنا بحب أبص لعنيكي أوي..بحس إنهم عالم تاني و دنيا تانية..بحس بـ هدوء وسكون لما ببصلهم وكأني بنفصل عن العالم...

وإبتسمت الصبية على إستحياء..دائمًا يرمي كلمات الغزل وكأنه مُراهق..كأن لم يمر على زواجها سبع سنوات وطفلة مُشاكسة بـ عمر ا     لخامسة..تذكرت قبل أن يخرجا حكايته الغريبة عندما أصرت الطفلة على سماع "قصة قبل النوم" من والدها وأن تكون مُبتكرة إستمعت وأبتسمت

الصغيرة بـ أحضان والدها ترتدي منامة تصل إلى ما بعد رُكبتيها بـ قليل من خامة القطيفة و عليها أميرات ذزني ذو لون أزرق سماوي رائع يليق بـ عيناها..تُخبره بـ عناد

-لأ مامي حكتلي الجميلة والوحش قبل كدا

-داعب خُصلاتها وقال بـ حنو:بس أنا هقولها بـ طريقة مُختلفة

-بعد تفكير دام ثوان ردت:طيب..بس لو مش عجبتني هتحكيلي واحدة تانية

-طيب ياللي مغلباني...

ضحكت الطفلة بـ براءة طفولية جعلته يلتهم وجنتها بـ حب أبوي..ثم أردف بعدها

-بصي يا ستي..كان يا ما كان في قديم الزمان..وحش وسيم

-قاطعته الصغيرة بـ إعتراض:بس الوحش مكنش وسيم يا بابي

-ضرب جبهته بـ جبهتها وقال:ما قولنا هحكيها بـ طريقة مُختلفة...

أومأت بـ رأسها ليأخذ نفسًا عميق ثم أكمل

-الوحش دا يا ستي كان عايش بين أهله عادي..بيحبهم وبيحبوه وكان مُكتفي بـ الحب دا..قفل على قلبه بـ مُفتاح بعد تجربة وحشة هو    عاشها..كان قاسي أوي وناس كتير بتخاف منه وتكرهه عشان كدا..أعداءه بيحاولوا يموتوه..بس هو كان بيعافر معاهم..هو مكنش بيخاف من الموت عشان معندوش حد يخاف عليه يسيبه ويمشي...

إبتسم وداعب خُصلات طفلته التي ظهر على محياها الإهتمام ليعود ويُكمل

-وبعدين فجأة..قابل الفارسة بـ الحصان الأبيض

-بس دايما بيكون فارس

-رد عليها:بس القصة دي غير زي ما قولت..المهم الفارسة دي يا ستي غيرت حياته..كان الوحش دا متعود إنه يأمر والباقي ينفذ..كان بيحب يشوف الخوف وكان بيكره التحدي..بس هى وقفت قدامه وإتحدته..إنبهر بيها و بقوتها..ثقتها وعيناها اللي هو مقدرش يقاوهم..فـ حبها من غير أما يعرف..وعمل المستحيل عشان يتجوزها لحد أما قرر يتجوزها غصب عنها..كل همه إزاي تكون معاه...

ضحك لتضحك معه جُلنار وهى تقف تستمع بـ إبتسامة عذبة وأعين لامعة ثم أكمل

-مكنتش سهلة أبدًا..عملته يعني إيه يحب ويعشق وإنه يخاف يموت عشان ميسبهاش..رغم إنه كان بيقسى عليها كتير وبيزعلها منه..بس هى كانت بتسامحه..عارفة ليه هى فارسة!!

-تساءلت الصغيرة:ليه!!

-لثم جبينها وقال:عشان لما فكر إنه خلاص هيموت ومعتش هيشوفها ولا هيشوف أميرته الصغيرة..جات هى وأنقذته من وحش تاني شرير أوي..هى موجودة فحياته بس عشان تنقذه وتنور حياته..دي هدية من ربنا..وربنا لما يهدي لعبده هدية لازم يحافظ عليها

-شابكت الطفلة أصابعها وتشدقت:يعني لما مامي تجبلي لعبة جديدة مينفعش أكسرها!

-ضحك وقال: بـ الظبط...

ثم نهض عن فراشها ودثرها جيدًا ثم قال وهو يُلثم جبينها

-يلا بقى ننام!

-مش قولتلي إيه النهاية! يعني الوحش والفارسة دي عملوا إيه!!

-إبتسم وقال:جابو بنوتة جميلة اسمها جُلنار..دي أجمل نهاية...

أفاقها من شرودها مُتساءلًا

-روحتي فين!

-إبتسمت بـ عذوبة وقالت:بتعرف تحكي حكايات كويس..وخصوصًا الوحش والفارسة دي

-جذب رأسها إلى صدره وقال ضاحكًا:أنتي سمعتيها!!

-أدارت يدها حول خصره وقالت:من أول كلمة...

رفعت رأسها إليه ثم قالت بـ نبرة شقية

-إبقى إحكهالي بقى على طول

-رد عليها بـ عبث:من عنيا..هحكيهالك بس بـ طريقتي...

ضحكت وهو يجذبها إلى الطريق..توقف فجأة أمام أحد المطاعم وهو يستمع إلى موسيقى التانغو..إلتفت إليها ثم مدّ يده وقال بـ إبتسامة

-ترقصي!!...

نظرت إلى الطريق المُقتظ وتساءلت بـ عدم تصديق

-هنا! فـ الشارع وسط الناس!!

-جذبها إليه وقال بـ نفس الإبتسامة:من إمتى وإحنا بيهمنا الناس!...

أبتسمت وهو يتمايل معها بـ تلك الحركات الجنونية..لمسة جريئة على الخصر ليميل بها إلى أسفل..ساق بين ساقيه والأُخرى حول خصره..إرتفع بـ جزعه ويده تزداد جراءة..رقصة عنيفة ومُحترفة..لم تُصدق أنه راقص بارع لتلك الدرجة..فـ كل رقصاتهم هادئة..أما "التانغو"!! لم تعتقد يومًا أنه بارع بها

دفعها على إمتداد يده..ليعود ويجذبها..ظهرها إلى صدره ليرفعها من خصرها لتتحرك ساقيها بـ حرية وإحترافية..يضع وجهه عند عنقها وهى تميل عليه.

والمارة يصطفون ويُشاهدون..وكأنه عرض راقص من قِبل راقصين مُحترفين..إنتهت الرقصة وهو يميل بها إلى أسفل..يده تسندها عن الوقوع و وجهه عند ترقوتها قُبلة وإبتعد..ثم تصفيق حار من الجموع

أعاد جاسر خُصلاته التي تشعثت..ثم نظر إلى روجيدا الخجلة..ليرفعها من خصرها لتستند بـ كفيها على منكبيه ثم دار بها وهو يصرخ بـ صوته كله

-بحبك..بحبك...

جبينها يستند على مُقدمة رأسه وإبتسامة دافئة مليئة بـ مشاعر الحب..تهديه إياها..ثم همسة خجولة وسط تصفيق يزداد حرارة

-ومين ميعشقش ابن الصياد!...

***********************************

نائمة على ساقيه بـ منزلهما..بعد أن تركها ورحل ظلت تبكي وتنتحب ولكنها بعد عدة ساعات وجدته يدلف بـ إبتسامة باهتة..ركضت وعانقته وكأنه طوق النجاة..بـ الفعل هو طوق نجاتها..لم تحتجه مرةً ولم تجده بل على العكس تجده حتى قبل أن تتحدث

يتلاعب بـ خُصلاتها وهو شارد الذهن..يتذكر ما حدث مُنذ ثلاثة أيام

"عودة إلى وقتٍ سابق"

ما أن نطق هذا الرجل حديثه حتى عمّ السكون..وبقى صابر ينظر إلى أمجد الذي فغر فاه ولم يجد ما يقوله..رفع الضابط حاجبه بـ تعجب ثم قال بـ سخرية

-مُتأكد يا بني!

-أيوة يا باشا..زي ما قولت لحضرتك..الشقة مفيهاش أي حاجة

-تساءل صابر بـ عدم تصديق:مفيش حاجة إزاي!!

-زي ما سمعت يا أستاذ..مفيش حاجة وقرفتنا ع الفاضي...

نظر إليه صابر نظرات قاتلة جعلت الضابط يرتعد ويتنحنح قائلًا

-أظن كدا مفيش حاجة..وتقدر تتفضل

-تساءل أمجد:طب والأقوال اللي مضى عليها...


أمسك الورقة و مزقها ثم قذفها بـ سلة المُهملات وقال

-وأدي الأقوال يا سيدي..ممكن تتفضلو بقى!!..ورانا شغل...

جذب أمجد صابر ليدلفا خارج المكتب..ثم توجها إلى السيارة والصمت يعم المكان وكأن على رؤوسهم الطير..ليقطع صابر الصمت قائلًا بـ نبرة حائرة

-مش فاهم إيه اللي حصل!

-مط أمجد شفتيه وقال:ممكن يكون حد ساعدك!!

-بس مين؟!

-رد عليه أمجد وهو ينظر إليه:شوف مين اللي كان بيساعدك!

-تمتم بـ دون صوت:مراد!!...

"عودة إلى الوقت الحالي"

ولكنه لم يكن مراد إتصل به وأخبره أنه وارى الجثتين بـ شق الأنفس فـ كيف بـ تورية مجزرة أفتعلها صابر..ليذهب إلى المنزل هو وأمجد..إتسعت عيناهما بـ عدم تصديق

الشقة نظيفة والمنزل هادئ..لا أحد ولا جثة..بحثا جيدًا ولكن لا أثر لقطرة دماء..تضاربت أفكاره حول جاسر ولكنه لا يعلم بما يحدث..حاول الإتصال به ولكنه تراجع خوفًا من أن يُسبب له المُشكلات..زفر بـ ضيق وعقله يكاد يتوقف من كثرة التفكير..من قد يكون فعلها

ظن أنها بسنت ولكن حالتها النفسية السيئة وهزلها..لا يسمح بـ ذلك هى أضعف وأكثر خوفًا من أن تقوم بـ ذلك..كان يذهب بـ إستمرارية إلى ذلك المنزل عله يجد شيئًا جديد..ولكن النتيجة ذاتها وكأن من ساعده يُخبره أن يجن من كثرة التفكير

أحس بها تتململ ولكنها لم تفتح جفنيها..إبتسم بـ حنو وهو يهمس

-بسنت قومي بقى..بقالك كتير نايمة...

فتحت جفنيها وإبتسمت..رفعت يدها وداعبت لحيته التي إستطالت قليلًا ولم تزده سوى وسامة..ثم همست بـ حب

-صباح الخير

-داعب وجنتها قائلًا:صباح إيه!!..إحنا وصلنا لنص الليل يا بوسي...

إنتفضت جالسة تنظر بـ ساعة يدها لتجد أنها نامت ما يُقارب التسع ساعات لتقول بـ دهشة

-يااااه أنا نمت كل دا!!..سبتني نايمة كل دا على رجلك!...

وضعت يدها على ساقه تُدلك مكان رأسها لتقول بـ حرج

-أكيد زمان رجلك وجعتك؟!

-أمسك يدها وقبلها هاتفًا:لأ مفيش حاجة يا حبيبتي..بالعكس أنا كنت مبسوط إنك نايمة مرتاحة كدا معايا...

إقتربت منه تضع رأسها على صدره ليُحيطها هو بين يداه ثم وضع ذقنه على رأسها فـ هتفت هى بـ إبتسامة

-متعرفش أنا مبسوطة أد إيه لما لاقيتك رجعتلي..عملت إيه!

-رفع منكبيه وقال:معملتش حاجة..قولتلك ربنا مبينساش حد

-همست بـ راحة:الحمد لله إننا خلصنا منه

-لثم جبينها وقال:الحمد لله...

وظلا فترة صامتين لتقول بسنت فجأة

-أنا مجبتش لسه الفستان!!

-إبتسم بـ مكر وقال:يااااه أنتي لسه فاكرة!..ما جه من زمان

-عقدت حاجبيها تتساءل:جه أمتى؟..ومين اللي جابه!

-أبعد خُصلاتها عن جبينها وقال:أنا اللي جبته ومتخافيش هيعجبك

-عاوزة أشوفه...

أمسك يدها ينهضان ثم قال بـ إبتسامة عذبة

-بس كدا!!..تعالي شوفيه وتاخديه معاكي كمان...

ثم جذبها خلفه وهو يبتسم بـ حنو وتبتسم هى الأُخرى..تشعر بـ السعادة نعم وأخيرًا إنتهى كابوسها والآن هى تعيش حُلمًا لم تكن تعتقد أنها لتعيشه قبلًا..ولكن صابر هو فارسها المُنتظر أخرجها من عُزلتها و خوفها لتكون ما عليه الآن..وهى الأكثر من مُتلهفة لتكون معه..لتكون زوجته أمام نفسها وأمام الله

***********************************

في سكون هذا الليل يجلسان على ذلك العُشب الأخضر بـ القُرب من المنزل..مُنعزلان عن العالم..وهو وهى فقط..وكـ عادته جزعه العلوي عار لا تعلم من أين أتى أو ماذا كان يفعل..إقترب منها ومدّ يده قائلًا

-تعالي معايا...

نهضت بـ إبتسامة .. وضع يده على عيناها لتتضع كِلا كفيها تُحاول إزاحته لكنه قال بـ تحذير

-بس..متشليش إيدي

-ردت بـ قلة حيلة:طيب...

وسارت معه بـ خطىٍ حريصة تتبع تعليماته..أحست بـ يده تُدير خصرها ثم ينزع الأخرى..إتسعت عيناها بـ إنبهار حقيقي لما تراه..أرجوحة مُعلقة بـ أحد أفرع شجرة قوية..تبدو عتيقة

أحبال الأرجوحة تلتف حولها الأزهار..تلك الأزهار تُضئ من المُنتصف بـ وجود اليرقات..و عبارة "إلى ذات العيون الفيروزية"..حُفرت على جذع الشجرة بـ ألوان مُضيئة..وضعت يدها على فاها وهى ترى بتلات الأزهار أسفل الأرجوحة وبعض الشموع الصغيرة تُزين المكان وتُعطيه ضوءًا ساحرًا ينعكس مع ضوء القمر

إلتفتت إليه تضحك بـ سعادة ثم قفزت إليه تتعلق بـ عنقه وقدميها حول خصره تُقبله بـ شده وهو يبتسم بين قُبلاتها لتهمس وهى تضع جبينها فوق جبينه

-مش عارفة أقول إيه غير إني بعشقك

-مش عاوز غير إنك تقوليها...

قبّل شفتيها قُبلة خفيفة وهو مُغمض العينان..وضعها على الأرجوحة ثم بدأ بـ تحريكها من الأمام وعندما تقترب منه تُكافئه بـ قُبلة وما أعظم مُكافئتها له!..تضحك فـ يُنير وجهه وكأنه هو من يضحك..تهمس بـ عشقها له فـ يذوب هو أكثر..عيناها مُحيطان خطيران لا يجد نفسه سوى غارقًا أكثر إليها

جذبها عن الأرجوحة ثم همس وهو يُقربها إليه بـ عبث

-كفاية مرجحة بقى..مش هتدي الراجل الغلبان دا أتعابه

-حاوطت عنقه ثم قالت بـ شقاوة:وأنا عارفة إيه نوع أتعابك

-بجد!!

-أومأت وهى تقترب ثم همست:أها...

كادت أن يقبض على شفتيها لتبتعد عنه بغتةً وهى تضحك ثم أردفت وهى تركض بعيدًا عنه

-لو عرفت تمسكني..إبقى خد أتعابك بقى

-صاح بـ خبث:لو مسكتك مش هرحمك يا روجيدا...

ضحكت بـ صوتها كله وهى تتجه إلى المنزل..تبعها هو حتى أمسكها من طرف ثوبها القصير ليتمزق بين يداه شهقت ثم قالت صارخة

-قطعت هدومي!!...

بقى ينظر إلى قطعة القُماش بين يده وظهرها الذي إنسدل عنه الثوب ليظهر تحت ضوء القمر بـ هيئة خطفت أنفاسه..قذف ما بـ يده ثم جذبها من خصرها إليه صرخت صرخة لم تُكتب لها الإكتمال وشفتيه تقوم بـ ما تُجيد فعله


يده الأُخرى حول عنقها يُقبلها كما لم يُقبلها من قبل..تحرك بها إلى الداخل ليرفعها عن الأرض..ثم صعد إلى الطابق العلوي ولا تزال شفتيه تقوم بـ عملها

تنحنحت فاطمة التي دلفت خارج غُرفتها لكي تجلب بعض الماء وهى تراهما بـ ذلك الوضع..ولكنهما لم ينتبها إليها..إبتسمت وقررت تجاهلهما لتهبط الدرج بـ وجنتان مُخضبتان

لاحظت روجيدت ظل والدته لتشهق وتقول بـ خجل

-مامتك!!

-همهم وهو يُقبل عنقها:مالها!!

-حاولت إبعاده هاتفة بـ حنق:شافتنا وإحنا كدا...

أبعد خُصلاتها يُقبل وجنتيها قائلًا بـ عدم إكتراث

-مش مهم

-أبعدته قائلة بـ ضيق:جاسر ميصحش كدا...

أمسك يدها ثم فتح الباب و دفعها قائلًا بـ ضيق

-خشي عشان ينفع...

*********************************

واقفة هى أمام ماكينة صناعة القهوة بـ ثوبٍ بيتي وردي اللون يصل إلى مُنتصف فخذها..أكمام قصيرة تصل إلى ما قبل مرفقها..يضيق على جسدها ليُحدد مقوماتها الفتاكة..التي تُهلكه و تجعل من التعقل جنون..فتحة صدر واسعة..واسعة بـ درجة كبيرة فـ ينسدل أحد الأكمام عن منكبيها لتكن أكثر كرمًا من ثوبها وتُظهر عظمتي لوح الكتف البارزتين

إبتسمت بـ شقاوة وهى تشتم عطره يُخدر حواسها..حافي القدمين وبنطال من خامة الچينز يُحيط خصره و قميص فُتحت جميع أزراره لتظهر عضلات صدره و معدته..خُصلاته المُشعثة التي وازت خُصلاتها بـ تلك التصفيفة الغريبة..تأملها بـ تلك الجديلتين الرائعتين تتناثر منها الخُصلات بـ غجرية فاتنة..ومُؤخرة عُنقها مُزينة بـ كستنائيتها

إبتسم وهو يتقدم منها..وضع يده حول خصرها يجذبها إليه..ويد ظهرت أمام صدرها تُهديها زهرة بيضاء..إبتسمت وأخذتها بـ سعاد..وهمسة رجولية خالصة

-صباح الفراولة

-مالت بـ رأسها إلى صدره وقالت:صباحي يحلى بيك...

ضحك وقّبل عُنقها بـ هيام ليتساءل بـ عقدة حاجب

-بتعملي إيه!!

-شوية قهوة

-قطب حاجبيه وقال:وهى القهوة بتتعمل كدا!

-وضعت يدها على يده وقالت:أومال بتتعمل إزاي!

-أبعدها وقال:أستني وشوفي..وبعدين أنا مش معلمك!!...

وإبتسامة خبيثة إرتسمت على وجهها..تعلم كم يكره صُنع القهوة بـ تلك الطريقة الغير آدمية بـ حقها كما يُخبرها دائما..وجدته يتجه إلى خزانة المطبخ وأخرج منها محتويات القهوة وما يِساعده..ثم إتجه إلى البراد وأخرج قنينة ماء بارد..ظنت أنه سيرتشف الماء ولكنه بعدما وضع البُن والسكر سكب الماء البارد..تذمرت بـ سخرية

-هى القهوة بـ تتعمل بماية باردة!!

-أشعل الموقد وقال:ومتلجة كمان..ولازم تتعمل على نار هادية جدًا عشان البُن يستوي كويس

-رددت بـ إستنكار وهى تضع يدها بـ خصرها:تستوي؟!...

قام بـ تقليب القهوة ثم عاد يلتفت إليها ليقول وكأنه "قهوجي" مُحترف

-إحترمي القهوة عشان تحترمك..كيّفْي القهوة عشان تكيّفْك...

ضحكت بـ قوة لتتقدم منه وتقف بـ جانبه..ترى إهتمامه بـ صُنع قهوته الخاصة..يصنعها ويأبى أن تصنعها له..يُحب تلك القهوة التي يصنعها بـ يده ولا أحدًا أخر

بعد عدة دقائق أزال القهوة وقام بـ سكبها بـ فنجان قهوته..قربها من أنفه وإشتمها ثم قال

-شوفتي!!..صحيح ريحتها حلوة بس مش أحلى من الفراولة

-ضحكت وقالت:ماشي يا سيدي دوق بقى القهوة اللي عملتلي عليها درس...

إرتشف منها ليعقد حاجبه ويقول

-القهوة دي ناقصها حاجة..دوقي كدا...

إرتشفت من يده القليل ولكن مذاقها أكثر من رائع..عقدت حاجبيها وقالت

-طب ما هي حلوة أهي

-عاد يرتشف موضع شفتيها ثم قال بـ تلذذ:أهي كدا ظبطت...

حركت رأسها بـ يأس وهى تضحك..هى تعلمت بـ الفعل كيف تصنع قهوتها الصباحية كما علمها ولكنها تعشق تلك المناوشة..يبدأ بـ إعدادها ونفس السيناريو اليومي..مذاق غريب..ترتشف..يرتشف موضع شفيتها  ويعود المذاق رائع

أتاها صوته وهو يقول بـ جدية

-حضروا نفسكوا بقى عشان هنرجع مصر النهاردة..أنا تقلت على سامح وصابر أوي

-أومأت بـ تفهم قائلة:خلاص تمام..متشلش هم...

قبّل جبينها وتركها تذهب وهو ينظر إليها تبتعد ليبتسم بـ خبث ثم يصرخ قائلًا بلا خجل

-لما تخلصي ناديلي عشان فيه موضوع خطير عاوزك فيه فـ أوضتنا...

********************************

إستيقظت وهى تأن بـ خفوت..جسدها تشعر وكأنها صُدمت بـ شاحنة عملاقة..وضعت يدها على جبتها لتصطدم يدها بـ شئٍ مُبلل..أمسكته لتجدها منشفة..يبدو أنه أكمل صنع كمادات لها..تنهد وهى تتفحص المكان لتجد نفسها بـ غرفة نومه..شهقت شهقة مكتومة وهى تتساءل كيف وصلت إلى غُرفته!!

نظرت إلى ثيابها لتجدها كما هي ذفرت بـ إرتياح ثم نظرت إلى باقي أنحاء الغُرفة لتجده ينام على الأريكة..يضع يداه بين ساقيه المثنيه ورأسه تكاد تسقط من فوق الأريكة

تذكرت أنها بعدما أنهت صحن الحساء وأخذت دواءها حتى نامت..ظنت أنه حُلم ما أن فتحت جفنيها وهى ترى وجهه قريبًا منها وأنفاسه الساخنة تلهب وجنتها..سمعت همسة دافئة منه

-نامي..إستريحي...

أومأت وهى تُدير يدها حول عنقه..وعند تلك النُقطة تضرجت وجنتيها بـ حُمرة خجل قانية..كيف تجرأت وفعلت ذلك!..ذفرت وإتجهت إليه تُعدل من وضعية رأسه ثم دثرته جيدًا

ظلت تتأمله بـ حُب وأطراف أناملها تسير على حاجبيه وجفنيه..سمعت تذمر يخرج من شفتيه لتبتعد سريعًا وتتجه إلى أسفل بـ توتر وخطوات مُتعثرة

إتجهت إلى المطبخ وقد قررت شكره على إعتناءه بها.."فطيرة سكر" يُفضلها وكأسًا من الشاي بـ حليب..طعام إفطار مثالي بـ النسبةِ لها..تنهدت ثم خرجت وجذبت  ورقة وقلم ثم خطت بضع كلمات ورحلت

بعد وقتٍ قصير نهض وهو يتأوه من ألم عنقه بسبب نومه الخاطئ..نظر إلى الفراش وجده فارغ..لنتهض كمن لدغته أفعى وهدر بـ خوف

-مروة!..مروة!!!...

ولكن لا رد..هبط الدرج سريعًا يتعثر ولكنه لم يجدها..زفر بـ ضيق وهو يضع يده بـ خصره  وقد إكتست ملامحه الحزن..مسح على وجهه وإتجه إلى المطبخ عاقد العزم على تناول فنجان قهوته

ولكن ما أن دلف حتى إشتم تلك الرائحة الطيبة وكيف يغفل عن فطائرها الرائعة اللذيذة مثلها أمس!!..وما فعله أمس!..إبتسم وهو يضع يده على فاه ويضحك..لو علمت ما فعل لوضعت سم فئران بـ فطوره

جذب الورقة الت خطت بها بـ خط يد رقيق يليق 

بها

-"صباح الخير الأول..ثانيًا شكرًا على اللي عملته إمبارح ومعرفتش أشكرك إزاي غير إني أعملك حاجة بتحبها..مش هقدر أقولك أسفة أكتر من كدا لأني عارفة إني آذيتك..بس عوزاك تعرف إني بحبك يا شريف ولأخر عمري بحبك ودا ملوش دعوة بـ أي إتفاق..مشاعري مش بتتقايض بـ فلوس..مع السلامة"...

إبتسم بـ تهكم وهو يلعن قلبه الذي عصاه عندما رآها بـ تلك الحالة ليلًا..الرعب و الهلع الذي أصاباه كادا أنه يتقلاه..إرتجافها وإزرقاق شفتيها التوتية جعلاه ينسى كل ما فعلته فقط هي..وكيف يُمكنه الغضب من كُتلة البراءة تلك..شقية و مُشاكسة..رقيقة و هشة..يُريدها بـ جوارحه وسُحقًا لكبرياؤه الذي يمنعه عن إستكمال إكتشاف كنزه

قلب الورقة ليجد مُلاحظة ويكاد يشعر بـ كم الصرامة والتحذير بها مما جعله يبتسم قرأها بـ صوتٍ عال وإبتسامته تتسع

-إياك تشرب القهوة على معدة فاضية..وأنا حذرتك

-منك له يا كورة الشعر أنتي..خلتيني مش على بعضي..خلتيني  مش عارف نفسي

*******************************

مرت سبعة أيام مُذ أن عادا إلى مصر..والأمور هادئة..هادئة بـ شكل يُثير الشك والريبة..وأكثر ما أثار ريبته صديقه صابر وهو يقص عليه ما حدث..وإختفاء الجثث دون تدخله أو مراد..أمر أثار خوفه بـ طريقة حطمت أضلعه

ها هو يعود إلى قصره بعد يوم عمل طويل..هدوء وسكون مُرعب.إنتفض قلبه وهو يرى القصر خالي تمامًا..لا حرس ولا حياة..أخرج سلاحه من جذعه العلوي وإتجه إلى الداخل

إتسعت عيناه وهو يرى مذبحة..مذبحة حدثت بـ قصره دون أن يعلم أحد..حرسه مقتولين بل بـ الأحرى الجميع مذبوح..جثى لأحد الجثث..ليجدها دافئة أي لم تحدث تلك الفاجعة مُنذ زمن..نهض بغتةً وهدر

-روجيدا!!...


وركض إلى داخل القصر..أيضًا سكون والأضواء تُنير قصرًا فارغ غادرته الحياة..إنتفضت قلبه بـ قسوة آلمته..وشعر بـ أن الدماء تُسحب من جسده..ليأزر بـ صوته

-جُلنار!!..أمي!..سامح؟...

ولكن لا رد سوى صداه..إبتلع ريقه وتوجه إلى الداخل وقف بـ مُنتصف الصالة ولكن إتسعت عيناه وهو يرى جُثة تسقط من أعلى..رفع سلاحه كـ رد فعل ولكن لا أحد

إتجه إلى تلك الجُثة بـ حذر وما طمأنه أن جسده لا يُلائم جسد شقيقه..قام بـ إدارتها إليه لتتسع عيناه بـ ذهول ثم إنتفض واقفًا وهو يُتمتم بـ عدم تصديق

-اللوا يُسري!!!...

أستمع إلى صوت خطوات تهبط الدرج ليعود ويرفع سلاحه ثم توجه إلى الدرج..بـ الأول     لم يتعرف على ملامحه ولكن ذلك الصوت وتلك النبرة يعرفها تمام المعرفة..صرخة خبيثة مع إبتسامة إنطلقت مزقت أُذني جاسر

-Surprise  (مُفاجأة...

حبس جاسر أنفاسه ليتجمد أرضًا وكأن صاعقة أصابته من السماء..إتساع عينيه و دقات قلبه التي توالت بـ قوة حتى كادت أن تتوقف من فرط سُرعتها ثم ليهمس بـ أنفاس مسلوبة

-أنت!!..بس أنت ميت!..


             الفصل الواحد والثلاثون من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-