CMP: AIE: رواية ولعشفها ضريبة الفصل الحادى عشر11بقلم اسراء علي
أخر الاخبار

رواية ولعشفها ضريبة الفصل الحادى عشر11بقلم اسراء علي


 

رواية ولعشقها ضريبة 

بقلم اسراء على

الفصل_الحادي_عشر



الجنون بـ الحب هو الوسيلة لتعقل...

-ممكن تفرد وشك شوية يا صابر!..مش أسلوب ع فكرة...

نظر إليها بـ غضب قبل أن يقول بـ صوتٍ جاهد أن يُحافظ على هدوءه

-أفرد وشي لما أكون جاي أقابل ناس الواحد يستفتح بيهم اليوم مش دول

-تأففت وقالت:يا صابر ما أنت إستفتحت بـ وشي..عاوز إيه أكتر من كدا!!

-وشك دا حاجة طبيعية..إنما هما...

لكزته وهي تنظر إلى أحد الجهات ثم قالت بـ إبتسامة صفراء

-طب بس بقى الناس وصلت...

لم تتحرك عضلة بـ فكه وظل جالسًا في حين نهضت هى وبادلت الحميع     الإبتسام..وكان من بينهم مراد الذي ظل ينظر إلى صابر الجالس صلب وكأنه صخرة ثم قال بـ إبتسامة

-إزيك يا مدام بسنت!...

قالها وهو يمد يده كي يُصافحها ولكن يد صلبة هى كل ما قابلته..نظر إلى يد صابر التي تضغط على كفه بـ قسوة ثم إبتسم بـ إستفزاز قائلًا

-وماله أهلًا يا صابر باشا...

نفض صابر يده عنه بـ قوة وكأنه ينفض حشرة..ثم جلس دون أن يتشدق بـ أي حديث..إبتسمت داليدا بـ إحراج ثم قالت

-يلا نقعد ونشرب شي الأول...

جلس الجميع وكانت يد صابر تُمسك يد بسنت بـ قوة دون أن تُفلتها ليقول وهو ينظر إلى داليدا بـ نفاذ صبر

-معلش يا مدام داليدا..نمضي العقود ونمشي..عشان أنا وبسنت ورانا مشاوير كتير

-أومأت بـ رأسها بـ تفهم وقالت:ما في مشكلة..هلا بنمضي وبنفل بعدها...

أخرجت العقد من الحقيبة وأعطته إلى صابر الذي سمع صوت مراد يأتيه بـ برود

-إقرأ العقود الأول..لحسن نكون ضاحكين عليك

-نظر إليه شزرًا ثم قال:مش بعيد على أمثالك...

نظرت بسنت إلى مراد بـ أسف وإعتذار..ليومئ بـ رأسه كـ العادة     وإبتسامة صغيرة تُزين شفتاه..بينما صابر يقرأ العقود بـ تدقيق فـ إستمع إلى صوت داليدا وهى تقول

-العرض..هيكون بـ لُبنان يوم الإفتِتاح..يلي هتقدمه مدام دينا..مرته لمراد...

أومأ صابر بـ رأسه دون أن يرد أو يرفع حتى رأسه بل ظل يقرأ العقود مما دفع بسنت لكي ترد بدلًا عنه

-تمام يا مدام..هنكون هناك ع المعاد...

إبتسمت إليها داليدا وكذلك مراد..فـ سحب صابر يده وقام بـ الإمضاء ثم أعطى العقود إلى داليا وقال وهو ينهض

-كدا العقود تمام..وإمضتي موجودة..أنا عملت اللي عليا..تقدري تبلغي السكرتيرة بـ معاد العرض والإفتتاح وهنكون هناك ع المعاد بعد إذنك...

ثم سحب يد بسنت خلفه ورحل دون أن يُكلف نفسه عناء إلقاء السلام لتقول بسنت بـ تذمر

-كدا قلة ذوق..تسيبهم وتمشي من غير أما تقول كلمة حلوة!

-رد عليها وهو لا يزال يجذبها:مش عاوز أسمع صوتك يا بسنت عشان أنا على أخري

-الله وأنا مالي...

إلتفت إليها على حين غُرة..فـ أخفضت رأسها وبقت صامتة..ليعود ويجذبها مرة أخرى ثم تمتم بـ ضيق

-جاسر يشيل إيده وأنا أتعك فيها...

*************************************

فغرت روجيدا فاها وهى تنظر إلى جاسر الذي يُبادلها النظرات الهادئة..ثم قالت إلى والدتها بـ الهاتف بـ عدم فهم

-يعني إيه جاية مصر!!

-يعني جاية تشوفك أنتي وجاسر..فيها إيه ميتفهمش!

-وضعت روجيدا يدها على فاها وقالت:طب هتيجي أمتى؟

-أتاها صوت والدتها:ركبت الطيارة من ساعتين و هتوصل على بالليل...

جلست بـ صدمة على الأريكة وبقت مُخفضة رأسها ثم تشدقت بـ صوتٍ خفيض

-طيب يا ماما..مع السلامة

-عاد صوت والدتها المُحذر:روجيدا!!..جدتك متعرفش إنكوا إطلقتوا..ولو عرفت هتقوم الدنيا وهيحصل مشاكل

-خلاص عارفة والله..سلام دلوقتي...

أغلقت الهاتف ثم ألقته بـ إهمال على الطاولة..وضعت يدها على رأسها وخللت أصابعها بـ خُصلاتها وقالت بـ يأس

-ليه كل حاجة جاية معايا عكس؟!...

جلس جاسر بـ جانبها ثم تساءل

-في إيه يا روجيدا!!

-ردت عليه دون أن ترفع رأسها:أنت السبب فـ كل اللي بيحصلي...

وضع سبابته على صدره ثم قال بـ دهشة

-أنا السبب!!..وأنا كنت عملتلك إيه!

-قول معملتش إيه...

زفر و وضع يده على ظهرها لتُزيحها..فـ زفر بـ ضيق مرةٍ أخرى وتساءل

-طب فهميني في إيه؟!..يمكن نلاقي حل...

رفعت رأسها إليه ثم قالت بـ هدوء

-جدتي جاية مصر

-طب وفيها إيه!

-ردت عليه بـ إنفعال:فيها إنها لو عرفت..مش هتسبني دقيقة هنا    وهتاخدني على أمريكا ومش هقدر أعترض..ثم إنها هتجوزني لحفيد صاحبتها...

قست عيناه وقد بدت على ملامحه الشر ثم هتف بـ صوتٍ حاد كـ نصل السيف

-وهو أنا هسمح بـ كدا!

-ضحكت بـ سخرية وقالت:وأنت فـ إيدك إيه تعمله!..صدقني محدش هيقدر يمنع جدتي من حاجة

-محدش هيقدر ياخدك مني...

نظرت إلى عيناه مُطولًا وهى ترى نظرات الإجرام والشر تملأها..بجانب العزيمة التي يتضح منها عدم تخليه عنها..لتُنزل عيناها عنه وأدارت وجهها إلى الجهة الأخرى

أتاها صوت جاسر الماكر


-طب إيه رأيك..نخبي على جدتك وكأننا لسه متجوزين وتقضي الوقت معايا لحد أما تمشي...

عادت بـ رأسها إليه وإنتفضت واقفة كمن لدغتها حية ثم قالت بـ هستيرية

-أنت أكيد إتجننت..فكرك مش هتعرف!...

نهض و وضع يديه فـ جيبي بنطاله ليميل إلى مستواها ثم هتف بـ ثقة وهو ينظر إلى عيناها بـ قوة

-طول ما إحنا مبنتصنعش..مش هتعرف

-تشدقت بـ عدم فهم:مش فاهمة...

إقترب خُطوتين منها ليميل إليها أكثر ثم همس وهو يُمسك يدها التي بـ جانبها

-يعني لا أنا ولا أنتي هنبين إننا بنحب بعض..لأننا أصلًا بنحب بعض

-ضيقت عيناها وقالت:وأنت لسه متخيل إني بحبك!

-إبتسم من زاوية فمه وقال بـ مكر:لو مكنتيش بتحبيني مكنتيش حاولتي تخليني أغير عشان تشوفي ردة فعلي...

توترت بـ البداية ونظراته العميقة تخترق روحها وقلبها لتبقى عارية      من جميع الأكاذيب أمامه..فـ لم تجد بدًا من إخفاض رأسها دليل على صواب حديثه..فـ إبتسم هو بـ إتساع ليقول بـ نفس مكر الصياد

-عرفتي بقى إنك مش منيعة قدامي!..عرفتي إني الوحيد اللي بعريكي من كل كذبة أنتي فاشلة فيها أصلًا...

وضع يده أسفل ذقنها ليُجبر فيروزها على التحديق بـ عسليته ثم همس وهو يتعمق النظر إليها

-زي ما أنا بكون فاشل بـ الكذب قدام عنيكي..ببقى اضعف واحد فـ الكون قدامك..إحنا زي القلب والشريان بيكملو بعض...

تعالت نبضات قلبها ولا تزال عيناه تأسر خاصتها..وبدا الصمت هو الأمثل بـ الوقت الحالي..قبل أن تقطع هذه النظرات بـ قولها اليائس

-ثم إنه مينفعش نكون مع بعض..غلط وحرام..أنا مجوزلكش دلوقتي

-إبتسم وقال:عارف..متخافيس هحاول أمسك نفسي

-ردت عليه بـ سخرية:ما هو واضح يا سي جاسر

-ضرب كتفها بـ كتفه وقال:يا بت ثقي فيا...

ضيقت عيناه وهى تنظر إليه ب حنق فـ ضحك لتقول هى بـ حدة

-دا أنا أثق فـ تعبان ولا أثق فـ ابن الصياد...

قهقه جاسر بـ صوتٍ عال ثم قال وهو يقبض على وجنتها بـ لطف

-تعلمي تثقي فيا عشان نقدر نعيش مع بعض الكام يوم

-يا جاسر صدقني مش هينفع

-رد عليها بـ إصرار:لأ هينفع..مفيش حل غير كدا..يا أحافظ عليكي يا    تضيعي مني..وأنا بصراحة مش مرحب بـ الحل التاني..لأني مش هسمح أصلًا...

جذبت يدها من ثم جلست بـ يأس على الأريكة واضعة وجهها أسفل يدها لتسمع صوته وهو يقول

-ألحق أجهز بقى عشان أستقبل الحاجة أم جين...

**************************************

عادت فاطمة بعدما أنهت حديثها مع جاسر ثم جلست ليتساءل سامح

-خير يا أمي!

-وضعت الهاتف وقالت:خيريا حبيبي..مفيش حاجة...

إرتشف من كأس العصير خاصته ثم تساءل مرة أخرى وهو ينظر إلى والدته

-أومال جاسر عاوز إيه!

-بيقولي نوضب جناح الضيوف عشان في ضيف جاي هنستقبله عندنا

-ضيف مين!

-رفعت منكبيها وقالت:مقالش...

اومأ سامح بـ رأسه لتلتف فاطمة و تُنادي بـ صوتٍ عالي نسبيًا

-كريمة!!...

أتت المدعوة كريمة سريعًا لتُخفض رأسها وتقول بـ إحترام

-أيوة يا ست فاطمة

-حضري أوضة الضيوف دلوقتي

-حاضر يا ست فاطمة...

ثم رحلت لتُنفذ ما قالت..تساءلت فاطمة بـ حنو

-فين مراتك يا سامح

-نايمة يا أمي..بترتاح

-ربتت على يده وقالت:سيبها يا حبيبي..أنت عارف الحمل متعب...

رفع سامح يد والدته وقال بـ إبتسامة

-عارف يا أمي..عشان كدا هطلب منك تاخدي بالك منها ونص ساعة كدا صحيها عشان لازم تفطر وتاخد دواها

-عاتبته والدته بـ لطف:إخص عليك يا سامح..بتوصيني على بنتي...

عاد يرفع يدها ليُقبلها ثم نهض وقبّل رأسها هاتفًا بـ إبتسامة

-عارف والله..بس تعملي إيه القلب وأحكامه

-ربنا يخليكوا لبعض ويرزقكوا بالذرية الصالحة

-اللهم أمين..يلا أنا رايح الشغل

-طريق السلامة يا حبيبي...

ثم رحل وقبل أن يفتح الباب ويُغادر وجد من يطرقه..فتحه ليجد عمته و زوجها أمجد..ليقول سامح بـ سعادة

-عمتي وأستاذ أمجد!..ياااه وحشتونا والله...

إحتضنه أمجد بـ قوة ثم إتجه إلى عمته وقبّل رأسها لترد عليه بـ إبتسامة

-إزيك يا بن خوي

-قال سامح بـ مرح:أنتي ظبطي الراديو ع اللهجة الصعيدي..ما خلاص بقى يا عمتي كله ظهر...

ثم غمزها بـ شقاوة لتضربه على صدره ليضحك أمجد وسامح..فـ سألته عمته

-أنت كت رايح فـ مكان!

-أها أنا رايح الشغل

-ليقول أمجد بـ إستحسان:كويس أنا كمان نازل القاهرة عشان شغلي..بس قولت أوصل عنيات الأول

-خير ما عملت...

نادى سامح على أحد الخدم ليقوموا بـ حمل الحقائب إلى الداخل ثم ذهب هو وأمجد إلى الخارج وذهبا إلى خارج القرية

**************************************

كان على أعتاب باب القرية ليوقفه حارسين قويين البنية ليسألاه بـ تفحص

-مين حضرتك!...

أخرج شريف إليه بطاقة هويته..ليعتدل الحارسين بـ وقفتهم ثم قالا


-أهلًا يا باشا بس خير!

-رد عليهم شريف بـ نفاذ صبر:عندي شغل يا بني وسع

-تنحنح أحدهم وقال:بس لازمن يِعرف البيه

-نطق بـ حدة:عبد الرحيم بيه...

تأفف شريف بـ ضيق ولكنه أشار إليه بـ يده كي يقوم بما يُريد..بقت أصابعه تطرق على المقوّد بـ لحن رتيب حتى جاء أحد الحرس وقال بـ إحترام

-البيه مستنيك بـ البيت...

أومأ بـ رأسه ولم يرد..فـ أفسح له الحرس المجال ليدلف..هو يعلم الطريق جيدًا فقد جاء إلى هنا سابقًا

بعد مُدة قصيرة من القيادة وصل شريف إلى ذلك المنزل الذي يقف      أمامه شخص يرتدي جلباب من اللون الرمادي ويضع على منكبه شال من الحرير الخالص وينتظره بـ إبتسامة

ترجل من سيارته و وضع نظارته الشمسية على وجهه ليُقابله عبد الرحيم بـ إبتسامة وقال بـ ترحيب مُفرط به

-يا ألف أهلًا وسهلًا..خطوة عزيزة يا باشا

-صافحه بـ برود قائلًا:متشكر

-ربت على منكبه وقال:إتفضل يا باشا..لازمن نضيفك...

حاول شريف الإعتراض ولكن عبد الرحيم إعترض قائلًا بـ إصرار

-أنت فـ قرية الهواري..يعني أصل الكرم..ميصوحش تمشي من غير أما نعمل واچب

-تسلم يا حج عبد الرحيم...

دلف شريف إلى الداخل بـ صحبة عبد الرحيم الذي نادى على خادماته ل   لكي يقوموا بـ تحضير طعام الإفطار..وتحت إصرار الأخير لم يجد الأول بدًا من الإعتراض

بعدما تناولا الطعام إتجها إلى الشُرفة وتبادلا أطراف الحديث عن القرية وما يحدث بـ الجوار حتى تساءل شريف

-بس إيه سبب العداوة بينكم وبين عيلة الصياد...

وضع عبد الرحيم كوب الشاي خاصته ثم قال بعد تنهيدة عميقة

-ياااااه..الحديت ده هياخد وجت كَتير

-ليرد عليه شريف:وأنا مواريش حاجة

-ربت على منكبه:صدجني بلاش تِعرف..فيه حاچات لازمن ينجفل عليها بالضبة والمفتاح ومنچبش سيرتها واصل

-بس أنا عاوز أعرف...

نظر عبد الرحيم إلى حديقة منزله عدة ثوان ثم عاد ينظر إلى شريف وهتف

-يبجى لازمن تِعرفها وحدك

-صدقني هعرفها..مش أنت وجاسر أعداء!

-رفع حاجبيه بـ دهشة وقال:ومين جال كدة!..أني وچاسر من بعد ما    خيتي فاتت على السچن وإحنا لا بنِعرف بعض ولا بنكلم بعض..التار خلص لحد إهنه

-ومش عاوز تنتقم لأختك اللي ماتت بـ السجن دي!...

نظر عبد الرحيم إلى عيني شريف ثم قال بـ هدوء

-فكرت كَتير يا باشا..لكن صدجني..مش سهل إنك تلاعب وِلد الصياد..لو فكرت تضربه بـ طلجة بيردها عشرة...

صمت قليلًا ثم عاد يهتف وهو يضع يده على ساق شريف

-يوم لما سناء حاولت تجتل وِلد الصياد اللي كان بـ بطن أمه..حرج    الجصر..وشتت العيلة..وفاتني هنا لوحدي..حتى إني أنا اللي دخلت خيتي السچن..لأنها بتستحجه...

نظر إليه شريف مُطولًا بـ عدم فهم ليُقهقه عبد الرحيم ثم هتف بـ إبتسامة

-مش جولتلك..لازمن حاچات تندفن ومينفعشب ننبش وراها مرة تانية..ما راح تچيب غير الجتل والدم وأني راچل عمري ما عاد فيه كَتير..عاوز أعيش الباجي (الباقي) لبنيتي

-بس أنا مش هسيب المدفون يفضل مدفون كتير...

****************************************

أثناء الطريق وهما يتبادلان أطراف الحديث..سمعا صوت بوق سيارة يأتي من الخلف..نظر سامح من مرآه السيارة الجانبية وهو يرى تلك السيارة تُطلق بوقها بـ جنون ليهتف بـ تعجب

-ماله المجنون دا!

-رد عليه أمجد بـ عدم فهم:مش عارف والله...

إبتعد سامح عن السيارة يُفسح لها المجال لتمر وبـ الفعل مرت ولكنها     قطعت عليهم الطريق..ليُوقف السيارة فجأة فـ إرتد جسديهما إلى الأمام

حاول سامح الهبوط من السيارة بـ غضب فـ حاول أمجد منعه قائلًا في مُحاولة يائسة لإيقافه

-متنزلش يا سامح...

ولكنه لم يستمع وهبط ثم توجه إلى السائق يتشدق بـ غضب

-أنت حمار ولا متخلف...

تفاجئ سامح بـ إثنين يُقدياه من من الخلف فـ لم ينتظر أمجد أكثر و هبط هو الآخر من السيارة وبـ حوزته السلاح      الخاص به..أطلق رصاصيتن بـ الهواء ولكن باغته أحدًا من الخلف لم يعلم من أين أتة وهو يضع السلاح بـ رأسه ثم هتف بـ لكنة بريطانية

-ضع سلاحك أرضًا..أو سأُفجر رأسك اللعين...

إنصاع أمجد لما يقول حفاظًا على أرواحهم..ليهبط أخر من السيارة ثم يتوجه إلى سامح والذي سأله وهو يُحاول الإفلات من قبضتهما

-ماذا تُريد مني يا هذا!...

وقف رجُلًا ذو بشرة سوداء وعينان تُنافسها بـ السودا ثم قال بـ قسوة

-أنا لا أُريد منك..بل من شقيقك...

عقد سامح حاجبيه ولم يتخلى عن مقاومته وتساءل بـ حدة

-وما علاقة شقيقي بما تفعله!

-ليس من شأنك..فقط أخبره أن يبتعد وإلا ستكونون جميعًا في عداد الموتى

-إبتسم سامح بـ سخرية وقال:هل تعتقد أنك تُخيفني!

-مال الرجل إليه وقال:لا أُريد إخافتك..بل تحذير شقيقك..ألا يقوم بـ أي عملٍ متهور..وإلا سيتحمل المزيد منكم الأذى...

ثم إبتعد خطوتان وأشار إلى الرجلين بـ أن يقوما بـ ضربه..كان سامح     يُقاتل ولكن كثرة عددهم هدمت عزيمته..فـ كان بعد دقائق خائر القوى وصرخات أمجد بـ تحذيراته هى ما تُزين هدوء الصحراء

بعد دقائق إختفت السيارات وإختفى من معها..تاركين سامح مُضرج بـ دماؤه..ركض أمجد إليه وعاونه على النهوض ثم وضعه بـ السيارة وإنطلق بها إلى أقرب مشفى

حاول الإتصال بـ جاسر ولكن يد سامح منعته قائلًا

-متتصلش بيه..أنا كويس

-هدر أمجد:بس لازم يشوف حل..أنت كنت هتروح فيها

-تأفف سامح وقال:نروح الأول ع المستشفى وبعدين نشوف هنعمل إيه...

أومأ أمجد فلا حاجة إلى الجدال الآن

****************************************

بعدما رحل جاسر بدأت روجيدا بـ إعداد الحقائب لها ولجُلنار التي جلست تُشاهدها ثم تساءلت

-هو أحنا هنروح فين!

-هنروح لآنا فاطمة

-قفزت الصغيرة بـ سعادة وقالت:بجد!..وأنتي هتقعدي معانا!

-ربتت على خُصلاتها وقالت:أيوة يا حبيبتي...


أخذت تقفز جُلنار بـ سعادة أكبر و روجيدا تبتسم إليها بـ حنو..تعلم ما تُعانيه من تشتت بين أبوين مُنفصلين فـ هي بـ حاجةٍ إلى بعض الوقت من الإستقرار

أخرجها من شرودها صوت الهاتف..لتتجه إليه فـ وجدته رقم غير مُسجل لديها..ضغطت على زر الإيجاب وقالت

-ألو!

-أتاها صوت أنثوي على الجهه الأخرى:مدام روجيدا معايا!

-عقدت روجيدا حاجبيها وتساءلت:أيوة مين حضرتك!

-أنا سمر أخت شريف..أكيد تعرفيني...

إرتخت معالم روجيدا لتبتسم وتقول بـ ود

-أها أيوة طبعًا..شريف حكالي عنك

-لتقول سمر بـ مرح:أتمنى يكون كل خير

-ضحكت روجيدا وقالت:متقلقيش...

ساد السكون عدة ثوان قبل أن تقول سمر بـ نبرة عاذبة

-بصي أنا هدخل فـ الموضوع على طول..حضرتك فاضية

-أيوة طبعًا وبلاش حضرتك دي

-إبتسمت سمر وقالت:أوكيه..أنا شريف حكالي كل حاجة..عن طبيعة شغلك والدكتوراه وكله..وبعدين يا ستي أنا كلمت رئيس الجامعة وعميد الكلية عنك..طبعًا هما مش ممانعين..بس هيحتاجوا يشوفوكي وطبعًا يكون معاكي ورق الدكتوراه والماجيستير وكدا..أنتي خريجة جامعة إيه!

-ردت روجيدا بـ إيجاز:هارفارد

-عظيم...

قالتها سمر بـ حماس ثم أكملت حديثها

-نقدر نتقابل أمتى ونروح الجامعة!

-بـ أي وقت أنا فاضية

-تمام..بعد يومين نتقابل..مناسب ليكي!!

-أها مناسب جدًا

-إبتسمت سمر وقالت:تمام..بـ إذن الله معادنا بعد يومين..مع السلامة

-مع السلامة...

ثم أغلقت الهاتف وإبتسامة حماس علت وجهها..نظرت إلى جُلنار وقالت

-يلا نستعد!

-يلا...

قالتها الصغيرة وهى تسحب ثوبها المُفضل..ثوب من اللون الوري يُزينه    فراشات من جميع الألوان..يحده من الخصر حزام نُحاسي رفيع يجمع الثوب إلى الخلف..قامت بـ تصفيف خُصلات إبنتها على هيئة عدة جديلات صغيرة

أما روجيدا وقفت أمام خزانتها وقالت بـ مكر أنثوي

-مفيش مانع من شوية جنون يا جاسر...

أخرجت ثوب أحمر ناري يصل إلى ما فوق الرُكبة بـ قليل..من خامة    التُل المُبطن..ذو حمالات عريضة تُخفي منكبيها ولكنها تُظهر عظمتي الترقوة بـ

 سخاء..ومن الأسفل عدة طبقات من التُل لتكون تنورة قصيرة..صففت خُصلاتها ثم أسدلتها على منكبها الأيمن ثم أحمر شفاه ذو لون أحمر باهت..نظرت إلى المرآه وإبتسمت بـ ثقة حتمًا سيجن جاسر

بعد خمسًا وثلاثون دقيقة سمعا صوت طرقات على الباب..لتجد جُلنار قد ركضت وفتحت ثم صرخت وهى تحتضن جاسر

خرجت روجيدا وإبتسامة ماكرة تعلو وجهها و إزداد إتساعًا وهى ترى      عينا جاسر قد إسودت بـ شيئين لطالما عرفتهم..توجهت إليه حتى وقفت أمامه وقبل أم يهتف سبقته قائلة

-أظن إنك مش جوزي عشان تقولي ألبس إيه وملبسش إيه..ويلا عشان إتأخرنا...

وقبل أن تتحرك أمسك يدها بـ يده الحرة ثم إقترب منها وهمس بـ أُذنها حتى لا تسمع الصغيرة

-متقليش حسابك عشان هو أصلًا تقيل..متفكريش إني كدا حاسبتك ع اللي عملتيه

-نظر بـ عنياه بـ قوة وقالت:متنساش الشنط وأنت نازل...

ثم جذبت منه جُلنار تحت نظراته القاتمة ونظراتها اللعوب

إستقر الجميع بـ السيارة وتوجهت إلى ميناء القاهرة الدولي..الصمت يطبق      على المكان عدا صوت تنفس جاسر العالي وعيناه التي ترمقها من رأسها حتى أخمص قدميها وتزداد إشتعالًا..بينما هى تدعي الامُبالاه

وصلا إلى الميناء وقبل أن تهبط..منعتها يد جاسر قائلًا بـ تحذير وسوداوية

-قسمًا برب العزة ما أنتي نازلة بـ المنظر دا..خليكي متلقحة هنا..هجيبها وأجي...

فتحت فاها كي تعترض ولكنه منعها قائلًا بـ صرامة ونبرة لا تقبل الجدال

-كلامي واضح..طالما مليش كلمة عليكي..مش هخلي جنس مخلوق يبصلك...

ثم هبط تحت أنظارها المذهولة ليُغلق السيارة خافه لعدم ثقته بها..هتفت بـ عدم تصديق

-أنت مجنون...

بـ الداخل كان جاسر ينظر إلى الوفود حتى حضرتت ضالته..سيدة وقورة ترتدي تنورة سوادء طويلة تصل إلى ما بعد رُكبتيها         مشقوقة من الأمام..وكنزة ماثلت لون التنورة يغلقها زرماسي كبير..يتبعها رجلان وأخرآن يحملان حقائبها..تشدق هو بـ سخرية

-شوفتي الإحتشام..مش المياعة اللي جيالي بيها حفيدتك...

وصلت تلك السيدة الوقور ثم هتفت بـ لغتها الإنجليزية

-أنت جاسر الصياد!

-بلى سيدتي

-عقدت ذراعيها أمام صدرها ثم قالت:لقد جئتُ تلبية لما طلبت يا سيد ضخم..


                   الفصل الثانى عشر من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-