CMP: AIE: رواية ولعشقها ضريبة الفصل الخامس عشر15بقلم اسراء علي
أخر الاخبار

رواية ولعشقها ضريبة الفصل الخامس عشر15بقلم اسراء علي


 

رواية ولعشقها ضريبة

الفصل_الخامس_عشر



المحبة قوية كـ الموت والغيرة قاسية كـ القبر...


حدق هو الأخر بها بـ صدمة دون أن يجرؤ على أن تفوه بـ كلمة..ثم توجهت عيناه إلى يد جاسر التي تطبق على يدها بـ قوة ظهرت     له مُتملكة..إسودت عينا شريف بـ رغبة جامحة بـ قتله..فـ لم يقم بـ دعوته إلى هنا إلا لكي يُريه وجودهما معًا..تشكلت كفه على هيئة قبضة إبيضت لها مفاصله وبقى الصمت سيد الموقف


وعلى الناحية الأُخرى ظل جاسر يُحدق بـغريمه بـ نظرات قاسية سوداوية مُميتة..ويداه تشتد بـ قسوة أكبر على يدها وبـ لمح البصر      صدرت شهقة عن روجيدا وهو يسحبها إليه ويداه صعدت إلى خصرها يطوقه بـ تملك أرهبها


نظرت إليه روجيدا ولكن نظراته كانت مُعلقة على الأخر..تيقنت أن كل ما حدث مُخطط من جاسر..أراد إنذار شريف أنها من مُمتلكاته..أنها له وحده..أغمضت عيناها بـ أسى وهمست


-ليه!!...


نظر إليه بـ نظرة خاطفة ثم عاد بـ نظره إلى شريف ليبتسم بـ مكر ثم قال بـ هدوء يُسري الرعب في النفوس


-إزيك يا حضرة الملازم!..أتمنى إن شغلك الجديد عجبك

-تشنجت عضلات فك الأخر ثم قال بـ جمود:جدًا..و خصوصًا النهاردة

-إسودت عيناه جاسر أكثر وهتف:النهاردة!!..كان في إيه مُميز!...


عيناه تحدتاه أن ينطق بما يجول بـ رأسه فـ عندما نظرت إليه روجيدا لم     تجد بـ عيناه سوى الرغبة المُميتة بـ القتل..هنا وعلمت أن ما أن يتفوه شريف بـ كلمة حتى يُرديه قتيلًا


رفعت أنظارها سريعًا إليه ثم هزت رأسها بـ لا وعيناها تتوسلاه بـ ألا يتفوه    بما قد يُثير البراكين داخل جاسر..أخرج شريف زفيرًا حارًا وأومأ لها مُطمأنًا فـ إبتسمت بـ إمتنان..بعدها تفوه بـ جفاء


-يعني كام معلومة وصلتلي كدا..عجبوني

-اللي هما!...


تطاير الشرر من عينا جاسر ومُقابلها عينا شريف لتشعر هى بـ حرارة الأجواء وكأنها بـ الجحيم لتتشدق بـ تلعثم


-هو..هو إحنا هنفضل واقفين كدا!

-إبتسم شريف وقال:روجيدا عندهـ آآ

-هدر جاسر بـ صوتٍ دوى كـ الرعد:مدام روجيدا

-إتسعت إبتسامة شريف ولكنه قال:المدام روجيدا عندها حق...


وضعت روجيدا يدها على وجهها تشعر بـ عدم الإرتياح..علمت أن الصباح المُميز وأحداث أمس ستذهب أدراج الرياح وهنا عودة مرةً أخرى إلى الصفر


جلس شريف دون أن ينتظر رد جاسر ليجلس هو الأخر ومعه روجيدا التي أُجبرت على الجلوس بسبب يده..أخذت تدعو الله داخلها أن تمضي تلك الليلة على خير


إتجهت أنظار جاسر إلى ساقي روجيدا التي برزتا أكثر ما أن جلست..لتشتعل البراكين داخله..أحس أن دماءه تغلي ما أن فكر لولهة أن     جسدها يظهر امام ذلك الأحمق..لينهض فـ تفاجئ الأثنين..وجداه ينزع عنه سترته ثم يضعها على ساقيها البارزيتن ثم جلس وهمس


-لينا حساب...


نظرت إليه بـ عتاب وغضب ولم ترد عليه..وبقت حرب النظرات مُشتعلة بين     الأثنين..لن تتحدث ولن تنظر إلى أحدهما بل أخفضت رأسها وتجاهلت ما يحدث علها تستيقظ من ذلك الكابوس


-عشان كدا جبتني هنا !...


كان هذا صوت شريف الذي إنطلق يسأل جاسر بـ نبرة هادئة ولكنها تحمل    في طياتها غضب مقيت إلتقطه الأخر بـ إبتسامة ساخرة..ليُمسك يد روجيدا ويقول بـ جمود


-قصدك إيه!

-نظر إلى يده ثم إلى عيناه وقال:مش دي برضو حركات عيال صغيرة يا جاسر بيه!..المفروض متطلعش منك الحاجات دي

-حك جاسر جبهته وقال:اممم..ما هو العيال الصغيرة لازم تنزل لمستواها عشان تفهمها..إن اللي يجي جنب حاجة تخصه ميلومش غير نفسه...


همّ شريف أن يرد ولكن دلوف فاطمة قاطعهم لتقول بـ إبتسامة عريضة


-مش تقول إن الضيف وصل يا جاسر!!

-إبتسم جاسر بـ سخرية وقال:ملوش لزوم يا أمي..أصل دي قعدة عيال...


عقدت فاطمة ما بين حاجبيها ونظرت إلى روجيدا التي نظرت إليها بـ قلة      حيلة وجهل ولم ترد..تنهدت الأولى بـ عدم إرتياح وهى ترى نظرات الأثنين التي لا تُبشر بـ الخير


نهض شريف ثم حيا والدة جاسر قائلًا بـ إحترام وهو يُعرف عن نفسه


-شريف المهدي..ملازم أول إتنقلت هنا للمنيا قريب

-إبتسمت فاطمة بـ إهتزاز قائلة:إتفضل يا بني إقعد...


جلس شريف ولكن نظراته لم تحيد عن جاسر الذي ينظر إليه بـ ملامح صلبة كـ الرخام..ليلتفت إلى فاطمة مرة أخرى عندما تحدثت قائلة


-وأنت جيت المنيا أمتى وإزاي!

-أجابها وهو ينظر إلى جاسر:أمتى..من يومين..أما إزاي فـ البركة فـ جاسر بيه

-تساءلت بـ توجس:وإيه علاقة جاسر!

-ضحك شريف وأجاب بـ سخرية:أصل أنا وابن حضرتك صحاب جدًا وبصراحة مقدرش يبعد عني لحظة فـ جابني المنيا معاكوا هنا

-اااه...


قالتها فاطمة بـ إبتسامة مُصطنعة ثم نادت أحد الخادمات لتأتي لتقول


-هاتي الضيافة وتعالي...


أومأت الخادمة و رحلت لتعود بعد مدة..وضعت الأطباق امام الجميع وأعطت كُلًا منهم فنجان شاي ورحلت


الصمت هو ما كان يطبق على المكان حتى قطعه شريف هاتفًا بـ نبرة عادية


-هتيجي بكرة يا روجيدا عشان نروح الجامعة مع بعض!...


كادت أن ترد روجيدا ولكن أوقفها صوت إتحطم بـ جانبها..لتجد أن قبضة جاسر تُقطر دمًا فـ علمت أنه تحطم تحت ضغط يده..شهقت ورفعت أنظارها وأقسمت بـ داخلها أنها رأت الجحيم المُطلق بـ عيناه..تلك الرغبة بـ القتل لم تهدأ بل إزدادت أشتعالًا


ثوان..تطلب ما حدث ثوان وهى ترى جاسر يُطيح الطاولة لتتحطم إلى أشلاء ثم يقبض على نحر شريف بـ قوة جعلت الأخر يشهق       بـ ألم. صرخت وتصاعدت صرخات فاطمة بعد لكمة أطاحت الأخير..لينقض بعدها عليه هادرًا بـ صوتٍ جهوري


-يا *** أنا هقتلك..قسمًا بالله هقتلك...


قاومه الأخر قدر المُستطاع ليضرب جاسر بـ معدته فـ وقع ارضًا..نهض شريف ومسح خيط دماء إنسل إلى أنفه وهتف بـ قسوة


-أنت اللي بدأت اللعبة..إستحمل...


أخرج جاسر سلاحه من جزعه لتصرخ فاطمة بـ صوتها كله


-سااااامح..تعالا إلحق أخوك...


وجه جاسر سلاحه إلى رأس شريف الذي وقف أمامه دون أن يهتز له جفن..تقدم الأول خطوة بطيئة قاتلة


-نهايتك النهاردة على إيدي...


وإنطلقت الرصاصة وسط صرخات الخادمات وفاطمة


***************************************


تنهد ذلك الجالس على المقعد الأسود الوثير وهو يستمع إلى ما قيل قبل قليل ليقول بـ برود مرةٍ أخرى


-أعد ما قُلت

-إبتلع الرجل ريقه بـ صعوبة وقال:لما سيدي؟

- إبتسم الأخر بـ شيطانية وهتف:أُريد أن أحقد على الصياد أكثر

-تلعثم بـ البداية ثم قال:جورج..تم قتله هو ورجاله بـ الصحراء..ترك أحدهم ينجو بـ أعجوبة ليأتي إلينا وأخبرنا بما حدث...


أشعل سيجارته الكوبية ثم تساءل بـ جمود


-هل قتلتم ذلك الناجي!

-أومأ الرجل مؤكدًا:وهو بـ المشفى لم نسمح له بـ الخروج

-عظيم..وماذا ألم يرتدع؟!

-هز رأسه نافيًا:لا سيدي...


أدار مقعدته ونظر من النافذة إلى مشهد المياه أمامه ثم قال بـ هدوء حادة


-إذًا أخبر القاتل الذي تم تعيينه لمُراقبة زوجته أن لديه مُهمة في القريب العاجل

-حسنًا سيدي

-أشار الرجل بـ يده قائلًا:والآن أُغرب عن وجهي...


أومأ الرجل سريعًا ثم دلف إلى الخارج ليقول ذلك الجالس وبـ يده لُفافة التبغ


-يا إللهي..كم أنت أحمق عديم الفائدة أيُها الصياد..تنحني لإمرأة لتُفقدك عقلك...


*************************************


أصابت الرصاصة سقف الغُرفة لينظر إلى روجيدا التي رفعت مستوى ذارع جاسر التي إرتفعت إلى أعلى وأخطأت الهدف


كانت عيناه مُظلمة بـ درجة أرعبتها ولكنها أرادت تدارك الأمر وإخفاءه ثم همست


-ليه بتهدم كل حاجة!...


كان الجميع يُشاهد ما يحدث و يضع يده على قلبه..ليتقدم سامح من شريف ويدفعه بـ خفة من منكبه قائلًا بـ رزانة


-إتفضل أنت دلوقتي من هنا...


نظر إليه شريف بـ حدة ثم أبعد يده وهدر بـ عنف


-ماشي بس الموضوع مخلصش لحد كدا

-صرخت روجيدا بـ حدة:من فضلك يا شريف إتفضل من هنا دلوقتي...


لم يرد ولكنه إستدار على عقبيه راحلًا..هدر جاسر وأنفاسه تكاد تختفي


-كل واحد على شغله..المولد إتفض...


تقدم سامح منه وحدثه بـهدوء


-إطلع يا جاسر ريح

-دفعه جاسر هاتفًا:إوعى يا سامح من خلقتي...


ثم تحرك إلى الخارج..تنهد روجيدا بـ أسى لتجد الصغيرة ترتمي بـ أحضانها وتبكي سائلة والدتها بـ نشيج


-هو بابي..ماله؟...


رفعتها روجيدا لتحتضنها وقبلتها على وجنتيها ثم أزالت عبراها وهتفت بـ حنو


-بابي كان متعصب شوية

-وليه أنكل شريف كان متعور!

-ربتت على خُصلاتها وقالت:عشان وقع وهو طالع السلم..متخافيش يا حبيبتي مفيش حاجة إتفقنا!!...


أومأت الصغيرة بـ رأسها ثم أمالتها على منكب والدتها لتحتضنها روجيدا بـ قوة..أتت فاطمة وربتت هى الأخرى على ظهر جُلنار وقالت بـ نبرة مُتعبة


-خديها يا بنتي الأوضة بتاعها تنام وخليكي جنبها

-حاضر يا طنط...


ثم صعدت وقد قابلتها نادين وقبل أن تتفوه بـ كلمة قالت روجيدا


-سبيني دلوقتي يا نادين..أنا مش قادرة أتكلم...


أومأت نادين لترحل روجيدا ولكن كانت جدتها خلفها وبدأت في الإستفسار عما حدث..لتقص عليها روجيدا كل ما حدث


أما هو بـ الخارج كان يلهث بـ عنف وهو يشد على خُصلاه الفحمية ويزأر بـ قوة أهلكت أحباله الصوتية..جلس على العُشب وقد    بدأ يشعر بـ الحرارة ليحل أزرار قميصه و يرفع أكمامه إلى أعلى..كانت هيئته مُبعثرة وعيناه كانت جمراوتين من النار


لا يعلم كم بقى على ولك الشاكلة حتى سمع صوت خُطوات غاضبة على   العُشب ليتيقن أنها روجيدا ولكنه لم يلتفت ولم يُعرها أدنى إنتباه ليأتيه صوتها الجنوني


-أنت مش طبيعي..أنت لازم تتعالج

-أتاها صوته البارد:خشي يا روجيدا من وشي دلوقتي..خشي عشان مطلعش جناني عليكي...


كانت قد وقفت أمامه لتنحني و تضرب منكبه بـ أقصى قوى تملكها وصرخت بـ جنون


-أنت فاهم أنت عملت إيه!..جبته لحد هنا وكنت هتقتله..أنت جنونك دا لازم يتوضعله حد...


نهض على حين غُرة فـ سقطت على ظهرها من المُفاجأة لينحني هو إليها هذه المرة وهدر بـ صوتٍ ذو بحة مُميتة


-إبعدي عن وشي..أنا مش متحكم فـ تصرفاتي دلوقتي

-ردت عليه وهى لاتزال على الأرض:وأنت من أمتى مُتحكم بـ تصرفاتك

-صرخ بـ إهتياج:روجيدا أمشي من قدامي...


نهضت على قدميها بـ عنف و دفعته عدة مرات بـ صدره وهو كان يضم شفتيه ليحول دون خروج مارده ثم هتفت بـ حدة


-لازمته إيه تصرفك دا!..ها!..قولي لازمته إيه غير إنك أهنتني وأهنت نفسك..لازمته إيه تصرف هيخلني أكرهك أكتر...


سحبها من معصمها بـ قوة هشمت عظامها وأدركت أنها ستترك أثارها ليُقيد    يديها خلف ظهرها مُقربًا إياها من جسده حتى باتت تستشعر تشنج عضلات صدره ثم هدر بـ قسوة


-لازم يفهم إنك ملكي وطول ما أنا عايش محدش هيفكر يهوب ناحيتك..أقسم بالله..أقسم بـ اللي خلقني وخلقك أنا مانع نفسي من قتلك وقتله على شعرة فـ متقطعيهاش يا روجيدا...


إتسعت عيناها بـ صدمة ما لبثت أن تحولت إلى شراسة لتصرخ


-لأ هقطعها..هقطعها وأخليك تقتلني يمكن تستريح..نفسي مرة و لو لمرة بس تفكر بـ عقلك..نفسي يكون مرة سابق إيدك ولسانك

-همس وهو يقترب منها:مش هنولهالك يا روجيدا..فاهمة!...


صرخ بـ الأخيرة وكأنها زمجرة وحش فـ إنتفضت..أخذت تتلوى بين يديه ولكن ما زاده إلا أنه يضغط على جسدها أكثر..لتهمس وقد هطلت عبراتها بـ ألم


-أنت بقيت كابوس مرعب..كابوس بيطاردني...


أومأ بـ تأكيد وهو يضحك ثم قال بـ فحيح أفعى


-وهفضل كابوس ليكي ولأي جنس راجل هيبصلك..هحول حياتهم جحيم وأولهم الزفت دا

-همست بـ عدم تصديق:أنت لازم تتعالج بجد..أنت مش طبيعي

-ضحك وقال:بالعكس أنا عاقل..عاقل جدًا..متتصوريش أنا دربت نفسي كتير على إني أكون بـ العقل دا...


أغمضت عيناها بـ يأس وألم فـ قد شعرت بـ تصلب جسدها وبدأت عظامها تؤلمها من ضغطه عليها ولكنه لم يأبه وأكمل


-وخروج من هنا بكرة مش هيحصل..ولو فكرتي مُجرد تفكير بس إنك تخطي بره القصر دا..مش هتردد ثانية وأكسرلك رجلك...


تحولت ملامح الألم فجأة إلى شراسة لتضرب ساقه بـ قدمها و بـ الرغم من    تقلص عضلات وجهه للألم ولكنه لم يتحرك إنش ثم هتفت بـ نبرة شرسة توازي شراسة ملامحها


-طب فكر يا جاسر..وأنا فعلًا هخليها الناهية..وهتوصل إني لا هتعرف مكاني ولا تعرف مكان بنتك

-إرتفع حاجبيه وهمس من بين أسنانه:أنتي بتهدديني يا روجيدا!

-إفهمها زي ما تفهمها..لكن لحد حياتي الخاصة وملكش دعوة

-صرخ وقد شق صراخه سكون الليل:أنا حياتك الخاصة..أنا أدق تفصيل     فـ حياتك..أنا كل حاجة فيها..أنا جزء لا يتجزء منها وعمري ما هخرج من حياتك إلا لما ربنا ياخد أمانته..عاوزك تحطي دا فـ دماغك الصغير...


قالها وهو يضرب جانب رأسها بـ أصابعه..لتهز رأسها بـ فوضوية لكي تُبعد يده عنها لتهتف بـ حنق


-لأ وألف لأ يا جاسر..أنت اللي لازم تحط فـ دماغك إني طول ما أنا مخصكش ولا اسمي على اسمك يبقى ملكش دعوة بيا..حياتي     خاصة بيا لوحدي..ولو فكرت تدمرها يبقى عليا وعلى أعدائي..لأني خلاص تعبت..تعبت وأنا بحاول أعدلك فيك عيوبك اللي بتكرهني فيك...


قالت العبارة الأخيرة بـ خفوت وقد تهدل منكبيها بـ تعب من كثرة تلويها بين يديه..ولكنه لم يهدأ ولم يكترث لتعبها ليقول بـ عناد


-طب إيه رأيك إني هحبسك..ولو طولت أفضل طول عمري حابسك هعملها لحد أما تقولي حقي بـ رقبتي...


ثوان وصرخت روجيدا وهى تجد رأسها يتدلى عند خصره ويتجه بها إلى غُرفتهم..ظلت تضرب ظهره وتتلوى بـ قدمها وهى تصرخ بـ حدة


-نزلني يا جاسر..بقولك نزلني...


ركل باب القصر بـ قدمه لينفتح بـ قوة أصدر صرير مُزعج فـ تقدمت فاطمة هى وسامح بـ جزع ليريا ما حدث..فـ شهقت الأولى وهى تصك صدرها


-يا جاسر إعقل ونزل البت

-هدر جاسر بـ قسوة:محدش ليه دعوة

-حاول سامح تهدأته:جاسر..إهدى بس

-إوعى من وشي يا سامح...


كل هذا و روجيدا تضربه بـ ظهره ثم صرخت مرة أخرى


-نزلني يا متوحش يا همجي..نزلني

-ضربها على ظهرها وهدر:إخرسي ولمي لسانك عشان ما أقطعهولكيش...


وأكمل صعوده الهمجي إلى أعلى وصل إلى غُرفته وألقاها بـ الداخل على    الفراش..ثم إتجه إلى باب الغُرفة كي يُغلقه لتركض خلفه في مُحاولةٍ يائسة للهروب..ولكنه طوق خصرها وإزاحها خلفه ثم أغلق الباب وبقت هى حبيسة ذراعيه


دفعته بعيدًا عنها وظلت تُطلق اللعنات والسبات القاسية ولكنه وقف بـ برود إستفزها أكثر..تقدمت منه ليُشير بـ يده بـ تحذير


-نامي أحسنلك

-لأ مش هنام...


هتفت بها بـ عناد ليقول وهى ينزع قيمصه


-خلاص أنتي حرة فـ اللي هيحصل...


تراجعت روجيدا بـ خوف وهى تراه يتقدم منها بـ خفة أسد قد حصل على فريسته لتقول بـ تلعثم


-آآ..إثبت عندك..عيب..آآ..أنت أعقل من إنك تعمل كدا

-إبتسم بـ شيطانية:مش كنت محتاج أتعالج من شوية..أنا بقى هخليكي تعالجيني...


شهقت بـ رعب وهى تراه يقبض على ذراعيها ويُقربها منه بـ شدة..بـ شدة     بالغة جعلتها تُدرك خطورة الخطوة القادمة لتضع يديها على صدره في مُحاولة لإبعاده ولكنها شهقت بـ قوة أكبر وهى تستشعر مضخة جبارة أسفل يدها


نظرت إلى عيناه السوداوية ولكنها لاحظت بعض الألم بها..عجزت     عن فهم ذلك الألم أهو جسدي أم نفسي..ولكنها تيقنت أنه جسدي ما أن أزاح يده عنها و وضعها على صدره


أبتعدت خطوتين وهى تراه يجلس على الأرض ولا يزال يضع يده على صدره..شهقت وهى تجلس وتساءلت بـ خوف تقافز من حدقيتها


-جاسر مالك؟

-رد بـ إجهاد:مفيش

-لأ فيه أنت مش شايف شكلك

-إبتسم بـ سخرية وقال:ماله شكلي..منا زي الفُل أهو...


نظرت إليه بـ حزن وهى تهز رأسها بـ حسرة منه..خف الألم عنه فـ قد ما حدث أجهده كثيرًا كثيرًا جدًا لما أصابه وقلبه المُجهد لم يتحمل


نهض جاسر بعد مدة ثم قال بـ جمود قبل أن يدلف إلى الخارج


-عاوزة تروحي مكان ما أنتي عاوزة روحي...


وأغلق الباب خلفه بـ عنف أفزعها لتجلس على الفراش تُبعد خُصلاتها عن وجهها وتتنهد بـ إنهاك


**************************************


جلس جاسر مرةً أُخرى على العُشب الأخضر وهو عاري الصدر ليشعر بـ أحدهم يجلس بـ جانبه..فـ نظر ليجدها سوزان..همس بـ دهشة


-سيدة سالفاتور!

-أجل سيد ضخم...


تنهد جاسر وهو يومئ بـ رأسه ويستند بـ راحة يده على الأرض فـ جاءه صوت سوزان


-الطقس رائع..وكذلك النجوم تبدو وكأنك بـ الفضاء...


حدق جاسر بـ عدد النجوم الكثيف وكم كان حقًا المشهد رائع ولكنه لم يكن ذو ذهن حاضر ليتأمل روعة ما رآه..ربتت على ركُبته وقالت دون النظر إليه


-أعلم كم الغيرة قاتلة..وكم هي قاسية لرجل يعشق مثلك...


نظر إليها جاسر مُطولًا ليجدها تُكمل حديثها الهادئ


-عندما تزوجت جين جمال قمُت بـ ثورة..غضبت وحطمت كيف لها أن تقع بـ حب شرقي وكم كنتُ أعمل أن الشرقيون عديمو الرحمة بـ العشق

-تساءل جاسر:ألم تهمك الديانة وإختلافات الثقافات!!

-إبتسمت وقال:الديانة لم تُهمني كثيرًا..فهمها إختلتف الديانات ولكن يبقى     الحُب شئيًا واحد..ولكن الثقافات كم خِفتُ منها..شرقي ولا أعني الجهل ولكنهم يحبون بـ طريقة بشعة وغيرتهم قاتلة كما رأيت الآن

-وماذا بعد!..لما وافقتِ على الزواج؟

-إبتسمت بـ شرود قائلة:لأنني ما أن نظرت بـ عينا والد روجيدا..علمتُ أن لا أحد سيعشقها كما يعشقها هو..علمتُ من عيناه أنه سيتحدى ويقف أمام الجميع لأجلها..لذلك وافقت...


أخذت نفسًا عميق ثم قالت وهى تنظر إليه


-أتعلم ماذا!...


نظر إليه بـ إستفهام لتبتسم وتقول


-عندما علمتُ بـ زواجك منها..لم أثور..بل تيقنت أن الحمقاء كوالدتها وقعت    بـ عشق شرقي همجي..فـ جموح روجيدا لن يلجمه سوى هجمي وشرقي أيضًا..لذلك إبتسمت وقلتُ أنك أنت مش ستملك قلبها إلى أخر أنفاسها

-ضحك جاسر وقال:ولكنها لم تكن مُغرمةً بي عند زواجنا

-ضحكت هى الأخرى ولكنها قالت:ربما ولما لا..ولكني الآن أرى عينان     كـ المُحيط كلما نظرت إليك..أمواج عاتية من العشق تبتلعك بها..عواصف رعدية تملأ جفونها ما أن تسمع صوتك..إنها مُتيمة بك

-وضع جاسر يده على وجهه وقال:ولما تفعل بي ذلك!

-لأنها تُحبك..وتسعى لإستعادتك..إعلم إنها تُعاني من حراج سببتها أنت وها هى تنتقم..جاريها سيد ضخم..جاريها بما تفعل وستجدها تعود إليك..لا تُعاند ولا تُظهر بدائيتك فـ تخسرها...


أشارت إلى صدره ثم قالت بـ إبتسامة صغيرة


-روض الوحش بـ داخلك فـ تجدها بين يديك...


***************************************


كانت تجلس بـ السيارة وهى بـ طريقها إلى الجامعة وتُفكر بما حدث..وكيف       سمح لها جاسر بـ الرحيل..لم تحتج أن تُخبره أنه حُلم وحماس بـ النسبة لها ولكنه أخبرها ما أن صعد إلى غُرفتهما


-روحي يا روجيدا..أنا مش هقفلك ومش همنعك..بس خليكي فاكرة إني عملت كدا عشانك أنتي..عشان أنا شايف خيبة أمل بعنيكي...


ولكنه مال إليها وبـ عنيان يتقدان شر همس بـ وعيد


-بس عالله ألمحك واقفة مع راجل..همحيه..وقصة زي زفت دا هتنتهي...


ولم تعلم كيف شقت الإبتسامة وجهها بـ الرغم من تعجبها بـ ذلك الهدوء الذي تسلح به بـ الحديث..ولكن مكر المرأة طغى عليها لتُقرر تحديه فلا بأس من ذلك..لتنتقم


وصلت إلى الجامعة فـ وجدت سمر بـ إنتظارها بـ الخارح وبعد أحاديث طويلة    دلفت إلى الداخل ثم إلى مكتب رئيس الجامعة وبعد مُحادثات تم فيها مديح روجيدا كانت تقف أمام المكتب وهى تقول لسمر بـ إمتنان


-حقيقي مش عارفة أشكرك إزاي

-المفروض تشكريني أنا مش هى...


نظرت إلى مصدر الصوت فـ وجدته شريف الذي يبتسم بـ دفء..إتجه إليهما وقرأ نظرات الأسف بـ عينا روجيدا ولكنه قال بـ نفس الإبتسامة


-اليوم يومك..متفكريش فـ حاجة..ألف مبروك يا روجيدا...


ثم رفع يدها وقبلها بـ رُقي لتبتسم روجيدا بـ خجل..حمحت سمر وقالت بـ مرح


-نحن هنا يا سي شريف

-تمتم بـ إمتعاض:فصيلة

-ضحكت ثم قالت وهى تنظر إلى روجيدا:يلا يا ست روجيدا عشان تلحقي تحضري نفسك قبل المحاضرة...


أومأت روجيدا بـ إبتسامة ثم رحلت بقى شريف يُراقبها حتى إختفى عن ناظريها..ولم ينتبها إلى تلك العيون التي تُراقبهما بـ سوداوية و ظلام دامس يكاد يبتلع الجميع..كان يعلم من نظراتها وإبتسامتها أن ستفعل ما قد تندم عليه طوال حياتها..فـ    لا أحد يعلم روجيدا قدره..ستثير غيرته ستفعل عكس ما قيل لذلك قرر الحضور إليها ومُراقبتها عن كثب فـ تلك المرأة هى هلاكه..لذلك لا ضير من تهديد يُذيب عظامها


دلفت إلى الداخل وبعد القليل من إراشادات سمر والت إعتذرت لأجل عملها إستطاعت تدبر أمرها وهى تقوم بـ تنظيم أوراقها


لم تنتبه إلى وقع الخطوات خلفها فـ قد كانت مشغولة بما تقوم به..تقدم هو منها ومن ثم همس بـ جانب أُذنها


-بتتحديني يا روجيدا!!


شهقت روجيدا فزعًا وإلتفتت سريعًا لتتقابل فيروزها مع عسليته القاتمة..لتتراجع بـ خطوات مُرتعبة إلى الخلف وهى تقول بـ تلعثم وقد سقطت أدواتها أرضًا...


-أنت دخلت هنا إزاي!


تقدم منها بـ برود أسرى الرعب في أوصالها ثم قال وهو يضع يديه في جيبي بنطاله وتشدق بـ غرور


-مش جاسر الصياد اللي يتقاله دخلت هنا إزاي؟


لم ترد روجيدا وأخذت تتراجع بـ خوف بائن في عينيها تلذذ به جاسر حتى إصطدمت خلفها بـ الحائط..ليستند هو بـ مرفقيه على جانبي وجهها ثم دنى بـ وجهه منها وتشدق بـ غضب يحرق الأخضر و اليابس


-بصي يا بنت الناس..عشان أبقى واضح..أي حد هيقرب منك ...


صمت قليلاً ليترك عبارته مُعلقة..وكذلك ليسري الرعب في أوصالها وقد نجح حقًا في ذلك..ليدنو أكثر وهتف بـ قتامة كادت أن تجعلها تخر صريعة...


-هفقعله عينه لو بصلك..وهخنفه لو بس شم ريحتك..و هطرشه لو سمع صوتك..لسانه هقطعوله لو نطق اسمك..همد إيدي وأشيل    قلبه من مكانه لو بس فكر يدق لك..همسك مخه وأعصره لو حاول يفكر فيكي..هقطع إيديه لو ناوي يلمسك..ورجليه لو مشي خطوة ناحيتك...


ثم صمت يُتابع ملامح الدهشة و الفزع التي إرتسمت عليها..تعلم أن تهديده أسود و لن يتوانى لحظات عن تنفيذه..قتامه    عيناه وصوته الحاد كـ نصل سيف تُنبئآها بـ صدق تهديده..إبتعلت ريقها الذي جف من الأساس وهو يُكمل بـ نبرة خبيثة كـ فحيح أفعى تقوم بـ بخ السموم في وجهك..


-فـ أوعي شيطانك يوزك وتتحدني فـ غيرتي أكتر من كدا..عشان ساعتها هطلعي جوايا جاسرعمر ما فـ حياتك شوفتيه...


وأبتعد عنها بعدما رمقها بـ نظرات ثاقبة أخترقت روحها وجسدها حتى شعرت أنها ثُقبت..وهو تيقن أن تهديده لها قد وصل كاملاً      وأنه لن يتوانى عن تنفيذه في حال تحدته..ثم رحل وقبل أن يدلف إلى الخارج هتف دون أن ينظر لها بـ نبرة تؤكد على ملكيته لها...


-لو عاوزة تلعبي معايا..أنا معنديش مانع بس ساعتها هتلعبي بـ قوانيني...


ودلف إلى الخارج بـ هدوء إعصار قد أدى وظيفته ثم رحل..لتسقط على الأرضية بعدما خارت قواها..أحاطت جسدها الذي يرتجف من فرط الرُعب وهتفت بـ عدم تصديق...


-سفاح والله العظيم أنا بحب سفاح


               الفصل السادس عشر من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-