رواية سرقتي قلبي الفصل الاول والثاني بقلم شمس مصطفي
المقدمه ... و
هي طفله لم تعش طفولتها في وقتها ! .. التقته صدفه كانت تسرق بها ، و لكنها لم تسرق المال فقط انما سرقت لب قلبه ،، احتواها و كفلها .. فكانت بالنسبه له ابنته الضائعه ، اما هي فقد وجدت به اباها الرحيم الذي تبرأ منها .. فهل يبقيا معا ،، ام تفرقهما صدفتهما التي جمعت بينهما ؟؟ ...
سرقتي قلبي ،،،🌷❤. الفصل الاول ....
تحركت قدماه برشاقه ينزل بسهوله درجات السُلم الطويله ، و هو يغلق الزر الخاص باذرع بدلته ... اتجه الي الغرفه المخصصه للطعام بجوار المطبخ الواسع الموجود في احد اركان ذالك القصر الشاسع الخاص بعمه رجل الاعمال الشهير "ماجد الالفي" صاحب اكبر سلسله مصانع و شركات إنتاج الملابس في الشرق الاوسط ! .. ذالك الرجل الستيني ذو الملامح الحاده الصارمه التي تلين فقط مع ابن اخيه .. فقد ابنته منذ كانت في عمر الخامسه و بعدها توفي شقيقه و ترك له ابنه ذو الخمس عشره عاما ليتولي ماجد تربيته و هو يحبه كما كان يحب ابنته ، فلقد عوضه الله بذالك الفتي الذي كان له عالمه .. تزوج من "شاهيناز السمندري" بعد وفاه زوجته بعده ايام ،، و هو الان يعيش معها هي و حازم ...
هو .. حازم الالفي .. ابن شقيق السيد ماجد توفي والده و هو ف الخامسه عشر م عمره .. يمتلك بشره قمحيه عينان سودواتان و شعر بني اللون .. هو في الثامنه و العشرين من عمره انتهي من دراسه كليه الفنون التطبيقيه قسم التصميم .. ليعمل بعد ذالك في شركات عمه و يديرها له ...
هو شخص حنون و مرح الي حد ما مع اسرته فقط يكره زوجه عمه لانه يراها ماكره سيئه الطباع .. هو جاد و حازم في عمله كثيرا و لكنه ايضا طيب اذا لزم الامر !! ...
طرق الباب طرقات خفيفه قبل ان يدلف الي داخل الغرفه و هو يعدل من سترته ، نظر له ماجد بابتسامه حانيه و هو يرحب به :
_ صباح الخير يا حازم يا ابني .
حازم بابتسامه :
_ صباح الخير يا بابا .
منذ ان انتقل الي العيش في منزل ماجد و هو يناديه بلقب "بابا" فكلاهما يفتقران ل ذالك اللقب ، اتجه الي مقعده بجوار مقعد والده علي تلك المنضده الكبيره ، نظر الي زوجه عمه التي نظرته بنظرات ازدراء هاتفه :
_ مش هتسلم عليا و لا انا هوا !
ابتسم بسخريه يجيبها :
_ العفو طبعا ! .. صباح الخير يا طنط شاهيناز ! .
تعمد لفظ ذالك اللقب الذي تكرهه هي كثيرا ، فهي ترا انها صغيره في السن لا تكبر اطلاقا بفضل جراحات التجميل التي تقوم بها و مداومتها علي الرياضه مما يجعل جسدها ممشوقا .. طالما تشاجرت معه بسبب تلك الكلمه و لكنه لا يكترث لها بل هو يتعمد ايضا اغاظتها بكثره نطقه للفظ ! ..
نظرت له بغيظ و ضيق شديدين تهتف من بين اسنانها :
_ حازم يا حبيبي مش انا قولتلك قبل كده كتير بلاش طنط دي و قولي ماما .. انا في مقام والدتك بردو !
لم تجبها سوا نظرات السخريه التي ملأت عينه ، ليوجه بعدها نظره الي عمه قائلا بهدوء و كانه يتعمد الا يلقي لحديثها بالا :
_ هو احنا مش هنفطر و لا اي يا بابا انا ورايا شغل كتير .
_ لا طبعا ازاي اتفضلو مدو اديكو و كلو .
_ صحيح يا بابا متنساش اجتماع المناقصه النهارده ،، انا لولا اني عارف ان حضرتك مصمم تحضرها كنت كسبتها و انا قاعد علي مكتبي .
( يا ولا ع الثقه 😂)
ابتسم له ماجد بحنان و هو يربت فوق كف يده الموضوعه فوق الطاوله قائلا :
_ الموضوع مش موضوع مناقصه يا حازم .. الحكايه كلها تار قديم و انا بخلصه ! .
اماء له حازم بتفهم :
_ تمام يا بابا الي تشوفه ، هنستناك في الشركه الساعه 10 بالظبط .
لينهض بعدها تاركا الملعقه و هو يتمتم بكلمات الحمد ، مد يده يغلق زر سترته لينحني علي يد ماجد يقبلها بحنان ، ربت ماجد علي كتفه ليبتسم الاخير بهدوء ثم ينصرف من الغرفه قاصدا مكان عمله ! ......
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
في مكان اخر بعيد جدا عن ذالك الاجتماع الاسري السعيد ،، وقفت تلك الطفله الصغيره امام ذالك المتجر الصغير الخاص ببيع الزهور تنتظر رزقها لذالك اليوم .. هي تعمل گ بائعه متجوله للزهور .. حيث يعطيها صاحب المتجر الكثير من الزهور و يأمرها ببيعها للناس في الطريق ،، فتعود عليه بالنفع اولا ثم تعود لها بقوت يومها ..
وقفت تنتظره ليخرج ، و اخيرا بعد طول انتظار اتاها بسله مليئه بالزهور ، اعطاها لها قائلا بغلظه :
_ امسكي يا بت ، عاوزهم كلهم المرادي يتباعو ، و لو ابقي واحده هأكلهالك ! .
نفخت خديها بغضب تهتف به بحنق :
_ بس دول كتير عن بتوع امبارح يا عم حسن.
حسن بضيق و لا مبالاه :
_ ماليش دعوه .. لو عاوزه تاكلي عيش تبيعيهم كلهم ! .
نفخت مره اخري بضيق طفولي قائله :
_ حاضر يا عم حسن هبيعهم كلهم .. حاضر .
لتتناول منه السله ثم تتجه الي طريق جابني تسير فيه بضجر و تذمر طفولي ،، لتصل الي الطريق العام الذي ستبيع فيه تلك الزهور لتحصل علي قوت يومها الذي قد تكون تحرم منه لذبول الزهور في يدها يوميا !! ....
دخل شركته بهيبه طاغيه و ابتسامه واثقه ،، سار بخطوات متزنه دقيقه الي حيث مكتبه ، دلف الي داخله لتدخل خلفه السكرتيره الخاصه بمكتبه قائله بعمليه مواعيده اليوميه :
_ عندنا النهارده ميتنج الساعه 9خأ ، و بعديه مناقصه الساعه 10 مع شركه السيوفي ، و بعدين في وفد جاي م فرنسا لاستلام الشحنه الاخيره ، و معادهم الساعه 1 .
_ في اي مواعيد تانيه ؟؟ .
_ لا كده خلاص يا فندم .
_ تمام اخرجي ، و ابعتيلي حسام و ابعتي معاه اي ورق محتاج امضتي .
اماءت له لتأذنه بالخروج بشكل مهذب و تذهب الي مكتبها ، ترفع الهاتف الداخلي للشركه تهاتف مكتب صديق عمره "حسام" تطلب منه القدوم ! .
دخل حسام غرفته و هو يبتسم ابتسامه بلهااء قائلا :
_ زوما حبيبي ، صديقي الصدوووو........
لم يكمل جملته حين انقض عليه حازم يمسك به من تلابيب قميصه قائلا بغيظ :
_ بقي يا حيوان تصحيني الساعه 5 الفجر من أجملها نوومه علشان تقولي happy Valentine's day !! .. انتي فكرني ***** زيك و لا اي ،، جتك البلا ف شكلك .
حاول حسام ابعاد يده بتوتر و هو يهتف له مبررا :
_ بس اهدي بس يا زومه و انا هفهمك .
حازم بغضب شديد :
_ تفهمني اي بقي و بتاع ايه انت فاكرني ***** زيك.
ابعد حسام يد حازم عن ثيابه و هو يبتعد عنه قليلا يحاول التحكم بضحكته قائلا بصياح :
_ يا عم افهم بس كل الحكايه اني عارف انك مش عندك الي تحب فيه .. فقولت اقولك انا كلمه حلوه ف الفلانتاين بدل حبيبتك ، اهو .. علشان متزعلش ! .
نظر له الاخر بغضب و هو يضربه بعنف في كتفه :
_ و انت مالك انت اصلا يا بارد .. و بعدين هو في حد يكلم حد الساعه 5 الفجر انا قومت مفزوع قولت بيتكو بيولع!
ضحك حسام قائلا :
_ انشاله بيتكو و بيتنا لا ، بس و حياه ابوك ما تزعل مني.
حازم بضيق و هو يبعد نظره عن رفيقه :
_ طب امشي غور من وشي الوقتي علشان مش طايقك.
اقترب منه حسام و هو يمسك برأسه يقبلها :
_ طب بس خلاص متتقمصش كده ، و ادي راسك ابوسها.
ابتعد عنه حازم بعنف و هو يمسح محل القبله قائلا باشمئزاز :
_ اي داااا القرف ده .. اي الطريقه البلدي الي بقيت تتعامل بيها دي يا اخي ، امشي غور خلاص مش زعلان ! .
حسام بطريقه مرحه مستفزه :
_ طب علشان اضمن انك مش زعلان هعزمك علي العشا النهارده ، و انت الي هتدفع ،، منت عارف الميزانيه داخل ع وش جواز و الجهاز و العفش غالي و لسه بحضر الشقه و ....
اسكته حازم سريعا قائلا بعصبيه :
_ ايه ايه ايه .. مسوره شحاته و اتفتحت ، انت فاكر نفسك قاعد ع باب السيده ، امشي غور و بعد الشغل نبقي نروح نتغدي !
حسام و هو يخرج سريعا :
_ بس علي حسابك! .
نظر حازم الي ظله يبتسم بسخريه هاتفا في نفسه : .
_ معفن! .
رغم كل شيئ هو يعشق حسام اكثر من اي احد اخر ،، هو شقيقه الروحي الذي كان معه كل خطوه بدربه ،، يحبان بعضهما هما كالتوأمان في التفكير ، و لكن شخصيتهما مختلفتان تماما .. يعمل حسام معه في الشركه بعد ان ابتاع 20 % من اسهمها ، هو رجل شرقي اصيل يمتاز ببشره قمحيه و شعر اسود و عينان سوداوتان .. احب فتاه بسيطه كانت معه في الجامعة و اتجه لخطبتها و هما الآن يحضران للزفاف ، و هي تدعي( مني ) .
🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
كانت تقف اسفل تلك الشمس الحارقه ، فقد كانت الحراره في ذروتها هذا اليوم كما توسطت الشمس السماء بعد آذان الظهر ،، بدأت الزهور بيدها تذبل و تفقد مياهها و نضارتها كما بدأت هي تتعرق بكثره و يظهر شحوبها ..
اقتربت من تلك السيارات الواقفه في زحام المرور تقترب من كرسي السائق تهتف بحبور :
_ ورده يا بيه ؟! .
كان البعض يشتري منها الزهر بابتسامه حانيه و البعض الاخر يزجها بعنف بعيدا عن سيارته ..
- كان يقف في زحام المرور يضرب بيده علي المقود بعنف ، مرت ربع ساعه و مازال الزحام قائما ،، هاتفه حسام عده مرات خوفا عليه من الهرب من وجبه الغذاء الذي دعا نفسه اليها علي نفقة صديقه ..
رفع هاتفه الي اذنه يجيب حسام بضجر :
_ يا زفت قولتلك ف الطريق و الطريق واقف ، ايه اغنيهالك ؟! .
حسام بمرح :
_ لا يا زومه انا كنت بس بشوفك لتزوغ م الغدا و لا حاجه .
_ لا مش هزوغ ، و اقفل بقي مش ناقصاك كفايه عليا الطريق ! .
اغلق هاتفه ، يضعه بغضب فوق تابلو السياره ، ليضع احدي يديه فوق عجله القياده و الاخري اعلي نافذه السياره يستند بكفه فوق ذقنه ينظر الي الطريق بضجر و ملل ..
اقتربت منه بهدوء تربت علي ذراعه الموضوع علي النافذه تقول بابتسامه :
_ ورده يا بيه ؟؟ .. انا عارفه ان النهارده الفلانتاين ، خد مني ينوبك ثواب و فرح بهم المدام ف يوم زي ده ! .
اخفض يده عن النافذه ينظر لها بابتسامه ، تلك الطفله الصغيره ذات الطول القصير ، و العينان الزرقاوتان ، وجهها ملطخ ببعض التراب الذي التصق ب حبيبات العرق الغزير علي جبينها .. ملابسها بسيطه فقيره ، عباره عن قميص واسع ممزق و بنطال ايضا واسع و ممزق ..
نظر لملابسها بشفقه ، و لكنه ما ان رفع نظره ينظر لوجهها المبتسم و عيناها الضاحكتان المليئتين بالحياه ، الا و ابتسم بحنان و سعاده كأنه اسعد انسان في هذا العالم ! ..
ما هذا الذي رآه بعينها ، لقد رأي المها التي تحاول تلك النظره الخاصه بالامل طمره اسفلها ، نظره شعت بالحياه ، نظره طفل ينتظر لعبته ، و لكن هل تنتظر هي لعبتها ام تنتظر مستقبلها المشرق ؟؟ ..
ابتسم بتلقاءيه عليها و شعر كما انه وقع بالحب من النظره الاولي ، و لكن لولا انه يري امامه طفله لاقسم انه احبها من نظرته الاولي لعيناها المتفاءلتين ..
افاق من شروده بعيناها علي همسها الخفيض :
_ ها يا بيه هتاخد ورد ؟؟ الطريق اتفتح ! .
لم يشأ ان يُحزن عيناها لذا ابتسم لها قائلا :
_ ايوه هاخد .. اديني عشره .
_ حاضر يا بيه .
اماءت له و اخذت من سلتها تعطيه الزهور ، و هو ياخذها منها بابتسامه ، اخرج محفظته يخرج منها النقود ليعطيها ، و لكنه كان سخيا اعطا الكثير ، فابتسمت بتلقائيه و هي تنظر في النقود ، لاحظت تلك الزهور التي سقطت بالخطأ داخل سيارته ، لتنظر له بخجل قائله بحرج :
_ معلش يا بيه ممكن تناولهوملي ، و لا اقولك خليهم لحضرتك انت دافع كتير اوي .
انحني بجذعه يحضر لها الزهرات يعطيها لها قائلا :
_ لا خديهم انتي انا مش محتاجهم كفايه الي اشترتهم ...
شكرته بصوت خافت لتلتفت تنصرف من امامه بينما لا تفارق شفتيها الابتسامه .. بينما هو سعد بكثره من ابتسامه عيناها التي لاحظها قبل ابتسامه شفتيها !! ....
ادار محرك السياره ليتجه نحو وجهته ليقابل رفيقه داخل احدي المطاعم الفاخره لتناول الطعام و علي شفتيه ابتسامه جميله لا تفارقه ! ......
🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈
جلس ماجد اعلي فراشه ينظر الي صوره ابنته بعينان دامعتان ،، لقد فارقته في سن صغيره ، هو لم كمل معها سوا خمس سنوات من عمرها ..
ولكنه المخطأ لقد سمح للشك بان يدخل اسرته الصغيره و يدمرها ، قتل زوجته و افقد روحه ابنته الوحيده ، و هو الان يبكي علي اطلالها ! .. ما هذا
لمس علي صورتها التي في يده قائلا بحزن :
_ انا اسف يا بنتي ،، اسف يا نور عيني ، لو اعرف بس انتي فين اراضيكي ، كنت خدتك في حضني و مسمحتلكيش تخرجي منه .. انا الي دمرت اسرتنا بايدي ،، انا اسف ي بنتي ..
ظل يبكي و هو ممسك بصوره ابنته ندما علي ما اقترفه في ذنبها و هو يري طيفها يوميا في احلامه منذ حدث ما حدث لاسرته .. تأتيه في منامه تلومه حزينه علي ما فعله بها و بأسرتهم ،، ليعيش عشر اعوام منذ فقدها في ندم جم لا نهايه له ! .
💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔
جلس مع صديقه علي تلك المنضده الصغيره في ذالك المطعم يتناول صديقه الاكل بشراهه و هو يتحدث معه في امور عامه ..
ابتسم بحنان و هو يربت علي كتفه :
_ يعني كده نوين الفرح ع امتا ..
حسام بابتسامه حالمه :
_ بعد شهر ان شاء الله تكون مني فرشت الشقه .
حازم بابتسامه :
_ ربنا يسعدكو يارب .. الحمدلله انا كلت.
_ و انا كمان ، يلا نقوم .
ارسل حازم للنادل ليحضر له قائمه الحساب ،، تحسس جيب بنطاله يبحث عن محفظه نقوده ، و لكنه لم يجدها ، تذكر انه أخرجها في الطريق ليبتاع منها الزهور ، ثم وضعها علي التابلو في السياره بجوار الهاتف .. و لكنه حين سحب الهاتف من اعلي التابلوه لم تكن الحافظه معه ..
ليدرك حينها ما حدث حين انحني يحضر لها الزهور التي ادعت سقوطها ، ليهمس بغضب و غيظ شديدين بعد اكتشافه لسرقتها محفظه نقوده قائلا بغضب وغيظ :
_ اااه يا بنت الحراميه !!! .
الفصل الثاني ...
سُرق ، و مِن مَن ؟؟ من فتاه لا يتعدي طولها نصف طوله ! .. سرقته و هو گ الابله انساق وراء جمال عيناها ! .. لقد اصطنعت سقوط الازهار لتجعله ينحني و لا يراها و هي تقتلص محفظه نقوده !! .
كم شعر في تلك اللحظه انه احمق ، بل احمق كبير جدا ! .. اقال منذ دقائق انه وقع بحبها ؟! .. الان يقسم انها لو امامه الان لردها قتيله ! ...
لقد أُستغفل ياللسخريه !! .. اشتعل الغضب بعيناه و هو يتذكر براءتها الماكره التي ادت الي سرقه امواله و محفظته !! ... ضغط علي اسنانه بغضب يهمس بغيظ شديد :
_ ااااه يا بنت الحراميه !!! .
نظر له حسام بتعجب قائلا :
_ في ايه يا حازم ؟؟ .
حازم بسخريه و غضب شديد :
_ في اني اتسرقت ! .
ضحك حسام بسخريه هاتفا :
_ انت بتهزر صح ؟؟ .
حازم بسخريه و غيظ :
_ مش مصدق صح ؟؟ .. بس و الله لدفعها التمن .
حسام بضحك :
_ الصراحه لا .. المهم الوقتي هتدفع ازاي ، و لا هدبسني !! .
حازم بضيق :
_ لا يا معفن مش هدبسك .. هدفع بالكريد كارت ،، اتفضل اودامي بقي علشان نمشي .
_ بس بردو مقولتليش اتسرقت ازاي .
_ هحكيلك و احنا مروحين .
دفع النقود المطلوبه و اخذ صديقه متجهان الي سيارته لعوده كل منهما الي منزله ..
حازم بتعجب : انت فين عربيتك ؟؟ .
حسام ببلاهه :
_ لا منا قولت ان انت معاك عربيتك فقولت اوفر البنزين الصراحه .
نظر له حازم بغيظ شديد و هو يهتف بضيق :
_ و الله انت معفن .. اتفضل اودامي ! .
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
بعد يوم عمل طويل و مرهق بكثره بالنسبه لها .. اتجهت الي متجر الزهور لتعطي الرجل امواله التي جمعتها ،، اعطته نقوده ليثني عليها في جمع وفير للمال هذا اليوم .. قلبت شفتيها بضجر ، لو يعلم ما تفعل لتحضر له ذالك المال اللعين عله يكف عن أذاها ! .. فهو صديق ذالك الرجل الذي حُسب عليها قصرا والدها !! .. و يوم لا تجمع له المال يكون يوما عسيرا عليها ، فوالدها لا يتواني عن جلدها بحزامه الجلدي بكل قسوه ،، كما يمنعها من طعام العشاء گ عقاب علي عدم احضارها قوت يومهم كما يقول .. لذا منذ فتره اصبحت تبيع الزهر و هي تعود عليه بالمال الكثير ،، و ياليته يعلم من اين ياتي هذا المال ،، و حتي لو علم .. و كانه سيتاثر .. هي تعلم انه لن يتأثر فهو جشع لا يبتغي سوا المال ،،،
نفخت خديها بتعب ،، و هي تاخذ منه راتب اسرتها لذالك اليوم ،، لتلتفت تمضي نحو منزلها و هي تعلم ما سيحدث هناك ... !!!
طرقت باب منزلهم المهترء ليفتح لها ذالك الشاب الطويل ،، هو ف الحقيقه شقيقها الاكبر ،، لا يختلف ف البؤس عنها ، فهو حاله گ حالها تمام يعمل طوال اليوم ليرضي ابيه ببعض المال الذي لا يسد رمقه الجشع ..
فتح لها الباب يستقبلها مبتسما ، لتبتسم هي الاخري ، ثم ما لبثت ان اختفت الابتسامه حين سمعت صوت والدها يصيح :
_ مين الي جه يا مؤمن .
نظرت له هي قبل ان يجيب تباغته بسؤال خفيض :
_ هو مزاجه ايه النهارده ؟؟ .
مؤمن بسخريه و بنفس الهمس :
_ هتعرفي ! .
ثم رفع صوته يجيب والده :
_ دي غزل يابا .
دخلت الي المنزل لتجد والدها يخرج من احد الغرف الجانبيه ينظر لها بازدراء قائلا :
_ اهلا يا بنت امك ،، جايه متاخره ليه يا بنت ال**** بتتصرمحي مع مين في الشارع كل ده .
والدتهاا .. هي بالفعل تشبه والدتها كثيرا التي و للاسف ظُلمت مع ذالك الرجل الجشع الذي كان يجعلها تعمل ليل نهار في البيوت من أجل المال ،، ثم توفاها الله لياتي دورها هي و شقيقها في العمل ليل نهار من أجل جمع المال لابيها الجشع .. و ياليته يشبع من المال !! .
إجابته بتوتر و قد بدأ الخوف يتسرب الي قلبها و هي ترا تلك العصا الغليظه في يده لتهتف سريعا تنفي عن نفسها :
_ لا ابدا يابا و الله انا طول اليوم ف الشغل ، و عم حسن اداني قطعيه زياده ،، و انا بعتهاله حلو و جبتلك فلوس ياما ،، حتي بص .
أخرجت المال من جيبها تعطيه له ،ليأخذه و يقوم بعده ،، ثم بعدها يضعه في جيب سرواله ،، و يلتفت لها قائلا ببرود :
_ بردو يا روح امك اتأخرتي بره ، و انا ايش ضمني انك كنتي بتشتغلي مش بتتصرمحي .. لما تخديلك علقه كده تحرمي تتأخري بره حتي لو الشغل هو السبب !! .
نظرت له بفزع بينما هوا هو بعصاه الغليظه علي جسدها الصغير بعنف شديد يجلدها دون رحمه ،، لترتفع صرخاتها و توسلاتها له بالرحمه ، بينما يقف مؤمن ينظر لها بالم ، فهو حتي لو فكر مساعدتها فسيُضرب معاها ،، فهو قد فعلها من قبل و حاول الدفاع عنها فعُوقب ايضا معها بلا رحمه !! ....
💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔
جلست شاهيناز تتابع احدي المسلسلات علي شاشه التلفاز بينما يجلس بجوارها زوجها ماجد .. جلست تقلب في القنوات بملل و هي تنظر بطرف عيناها لماجد .. هي تفكر بالامر كما اخبرتها به صديقتها في النادي ،، ان ماجد قد شاب و بلغ من العمر مبلغه ، و سوف يأتيه الأجل في اي وقت ،، و اذا مات بالتاكيد سيجعل كل املاكه لابن اخيه ،، فهو منذ مده قد تغير معها و بكثره و اصبح لا يطيق حتي الحديث معها .. لذا فكرت و بمكر استغلال سلاحها الانثوي معه ،،،
صعدت الي غرفتها ترتدي قميصا قصيرا من الدانتيل يتلائم مع بشرتها البيضاء الغضه .. وضعت احمر شفاه قاني ، وضعت روبا خفيفا فوق ثيابها ثم نزلت له من جديد ..
كان حازم قد اتي و يجلس مع والده الروحي يتحدث في امور العمل ،، الي ان اتت .. نظر لها حازم بسخريه ، هو يفهم مخططاتها السخيفه و يحتقرها هي و تلك المخططات بشده ...
نهض عن مقعده مستأذنا عمه قائلا بهدوء :
_ هستاذن انا بقي يا بابا لحسن هموت و انام ،، تصبح ع خير .
ماجد بابتسامه :
_ و انت من اهل الخير يا حبيبي .
لينصرف حازم الي غرفته ،، بينما دخلت شاهيناز الغرفه تنظر لماجد بمكر و شهوه ، و هي تلقي بروبها بعيدا ..
جلست فوق قدماها بثوبها الفاضح ،، تقترب من شفاهه باغراء اذاب برودته معها ،، فهو في النهايه رجل !! .. ليقترب من شفتاها يلتهمها بشوق و لهفه ، لياخذها بعدها صاعدا غرفتهما ، و قد تناسي اي شيئ اخري فقط في سبيل ارضاء غريزته .. فهي زوجته و هو رجل متعطش للجمال !!! .
صعد حازم الي غرفته و هو يفكر في تلك الجنيه الصغيره التي سحرته ،، هي نعم سرقته و لكنها قبل ان تسرقه قد سحرته .. لقد رأي بعينيها الالم ، كما رأي ابتسامتها المشرقه ،، ما هي قصتها ؟! .. اذا كانت تبيع الزهور فلما تسرق ؟؟ .. هذا ما فكر به بصمت و هو يبدل ملابسه استعدادا للنوم .. .
تسطح علي الفراش يضع يداه اسفل عنقه ينظر الي السقف بشرود ،، يفكر فيها هي وحدها ، رغم انها سرقته ، و انه كان غاضبا منها صباحا لانه ظهر گ الاحمق امام نفسه قبل اي شيئ اخر ،، ولكنه ما ان فكر بالامر حتي اقنعه عقله انها لربما محتاجه الي المال بدرجه كبيره ، و بيع الزهور لا يُكسبها المال ،، و هو لا يعلم ما هي ظروفها حتي الان !! ...
نظر الي السقف يحدثها بشرود و كانها امامه :
_ انا لسه مش عارف حكايتك ايه ،، بس هيجيبك و اعرف حكايتك ،، و بتمني تطلعي زي منا متخيلك !! ...
هو يتخيلها بريئه سرقت المال لحاجه ملحه و يتمني ان تكون كذالك ،، لانه يراها صغيره علي سرقته لشيئ سوا الحاجة !! .. بذكر الامر فكر هو كم يبلغ عمرها قصيره الطول هذه ،، تبدو صغيره جدا في ان تسرق لبه من النظره الاولي كما قال !! ...
و عند تذكره عمرها ذكر قلبه بانها صغيره جدا ،، قد تكون في عمر العاشر او الخامسه عشر ،، لن تصلح له باي حال من الاحوال ،، لذا اصمت قلبه ، و تقلب علي جانبه يحاول النوم و ياليت يأتيه نوم و هي تحتل جفناه ترفض تركهما !!! ....
💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛
منذ ذالك اليوم و هو يذهب الي الطريق ذاته يوميا لمده اسبوعين كاملين يتعقب خطواتها و يراقبها بنفسه .. و طوال هذان الاسبوعان كانت تفعل مع كل الرجال داخل السيارات كما فعلت معه ،، هي نفس الحيله الماكره التي تتبعها للسرقه ،، يالها من خبيثه .. لولا انه رأها بأم عينه ما صدق قط انها تستغل براءتها بتلك الطريقه ..
و لكنه تتبعها ايضا الي ذالك المتجر يبدو انها لا تعمل وحدها ، بل تعمل تحت اشراف ذالك الرجل الخاص بمتجر بيع الزهور ،،، لقد رأها في كل مره تعطيه مالها المسروق ليأخذه جميعا و يعطيها بضعه وريقات گ مكافأه لها ، لتنصرف و تعود الي منزلها ..
كم احتقرها ،، كم سقطت من عينه !! .. كم علم الان انها لا تحتاج انما تسرق لمهنتها ،، بل تعمل تبعا لعصابه سرقه ايضا !! ..
لقد اقسم علي استرداد ماله المسروق منها ، بعد ان شعر بالغضب الشديد منها ، فيبدو أن تنكرها البريئ .. ذائف ،، و هو لن يمرر الامر مرور الكرام و لو اضطر ان يسلمها الي الشرطه ،، سيضغط علي قلبه و ليحدث ما يحدث ، فهي سارقه و تستحق القتل !! ....
ذات يوم ...
كانت تقف بجوار احدي السيارات الواقفه بجوار احد الارصفه تمارس علي سائقها حيلتها لسرقته ،، و لكن يبدو انها تنسي زبائنها ،، فيبدو ان ذلك الرجل ضحيه قديمه مثله لن يترك لها امواله !!
وقفت امام الرجل تبتسم ببشاشه :
_ ورده يا بيه ؟؟ .
ما ان رأها الرجل حتى صرخ بقوه :
_ انتي تاني ؟؟ .. كويس انك جايالي برجليكي ،، اطلعي يا بت بالفلوس بتعتي الي سرقتيها من يومين ..
ادركت انه احد ضحايا سرقه قديمه لها ،، كما ادركت انه لن يتركها تحيا بسلام ،، لذا عندما راته يفتح الباب استعدادا للنزول من أجل الامساك بها ، حتي ركضت سريعا من امامه و هي تتوسل قدماها بالمتابعه ...
كان هو يتابع ما يحدث من بعيد و لا يدري أينتفض يعدو لمساعدتها ام يتركها لمصيرها گ عقابٍ منه علي ما اقترفته في حقه .. و لكن يبدو ان قلبه اللعين انتصر فلم يشأ ان يتركها هكذا ، قد يتطاول عليها الرجل بيده ، و هي تبدو ضعيفه ،، ضعيفه !! هي لا تملك للقوه عنوانا ابدا فهي هزيله جدا تكاد عظامها تظهر من اسفل جلدها اثر نُحفها !! ..
ركضت و ركض ذالك الرجل الضخم خلفها ،، ركضت الي طريق مسدود لا مخرج له ،، و حاصرها فيه ذالك الرجل ،، حاولت الدفاع عن نفسها فالقت عليه تلك السله الممتلئه بالزهور التي كانت في يدها ،، و لكنها لم تصب الرجل بخدش واحد ..
اقترب الرجل منها و هو يشمر ساعده قائلا بقذاره :
_ تحبي بقي اخد منك فلوسي ازاي ،، انا عن نفسي بحب الطريق الي كله ملبن !! .
قالها بوقاحه شديده و كأنه يدعو نفسه لجسدها و هو يتلحس شفتاه بطريقه مقززه ،، بينما ضمت هي يداها الي جسدها تحتضن نفسها بخوف شديد و هي تتوسله :
_ و النبي يا بيه اخر مره .. ابعد .. ابعد عني و انا هرجعلك فلوسك ! .
الرجل بوقاحه :
_ و ع ايه الفلوس اعتبريني دفعتها مقدما ! .
صرخت بفزع و هي تراه يقترب منها يحاول شق ثيابها و هو يقبلها بعنف شديد .. صرخت صرخات مكتومه داخل فمه القذر بينما تحاول التشبث بثيابها ،، و لكن هيهات كان اقوي منها !! .
انتفض كلاهما علي اثر صراخه الهادر الذي اتي من حيث لا يعلمان :
_ انت يا حيواااان !! .
ركض اليها ينزع ذالك الرجل الضخم عنها ، و هو يضربه بعنف و يلكمه بقوه ،، نظره له الرجل بسخريه قائلا :
_ انت مالك داخل حامي كده لي ،، و لا تكونش زبون قديم ..
نظر له بغضب و اتجه اليه و غريزه الغضب تحركه ،، لقد تألم قلبه لرؤيتها هكذا ،، حتي لو كانت سارقه ،، فقلبه الاحمق يميل اليها ..
اتجه اليه يمسكه من تلابيب ملابسه يصرخ فيه بغضب و هو يلكمه :
_ يا حيوان يا قذر .. دي مراتي !! ...
صرخ بها و كان قلبه هو من نطقها ،، نطقها دون وعي و هو يلكم ذالك الرجل ،، اراد الدفاع عنها ، كما ان كلمات ذالك الرجل اغضبته ،، و لكن ليته لم يفعل سيفتح علي نفسه ابواب جحيم و يبدو انها ستكون ساعيها !!! ......
