رواية بنت القرية الفصل الثالث والرابع والخامس بقلم ملك كريم


رواية بنت القرية 

الفصل الثالث والرابع والخامس 

بقلم ملك كريم 


فى الحديقة


كانت تجلس نور تقرأ فى كتاب لها بعيد عن الحفل قليلا لتنظر الى هاتفها : الوقت اتأخر   جدى هيموتنى واثناء سيرها تُصادم جسد عريض فتسقط القهوة على كتابها وتسقط هى أرضا وترفع رأسها لتجد عيون بنيه حادة تحدق بها لتلتفت الى فستانها لتقول بصدمة : يالهوى الفستان باظ هعمل ايه انا دلوقتى لتنظر الى تميم المحدق بها : انت ايه مش شايف اهو الفستان باظ منى و امسكت   بالكتاب وبدأت الدموع تتجمع فى عينيها : كتابى ..القهوة كلها   جت على الكتاب ليه بس كده يارب ..ليمد يديه يساعدها على النهوض : هاتى ايدك علشان تقومى ...لترد بعصبيه : كتر خيرك هقوم لوحدى مش كفايه اللى عملته ...


تميم بعصبيه : انتى عبيطه يا ماما انتى اللى غلطانه ومشايه زى العاميه وبتحطى الغلط عليا انا ...والله الواحد بيشوف اشكال تقرف على الصبح


نور بعصبيه وصوت باكى : اولا انا مش عاميه ..وكل ده غصب عنى واهو الفستان بتاعى باظ .. وكتابى ..تعرف الكتاب ده غالى عندى قد ايه روح يا شيخ منك لله 


وعندما اراد الرد عليها تركته وذهبت الى المرحاض لتحاول ازاله اثار القهوة من الفستان .....


بعد نصف ساعة 


الجد نوح بغضب : سيلين روحى شوفى نور فين الناس بتسال عليها 


انطلقت سيلين للبحث عن نور واثناء سيرها وجدت نور قادمة 


سيلين : ايه يا بنتى كنتى مختفيه فين كده وايه اللى حصل للكتاب بتاعك ده 

نور بحزن : واحد رخم كده خبطت فيا والقهوة بتاعته وقعت على الكتاب والفستان بتاعى بس عرفت انضف الفستان بس الكتاب مش عارفه اعمل فيه ايه 


سيلين : حصل خير ..بس انتى زعلانه ليه دلوقتى الفستان كويس اهوه مش باين عليه حاجه 


نور بحزن : الكتاب ده اخر كتاب بابا اشتراه ليا  وكان موقع من الكاتب فعلشان كده ..  يلا بقى حصل خير تعالى نروح عند جدى 


.................................................................


فى الصعيد


الحاجه رابحه بنواح : يا نصيبى الاسود وبدأت فى اللطم على وجهها :  انا عايزه اشوف ابنى اتصرف يا كارم حرام عليك كله منك انت وابوك اتصرف ورجعلى الواد مليش دعوه 


الحاج كارم : اقفلى خاشمك يا وليه عايزانى اعمل ايه يعنى اروحله اتحايل عليه زى الولايا 


رابحه : روح يا كارم علشان خاطر عيالك ... وحياه سليم وسلمى بنتك لتروح .. البت مشافتش اخوها من زمان وانا عايزه ابنى جنبى هنا روح يا كارم 


كارم : اروح اقوله ايه معلش يا حاج ابراهيم ملكش دعوه بالواد ابنى اصل امه خايفه عليه 


رابحه بغضب  : انتوا اللى قتلتوا اخوه الوحيد محدش قال ليكوا تعملوا كده 


كارم بسخرية : يا سلام مش عيله الغريب هى  اللى قتلت ابويا عايزانى كنت اقعد زى الست الخايبه ومخدش حق ابويا 


لتدخل سلمى الى الغرفة : يا ابوى فى حاجه اسمها حكومه وقضاء وقانون في البلد كان هيجيب حقك انما انت اللى اتسرعت وقتلت اخوه ..


كارم : انتى باين عليكى العلام قصر على مخك ..انتى نسيتى ان احنا صعايده ودمنا حامى ومينفعش نسيب دمنا على الارض 


سلمى : منستش اننا صعايده بس خلاص موضوع الطار ده فات اوانه ولازم ينتهى 


كارم بعصبيه : خلاص مش عايز كلام فى الموضوع ده دلوقتى ....انتى مسافره دلوقتى 


سلمى : اه هروح اسكندرية 


رابحه بفرحه : هتقابلى اخوى مش كده 


سلمى : اه يا ماما وهقعد عنده كمان ...سلام بقى علشان متأخرش عايزين حاجه 


رابحه وكارم : عايزين سلامتك .. خلى بالك من نفسك ..


سلمى : حاضر 


( سلمى الشامى : فتاه تبلغ من العمر 23 ربيع اخت سليم الشامى (تؤام) تخرجت من كليه الهندسة )


............................................................................


بقصر عائلة الهلالى ( موقع الحفل )


سارت سيلين متجهه الى مكان جلوس العائلة وبجانبها تسير نور وتوقفت عند مقعد الجد نوح 


سيلين بفرحه : اهو يا جدو جبت الانسه نور لحد عندك 


الجد نوح بهدوء : كنتى فين يا نور الحفلة دى المفروض بتاعتك 


نور وقد ظهرت علمات التوتر على وجهها : انا اسفه يا جدى بس انا مش بحب جو الحفلات وكده فكنت فى الجنينه بعيد عن الدوشة 


اشار الجد نوح الى معتز : معتز خد نور عند عيله القاسم علشان كانوا عايزين يشوفوها 


حرك راسه بالموافقه وسار برفقه نور واثناء ذهابهما 


معتز بابتسامه : نور بلاش تتوتري كده خلاص شويه والحفله هتخلص 


نور بهدوء : لا لا انا مش متوتره انا كويسه ..بس انا مش بحب التجمعات فعلشان كده


معتز : ااه تمام ...بصى اللى احنا رايحين ليهم دول اسمهم عيله القاسم يعتبروا اصدقاء العيله وشركاء شغل كمان  هعرفك عليهم دلوقتي  


نور : تمام 


وصل معتز وبجانبه نور الى مجلس عائلة القاسم وبدأ معتز الحديث


معتز : عمى منير اعرفك نور بنت عمى 


منير بابتسامه : اهلا اهلا ازيك يا نور ماشاء الله زى القمر ليه حق جدك يخبيكى عننا 


نور بابتسامه تعلو ثغرها : ربنا يخليك يا عمو 


وتابع منير  : دى بقى تبقى بسمه بنتى

 

تقدمت بسمه من نور واحتضنتها : انا بقى ابقى بسمه بنت الراجل الكبره ده زى مهو قال باين عليكى كده هاديه وسكره وتتحبى لينا قاعده مع بعض 


نور بضحك : هاديه مره واحده انتى متعرفيش حاجه .. المهم هستناكى ونقعد مع بعض 


تابعت بسمه : لا انتى اللى هتجيلى 


نور بحيره : بس انا مش عارفه طريق البيت بتاعك 


بسمه : متخافيش معتز هيجيبك او اجى اخدك انا شخصيا اتفقنا 


نور بفرحه : اتفقنا 


تقدمت منها عصمت : انتى بقى نور مرات عمك نرمين قالتلى انك متربيه فى قريه الكلام ده صح 


نور بفخر : اه فعلا كلامها صحيح انا متربيه فى قريه 


عصمت : اااه وعلى كده بقى انتى متعلمه 


نظر اليها منير نظره اسكتتها وتابع النظر نور : متاخديش على كلامها يا نور 


نور بهدوء : لا عادى انا اتعودت على الكلام ده


معتز : فين تميم باشا مختفى ليه

 

واتى صوت تميم من الخلف : انا برضو اللى مختفى يا جدع متقولش كده 


معتز محتضنا تميم : خلاص يا عم حقك عليا ...المهم اعرفك نور بنت عمى 


وعندما وقف تميم امام نور كانت الصدمة وتحدث بخبث : ااه نور ...ومد يديه لمصافحتها : اهلا انا تميم القاسم   


ولكن بدل ان تُمد يد نور صافحه معتز وقال : معلش بقى بنتنا مش بتسلم على شباب   وغمز لنور مما جعل وجنتيها تشدد احمرارا واردفت قائلة : اهلا يا استاذ تميم اتشرفت بمعرفتك 


تميم بخبث : وانا اكتر والله 


 وجهت نور نظرها لمعتز وبصوت منخفض : يلا احنا يا معتز 


حرك راسه بالموافقه : نستأذن احنا يا جماعه


وتحرك نور ومعتز للذهاب ولكن اوقفهما صوت بسمه :هستناكى بكره يا نور اتفقنا    


حركت نور راسها بهدوء دليل على الموافقه : حاضر يا بسمه ...ثم نظرت الى معتز : شكرا يا معتز 


معتز : شكرا على ايه 


نور : قصدى على اللى انت عملته مع تميم  


معتز بابتسامه هادئه : ااه ..لا شكرا على ايه انتى اختى يا نور زى سيلين ورنيم ولازم احافظ عليكي زيهم بالضبط ولا انتى مش شيفانى اخوكى 


نور بابتسامه :اكيد طبعا انت اخويا ربنا يخليك 


معتز : ويخيكى .....اهو يا جماعه سلمنا على عيله القاسم اى اوامر تانى 


ايمن : لا يا استاذ معتز تشكر على خدماتك 


معتز بضحك : والله يا باشا ده اقل حاجه نقدر نعملها مع حضراتكم 

 

ضحك الجميع على حديثهم وانتهت الحفل وعاد الجميع الى منزله 

............................................................................


فى مكان اخر بالاسكندرية ( عند سليم الشامى )


عبر الهاتف 


سلمى : الو يا سليم انا وصلت للشارع اللى قولتلى عليه انى بيت بالضبط 


سليم : بصى تالت بيت على اليمين انا واقف فى البلكونه شوفتينى 


سلمى : اه اه خلاص انا جايه اهو 


وبعد عده دقائق وصلت سلمى الى منزل اخيها وطرقت الباب كده مرات لياتيها صوت اخيها ووهو يفتح الباب : يا تري مين اللى جايلى فى وقت متاخر زى ده 


لتقول سلمى ضاحكه : يا خفيف هيكون مين يعنى 


وارتمت فى حضن اخيها لتزيل الاشواق العالقه منذ سنوات طوال : وحشتنى اوى ياسليم البيت وحش من غيرك 


سليم محركا يديها على حجابها : وانتى اكتر يا حبيبتى هنعمل ايه القدر 


سلمى بحزن : مش القدر يا سليم ابوك وعيله الغريب السبب ..ثم تابعت بسعاده : هنخلينا واقفين كده على الباب ولا انت جايب حريم جوه 


قام سليم بضربها على مؤخرة راسها : خشى خشى وحشنى هزارك


............................................................................


فى غرفة نور 


كانت جالسة على فراشها ممسكه كتابها تحاول ازاله القهوه من عليه : يارب ليه الكتاب ده والله لو الى كتاب تانى مكنتش هزعل عليه ..يلا منه لله   راجل رخم ..لا وكان واقف يتكلم معايا بكل وقاحه على اساس انا الغلطانة وهو اصلا الغلطان ...ولا انا انام احسن بدل م انا بكلم نفسى كده ....ووضعت الكتاب بجانبها وغرقت فى سبات عميق 


...........................................................................


فى غرفه تميم القاسم 


جالس على فراشه شارد فى هذه العيون التى تشبهه حجر الزبرجد الازرق ثم تابع شروده ضحكات عاليه وهو يتذكر حديثها معه عندما سُكبت   القهوة عليها ...ثم فاق من شرود وحدث نفسه : ايه اللى حصلك يا تميم واشار الى قلبه قائلا : وانت مالك بتدق كده ليه ...لا لا  مستحيل ..مستحيل ...وبعد حديث طويل يدور بين قلبه وعقله خلد الى النوم 


............................................................................


 

تبسّمتْ لي فصارَ الكونُ يبسُمُ لِي  .. وخاطبتني فذاكَ الكَلْمُ ألحانُ


فلم ترَ العينُ عَينِي مثلهَا أبدًا ..  كأنْ عُيونِيَ في الجناتِ قد كانُوا


أحببتُهَا مُذْ رأيتُ العينَ والشَّفَةَ ..   أحببتُهَا مُذْ رَأيتُ الشَّعرَ يزدانُ


شقراءُ بيضاءُ مثلَ العاجِ قامَتُهَا ..  مثلَ الرُّخاَمِ وسَاقَاهَا لَأَغْصَانُ


لَهَا عُيُونٌ كمثلِ البحرِ تُغْرِقُنِي    ..  خَدٌّ أسيلٌ وساقٌ مِثلُهَا البانُ


يا ليتَ شِعْرِيَ هلْ أنتِ الملائِكَةُ  .. يا ويحَ قلبِي أَإنسٌ أنتِ أمْ جانُ


إنّ العيونَ التي شافتكِ عاشقةٌ     ..    وإنّ قلبِي لرؤياكُمْ لولهانُ 


عطرتِ غُرْفَتَنَا يَا وَرْدَةً عَبَقَتْ     ..  كَأَنَّ رِيحَكِ إكْليلٌ وَرَيْحَانُ 


مَا كَانَ وَصْلُكِ الّا مِثْلَمَا الحُلُمِ      .. لكلِّ شَيْءٍ إذا مَا تَمَّ نُقْصَانُ


............................................................................


وها هو صباح جديد واحداث جديد بانتظار ابطالنا فهل ستكون سعيده ام حزينة ؟


استيقظت نور مبكرا وهى فى كامل نشاطها وادت فرضها وقرأت وردها واستعدت للذهاب الى منزل عائلة القاسم وخرجت من غرفتها متجهه الى غرفه الجلوس بعد ارتدائها فستان بسيط من اللون الازرق .


...........................................................................


فى غرفه الجلوس بمنزل الهلالى 


الجد نوح : ما شاء الله كله خارج نور رايحه عند بسمه ومعتز رايح المشروع مع تميم   ونرمين هى ورنيم خارجين مع عصمت و سيلين فى المدرسه ..ها يا ايمن مش هتخرج انت كمان 


ايمن بضحك : لا لا مش هخرج هقعد فى البيت علشان متقعدش لوحدك هنا 


معتز : يلا يا نور اوصلك قبل الشغل 


نور : يلا 


...........................................................................


فى منزل سليم الشامى 


سليم : يلا علشان اوصلك قبل مروح الشركه .. انتى هتروحى فين 


سلمى : عارف موقع المول الجديد بتاع شركه القاسم والهلالى 


سليم : دى الشركه اللى انا شغال فيها ..انتى هتعملى ايه هناك 


سلمى : انا كنت شغاله فى الفرع بتاع الشركه فى الصعيد بس اتنقلت هنا علشان هكون من المهندسين المشرفين على المشروع 


سليم : ااه تمام ... يلا علشان منتأخرش 


...........................................................................


فى سيارة معتز ونور


معتز : لمى اخلص شغل هاجى اخدك ..او لو عايزه تروحى برضو اتصلى عليا .....وقاطع حديثهم رنين الهاتف المضئ باسم (تميم القاسم ) اجاب معتز : الو 


تميم بغضب : انت فين يا زفت ..اتاخرت كده ليه وسايب الشغل يضرب يقلب مش انت رايح الموقع النهارده ..ان ...


معتز : ايه يا عم اهدى كده انا رايح اهو على الموقع بس حصل شويه حاجات كده 


تميم بعصبيه : طب اخلص المهندسين هناك 


معتز محدثا نور :انزلى يا نور احنا وصلنا هو ده البيت ادخلى وهتلاقى بسمه جوا 


تميم : نور !! بسمه !! انت فين ؟؟


معتز : بوصل نور عندكوا البيت اختك بسمه مستنياها وخلاص هروح الموقع عايز حاجه 


تميم بخبث : لا شكرا ....الو ألغيلى كل مواعيدى النهارده ولو حد سأل عليا قوليله مش هيجي 


السكرتيرة : بس يا تميم بيه


تميم : مفيش بس اعملى اللى قولتلك عليه ...واغلق الخط واخذ اشيائه واتجهه الى .......


.....................................................................


نزلت نور من السيارة واتجهت الى منزل عائلة القاسم وطرقت الباب عده مرات حتى فتحت لها بسمه 


بسمه بفرحه : اهلا اهلا البيت نور والله اتفضلى يا نور 


نور بابتسامه : البيت منور باصحابه ..انتى قاعده لوحدك ولا ايه ؟


بسمه :  لا بس مفيش حد فى البيت كله برا والنهارده ماما ادت الخدم اجازه ف انا لوحدى ..ادخلى يلا ..وتقدري تقلعى الحجاب عادى 


نور : لا مش هقلعه علشان لو حد جه فاجأة ولا حاجه 


بسمه : براحتك يا قمر ..وقطع حديثهم صوت عصافير بطن بسمه 


ضحكت ننور : انتى جعانه ولا ايه 


بسمه بضحك : الصراحه اه ومحدش فى البيت ومش بعرف اعمل اكل 


نور : اعملك انا اكل ايه رأيك 


بسمه بفرحه : بجد .. انا هموت من الجوع بصى المطبخ هناك اهو ادخلى على م اجيب حاجه من فوق


اتجهت نور الى المطبع لاعداد طعام لبسمه ووجدت المطبخ كبير للغايه وحدثت نفسها : اول حاجه كده عايزه بيض واحضرته وكمان عايزه   دقيق ونظرت فى الاطراف حتى وجدته : يالهوى هو بيعمل ايه فوق اوى كده هجيبه ازاى وهمت بالبحث عن كرسى حتى وجدت كرسى صغير : يارب الكرسي يستحمل ..  وصعدت عليها ولم تكمل عده لحظات حتى ......




Part 4


اتجهت نور الى المطبع لاعداد طعام لبسمه ووجدت المطبخ كبير للغايه وحدثت نفسها : اول حاجه كده عايزه بيض واحضرته وكمان عايزه دقيق ونظرت فى الاطراف حتى وجدته : يالهوى هو بيعمل   ايه فوق اوى كده هجيبه ازاى وهمت بالبحث عن كرسى حتى وجدت كرسى صغير : يارب الكرسي يستحمل ..  وصعدت عليها ولم تكمل عده لحظات حتى انكسر الكرسي وكادت ان تسقط ارضا ولكن امسكها بيديه القويتين وانتشر الصمت فى المكان وظلت العيون تتحدث لبعض الوقت حتى فاق من شروده على صوتها الضعيف نسبيا : نزلنى ...نزلنى 

لينزلها من بين يديه ويقول بصوت متهدج : انتى كويسه ؟ 

ثم تابع بعصبيه : انتى ازاى تستتخدمى الكرسي ده مش شايفه هو ضعيف ازاى 


لم تستطع الرد عليه فقد كانت فى موقف لا تحسد عليه واحمر وجهها من كثره الخجل ( كانت زى الطماطم ) 


تميم محركا يديه امام وجهها لتفوق من شرودها : ا ن انا فين وبعمل ايه هنا 


ليضحك هو بشده : انتى فى المطبخ يا طماطم 


لتقول هى بغضب طفولى : انا مش طماطم انا اسمى نور ومتقوليش كده تانى لو سمحت يعنى وثانيا اتفضل اطلع برا المطبخ لحد مخلص 


تميم بابتسامه خبيثه : بتطردينى من المطبخ بتاع بيتى كمان ..وفين بسمه واقفه لوحدك ليه 


نور بتوتر : اه لو سمحت اطلع برا وبسمه معرفش راحت فين 


تميم : ماشي انا هخرج ..


وبعد خروج تميم اخذت نور شهيق وزفير قوى  وبدأت فى عتاب نفسها : الحمد لله انه خرج ..ايه اللى حصل ده ازاى يشلنى يالهوى ..كان لازم   اعمل فيها ست مطبخ اوى ...وبسمه جعانه انا هعملها الاكل وامشي مش هينفع كده ...وهجيب الدقيق ازاى دلوقتى ....ليأتى صوته من خلفها :  انا ممكن اجبهولك 


ليتجمد جسدها كمن سُكب عليه ماء بارد .وبعد دقائق يقترب تميم منها ويمد يديه ليمسك الدقيق وتحدث بجانب أذنيها بهمس : اتفضلى يا نور الدقيق اهو 


لتلتفت نور إليه وتتحدث بنبرة خجله ضعيفه : ا انت انسان مش محترم علفكره وتركت   المطبخ وانطلقت مسرعة متجهه إلى خارج المنزل ولكن أوقفها صوت بسمه : نور ...انتى رايحه فين 


نور بصوت حزين ممزوج بالبكاء : انا هروح البيت 


لتقترب منها بسمه : طب بتعيطى ليه دلوقتى وايه اللى حصل لكل ده 


نور بصوت باكى : محصلش حاجه انا هروح واخوكى جه اطلبى اكل من برا انا مش هخش المطبخ بتاعك تانى


لتنظر بسمه إلى تميم وتتحدث بعصبية : تميم انت جيت امته وعملتلها ايه 


حرك تميم يديه باستسلام دلاله على عدم فعل شئ 


تابعت بسمه الحديث : معلش يا تميم اطلع الاوضه لحد مخلص انا ونور يلا لو سمحت 


تميم : حاضر هطلع الاوضه ولو حصل حاجه ابعتيلى 


بسمه : ماشي ...ثم حركت نظرها باتجاه نور ..تعالى نقعد يا نور واهدى كده ..واتجها للجلوس 


بسمه : ها انتى كويسه دلوقتي 


حركت نور رأسها بالموافقة 


بسمه : بصي بقى انا  أسمى بسمه آخر سنه كليه حقوق  آخر سنه ليا ... وانتى 


نور : انا نور متخرجه من كليه حقوق بقالى سنتين 


بسمه : امم هو ممكن اسألك سؤال شخصى 


نور : اتفضلى اسألى 


بسمه : هو انتى ليه مكنتيش عايشه معاهم فى القصر 


نور : علشان انا وبابا وماما كنا عايشين فى قرية بسيطه لوحدنا بس بعد وفاتهم جدو أصر انى اعيش معاهم ..ده اللى اقدر أقوله حاليا 


بسمه : تمام 


وظلت بسمه تتحدث الى نور كثيرا من الوقت وكان يتابعهم تميم من الأعلى 


......................................................


فى المول 


عصمت : بس نور اللى قولتيلى عليها دى باين عليها هاديه كده مش خبيثه زى مبتقولى


نرمين : ده وش إنما هى عقربه زى امها  لفت على هاشم زمان واتجوزته وانا عايزه اطفشها قبل متلف على ابنى معتز 


عصمت : اكيد الحاج نوح مش هيسمح بكده 


نرمين بسخرية : الحاج نوح بيموت فيها بس بيخبى انا عرفاه شايف فيها ابنه اللى اتحرم منه


رنيم بضيق : انا زهقت بقى من الكلام فى الموضوع ده ياريت نتكلم فى حاجه تانيه 


حركت نرمين يديها على ظهر رنيم : طيبه زى امها 


.............................................................


فى الموقع الخاص بالمشروع 


معتز بجديه : ها ايه الاخبار هنبدأ امته فى الشغل بقى ..


احد المهندسين : احنا عملنا نظره على الموقع وحددنا الأماكن ومن بكره العمال هيشتعلوا 


معتز : هاايل تقدروا تمشوا انتوا ..وبعد عده دقائق سمح معتز صوت انثوى خلفه ..اقترب منها معتز مسرعا : انتى كويسه ..


الفتاه : اااه رجلى ااااه بتوجعنى اوى 


معتز : طب قومى معايا نروح على المستشفى 


الفتاه : لا لا شكراً مش مهم ...وحاولت النهوض ولكن سقطت مره اخرى : اااه رجلى مش قادره 


مد معتز يديه : اسندى عليا وانا هوديكى المستشفى   


استندت الفتاه على ساعدى معتز وركبت السيارة وذهب بها إلى المستشفى 


.....................................................................


فى قصر عائلة الهلالى ( مكتب الجد نوح ) 


الجد نوح : ها عملت ايه يا رفعت 


رفعت : عملت اللى قولتيلى عليه انا فتحت الحساب البنكي وحطيت فيه المبلغ اللى حضرتك قولتيلى عليه وجهزت كل الأوراق المطلوبة ناقص بس الامضاء 


الجد نوح : حلو اوى وبالنسبة للشركه 


رفعت : الشركه برضوا من ضمن الورق ناقص بس الامضاء ...بس مش ممكن متوافقش على كل اللى احنا عملناه 


الجد نوح : بس ده حقها من ابوها يعنى مش بديها صدقه جاريه 


رفعت : انا عارف الكلام ده بس قصدى أن حضرتك قولت أنها عزيزه النفس شويه ف ممكن ترفض


الجد نوح : انا هقنعها متقلقيش 


.......................................................................


بقصر عائلة القاسم


منير : والله يا نور يا بنتى انا حبيتك جدا وقعدتك حلوه 


نور بأبتسامة  : ربنا يخليك والله يا عمو ..


بسمه : انت تعرف يا بابا أن نور برضو خريجه كليه حقوق وممكن تساعدنى في المشروع اللى بفكر فيه 


منير بفرحه : حلو اوى اصلا فكره المشروع ممتازه ولو مش هتحقق ربح مادى هتحقق ربح للناس اللي هنساعدهم 


نور بفرحه : وانا هعرض الفكره على جدى واخد رأيه ...وكمان اقدر اساعدكم جدا واقولكم على المكان اللى هنفتح فيه المشروع ده 


ليأتيهم صوت تميم الغاضب من الخلف : هو انا مش قولت المشروع ده مش هيتنفذ ولا هو كتر كلام 


بسمه بغضب : ليه يا تميم مش هينفذ ايه المشكله في أننا نساعد الفقراء 


تميم : علشان أقل مننا فى كل حاجه مستوى مدى وفكرى دول ناس جهله اصلا يعنى منتعاملش معاهم


نور بهدوء : ومين قالك بقى أن الفقراء جهله  وعندهم تدنى فكرى 


تميم : انا اتعاملت مش ناس منهم كل اللى بيهمهم فلوس حتى لو كانت من الحرام وبيبعوا نفسهم مقابل اى شئ


نور : يبقى انت مشفتش حد منهم واحب اقولك ان انا متربيه مع الناس الفقراء دول وعلفكره بيطلع منهم مهندسين ودكاتره وبيبقوا افضل من ناس كتير جدا ...ده نصيبهم فى الدنيا والانسان مش بيتحاسب قدام ربنا على كميه الفلوس اللى معاه أو هو التخرج من كليه ايه لا بيتحاسب على أعماله وكل الناس قدام ربنا سواسيه مفيش حد افضل من حد احب اكون وصلت فكرتى 


نظر لها منير  بفخر : ربنا ينور طريقك 


تميم بسخرية : كنت هنتظر ايه منك م انتى متربيه معاهم اكيد هتبيعى نفسك مقابل شويه فلوس ارميهم قدامك 


نظرت ليه نور وقد تجمعت الدموع فى عينيها : انت انسان مش سوى ولا بتعرف تتعايش مع المجتمع اللى حواليك واراهنك ان كل اللى انت فيه ده بسبب الفلوس واول م الفلوس تختفى من حياتك   عمرك مش تعرف تعمل اى حاجه وانا أنصف وأشرف مش ناس كتير ولو قتلونى عمرى م ابيع نفسي بالرخيص انا كرامتى غاليه عندى اوى يا استاذ تميم ومسمحلكش ابدا انك تيجي عليا أو تكسرنى ...وانا غلطانه انى جيت هنا .. السلام عليكم ..


نظر منير نظره توعد إلى تميم وذهب بأتجاه نور : استنى يا بنتى متمشيش وانتى بالشكل ده استنى هوصلك بعربيتى 


نور : شكرا يا عمو كتر خيرك انا هتصل على معتز بجي ياخدنى 


ليأتى صوت تميم من الخلف : معتز مش هيجي وهو طلب منى اوصلك 


نور : شكرا مش عايزه انا هروح بتاكسي 


بسمه : طب انا هاجى اوصلك ينفع ولا ايه 


نور : ماشي ..بس انا مش هاجى هنا تانى يا بسمه احنا ممكن نتقابل بره أو عندنا فى البيت إنما هنا لا 


بسمه : حاضر زي متحبى ..  


وذهبت بسمه مع نور لإعادتها إلى المنزل .


التفت منير إلى تميم واردفت غاضبا : ايه اللى انت قولته ده ازاى تقولها كده


تميم بعناد : انا مقولتش حاجه انا قولت وجهه نظرى وهى متقبلتهاش يبقى ده غلطها هى مش غلطى انا 


منير : وانت بقى شايف أن وجهه نظرك دى صح 


تميم : اه طبعا شايفها صح وهتشوفوا انا اللى هطلع صح 


وترك والده وصعد اللى غرفته  وجلس على فراشه ليحدث نفسه : هو انا ايه اللى   حصلى لمى شفتها بتعيط كده كأن قلبى وجعنى اول مره يحصل معايا كده ثم مدد جسده على الفراش ليهمس مره اخرى : يا ترى هتعمل فيا ايه تانى يا نور 


.......................................................................


فى المستشفى 


معتز : ها يا دكتور ايه اللى حصل 


الدكتور : متخافش ده مجرد التواء مش اكتر يومين بس متتحركش وهتبقى كويسه .


معتز : شكراً يا دكتور ...ثم نظر إلى الفتاه : وحضرتك يا مهندسه ممكن تاخدى أجازه يومين لحد متستريحى 


الفتاه : تمام ...ونهضت للذهاب 


معتز : استنى انا هوصلك للبيت مينفعش تمشى لوحدك 


الفتاه : اخويا هيجي ياخدنى متتعبش نفسك 


معتز :  لا لا انا هوصلك بلاش نقلقه ..


الفتاه : شكراً تعبتك معايا


معتز : ولا تعب ولا حاجه واى حد كان هيعمل كده ..يلا علشان منتأخرش 


وانطلق معتز مع الفتاه لايصالها إلى المنزل ثم اتجهه عائدا إلى قصر الهلالى


..............................................................


فى قصر عائلة الهلالى


دلفت نور إلى داخل القصر وعلامات الضيق تظهر على وجهها بوضوح فاتجهت إلى غرفتها مباشره ولكن أوقفها صوت الجد قبل الصعود : نور تعالى 


ذهبت نور إلى مجلس الجد فكان يجلس بمفرده : نعم يا جدى 


الجد نوح : مالك كده وشك شكله متضايق حد عملك حاجه 

 


نور : لا محدش عملى حاجه بس عايزه انام شويه مش اكتر 


الجد نوح بهدوء : نور انا  كنت عايز اتعرف عليكي يعنى اعرف معلومات عنك كجدك  مش اكتر ...

يعنى انا عارف سيلين مثلا بتحب ايه وبتكره ايه بس انتى لا 


نور : لو حضرتك تعرف بابا بيحب ايه وبيكره ايه هتعرف عن اذن حضرتك انا هطلع استريح فوق شويه 


وبعد صعود نور إلى غرفتها عاد معتز من الخارج : ازيك يا جدى هى نور رجعت 


الجد نوح : اه رجعت مش المفروض انك كنت هتجبها 


معتز : اه بس حصل شويه حاجات كده فمعرفتش اجيبها انا هطلع انام شويه عايز منى حاجه 


الجد نوح : لا شكرا اطلع انت 


وبعد صعود معتز اتت سيلين من المدرسه ودلفت إلى الداخل تتحدث مع نفسها من كثرة الغضب : ازيك يا جدو 


الجد نوح : الحمد لله كويس وانتى ايه الاخبار بتتخانقى مع دبان وشك ليه 


سيلين : كل شويه امتحان امتحان انا زهقت والله من التعليم ده


الجد نوح : معلش استحملى شويه لمى تدخلى الجامعه هتستريحى


سيلين : كله بيقول كده بس محدش بيستريح ..أنا هطلع انام عايز حاجه 


وصعدت سيلين إلى غرفتها 


الجد نوح بضحك. : العيال باين عليهم اتجننوا كلهم 


....................................................

................


فى الصعيد 


عربى الغريب : شوف يا ابوى انا جبتلك فكره انما ايه ناخد طارنا من عيله الشامى على رواقه 


ابراهيم الغريب : جبت الحاجات دى منين يا واد 


عربى بثقه : مينفعش اكشف مصادرى بس اوعدك هجبلك اكتر منهم علشان تبقى فضيحه كبيرة 


ابراهيم : عفارم عليك يا ولدى هو ده الكلام دى مش هتبقى فضحيه دى جرسه ده  هيمشى ميرفعش عنيه فى حد واصل ...


عربى  : احسن خليهم يشربوا مرار اللى عملوه


.....................................................................


وبعد مرور عده ساعات 


فى غرفة سيلين 


كانت تجلس نور بجانب سيلين لتشرح لها بعض الدروس المعقده بالنسبه لسيلين


نور : ها يا سيلين فهمتى الحته دى ولا ايه 


سيلين : اه فهمتها ما شاء الله عليكى يا نور انا هقفل الامتحان ده أن شاء الله ..


نور : بالتوفيق يا قمر ..أن شاء الله تحققى اللى نفسك فيك 


سيلين  بضحك : انا هروح اتنطط على العيال بكره واقولهم  مين عنده استاذه شاطره زى كده


نور بضحك : انتى مصيبه يا سيلين والله 


وقاطع حديثهم دخول سعاد الى الغرفه لتقول : نور هانم الحاج نوح منتظر حضرتك فى المكتب .


نور : قولنا بلاش نور هانم دى واسمها نور بس 


سعاد بأبتسامة : حاضر يا نور 


......................................................................


فى المكتب 


طرقت نور الباب حتى سمح لها الجد بالدخول


جلست نور بالمقعد المقابل لمكتب جدها وبدأ الجد فى الحديث 


الجد نوح : نور بصى انا عايزك فى موضوعين اهم من بعض 


نور بتوتر : موضوعين واهم من بعض ايه حصل حاجه 


الجد نوح : متقلقيش كده ..بصى انتى عارفه أنى عندى شركات واراضى كتير والكلام ده يعنى


نور : اه وبعدين 


الحد نوح وقد قدم إليها بعض الأوراق : وابوكى كان ليه حاجات كتير باسمه بس بعد مساب البيت ومشى انا حولتها لاسمى تانى والورق ده هتمضى عليه و الحاجات بتاع ابوكى هترجع بأسمك تانى 


نور : بس انا مش عايزه الحاجات دى واصلا بقت بأسم يبقى خلاص مش مهم 


الجد نوح : لا مهم يا نور هى اصلا حاجه ابوكى وانا عملت كده علشان ارجعه يعيش معايا   فى القصر بس مفيش فايده ف انا هرجعهم ليكي تانى ارجوكى وافقى يا نور علشان ميبقاش عليا ذنب 


نظرت إليه نور وامسكت بالقلم ومضت على الأوراق : انا كده عملت اللى عليا علشان  متشلش ذنب ..ونهضت للذهاب 


واوقفها صوت الجد : مش عايزه تعرفى الموضوع التانى


نور بدون أن تلتفت إليه : الموضوع الاول كان كده ..فمش عايزه اعرف الموضوع التانى وامسكت بالباب للخروج 


الجد نوح : بس الموضوع ده أهم ..فى واحد أتقدم علشان بتجوزك وانا وافقت 


 ألتفت إليه نور وكان الصدمه هى المسيطرة عليها فى ذلك الوقت : ...............


  Part 5


الجد نوح : بس الموضوع ده أهم ..فى واحد أتقدم علشان يتجوزك وانا وافقت 


ألتفت إليه نور وكان الصدمه هى المسيطرة عليها فى ذلك الوقت : نعم !! اتجوز انت بتهزر صح 


الجد نوح بثبات : وههزر معاكى ليه ..فعلا فى واحد جه اتقدملى وانا وافقت وكمان مناسب جدا ليكي وهيجي بكره علشان تشوفيه  


نور بعصبيه شديده وصوت مرتفع للغاية : ازاى توافق ..انت مين علشان تقرر فى حياتى انا ولى امري مات  وانا المسؤلة عن حياتى اقرر براحتى ومفيش حد مسموحله ياخد قرار بالنيابه عنى و انا مش موافقه والجوازه دى مش هتم 


وقف الجد نوح امامها وتحدث بعصبية مفرطه  : باين كده ان ابوكى كان مدلعك ولازم تتربى من اول وجديد وانا اللى هربيكى ... وامسك بها من حجابها وجرها خلفه خارج غرفه المكتب وسط صرخاتها وبكائها الشديد : سيبنى سيبنى حرام عليك سيبنى وقد تجمع الجميع حولهم 


ايمن : يا بابا سيبها بالله عليك مينفعش كده البت هتموت فى ايدك سيبها 


الجد نوح بعصبيه : ملكش دعوه يا ايمن ومحدش يدخل فاهمين ولا لا .... ثم تابع سحبها وسط صرخات الجميع حتى وصل بها الى غرفتها وألقى بها ارضا : انتى هتفضلى محبوسه هنا وهتتعاملى معامله الكلاب وهتقابليه بكره يعنى هتقابليه مفهوم ...واغلق عليها باب   الغرفة بالمفتاح وتركها وذهب ثم قال بعلو  صوته : مفيش ميه أو أكل يخشلها وعلى الله اعرف ان حد دخلها أو حاول بس نهاره هيبقى ازرق وفى ضيوف جاين بكره استعدوا وترك الجميع وسط صدمتهم 

وذهب..


معتز بعصبية : هو ليه بيعاملها كده هى عابده عنده 


ايمن : أهدى يا معتز أن شاء الله الأمور هتهدى على الصبح ..يلا سيبهم يهدوا ونشوف حل بعدين  


.............................................................


فى غرفة نوم ( نور ) 


كانت ملقاه على الأرض تحاول النهوض لتتجه ناحيه السرير لتسقط عليه كالجثه الهامدة   وجسدها يتألم لجرها بهذه الطريقة البشعة  لتقول لنفسها : ليه يارب ..انا غلبانه ومليش حد أقف معايا فى محنتى يارب ساعدني  .


...... وخلدت إلى النوم ولا تعلم هل لها أن تستيقظ مرة أخرى ام لا ....


.............................................................


فى منزل سليم الشامى 


كانت تجلس بسمه على الأريكة تمد قدمها المصابة بانتظار عوده أخيها وإذا بعده دقائق حتى أتى سليم من الخارج ..


سليم بفرحه : اول مره رجع البيت وانا مبسوط 


سلمى : ربنا يبسطك علىطول يا اخويا ايه اخبار الشغل بتاعك ماشي كويس 


تقدم سليم للجلوس بجانبها على ذات الاريكه فلامس قدمها : الحمد لله الشغل كويس 


سلمى بتوجع : ااااه حاسب يا سليم 


سليم بفزع : ايه اللى حصل رجلك مالها 


سلمى : اتلوت منى فى الشغل وكتر خيره حد من هناك ساعدنى وودانى المستشفى والدكتور قال متتحركيش يومين وهتبقى كويسه 


سليم : طب متصلتيش عليا ليه وانا كنت جيت


سلمى : محبتش اقلقك يا سليم والحمد الله بقيت كويسه اهو ...المهم هناكل ايه انا جعانه من الصبح 


سليم بضحك : مفجوعه طول عمرك ..انا هطلب بيتزا ايه رأيك


سلمى : وعايزه شاورما يا سى دونى


سليم بضحك : والله مفيش فايده فيكى ابدا حاضر هجيبلك شاورما اى أوامر تانيه 


سلمى بضحك  : اه ياريت يزود توميه علشان بحبها 


سليم : اه صبرنى يا رب


.............................................................


ولقد انتهى اليوم الممتلئ بالاحداث منها الحزين ومنها السعيد  ولكن أيهما الصواب لا نعلم ..


وها هى تشرق الكرة الذهبية من جديد لتراقب الأحداث التي ستحدث تحت أشعتها لتختر  ق أشعتها غرفة الصغيرة سيلين لتنهض مبكرا ولاول مره تتوضء لتصلى بعدما قامت نور بتعليمها كيفيه الصلاة ...شعرت سيلين باحساس لم تعده قط أثناء سجودها ياله من   احساس رائع .....ثم ارتد ملابسها وايضا كان يومها الأول فى ارتداء الحجاب ...لتخرج من غرفتها متجهه إلى غرفه المسكينه نور وحاولت فتح  الباب ولكن تذكرت ما حدث بالأمس فطرقت الباب كده مرات ثم اردفت قائلة


-  نور اكيد صحيتى انا عايزه اقولك ان انا لبست الحجاب النهاردة وصليت كمان كان نفسي اوى تشوفينى وانا رايحه المدرسه اول يوم بالحجاب   بس محصلش نصيب ربنا معاكى يا نور ...جدو بيحبك اوى اكيد عمل كده من ورا قلبو ...هسيبك انا دلوقتي ولمى ارجع هقولك اللى حصل ....


واتجهت سيلين إلى مجلس العائلة لتريهم مظهرها الجديد 


سيلين بفرحه عكس الحزن بداخلها : ايه رأيكم انا أتحجبت حلو ؟؟! 


ايمن بفرحة : زى القمر يا حبيبتي


نرمين : بقيتى شبه الفلاحه اللى فوق 


ايمن بعصبية : نرمين خلاص كفايه كلام فى الموضوع ده بقى 


الجد نوح : وايه اللى غير رأيك من يومين كنتى بتقولى انا مش هتحجب انا عايزه استمتع بسنى مش كده برضو 


سيلين بحزن : نور هى السبب فى كل ده 


معتز بأبتسامه حزينه : ربنا يبارك فيها ...انا هروح الشركة  علشان ورايا شغل واحتمال أتأخر  


الجد نوح ببرود : متتأخرش علشان فى ضيوف مهمين  هيجوا 


معتز بعصبية : ضيوف مين اللى هيجوا وانت سايب الغلبانه نور مرميه فوق بالشكل ده  ...مفكرتش انك جرحتها واهنتها وبتقول فى ضيوف ..ضيوف ايه وبتاع ايه حرام والله 


الجد نوح ببرود : عريس جاى يتقدم لنور ها حد عنده اعتراض 


ايمن بصدمه : عريس !! حضرتك بتهزر يا بابا عريس ازاى يعنى ...ومين ؟؟! وازاى شافها اصلا ؟؟؟!


الجد نوح : ايوا عريس شافها يوم الحفلة وعجبته واتقدملى وانا موافق عليه وهيجي النهاردة 


سيلين بفهم : اااه علشان كده  ضربتها امبارح ...حرام ليه تجبروها على الجواز بالشكل ده 


ثم تابع الجد نوح : والعريس هيكون اسلام الجندي


معتز بصدمه : اسلام ...اسلام الجندى !! ازاى يعنى


ثم تابعت نرمين : قصدك اسلام الجندى حفيد اختك المرحومه كريمه الهلالى ...هو رجع من امريكا 


الجد نوح : ايوه هو اسلام حفيد اختى كريمه ورجع من امريكا وشافها وهيجي يتقدم لنور 


أيمن : بس ...بس ازاى اسلام انت متأكد يا بابا 


الجد نوح : اه متأكد ومش عايز نقاش فى الموضوع ده يلا كل واحد على شغله ....وتركهم وسط حيره شديده ...كيف له أن يكون بهده القسوة ؟؟


.............................................................


فى فيلا اسلام الجندى ..


كان يجلس ممسكاً بيديه صوره وينظر إليها بتمعن شديد والشر يتطاير من عينه : هجبلك  حقك يا غاليه هجيب حق المرمطه  اللى شوفتها فى حياتك وقطع تفكيره رنين هاتفه بأسم ( نوح الهلالى ) 


امسك اسلام الهاتف وتحدث بإبتسامه مزيفه : اهلا اهلا جدى نوح بذات نفسه بيتصل بيا 


الجد نوح بضحك : مش هتبطل كلامك ده ابدا يا اسلام 


اسلام : وأبطل ليه هو حد واخد منها حاجه ...


الجد نوح : المهم هتيجى النهاردة مش كده 


اسلام بخبث : اكيد هاجى طبعا علشان العروسة تتعرف عليا 


الجد نوح : اكيد طبعا ... هتيجي على امته كده 


اسلام : ورايا شويه حاجات كده ممكن اجيلكوا على الغداء مثلا ولو حصل اى جديد هكلمك 


الجد نوح : تمام ...يلا عايز حاجه 


اسلام : تسلم  .....وأُغلق الخط وتابع اسلام النظر فى الصورة التى أمامه وهو يتوعد بالانتقام


.............................................................


فى شركة  القاسم والهلالى


تميم بجدية : المهندس اتصل وقال إن الأمور ...معتز ...معتز انت معايا


معتز بعدما فاق مش شروده : اه اه معاك ...كنت بتقول ايه 


تميم : باين اوى انك معايا.... فى ايه ابنى مش مركز ليه 


معتز بضيق : مفيش حاجه 


تميم : يا سلام  على أساس أنى مش فاهمك كويس ..قول يبنى فى ايه وخلصنى


معتز بحزن : جدى جايب عريس لنور و مصر يجوزها  ..طب تصدق ضربها امبارح وجرجرها  فى الارض زى الحيوانات ورميها فى الأوضه ومانع  حد يدخلها...أنا مش فاهم اول مره يعمل كده طول عمره حنين ...ثم تابع بعصبية: انا هتجنن مش فاهم 


تميم بصدمه : نعم تتجوز !!  ...ازاى يعنى ومين بقى العريس .


معتز بضيق : اسلام الجندى 


تميم بصدمه : نعم يا اخويا ...اسلام الجندى وهو ملقاش غير ده علشان تتجوزه 


معتز : اهو انا رده فعلى كانت زيك كده وجدى كان بيتكلم بثقه يعنى مش بيهزر  وانت عارف أنى مش بطيق اسلام ده ولا حتى اسمع اسمه 


تميم بضيق : انا ماشي كمل انت شغل 


معتز : انت رايح فين 


تميم : هروح البيت زهقت من الشغل كمل انت ولو حصل حاجه كلمينى 


وانطلق تميم خارج الشركه وركب سيارته واتجهه إلى البيت 


.............................................................


كانت سلمى تشاهد التلفاز حتى أضاء هاتفها برقم غريب 


سلمى بحيرة : رقم مين ده ...ثم تناولت الهاتف : الو 


معتز بتوتر  : الو يا انسه سلمى ..انا معتز الهلالى 


سلمى : اه ..معتز بيه معلش اصل رقم حضرتك مش متسجل عندى 


معتز : ولا يهمك المهم رجل حضرتك عامله ايه النهارده


سلمى : الحمد لله احسن كتير ..بس هو حضرتك جبت رقمى منين


معتز : من السى ڤى بتاعك 


سلمى : اااااه ...انا اسفه على السؤال الغبى ده 


معتز بضحك  : لا لا ولا يهمك ...المهم انك بخير  يلا علشان مطولش عليكى عايزه حاجه 


سلمى : شكرا  ....وأغلقت سلمى الهاتف ...ايه ده هو اللى جابنى المستشفى كان معتز الهلالى ...بس باين عليه طيب والله مش زى مبيقولوا عليه 


.............................................................


وقفت سعاد أمام مكتب الحاج نوح تفكر هل تطرق الباب أم لا ..وبعد عده دقائق طرقت الباب فسمعت صوت الحاج نوح يأذن لها بالدخول 


الحاج نوح : جايه ليه يا سعاد


سعاد بخوف : يا حاج نوح ..يعنى نور نايمه فوق من امبارح ولا اكل ولا شرب فلو تسمح انى اطلع ليها الاكل تاكل يا عينى زمانها ميته من الجوع 


الحاج نوح ببرود : لا محدش يطلع ليها فوق 


سعاد : بس 


الحاج نوح : مفيش بس ويلا اتفضلى شوفى شغلك 


خرجت سعاد مكسوره الخاطر وتفكر فى تلك المسكينه التى فى الاعلى لا حول لها ولا قوه 


.............................................................


وبعد  عده ساعات 


وصل تميم إلى المنزل وكان الغضب هو المسيطر عليه 


تميم :  فين بسمه 


منير : طيب قول السلام عليكم الاول 


تميم بجدية : فين بسمه 


منير : بسمه فوق فى اوضتها 


تحرك تميم مباشره الى غرفة بسمه وفتح الباب من دون طرق


بسمه بغضب : ايه يا عم خبط الاول 


تميم بضيق : تعالى اقعدى عايزك في موضوع مهم


بسمه باستفهام : موضوع ايه المهم 


تميم بجدية : كلمتى نور النهارده


بسمه : بحاول اكلمها من امبارح ومش بترد عليا وانا الصراحة خايفه تكون زعلت من اللى انت عملته امبارح فكنت هخلص المذاكرة واروح ليها اشوفها مش بترد ليه 


تميم : اممم طيب قومى روحيلها دلوقتى  


بسمه : اروح فين دلوقتي هتلاقيها بتتغدى  شويه كده وهبقى اروح 


تميم بغضب : قومى يا بسمه ألبسى وروحيلها ..


بسمه : طب فهمنى ايه اللى حصل بس لكل ده 


تميم : طيب هحكيلك ...وروى لها تميم ما يعلمه بخصوص نور 


بسمه بصدمه : يالهوى كل ده حصلها ...والله نور غلبانه ومتستاهلش كل ده 


تميم : طيب قومى بقى ألبسي علشان نروح   


بسمه : حاضر  انزل انت تحت هخلص واجى 


وخرج تميم من الغرفه ليترك بسمه للاستعداد للذهاب إلى منزل نور  


.............................................................


كانت نائمة شارده فى  ذلك الحلم الجميل الذى يراود خيالها 


نور بفرحه : وحشتوني اوي ...


هاشم  : وانتى اكتر يا نور عيني 


صفاء : وحشتينى اوى يا روحى 


نور  بحزن : بس انا زعلانه منكوا اوى ..


صفاء : زعلانه ليه يا نور ...


نور : علشان سبتونى للدنيا الوحشه دى ...الحياة من غيركم صعبه اوى 


صفاء : مكنش ينفع يا حبيبي دى اراده ربنا مينفعش نعترض ولا ايه 


نور : صح يا ماما ....شوفت يا بابا جدى نوح عمل فيا ايه ...مش انت قولتلى أنه هيحبنى لو جيت قعدت معاه اهو طلع بيكرهنى


هاشم بحنان : جدو مش بيكرهك يا نور ...بس اكيد هو شايف حاجه احنا مش شايفنها 


نور بحزن : بس مكنش ينفع يضربنى بالشكل ده يا بابا انا اتوجعت اوى .


هاشم : معلش يا حبيبتي ...كل حاجه هتبقى حلوى متخافيش. ....يلا سلام بقى 


نور بحزن : خدونى معاكوا ..... 


صفاء : مينفعش يا نور انتى لازم تكونى قويه زى معلمتك 


ثم تابع هاشم : وربنا معاكى وشايفك وحاسس بيكى ....متخافيش كل شئ هيتصلح 


واستيقظت نور  ثم جلست على السرير تضم قدميها إلى صدرها وتبكى بكاء شديد


وفجأة فُتح باب الغرفة وكانت سعاد وبجانبها سيلين 


ذهبت سيلين مسرعة الى نور : نور انتى كويسه انا اسفه معرفتش اعمل حاجه جدو كان مانع اى حد يدخلك الأوضه 


جلست سعاد بجانب نور وضمتها إلى حضنها : نور بنتى ..انتى كويسه ..ربنا يعلم انك زى بنتى واكتر كمان 


تحدثت نور بصوت ضعيف ممزوج بالبكاء : انا كويسه بس جسمى بيوجعنى شويه 


سيلين بحزن : ألف سلامة عليكى ..ثم تابعت بفرحه : طب تعرفى انا صليت النهارده ودعيتلك كتير جدا وكمان لبست الحجاب وكل المعلمين والمعلمات بتوعى كانوا فرحانين بيا اوى 


ابتسمت نور بضعف : بجد يا سيلين انا فرحت اوى 


سعاد بحزن : يلا يا نور ألبسى هدوم حلوه وانزلى تحت علشان العريس جاى 


زاد بكاء نور : انا مش عايزه انزل ارجوكى يا داده سعاد وانتى وسيلين حاولوا تمنعوا الجوازه دى علشان خاطرى 


سيلين بحزن : جدى رافض اى حد يناقشه في الموضوع ده 


سعاد : قومى يا نور ربنا يهديكى بدل م الحاج نوح يطلع والصراحه مش عارفه ممكن يعمل ايه قومى يلا علشان خاطرى 


ساعدت سيلين نور على النهوض واخرجت لها ملابس  ووقفت هى وسعاد بنتظارها بالخارج حتى تنتهى من الاستعداد 


.............................................................


بالاسفل


كان يجلس الجميع بانتظار مجئ اسلام وبعد عده لحظات ارتفع رنين الجرس الذى أعلن وصول اسلام 


الجد نوح : قوم يا معتز افتح الباب 


نهض معتز وعلامات الضيق تظهر على وجهه بشده ليفتح الباب 


اسلام : اهلا اهلا معتز الهلالى بيفتحلى بنفسه 


معتز بضيق : ازيك يا اسلام عامل ايه 


اسلام : الحمد لله بخير ..وانت 


معتز : الحمد لله بخير  


وسار اسلام بجانب معتز حتى وصلوا إلى مجلس العائلة 


وقف الجميع لتحيه اسلام وتبادلوا السلامات ثم جلسوا 


تحدث اسلام : اومال فين العروسه مش باينه يعنى 


نرمين بضحك : مستعجل انت هتلاقيها نازله دلوقتى 


وبعد إنتهاء نور من الاستعداد خرجت من الغرفه وجدت سيلين و سعاد بانتظارها فسارت معهما وهى شارده فى عالم اخر وأثناء سيرهما ......

                     الفصل السادس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



<>