الحلقه التاسعه
رواية مابعد العشق
بقلم ساره مجدى
ظل جالس فى السياره أمام بوابه البيت الكبير يفكر حين يدلف إليهم ماذا يقول أو ماذا عليه
أن يفعل حتى لا يعلم أحد بما قاله عامر و أيضا كيف يظهر الصوره بشكل لائق يتقبله
الجميع ... حتى يستطيع الجلوس مع فدوى و إيصال الأمر لها بشكل مناسب حتى تستطيع
أستيعابه خاصه بعد حديث عامر الذى شعر منه أن هناك أشياء لن يخبره بها و لكن من
المحتمل أن يقولها لها ... و لها هى فقط
خرج من أفكاره على صوت هاتفه بالنغمه الخاصه بنجاة مؤكد هو لن يضع أغنيه مائعه
كشباب تلك الأيام و لكنه يضع لها موسيقى عمر خيرت ((قضيه عم أحمد ))
هو يعشق تلك المقطوعه تجعله يشعر بالسعاده و لأنها أصبحت أكثر شىء يشعره بالسعاده جعل تلك النغمه لها هى فقط
أجاب أتصالها و قبل أن يقول أى شىء
جائه صوتها القلق يقول
- فيه أيه يا كامل ؟ أنت قاعد فى العربيه بقالك كتير
أبتسم و هو يرفع عيونه ينظر إليها و هى تقف خلف نافذة صالة جناحهم الكبير. الذى يحتل جزء كبير من حديثه بيت الوريدى و قال
- مفيش يا نجاة متقلقيش ... أنا بس بفكر ... عندى مواجهه كبيره و مش عارف هتخلص على أيه
- أقصر الطرق الصراحه يا كامل ... خلى كل واحد يتحمل غلطه ... بلاش تشيل فوق طاقتك
أجابته بقوه رغم تلك النغمه الحزينه التى تغلق حروفها
كانت عيونه ثابته على ملامحها القلقه و الذى يشعر بها من موقعه ... أبتسم إبتسامه شحيحه و قال
- اوقات الصراحه بتوجع ... رغم أن الكذب مش هيحل الموضوع لكن ممكن يخفف حدة الوجع ... و لما تبقى حتى مش عارفه تلاقى كذبه ده أصعب و أصعب
صمتت تشعر بحيره قويه و القلق تحول إلى خوف و قالت
- أنا مش فاهمه حاجه ... و بدأت أخاف يا كامل
ظل صامت لثوانى ثم قال بصوت مهزوز
- متخافيش .... ان شاء الله خير
قال ذلك و هو من داخله يرتجف خوفاً ... عامر وضعه بين المطرقه و السندان و لا يعلم ماذا عليه أن يفعل
~~~~~~~~~~~~~~~~
حين دلف إلى البيت لم يجد أحد بالبهو الكبير فأخذ نفس عميق ... و توجهه مباشرهً إلى القاعه الكبيره ليجد جده يجلس هناك يقرأ فى مصحفه بهدوء
جلس أمامه ليصدق نعمان و نظر إلى حفيده الذى قال مباشرهً
- فى مشكله كبيره و مينفعش حد يعرفها و مش عارف أعمل فيها أيه
أنتبهت كل حواس نعمان لكلمات كامل الذى بدء يسرد كل ما علمه و ما قام به عامر و الكذبه الذى أخبرها لفدوى ..... وحين أنتهى
خيم الصمت عليهم لعدة ثوانى حتى قال نعمان
- أطلع لأختك و خدها ورجعها بيتها ... و خليك معاها .
شعر كامل بالغباء لثوانى حتى أكمل نعمان قائلاً
- عامر لازم يحكى لها على كل حاجه هو إللى يحكى ... و أختك تقرر
- طيب و بابا و ماما .. هنقولهم أيه ؟ ده ماما لو عرفت مش بعيد تقتلنى قبل ما أخرج بيها من باب البيت
سأله كامل بحيره ليبتسم نعمان و قال بإقرار
- أنا هتصرف معاهم ... قوم نفذ إللى قولته
ظل كامل ينظر إلى جده الذى عاد لإكمال قرأته ثم غادر القاعه لينفذ كلمات جده رغم صعوبتها
~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان الصمت هو رفيقهم الثالث منذ أكثر من ثلث ساعه ... و كعادته الهادئه ظل صامت يتابع تعابير وجه خالد التى تتحول من كل لحظه و الأخرى بين الغضب و التردد و القلق و كما توقع و كما يحدث دائماً وقف خالد ينظر إليه بغضب شديد و قال
- باين عليك دكتور فاشل
ليكمل أكرم بدلا منه
- و أنا غلطان أنى جيتلك
صمت خالد ينظر إليه ببعض الحيره ليقول أكرم بعد أن ضحك بصوت عالى
- أصل أنت مش أول حد يقولى كده و أرد و أقول أن أنت إللى جاى علشان تتكلم و أنا إللى بسمع وأتناقش معاك فى كلامك
صمت لثوانى ثم أكمل قائلاً
- أنت إللى محتاج تتكلم فى إللى مضايقك يا خالد
ظل خالد ينظر إليه بدون تعابير واضحه ثم عاد ليجلس على الأريكة و قال بعد عدة ثوانى
- أنا خايف ... بقيت حاسس أن مفيش ست أقدر أثق فيها ... لا الحب بقى ضمان و لا البيت إللى هى منه و لا
صمت ينظر إلى أكرم ببعض التوتر و التردد ليقول أكرم بهدوء
- و لا أيه يا خالد ؟
- و لا حتى الدين و الإلتزام فى اللبس
ألقى خالد باقى كلماته ... التى أثارت غضب أكرم لأقصى الحدود لكنه تمسك بمبادىء مهنته و أخلاقها و قال بهدوء
- هى الستات بس إللى بتخون يا خالد ... يعنى الخيانه صفة الستات بس ولا كمان فى رجاله بتخون
خيم الصمت لعدة ثوانى ثم قال خالد بهدوء
- أيوه فى رجاله خاينه بس الستات مفاتيح الشيطان
قطب أكرم حاجبيه بصدمه من ذلك التشبيه و لكنه لم يعلق فأكمل خالد قائلاً
- الست الأيد اليمين للشيطان ... هى السبب فى خروج آدم من الجنه و كانت السبب فى قتل قابيل لهابيل ... كانت سبب فى حروب كتير ... و كانت سبب فى أنتحار و قتل رجاله كتير لنفسهم ... كانت سبب فى سقوط حكم ... و
- بس بس
قاطعه أكرم قائلاً
- أيه ده كله ... لما الست هى إللى عملت كل ده الشيطان لزمته أيه ؟
صمت قليلاً ثم أكمل
- أولا الشيطان هو إللى وسوس لسيدنا آدم و خلاه أكل من الشجره ... و كمان هو إللى وز قابيل يقتل أخوه و كان السبب الأساسى الغيره و الحقد إللى كانوا فى قلبه ... ولو فى حد أنتحر بسبب أن ست سابته أو خانته أو أى أن كان السبب فهو إللى ضعيف و جبان مش الست السبب و بعدين هو أحنى نغلط و نحط غلطنا على شماعه أسمها الست
صمت ينظر إلى تعابير خالد الواضح عليه التفكير
- أنت عايز تقول أيه ؟
قالها خالد ببعض الغضب ليبتسم أكرم بهدوء و قال موضحاً
- عايز أقول أن الخيانه مش طبع جنس بعينه يعنى مش الستات بس إللى خاينين و لا الرجاله بس خينه الخيانه سلوك خاطىء بيعمله الرجاله أو الستات و لكل حاله فيهم بيكون فى سبب و طبعاً ده مش مبرر للخيانه بس كل شىء فى الحياة بيحصل بسبب و لا أيه ؟
خيم الصمت لعدة ثوان ... حتى قال أكرم بهدوء
- عملت أيه مع خطيبتك ؟
نظر إليه خالد و هو مقطب الجبين ثم نظر أرضاً وقال
- أنا بحبها ... و مش عايز أخسرها و علشان كده جيت ليك
- هى عرفت ؟
قال أكرم مقاطع سيل كلمات خالد ... الذى ينظر إليه الأن باندهاش و صدمه ثم قال بصوت خفيض
- أنا شرحت الوضع لباباها و هى
صمت لم يستطع أن يكمل حديثه و كذلك أكرم تمسك بصمته لعدة ثوانى فهو يعلم جيداً أنها تفهمت الأمر و ستظل بجواره ... فلمعت عين خالد وقت دخوله كانت تأكد كم هو سعيد و أيضاً بها تحدى أنه سيكون أفضل
أبتسم أكرم ثم قال
- معادنا الجلسه الجايه .
رفع خالد عيونه إليه لثوان ثم أومىء بنعم و وقف ليغادر و لكن أوقفه صوت أكرم
- روح لها و أتكلم معاها ... هى محتاجه ده و أنت كمان
ظل خالد واقف مكانه ينظر إلى أكرم الذى بدء يطلع على بعض الأوراق أمامه بهدوء ثم غادر و أغلق الباب بعد أن أومىء بنعم
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تجلس بداخل سياره أخيها تنظر إليه بغضب شديد و لوم كان يشعر بنظراتها الحارقه و هو يتذكر كلماتها له حين أخبرها بأمر جده
- هترجعونى ليه بعد ما قالى أنه هيتجوز غيرى ... أنه مبقاش يحبنى .. خلاص مليش مكان فى بيت العيله مليش حد يقف له و يقف جمبى و يجبلى حقى منه
كان صامت تماماً تارك لها الفرصه كامله لإخراج كل ما بداخلها .... ينظر إليها بثبات رغم أن قلبه يتألم من أجلها بشده لتكمل هى بقهر
- طيب هو هيقول عليا أيه معنديش كرامه ... ترجعونى ليه من غير حتى محد فيكم يتكلم معاه و لا كلكم خايفين على العلاقات إللى بين العيلتين و أنا مش مهم أتفلق جرح قلبى و كرامتى ملهمش قيمه و لا تمن عندكم و عنده
أقترب منها سريعاً و ضمها إلى صدره بحنان و قال بصوت ثابت
- تفتكرى أنا أعمل فيكى كده تفتكرى أخوكى مايهتمش لحزنك ومايهتمش أنه يجبلك حقك ... بس فى حاجات أنتِ مش فهماها يا فدوى و مينفعش أنا إللى أقولها ليكى أصبرى و صدقينى أنا هعملك كل إللى أنتِ عايزاه
عاد من أفكاره على شهقه عاليه منها بسبب بكائها المكتوم ليشعر بغضبه يتصاعد من جديد و رغبه داخليه لضرب عامر مره أخرى و لكن تلك المره حتى يزهق روحه
أوقف السياره و ترجل منها و توجه إلى باب أخته و فتحه و هو ينظر لها بحنان و حين وقفت جواره قال بجانب أذنها
- أنا معاكى متخافيش ... فى ظهرك بس تفهمى كل حاجه و بعدين هعملك أى حاجه أنتِ عايزاها
كانت تنظر إليه بشك و عدم استيعاب لكنه تجاهل كل ذلك و هم فى طريقهم إلى عامر الذى ينتظرهم بالشقه خائفاً و مشتاقاً
~~~~~~~~~~~~~~~
جلس بجانبها بعد أن تناولت طعامها ... و أخذت دوائها و هى صامته تماماً عيونها حزينه
حاوط كتفها بحنان و هو يهمس بأسمها بعشق كبير لكنها لم تلتفت إليه فقال برفق
- أتكلمي يا ورد ... بلاش الصمت ده
نظرت إليه و الدموع تملىء عينيها و قالت
- معنديش حاجه أقولها .... خلاص أنا المفروض متكلمش أصلاً .. أنا مين و أيه علشان أتكلم و ألوم عمرى ما كنت مهمه عند حد
- أيه إللى أنتِ بتقوليه ده يا ورد ... هو أنتِ لسه لحد دلوقتى متعرفيش مكانتك عندى أيه
قاطع سيل كلماتها ببعض الضيق لترفع عيونها المليئه بالدموع
- حتى بعد ما بقيت مريضه قلب ... مش كفايه أنك كنت واخدنى و
ليضع يديه فوق فمها يوقف كلماتها التى سوف تذبحه و تذبحها .... فهو يعلم جيداً ما ستقول و لن يسمح أبدا أن يخرج من فمها ...
- ورد ... أنتِ وردتى الحلوه .. إللى ملت حياتى بعبيرها إللى نورت سما ليلى ... إللى كانت بعيده عنى بعد السما عن الأرض .. و إللى عاهدت ربنا لما مَن عليا بيكى أنى أحافظ عليكى بعمرى كله و أن إبتسامتك تكون هى الهدف إللى عايش علشانه
ظلت صامته تنظر إليه بعيون طفله تحتاج إلى حمايه أو إلى حنان أبوى أكثر من الحب ليبتسم إبتسامه صغيره و هو يعتدل فى جلسته ثم حملها و وضعها فوق ساقيه و أراح رأسها على صدره و هو يربت على ظهرها بحنان و قال بحب
- النهارده بنوتى الكبيره و الأولى هتنام فى حضنى
لتتشبث بملابسه بيديها ليبتسم بأشفاق و لكنه قال بمرح
- أيه رأيك أحكيلك حدوته
ليشعر باهتزاز جسدها و هى تضحك بدون صوت ليكمل قائلاً
- أيه فكراني مش هعرف أحكيلك حدوته .. طيب أنا هثبتلك
رفعت رأسها تنظر إليه بأعجاب و حب و إبتسامه ناعمه ليريح جسده على السرير وجعلها تتمدد على جسده و قال
- كان ياما كان ... يا سعد يا إكرام
لتضحك بصوت عالى ... ليضرب كتفها برفق و أكمل قائلاً
- و لا يحلا الكلام إلا بذكر النبى عليه الصلاة والسلام
- عليه الصلاة و السلام
همست بها بصوت خفيض ليكمل هو بمرح
- كان فى زمان واحد غلبان كل إللى بيحلم بيه أنه يلاقى أكل يومه و مكان أمان ينام فيه كان بيشتغل أى شغل يقابله علشان ميمدش إيده لحد و فى يوم من ذات الأيام ... بعد ما لقى شجرة كبيرة و فى مكان أمان نام بسرعه من كتر التعب و فى الحلم جاتله فى الحلم حوريه جميله و مدت إيديها و لمست خده برقه و همست بأسمه و قالت
و صمت لثوانى ليختبر إذا مازالت مستيقظه لكنها كانت قد غفت و أنتظمت أنفاسها ليضمها بقوه بين ذراعيه و هو يقبل وجنتها بين كل لحظه و أخرى ... و عقله يدور دون هواده و توقف و قلبه يرتجف خوفاً عليها
~~~~~~~~~~~~~~
و كأن قلبه شعر بها توجه سريعاً و فتح الباب ... ينظر إليها بشوق لتشهق بصدمه حين وجدت ثلاث كدمات زرقاء على وجهه لتنظر إلى كامل الذى كان يقف بغرور ذكورى واضح
وأقترب ينحى عامر جانباً و أشار إلى أخته بالدخول أغلق عامر الباب و أقترب منهم ليقول كامل بأمر
- خد مراتك و أدخلوا الأوضة بتاعتكم قولها كل إللى عندك و أنا هدخل أعمل فنجان قهوة
و تحرك من أمامهم و قبل أن يدلف إلى المطبخ ألتفت إلى أخته و قال
- أنا موجود هنا علشانك ... و مهما كان قرارك أنا فى ظهرك
ابتسمت إبتسامه صغيره و أومئت بنعم ليدخل إلى المطبخ سريعاً دون كلمه أخرى
ظل عامر واقف فى مكانه ينظر إليها بعيون يملئها الحب أفتقدته منذ فتره طويله كأرض عطشه تشتاق إلى الحب و الحنان
و ذلك جعلها ترسم وجه الجديه و تحركت فى إتجاه غرفتهم و مباشرهً إلى إحدى الكراسى
دخل خلفها و كاد أن يغلق الباب لكنها نهرته بصوت عالى
- متقفلش الباب ... أحنى فى حكم المطلقين
قطب جبينه و قال ببعض الاندهاش
- بس أنا فاكر كويس اوووى أنى مطلقتكيش يا فدوى
أشاحت بوجهها عنه و هى تقول
- أنا عايزه أسمع إللى عندك علشان نخلص بقى
نظر أرضا ببعض الضيق رغم أنه يعلم أنها محقه و لها كل الحق فيما تفعل الأن
أخذ نفس عميق و تحرك ليجلس أمامها و نظر إليها و قال
- قبل ما أتكلم لازم تعرفى أن زى ما أنتِ كنتى بتتوجعى أنا كمان كنت بتوجع ... و قد ما قلبك أنجرح قلبى أنجرح بس صدقينى عقلى من كتر خوفه عليكم ملقاش حل تانى غير ده
نظرت إليه باستفهام ليبدء فى سرد كل ما قاله لكامل و مع كل كلمه كانت عيونها تتسع و ترتسم الصدمه على ملامحها رغم تلك السعاده التى تحيط بقلبها تداوى جروحه العميقه إلا أنها لا تصدق أن عامر من لا يغفل لحظه عن صلاته من يلتزم بتعاليم دينه قدر المستطاع يقع فى تلك الكبيره
و كان هو يشعر بالخزى و العار و أنه قد سقط من نظرها
رفع عيونه ينظر إليها بصدمه حين قالت
- إزاى تقع فى فخ القمار ... و ليه مقولتش من الأول كانت المشكله هتكون أصغر و سهل نحلها ليه يا عامر ليه ؟
وقف على قدميه و أقترب منها و ركع أمامها و هو يقول
- دلوقتى هقولك الكلام ... إللى مقلتوش لكامل و لا لأى حد
نظرت إليه باهتمام ليقول هو
- ليا صديق وقع معاهم و جالى يستنجد بيا و يطلب فلوس علشان يسد الدين جهزت له الفلوس و جه علشان ياخدهم خوفت عليه أنه ياخد الفلوس ويلعب بيها بدل ما يسد فقررت أروح معاه و أما روحت أكتشفت أن دينه أضعاف المبلغ إللى طلبه منى ... و وقتها معرفش إزاى شيطانى صورلى أنى هقدر أفوز وأسد ديون صاحبى و نخلص من كل الموضوع ده و تبقى مره وخلاص لكن للأسف خرجت أنا كمان مديون و فضلوا يأجلوا و يأجلوا لحد ما الموضوع كبر اوووى و بقيت أتهدد بيكم
كانت دموعها تغرق وجهها و هى تنظر إليه بأشفاق و حب و عطف و قالت بصوت ضعيف
- ليه مقولتليش .. ليه مصراحتنيش مكناش أتعذبنا كده و لا وجعتني كده و كنت شلت معاك الحمل و دورنا على حل سوا
أمسك يدها و ظل يقبلها و بين كل قبله و أخرى يعتذر لها و يرجوها أن تسامحه
رفعت يدها الأخرى تمسد فوق إحدى الكدمات و قالت ببعض المرح
- كامل إللى عمل كده ؟
أومىء بنعم لتقول من جديد
- عارف إنك تستاهل مش كده ؟
- أستاهل أكتر من كده بكتير ... كفايه أنى أتسببت فى دموعك و وجع قلبك
قالها بندم كبير و ألم قوى ظاهر فى صوته المهتز
و قبل أن تقول أى شىء صدح صوت كامل الذى يقف عند الباب يقول
- هتروحى معايا و لا أروح أنا .. علشان أنا موقفى كده محرج و ممكن أدخل أضرب الأستاذ ده تانى عادى جداً
ضحك عامر بصوت خفيض ... و ابتسمت فدوى و هى تربت على كف عامر المستريح فوق قدمها
- أنا هفضل مع جوزى .. لحد ما يعدى من المحنه دى و بعدين هعرف أخد حقى منه
ليبتسم كامل بسعاده وراحه و قال قبل أن يغادر
- خليه يحكيلك أتفقنا على أيه و ان شاء الله كله خير
ثم أشار لهم و غادر ... و هو يخرج هاتفه يتصل بجده الذى ضحك بصوت عالى حين قال له كامل
- دماغ يا جدى دماغ أقسم بالله ... فدوى فى بيتها بس أبويا و أمى عليك أنا مش عايز أتعلق
وصعد إلى سيارته ليعود إلى نجاة ... نجاته و ملجئ أمانه و سعادته الذى أشتاق إليها بشده يود أن يعانقها و يستنشق عبيرها المميز
لقراة الجزء الاول عشق الرجل كاملة من هنا
