CMP: AIE: رواية ولعشقها ضريبة الفصل الثانى عشر12بقلم اسراء علي
أخر الاخبار

رواية ولعشقها ضريبة الفصل الثانى عشر12بقلم اسراء علي


 

رواية ولعشقها ضريبة 


الفصل_الثاني_عشر


الحياة ليست معزوفة سمفونية عذبة..بل هى إيقاع سريع وأكثر خطورة...


مدّ يده يُصافح العجوز ثم قال بـ إبتسامة ماكرة


-وأنا مُمتن لذلك سيدتي...


ثم أخذ يدها لتتمسك بـ مرفقه وسارت معه بـ خطىٍ وئيدة لتهتف وهى تنظر إليه


-حسنًا..هذا سرنا وقد فهمت..ما المطلوب مني يا سيد ضخم!

-ضحك وقال:لا شئ سوى أن تبقي معنا كثيرًا..وأنا أُكمل ما يتبقى...


أومأت بـ رأسها وهى تبتسم ثم قالت


-لم أتوقع أن تقع بـ حب شرقي..ولكنك شرقي مقبول سيد ضخم

-ولما ذاك اللقب!

-أشارت إلى جسده وقالت:ألا ترى جسدك؟...


ضحك جاسر..العجوز تتغزل به وهذا ما لم تفعله روجيدا..وصلا إلى السيارة حيثُ تقبع هى عاقدة يدها بـ حنق الذي تلاشى      ما أن أبصرت جدتها حتى أشرقت ملامحها أخفى الرعب المُتسلل إليها


قام جاسر بـ فك القفل الإلكتروني لتدفع الباب وتخرج..إنحنت إلى جدتها ثم قبّلتها بـ عمق قائلة


-إشتقت إليكِ كثيرًا

-ربتت جدتها على ظهرها وقالت:وأنا أيضًا عزيزتي...


إبتعدت عنها روجيدا لتتحول ملامح جدتها إلى الصرامة ثم عنفتها


-تتزوجين..وتُنجبين وتعيشين كل تلك الأحداث وأنا لا أعلم

-إبتلعت روجيدا ريقها وقالت:حسنًا..لقد حدث كُل شئ سريعًا

-رفعت جدتها حاجبيها وقالت بـ إستنكار:سبع سنوات وكُل شئ حدث سريعًا!..ما هى فكرتك عن سير الأمور بـ طريقة عادية؟...


زفرت روجيدا وهى تنظر إلى جاسر عله ينقذها من كل هذا ولكنه رفع منكبيه دون أن يرد..لتقول هى بـ حنق


-أنا شايفة إني الوحيدة اللي بتلومني هنا

-إبتسم بـ سخرية وقال:متخافيش..خد اللي فيه النصيب وأنا بستقبلها

-صدح صوت جدتها:لا تتحدثا العربية أمامي..مفهوم!

-ردد الإثنان:مفهوم...


إلتفتت إلى جاسر ثم إلى روجيدا وقالت بـ صرامة


-لنذهب إلى منزلك الآن سيد الصياد..ولنتحدث بشأنكم..ثم أين حفيدتي!

-حمحت روجيدا وقالت:نائمة..لقد تعبت اليوم

-لا بأس..أُريد فقط أن أراها...


أومأت إليها روجيدا لتتجه إلى الباب الخلفي لتفتحه فـ دلفت سوزان وصعدت..إلتفتت الأولى إلى جاسر قائلة


-هنعمل إيه!

-رفع منكبه بـ قلة حيلة وقال:العمل عمل ربنا...


نظرت إليه بـ حنق وكادت أن ترفع بـ صوتها إلا أنه إختفى تمامًا وهى تراه يُقبل وجنتها يحتضن جسدها إليه ثم همس


-جدتك بتبصلنا..إتلمي يا روجيدا أحسن...


حاولت التملص منه بـ الخفاء ولكنه كان كـ الملتصق بـ الغراء لتقول من بين أسنانها


-وأنت بطّل تستغل الفرص

-رد عليها بـ مكر:لو معملتش..هنتكشف

-أبعدت يده عنها بـ خفة وقالت:طب إيدك بقى إحنا فـ الشارع...


ثم تحركت بعيدًا عنه وصعدت بـ جانب جدتها..أشار هو إلى حرس سوزان     جدة روجيدا بـ أن يصعدوا إلى السيارات الأُخرى ثم صعد هو وإنطلق بـ السيارة


كانت سوزان تُحدق بـ جُلنار بـ تمعن إلى أن قالت


-تُشبه ذلك الشرقي كثيرًا...


تعجبت روجيدا من لقب جاسر الجديد بينما هو لم يُلقِ بالًا لما يُقال فـ ردت الأولى بـ إبتسامة سخرية


-لا إنها تُشبهني

-ردت عليها جدتها دون أن تنظر إليها:ظاهريًا نعم..أما روحها فـ هي مُفعمة منه..إنها هو

-إبتسمت روجيدا بـ شرود وقالت:أنتِ مُحقة...


حدق جاسر بـ إبتسامتها ليبتسم بـ خفة فما يحدث الآن وإقترابهم الجبري يستحق كل ما ناله من تقريع


"عودة إلى وقتٍ سابق"


أخذ يطرق على المكتب بـ خفة..فـ بعد أن تم إبلاغه عن رحيل شريف إلى       المنيا حتى بدأ في إكمال باقي خطته..أمسك هاتفه وإتصل بـ ذلك الرقم حتى أتاه الرد على الطرف الآخر تنحنح ثم قال بـ هدوء


-السيدة سوزان سالفاتور!

-أتاه صوت وقور من الجهه الأخرى:أجل..من معي؟

-أُدعى جاسر الصياد..أنا زوج حفيدتك روجيدا...


ساد الصمت عدة ثوان قبل أن يأتيه صوت سوزان الغاضب


-أنت هو الأحمق الذي إنفصل عن حفيدتي ولم يكتفِ بل ورطها بـ المتاعب وتتصل بي..ماذا تُريد!...


أبعد جاسر الهاتف عن أُذنه يكظم غضبه ليعود ويضع الهاتف على أُذنه ثم قال بـهدوء ظاهري


-أجل أنا

-ردت عليه بـ نبرة حادة:ولما تتصل بي..لا تعتقد أنني لا أعلم بما يجري..ولكنني سآتي قريبًا وآخذ حفيدتي وإبنتها فلم يعد لها ما تبقى لأجله

-إندفع جاسر قائلًا:أولًا أنا لا أنوي تركها..ثانيًا..لن أدعكِ تأخذينها أو تأخذي إبنتي بعيدًا عني..فما بيننا لم ينتهي إلى الآن

-و تتواقح يا أحمق!..لن أدعها لك..كان يجب أن أعلم..أنه لا يُمكن الوثوق بـ شرقي همجي مثلك...


تصاعدت أنفاس جاسر بـ حدة وبقى يسب ويلعن داخل نفسه فـ أكملت سوزان حديثها


-أخبارك تصلني دائمًا..وصلني تورطك مع تلك المُنظمة وما تفعله من أعمال خارقة للقانون وقبلها ذلك الحقير مارتن الذي كاد أن يودي      بـ حياتكما معًا وكل هذا بسبب حماقتك وتهورك..أتظن بـ أن هذه هى الطريقة لحمايتها!..أنت بالكاد تحمي حياتك..أنت لا تفعل سوى أن تُلقي بها دائمًا إلى النار..أُيها الهجمي

-صرخ جاسر بـ نفاذ صبر:كفى

-صرخت هى بـ المُقابل: وتجرؤ!..يالك من مُتبجح حقير..كنتُ أنتظر حديثك أو مُقابلتك وتلقينك درسًا قاسيًا عما تفعله

-مسح جاسر على وجهه وقال:هلا هدأتي من فضلك..أنا أتحدث معكِ بشأن حفيدتك...


صمتت سوزان قليلًا قبل أن تقول بـ صوتٍ غاضب


-قُل ما عندك

-قال دوم مُواربة:أُريد مُساعدتك بـ شيئًا ما

-ما هو!

-أخذ جاسر نفسًا عميق ثم قال:أُريد العودة إلى روجيدا ولكنها تأبى

-ردت بـسرعة:معها كل الحق

-تشدق جاسر بـ نفاذ صبر:تمهلي قليلًا..إسمعي ما لدي ولكي الحق بعد ذلك بـ الحكم...


ساد الصمت..بدا فيه أنها تُفكر بما يقول وهو يُفكر كيف يصيغ حديثه حتى سمع صوتها


-أرني ما لديك

-أنا أُحب روجيدا بل مُغرم بها..إبتعد عنها لحمايتها ولكنني إكتشفت بعد ذلك أنني لم أفعل شيئًا سوى تعريضها للخطر أكثر..كنتُ      أنانيًا بـ تفكري للإبتعاد عنها..كنتُ أظن أنه الحل الأمثل لحمايتها..ولكنني أيضًا فشلت بـ الإبتعاد عنها..كلما حاولت لا أقدر..حقًا أُريدها أن تظل بـ جانبي دائمًا..أن أحميها حتى من نفسي

-تنهدت سوزان وقالت:وما دخلي بـ كل هذا!

-هتف بـ جدية:علمتُ من روجيدا مُسبقًا تقدسيك للعلاقات الزوجية..وعلمتُ     أيضًا كم هى تحترمك ولا تُعصيكِ أو تفعل ما يُغضبك..لذلك أطلب منكِ المجئ بـ زيارةً لنا كي أُجبرها على البقاء بـ جانبي...


صمت وصمتت هى الأخرى لدقائق يتنفس فيها جاسر بـ سرعة وعمق يُحاول تهدئة نفسه حتى سمع صوتها


-كما يبدو أنها لا تُريدك

-بل إنها تظن العكس..هى فقط تُريد أن تُلقني درسًا..وأنا أستحقه ولكن بـ جانبي

-وما يضمن لي أنها تُريدك وأنك لا تستغلها!

-قال بـ ثقة أثارت إعجابها:إن رأيتِ بـ عينيها أنها لم تعد مُغرمةً بي..لا تُكلفِ نفسك عناء الحديث معي..فقط خُذيها وإرحلي...


صمتت..كل ما تفعله هو الصمت الذي يُثير إنزعاج جاسر بـ شدة..وضع يده خاف عنقه لتقول هى بعدما أعجبها ثقته بـ حبهم


-حسنًا..سأرى ما لدي

-تهللت أساريره ليقول:أشكرك

-حذرته قائلة:ولكن إسمعني..إذا فكرت بـ تخطي حدودك معها صدقني سأقوم بـ دفن جثتك بـ يدي

-إبتسم جاسر بـ مكر وقال:لا تقلقِ سيدتي..فـ أنا أكثر من أمين ولن أتطاول معها

-إنتظر مني مُهاتفتك وإخبارك بـ قدومي...


ثم أغلقت الهاتف وهز وضع الهاتف بـ جيب سترته وقال بـ خبث زين ملامحه الجذابة


-وأما نشوف أخرتك يا فراولة معايا...


"عودة إلى الوقت الحالي"


كانت إبتسامته المُرتسمة على وجهه تُنبأ روجيدا بـ الكثير..وقعت    عيناه على عيناها لتتسع إبتسامته الخبيثة أكثر وهو يقول بـ صوتٍ خافت وصل إلى مسامعها وجعلها تسبه بـ خجل


-دا إحنا هندلع دلع...


***************************************


وضعت المُمرضة الضمادة على ذلك الجرح فوق حاجبه الأيسر ثم قالت بـ إبتسامة مُتكلفة


-حمد لله ع السلامة

-رد سامح بـ جمود:الله يسلمك

-طلبت المُمرضة بـ أدب:ممكن حضرتك تخلع القميص عشان ألف الضلع المكسور...


أومأ بـ رأسه وبدأ بـ نزع قمصيه المُضرج بـ دماءه الجافة..بدأت تتحس الضلع وقد تحول مكانه إلى اللون البنفسجي ثم وضعت عليه مرهم     طبي و بدأت بـ لف رباط طبي حول مكان الإصابة..كان تنفسه ثقيل بـ سبب الألم ليقول بـ خفوت


-أقدر أطلع أمتى!

-ردت عليه وهى تُكمل عملها:لما الأشعة بتاع المخ والقفص الصدري تطلع عشان لو لقدر الله في حاجة

-تمام...


تمتم بها بـ صوتٍ خفيض يُحاول كتم الآلام..وبقى عقله يسترجع ما حدث صباحًا..وفي تلك الأثناء دلف أمجد ومعه الطبيب الذي وجه سؤاله إلى المُمرضة


-خلصتي!

-أومأت بـ رأسها وهى تنظر إلى الطبيب:أيوة يا دكتور

-طب إتفضلي أنتي...


أومأت بـ رأسها ثم رحلت ليتقدم الطبيب و وراءه أمجد الذي جلس بـ جانب سامح وأخذ يربت على منكبه بـ لطف..فـ تساءل سامح


-الأشعة طلعت!

-أومأ الطبيب إيجابيًا وقال:وبصيت عليها..وإن شاء الله مفيش حاجة..كلها     جروح سطحية ومش فـ أماكن حساسة..حتى الضلع المكسور دا الكسر مُحترف...


وضع الطبيب الأشعة على الطاولة أمامه ثم شبك يده وإتكئ بها على ساقيه وقال بـ هدوء


-اللي ضربك مُتحرف..عارف يأذيك فين بس ميسببش جروح وكدمات خطيرة..ودا يجبرني إني لازم أعمل محضر بحالتك

-إبتسم سامح بـ سخرية ثم قال:صدقني بلاش عشان لا أنا ولا أنت ولا حتى الحكومة هتقدر تعمل حاجة...


نظر الطبيب إليه بـ تعجب ليُمسك سامح قميصه ويشرع في إرتداؤه ثم قال بـ نبرة تحذيرية


-بلاش يا دكتور تدخل نفسك فـ متاهات مش هتطلع منها غير ميت..أنا مش المقصود من دا

-رد عليه الطبيب مُنفعل:وأنت ضميري المهني يحتمني إني أعمل كدا

-تشدق سامح بـ بساطة:وأنا مُتنازل عن حقي...


أكمل إرتداء قميصه وهو ينظر إلى أمجد الذي يتوسله بـ فعل ما يقوله الطبيب ولكنه أشاح بـ وجهه إلى الثاني مرة أخرى وتساءل بـ جمود


-أقدر أطلع دلوقتي صح!

-برضو مش هتعمل محضر؟!

-تجاهل السؤال وقال:أقدر أطلع دلوقتي!

-تنهد الطبيب وقال:مفيش مانع طالما مفيش خطر...


أومأ بـ رأسها إيجابيًا ثم رحل..تبعه أمجد قبل أن يوقفه الطبيب ويحاول أن يُقنعه بـ أن يُقدم شكوى..ولكنه رفع منكبيه بـ قلة حيلة..أخذ الأشعة ثم لحق بـ سامح


كان سامح يسير بـ بطء وعرج طفيف لكثرة ما تلقاه من لكمات..كانت     ثيابه مُمزقة ومُضرجة بـ دماؤه الجافة ولكنه لم يأبه..إسمتع إلى صوت أقدام أمجد تقرب همّ أن يتحدث ولكنه سبقه


-متحاولش يا أستاذ أمجد..أنا وأنت عارفين مين دول وإني مش أكتر من تحذير لجاسر..فـ مفيش فايدة عشام البوليس مش هيقدر يعمل حاجة

-رد عليه أمجد بـ خفوت:طيب...


ثم عاونه بـ السير حتى وصلا إلى السيارة وقبل أن يصعد إليها إلتفت إلى أمجد وقال بـ جدية وصرامة


-اللي حصل دا مش عاوز جاسر يعرفه

-رد عليه أمجد بـ تهكم:دا ع أساس أنه مش هيشوف شكلك!!

-تجاهل نبرته وقال:لأ..نقوله حادثة بسيطة حصلتلي

-هز أمجد رأسه بـ يأس وقال:أنت حر...


ثم فتح الباب الأمامي وعاون سامح على الصعود والذي تأوه من ألم قفصه     الصدري..وتوجه هو إلى مقعد القيادة وإنطلقا عائدين إلى القرية مرةً أخرى


**************************************


رفع الهاتف إلى أُذنه وإنتظر حتى أتاه الرد من الجهه المُقابلة ليقول


-جاسر..سامح مجاش النهاردة

-أتاه صوت جاسر المُتعجب:مجاش إزاي!..دا مكلمني الصبح وأكدلي إنه رايح الشركة

-زفر صابر بـ يأس وقال:ومجاش..أتصل بيه ألاقي موبايله مقفول

-طيب يا صابر هتلاقي بس نادين تعبت ومقدرش يجي عشانها

-يمكن..يلا سلام دلوقتي...


وقبل أن يُغلق أتاه صوت جاسر يستدركه


-أستنى..متنساش تيجي بكرة المنيا أنت وبسنت ومامتها

-أه والله فكرتني..خلاص تمام...


ثم أغلق الهاتف و وضعه بـ جانبه على المقعد..رمى بـ بصره إلى أحد المِحال حتى وقع نظره على ثوب زفاق خطف أنظاره..صف السيارة وترجل سريعًا منها ثم إتجه إلى المحل


وقف أمامه وظل يُحدق به..كان ذو طلة ملائكية رائعة..ضيق من الصدر حتى ما بعد الخصر بـ إنشات ثم ينسدل بـ إتساع خفيف حتى يصل إلى الأرض ويُكون ذيل طويل خلفه..ذو حمالات عريضة تُغطي المنكبين ثم يجتمع بـ رباطة رفيعة معقودة على هيئة أنشوطة..ذو فتحة صدر مُثلثية وظهر مفتوح      مُبطن بـ طبقة شفافة من القُماش..يجتمع بـ حبل معقود بـ التبادل لينتهي بـ شريط ستان ناعم ينسدل على الذيل من الخلف..مُزين بـ نقوش فضية لامعة إنعكس بريقها على عيناه


كان يُحدق به بـعينان مُتسعتان وقد عجز فاهه عن الحديث أو التعبير عن مدى روعته..حتى قاطع عليه صوت العاملة وهى تقول بـ أدب


-أقدر أساعدك يا فندم!

-نظر صابر إليها بـ شرود ثم قال:ها!!

-ضحكت العاملة وقالت مرة أخرى:بقول لحضرتك أقدر أساعدك!

-تحنح وقال:أيوة أنا عاوز الفستان دا...


نظرت العاملة لما أشار ثم قالت بـ إبتسامة وهى تُشير إليه ليدلف


-طب إتفضل يا فندم لحد أما أجهزه لحضرتك...


أومأ بـ خفة ثم تبعها وجلس ينتظر..دقائق مرت حتى عادت العاملة وهى تضعه بـ حقيبته الخاصة لتُعطيه إياه قائلة بـ إبتسامة


-إتفضل يا فندم وألف مبروك

-أخذه منها وقال:الله يبارك فيكي..أدفع الحساب منين؟

-أشارت بـ يدها:إتفضل معايا يا فندم...


تبعها وقام بـ دفع الأموال ثم رحل وعلى وجهه إبتسامة رائعة..قام بـ الإتصال بـ بسنت حتى ردت عليه قائلة


-إيه وحشتك!

-ضحك وقال:جدًا

-ضحكت هى الأخرى وقالت:بجد؟

-أه بجد...


ظلا يتحدثان بـ عدة أمور حتى قال لها فجأة


-صحيح..بكرة هاجي أخدك أنتي ومامتك عشان معزومين عند جاسر

-قطبت حاجبيها وقالت:دا ليه!

-رفع منكبيه وقال:عادي..المهم هجيلك بكرة عشان أخدك

-خلاص تمام..يلا سلام عشام ماما بتناديلي

-هتف بـ عذوبة:طيب يا حبيبتي..بحبك

-إبتسمت هى الأخرى وقالت:وأنا كمان..يلا تصبح على خير

-وأنتي من أهلي...


وأغلق الهاتف ليقف بـ إحدى إشارات المرور ليتكئ بـ مرفقه على المقوّد..حتى سمع طرقات على النافذة بـ جانبه..رفع رأسه لتتسع عيناه من الصدمة..ما لبث حتى فتح النافذة وهدر بـ عنف


-أنت بتعمل إيه هنا!...


نظر إليه والده بـ قلة حيلة ثم قال بـ حزن


-أنا بشتغل فـ المحل اللي هناك دا وكنت خارج وشفتك..كنت حابب أتكلم معاك يا بني

-نظر إليه بـ جمود وقال:مفيش كلام يتقال..نور ومش عاوزة تشوفكم..وأنا أصلًا مش طايق أبص فـ وشكم..فـ ياريت تبعدوا عن حياتنا بقى

-يا بني والله إتعلمنا من غلطنا..سامحنا يا بني

-تشدق صابر بـ نبرة صلبة:اللي بيسامح ربنا مش أنا...


إنطلقت الأبواق من خلف سيارة صابر تُعلن عن ضجر السائقين ليقول بـ نبرة جافة


-بعد إذنك موقفين الطريق...


أبعد يده عن النافذة وتحرك صابر بـ السيارة وأخذ يُحدق بـ المرآه الجانبية وهو يرى جسد والده يختفي شيئًا فـ شيئًا


***************************************


بعد قيادة دامت ساعات وصلوا أخيرًا إلى قرية الصياد..بدى على وجه      سوزان الإعجاب بـ الأجواء الريفية..حتى توقفت السيارة أملم قصر الصياد..مالت على أُذن حفيدتها وتساءلت


-هل هذا مسكنك!

-لـ..أجل..إنه هو

-حقًا لا بأس به سيد ضخم...


ترجلت روجيدا من السيارة وكذلك جاسر الذي فتح الباب الخلفي لسوزان وعاونها على الترجل..ثم إنحنى وجذب الصغيرة     النائمة ليحملها على منكبه..ربت على ظهرها عندما تحركت فـ جاء صوت سوزان من خلفه


-أُريد أن أنام مع حفيدتي...


إنتفض جاسر بـ صدمة بينما روجيدا إبتسمت بـ شماتة ثم قالت لسوزان


-وأنا أيضًا..أُريد ذلك..فـ قد إشتقتُ إليكِ

-ربتت على وجنتها وقالت:وأنا أيضًا عزيزتي..ولكنني أتحدث عن الصغيرة جُلنار...


بهتت إبتسامة روجيدا لتتسع إبتسامة جاسر وهو يزفر بـ راحة..نظرت     إليه فـ وجدته ينظر إليه بـ خبث..أشاحت بـ وجهها بعيدًا عنه ليومئ إلى رجاله بـ القدوم ثم تشدق بـ صرامة


-نزلوا الشنط من العربية ودخلوها القصر

-أوامرك يا باشا...


نظرت سوزان إلى الحارس الذي يتحدث معه وهو يُخفض رأسه دون أن يجرؤ على النظر إلى روجيدا أو جاسر..همست إليها قائلة


-لما لا ينظرون إليكِ أو إليه عندما يتحدث!

-إبتسمت روجيدا بـ تهكم:إنه يغار جدتي..يغار كـ البغال

-مطت سوزان شفتيها قائلة:يروقني هذا الجاسر...


ثم تحركت مُبتعدة عنهم بـ خطواتها البطيئة..أحست روجيدا بـ جاسر ينخفض ويهمس بـ مكر


-يغار كـ البغال ها!

-نظرت إليه بـ توتر وقالت:أنا مقولتش كدا

-ضحك ثم همس مرة أخرى: دا على أساس إن البغال بتغيير...


نظرت إليه شزرًا ولم ترد لتعود وتصدح نغمته المُزعجة


-أنا هوريكي البغال بتعمل إيه..بس لما تتقفل علينا أوضة واحدة

-إنتفضت وأشارت إليه بـ سبابتها:أوعى تفكر إني هنام معاك فـ أوضة واحدة

-عاد يربت على ظهر إبنته ثم قال بـ سخرية:خلاص الصالون يشيل...


ثم إبتعد عنها تاركًا إياها خلفه تضرب الأرض بـ حنق..لتتبعه وهى تُطلق السباب واللعنات حتى وقفوا أمام باب القصر..طرق الباب وإنتظر     حتى أتت إحدى الخادمات لتفتح الباب..رحبت بـ الجميع بـ حرارة وبقت تنظر إلى تلك العجوز بـ تعجب


دلفوا إلى داخل القصر وسوزان تتفحصه بـ إعجاب واضح على ملامحها..حتى صدح صوت جاسر


-أمي..أنا جيت...


أتت فاطمة مهرولة وهى تبتسم بـ إتساع ما أن رأته يحمل حفيدتها     وروجيدا معها..ثم نظرت إلى سوزان بـ تساؤل وضحه جاسر وهو يضع يده على منكب والدته


-دي جدة روجيدا..مدام سوزان...


عادت تبتسم فاطمة بـ إتساع لتنظر إلى روجيدا ثم إلى جدتها قائلة بـ تهليل


-أهلًا وسهلًا..نورتي يا ست سوزان

-مالت روجيدا إلى جدتها قائلة:إنها تُرحب بكِ جدتي...


أومأت بـ تفهم ثم مدت يدها تُصافحها..لتعود فاطمة وتُعاتب جاسر


-مش تقولي يا بني عشان أعمل واجب معاها

-متقلقيش يا ست الكل..مش أنتي حضرتي العشا!

-أجابت على الفور:جاهز ومتسنيكوا

-مالت سوزان إلى روجيدا قائلة:ماذا يقولون؟!

-ردت عليها روجيدا:إنهم يدعونكِ على العشاء

-إعترضت قائلة:كلا..فقد تناولت الطعام على الطائرة..كما أن الوقت قد     تأخر ولا أُحبذ تناول الطعام مُتأخرًا...


حاولت روجيدا الحديث معها وإقناعها بـ أن ذلك لا يصح إلا أن صوت جاسر أنهى هذا الجدال


-خلاص يا روجيدا سبيها براحتها

-تساءلت فاطمة:في إيه يا بني!

-فسرت روجيدا:هى أكلت على الطيارة ومش هتعرف تتعشى..هي بس عاوزة تنام عشان تعبانة من السفر

-براحتها يا حبيبتي .. براحتها خالص

-تساءل جاسر:حضرتي الأوضة يا أمي؟!

-من زمان يا ضنايا..هنادي كريمة توديها...


وبالفعل نادت المدعوة كريمة لتصعد معها سوزان..مال جاسر إلى روجيدا وهمس


-أنا هطلع جُلنار ونازل

-طيب...


تمتمت بها ليصعد..تقدمت فاطمة من روجيدا وربتت على ظهرها وقالت


-مش عاوزة تاكلي أنتي!

-لا يا طنط مرسيه..لسه واكلة من شوية...


ثم توجهتا لكي يجلسا على المقاعد بـ غُرفة الصالون لتتساءل فاطمة بـ حرج


-أعذريني يا بنتي لو بدخل..بس جدتك جاية ليه في حاجة؟!

-هزت رأسها نافية وقالت:لا أبدًا يا طنط مفيش حاجة..هى بس حابة تتطمن عليا وتشوف جاسر وكدا

-عقدت فاطمة حاجبيها وتساءلت:مش فاهمة

-فسرت روجيدا:هى مفكرة إني أنا وجاسر منفصلناش فـ عاوزة تتطمن عليا معاه

-طب وأنتي مقولتلهاش ليه إنكو إتطلقتو؟!

-تنهدت روجيدا ثم تشدقت:جدتي من النوع اللي بيقدس رابط الجواز وكدا..يعني    لو عرفت إني إطلقت من جاسر هترجعني أمريكا

-ااه..طيب يا بنتي..يعني أنتي هتنورينا

-أتمنى مكنش هتقل عليكوا

-عاتبتها فاطمة قائلة:عيب تقولي كدا..أنتي بنتي يا حبيبتي...


إبتسمت روجيدا لتربت فاطمة على ظهرها ثم قالت بـ حنو


-إطلعي الأوضة اللي كنتي فيها أخر مرة عشان تستريحي..هتلاقيكي تعبانة من السفر

-نهضت روجيدا وقالت:أه فعلًا..تصبحي على خير يا طنط

-ردت عليها فاطمة بـ إبتسامة:وأنتي من أهل الخير يا حبيبتي...


ما كادت أن تتحرك حتى سمعت صوت طرقات على الباب..تحركت لكي تفتحه لتفلت منها شهقة وهى ترى سامح بـ هذا المشهد الدامي


سمعت فاطمة صوت شهقة روجيدا المكتومة لتهرول إليها لترى ما حدث.. وما كادت أن تقف أمامها حتى شهقت هى الأخرى صاكة لصدرها وهى تهتف بـ حرقة


-أبني..حبيبي إيه اللي حصلك يا ضنايا!

-تنحنح أمجد قائلًا:طب ندخل الأول يا حاجة فاطمة...


أفسحت كُلًا من روجيدا وفاطمة التي أخذت فـ النواح ليتنهد سامح قائلًا وهو يجلس على أحد المقاعد


-بطلي عياط يا ست الكل أنا كويس والله...


جذبته فاطمة بـ أحضانها وظلت تبكي حتى قالت بـ نشيج


-مين اللي عمل فيك كدا يا حبيبي..يارب تتقطع إيده

-يا حبيبتي محصلش حاجة..عملت حادثة بسيطة

-إحتضنته أكثر وقالت:كل دي وبسيطة...


أتاهم صوت جاسر وهو يهبط على الدرج قائلًا


-إيه دي اللي بسيطة يا حاجة فاطمة!...


لم يرد عليه أحد بل تقدم منهم حتى ما أن رأى شقيقه فلتت منه صرخة قلقة


-إيه اللي حصل يا سامح!

-تأفف سامح قائلًا:يا جماعة قولت حادثة..مش مصدقين ليه!...


نظر إليه جاسر بـ غموض ولم يرد..بينما نهضت روجيدا وإتجهت إليه ثم همست


-جاسر دي مش حادثة

-نظر إليها جاسر ثم قال بـ جمود:إطلعي أستريحي يا روجيدا..أنتي تعبانة من السفر...


حاولت روجيدا الإعتراض ولكن نظرات جاسر الصلبة والقاتلة جعلتها تبتلع إعتراضها فـ إتجهت إلى أعلى


إلتفت جاسر إلى والدته ثم قال بـ ما يُشبه الأمر


-إعملي حاجة سخنة من إيدكي يا حاجة فاطمة

-نهضت فاطمة وقالت:عنيا حاضر..وهشوفلك أي دوا...


تنهد سامح بـ نفاذ صبر فـ بعد نظرات جاسر تلك علم أنه سيمر بـ تحقيق مُفصل ولن يتركه حتى يعلم ما حدث


جلس جاسر بـ جانبه وبقى ينظر إلى وجهه المُقطب والمدمى ثم إلى ملابسه المُمزقة      ليعود وينظر إلى وجهه وبـ نبرة هادئة حادة كـ حدة السيف تشدق


-عاوز أفهم كل حاجة يا سامح وأحسنلك متكدبش

-أزاح عينه عن جاسر وقال:قولنا حادثة

-حادثة ها!!...


قالها جاسر وهو يحك فكه ثم وعلى حين غُرة هدر بـ صوتٍ دوى كـ الرعد وهو يضرب ذراع المقعد


-متلفش وتدور..مين اللي ضربك

-ليصرخ سامح بـ نفاذ صبر:الناس اللي بيطاردوك يا جاسر


            الفصل الثالث عشر من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-