رواية لعنة العشق
الفصل السابع عشر والثامن عشر
الفصل السابع عشر
وقفت كارمن بفستان زفافها الأبيض..تقف على يمينها جورى بفستان خطبتها زمردى اللون..بينما تقف على يسارها وجد تظهر فرحتها جلية فى كل ملامحها..سعيدة بارتباط ولديها بهاتين الفتاتين..فكليهما يحتل مكانة كبيرة فى قلبها وتعتبرهما ابنتيها اللتان عوضاها عن عدم انجاب الفتيات..
تذكرت وجد مهيب فى تلك اللحظة..كم تغير منذ ان غابت عنه مايا..أصبح عابس الوجه..حزين القلب..كادت أن تبكى لذكرى حزنه ووجع قلبه..ولكن اليوم لا مجال فيه للدموع فولديها على وشك الارتباط بعشقهما..انها سعيدة للغاية وخصوصا لعلمها أن أدهم قد وقع أسيرا للعشق..
فقد كان زواجه الأول دون حب..كان باردا خاليا من المشاعر أما الآن وهى تسلم كارمن اليه ترى عينان تشعان بالفرحة و الشوق..
نظر أدهم الى كارمن لا يصدق أنها صارت زوجته وأن له الحق فى لمسها .....ليفيق من أفكاره مؤنبا نفسه على استسلامه لمشاعره التى لطالما أنكرها..يجب أن يتذكر دائما أن كارمن ما هى الا ام بديلة لأولاده فهو لن يستسلم للعشق ليعيش ضعفه وألمه وعذابه..اتفاقه مع نفسه قبل أن يكون معها..ان تكون أما بديلة لأولاده ويكون هو بديلا لها عن الفقر والاحتياج بما سيوفره لها من حياة تتمناها الكثيرات..
أصابت كارمن خيبة الأمل حين تغيرت نظرة أدهم من نظرة معجبة بها بل نظرة تحمل أكثر من الاعجاب كما تمنت.. الى نظرة كلها برود..تنافس الجليد نفسه فى برودته وهو يأخذ بيدها ليذهب بها الى الحديقة حيث تقام الحفلة..ليجلسها فى المكان المخصص لهم ويجلس بجوارها صامتا..لياتى التوأمين ويرجعا البسمة الى شفتيها لتظل تتحدث معهم وتضحك غافلة عن عينين تعلقا بضحكاتها مع طفليه رغما عنه
أما عند وجد..سلمت جورى بدورها الى أيهم وهى تبتسم مغادرة..ليقول لها ايهم بعشق:
يخربيت جمالك..انا مش مصدق ان الجمال ده كله بقى ملكى خلاص
ابتسمت فى خجل قائلة:
لسة شوية..انهاردة خطوبتنا بس مش فرحنا على فكرة
رفع أدهم حاجبه الأيسر قائلا:
ده على أساس المأذون اللى لسة ماشى دلوقتى كان ايه ان شاء الله..ياحبيبتى انتى دلوقتى مراتى ومستعد أخطفك حالا واروح بيكى فى مكان لوحدنا ومحدش يقدر ينطق بكلمة
رفعت جورى حاجبها بدورها وهى تقول:
حيلك حيلك..قلتلى بقى..عشان كدة صممت نكتب الكتاب مع الخطوبة..لأ خد بالك بقى..ايدك دى تروح كدة أو كدة..مش هتلاقيها أصلا ..وإياك شوف..إياااك..عقلك يوزك وتقول دى سهلة ..لا ياحبيبى انا لحمى مر
قال ايهم فى دهشة:
ايه ده كله يابنتى..راحت فين الرقة ..انتى اتحولتى ولا ايه؟
عقدت حاجبيها ليقترب منها قائلا فى خبث:
حد قالك مثلا انى هموت وألمس ايديكى كدة
وقرن قوله بلمس يدها بعاطفة أذابتها..لتبتلع ريقها بصعوبة وهى تقع اسيرة لنظرة عينيه ليستطرد قائلا وهو يدرك تأثيره عليها:
ولا حد قالك مثلا انى هموت وأخدك فى حضنى كدة
ضمها اليه برفق يغمض عينيه مستنشقا عبيرها الأخاذ..ثم اقترب من اذنها هامسا فى عشق:
ولا حد قالك مثلا انى هموت وأبوسك فى خدك كدة
ليقبلها قبلة ناعمة بطيئة فى وجنتها ..علت دقات قلبيهما تشاركهما مشاعرهما ..لينظر الى وجهها هامسا أمام شفتيها:
اللى بجد هموت عليه هو انى أبوس شفايفك اللى جننونى من أول يوم شفتك فيه
ابتعدت عنه جورى بخجل وهى تدرك انه لو قبلها فى تلك اللحظة..فلن تستطيع المقاومة ..لتتجنب التقاء عينيها بعينيه وهى تدرك أن كل كلامها منذ لحظات لا معنى له وانه ان اراد ان يقترب منها سيقترب وهى لن تستطيع منعه..ليبتسم هو من خجلها قائلا:
بحبك ياجورى..والله بعشقك
رفعت عينيها اليه قائلة بهمس:
انا كمان يا ايهم بعشقك..بس لو لية خاطر عندك متقربش منى تانى لأنى فعلا مش هقدر أقاوم وهستسلم ليك بس هزعل أوى بعدها من نفسى..احنا صحيح اتجوزنا بس انا عايزة نفضل زى المخطوبين بس..عشان يوم ما نقرب من بعض ..منسيبش بعض أبدا
ابتسم بحنان قائلا:
ولو انه طلب صعب اوى علية بس هحاول ياجورى..اعمل ايه بس ؟جمالك مجننى..مخلينى عايز أعمل حاجات لو اقولهالك مش بعيد يغمى عليكى من الكسوف ياقلبى
اغمضت جورى عينيها قائلة فى يأس:
انت مفيش فايدة فيك على فكرة..هتفضل قليل الادب وانا ماشية
لتبتعد وهو يقول بمرح:
خدى بس هقولك..هتخرجى للناس لوحدك كدة..جورى..استنى يامجنونة
ليتبعها وهو يهز راسه مبتسما وهو يقول:
والله احنا الاتنين جوز مجانين
****************
كان الجميع ينظر الى كل عروسين بعيون تملؤها السعادة ما عدا علية التى كانت ملامحها باردة..تنظر الى ساعتها كل فترة تتمنى مرور الوقت حتى تستطيع الخروج من هذا الجحيم..طلب الدجى من كل عروسين أن يتقدما الى الدائرة المخصصة للرقص..من أجل رقصة السلو..ليمسك ادهم بيد كارمن التى أمسكتها رغما عنها وهى تشعر بالمرارة لشعورها بأنه مجبر على تلك الزيجة..بينما أمسك أيهم بيد جورى لتنساب الأغنية..تتسلل كلماتها الى وجدان كل عاشق فيهم..لم يستطع أدهم ان يحيد بنظره عن وجه كارمن لتحين منها نظرة اليه وتتشابك العيون على كلمات (٦٠ دقيقة حياة للرائعة أصالة)
ممكن تخليني في حضنك
محتاجة إني أسمع صوت قلبك
نبضه بيحييني نبضه بيحييني
أصل أنا لما بكون متشافة
بتوتر أصل أنا خوافة
في حضنك إحميني
في حضنك إحميني
والساعة اللى بعيشها في قربك 60 دقيقة حياة
والوقت الضايع طول بعدك من عمري أنا مش حسباه
قال ايهم بعشق:
حضنى ده ملكك انتى وبس وقت ما تحتاجيه هتلاقيه
ابتسمت جورى فى خجل قائلة:
وانا مش عايزة من الدنيا أكتر من كدة..حضنك أستخبى فيه من الدنيا كلها
..على الجانب الآخر..استمرت الأغنية
في ناس يومياً بقابلها
مضطرة إني أضحك وأجاملها
وفي أول فرصة أسرق نفسي
وأخد نفسي أما بقابلك
أدامك أنا ببقى خجولة صعب إني أعبر بسهولة
بوصف جوايا بوصف جوايا
في حاجات بينقص معناها لو بالشفايف قولناها
إحساسها كفاية إحساسها كفاية
قالت له كارمن بعينيها:
كل كلمة الاغنية بتقولها بتعبر عن شعورى من ناحيتك ياأدهم ياريتك تحس بية
لتجيبها عينيه:
خايف أصدق عنيكى وخايف اصدق مشاعرى..بس وعد منى ليكى هيفضل حضنى أمانك وحمايتك لآخر لحظة فى عمرى
انتهت الرقصة ليصفق الجميع ويفيق أدهم وكارمن من سحر اللحظة لتعود ملامحهم جامدة مرة أخرى وهم يعودون لأماكنهم
...كانت ديالا تميل على اذن مهيب قائلة بسخرية لا تعكس مشاعر الحقد فى قلبها من الحب الظاهر بعيون كل عروسين:
اخواتك ازاى يتجوزوا الأشكال دى..هيبوظوا سمعة عيلة الفيومى بالشكل ده
زفر مهيب بقوة قائلا:
خليكى فى حالك ياديالا وملكيش دعوة بااخواتى على الأقل اتجوزوا باللى بيحبوهم
نظرت اليه فى حدة قائلة:
تقصد ايه يامهيب؟
تنهد مهيب قائلا:
مقصدش
ثم قال بحزم:
ياريت مسمعش الكلام اللى انتى قلتيه ده بيتقال أدام حد تانى ..مفهوم؟
تراجعت فى مقعدها قائلة فى ملل:
اووف..مفهوم ياسيدى..انا قايمة رايحة الحمام
أومأ مهيب برأسه وهو يتمنى لو لم يحضرها الى الحفل فلم يعد يطيق كلماتها المتعالية والمستفزة ليفيق من أفكاره على مشهد هز قلبه وأصابه بالمرارة..كانت مايا تدلف الى الحفل فى تلك اللحظة..متأبطة ذراع إيهاب..كانت تبدو فى غاية الجمال..شعر بالغيرة تقطع أحشائه..هل وافقت على إيهاب عريسا لها..لو وافقت لحكمت عليه بالموت..قال فى همس مرير:
ولو مكنش إيهاب هيبقى واحد غيره ولا عايزها تترهبن يامهيب..اكيد فى يوم من الايام هترتبط بحد تانى..حد غيرك انت هيكون حضنه ملجأها..آااه..بيوجعك تفكيرك ..عادى..زى ما وجعتها قبل كدة..بس زى ما هى اتعودت على ان حضن غيرها كان ملجأك..انت كمان لازم تتعود حتى لو مجرد التفكير بيقتلك..انت اللى عملت كدة ومحستش بمشاعركم غير متأخر..متأخر اوى يامهيب
نظر اليها وهى تتحدث مع والدته بابتسامتها التى يعشقها لتنزل من عينه دمعة..ليشيح بوجهه وهو يمسحها بأنامله بسرعة..غافلا عن تلك العينين التى رأت نظرته ودمعته لتدرك ان المه فى بعدها قويا كما ألمها فى بعده..ولكنه قرارها الذى لن تتنازل عنه بعد الآن..لا حب بعد اليوم..انتهت لعنة العشق..وانتهى كل شئ
*************
قال أيهم فى فرح:
مايا ..وحشتينى بجد ..مكنتش مصدق انك هتيجى؟
نظرت جورى الى مايا..تتذكر كلمات والدتها بان والد أيهم كان سيزوجه تلك المايا وتذكرت انه يوم لقائهم فى الحفل كانت مايا ترقص معه..لتقتلها الغيرة..ولكن شيئا ما فى ملامح مايا وكلماتها ازال تلك الغيرة من قلبها وهى تستمع اليها تقول فى مرح:
ازاى مجيش ياابنى ده انا مستنية اليوم ده من زمان ..بس والله القمر دى خسارة فيك
ثم التفتت الى جورى قائلة:
نفسى اقولك مبروك..بس انتى خدتى مصيبة هتخليكى تلفى حوالين نفسك
ثم اشارت لنفسها قائلة:
ابن خالى وطاقق زيى
ابتسمت جورى وقد انتقل مرح مايا اليها قائلة:
متقلقيش..أخد واحدة اجن منه
قالت مايا فى فرحة:
ياجمالوا بقى
لتغمز ايهم قائلة:
مبروك ياابن خالى
ابتسم ايهم قائلا:
عقبالك يابنت عمتى
ندم ايهم على الفور عند نطقه بجملته عندما اختفى المرح من ملامح مايا لتبتسم ابتسامة لم تصل لعينيها وهى تقول:
ان شاء الله ..اسيبكم بقى عشان ابارك لأدهم
غادرتهم مايا لتميل جورى على اذن ايهم قائلة:
هى مايا جرالها ايه كانت بتضحك وفجأة كل ملامحها اتقلبت
تنهد ايهم قائلا:
دى حكاية طويلة هحكيهالك بعدين
...على الجانب الآخر..قالت مايا لأدهم :
ألف مبروك ياأدهم
ابتسم أدهم قائلا:
الله يبارك فيكى يامايا
نظرت مايا الى كارمن قائلة:
مبروك حبيبتى وربنا يسعدكم
ابتسمت كارمن قائلة:
الله يبارك فيكى
اقتربت مايا من ادهم هامسة فى أذنه:
والله وجه اليوم اللى شفت فيه الحب فى عينيك وبصراحة البنت تستاهل
قال باابتسامة مفتعلة:
مش هتبطلى رومانسيتك دى ابدا يامايا ..فاكرة الكل بيحب وعايش قصة حب
ابتسمت قائلة:
رومانسية ..ها..انكر براحتك ..بس انا مش لوحدى اللى شايفة القصة هنا..والكل بيدعيلك على فكرة تستسلم لمشاعرك
تنهد ادهم قائلا:
طب امشى بقى من هنا وبطلى الكلام العبيط ده
لتبتسم مايا هامسة له:
أنا همشى..بس مش عشان خاطرك..لا..عشان خاطر الغلبانة دى اللى عينيها والعة من الغيرة عليك
اختطف أدهم نظرة سريعة الى كارمن ليرى الغيرة واضحة جلية فى عينيها لتخفض نظراتها بخجل عندما التقت عينيها بعينيه ويدرك هو أنهما يسيران سويا بدرب خطر على كليهما ..لن يكون به سوى العذاب
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
👇18👇
وجدت مايا من يمسك يدها بقوة ويسحبها خلفه..كادت أن تصرخ لولا تعرفها على تلك الرائحة التى لطالما عشقتها..لتلتفت وتراه..وتتوقف بغتة قائلة:
انت اتجننت يامهيب بتشدنى كدة ليه؟
توقف وهو ينظر إليها بعينين مشتعلتين..ليمسكها من كتفيها قائلا بغضب:
اتجننت؟آه اتجننت..اتجننت من ساعة ما شفتك داخلة ايدك فى ايديه..من ساعة ما شفت ضحكتك ليه..أخد مكانى جنبك وبقى ليه حق فيكى وأنا مليش..قلبى واجعنى اوى..من حقى اتجنن ولا مش من حقى؟
نظرت اليه بعينين دامعتين وهى تقول بمرارة:
انت أنانى أوى يامهيب..بقالى سنتين مستحملة اللى انت مش قادر تستحمله فى ساعات..مستحملة أشوف ديالا فى المكان اللى اتمنيت اكون فيه....فى حضنك يامهيب..قريبة من قلبك..قلبك اللى واجعك عشان شفته ماسك ايدى وبضحك معاه..طب مسألتش نفسك انا قلبى كانت حالته ايه وانا بشوفها فى حضنك ..بتخيلك معاها فى بيتك..فى أوضة نومك..فى سريرك..ها؟قولى مفكرتش فية كانت حالتى شكلها ايه؟
اغمض عينيه بألم يتخيل كمية الوجع التى أحست بها فلو كان مكانها لما عاش للحظة واحدة
..ليفتح عينيه على صوتها الذى تهدجت نبراته وكأن روحها تختنق فى تلك اللحظة وهى تقول:
انا كنت بموت فى اليوم ألف مرة ..ألف مرة يامهيب وانت محستش بية..بالعكس..
كنت بتيجى تدبحنى اكتر وتكلمنى عن مشاعرك ناحيتها..عن احساسك وانت معاها.
.عن نظرتها وابتسامتها وكلامها..حتى مشاكلك معاها..كنت بتيجى تاخد رأيى فيها
صمتت لثانية أدرك مهيب فيها انها تتألم وبشدة من ذكريات عذابها معه لتردف بسخرية مريرة:
وكنت أنا الهابلة اللى بتيجى على قلبها وتنصحك فى مشاكلك معاها..استحملت
دور الضحية كتير أوى يامهيب.
.لغاية ما احتقرت نفسى وضعفى وحبى ليك..لقيت عشقك لعنة خلاص قررت اتخلص منها.
.وأنساك..فمن فضلك انت كمان انسانى
قال فى لوعة:
مش قادر أنساكى ..مش...
رفعت يدها اليه مشيرة له بالصمت وهى تقول:
هتنسانى..مش بايدك.. لأ..غصب عنك..عشان خاطر ابنك اللى جاى..وانا كمان هنساك
عشان خاطر البنى آدم اللى هرتبط بيه..صحيح ايهاب مش حبيبى اللى حلمت بيه سنين.
.بس هو انسان محترم وأكيد حبه لية هينسينى حبى ليك..خلاص حكايتنا خلصت ياابن خالى..خلصت
ثم غادرت تتبعها عيونه الملتاعة وهو يقول فى مرارة:
ياريت بايدى أنساكى يامايا..انتى العشق اللى ضيعته بغبائى..بس مش
هقدر اتحمل اللى انتى اتحملتيه وأشوفك مع حد تانى..أنا هسيب البلد دى وأسافر
..بس اوعدك ..اوعدك تفضلى فى قلبى لآخر نفس فيه
**************
دلفت كارمن الى حجرتهم بخجل يتبعها أدهم..تعلم ان زواجهم صوريا ولكن وجودها معه فى
حجرة واحدة يدفع دماء الخجل الى وجهها..يشعل قلبها وجسدها ..وقف ادهم أمام
كارمن يتأمل وجهها الجميل والذى زادته حمرة الخجل جمالا..بدا مترددا..
يريد أن ينسى اتفاقهما فى الحال ويضمها الى صدره..رغبة قوية الحت عليه بشدة..
حتى انه اضطر الى ان يقبض على يديه بقوة كى لا يفعل..
اقترب منها قائلا فى هدوء لا يعكس ابدا توتره:
كل العيلة مفكرة ان احنا متجوزين عن حب..وطبعا الكل فرحان عشان جوازتى
الأولانية مكنتش بالشكل ده..وزى ما انتى عارفة..ماما رومانسية اوى..
فياريت محدش يعرف بحقيقة جوازنا..وتفضل ما بينا احنا الاتنين وبس..
وياريت نبان زى اى اتنين متجوزين عن حب..عشان خاطر جود وجودى كمان.
.انا عارف بتحبيهم اد ايه ولازم تبان علاقتنا أدامهم طبيعية
كان يدرك أن كلماته كاذبة هو أراد أن يوضح لنفسه قبل ان يوضح لها طبيعة زواجهم ..يؤكد على نوعية ذلك الزواج وأن لا علاقة للمشاعر به..ولكنه أيضا اراد ان يكون بينهم بعض المشاعر ولكن وسط الجميع حتى يضمن عدم ضعفه واستسلامه لتلك المشاعر..شعر بالتنافض..وبأن هناك ما هو اكثر من ذلك ولكنه اكتفى بالتفكير عند هذا الحد..بينما أحست كارمن رغم كلمات أدهم الباردة ببعض الأمل..خاصة أنها ارتاحت اكثر لمعرفة طبيعة زواجه الأول..لتدرك أنه ربما هناك فرصة كى يحبها..فهو لم يحب من قبل..أومأت برأسها ايجابا على كلماته..ليدرك ان لديه رغبة قوية ايضا فى سماع صوتها الرقيق والذى لم يسمعه كثيرا اليوم فقد كانت كلماتها قليلة الى حد كبير..لذا قال بهدوء:
على فكرة..مبحبش لغة الاشارات..لما أسألك تردى بصوت واضح
قالت بهمس:
حاضر
ادرك انه أخطأ حين أراد سماع صوتها..فعلى الرغم أنها كلمة واحدة إلا أنها أثارته برقتها وخنوعها ونبهته الى شفتي كارمن الكرزيتين واللتان تلونتا بأحمر شفاه أحمر اللون زادتهما جمالا لتجعله يود فى تلك اللحظة لو تذوقهما بين شفتيه..أغمض عينيه يستدعى كل القوة بداخله لمقاومتهما وعندما احس بأنه استعاد كامل سيطرته على نفسه فتح عينيه قائلا فى برود:
علشان منلفتش الانتباه هنام فى نفس السرير لأنى مش هوافق حد فينا ينام ع الأرض او الكنبة..ولو مش مرتاحة او مش متطمنة ممكن تحطى مخدة طويلة ما بينا..السرير كبير زى ما انتى شايفة
ونظر الى السرير ليدرك انه أخطأ مجددا فعندما رأى ذلك السرير تراءت له صورتهما وهما ينامان سويا..جنبا الى جنب..لترتفع دقات قلبه ويشعر بحبات العرق تغرق جبينه..ليستغفر ربه فى سره..وهو يدرك فى أى محنة وضع نفسه بها..ليفيق من أفكاره على صوت كارمن الهامس وهى تقول:
مفيش داعى ..انا مش قلقانة على نفسى معاك
نظر اليها بدهشة لتستطرد قائلة بارتباك وقد ادركت تسرعها باظهار مشاعرها:
أقصد يعنى انك انسان محترم..ولو مش واثقة فى اخلاقك..اكيد مش هتجوزك..وبعدين انت لو عايز تقربلى..المخدة مش هتمنعك..قصدى....يعنى....
وصمتت لا تدرى كيف تكمل جملتها وقد اصبح وجهها أحمرا وبشدة من الخجل ليبتسم لأول مرة منذ الصباح ابتسامة من قلبه وهو يقول:
متشكر ياستى على ثقتك فية
ثم قال فى نفسه:
والله انتى طيبة اوى وعلى نياتك ياكارمن..انتى لو شفتى اللى انا بتخيله فى دماغى دلوقتى ..هتخرجينى برة الأوضة خالص وتقفلى الباب بالمفتاح كمان
طال الصمت بينهما لتقول كارمن بخجل:
لو ممكن بس حضرتك تخرج برة الأوضة عشان..عايزة..عايزة أغير هدومى
قال أدهم بارتباك:
احم ..آه طبعا..بس ياريت بلاش حضرتك دى..أنا جوزك فاسمى أدهم..ادهم وبس
ابتسمت وهى تومئ برأسها فى خجل ليلقى عليها نظرة اخيرة قبل ان يغادر الحجرة تاركا اياها فى عالم آخر به فقط اسمه..أدهم..زوجها
*****************
قال ايهم بصوت حان:
لسة منمتيش؟
ابتسمت جورى قائلة بهمس:
تؤ تؤ..مش جايلى نوم
ابتسم قائلا:
بتفكرى فية..صح؟
كادت أن تجيبه بنعم..إلا أنها تراجعت قائلة بخبث:
لأ..بفكر فى التورتة السبع أدوار دى اللى مادقتش منها فتفوتة
قال أيهم بغيظ:
تصدقى انك فصيلة ورخمة..بتفكرى فى التورتة
قالت جورى وهى تكتم ضحكتها:
ما هى مش أى تورتة ياأيهومى..دى تورتة شيكولاتة وأنا بعشقها
جز أيهم على أسنانه قائلا:
أيهومى كمان..امشى ياجورى ياحبيبتى روحى نامى..قبل ما أطق وأموت من غيظى منك
قالت فى لهفة :
بعد الشر عنك ياحبيبى
قال أيهم غير مصدقا:
انتى قلتى حبيبى..صح؟
ابتسمت جورى قائلة:
مش فاكرة
قال ايهم برجاء:
عشان خاطرى بطلى غلاسة وقوليها تانى..محتاج أسمعها من بين شفايفك
قالت جورى هامسة:
حبيبى
تنهد أيهم قائلا:
تعرفى أنا نفسى فى ايه دلوقتى؟
قالت جورى هامسة:
نفسك فى إيه؟
قال أيهم :
نفسى تكونى أدامى دلوقتى..عشان آخدك فى حضنى ..وأضمك لقلبى..مش عارف لغاية ما نتجوز أنا هعيش ازاى وانا كل ثانية فى بعدك بتوحشينى فيها
قالت جورى بنبرة حانية:
أد كدة بتحبنى ياأيهم؟
أغمض أيهم عينيه متخيلا إياها أمامه لتصلها نبراته العاشقة وهو يقول:
أنا مش بحبك..انا بعشقك..انا مش حابب حياتى قبلك ولا حابب أفتكرها..لما قابلتك حسيت انى مكنتش عايشها وابتديت أعيشها مع اول دقة قلبى دقها أول ما جت عينى فى عنيكى
قالت جورى:
يعنى عينك مازاغتش كدة أو كدة على بنات أمريكا؟
ابتسم ..يشعر بالغيرة فى صوتها قائلا:
عمر ما فيه بنت قدرت تشدنى بملامحها البريئة او نظرتها اللى فيها الف معنى ومعنى
غيرك انتى ياجورى..تعرفى ان طول عمرك وانتى شدانى ..لما كنت مسافر كنت بفتكر شقاوتك
ولماضتك بس مكنتش متخيل انى هرجع ألاقيكى بقيتى كدة..مزة جامدة الصراحة
قالت جورى بغيظ:
بقى أنا اللى رخمة وفصيلة..ده انت تفصل بلد ياشيخ..وانا اللى كنت بدأت أعيش اللحظة تيجى انت وتقولى مزة..فيه واحد يقول عن خطيبته مزة؟
ضحك أيهم قائلا:
خلاص ياستى متزعليش..صاروخ
جزت جورى على أسنانها قائلة:
أيهم !
ابتسم أيهم قائلا:
قلب أيهم
توقف قلبها عن العمل ليعود ويدق ثانية وهى تقول بهمس خجول:
يلا بقى..روح نام..انا عندى محاضرات بدرى
ابتسم ايهم قائلا:
هفوت عليكى الصبح أوديكى..تصبحى على خير ياقلبى
كادت أن تعترض ولكنها تراجعت قائلة بحب:
تلاقى الخير ياحبيبى
ثم أغلقت هاتفها وضمته الى صدرها وهى تبتسم فى سعادة لا تصدق أنها تعيشها
************
استيقظ أدهم يشعر بثقل غريب عليه..ليرى كارمن تنام على صدره بأريحية..
يتناثر شعرها البنى فى لوحة خلابة..يتكامل جسديهما وكأنهما خلقا ليكون كل منهما فى
أحضان الآخر..لملم شعرها بأطراف أصابعه وتأمل ملامحها الجذابة..تعالت نبضات قلبه
وهو يرى جمالها البرئ..تململت ليبدو وكأنها على وشك الاستيقاظ ليسرع ويغمض عينيه بسرعة متظاهرا بالنوم..
فتحت كارمن عينيها ببطئ تشعر بالدفئ..رأت نفسها نائمة على صدر أدهم تحتضنه بذراعها
..أحست بالصدمة ولكنها تمالكت نفسها بسرعة وحاولت الابتعاد عنه ببطئ
حتى لا توقظه فيرى وضعها المخجل بين ذراعيه..حمدت ربها انه لم يستيقظ
قبلها ويراها هكذا والا ظن أنها نامت بجواره متعمدة..
ابتعدت بالفعل عنه ولكنها ظلت لثوان تتأمله بحب غافلة عن ذلك الذى يشعر بتأملها
إياه يود لو يفتح عينيه ويضبطها متلبسة ليضحكا سويا ويرجعها مجددا الى صدره.
.تعالت أنفاسه وهو يتخيل ذلك لتشعر كارمن بانه يستيقظ لتسرع الى الحمام وهى
تسب غبائها الذى كاد أن يفضحها.. لو فقط استيقظ أدهم ورآها تتأمله بتلك النظرالعاشقة..ماذا كانت لتفعل؟.
.أغلقت باب الحمام ورائها ليفتح أدهم عينيه ويتنهد قائلا:ياترى ياأدهم هتقدر تستحمل لحد امتى؟
