رواية عشق لم يسطو بعد الفصل العاشر والحادي عشر بقلم زكية محمد

رواية عشق لم يسطو بعد 
 الفصل العاشر والحادى عشر

بقلم زكية محمد

هتف سليم بتعجب من مطلبه قائلا :-

أجيلك القسم ليه دلوقتي! ليه؟


هتف بهدوء:- عاوز أتكلم معاك بخصوص موضوع بنت عمك.


نهض من مكانه قائلا بلهفة:- إنت وصلت لحاجة ؟

- لما تيجي هتعرف كل حاجة.


هتف مسرعا وهو يلملم أشياؤه :- طيب طيب ثواني وهكون عندك.


قال ذلك ثم خرج مسرعا وهو يبلغ السكرتير الخاص به :- محمد ألغي مواعيدي النهاردة مع أي حد لحد الساعة 12 .


أومأ بعملية قائلا :- حاضر يا أفندم.


توجه بسرعة للمصعد وما هي إلا ثوان حتي خرج من المبني وقفز في سيارته وانطلق   بسرعة البرق نحو مقر عمل إياد متلهفا لمعرفة ما يريد إخباره به.


وصل في وقت قياسي أمام قسم الشرطة وصف سيارته ثم ترجل منها وبثواني أخري كان قد وصل أمام مكتب عمله ففتح الباب علي حين غرة ودلف كالأعصار.


نهض من مكانه بصدمة مطالعا إياه قائلا :- إيه دة؟ إنت متأكد إنك كنت في الشركة مش في الشارع اللي جنب القسم؟


مسح علي وجهه بغضب مكتوم قائلا :-قول اللي عندك يا إياد.


هتف بهدوء :- طيب اقعد الأول هنتكلم وانت واقف بالشكل دة.


جلس علي إحدي المقاعد واضعا ساق فوق أختها قائلا بضجر:- أديني قعدت ها إتكلم.


هتف بهدوء:-أنا متابع القضية مع طارق وقررت المتهمين من غير ما يعرف لو يعرفوا حاجة عن بنت عمك بس للأسف مطلعتش بمعلومة مفيدة غير    الست اللي مدورة الشقة دي هربت قبل ما نطب إحنا عليهم وكمان في حاجة كدة هي مش مهمة لقضيتنا بس يستحسن إنك تكون عارف.


ضيق عينيه قائلا :- حاجة إيه دي؟


قص إياد عليه ما أخبرته إياه شقيقته وكذلك ما فعله مع الشابين في الصباح.


ما أن انتهي هتف الأخير بغضب عارم :-

الحيوانات إزاي يتجرأوا قولي هما مين؟


هتف بهدوء:-قولتلك أنا أتعاملت معاهم وتقريبا كرهوا البنات متقلقش. المهم دلوقتي لازم تتكلم معاها بهدوء علشان لو في إضافة في الموضوع تقدر تفيدنا.


أغلق عيناه قائلا بوجع :- وهي بعد اللي حصل هتعترف بسهولة.


هتف إياد بهدوء:- بص يا سليم دي بنت عمك ومتربية معاك (بقلم زكية محمد)وعايش معاها طول عمرك هل هي فعلا ممكن تكون عملت كدة بمزاجها؟ إسأل نفسك كدة وسيبها ترد عليك.


أردف بوجع:-لا همس اللي إتربت قدام عيني عمرها ما تعمل كدة.


هتف بهدوء:- خلاص خلي ثقتك في محلها.


أردف بحيرة وغضب أعمي:- واللي شوفته؟ فكرة ان حد غيري لمسها بتجنني بكون عاوز أحرق كل اللي قدامي. دي بتاعتي أنا وملكي أنا.


صدم إياد من حديث سليم فهو لم يكن في حسبانه أن يكون عاشقا لها لهذا الحد. أما هو أخذ صدره يعلو ويهبط بعنف وهو يسب نفسه بداخله علي    إعترافه ذاك فهو يعشقها دون أن يعرف أحد وها قد صرح به للتو حتي ولو لم يكن بشكل مباشر.


إبتسم إياد بخفوت من من زاوية فمه وهو لا يصدق أن كتلة الجليد التي أمامه تذوب عشقا، محي إبتسامته واصطنع عدم الفهم قائلا بخبث :- قلت ايه آخر حاجة؟


هتف ببرود :- ما قلتش.


هتف بخفوت :- كداب في أصل وشك.

ثم أردف بصوت مسموع :- طيب مقلتش هتعمل إيه دلوقتي؟


هتف بهدوء:- هتكلم معاها ولو إني مش طايق اسمع صوتها. .


طالعه بإستنكار ولكنه وضع يده علي كتفه هاتفا بمكر :- معلش تعال علي نفسك شوية علشان سمعة العيلة.


هتف بحدة:- ما أنا هعمل كدة علشان سمعة العيلة أومال علشان سواد عيونها.


هتف بتلاعب:- لا قصدك خضار عيونها.


نظر له بغضب وقد خيم الظلام علي عينيه قائلا بفحيح:- إنت قولت إيه؟


هتف بحسن نية :- إنت غلطت بتقول سواد عيونها بس هي عنيها خضرا و. ...


لم يكمل جملته بسبب تلك اللكمة التي أطاحت به أرضا فنهض قائلا بضيق :- إيه يا عم الهزار البايخ دة.


هتف بغضب :- هزار! بتتغزل في عنيها وتقولي هزار. ملكش دعوة بيها خضرا حمرا جن أزرق ما ألمحكش بتبص عليها.


هتف بحدة:- ايه يا عم هو أنا عيل؟ ! دي البت رحمة كانت بتتكلم عنها في مرة بالصدفة إن عيونها شبه طنط ورد فأكيد مش محتاجة فكاكة اعرف لونها إيه. إنما متجيش تتهمني إتهام زي دة أنا أفهم في الأصول كويس.


ثم هتف بخبث :- ثم مالك محموق أوي كدة دة مش راكب خالص مع البوقين اللي قلتهم من شوية في حقها.


زفر بضيق قائلا بتهرب :- بقولك إيه أنا مش فاضيلك أنا ماشي. ...


قال ذلك ثم رحل بسرعة يتفادي حديثه الذي سيقوده لمنعطف لا يريده الآن .خرج من القسم ثم صعد سيارته وانطلق بها نحو مقر عمله .

بينما أخذ إياد يضحك عاليا وهو يقول:- بتحبها يا ابن مصطفى بتحبها هههه ولسة خلينا نتفرج عليك.


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


ليلا كانت عائلة عمر وسليم في فيلا المنشاوي للإطمئنان علي فارس وحبيبة حيث جلسن النسوة معا والرجال معا وكان الشباب برفقة فارس أما الفتيات كن برفقة حبيبة.


هتف حمزة وهو يتصفح موقع الإنستجرام الخاص بفارس :- يخربيتك كل دي بنات ولا الكلام ههههه عاوز أوريهم للحج مراد.


نظر زياد في شاشة الهاتف قائلا :- لا قادر ياض مش دكتور ومنزل صوره وعامل فيها أمور.


أردف بغيظ:- والله ما نقصاكم هي اسكت منك ليه.

هتف زياد بتساؤل:- هي خطيبتك لما بتشوف الهوايل دي رد فعلها بيكون إيه يا دنجوان عصرك ؟ دة ولا روبرت باتنسون.


هتف بغيظ :- قر يا أخوية قر هو اللي أنا فيه من شوية جاتكم نيلة .


بعيدا عنهم بقليل هتف سليم بضجر:-وبعدين في لعب العيال دة. ؟


هز رأسه بعدم إكتراث قائلا :- سيبك منهم وقولي عملت إيه؟


هتف بجمود:- معملتش.


طالعه بدهشة قائلا :- نعم؟ إزاي دة؟ مش إحنا اتفقنا علي. ....


قاطعه قائلا :- ملقيتش فرصة مناسبة.


أردف بخبث:- مفيش أنسب من كدة.


نظر له بعدم فهم فأكمل بمكر :- يعني تستأذن منها تكلمها دلوقتي بعيد عن جو البيت وشوفها هتقولك إيه. بس بقولك إيه أوعي تتهور كدة ولا كدة.


هتف بغيظ:- شايف انك خدت عليا اوي الصراحة.


هتف بضحك :- أومال إيه؟ مش حضرة الظابط إياد. المهم بقي اعمل اللي قولتلك عليه وأنا   همشي دلوقتي علشان ورايا شغل مهم. سلام.

قال ذلك ثم نهض راحلا أما هو أخرج هاتفه وأرسل لها رسالة يطلب فيها أن تخرج لمقابلته عند المسبح لانه يريدها في أمر هام.


**********


كانت بينهم جسدا بلا روح يثرثرن ويضحكن فكانت تبتسم بخفوت وتتحدث بشرود.

إهتز هاتفها بين يديها بنغمة تنذر بوصول رسالة وما إن فتحتها وقرأت محتواها أصابتها رجفة وخوفا.

ماذا يريد منها؟ فكرت في عدم الذهاب ولكنها خشت عواقبه فإنسحبت من بينهن بهدوء ونزلت لرؤيته. .


هتفت رنا بمرح :- هي همس راحت فين؟ أكيد راحت تقابل خطيبها تيجي نتفرج عليهم.


هتفت حبيبة بضجر:- تتفرجي إيه بس؟ عيب يا ماما ملناش دعوة.


غمزت لها بخبث قائلة :- وانتي بقي مش هتعملي زيها وتروحي تشوف خطيبك وتقعدي جنبه لأحسن يكون عاوز حاجة كدة ولا كدة. شوفي أنا بخدمك إزاي؟


ضحكت رحمة قائلة :- هههههه فظيعة إنتي يا رنا كلامك مش راكب خالص علي سنك.


هتفت بضحك :- أومال دا أنا أعجبك اوي وبعدين الحق عليا عاوزة أظبطها مع أخويا.


هتفت حبيبة بغيظ:- رنا حبيبتي شكرآ خالص لنصايحك ممكن تسكتي بقي.


هتف بتذمر:- الله يرحم دلوقتي اسكت فين أيام ما كنتي تتحايلي عليا علشان أجبلك صورته ولا علشان. .......امممممم


لم تكمل كلامها بسبب يد حبيبة التي وضعتها علي فمها ووجها إحمر خجلا مما تتفوه به تلك   المعتوهة فهتفت بصراخ :- الله يحرقك ويحرق اللي يقولك علي حاجة.


ضحكت رحمة عاليا عليهم قائلة :- بصراحة انا لو مكانك أدشدشها.


إبتعدت رنا عن مرمي حبيبة قائلة بتذمر:-

يا سلام والله ما تقدر دا أنا مسكاها من ايدها اللي بتوجعها ها يا بيبة هتضربيني؟


عضت علي شفتيها بغضب ثم قذفتها بالوسادة صارخة :- اطلعي برة.


ركضت رنا وهي تضحك بعد أن تفادت الوسادة قائلة :- ومجاتش مجاتش.

قالت ذلك ثم ركضت للأسفل .


هتفت رحمة بضحك :- عسل رنا دي والله.


أردفت بغيظ :- عسل اوي يا أختي ماشي هتشوف.


هتفت رحمة :- قلبك أبيض قوليلي بقي حصلت إزاي الحادثة وعملتوها فين؟


نظرت أمامها بشرود وراحت تخبرها ما حدث دون أن تذكر التفاصيل


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


ذهبت همس للمكان وأخذت تنظر حولها فلم تجده فأتاها صوته من خلفها قائلا بهدوء :- أنا هنا.


إنتفضت ونظرت خلفها وجدته يقف بطالته الطاغية كعادتها التي تسلبها أنفاسها دون إرادتها.

تقدم خطوتين حتي أصبح قبالتها وهتف بهدوء:- تعالي إقعدي.


إمتثلت لأوامره وجلست علي إحدي المقاعد أمام المسبح وجلس هو قبالتها.

ساد الصمت بينهم حتي قطعه هو قائلا بجمود:- أحكي.


هتفت بعدم فهم :- أحكي! أحكي إيه؟


نظر لها نظرات أخافتها قائلا :- اللي حصل في اليوم إياه.


هتفت بسخرية:- إيه هتصدقني يعني لو حكيتلك أظن ملوش لزوم.


هتف بحدة :- انا اللي أحدد اللي ليه لزوم واللي ملوش، سامعة ويلا اتكلمي ..


هتفت بدموع:- حرام عليك والله تعبت إنت بتعاملني كدة ليه علي غلط معملتهوش على غلط مليش يد فيه كفاية. ..كفاية. .


أردف بوجع وغضب :- كفاية إيه هو اللي عملتيه دة سهل.


صرخت بغضب:- بردوا بتقولي عملته. أنا اصلا غلطانة إني جيت هنا وسمعت كلامك.


قالت ذلك ثم دفعته بيدها بعنف ثم تركت المكان بسرعة ودموعها حليفتها.

أما هو ركل الطاولة أمامه بعنف ثم تبعتها المقاعد حتي ينفث عن غضبه.

وإمتلكه الغيظ فهو لم يتمكن من سماعها بسبب عصبيته المفرطة.


أما هي دلفت للمرحاض تتواري عن أنظار الجميع وأنخرطت في موجة بكاء عنيف لما تتعذب علي ذنب لم تقترفه؟

عادت بذاكرتها لذلك اليوم   المشؤوم حيث كانت تجلس تنتظر قدوم رحمة حتي أتت فتاة تركض اليها وملامح الذعر مرسومة بحرفية على وجهها ووقفت قبالتها قائلة :-

إلحقي يا همس رحمة واقعة في الحمام وقاطعة النفس .


وقفت والقلق ينهش أعماقها قائلة :- إيه؟ طيب تعالي وريني هي فين.


سارت معها بخبث وقبل أن تذهب للمكان المنشود أتي شخصا من خلفهم ثم كمم فاهها واضعا مادة مخدرة علي أنفها ففقدت الوعي في الحال.

وهذا كل ما تتذكره وتعيه قبل أن تستيقظ وتجد نفسها بذلك الوضع المخذي التي كانت عليه حينما دلف هو ورآها عليه.

تكاد تجن من له مصلحة من الإضرار بها هكذا وجعلها تعاني بهذا الشكل. (بقلم زكية محمد)

وما يؤلمها أكثر هو وتصديقه للأمر دون أن يسمعها وكاد أن يفعل ذلك ولكن حديثه الذي يقطع أعماقها لم تتحمله لذلك غادرت المكان وتركته. ....

ودت لو تطلق صرخة عالية مكبوتة في أعماقها وليحدث ما يحدث. ولكنها لا تقدر علي    فعل ذلك فهي تخاف ليس منه وإنما إن علم والديها ماذا سيكون تصرفهم تجاهها.


وضعت رأسها بين ساقيها وأخذت تنتحب بصمت علي حالها فهذا كل ما تقدر علي فعله. .


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


نهض حمزة قائلا :- إيه يا فارس مفيش حتة جاتوهاية ولا حاجة كدة حلاوة رجوعك بالسلامة مش هتبطل بخل بقي.


أردف بغيظ :- مش لما تتعشي الأول ابقي حلي.


هتف بمرح :- طيب قولي فين المطبخ اروح اكلي تصبيرة علي ما العشا يجهز.


هتف بسخرية :- دا علي أساس إنك مش عارفه؟ ولا عاوز تعمل فيها مؤدب؟


ضحك قائلا قبل أن يتوجه للداخل :- حاجة زي كدة.


كانت رحمة تجلب المياه لحبيبة لتتناول دوائها قبل الأكل. أخذت المياه وخرجت فقابلت حمزة الذي ما إن رآها إبتسم بإتساع فقابلتها بوجه عابس.


هتف بوجه مشرق :- إزيك يا رحوم عاش من شافك.


إمتعضت ملامحها قائلة :- رحوم! إنت هتصاحبني يالا.


هتف بدهشة :- يالا!بقي في بنت زيك تقول يالا؟

هتفت بضجر:- بقولك إيه أنا مش فضيالك أوعي من وشي.


هتف بتلاعب :- وإن ما بعدتش ؟


أجابته بتهديد:- هصرخ وألم الكل عليك هنا وحظك إنهم كلهم بالصلاة على النبي كدة موجودين يعني فضيحتك هتبقي بجلاجل.


هتف بعدم إكتراث:- أعلي ما في خيلك أركبيه أنا ما بتهددش ولو عملتي كدة هقولهم إنك   قولتيلي تعالي نتجوز عرفي ولما رفضت هددتيني إنك هتعمليلي فضيحة.


نظرت له بصدمة قائلة :- إنت مجنون! لا حول ولا قوة الا بالله. روحلك لدكتور يعالجك يا حرام.


طالعها بهيام قائلا :- ما العلاج في إيدك بس إنتي حني يا جميل.


هتفت بحدة تداري خجلها خلفه:- بقولك إيه بطل تقول الكلام دة تاني.


هتف بتلاعب:- ليه بتتكسف يا جعفر.


صاحت بغضب:- جعفر في عينك وعديني بقولك.


إقترب منها قليلا سادا الطريق عليها هاتفا :- لا خليكي شوية.


هتفت بذهول:- ما تحترم نفسك إيه خلينا شوية دي بصفتك إيه يا أستاذ؟


أجابها بحب :- والله لو تديني الفرصة هقولك صفتي إيه.


هتفت بغيظ:- هو أنت فاكر إن الكلام اللي بتقوله للبنات علشان توقعهم هيمشي عليا لا يا بابا إنت بتحلم ولآخر مرة بقولك أبعد علشان ما اتصرفش تصرف مش هيعجبك.


هتف بضيق :- خلاص بنت باردة ملكيش في الرومانسية ماشي يا جعفر امشي.


إغتاظت من إطلاقه اللقب عليها فقامت بملئ الكوب الذي بيدها من الدورق الذي بيدها وبسرعة(بقلم زكية محمد ) قامت بسكبه علي وجهه وملابسه ثم ركضت مسرعة حتي وصلت لغرفة حبيبة فدلفت وهي تلهث فسألتها همس التي أتت لتوها بعد أن غسلت وجهها :-

مالك بتجري كدة ليه؟


جلست تلتقط أنفاسها بعد أن ناولت حبيبة الماء.

هتفت همس بتعجب:- هو إنتي جيبتي المياه من المجر؟


هتفت بأنفاس متقطعة وهي تبادلها السخرية:- لا من السويد يا خفة. كله من أخوكي الزفت.


هتفت بضجر:- في إيه تاني؟ مش هتبطلوا لعب العيال دة بقي.


هتفت بتذمر:- أنا معملتهوش حاجة هو اللي غلطان بس أنا غرقتهولك بالمياه.


ضحكت حبيبة قائلة:- ياااه شكلك معبية منه اوي.

أردفت بغيظ:- اوي يا اختي دا أنا لو أقتله مش هتأخر.


شهقت همس قائلة بضيق:- رحمة حرام عليكي حمزة طيب وغلبان بس البعيدة ما بتحسش.


أردفت بتعجب :- قصدك إيه؟


أجابتها بدون إكتراث :- لا ما تاخديش في بالك .

ضحكت حبيبة بخفوت عليها فيبدو أن شقيقها يحب سليطة اللسان تلك ، ولكنها لا تبالي. ..


وصل عندهم وهو يشعر بخيبة الأمل فكلما إقترب منها تصده وتظنه يتلاعب بها.

نظر له الموجودون بدهشة من هيئته فهتف فارس بسخرية:-

متضايق ليه ملقتش حاجة تاكلها ولا قالولك عيب يا ولد استني العشا وبعدين تعال هنا إيه اللي مغرقك بالمياه كدة؟


لم يرد عليها أي من هذه الأسئلة وإنما كان في عالم آخر محفوف بآلامه هو فقط.


وكزه زياد قائلا :- حمزة إنت يا ابني.


عاد لأرض الواقع علي إثر وكزته فصرخ بحدة:- مفيش حاجة وأوعي كدة.


قال ذلك ثم أزاحه بعنف من أمامه وجلس علي إحدي المقاعد وأخذ يهز قدميه بعصبية شديدة.

تبادل البقية نظرات الصدمة بينهم من تحوله الذي يرونه لأول مرة.


تحدث زياد بخفوت :- ماله دة؟


مط شفتيه بعدم معرفة قائلا :- ما اعرفش علي العموم سيبه يهدي دلوقتي.


إهتز هاتفه بجيبه فأخرجه وما إن رأي المتصل إرتبك للحظات فنهض بمساعدة عصاه الطبي قائلا بإرتباك:- هشوف التليفون وآجي.


أومأ زياد له وهو يتعجب من حالته هو الآخر فنظر لحمزة وجده علي حالته فهتف بخفوت :- عالم مانخوليا صحيح وأنا مالي. ..


إبتعد فارس عن مرمي الجميع ورد علي المكالمة وما إن وضع الهاتف علي أذنه سمع صوتها الهادئ يقول بعتاب :-

كدة يا فارس ما تردش علي تليفوناتي ومجتش ليه لحد دلوقتي.


أردف بهدوء :- ما تزعليش مني يا هنا وكمان مش هقدر آجي.


هتفت بصدمة :- إيه؟ طيب. ..طيب ليه؟


هتف بهدوء:- ممكن تهدي وتسمعيني. أنا مش هقدر آجي علشان عملت حادثة.


شهقت بخوف قائلة:- حادثة! طيب إنت كويس دلوقتي حصلك إيه؟ وعملتها إزاي؟ أنطق رد عليا.


ضحك بخفوت قائلا :- هو إنتي مدياني فرصة اتكلم. متخافيش يا هنون جات سليمة الحمد لله هو بس كسر بسيط.


أردفت بخوف:- كسر. طيب هو واجعك أنا أنا هجيلك دلوقتي.


أردف بصدمة :- تيجي فين؟ قصدي يعني. ...


قاطعته قائلة بوجع ودموع:- ولا علشان هتقول لأهلك مين دي وانت طبعا معندكش استعداد للمواجهة.


هتف بحدة:- كلام إيه اللي بتقوليه دة يعني إنتي عندك استعداد تيجي بالوقت المتأخر دة وتروحي لوحدك؟


أردفت بسخرية:- فارس أنا فاهمة كويس بلاش تلف وتدور إحنا علاقتنا هتفضل في الضلمة أما خطيبتك في النور وأنا مش مهم. طيب علقتني بيك ليه حرام عليك.


زفر بضيق قائلا :- هنا هنا ممكن تبطلي نواح أنا مخدعتكيش في حاجة وقلتلك مسألة وقت مش أكتر وكل حاجة هترجع لأصلها.


هتفت بوجع :- بس أنا مش قادرة أتحمل وجودك جنبها وكمان كلها وكام شهر وهتبقي مراتك كل دة مش سهل عليا.


أردف بهدوء:- عارف ومقدر دة منك بس مش إحنا اتفقنا قبل كدة.


هتفت بدموع :- ايوة اتفقنا بس أنا خايفة.


سألها بتعجب:- خايفة من إيه؟


أجابته بألم :- خايفة لتحبها وتنساني.


أصابته كلماتها في الصميم وكانت بمثابة صفعة له لتوضح أمامه مجريات الأمور أحقا    يحبها أم يفعل ذلك من باب المسؤلية؟ فهو يشعر تجاهها بمشاعر غريبة في الأيام الأخيرة تجذبه نحوها بشكل غير طبيعي، وماذا عن تلك الخائفة من أن يحب ابنة عمته؟


لما يشعر بالضيق والاختناق هكذا؟ شعر بقمة الخذي والانحطاط من نفسه فتلك أحبته بصدق وتلك المسؤلية تحتم عليه أن لا يتركها؟ ماذا عليه أن يفعل في تلك المعضلة. ؟


عاد للواقع علي صوتها الباكي قائلا :- حبيتها صح ؟


جز علي أسنانه بغضب وهتف بإستمالة :- لا محبتهاش أنا بحبك إنتي.


ويالته ما نطقها إذ إلتف علي إثر سقوط شئ ما لتتسع عينيه عندما رأي جسد حبيبة يفترش الأرض.


سقط الهاتف من يده وتحرك نحوها بسرعة علي قدر إستطاعته ثم جثي علي قدمه الغير مصابة بصعوبة وأخذ يربت علي وجنتيها قائلا بخوف:- حبيبة. ...حبيبة فوقي. .


إلا إنها لا تستجيب فشعر بالعجز لا يستطيع أن يحملها بقدمه المكسورة.

زحف حتي وصل لهاتفه الذي سقط منه ولم ينتبه بتلك التي كانت دموعها تجري علي وجنتيها حينما سمعته يهتف باسم الاخري فأنهت المكالمة بقلب مدمي من الجراح.


أما هو قام بالإتصال علي والده قائلا بخوف :- بابا تعال بسرعة أنا عند ملحق الضيوف بسرعة.


نهض الأخير بقلق يركض للخارج وما إن وصل وجد ابنه يجلس أرضا وابنة أخته الي جواره.


هتف فارس الذي يتآكله القلق :- بابا إلحق حبيبة مش راضية تفوق تعال شيلها.


توجه مراد وساعده علي النهوض قائلا بقلق :- حصل إيه؟


هتف بخوف :- مش عارف أنا كنت بتكلم في التليفون وفجأة حسيت بحاجة بتوقع ورايا ببص لقيتها هي.


حملها ونهض قائلا :- خلاص متقلقش هاخدها جوة أشوفها.


توجه بها للداخل وتبعه هو وما إن رآها البقية

صرخت تسنيم بذعر:- مالها بنتي يا مراد؟


أردف بهدوء:- متقلقيش شوية إغماء بسيطة من اللي حصل النهاردة. أنا هطلعها أوضتها.


هتف معتز بخوف :- وأنا هطلب الدكتور .


وما هي إلا لحظات حتي اتي الطبيب وقام بفحصها ثم هتف بعملية :- أظن قلتلكم قبل  ما تمشي بلاش تعرضوها للضغط العصبي.


هتف معتز بقلق :- ليه مالها يا دكتور؟


تنهد بأسف قائلا :- للأسف تعرضت لصدمة عصبية شديدة وأديتها حقنة مهدئة ولو لا قدر الله ما تحسنتش هاخدها عندي المستشفي.


شهقت تسنيم بخوف قائلة :- يعني إيه؟


إقترب منها مراد قائلا :- ما تخافيش يا تسنيم. والحل إيه يا دكتور؟


أردف بعملية :- هستني تحت لحد ما تفوق علشان بعد كدة أعرف أشخص حالتها وأعرف إن كويسة ولا لازمها المستشفى.


هز معتز رأسه بتفهم قائلا :- خلاص اتفضل إنت تحت يا دكتور معايا.


ثم وجه حديثه لتسنيم قائلا :- وانتي خليكي معاها هنا علي ما تفوق.


قال ذلك ثم هبط للأسفل بصحبة الطبيب ومراد بينما مكست لمار وتسنيم وباقي النسوة الي جوارها.


كان يقف بعصبية شديدة وما إن رأي والده وعمه برفقة الطبيب هتف بلهفة :-

طمنوني هي كويسة دلوقتى؟


هتف مراد بهدوء:- الدكتور قال إنها اتعرضت لصدمة عصبية تاني.


شحب وجهه خشية أن تكون قد سمعت حديثه في الهاتف مع هنا.


نظر له والده بشك قائلا :- هو إنت تعرف إيه اللي حصلها؟


هز رأسه بنفي قائلا بإرتباك :- لا لا ما أعرفش.


هتف بعدم تصديق :- ماشي تفوق وهي تقولنا بنفسها.


نظر معتز للبقية قائلا :- معلش يا جماعة كان نفسي تقضوا وقت لطيف عندنا بس زي ما انتوا شايفين.


هتف عمر بضيق :- ما تقولش كدة دي بنتنا بردو.

أردف سليم مؤكدا:- ومش هنمشي إلا لما نطمن عليها.


جلس فارس بضياع وهو يعلم إنه السبب فلا بد وإنها سمعته. قبض علي العصا الطبي بسرعة فهو تسبب في ألمها مرة أخري.

( بقلم زكية محمد )ابتسم بشرود وهو يتذكر شجارها معه وقت الحادث وشكلها حينما تغضب أو تخجل توترها وخجلها الذائد الذي بات يتوق لرؤياه دائما حينما يلقي عليها كلمات الغزل خاصته.


نظر سليم الصغير له بدهشة وسرعان ما مال ناحية أذنه وهتف بخفوت :- مالك إنت كمان هي الصدمة كبيرة لدرجة مخلياك تبتسم كدة.


انتبه له قائلا :- ها بتقول إيه؟


هتف بسخرية:- بقولك أقفل بقك لأحسن يحسبوك فرحان فيها.


عاد إلي طبيعته محمحما بخفوت ثم نظر أمامه.


بالأعلى رمشت بعينيها قبل أن تفتحها تأوهت بخفوت عندما حاولت الاعتدال فانتبهوا لها    واسرعت والدتها ناحيتها قائلة :- براحة يا حبيبتي علي مهلك. حاسة بإيه دلوقتي؟


ودت لو تلقي بنفسها داخل أحضانها وتصرخ وتخبرها بأنها تشعر بآلاف الطعنات في قلبها

ولكنها هتفت بهدوء:- كويسة يا ماما متقلقيش.


سألتها مجددا:- طيب إيه اللي حصلك وخلاكي تقعي؟

أغلقت عينيها بوجع ثم نظرت لوالدتها بإبتسامة باهتة قائلة :- مفيش دخت شوية.


أردفت لمار بقلق :-هروح أجيب الدكتور يفحصك علشان نطمن أكتر.

قالت ذلك ثم هبطت للأسفل.


كانت تنظر أمامها بشرود وقلب مدمي مما سمعت منه من إعتراف وباتت متأكدة إنها تركض في طريق مسدود وعليها العودة منه حتي لا تتألم أكثر من ذلك.


إنتبهت لدلوف الطبيب بصحبة والدها وخالها وزوجته.

إقترب منها والدها وأردف بحنان :-

عاملة إيه يا حبيبتي دلوقتي؟


إبتسمت بخفوت قائلة:- الحمد لله يا بابا كويسة.


هتف بهدوء:- بردو نطمن مش هنخسر حاجة.


قام الطبيب بفحصها وطمئنهم عليها وكتب لها بعض الأدوية وبعد فترة غادر كما غادر البقية بعدما إطمئنوا عليها.


كان فارس يتوق لرؤيتها والاطمئنان عليها فأخبره والده إنها بخير وتحتاج للراحة فبإمكانه رؤيتها غدا.

زفر بضيق وذهب لغرفته وهو يتمني أن يمر الليل سريعا كلمح البصر حتي يطمئن عليها.

أما مراد كان يري ان هناك أمرا وراء فقدها للوعي وعزم علي معرفته من كليهما ولكن ليس الآن.


بعد فترة نهضت بتعب وتحاملت علي نفسها وتوجهت للمرحاض واغتسلت وأرتدت    ملابس بيتية مريحة للنوم ثم خرجت وتوجهت تجلس علي المقعد المقابل للمنضدة التي تذاكر عليها .بدأت شهقاتها تعلو شيئا فشئ والتي بذلت عناءا في كبتها أمامهم.

سالت دموعها بغزارة وكم شعرت بالشفقة علي حالها وإذلال كرامتها الي ذلك الحد تحت مسمي الحب.

إبتسمت بمرار فكم من محاولة أجرتها لنسيانه وإخراجها من حساباتها ولكنها بائت بالفشل جميعا فعشقه أصبح ككرات الدم الحمراء والبيضاء التي تسير في عروقها فبات إنهاء حبه كإنهاء حياتها وانتهي الأمر.

أخرجت ذلك الدفتر الذي يشهد علي حبها وعذابها في طريقها الشائك التي تسلكه للوصول إليه، عبراتها التي سقطت فوق كل كلمة تخطها فيه والتي تعبر عن عشقها المكنون له فياليت حبه لها يسطو كما يفعل حبه الذي إستحوذ عليها بالكامل.

مسكت القلم ثم بدأت تخط بعض الكلمات تصف مدي وجعها وهي تقص تفاصيل ذلك اليوم الذي يعد أسوأ أيامها وياليته ما أتي وياليتها ما عاشته. .........


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


قبيل ذلك بقليل في فيلا عمر كانت شجن تنظف في المطبخ مع فاطمة فهتفت الأخيرة بتعجب:- متأخذنيش في السؤال يا بنتي هو إنتي إيه اللي مقعدك هنا لحد دلوقتي يعني الوقت إتأخر.


هتفت بتوتر وكذب :- أااا أصل. ....أصل خالتي جات تقعد مع امي وانتي صعبتي عليا يعني تعملي كل الشغل دة لوحدك.


ثم هتفت بمرح كي لا تشك بها :-وبعدين يعني إنتي مش طايقاني للدرجة دي يا خالتي عاوزة تخلصي مني.


هتفت بنفي:- ابدا يا بنتي بس كل الحكاية إني خايفة عليكي. علي العموم تنوريني النهاردة بدل ما بنام لوحدي.


هتفت بإرتباك :- ايوة ايوة يا خالتي إن شاء الله بس نخلص شغل البيت الأول.


صمتت قليلا ثم هتفت بتوتر وهي تتناول المنظفات قائلة:- أنا هروح انضف في الدور التاني.

قالت ذلك ثم تخطتها وصعدت للأعلى بخطي مرتبكة مما هي مقدمة علي فعله.

وصلت أمام باب غرفته وقد تعرق جبينها من فرط التوتر والخوف وقدماها أصبحت كالهلام خوفا. (بقلم زكية محمد )شجعت نفسها بكلمات قائلة :- يلا يا شجن ادخلي ودوري علي المسدس وخديه واهربي.


قالت ذلك ثم فتحت الباب ودلفت ووقفت بمنتصف الغرفة حائرة من أين تبدأ.


أستقر بصرها على الكمود فاسرعت ناحيته وبحثت من هنا وهناك ولكن دون جدوى ثم توجهت لأدراج طاولة الزينة الخاصة به ولكنها أيضا لم تجده فأمتلكها اليأس فهتفت بتشجيع :- يلا يا شجن خلصي علشان أمك.


توجهت تبحث في خزينة ملابسه وأخذت تبحث بجنون غافلة عن ذلك الذي يقف عند الباب   والذي بلحظة قام بإلقاء المسدس الخاص بعمله ناحيتها حتي وصل لأقدامها وهتف بجمود :-

أهو اللي بتدوري عليه متتعبيش نفسك. .......

الفصل الحادي عشر


السقوط من أعلي قمة أفضل بكثير من وضعها ذاك.

إرتجف كامل بدنها عندما رفعت أنظارها نحوه ووجدته أمامها بهيئته الطاغية ولأول مرة تري الغضب والحقد في عينيه فتمتمت بداخلها إنها النهاية.

وتساءلت كيف علم بما تبحث عنه فقدمه لها دون مجهود يذكر.

طال الصمت وعلت الأنفاس المذعورة والغاضبة. تقدم منها ببطئ مهلك لأعصابها حتي وصل أمامها مباشرة. نظرت هي لأعلي نظرا لطول قامته بأعين مذعورة كقطة تخاف من صائدها.

فجأة وبدون مقدمات صفعها بقوة، بغل، بحقد عليها وعلي أمثالها صرخت بقوة علي أثرها حتي نزفت من أنفها.

جذبها بقوة من حجابها مشددا علي شعرها قائلا بكره وصوت قوي كالرعد :- لو فاكرة إنك ممكن تستغفليني تبقي غلطانة وغبية. لسة ما اتخلقش اللي يضحك علي إياد سامعة ؟


هزت رأسها بخوف من منظره دون أن تنطق بكلمة وشعرت بالجفاف في حلقها وتقطع أنفاسها مما يحدث وسيحدث.


مال علي الأرضية وإلتقط مسدسه ودسه في بنطاله ثم جذبها خلفه للأسفل بقوة وهي تصرخ خلفه تترجاه أن يتركها ولكنه كان كالاصم غضبه فقط من يوجهه حاولت أن تحرر زراعها من قبضته قائلة ببكاء لأول مرة :- سيبني هتوديني فين حرام عليك والله آسفة غصب عني. ...غصب عني.


صفعها مجددا فخرت أرضا فهتف بفحيح :-

حرام عليا تؤ تؤ لسة كتير علي حرام عليا دي.

خرجت فاطمة علي صراخ شجن وما إن رأتها تراجعت للخلف بشهقة مصدومة مما يحدث.


بنفس الوقت دلف عمر والبقية عودة من عند مراد وفرغوا أفواههم صدمة عندما رأوا إياد ممسكا بتلك الفتاة التي تعمل لديهم يعنفها.


هتف عمر بصدمة وصرامة :- إياد بتعمل ايه ؟ إيه اللي بيحصل ده؟


هتف بغضب وهو يشدد قبضته علي زراعها :-

الحقيرة دي بتستغفلنا وعاملة فيها الغلبانة اللي بتجري علي أكل عيشها بتجسس عليا وعلي شغلي عاوزة تدمرني بنت ال *****

وتنهي مستقبلي. عاوزة تاخد سلاحي وتهرب. دة غير ملفات القضايا اللي ماسكها كانت بتسربها الهانم .


الصدمة كانت علي أوجه الجميع عندما أنهي كلامه.

تحدث عمر :- يعني إيه؟ دي جاسوسة!


هز رأسه بموافقة قائلا :- أيوة يا بابا أخوها الذبالة باعتها وهي زي الغبية مش فاكراني هكشفها لا يا هانم أنا دا كاشفك من أول يوم.


بدت الصدمة على محياها فأكمل بسخرية:-

ايوة كدبتك بتاعة أمك اللي عيانة وانكم من حي بولاق وانتي أصلا من اسكندرية وأبوكي تاجر مخدرات قد الدنيا وأخوكي مخيتلفش عنه كتير ويا تري إنتي بيسرحوكي في شقق.


صاحت بغضب :- أخرس ما تقولش عليا ولا علي أبويا الله يرحمه كدة أنا أبويا أحسن منك.


صفق بيديه قائلا :- واو شو هايل وايه كمان كملي.

ثم أكمل بوعيد :- دا أنا هسجنك وأوديكي ورا عين الشمس وكله بالصوت والصورة زي ما عملت مع البيه أخوكي.


إتسعت عينيها ذهولا فأكمل بتوضيح ساخر:-

اخص عليا هو أنا ما قولتلكيش إني زارع في أوضتي كاميرات وإن كل حاجة كنتي بتعمليها متسجلة صوت وصورة.

بس انتو بقي هبل أوي أنا كنت عامل حسابي كنت ببدلها بملفات تانية وكنت بحطها بإيدي لسيادتك شوفتي بقي قد إيه إنك غبية إنتي وأخوكي وإنك كنتي زي العروسة المارينوت بحركك علي مزاجي.


هتفت بقهر:- أنا عملت كدة علشان امي والله هيموتها حرام عليك.


صاح بغضب :- لسة هتكدبي تاني؟


هزت رأسها قائلة بسرعة :- لا والله ما بكدب.


ثم توجهت لسجود وحاولت تقبيل يدها فسحبتها الاخري مسرعة قائلة :- أبوس إيدك يا ست هانم أمي هتروح مني والله ما بكدب.


نظر لها بتشفي قائلا :- إيه هتكدبي عليها تاني زي ما عملتي أول مرة؟


صرخت بقهر قائلة :- حرام عليكم امي هتموت هيقتلها لو معملتش كدة بالله عليك ما تعملش كدة ما تسجنيش.


أردف بسخرية :- لا هوديكي الملاهي إنتي بتستعبطي.


هتفت سجود بهدوء :- براحة يا إياد مش كدة دي مهما كانت بنت بردو.


هز رأسه بسخرية قائلا :- جمدي قلبك يا ماما هتخيل عليكي شوية السهتنة دي ولا الدم بيحن زي ما بيقولوا.


تطلعوا له بعدم فهم فأكمل بسخرية:-

اه نسيت أقولك إن الهانم تبقي بنت ناصر محمود اللي هو أخوكي.


إتسعت عينيها ذهولا قائلة:- إيه؟ بنت ناصر يعني دي. ..دي بنت أخويا.


اومأ بكره قائلا :-ايوا بنت ناصر اللي ياما ضربك وهانك وذلك.


كانت شجن تنظر للموقف بعدم إستيعاب وفهم ولكنها لم تعطي للأمر أهمية فقد ظنته يهذي فوالدتها الآن شغلها الشاغل.


تقدمت منه قائلة بتوسل وبكاء لأول مرة فلتفعل اي شيء من أجل إنقاذ والدتها :- أبوس إيدك هعمل اللي إنت عاوزه بس أمي إنقذ أمي الأول هيموتها صدقني أمي مشلولة وهو قالي لو معملتيش كدة هيموتها وحياة أغلي حاجة عندك لو عرف حاجة انكشفت هيموتها. ..بالله عليكم أمي والله مش علشاني أنا استاهل كل حاجة بس هي لا. ..لا.


شعرت سجود بأن التاريخ يعيد نفسه ولكن بإختلاف الظروف. أهذه من تقف أمامها تكون ابنه أخيها ابنة ناصر الذي باعها ولم يسأل عنها مجددا؟

وها هو القدر ابنته تتعرض لنفس الإهانة التي تعرضت لها بل ممكن أكثر . نظرت لها بإشفاق (بقلم زكية محمد)وأدمعت عينيها فقد رأت نفسها فيها لإنها عانت ما عانته ولكنها لن تتركها تعيش ما عاشته فلا بد وأن تسحبها من ذلك القاع وان تكون متسامحة معها كما فعلت خديجة. نعم نعم ستساعدها ولن تتركها ووالدتها أبدا.


هتفت بهدوء أخيرا :- إياد سيب البنت.


نظر لها بعدم تصديق قائلا :- نعم؟ أسيب إيه؟ دي مجرمة عاوزاني أسيب واحدة زي دي هنا؟ ماما حطي طيبتك دي علي جنب وأنا هعرف أتصرف مع الأشكال دي كويس.


هتفت رحمة بعدم تصديق :- يعني. ..إحنا معانا خال ودي بنت خالي. .


صرخ فيها بحدة قائلا :- بس إنتي التانية إياكي اسمعك بتقولي كدة تاني.


تدخل زياد قائلا بضيق :-إيه يا إياد ما براحة.


قال ذلك ثم حاوط رحمة بذراعيه مطمئنا إياها وهو ينظر لتلك المسكينة بإشفاق.


قبض علي رسغها بقوة قائلا بفحيح :- قدامي يلا.


قال ذلك ثم سحبها خلفه أما هي أخذت تتلوي وتشبثت قدميها أرضا وهي تصرخ قائلة :-

لا لا سيبني أرجوك أمي هتموت بالله عليك أمي هتروح مني. ..ربنا يخليك. ..يا ناس حرام عليكم والله. .....


إلتصقت قدميه أرضا علي إثر صياح والده العالي قائلا :- إياد استني. .


توقف ممتثلا لأوامر والده وإلتف ليكون بمواجهته.


تقدم عمر منه قائلا بهدوء:- سيب البنت. ...


نظر له بصدمة هو الآخر قائلا :- إيه. ؟


هتف بجمود :-اللي سمعته.


هتف بحدة :-بابا دي كانت هتضيع مستقبلي.


صاح بغضب:- هتعلي صوتك عليا وتكسر كلامي.


جز علي أسنانه بعنف قائلا بغضب مكبوت :-العفو يا بابا بس سوري دا واجبي.


هتف بهدوء:- طيب ممكن تسمع كلامي وتسيبها هي مش هتروح حتة.


زفر بضيق ثم إنصاع لأوامر والده وهو ينظر لها بكره.


نظر لها بحنان أبوي قائلا بهدوء:- تعالي يا بنتي هتكلم معاكي شوية.


نظرت له بأعين دامعة وهتفت بضعف :- وهتنقذ أمي؟


هز رأسه بموافقة قائلا :- ماشي.


أومأت بخفوت وتبعته للداخل فطلب منها أن تجلس فأذعنت لطلبه علي إستحياء وتبعه البقية بفضول.


نظر لها بهدوء قائلا :' عاوزك تحكي عملتي كدة ليه؟ ولصالح مين احكي كل حاجة.


قصت عليه مخطط أخيها بصدق وخذي من فعلتها. وبعد أن انتهت هتفت بصدق:-

بس والله غصب عني أنا مكنتش عاوزة أعمل كدة بس هو هددني بأمي بالله عليك أنا عاوزة أروحلها واطمن عليها وبعدين اعملو اللي عاوزينه فيا اسجنوني موتوني بس أشوفها وأطمن عليها الأول. ...


قاطعهم صوت رنين هاتفها أخرجته بحذر وما إن رأت إسم المتصل هوي قلبها أرضا ففتحت المكالمة ووضعته بسرعة علي أذنها فإستمعت لصراخها الغاضب :- بقي يا بنت ال**** تخليهم يقبضوا علي الواد طيب اقري الفاتحة لأمك وقريب أوي هخليكي تحصليها أنا قتلتها خلاص مش هتلحقيها. ....


شحب لونها وسقط الهاتف من يدها وهي تحاول إستيعاب إنها فقدت والدتها ولكن عقلها أبي ذلك واستقبل الصدمة بدوار شديد جاذبا إياها بداخل دوامة عميقة مظلمة تمقتها فإستسلمت لها بإرادتها.


جذبها زياد قبل أن تسقط أرضا بينما شهق البقية صدمة عدا هو الذي أردف بسخرية :-

انتوا هيخيل عليكم شغل التلات ورقات دة؟


صرخ زياد فيه :- البنت متلجة وما بتنطقش. الحق يا بابا.


هتف عمر بسرعة:- شيلها اوضة الضيوف علي ما إتصل بدكتور. ............


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


إرتدت ملابسها بسرعة ثم أخذت متعلقاتها ونزلت للأسفل بحذر شديد فقابلت والدتها التي سرعان ما ابتسمت لها قائلة :- صباح الخير يا بيبة عاملة إيه دلوقتي يا حبيبتي؟


بادلتها الإبتسامة قائلة :- الحمد لله يا ماما كويسة اطمني.


هتفت بتعجب:- علي فين بدري كدة؟


أجابتها بهدوء حذر:- علي الكلية وبعدين المستشفى عندي تدريب مهم.


أردفت بتساؤل :- وبدري كدة ليه؟


هتفت بتذمر :- إيمان برة مستنياني.


ومتمشيش مع فارس ليه؟


هتفت بهجوم:- أنا مش صغيرة وهو مش واصي عليا.


تعجبت من هجومها الضاري ذاك فهتفت:- مش حكاية كدة يعني إنتي مش عارفة أنا خايفة عليكي يا بنتي بعد اللي حصل.


أغلقت عينيها بقوة ثم أردفت بهدوء:- متقلقيش مش هتأخر وهاجي بدري. وبعدين فارس رجله مكسورة يعني مش هينفع يروح حتة دلوقتي يلا سلام علشان إيمان برة.


قالت ذلك ثم غادرت بسرعة وهي تزفر بضيق.

صعدت للسيارة وأغلقت الباب بعنف فهتفت إيمان بمزاح:- يا ستير يا رب طيب ذنب الباب إيه بس؟


صرخت بعصبية شديدة :- بقولك إيه امشي وانتي ساكتة.


أومأت بصمت وقادت السيارة بدهشة من تحولها وسرعان ما صدمت حينما نظرت لها من خلال المرآة (بقلم زكية محمد )ورأت دموعها تتساقط بغزارة وهي تقوم بمسحها بيدها بعنف وكلما تساقطت تعيد الكرة حتي صرخت قائلة وكأنها شخص تحدثه:-بس بقي كفاية.


قلقت إيمان عليها وأسرعت قليلا حتي تصل بها الي إحدي الأماكن العامة أولا لترى ما بها.


خرج من غرفته برفقة والدته يستند عليها فسألها بلهفة :- حبيبة صحيت؟


هزت رأسها بموافقة وهي تقول :- اه صحيت وراحت الجامعة كمان.

.تجمد مكانه مصدوما مما سمع كيف لها أن تذهب بدونه حتي وإن كانت حالته لا تسمح بالذهاب فلتمكث إلي جواره.

جز علي أسنانه بغيظ متوعدا لها بداخله وانتظر عودتها علي أحر من الجمر. ...


كانت تستند علي كتف صديقتها وهي علي حالتها تبكي بصمت وتشهق بعنف والاخري تمسد علي ظهرها بحنان وتكاد تجن تريد أن تعرف ما بها ولكنها صامتة لا تتحدث فقط دموعها تتحدث نيابة عنها.


بعد فترة هدأت تدريجيا وهي تنظر أمامها بصمت وشرود.


هتفت إيمان بهدوء:- ها أحسن دلوقتي؟


هزت رأسها بموافقة فأردفت الأخري بحذر :- مالك؟ ليه العياط دة كله؟


وحينما لم تحصل منها علي إجابة هتفت بهدوء :- خلاص براحتك وقت ما تحسي إنك عاوزة تحكي هسمعك.


خرجت من بين زراعيها ونظرت لها بأعين منتفخة من البكاء قائلة بصوت متحشرج :- يلا نروح المستشفى مش عاوزة أروح الكلية.


أومأت لها بموافقة ثم مسكتها من يدها كطفل ضائع وسط الزحام وتوجهت بها نحو السيارة لتنفذ لها ما تريد.


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


فتحت عينيها بوهن وأخذت تتطلع حولها بعدم معرفة وما إن لاحت تلك المحادثة في أذنها مرة أخري حتي صرخت بصوتها العالي :- أمااااااا. ......


إنتفضت سجود ورحمة اللتان كانا الي جوارها.

حاولت سجود تكتيفها إلا إنها كانت كالمجنونة ترفس بيديها وقدميها من هنا وهناك وتصرخ عاليا :- أمي راحت مني امي ماتت لا. ...لا قتلتها. ...قتلتها. ..


هتفت سجود بدموع :- لا يا حبيبتي ماما كويسة والله كويسة بس هي في المستشفى أنقذوها علي آخر لحظة بعد ما عملولها غسيل معدة علشان اتسممت.


إلا إنها هزت رأسها بعنف قائلة ببكاء:- لا. ..لا إنتي بتكدبي عليا أنا عارفة هي قتلتها أنا عاوزة أمي سيبوني أروحلها. ..


قالت ذلك ثم إبتعدت عنها بعنف ونهضت وهي تسير بترنح بعد إصابتها بالإنهيار البارحة.


خرجن خلفها وهن يحاولن أن يمسكوا بها ولكنها كانت أقوي بكثير وكانت النجدة عمر الذي قام بتكتيفها بقوة وهي تصرخ بفزع :- عاوزة أمي سيبوني سيبوني حرام عليكم انتوا السبب انتو. ...


هتف بغضب:-ممكن تسكتي وتبطلي جنان أمك عايشة ما متتش. .


نظرت له بتوسل بأن لا يكون كاذبا فاردف بهدوء:- أيوة عايشة البوليس اللي قبض علي أخوكي لاقوها في الشقة وودوها المستشفى وهي كويسة.


هدأت قليلا وهتفت بخفوت :- طيب عاوزة أشوفها بالله عليك.


هتف بهدوء:- ماشي شوية كدة علشان التحقيقات والطب الشرعي وهاخدك عندها يلا روحي افطري وخدي الدوا بتاعك واجهزي .


هتفت بنفي:- لا أنا عاوزة أشوف امي.


هتف بتهديد لإستمالتها :- لا مش هاخدك غير لما تعملي اللي قولتلك عليه.


هتفت بصراخ :- أنا عاوزة امشي من هنا ملكوش دعوة بيا .


- مش قولتلك يا بابا خير تعمل شر تلقي وخصوصا مع الأشكال دي.


ما إن رأته لمعت عينيها بشراسة وبلحظة كانت أمامه وأخذت تضربه بقوة علي صدره صارخة:- إنت السبب أنا بكرهك رجعلي أمي إنت السبب خلتها ماتت إنت.


مسك يديها بقبضتيه ضاغطا عليها بقوة ثم صرخ فيها بغضب قائلا :- اخرسي يا بت إنتي لأحسن أساويكي بالأرض.


قال ذلك ثم دفشها بقوة من أمامه متوجها للخارج لمتابعة القضية. ..


أما هي جلست أرضا بإستسلام والدموع متحجرة في عينيها ثم همست بخفوت :- تعالي خديني يا أما انا خايفة أوي.


تقدم منها عمر وجلس قبالتها ثم مد أطراف أصابعه رافعا وجهها إليه قائلا بحنان أبوي:- يلا قومي علشان تشوفي والدتك.

ثم أردف بغيظ:- طالما دماغك ناشفة وحجر.


هتفت بلهفة وهي تتغاضي عن كلماته الأخيرة :- بجد؟ يعني هي عايشة صحيح مش بتكدبوا عليا؟


هز رأسه بنفي وابتسم مطمئنا إياها :- لا هي عايشة ويلا قومي هاخدك دلوقتي....سجود. ..رحمة. ..


قالها بصوت عال فأتين فهتف :- خدوا. ......


صمت قليلا لعدم معرفته إسمها فهتفت رحمة :- شجن يا بابا اسمها شجن.


أومأ بتفهم ثم هتف :- خدوا شجن وخلوها تجهز علشان تشوف والدتها. .


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


في فيلا الداغر كان سليم قد انتهي من إرتداء ملابسه ونزل للأسفل فقابل ورد فهتف باحترام :- صباح الخير يا مرات عمي.


بادلته إبتسامة عزباء قائلة :- صباح الخير يا حبيبي.

هتف بتساؤل :- أومال فين حمزة؟


هتفت بضحك :- أكيد نايم زي عوايده.


هتف بضيق :- مش هيتغير أبدا.


ضحكت بخفوت قائلة هروح أشوفه. ..


وما كادت أن تخطو خطوة للأمام حتي رأوا همس تركض ناحيتهم ودموعها تسبقها فدب الخوف والقلق قلوبهم.


أسرع سليم إليها وهتف بقلق :- مالك فيه إيه؟

أردفت بدموع وصوت متقطع:- حمزة. ...حمزة سخن أوي يا سليم.


هتفت ورد بفزع :- ابني. .قالت ذلك ثم صعدت الأعلي وتبعها سليم وهمس.


فتحت الباب بعنف ثم إقتربت منه ووضعت يدها علي جبينه فصرخت بخوف :- دة سخن أوي يا حبيبي يا ابني. .


هاتف سليم الطبيب علي الفور ثم نزل للأسفل وجهز له حقنة خافضة للحرارة بينما جلبت ورد المياه الباردة ومنشفة نظيفة وقامت بغمسها في المياه ثم عصرتها جيدا ووضعتها علي جبينه ....

قام سليم بإعطاءه الحقنة ثم هتف :- متقلقيش يا مرات عمي إن شاء الله هيبقى كويس.


أتي الطبيب بعد ذلك وقام بفحصه وأخبرهم بأنه تعرض لنزلة زكام شديدة وكتب لهم بعض الأدوية علي ان يلتزم بأخذها مع تناول طعام صحي ورحل ....


بعد فترة فتح عينيه بإعياء ونظر حوله وجد الجميع يحاوطه والي جواره والدته فإبتسم لها بوهن فقبلت كفه قائلة :- ألف بعد الشر عليك يا حبيبي.


تحدث بوهن:- الله يسلمك يا ماما.


هتف سليم بمرح :- بقي شوية سخونية يعملوا فيك كدة ما تنشف شوية .شد حيلك ما تفتكرش إنك هربت من الشغل.


أردف بغيظ:- حد ياخد الواد دة من هنا.


ضحك الجميع عليه فهتفت ندي قائلة :- سيب حمزة في حاله يا سليم.


هتف يوسف بتذكر :- أكيد دور البرد دة بسبب قميصك اللي كان مبلول امبارح وانت مغيرتهوش. صحيح إيه اللي بلك بالشكل دة؟


أردف بكذب :- أاابدا كنت بشرب والكوباية وقعت من غير قصد.


هز الجميع رؤسهم بعدم تصديق ولكن لم يعطوا للسبب أهمية فالاهم إنه بخير.


نظر لشقيقته الدامعة الأعين قائلا :- وانتي بطلي عياط وعلي جامعتك يلا أنا كويس.


هتفت بدموع :- لا أنا هقعد معاك.


هتف بضيق :- يا بنتي ما تتعبنيش معاكي ماما هنا وكمان مرات عمي.


هتف سليم الكبير :- يلا علي جامعتك يا همس.


نظرت لسليم الصغير بترقب الذي أردف بغيظ مكتوم :- أنا هوصلها يا عمي في طريقي يلا.


بعد فترة توقف بها أمام مبنى الجامعة فكادت أن تخرج إلا إنه هتف بجمود:-

لما تخلصي في حرس هتيجي معاهم ما أنا مش ضامنك الصراحة.


نظرت له بقهر ثم نزلت مسرعة وأغلقت الباب بعنف ودلفت للداخل وهي تجاهد أن لا تدع دموعها تسقط أمام المارة. ....


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


بعد إنتهاء التحقيقات دلفت الغرفة بقلب ملتاع لا تصدق ما قالوه لها حتي رأتها أمام عينيها فإبتسمت بدموع وأسرعت تركض تجاهها واحتضنتها وبكت كما لم تبكي من قبل.


هتفت ببكاء :- قومي يا أما ماتسبنيش لوحدي فوقي بالله عليكي أنا مليش غيرك. فتحي عنيكي يلا طمنيني ما تسبنيش كدة.


تدخلت سجود التي ربتت علي كتفها قائلة بدموع مهددة بالنزول:- اهدي يا حبيبتي هي نايمة من أثر البنج وهتفوق كمان شوية.


نظرت لها بتوسل قائلة :- بجد؟ هتفوق؟


إبتسمت إبتسامة باهتة وهي تقول :- اه يا حبيبتي يلا اقعدي ارتاحي علي ما تفوق. جلست على المقعد المجاور لوالدتها وهي تمسك يدها بقوة.

جلست سجود إلي جوارها وأخذت تتطلع لها بعيون زائغة ولا تصدق أهذه آيه من تقبع أمامها؟ أتزوجت أخيها وانجبت ابنه منه؟ وكم مر العمر سريعا دون أن نشعر به.


بعد فترة استيقظت آية بعد أن انتهي مفعول المخدر فأسرعت شجن تلقي برأسها علي صدر والدتها(بقلم زكية محمد) وهي تهتف بسعادة :- الحمد لله أما إنتي كويسة صح؟


إبتعدت عنها قليلا ونظرت لها فهزت الاخري رأسها بنعم فأدمعت عيني شجن وإلتقطت كف والدتها وأخذت تقبله مرارا وتكرارا قائلة بإرتياح :- الحمد لله يا أما إنك معايا.


رفعت يدها السليمة بصعوبة ووضعتها علي ظهر ابنتها وهي تربت عليه بحنان وعيناها قد أغرورقت بالدموع.


نهضت سجود وتقدمت ناحيتهم ثم هتفت بحنين :- حمدا لله على سلامتك يا آيه.


نظرت لها وسرعان ما إتسعت عينيها ذهولا من وقوفها أمامها صديقة عمرها الذي حرمها منها الزمن والظروف من الوصول إليها.


زرفت الدموع تعبيرا عن إشتياقها وأسفها فأحتضنتها الاخري وأجهشتا في البكاء تحت ذهول شجن التي لا تفقه شئ.


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


في قسم الشرطة كان واقفا ينظر له بإذدراء قائلا :- هه بقي إنت فاكر إنك ممكن توقعني إنت وأختك الهبلة دي؟ طيب يا راجل كنت شوفتلك خطة تانية أصل دي مكشوفة أوي.


جز علي أسنانه بغيظ فضحك إياد قائلا ببسمة مستفزة:- شوفت أديك شرفت السجن يا حلو مبروك عليك.

ثم صاح بصوت عال :- يا إسماعيل.


دلف الشاويش سريعا فهتف بحدة:- خد المتهم علي الحجز علي ما يتعرض علي النيابة.


نفذ ما قاله فسحبه للخارج فأخذ يرمقه الأخير بنظرات غاضبة حانقة .


زفر بضيق ثم جلس علي مكتبه فدلف طارق وجلس قبالته قائلا :- ها عملت إيه؟


أردف بهدوء:- عملتله المحضر وخدت أقواله وهنستني لما يتعرض علي النيابة.


هتف بحذر :- والبنت؟


هتف بغيظ:- متلقحة عندنا وبابا خدها المستشفى تشوف والدتها بعد ما اتعرضت لمحاولة تسمم.


ضحك قائلا بمرح :- متلقحة! إيه القسوة دي يا ابني.


أردف بحنق :- أومال عاوزني أطبطب عليها دي كانت هتحبسني وتعرضني لمحاكمة عسكرية إنت مستوعب. لو ما أخدتش بالي منها من الأول كنت روحت في داهية.


هتف بهدوء :- الحمد لله إنها جات علي قد كدة. قدر ولطف.


أردف بسخرية :- تصدق بعد دة كله تطلع بنت خالي والمجرم دة كمان.


نظر له بصدمة قائلا :- يا راجل ! إزاي دة؟


أجابه بسخرية :- زي الناس كل اللي مخوفني بابا لأحسن يجيبها تقعد معانا تبقي مصيبة يا أنا يا هي في البيت.


هتف بهدوء:- طيب اهدي المواضيع ما تتخدش قفش كدة. هتقف قصاد أبوك يعني؟


هتف بغيظ :- لا طبعا. بس لو عمل اللي في دماغي إحتمال ابات عندك.


قهقه عاليا وهو يقول :- للدرجة دي الموضوع ميؤس منه.


أومأ بتأكيد :- أوي أوي إنت ما تتخيلش قد إيه بكرهها وبكون عاوز أخنقها وأرتاح منها.


أردف بمرح :- ما محبة بعد عداوة.


هتف بتهكم:- مع دي ما أعتقدش وفكك وغير الموضوع بلاها حرقة دم.


أردف بتعجب :- طيب مش المفروض تكون محبوسة بما إنها متهمة؟


أردف بغيظ شديد :- ما دة اللي هيشلني. بابا طلعها من القضية زي الشعرة من العجينة.


هتف بتعجب :- إزاي؟


أردف بغضب مكتوم :- خلاها شاهد ملك وقلب اللعبة وقال انها متفقة معايا من البداية إننا نوقع أخوها.


أردف بإعجاب:- لا أبوك دماغه عنب ما شاء الله عليه. بس أكيد عمل كدة علشان متأكد إنها مظلومة هي قالت علي حسب ما قلت إنت إنها عملت دة غصب عنها وأخوها هددها مش كدة


أردف بعدم إكتراث :- تغور في داهية دي مش قضيتي أنا كل اللي يهمني إنها متقعدتش معانا فى البيت وأنا وراها لحد ما أطفشها.


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


في فترة الإستراحة كانت همس تجلس الي جوار رحمة بعد أن قصت عليها ما حدث عندهم البارحة.


هتفت همس بحزن:- يااااه كل دة حصل؟ ربنا يكون في عونها. صعبت عليا أوي وأخوكي دة كمان إيه غلطان الصراحة.


أردفت بهدوء :- ما هو عنده حق اممم نص حق الصراحة ما هي كمان كانت هتأذيه في شغله.


هزت رأسها بتفهم قائلة :- أيوا بس هي عملت كدة تحت ضغط يعني غصب عنها. المهم أخبارها إيه وأخبار مامتها إيه؟


أردفت بحزن:- يعني نوعا ما كويسة ومامتها مش عارفة حالتها إيه لما أروح هخلي زياد ياخدني هناك ونشوفهم في المستشفي.


أردفت بعبوس:- حتي أنا عاوزة أتصل بحمزة اطمن عليه واشوف حرارته نزلت ولا لسة.


تنبهت حواسها فهتفت بحذر :- ليه ماله دة كمان؟


أردفت بغيظ من نبرتها الجامدة :- روحت أصحيه الصبح علشان يروح   شغله لقيته مولع نار وطلبناله دكتور يوسف قال إن قميصه كان مبلول امبارح عند أنكل مراد كله من عمايلك.


عضت علي شفتيها بخزي من فعلتها وهتفت بتذمر:- يوووه ما هو اللي استفذني.


هتفت بغيظ :- خفي على الواد شوية مش قدك هو.


هتفت بإستنكار :- نعم؟ لا يا حبيبتي خليه هو يخف قلة أدب ويبعد من سكتي بدل ما عامل زي عفريت العلبة يطلعلي في كل حتة.


وكزتها بقوة في زراعها قائلة بغيظ:- يا باردة دة بدل ما تقوليلي هاتي رقمه اطمن عليه.


صاحت بإستنكار قائلة :- اعمل إيه؟ أخد رقم مين يا عنيا أنسي هبقي اتصل  عليكي بالليل واشوف حالته منك.


أردفت بذهول :- يعني مثلا ضميرك ما بيأنبكيش يقولك اعتزريله أو قوليلك أي كلمة ما انتي سبب في الآخر إنه ياخد برد.


هتفت ببرود :- لا الحمد لله ضميري مرتاح علشان أنا مغلطتش.


هتفت بضيق وهي تركض خلفها :- امشي يا بت من هنا امشي جاتك نيلة. ..


تعالت ضحكات الاخري عليها وقد نجحت في إثارة غضبها. ....


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


بحلول الثالثة عصرا كان يقف في حديقة الفيلا بإنتظارها وداخله يغلي غضبا فهي منذ الصباح لا تجيب علي إتصالاته ورسائله وكأنها تتجاهله عمدا.

ود لو تكون أمامه حتي يبرحها ضربا كي يشفي غليله وغيظه منها.


لمعت عينيه بالغضب حينما رآها آتيه .توجه ناحيتها فشهقت بفزع حينما    ظهر أمامها فجأة، أما هو لم يدع لها الفرصة إذ سحبها خلفه سيره بحذر دون أن ينبت بكلمة. أما هي كانت تحاول (بقلم زكية محمد )تحرير رسغها من قبضته فهتفت بحدة :- سيب إيدي إنت ساحبني بالطريقة دي كدة ليه؟


وصل بها لمكانهما المعتاد فترك يدها وهو يحاول أن يضبط وتيرة إنفعالاته   وهو يصك علي أسنانه بقوة ويطالعها بنظرات دبت الخوف بداخلها.


هتفت بحذر :- في إيه؟


نظر لها بغيظ قائلا :- بقي مش عارفة في إيه؟


هتفت ببرود :- لا ما اعرفش وعن اذنك بقي عاوزة أطلع أوضتي.


صاح بغضب عندما وجدها ستسدير لترحل :- استني عندك.


نظرت له قائلة بجمود :- نعم عاوز إيه؟


هتف بغضب وود لو يخنقها من برودها ذاك :- عاوز اتكلم معاكي.


هتفت بنفس الجمود :- إتفضل سمعاك.


صرخ بإنفعال :- إنتي باردة كدة ليه؟


هتفت بسماجة :- وانت متعصب كدة ليه؟


أردف بغضب :- حبيبة اتعدلي معايا احسنلك وإلا. ........


قاطعته قائلة :- وإلا إيه يا دكتور؟


زفر بضيق قائلا بهدوء مصطنع :- ممكن اعرف سيادتك مبتروديش عليا ليه من الصبح.


أردفت بهدوء :- أبدا كان معايا محاضرات وبعدين روحت التدريب ومبصتش في الفون.


هتف بعدم إقتناع :- اممم ممكن أعرف مالك؟ قالبالي الوش الخشب ليه؟ بتتجاهليني ليه؟


نفت بكذب :- أنا ما بتجاهلش حد ووشي كدة خلقة ربنا. أردف بغيظ :- يا ستير علي تقل دمك النهاردة.


أردفت بغيظ:- مش ملاحظ إنك عمال تغلط فيا من الصبح وأنا ساكتالك؟


هتف بسخرية :- هتعملي إيه يعني؟


أجابته بتحدي :- هكسرلك رجلك التانية.


ضحك عاليا وهو يقول وأنظاره مسلطة عليها :- وأهون عليكي يا بيبة. اخص عليكي.


هتفت بتوتر:- إنت. ..إنت اللي استفذيتني .


إقترب منها قليلا قائلا بخبث :- لا مليش حق. ازاي اعمل كدة.


تراجعت خطوات للخلف قائلة بخجل :- إيه في إيه؟


ضحك عاليا وهو يقول :- إيه إنتي؟ انا بس بطمن علي محصول الفراولة وبشوف أمتي هيتقطف.


ترجت الحمرة إلي وجنتيها كالعادة وكما يحب فهتفت بغيظ:- وعلي فكرة بقي أنا عاوزة ألغي الخطوبة دي إنت مش ملزم تتقيد بيا أنا بعفيك من أي مسؤلية.


أظلمت عينيه وهتف بفحيح :- نعم بتقولي إيه؟ عيدي تاني ما سمعتش.


هتفت ببعض الخوف :- ببقولك أنا. ...أنا عاوزة ألغي الخطوبة و. ....


صرخ فيها بغضب أخافها :- لو سمعتك بتقولي كدة هقطعلك لسانك الحلو دة اللي عمالة تتحديني بيه سامعة؟ مسمعكيش بتقولي الهبل دا تاني. مش بمزاجك هو.


أدمعت عينيها خوفا من هيئته والتي تراها لثاني مرة وهتفت بحزن :- حرام عليك بلاش تتعبني أكتر من كدة أنا بعفيك أي إرتباط وروح للي بتحبها.


أغلق عينيه بعنف وقد تأكد من إنها سمعت ما قاله البارحة فهتف بخبث :- يعني مش هتضايفي لو روحتلها؟


هزت رأسها بنفي وقالت بكذب ووجع :- لا إنت. ...انت أخويا وأنا مش عاوزة غير سعادتك.


ابتسم لكلماتها تلك قائلا بتلاعب :- وأنا بردو مش هسيب أختي في ظروف زي دي لازم نكمل للآخر.


هتفت بوجع :- بس أنا مش عاوزة قول لبابا إنك عاوز تلغي الخطوبة.


إغتاظ من تصميمها علي رأيها فسحبها من يدها مجددا وتوجه بها نحو الداخل تحت نظراتها المذهولة من أفعاله .


أخذت تسرع في خطواتها حتي تتماشي مع خاصته فالبرغم من إصابته إلا إنه أسرع منها.


دلف ووجد والديه ووالديها فوقف قبالتهم قائلا :- بما انكم مجتمعين عاوز أقول حاجة يا جماعة.


نظروا له بدهشة فهتف معتز :- إتفضل يا ابني اتكلم.


إقترب من حبيبة ومسك يدها تحت خجلها الذائد قائلا بمكر :- أصل حبيبة   لسة مكلماني دلوقتي في موضوع وبعد ما إتناقشنا قررت أبلغكم بيه.


صمت قليلا وأخذ يراقب تعبيراتهم ثم إبتسم بخبث مفجرا قنبلته قائلا :- قررنا بتعجيل كتب الكتاب. ...

                  الفصل الثاني عشر من هنا


لقراة باقي الفصول الجزء الثاني من هنا


لقراة الجزء الاول كاملة من هنا 


تعليقات



<>