روايةلعنـــة العشـــق
الفصل السابع والعشرون والثامن والعشرون
بقلم شاهنده
الفصل السابع والعشرون
قال عزيز:
أؤمرينى ياست الكل
قالت علية :
صديق فين ياعزيز؟
قال عزيز بتوتر لاحظته هى على الفور:
معرفش يا هانم
قالت علية بحزم وهى تقترب منه بوجهها ..تضيق عينيها وهى تقول:
بلاش تكدب عليه ياعزيز..ده انا اكتر واحدة عارفة ان صديق مبيتحركش حركة واحدة من غير ما تكون عارفها..انت مش اى راجل ياعزيز..ولا ايه؟
ابتسم عزيز وانتفخت أوداجه وهو يقول:
دى ثقة كبيرة فية ياست الكل
رجعت علية الى الوراء تستند بظهرها على مقعدها وهى تقول:
بص ياعزيز من غير لف دوران..هتقولى على مكان صديق..هتكسب حلو اوى..مش هتقولى هدور على حد غيرك..قلت ايه؟
قالت جملتها وهى تخرج مبلغ كبير من المال من حقيبتها وتضعه على الطاولة أمامه بهدوء..التمعت عينا عزيز بجشع..ولكن بدا على وجهه التردد وهو يقول:
أيوة..بس.....
حملت علية المال بيدها وهى تقاطعه قائلة:
من غير بس..براحتك ياعزيز..انا كان همى مصلحتك..وصديق هوصله ..هوصله..وانت الخسران.. وعلى فكرة..انت عارف ان كل اللى فيه صديق ده من خيرى..ولو انا منعت الفلوس..مش هتلاقى حتى مرتبك اللى بتاخده منه
صمت عزيز وظهر عليه التفكير لتطرق علية الحديد وهو ساخن وهى تقرب حقيبتها لتضع المال فيها وهى تقول:
ها ..هتبقى ناصح وتقولى على مكانه ولا اخد الفلوس واقوم امشى؟
اخذ عزيز المال منها قبل ان تضعه بالحقيبة وهو ينظر اليه بجشع..ثم نظر اليها قائلا:
هقولك ياست علية..الباشا مع حتة مزة جديدة فى مكانه السرى
ظهر الفزع على وجهها وصوتها وهى تقول:
مكانه السرى ده فين؟
قال عزيز بتوتر:
هقولك بس...
قاطعته علية قائلة بسرعة:
مش هقوله عرفت مكانه منين..انطق بقى ..وقولى مكانه فين..واسمها ايه البنت دى؟
قال عزيز:
بت كدة مجنناه ومطلعة عينه..اسمها مايا
شعرت علية بالروح تسحب منها لتقول بألم:
العنوان بسرعة يا عزيز..بسرعة
أخبرها عزيز بالعنوان..لتسرع بركوب سيارتها تتبعها سيارة تحمل الاخوة الثلاث..وأحدهم يدق قلبه برعب وهو يرى شحوب وجه علية
***********
قال صديق بهدوء يخالف ذلك الغضب الكامن فى صدره بعد أن بصقت عليه مايا:
تعرفى ..أنا مش همد ايدى عليكى ..لأنى واحد بيعشق الستات والضرب مش وسيلة أبدا لعقابهم
ثم اقترب من وجهها يتلمسه بيده قائلا فى رغبة:
أنا عندى وسايل أحلى بكتير م الضرب أقدر أعاقبك بيها
ابتعدت بوجهها فى اشمئزاز من لمساته لينظر الى يديها وهى تحاول الفكاك من قيودها لتؤذيه بهما..ليبتسم قائلا برغبة أشد:
وبحب خربشة القطط كمان
قالت مايا باحتقار:
من اول لحظة شفتك فيها وانا متأكدة انك مريض نفسى ومحتاج علاج..تيجى ماما تشوف الأشكال اللى بتعرفها
ابتسم ببرود قائلا:
متحاوليش تستفزينى يامايا لإنك مش هتقدرى..أنا عموما مش مستعجل..وشوية شوية هتتعودى علية..وهتحبينى كمان..جربى..يمكن أعجبك..ده أنا حتى أستاذ فى السرير
نظرت اليه قائلة بغضب شديد:
انت سافل وحقير
اطلق ضحكة ساخرة وهو يقول:
عارف
ثم اقترب من وجهها وهو يقول برغبة التمعت فى عينيه:
تعرفى انا عاجبنى شراستك و قوتك اللى باينة فى ملامحك..وكويس انك مش طالعة لمامتك..غبية ومملة وباردة..لأ وخاينة كمان..كدة اللعب هيحلو
صرخت مايا قائلة:
متجيبش سيرة ماما على لسانك..ماما أشرف منك
أطلق صديق ضحكة ساخرة وهو يقول:
أشرف منى؟ بأمارة ايه؟..دى خانت أبوكى معايا من أول سنة جواز..ويوم ما مات..كانت معايا..ولغاية انبارح كانت فى أوضة نومى..فى سريرى..تحبى اقولك ايه كمان؟
أحست مايا بالدوار وهى تقول بضعف:
اخرس ..مش عايزة أسمع حاجة..مش عايزة أسمع
قال صديق بقسوة :
لأ هتسمعى..أمك دى هى اللى خلتنى أفرق بين أيهم والبت بتاعته..وخلتنى كنت هموت أدهم بس نفد منها..ومش بعيد كانت تخلص على أخوها ..شقيقها..أمك دى حية ملهاش أمان..وحلال فيها الموت
لم تتحمل مايا أفعال أمها التى يخبرها بها ذلك القذر..لتسقط فاقدة للوعى..يلفها السواد..نظر صديق الى ملامحها البريئة الرقيقة فى رغبة ملكت جوارحه ليقترب بيده من وجهها ولكنه مالبث أن جمدت يداه تماما وهو يستمع الى صوت علية وهى تصرخ بمرارة قائلة:
ابعد ايدك عنها ياحيوان
التفت اليها صديق قائلا بدهشة:
علية !
تمالك نفسه بسرعة وهو يقول بسخرية:
تعالى ياعلية..قربى..اسمعى بودانك الكلام اللى هقولهولك دلوقتى..بنتك وهتبقى لية بالذوق أو بالعافية..خلاص دخلت دماغى وعششت فى قلبى ومستحيل هسيبها..انتى بقى شوفيلك سكة تانية لأنى زهقت منك..ولو كان ع الفلوس اللى كنت باخدها منك..فانا خلاص مبقيتش محتاجلها..معايا دلوقتى اللى يكفينى وزيادة ويخلينى أستغنى عن خدماتك
اقتربت منه علية وهى تقول بمرارة:
أنا فعلا غبية عشان مسمعتش كلام اخويا ومشيت ورا قلبى اللى ضيعنى..انا أستاهل كل اللى يجرالى عشان خنت جوزى معاك..وكنت هدمر أخويا وعيلته..بس تعرف..أنا شمتانة فيك.....متستغربش من كلامى..حقيقى شمتانة فيك..لأنى لأول مرة هقولهالك..البنت اللى خطفتها وكنت عايز تلمسها غصب عنها..مش بنتى لوحدى ..لأ ياصديق..دى بنتك انت كمان ياحقير
نظر صديق اليها بصدمة ثم نظر الى مايا بعيون ذائغة..بينما تبادل الأخوة الثلاث النظرات الدهشة من ذلك المكان الذى يختبأون فيه يتابعون حديث عمتهم مع صديق ليسمعون صديق يقول بانهيار:
انتى كدابة..مستحيل أصدق..مستحيل
نظرت اليه بسخرية مريرة قائلة:
قبل كدة سألتنى بنتى شبه مين وقلتلك شبه أبوها....مش ده لون شعرك الاسود اللى شبه لون الغراب..مخدتش بالك من لون عنيها الاسود بردو واللى زى لون عنيك..انت ناسى ان ابوها كان شكله ايه..
ثم اشارت الى ابنتها الفاقدة للوعى بانهيار قائلة:
بذمتك فيها شبه منه؟
نزلت دموعها فى مرارة وهى تستطرد قائلة:
ربنا عماك ومشفتش أد ايه بتشبهك..يمكن عشان تبان على حقيقتك أدامى
ألقى صديق نظرة مريرة على مايا وهو يقول بألم:
طب ليه ما قلتليش؟
قالت بمرارة:
كتمت السر جوايا ..خفت لو حد عرفه غيرى..الكلام يوصل لاعمامها وثروة أبوها تروح منى..مكنتش متخيلة انك فى يوم م الأيام تطلع بالحقارة دى وتخونى
ثم أخرجت مسدسا من حقيبتها..وهى تقول :
انت خاين وعقاب الخيانة الموت ياصديق
اندفع الاخوة فى تلك اللحظة الى الداخل..ليقول أدهم برجاء:
سيبى المسدس من ايدك ياعمتى
نظرت الى ثلاثتهم بندم وهى تقول:
خلاص مبقاش ينفع..الحكاية وصلت لنهايتها ياولاد أخويا..سامحونى ..وخلوا أخويا يسامحنى
ثم ثبتت نظرها على مهيب قائلة:
خد بالك من مايا يامهيب
لتلتفت بسرعة وتطلق رصاصتها باتجاه صديق لتستقر فى قلبه ويسقط جثة هامدة..ثم ترفعه الى رأسها وتطلق رصاصة أخرى وتسقط بدورها وقد وافتها المنية..وقف الاخوة ينظرون بصدمة الى بشاعة المنظر..ليكون مهيب اول من يفيق من صدمته وهو يتجه الى مايا يتفحصها بلهفة ..ثم يفك قيودها ويحملها الى صدره قائلا لأخويه فى صرامة:
الكلام اللى سمعتوه هنا مش هيخرج برة الأوضة دى..ولا حتى لبابا وماما..فاهمين؟
أومأوا برءوسهم فى تفهم..ليستطرد قائلا:
انا هاخدها بيتى..مش عايزها تفوق وتشوف المنظر ده..وانتوا استنوا بابا والبوليس وخلصوا كل حاجة ..وروحوا ع البيت وانا اول ما تفوق وتهدى هجيبها واجيلكم هناك
أومأوا برءوسهم مجددا ..ليقول أيهم فى قلق:
خد بالك منها يامهيب..وحاول توصلها الخبر بالراحة..وابقى طمنا عليكم
أومأ مهيب برأسه..وهو ينطلق بها الى بيته..الى حيث يستطيع أن ينقل لها خبر وفاة والدتها بهدوء..يخشى عليها من الصدمة ولكنه سيكون الى جوارها..يخفف عنها ألمها ويمسح بيده دموعها
*************
استيقظت مايا على لمسة حانية لوجهها..لتفتح عينيها ببطئ وتواجهها عينا مهيب الحبيبتين..لتبتسم فى حب ويبادلها ابتسامتها فى حنان..أغمضت عينيها فى سعادة وهى تتخيله أحد أحلامها لتسمعه يردد اسمها فى حنان..فتحت عينيها على اتساعهما وهى تراه أمامها..تأملت محيطها بسرعة وهى تعتدل لتقول بدهشة:
أنا فين؟
قال مهيب بحنان:
انتى فى بيتى ياحبيبتى
عقدت مايا حاجبيها قائلة:
وايه اللى جابنى هنا؟
اندفعت الأحداث مرة واحدة الى رأسها لتشهق قائلة:
انا كنت مخطوفة..وانت أنقذتنى صح؟
قال مهيب بتردد:
مش بالظبط..مامتك اللى أنقذتك و...
ليصمت لا يدرى ما يقول لها..لتقول هى فى قلق:
وإيه يامهيب؟
أخفض مهيب نظراته قائلا:
و قتلت صديق يامايا
اتسعت عينا مايا فى صدمة قائلة:
ماما قتلته..طب هى راحت فين..البوليس قبض عليها ..صح؟
صمت مهيب وهو يرفع عينيه اليها يتأمل ملامحها وقد ظهر الحزن فى عينيه ..ليغمر القلق قلب مايا وهى تقول بتوسل:
قولى ماما راحت فين يامهيب؟..عشان خاطرى متخبيش علية
ابتلع مهيب ريقه قائلا:
انت واحدة مؤمنة بربنا وعارفة ان الموت علينا حق...
وضعت يدها على فمه قائلة بلوعة:
متقولهاش..أبوس ايدك متقولهاش
قبل يدها وهو يمسكها قائلا فى حزن عليها:
مش هقولها ياحبيبتى ..مش هقولها
صرخت مايا بحزن مزق قلبه وهى تقول:
أاااه ياماما..خلاص سيبتينى لوحدى..مبقاليش حد من بعدك يحبنى ويخاف علية..سامحينى لو فى يوم زعلتك ..سامحينى ياأمى
أخذها بسرعة الى صدره وهو يضمها بحنان يربت على ظهرها وهو يقول بحزن:
اهدى يامايا..اهدى عشان خاطرى واطلبيلها الرحمة..مامتك صحيح ماتت ومعدتش موجودة فى الدنيا..بس انا موجود جنبك ومستحيل أسيبك ولا اتخلى عنك
خرجت من حضنه وهى تكفكف دموعها قائلة:
من فضلك يامهيب أنا عايزة أمشى
نظر اليها مهيب يدرك تهربها منه ليقول بألم:
أنا عارف ان مش وقته وانك حزينة على مامتك و مجروحة منى..بس عشان خاطر أغلى حاجة عندك متحرمنيش أبقى جنبك فى الوقت ده..سامحينى وارجعيلى واوعدك انى أنسيكى كل وجع اتسببتلك فيه
قالت فى مرارة :
انت مش فاهم حاجة..الموضوع بقى أكبر من جرح انت جرحتهولى..انت متعرفش ماما عملت ايه..متعرفش هى....
قاطعها قائلا فى تصميم:
عارف
نظرت اليه فى صدمة ليمسك يدها قائلا:
سمعت كل حاجة ومش هاممنى ولا فارق معايا..انا المهم عندى انتى..انتى وبس
كادت أن تتحدث فوضع يده على فمها قائلا:
أبوس ايدك مترفضيش..أنا مش هقدر أعيش من غيرك..عشان خاطرى..ادى لحبنا فرصة..لو لسة فيه ذرة حب فى قلبك لية مترفضيش..احنا الاتنين بنحب بعض..ومحتاجين بعض..خلينى جنبك..عشان خاطرى متبعدنيش
نظرت الى عينيه المتوسلة لها بالقبول..لتنهى ذلك الصراع الدائم بين قلبها وعقلها وهى تهز رأسها بالموافقة ليرفع يده عن فمها ويضمها الى صدره بلهفة..لتبكى مجددا فى حضنه..وهى تفرغ انفعالها بين ضلوعه..تشعر بأنها وأخيرا قد وجدت ملجأها..أخيرا ستشعر بالأمان ..وأخيرا انتصر العشق
****************
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
👇الفصل الاخيـ28ــر👇
قالت كارمن برقة:
انا مش فاهمة بس ليه مغمى عينية وواخدنى كدة على فين؟
توقف أدهم وهو يقول بابتسامة:
مش قلتلك سيبيلى نفسك ومتسأليش....عموما ياستى وصلنا خلاص
ثم أزال الرباط من على عينيها لتفتح كارمن عينيها ببطئ وتتفاجأ بذلك المشهد الذى خلب لبها..فأمامها..كان هناك ممر طويل يحيط به من كلا الجانبين..مجموعة من البالونات الحمراء والبيضاء..ينتهى ذلك الممر ببوابة كبيرة من البالونات ولافتة مكتوب عليها *بحبك يا كارمن*..لتلتفت اليه فى سعادة تترقرق فى عينيها دموع الفرحة وهى تقول:
وأنا بحبك أكتر ياقلب كارمن
ليضمها الى ذراعيه بحنان يحتويها داخل ضلوعه..لتستكين بين ذراعيه تشعر بأنها ملكة متوجة على عرش قلبه
.. أخرجها من حضنه وهو يقول بابتسامته التى لطالما سحرتها:
ممكن كارو أميرتى تبقى ضيفتى على العشا؟
أومأت برأسها موافقة فى سعادة ليمشوا فى الممر ويعبروا البوابة لترى كارمن تلك الطاولة المزينة بالشموع والمجهزة للعشاء تحمل أصنافا تعشقها كارمن..لتدرك أنه لطالما اهتم بتفاصيلها الصغيرة..حتى ما تحب من طعام دون أن تنتبه هى
...جذب أدهم لها الكرسى وأجلسها برقة وجلس أمامها يتناولان الطعام فى جو رومانسى خلاب..لتنساب الى أسماعهما أنغام أغنية رومانسية رائعة (اوعدينى..رامى جمال)
وقف أدهم وهو يمد يده اليها قائلا:
تسمحيلى بالرقصة دى؟
ابتسمت وهى تمد يدها اليه ليضمها اليه يضع كلتا يديه حول خصرها..لتضع هى كلتا يديها حول رقبته..يتذكران معا رقصتهما الاولى ..ليبتسما فى سعادة عندما ادركا انهما يفكران سويا فى تلك الليلة.. ليرقصا مجددا على كلمات تلك الأغنية
......
إوعديني لو زعلتي مرة مني تعرفيني
لو جرحتك غصب عني تحسسيني
ماتشليش جواكي حاجة تحكي ليا كل حاجة
لما هفهم هبقا أحسن صدقيني
إوعديني لو نسيت يا حبيبتي نفسي تفوقيني
لو خدتني الدنيا مني ترجعيني
لو في لحظة زاد غروري إشتكي لومي وثوري
بس إوعي في يوم تروحي وتسيبيني
إنتي قلبي وإنتي روحي وإنتي عيني
حد عايز أعيش معاه لأخر سنيني
إنتي بالنسبة لي مش حب في حياتي
إنتي كل حياتي فعلاً إفهمينى
إوعديني لو في يوم الخوف ملكني تطمنيني
لو ذكائي في مرة خاني تفهميني
لما أقسى في يوم تحني وأما أغلط غصب عني
قبل ما أغلط غلطة تانية تلحقيني
إوعديني لو يبيعني الكون بحالة تشتريني
تبقي أقرب ليا مني تكمليني
تبقي أختي تبقي أمي تجري فيا جوة دمي
لما أكون تعبان تضمي وتداوينى
....توقفت كارمن عن الرقص وهى تضم وجهه بيديها قائلة:
اوعدك حبيبى بجنة مدخلهاش حد قبلك ولا هيدخلها حد بعدك
نظر اليها أدهم وهو يقول بعشق:
أنا عمرى ما حسيت بالسعادة اللى بحسها معاكى ياكارمن ..انتى أول حب وآخر حب فى حياتى..تعرفى أول مرة رقصت معاكى منعت نفسى بالعافية عن حضنك ولمس شفايفك ..بس دلوقتى مش قادر أتحمل ثانية واحدة من غير ما أعمل كدة
ليضم شفتيها بقبلة أطاحت بها وجعلت قدميها كالهلام فكادت أن تسقط لولا ان أحس أدهم بها ليسندها بسرعة وهو ينظر الى عينيها الغائمتين بمشاعر بات يعرفها..فهى تبحث عن المزيد من عشقه وهو على أتم الاستعداد ليمنحها اياها ليقترب منها مجددا ولكنها أوقفته بوضع يديها على شفتيه قائلة بحنان:
قبل ماتنسينى نفسى وأنسى معاك العالم والناس..فيه خبر لازم أقولهولك وبتمنى يفرحك أد ما فرحنى
نظر اليها فى تساؤل لتأخذ يده وتضعها على بطنها وهى تنظر الى عينيه قائلة:
أنا حامل
نظر بدهشة الى يده الموضوعة على بطنها لينظر الى عينيها بلهفة يريد تأكيدها لتهز رأسها مؤكدة فى سعادة..ليأخذها بين أحضانه ويلف بها بسعادة لم يكن متخيلا فى يوم من الأيام أن يحظى بها..انها مجددا سعادة العشق
***************
بعد مرور ستة أشهر
تهادت أنغام الأغنية الساحرة(ع بالى لإليسا)فى حفل الزفاف الثنائى لكل من مهيب ومايا..وأيهم وجورى..ليرقص كل عروسين على نغماتها
عبالي حبيبي عبالي حبيبي
اغمرك ما اتركك اسرقك ما رجعك
احبسك ما طلعك من قلبي ولا يوم
اخطفلك نظراتك، ضحكاتك، حركاتك
علقن بغرفتي نيمن عا فرشتي
احلمن بغفوتي تيحلى بعيني النوم
عابالي حبيبي
ليلة الإلبسلك الأبيض و صير ملكك والدني تشهد
جيب منك انت، طفلك انت، متلك انت
عا بالي حبيبي
عيش حدك عمر او اكتر
وحبي يكبر كلما نكبر
وشيب لما تشيب
وعمري يغيب لما تغيب
ع بالي حبيبي
..قال مهيب لمايا بسعادة:
أخيرا يامايا بقيتى مراتى ولبستيلى الفستان الأبيض..أخيرا هيجمعنى بيكى بيت واحد..كان لازم يعنى نستنى كل ده عشان نغير ديكورات وعفش الفيلا؟
نظرت اليه قائلة فى حنان:
كان لازم أمحى أى أثر ليها ..حتى لو انت محبيتهاش يامهيب ..وحتى لو محسيتهاش فى قلبك بس احساسى بيها كان هيبقى موجود فى بيتك..بس قولى يامهيب انت بجد فرحان؟
قال مهيب بعشق:
فرحان بس.ده انا هطير م الفرحة..حاسس انى ملكت الدنيا انهاردة..مش قادر أتخيل انك بعد شوية هتنورى بيتى وأوضة نومى وأعوض حرمانى منك
ابتسمت بخجل وهى تعدل نظارتها فى حركتها المعهودة عندما تتوتر او تخجل لتتذكر شيئا وهى تقول :
صحيح يامهيب..ليه أصريت بإنى ألبس النضارة طول ما انا برة البيت وأقلعها جوة البيت بس؟
قال مهيب :
عشان عيونك دول ملكى وبس ورغم انك جميلة بيهم بس أجمل من غيرهم..لأنهم بيخفوا أجمل عيون شافتها عينية..ومش مستعد أبدا حد غيرى يشوفهم
ابتسمت فى عشق قائلة:
وانا عيونى مش عايزة تشوف غيرك ياحبيبى..ومن انهاردة مفيش شغل تانى..انا عارفة غيرتك علية أد إيه وعارفة انك نفسك تقولهالى بس خايف تفرض رأيك علية أو أزعل وافتكرها تحكم.بس انا سعادتى هى سعادتك وأحلامى هى انى اكون مراتك وام ولادك..لما ترجع من شغلك تلاقينى صدر حنين يضمك ويخفف عنك مشاكلك..صدقنى انا مش هاممنى الشغل ..انا همى بس أرضيك و مش عايزة غيرك يامهيب
قال مهيب وهو يتأمل ملامحها شوقا:
أنا مستاهلش كل الحب ده يامايا..انتى كتير أوى علية
تأملت ملامحه بشوق مماثل وهى تقول:
انت حبيب عمرى يامهيب ومفيش حاجة فى الدنيا كتيرة عليك
ضمها اليه فى سعادة لتنساب كلمات الأغنية
عابالي تكملني واسمك تحملني
بقلبك تخبيني من الدني تحميني
وتمحي من سنيني كل لحظة عشتا بلاك
عابالي تجرحني لحتى تصالحني
بلمسة حنونه بغمرة مجنونه
وما غمض عيوني الا انا وياك
ع بالي حبيبي
.....كان أيهم يضم جورى اليه يهمس لها فى أذنها بحنان:
بقالى كتير بحلم باليوم ده..تعرفى يوم ما شفتك عاهدت نفسى انك هتكونى لية فى أسرع وقت..وانهاردة وفيت بعهدى
همست جورى بدورها قائلة:
انا بقى من اول يوم شفتك فيه وانا عندى عشر سنين..حسيت ساعتها ان انت بتكملنى..مفهمتش ساعتها انى بحبك..بس كنت بحس انك حد مهم أوى فى حياتى ومش ممكن أستغنى عنه..ولما كبرت وفهمت حسيتك كتير علية ولما سافرت كنت تقريبا فقدت الأمل فى ان يكون بينا قصة حب اتمنيتها بس مقدرتش اتخلى عن حبك ولا أبطل أفكر فيك.. لغاية ما رجعت من السفر ساعتها الحب اتحول عشق والحمد لله ربنا استجاب لدعايا وخلاص هيضمنا بيت واحد
قال أيهم بعشق وهو يبتعد عنها ناظرا الى وجهها :
بعشقك ياجورى وبعد الدقايق عشان يتقفل علينا باب وأقولك كل اللى فى قلبى
ثم رفع حاجبيه صعودا ونزولا وهو يقول:
وأعمل بقى كل اللى أنا عايزه
ضربت جورى على جبهتها بخفة وهى تقول بيأس:
مفيش فايدة فيك..بوظت اللحظة الحلوة اللى كنا عايشينها
قال أيهم بعشق:
أوعدك وانتى معايا وفى حضنى..حياتك كلها تبقى لحظات حلوة ياوردتى
...نظرت وجد الى أبنائها فى سعادة..ثم استقر بصرها على أقرب أبنائها اليها ..أدهم..رأته يربت على بطن زوجته التى كبرت من الحمل فى حنان وهو يقول لها شيئا فى أذنها جعل وجنيها تشتعلان من الخجل ليقاطع كلماتهما انضمام التوأمين اليهم ليضموهم فى سعادة..ابتسمت وجد فى حنان وهى تفكر فى سعادة أبنائها التى نالوها أخيرا.. لتفيق من أفكارها على صوت راجى يقول بحنان:
أخيرا اطمنا على ولادنا
نظرت اليه وجد قائلة بسعادة:
كل واحد فيهم اتصاب بلعنة العشق..اتعذبوا كتير بس فى الآخر وبعد ما داقوا عذابه..داقوا كمان فرحته..ربنا يديم عليهم السعادة ويفرحنا بأولادهم ياراجى
ابتسم راجى قائلا:
يارب
ثم نظر الى عينيها بعشق قائلا:
هو أنا قلتلك قبل كدة انى بحبك؟
ابتسمت وجد قائلة بحب:
قلتها كتير بس هحب أفضل أسمعها لآخر يوم فى عمرى
ابتسم قائلا بعشق:
وأنا هفضل أقولها لحد آخر نفس فية..بحبك ياوجد..بعشقك
ابتسمت وجد وراجى يضمها الى جواره ناظرين الى سعادة أبنائهم الذين تبدوا على ملامحهم سعادة العشق ..مودعين لعنته......إلى الأبد
تمت بحمد الله
