CMP: AIE: رواية ولعشقها ضريبة الفصل الثالث عشر13بقلم اسراء علي
أخر الاخبار

رواية ولعشقها ضريبة الفصل الثالث عشر13بقلم اسراء علي



رواية ولعشقها ضريبة

الفصل_الثالث_عشر



إذا أحببت حتى تألم قلبك...


فلن يكون هُناك المزيد من الألم...


فقط المزيد من الحب...


أظلمت عينا جاسر بعدما قص عليه سامح ما حدث صباحًا..تأفف الأخير بـ صوتٍ عال ثم قال بـ إنفعال


-شوفت..عشان كدا مكنتش عاوز أقولك

-هدر جاسر بـ غضب:وهو أنا مكنتش هعرف يا بيه!..وليه مرحتش البوليس

-بوليس لإيه!!...


إلتفت الجميع إلى صوت فاطمة الذي صدح وهى تقف على مُقربةٍ منهم تُطالعهم بـ نظرات تحمل الشك والخوف..تنحنح جاسر قائلًا


-لا يا ست الكل مفيش..دي حاجة تخص الشغل...


وضعت ما بيدها على الطاولة ثم قالت بـ إنفعال


-أنا مش عيلة صغيرة عشان تضحك عليا بـ الكلمتين دول يا جاسر..إبني إيه اللي حصله ومين دول!

-تولى سامح دفة الحديث:يا ست الكل مفيش حاجة..دول شوية بلطجية طلعوا علينا وأخدت اللي فيه النصيب

-وهما ضربوك وسابوا الأستاذ أمجد..مع إحترامي ليك يا أستاذ...


أومأ أمجد بـ تفهم ليعود سامح ويتشدق بـتوضيح


-عشان أنا اللي إتهجمت عليهم وحاولت أمنعهم..الأستاذ أمجد مطلعش من العربية

-صاحت بـ نفاذ صبر:ومطلبتش البوليس ليه زي ما أخوك قال!

-أشاح بـ يده:ملوش لزوم يا حاجة..هما مأخدوش حاجة...


همت فاطمة أن تُصيح ولكن جاسر أشار لها بـ أن تصمت ثم قال بـ نفاذ صبر


-خلاص يا أمي..أنا مش هسيب الموضوع يعدي بـ الساهل...


إنتفضت فاطمة من جلستها ثم أشارت بـ سبابتها بـ تحذير هادرة بـ عنف


-بقى أسمع أنت وهو..شغل البلطجة والهمجية دي تبطلوها..الدنيا مش ماشية بـ الدراع..يا حق أخوك يجي بـ القانون يا بلاش..أنا مش واحد يرجعلي من الموت والتاني يروحله بـ رجليه

-حاول جاسر الحديث:يا أمي آآ

-قاطعته بـ قوة:بلا أمي بلا زفت..والله يا جاسر لو عملت اللي فـ دماغك هكون غضبانة عليك ليوم الدين...


ثم إلتفتت إلى سامح قائلة بـ صرامة


-وأنت إطلع لمراتك وهديها من ساعة لما سمعت صوتنا وهى قلقانة ومش قادرة تنزل..إتفضل...


أومأ سامح بـ دون حديث ليعاونه جاسر على النهوض فـ نهض أمجد وقال بـ نبرة مُتعبة


-أنا همشي أنا يا جماعة وبكرة هاجي أطمن عليك يا سامح..حمد لله ع السلامة

-الله يسلمك يا أستاذ أمجد...


ورحل أمجد لتبقى فاطمة تُحدق بهما بـ حسرة وغضب ثم صعدت..تنهد سامح وهتف بـ خفوت


-أمك طلع المارد بتاعها...


لم يرد عليه جاسر بل عاونه على الصعود إلى غُرفته وتساءل


-أنت مبتنامش فـ الفيلا ليه!

-من ساعة أما أمي عرفت إن نادين حامل وهى مش مخليانا نروح هناك إلا بعد الولادة...


وصلا إلى الغُرفة ثم طرق الباب بـ خفة وتنحنح بـ صوتٍ عال


-نادين أنا مع سامح..وهندخل...


إنتظر دقيقة ثم عاود الطرق والسعال..ما كاد أن يفتحه حتى وجد نادين تفتح الباب وهى ترتدي ثياب نومها وعليه مئزر أبيض يُخفي    جسدها..عيناها كانتا مُتورمتان من البكاء و وجها شاحب كـ الموتى. وزاد صوت بُكاءها ما أن أبصرت سامح الذي إبتعد عن شقيقه وجذبها في عناق دافئ قائلٌا بـ حنو


-إهدي يا حبيبتي والله أنا كويس ومفيش حاجة...


علا صوت نحيبها ليُهدهدها سامح وهو يربت على ظهرها..قبّل جبينها وقال بـ نفس النبرة الحانية


-خلاص بقى عشان متتعبيش..أنتي مش شايفة شكلك...


ولكنها أيضًا لم تصمت ليأتيه صوت جاسر الخفيض


-إدخل بيها جوه وهديها..وقفتكوا كدا غلط عليك وعليها..يلا

-حاضر..تصبح على خير...


أومأ له جاسر ليدلف هو ونادين فـ أغلق الباب خلفهما وإتجه الأول إلى غُرفته


**************************************


نزع جاسر سترته عنه وفتح أزرار قميصه الأبيض ثم جلس على الفراش و وضع وجهه بين يداه


ثوان و إستمع إلى صوت الباب يُفتح ثم يُغلق بـ خفة وبعدها صوت خُطوات حذاؤ أنثوي فـ علم إنها روجيدا..وجدها تجلس القُرفصاء      وتضع يديها على ساقيه فـ رفع وجهه ليجدها تبكي..عقد ما بين حاجبيه وقبل أن يتفوه بـ كلمة قالت هى بـ نحيب


-هما مش كدا!

-إدعى عدم الفهم:هما مين!

-عادت تهتف بـ نبرة مُتألمة:أنت عارف هما مين كويس...


جذب رأسها إلى صدره و قبّله من أعلى ثم نظر أمامه وعيناه قد إسودت بـ ظلامٍ دامس..عاد يربت على ظهرها وهتف بـ نبرة عادية


-لأ مش هما يا روجيدا متخافيش...


إبتعدت عنه سريعًا ونظرت إليه بـ تشكيك ليومئ بـ رأسه مُؤكدًا ثم قال بـ نبرة جاهد أن تكون ثابتة


-أيوة يا حبيبتي مش هما..من وقت طويل وهما بطّلو يجروا ورايا

-أومال إيه اللي حصل فـ سامح دا؟!

-دول شوية بلطجية طلعوا على سامح وضربوه..كانوا عاوزين العربية والفلوس اللي معاه

-أزالت عبراتها وقالت:يعني مش أنا السبب!

-إبتسم جاسر وقال:وأنتي من أمتى كنتي السبب!...


نهضت روجيدا عنه ثم قالت وهى تستدير


-من ساعة أما دخلت فـ حياتكوا وكلكوا بتتأذوا من ورايا...


شعرت به يتقدم منها..ليضع يديه على ذراعيها ثم أدارها إليه ولا تزال حبيسة يديه وهتف بـ نبرة قاسية بعض الشئ


-إياكِ أسمعك بتقولي كدا تاني..أنا مكنتش ملاك من قبل أما أعرفك..أنا كانت حياتي يا أسود يا أسود..طبيعي لازم ناس تكرهني وناس لازم تنتقم مني...


بقت تنظر إلى عيناه طويلًا قبل أن تُخفضهما بعدما لاحظت توهج عسليتاه لتشعر بـ يده ترفع ذقنها يُجبرها على التحديق بـ عينيه ثم همس بـ نبرة دافئة


-متحرمنيش منهم يا روجيدا..كفاية علينا بعاد كدا...

-إبتسمت من زاوية فمها وقالت:بس أنت اللي بعدت يا جاسر مش أنا..أنا      حاولت أقرب كتير بس أنت صدتني كتير..فاكر أخر مرة كنت هنا طلعت إزاي!..صدقني أنا فيا حاجة إتكسرت منك مش بسهولة تتصلح

-جذبها قليلًا إليه وقال:عارف..بس نصلحها وأحنا مع بعض..أنا أول واحد تعبت من الفراق...


وضعت يدها على ذراعيه تُحاول إبعادهما عن ذراعيها ولكنه أبى لتتنهد قائلة


-مش هقدر..محتاجة هدنة مع نفسي..محتاجة أعرف نفسي وأعرف إذا كنت هقدر أكمل معاك بـ الشكل دا ولا هتتغير!

-هزها بـ يده بـ قوة وهدر من بين أسنانه:أتغير إزاي!..فيا إيه محتاج يتغير!!

-صرخت بـ إهتياج:أنانيتك هي اللي محتاجة تتغير..هى اللي وصلتنا لهنا..فاكر يومها...


صمتت تستعيد أنفاسها ثم قالت بـ نشيج


-فاكر يومها حصل إيه!..هربت مواجهتنيش..مواجهتش نتجية أفعالك..هربت ورجعتلي تاني يوم الصبح وقولتلي يلا نتطلق..عارف كنت مستنية إيه!

-همس:إيه؟!...


أزالت عبراتها التي لا تزال تهبط بـ صمت ثم قالت وكأنها تُحدث نفسها لا هو


-كنت مستنية تعمل زي كل مرة بتقسى عليا فيها..إستنيتك تقولي أسف مكنتش فـ وعيي وكنت هسامحك والله كنت هسامحك..إستنيتك تاخدني فـ حضنك وتواسيني..تقولي عيطي بس فـ حضني..متخيلتش ولو للحظة إنك تقولي نتطلق

-إبتلع غصة عالقة بـ حلقه وقال:وليه ممنعتنيش!!

-إبتسمت بـ سخرية:أمنعك!..أنت كنت مقرر يا جاسر..قررت ومش مهم      اللي أنت أذيتها..فكرت بـ أنانية إني لما أبعد هتكون كويسة..عملت نفسك مُضحي عشاني..لكن أنت مكنتش أكتر من أنانـ

-قاطعها بـ غضب أفزعها:أسكتي أنتي مش فاهمة حاجة

-ضربت صدره قائلة بـ حدة:طب فهمني..فهمني ليه..بقالي سنين بسأل نفسي ليه؟!...


جذبها إلى صدره بـ قوة وعانق جسدها إليه..دفن رأسها بـ عنقها ثم هتف بـ صوتٍ مبحوح به لمحات من القسوة والألم


-بحميكي من طوفان كان هيغرقنا أنا وأنتي..مكنتش مُتزن وقتها يا روجيدا وساعتها كان ممكن أأذيكي أسوء من كدت بمراحل..مسألتيش نفسك أنا منعت نفسي عنك السنين دي ليه! ها!!...


شدد على إحتضانها وهو ينطق بـ أخر كلمة وهى فقط تستمع وتضع رأسها على صدره..ليعود ويضغط على جسدها ويُعيد سؤاله


-ردي تعرفي ليه؟!...


هزت رأسها نافية..ليُبعد رأسها عن صدره ولكنها لا تزال بـ أحضانه..حدق بـ فيروزها المُحاط بـ كُتلة من الشعيرات الدموية الحمراء ثم قال


-عشان أنتي تستاهلي أحسن من الحياة اللي عشتيها..مكنتش عاوز أشوف نظرة الكسر اللي فـ عنيكي وقتها..شوفت خوف مني مقدرتش أستحمل النظرة دي..كرهت نفسي عشان أذيتك مرتين بـ نفس الطريقة ..كان ممكن تتخيلي إني أستحمل نفسي وأنا بشوفك كدا!...


وضع يده على وجنتها يُزيل بـ إبهامه عبرات ثم همس


-عارفة لما جُلنار كانت بتقولي إني بسمع ماما بتصرخ وهى نايمة..كنت عارف إنك بتشوفني فـ كابوسك..لما بتقولي إنك بتعيطي     كتير وأنا السبب..كنت بلعن نفسي ألف مرة..أنا مكنش ينفع أكونلك كدا..كان لازم أتزن الأول عشان أقدر أمحي كل اللي فات وأبدأ صفحة جديدة معاكي

-إبتلعت ريقها وقالت:وأنت كدا إتزنت!

-إبتسم إبتسامة خفيفة وقال:أكتر مما تتخيلي...


بقيا يُحدقان بـ بعضهما لمدة طويلة فـ وجدت جاسر يقترب بـ رأسه منها..علت نضبات قلبها وسارت رعشة كـ الكهرباء بـ جسدها جعلتها عاجزة عن الحراك..إلا إنها قالت بـ هلع وهى ترى شفتاه على بُعد إنش من شفتيها


-بس أنا لسه متزتنتش...


توقف قبل أن يمس شفتيها وصعدت عيناه إلى عيناها يسألها بـ صمت..فـ أبعدت رأسها عنه وأدارته لتقول بـ جمود


-لسه مفوقتش يا جاسر من كل حاجة حوليا..عايزة أرجع لنفسي اللي     خسرتها..أنا عمري ما كنت ضعيفة كدا..عاوزة أرجع روجيدا اللي عرفتها زمان..أول مرة شوفتني فيها..شوفت واحدة عندها قوة وثقة كافية إنها تجذب حد زيك..أنا عاوزة الواحدة دي

-تصلب جسده وتساءل بـ نبرة جليدية:وأنا اللي خليتك ضعيفة!!

-بـ دون أن تتأخر لحظة أجابت:أيوة..بـ أفعالك وأنانيتك..لو عرفت تتخلص منها هرجعلك...


كاد أن يرد عليها ولكن فَتح الباب فجأة لتطل منه سوزان غاضبة ثم هتفت وهى تعقد ذراعيها


-لما تلك الأصوات العالية؟...


*************************************


-يا نادين والله كويس مفيش حاجة خطيرة...


قالها سامح بـ نفاذ صبر وهو يحتضن نادين الباكية..ربت على ظهرها عدة مرات قبل أن تنهض وتقول بـ طفولة


-بجد كويس!

-ورحمة ستي اللي مشوفتهاش كويس وزي القرد أهو...


ضحكت نادين ليبتسم ثم مال يُقبل شفتيها بـ خفة لتتحول إلى أُخرى عميقة..إبتعد عندما شعر بـ إنقطاع أنفاسها ليستند بـ جبينه على جبينها وهمس بـ تقطع


-شوفتني كويس إزاي!...


ضحكت وهى تضع أناملها على وجنته ثم قالت بـ عذوبة


-حمد لله ع السلامة يا سامح..ياريتني كنت آآ...


قاطعها وهو يضع يده على فاها ثم هدر بـ شراسة


-كمليها يا نادين..لو جدعة كمليها

-ضحكت وأزاحت يده ثم قالت:خلاص خلاص..ياريت ميكونش حد منا خالص

-قال وهو يُضيق عيناه:أيوة كدا...


أبتعدت عنه ثم نهضت وتوجهت إلى الخزانة أخرجت منها ثياب مُريحة له وعادت..هتفت وهى تنزع عنها المِئزر


-يلا عشان تغير هدومك

-حاضر..بس ساعدي جوزك المريض يكرمك ربنا

-ضحكت بـ ضخب وقالت:مش كنت زي القرد من شوية؟!

-رد عليها بـ خبث:مش أنتي اللي هتغيرلي!..يبقى لازم أتدلع

-وقح يا بن الصياد...


إنحنت تُساعده بـ نزع ثيابه بـ رقة..كان سامح يُحدق بها وهو يبتسم بـ إشراق..ما أن أزالت القميص حتى تجعد وجهها بـ ألم وحزن..ليبتسم و يُقبل وجنتها بـ حنو هامسًا


-أنا كويس والله متقلقيش...


أومأت بـ رأسها دون أن ترد لتُمسك بـ تلك الكنزة البيتية ثم ألبسته إياها وكذلك فعلت مع السروال


إتجهت إلى المرحاض ثم عادت وبـ يدها منشفة مُبللة وبدأت في تنظيف وجهه وذراعيه..جذب هو المنشفة منها ثم همس بـ عبث وهو ينظر إلى شفتيها


-ما تيجي أقولك أنا كويس أد إيه!

-إعترضت قائلة:سامح أنت متعور...


جذبها لتسقط فـ فوقه وأحاط خصرها ثم همس بـ مكر وهو يتلاعب بـ حاجبيه


-بس أعجبك أوي

-سامح...


قاطعها بـ قُبلة خفيفة على شفتيها وهمس مرة أخرى


-بترغي كتير أوي...


*************************************


أعتدلت روجيدا بـ وقفتها وكذلك جاسر لتتقدم منهما سوزان قائلة


-الجميع نيام وصوتكما هو ما يشق السكون..توقفا عن الحديث وأذهبا إلى النوم

-تساءلت روجيدا بعقدة حاجب:وكيف وصلت أصواتنا إليكِ؟

-ولمَ لا تصل وأنتما بـ الغُرفة المُقابلة لخاصتي...


فغرت روجيدا فاها بـ صدمة ثم نظرت إلى جاسر الذي يدعي البراءة لتعود وتنظر إلى جدتها وقالت من بين أسنانها


-نعتذر جدتي..إذهبي إلى النوم ولن نقوم بـ إزعاجك

-من الأفضل لكما...


نظرت إليهما بـ تحذير قبل أن تدلف خارج الغُرفة..إلتفتت روجيدا إلى    جاسر تنوي الصُراخ وصب جام غضبها عليه ولكن بدلًا من ذلك فلتت منها شهقة فزعة وهى تراه يُبدل ثيابه أمامها


إلتفت جاسر إليها ينظر بـ خبث ثم قال بـ نبرة تُشبه نظراته


-إيه يا فرولاية!..هى أول مرة يعني!

-عنفته قائلة:بس الوضع إتغير..خش الحمام عشان خاطري

-إتسعت إبتسامته الخبيثة وهتف:بس مفيش هنا حمام...


إتسعت عيناها وهى تبحث عن المرحاض ولكن بـ الفعل لا يوجد فـ سمعت قهقة تخرج منه قبل أن يقول


-يلا غضي بصرك بقى عما ألبس...


بقت تنظر إليه وهى لا تستوعب ما يُقال..ليرفع منكباه بـ فتور وتشدق بـ لا مُبالاه


-خلاص أنتي حرة..إتفرجي براحتك...


وكان بـ الفعل بدأ في نزع بنطاله لتصرخ بـ فزع وهى تُغمض كِلتا عيناها ليضحك جاسر ملئ فاه وهو يسمع سبابها


-يا منحل يا قليل الأدب..يا مُنحرف...


دقائق مرت سنوات لتشعر بعدها بـ أنفاس ساخنة تلسع بشرتها البيضاء وصوت يهمس بـ عذوبة ورقة


-فتحي عينيك يا أنسة خجولة...


فتحت عيناها اليُسرى لتجده بـ الفعل إرتدى ثيابه ولكنه أدار جسدها إليه ثم همس وعيناه تحتد على شفتيها وجسدها


-أه بـ مناسبة الفراولة واللون الدموي اللي هيبقى شبه ليلتك دي...


إبتلعت ريقها بـ توجس وهى ترى يده تتجه إلى شفتيها وتُزيل أحمر الشفاه ليعود ويهدر بـ خفة


-لو عاوزة تلوني شفايفك يا روجيدا..قوليلي يا حبيبتي وأنا ألونهالك بـ معرفتي

-وبـ غباء تساءلت:تلونها إزاي!!

-همس بـ بساطة:مفيش كام بوكس على كام قلم محترمين وأكون لونتهملك طبيعي

-إنتفخت أوداجها غضبًا لتقول بـ حدة:إبعد عني يا جاسر..عشان متزعلش مني

-ضيق عيناه وهتف بـ مكر:زعليني براحتك وأنا هعرف أصالح نفسي...


وغمزها بـ نهاية الحديث لتفهم معناه المُلتوي..لتصرخ مرة أخرى وهى تبتعد عنه..إلا أنه جذبها من يدها وهتف


-أسنتي أنتي رايحة فين!

-صرخت:عاوز إيه؟!

-أشار بـ تحذير:أولًا يا حبة عيني صوتك ميعلاش عشا مزعلكيش..وثانيًا يا روح قلبي..لبسك دا لو متعدلش مش هتعرفي أنا عمل فيه إيه

-تخصرت وهتفت بـ عناد:هتعمل إيه!!

-رد عليها بـ شر:هولعلك فيه بـ جاز *** روجيدا..ومش بعيد أولع فيكي أنتي كمان...


نظرت إليه و كأنها تنظر إلى كائن فضائي..فـ أبعد يده عنها ثم قال وهو يتجه إلى الخارج


-قدامك عشر دقايق تغيري فيهم..عشر دقايق وثانية هتلاقيني ناططلك فـ الأوضة

-أوقفته قائلة:أستنى هنا..أنا مش هنام معاك

-وضع يده بـ جيب بنطاله وقال بـ برود:ولما ستك تصحى وتلاقينا مش نايمين فـ نفس الاوضة يبقى منظرنا إيه!

-هتفت بـ إستنكار:ستك!!..ستك يا بيئة...

-نظر إليها شزرًا ثم قال:عشر دقايق...


ثم رحل تاركًا إياها تسب وتلعنه بـ كل ما تعلم معناها ولا تعلمه..ولكنها بـ النهاية أخرجت ثيابها من الحقيبة التي أرسلها هو إلى أعلى..إبتسمت على ذلك الأختيار فـ قد أخرجت منامة بيضاء من خامة     قطنية خفيفة..أكمامها تصل إلى المرفقين فضفاضة إلى حدًا ما وبنطال ذا لون أسود يصل إلى كاحلها..أزالت المُتبقي من أحمر الشفاه والذي لطخ وجهها عندما أزاله ذلك الـ "الهمجي"..قالتها وهى تمسح وجهها لتعود وتهتف وهى تُصفف خُصلاتها


-همجي

-فَتح الباب فجأة وأتاها صوته العابث:مين دا اللي همجي!

-إلتفتت إليه وقالت:واحد كدا

-إبتسم وقال:أعرفه؟!!

-عز المعرفة...


ضحك وإتجه إلى الفراش..رفعت أحد حاجبيها وتساءلت بـ حنق


-ولما أنت تنام على السرير أنا أنام فين؟!

-قال وهو يضع يده على عيناه:أرض الله واسعة

-على فكرة كدا مش رجولة منك...


قالتها وهى تحاول إستفزازه ولكنها فشلت عندما قال بلا مُبالاه زائفة


-خلاص نامي ع السرير

-ردت بـ تعجب:جنبك!

-وهو أنا بعض ولا حاجة؟!

-أووووف...


ظلت واقفة تضرب الأرض بـ عصبية ثم أتجهت إلى الأريكة لتنام عليها..رفع هو يده عن عيناه فـ وجدها تنام على الأريكة..ضحك بـ خفوت وبقى يُحدق بها حتى شعر أنها غطت في سُباتٍ عميق


نهض بـ خفة وتحرك بـ حرص حتى وصل إلى الأريكة بقى يُحدق بها     وهى ساكنة لترتسم إبتسامة رائعة على شفتيه..ثم مال بـ جذعه وحملها لتلتف يدها حول عنقه لتتوقف أنفاسه من حركتها العفوية تلك..همس بـ حنق


-يارب صبرني..إلهمني الصبر ومغتصبهاش دلوقتي...


وضعها على الفراش بـ رفق ثم نزع يدها من حوله..أزاح الخُصلات التي     تمردت وغطت وجهها وإنحني يُقبل جبينها بـ عمق ليعود هو ويتمدد على الأريكة ولكن وجهه مُقابل إليها ليستمتع بـ النظر إليها ثم غطّ في سُباتٍ عميق هو الأخر


***************************************


-مالك يا صابر أنا حاسة إن فيك حاجة مش كويسة!!...


هتفت بها بسنت وهى تنظر إلى صابر بـ قلق الذي ما أن أتى صباحًا ليأخذها     وهو لم يتحدث بكلمة بل ظل صامتًا طوال الوقت..وضعت يدها على وجنته هتفت


-صابر!!

-إنتفض صابر على لمستها وتساءل:في إيه يا بوسي؟

-في إني بكلمك بقالي ساعة وأنت مش بترد...


أمسك يدها التي على وجنته ثم قبلها وتشدق بـ إبتسامة


-متخافيش أنا كويس..شوية مشاكل فـ الشغل

-لتقول بـ ثقة:كداب..فيه حاجة تانية؟!...


لم يرد عليها صابر وبقى صامتًا لتقوب بسنت بـ رقة


-أنت عمرك ما خبيت عليا حاجة..ممكن أعرف فيه إيه؟!

-تنهد وقال بـ جمود:شفت أبويا إمبارح...


صمتت تستوعب ما قاله صابر قليلًا ولكنها إستدركت نفسها وقالت بـ هدوء


-طب وفيها إيه؟

-وضع يده على جبينه وقال:فيها إني إتهزيت لما شوفته يا بسنت..بيشتغل فـ محل أدوات صحية

-وبعدين!!...


حثته على الحديث ولكنه بقى صامتًا..تنهدت هى الأخرى قبل ان تُمسك بـ يده قائلة بـ رقة


-أنت بس محتاج وقت يا صابر مش أكتر..وقت تستوعب فيه كل حاجة حصلتلك

-تساءل بـ شرود:تفتكري!

-ردت دون إنتظار:أفتكر جدًا..طالما لسه بتناديله بـ بابا..يبقى كل اللي أنت محتاجه وقت

-نظر إليها وإبتسم ثم قال:مش عارف من غيرك كنت هعمل إيه!

-ردت عليه بـ شقاوة:يلا أي خدمة..عشان تعرف قيمتي بس...


ضحك وهو يجذب يدها ويُقبلها مرةً أخرى


بعد ساعات من القيادة وصلا إلى قرية الصياد..ليدلفا إلى القرية ثم إلى     القصر..رحب بهم الجميع ترحيبًا حار..تساءل صابر وهو ينظر إلى سامح بـ قلق


-مالك يا سامح في إيه؟

-تشدق سامح بـ فتور:حادثة بسيطة

-رد صابر:كل دي وبسيطة!

-تأفف سامح وهتف:ما خلاص يا عم صابر..مش ناقصة هي..كفاية إمبارح أستويت تحقيق

-طيب طيب..متزعلش كدا...


نظرصابر إلى جاسر بـ الخفاء ليومئ إليه بـ أن يصمت فـ فهم الأول وأشار إليه..عاد الأخير يهتف وهو ينظر إلى سامح


-طبعًا مش هتيجي الشركة وأنت متخرشم كدا..فـ كل شغلك هتشتغله هنا..ولما تبقى تطلع مش هتطلع من غير حراسة

-ماشي يا جاسر...


وعلى الجانب الأخر مالت بسنت إلى روجيدا وهى تُحدق بـ سوزان


-مين دي يا روجيدا؟

-همست روجيدا:دي جدتي

-هتفت بسنت بـ تعجب:يا شيخة!!...


لكزتها روجيدا بـ خفة لتصمت..لاحظت حديث جاسر وصابر ولكنها لم تُعلق فهى تعلم عما يتحدثان..إستفاقت على حديث بسنت وجدتها التي سألتها


-وأنت إبنة هاجر أليس كذلك!!...


لجمت الصدمة كُلًا من روجيدا وبسنت التي تساءلت بـ تلعثم


-أ..أكنتِ تعلمين!

-أجابت سوزان بـ هدوء:بلى أعلم..جمال والدكما أخبرني بـ كل شئ..لذلك لم      أُمانع مع أني كرهت هذا كثيرًا..كرهت أن يفعل بـ إبنتي هذا..ولكن نحن من قمنا بـ تورطيه بـ كل هذا فلا يحق لي الإعتراض

-تساءلت روجيدا بـ نبرة مُنكسرة:ولما لم تُخبريني قبلًا!

-رغبة والدك وإحترمتها...


نظرت إلى بسنت التي لم تجمع شتات نفسها بعد لتسألها


-ولكن أين والدتكِ؟!

-ها..إنها..تعتذر عن الحضور

-أهى مريضة؟!

-تنحنت بسنت وقالت:كلا ولكنها تقوم بـ الإشراف على تجهيزات زفافنا أنا وصابر

-هزت سوزان رأسها بـ تفهم وقالت:مُبارك لكما...


أتت فاطمة تدعوا الجميع لتناول الغداء فـ نهضوا جميعًا وتوجهوا إلى الطاولة


كان جاسر يبحث على مقعد خالي بـ جانب روجيدا وقد وجد..جلس بـ جانبها لتنظر إليه بـ غضب ولكنه لم يُبالي..لتأتي الصغيرة وتقول


-بابي!!..عازوة أقعد على رجلك

-أبتسم جاسر وقال:بس كدا!..تعالي يا زهرة الرمان...


ثم حملها وأجلسها على ساقيه وشرع الجميع بـ الأكل..مال جاسر إلى أُذن روجيدا وهمس من بين أسنانه


-برضه لابسة عريان يا روجيدا!!...


نظرت إلى ثيابها بـ تعجب فـ كانت ترتدي كنزة صيفية من اللون الأزرق بـ دون أكمام ومن المُنتصف بـ أزرار ذهبية أسفلها تنورة تصل إلى رُكبتيها من اللون الأسود


رفعت رأسها إليه وهمست هى بـ حدة بـ المُقابل


-ملكش دعوة يا جاسر

-همس بـ وعيد:طيب..أنتي حرة...


نظرت إليه بـ توجس ولكنه أكمل طعامه..ليُنزل يده فجأة ويقوم بـ قرص روجيدا من رُكبتها..وقف الطعام بـ حلق روجيدا لتسعل بـ قوة     وقد تضرجت وجنتيها بـ حمرة قانية من الخجل والإختناق..سارعت فاطمة إليها بـ كأسٍ من الماء ثم قالت بـ لهفة


-اسم الله عليكي يا حبيبتي..أشربي ماية...


أخذت منها الكأس وإرتشفته حتى هدأت..نظرت بغضب إلى جاسر الذي كان يكتم ضحكاته بـ صعوبة بالغة..إمتدت قدم روجيدا ودعست على قدمه بـ قوة ولكنه لم يتأثر وهتفت


-إتلم يا زفت أنت

-ضرب ساقها وقال:لمي لسانك يا حلوة...


نظرت إليه شزرًا وأكملت طعامها بـ توتر..ثوان وشعرت روجيدا بـ قدم جاسر       تُداعب قدمها..لتزداد حُمرة وجهها وهى تُحاول إبعاد ساقها عنه بـ شتى الطُرق..ولكنه لم يتوقف..نظرت إلى وجهه فـ وجدته هادئ وكأنه لا يفعل أي شئ


شعرت الصغيرة بـ حركات غريبة تحدث أسفل الطاولة فـ رفعت غطاء الطاولة الأبيض ثم نظرت أسفله بـ عقدة حاجب لتُخفضه ثم إلى والدها وتساءلت بـ براءة طفولية


-بابي هو أنت بتعمل إيه فـ رجل مامي؟!...


بصقت روجيدا العصير التي كانت ترتشفه و جاسر قد علق الطعام بـ حلقه وهو يرى الجميع ينظر إليهما بـ تعجب..ثم إنفجروا ضاحكين     بينما روجيدا تخفي وجهها خجلًا وتنزلق أسفل الغطاء..وضع جاسر وجهه بـ صحن طعامه وهو يوضع لأول مرة بـ هذا المشهد المُحرج وكل ذلك بسبب تلك الطفلة التي تُفقده عقله


لم يتوقف أحد عن الضحك لتنهض روجيدا وهى تقول بـ خجل دون أن تجرؤ على النظر بـ وجه أحد


-بعد إذنكوا..شبعت...


ولم تنتظر رد أحد بل إندفعت خارجًا تختفي من أمامهم..رفعت الصغيرة رأس والدها وتساءلت مرةً أخرى


-مش قولتلي يا بابي..كنت بتعمل إيه فـ رجل مامي!...


عاد الجميع يضحك لينظر إلى طفلته شزرًا ثم هتف بـ يأس


-يعني أعمل إيه!!..أغرقك فـ طبق الشوربة دا وأستريح...


نظرت إليه بـ عدم فهم ليُنزلها جاسر على الأرض ثم هتف بـ حنق دون أن ينظر إلى أحد


-أوعي أما اشوف أمك بدل ما تنتحر من الكسفة


               الفصل الرابع عشر من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-