رواية ما بعد الجحيم
الفصل السابع عشر والثامن عشر
بقلم زكية محمد
نظر الجميع لمراد بصدمة شديدة وهم لم يستوعبوا حتى الآن ما قاله.
هتف حامد بثبات :- أعمال مشبوهة إيه دى يا ابنى؟
هتف مراد بسخرية :- والله المفروض السؤال دة يتوجه لسعادتك بس ملحوقة.
تدخل سليم بعنف قائلا :- إنت بتقول إيه يا مراد حاسب لكلامك بابا مستحيل يعمل كدة.
طالعه بسخرية قائلا :- والله دليل الإدانة معانا فكلامك دلوقتى ملوش تلاتين لازمة وانا جاى أطبق القانون بعيد عن أي إعتبار شخصى.
توجه مصطفى قائلا بصدمة :- بابا قوله إنك معملتش حاجة.
هتف حامد بهدوء :- هقول إيه يا ابنى أنا هروح معاهم لحد ما ربنا يظهر الحق.
صرخ مصطفى قائلا :- يعنى إيه؟ إنت مش هتمشى ولا تروح حتة.
تدخل مراد :- عمى يلا واللى هيعترض هيجى معاه.
هتف سليم بغيظ :- أقسم بالله أضربك وأفش خلقى فيك دلوقتي. .
وقف فى وجهه قائلا :- مفيش مشكلة أنا أهو قدامك يلا إضرب. .
إغتاظ بشدة منه فلكمه بعنف فصرخن النساء على إثرها. تدخل مصطفى والعساكر لفض ذلك الشجار قائلا :-
سليم فوق الأمور متتحلش كدة اهدى. ..
هتف مراد بسماجة :- شاطر يا مصطفى.
ثم وجه حديثه لسليم قائلا :-
ياريت تتعلم من أخوك وتعقل بدل ما إنت عامل زى التور الهايج كدة.
كان سيتقدم مرة أخرى لضربه لولا يد أخيه التى أوقفته.
بعدها أخذ مراد حامد وغادروا في سيارة الشرطة.
كان الجميع في حالة ذهول وصمت قاطعه صوت صفاء الذي خرج قائلا :-
الكلام دة حقيقى يا مصطفى؟
ربت على هتفكها بهدوء قائلا :- اهدى يا امى متقلقيش أنا هقومله احسن المحامين في البلد وإن شاء الله هيخرج منها بابا مظلوم يا امى.
هتفت بتأكيد :- وأنا واثقة من دة.
هتف وهو في طريقه للخروج قائلا :- خليك هنا يا سليم وأنا هروح معاك.
هتف بإعتراض :- لا أنا جاى معاك.
قاطعه بإصرار قائلا :- بقولك خليك هنا معاهم علشان تأمنهم واضح كدة إن دة ملعوب معمول من حد عاوز يضر بمصلحة بابا. ....
إستسلم سليم لكلام أخيه ومكث معهم وتوجه مصطفى إلى القسم خلف والده.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كانت لمار بالصالون هى وسجود تثرثران حينما دلفت خديجة قائلة بمرح :- خفى على البت يا سجود مش قدك هى لكلك من الصبح أفصلى. .
تذمرت قائلة :- الله يا عمتو اومال أتكلم مع مين الحيطة؟
ضحكت لمار قائلة :- يا خبر لا طبعا إزاى تتكلمى مع الحيطة ميرضنيش الصراحة.
عانقتها بقوة قائلة :- ربنا يكرم أصلك. .
ضحكت خديجة قائلة :- يا بنتى حاسبى خلى بالك من اللى فى بطنك دة بلاش جنان.
غيمة سوداء لاحت في أعينها أسقطت دموع لمعت في عينيها وهى تتحسس بطنها برفق فقد إشتاقت له كثيرا ولكنها في نفس الوقت لن تسامحه على ما فعله معها فهى لم تراه منذ أن تركت الفيلا خاصتهم تنهدت بحزن وشردت كعادتها فلاحظت والدتها وسجود ذلك فأسرعت سجود قائلة حتى لا تتركها تنغمس في حزنها مرة أخرى :-
لمار يلا نكمل عملت إيه فى ابن الجيران لما خد لعبتى. .
إنتبهت لها قائلة ببسمة خفيفة :- اه ماشى قولى يا مصيبة.
هتفت بحماس وهى تستعيد تلك الذكرى :-
جبت كيك من عندينا وحطيت فيه دبابيس وإدتهولو من أول ما حطه في بقه أتعور وأتشوك من الدبابيس. ....
تعالت ضحكاتهن عليها فقالت لمار :-
لا مش معقولة انتى مصيبة ويتخاف منك.
ثم نظرت للكيك الذى أمامها قائلة :-
ويا ترى دة كيك بدبابيس ولا من غير؟
هتفت بمرح :- والله انتى ونصيبك بقى.
ثم نظرت لعمتها قائلة :-
وانتى يا عمتو لا علشان السكر.
ضحكت قائلة :- ماشي يا ستى علم وينفذ هو احنا عندنا كام سجود.
هندمت ملابسها بغرور مصطنع قائلة :-
شكرآ شكرآ. ...
ثم هتفت بتذكر وكأنها تحدث نفسها :- اه صحيح هشيل طبق لعمر .
حمحمت بخجل حينما طالعتها خديجة وكذلك لمار بإبتسامة خبيثة فقالت بتوتر وهى تتحاشى نظراتهم قائلة :-
ولا أقولكم خلاص هاكلهم أنا خسارة فيه.
هتفت لمار بخبث خفى :- لا يا حبيبتى إحنا هنخليله طبق وأول ما يدخل تدهوله علطول
زمانه هيجى من الشغل جعان زى عادته.
هتفت بسعادة :- ماشى. .
أخذتا تضحكان في جو من الألفة والسعادة حتى إنقضى الوقت و دلف عمر إلى الشقة وأغلق الباب فور دلوفه بحزن وتعب. ...
غمزت لمار لسجود فأسرعت تمسك طبق الكيك وذهبت ناحيته ووقفت قبالته قائلة بحماس أمامه تمد له طبق الكيك قائلة :-
خد يا عمر لأحسن نصيبك يخلص ومش هتلاقى تانى ولو. ... ..
صرخ فيها فجأة مما جعلها تفزع وتنكمش في نفسها قائلا :- بس بس كفاية إيه إفصلى شوية مش فاضيلك ولا فاضى لتفاهتك دى
قال ذلك ثم تخطاها ودلف إلى غرفته مباشرة غير عابئ بدموعها التى تساقطت على الفور تحت دهشة الجميع ........
وقفت لمار وتوجهت ناحيتها قائلة :-
حبيبتى متزعليش أكيد في حاجة فى الشغل اللى ضايقته كدة.
مسحت دموعها بسرعة قائلة :-
لا أبدا مفيش مشكلة. ...
قالت ذلك ثم تركتهم ودلفت إلى غرفتها وسرعان ما إنفجرت في البكاء فوضعت وجهها في الوسادة حتى لا يصل صوتها إليهم.
بالخارج تطلعتا إلى بعضهن بإستغراب فهتفت خديجة :- ماله عمر أول مرة يجى كدة وجات في الغلبانة دى.
هتفت بهدوء :- تعالى نشوفه في إيه؟
قاطعتها خديجة بسرعة قائلة :-
لا سيبيه لحد ما يهدى لوحده هيطلع وهيزر زى عادته روحى للهبلة اللى جوة دى الأولى زمانها مقطعة روحها من العياط .
هتفت بإبتسامة :- حاضر يا ماما. ..
ذهبت اليها فتنهدت خديجة براحة قائلة :-
الحمد لله يارب أحفظهملى وباركلى فيهم .
قالت ذلك ثم دلفت خلفها تلحقها .........
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في القسم المتواجد به حامد خرج من غرفة المحقق بعد وقت قضاه في الإستجواب. .
هرع مصطفى الذى كان بالخارج ناحية والده الذي كان بصحبة إثنين من العساكر فقال بقلق :- ها يا بابا عملت إيه؟
قبل أن يجيب تحدث مراد بسخرية من خلفه قائلا :-
هيشرف في الحبس يا باشمهندس سورى إبقى قومله محامى علشان شكل القعدة هتطول.
نظر له بغيظ قائلا :- مراد يا ريت تحترم العشرة اللي بينا وتنقطنا بسكاتك.
هتف بسخرية :- عشرة! عشرة إيه يا ابو عشرة؟ والله شوف بقى مين اللى مفروض يحترمها وميروحش يخونها ويطعن في الضهر.
ثم نظر للعساكر قائلا :- خدوه على الحبس.
نفذوا أمره ورحلوا به فقال مراد قبل أن يرحل :-
سلام يا. ..يا أبو العشرة. .
تجاهل سخريته وطرق باب المحقق ودلف يستعلم عن أبعاد القضية وما وضع والده وبعد وقت وصل إلى الفيلا ودلف إلى الداخل فوجد الجميع في إنتظاره ....
سارعت والدته قائلة :- ها يامصطفى عملتوا إيه وفين حامد؟
هتف بحزن :- هيحبسوه تلات أيام على ذمة القضية يا أمى. .
شهقت بصدمة قائلة :- ليه عمل إيه؟
نظر للأرض قائلا :- متهم فى تهريب شحنة مخدرات جوة البلد يا أمى وللأسف إمضته موجودة على الورق.
صرخ سليم قائلا :- يعنى إيه ها؟ أبويا هيبات في الحبس كله من تحت إيد مراد الواطى.
هتف بهدوء:- سليم اهدى هو عمل واجبه لا أكتر ولا أقل أنا كلمت المحامى والصبح إن شاء الله هنكون هناك بدري. يلا بقى كل واحد يروح على أوضته ينام. ...
هتفت صفاء بحزن ودموع :- ننام إزاى بس وأبوك محبوس.
ربت على كتفها مطمئنا إياها قائلا :-
متقلقيش يا أمى بابا مظلوم وهيطلع منها يلا يا حبيبتى روحى ريحى في أوضتك. ....
وبعد محاولات من الإقناع صعدت إلى الأعلى والبقية وتبقى مصطفى الذى أخذ سليم إلى مكتب والده ليروا ما سيفعلانه غدا. .......
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
دلف يدلك مقدمة رأسه من التعب ثم جلس على أحد المقاعد بعد أن ألقى التحية على والدته التى تنتظره كالعادة. ....
هتفت بقلق :- مالك يا حبيبى إنت تعبان؟
هتف بهدوء :- لا يا امى متقلقيش شوية صداع من شغل النهاردة.
سألته بإهتمام :- مفيش مستجدات في القضية؟
نظر لها قائلا بهدوء:- اه فى تخيلى بقى إن البيج بوس بتاع الليلة دي كلها يبقى عمى حامد.
نظرت له بصدمة قائلة :-
نعم؟ حامد! إنت بتتكلم جد؟
هتف بسخرية :- اه حامد اللى نعرفه ومستغفل الكل قتل أبويا وأبو عمر وشرد طفلة بعيد عن أهلها دة حتى ما سابش بنت أخوه وبعدها عنهم.
هتفت بعدم تصديق :- لا حول ولا قوة إلا بالله معقولة. ؟ يااااه. .
أكمل بسخريته اللازعة :- لا ومش بس كدة لا دة طلع مهرب دولى كبير مخدرات وأسلحة ايه مقولكيش. .....
طالعته بصدمة وعجز لسانها عن الكلام فتحدث بحزن قائلا :- للأسف يا أمى فى ناس كتير بتظهر الوش الحلو لينا مع إنه مش فيها اصلا وبتدارى تحته وساختها. ..
تنهدت بحزن قائلة :- ربنا على الظالم والمفترى يا ابنى. ...
ثم سألته بحذر :- هتعمل إيه دلوقتى بلاش أى تهور منك يا مراد سيب العدالة تاخد مجراها يا ابنى.
إبتسم بخفوت قائلا :- متقلقيش يا أمى أنا من صدمتى مش قادر أصدق ولا قادر أصدق اللى وصلنا ليه دلوقتى بعد ما كنا أعز أصحاب بقينا ألد أعداء لبعض. ..
ربتت على يده بحنان قائلة :- متزعلش يا حبيبى وإن كان على علاقتك بعمر فهترجع للأحسن إن شاء الله مع الوقت. ...
هتف بتمنى شديد :- ياريت يا أمى بس ما اعتقدش دة نقل مكتبه ومبقاش يطلع معايا أى مهمة بنتكلف بيها. ..
إبتسمت بتشجيع قائلة :- لا متيأسش كدة يا حضرة الظابط خلص قضية أبوك الأول والباقى سيبه عليا أنا. ..
ثم هتفت بخبث دفين :- وبعدين البت لمار موحشتكش ولا إيه؟
تسارعت نبضات قلبه بين أضلعه فور سماعه لإسمها فإبتسم إبتسامة باهتة قائلا :-
دى بالذات مش هتسامحنى والصراحة عندها حق.
ضربته بخفة على كتفه قائلا :- يا واد يا بكاش بتهرب من سؤالي ليه؟
طالعها بإبتسامة خجولة قائلا :-
مبهربش ولا حاجة يا أمى. ..بس الموضوع صعب مش ساهل زى ما إنتي فاكرة.
هتفت بتأكيد :- قولى اه إنت بس وحياتك عندى هسوى الهوايل علشان ترجعلك.
نظر بعيدا بتهرب قائلا :- أقول إيه يا أمى بس؟
نظرت له قائلة :- بصلى هنا وقلى إنك بتحبها وباقي عليها وأنا مستعدة أهد الكون كله في قصاد سعادتك يا حبيبي.
ضحك وهتف بإستسلام قائلا :- وبعدين معاكى يا أمى اه يا ستى بحبها ما اعرفش امتى ولا ازاى بس بعد ما مشيت حسيت بفراغ كبير في حياتى ملتهولى من غير ما أحس دة حتى لما كنت بقسى عليها كنت بتقطع من جوايا بس غصب عنى يا أمى والله غصب عنى. ......
ضمته إلى صدرها وربتت على شعره بحنان قائلة :- عيط يا حبيب أمك فضى اللى جواك.
وكأنها أعطته شرارة الإنطلاق فبمجرد أن إنتهت من كلامها أخذ يردد بدموع :-
تعبان ..تعبان أوى يا أمى صحابى ضاعوا منى مرة واحدة وحتى البنت اللى حبيتها راحت موجوع أوى منهم المفروض يفهموا ويقدروا موقفى مش يبعدوا وينسحبوا كدة والتانى أبوه اللى قتل أبويا فمش هقدر أقرب ولا هقدر أبعد مش عارف مش عارف أعمل إيه ؟
قال ذلك ثم أخذت دموعه تنزل بصمت إحترمته والدته ظل هكذا إلا إن قالت أمينة بمرح وهى تلكزه بخفة قائلة :-
خلاص بقى بطل عياط في ظابط بيعيط. ....
إبتعد عنها قليلا ثم مسح الدموع العالقة فى أهدابه قائلا :- يعنى الظابط مبيحسش ومعندوش مشاعر يلا ما علينا أنا طالع أنام.
هتفت بحب :- طيب مش هتتعشى ؟
هز رأسه بنفى قائلا :- لا يا امى مليش نفس ...
تنهدت بحزن قائلة :- ماشى يا حبيبي على راحتك تصبح على خير.
إبتسم لها قائلا :- وانتى من أهل الخير. ..
صعد إلى جناحه بسرعة فتنهدت والدته ناظرة في إثره قائلة بحزن :- يا رب هون عليه وأوقف جنبه. .....
قالت ذلك ثم صعدت إلى غرفتها تنال قسطا من الراحة. .......
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كانت ورد تنام بعمق وهى تمسك بصورة سليم تضعها تحت الوسادة تخفيها وكذلك يدها الممسكة بها. ...
دلف سليم خلسة الى غرفتها فهو إعتاد أن يأتى لها خلسة فى بعض الليالى وينام إلى جوارها ويستنشق عبيرها الخلاب ويدخلها بين زراعيه وينام بسعادة ثم يستيقظ باكرا ويدعى إنه كان نائما بمكتب والده.
جلس بخفة يتأملها بعشق إستشعره مؤخرا إبتسم بخفة وهو يسمع همهماتها هى ونائمة ولكنه لاحظ يدها الممدودة أسفل الوسادة فسحبها برفق كى يضعها بشكل مناسب ولكنه تصنم في مكانه وإتسعت عيناه على آخرهما حينما رأى صورته فى يدها تتشبث بها بقوة. .
سحب الصورة برفق من يدها فوجدها مقصوصة من إحدى المجلات فتنهد براحة قائلا :- هتجننينى معاكى يا بنت الداغر بس كان مالى ما كنت في حالى. ...
ثم إبتسم بأمل قائلا :- بس واضح إنك كمان واقعة ولا مش هتتشعبطى في الصورة بالشكل دة. ...
لا يعلم ذلك الأحمق إنها تعشقه منذ صغرها. .
ملس على رأسها موضع الجرح
ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد
ثم تمدد إلى جوارها وأدخلها بين زراعيه مشددا على خصرها بقوة أما هى فكانها تنتظره في أحلامها فتضع رأسها على صدره تدفن رأسها فيه وتبتسم بسعادة كونه إلى جوارها
ولا تعلم إنه حقيقة. ..
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
صباحا على طاولة الطعام كان عمر يأكل بشرود وكانت والدته وشقيقته تطالعانه بفضول عما يعتريه من الداخل. .....
لاحظ نظراتهم فضيق عينيه قائلا :- مالكم في ايه بتبصولى كدة ليه؟
هتفت خديجة :- أبدا يا حبيبي بس أصل يعنى إنت امبارح كنت. ...كنت يعنى متضايق وواضح بردو لحد دلوقتى فقلنا نسيبك تهدى.
هتف بهدوء وهو يقلب في طعامه:-
مفيش حاجة أنا كويس متقلقيش .
ثم مسح المكان بعينيه قائلا :- أومال فين العبيطة مش قاعدة معاكم ليه؟
نظرت له لمار قائلة بشهقة :-
هو إنت نسيت عملت إيه امبارح؟
طالعها بإستغراب قائلا :- عملت إيه؟
قصت له ما حدث منه من صراخه دون سبب عليها فهتف بتبرير :-
أنا كنت متعصب ومكنتش شايف قدامى فجات فيها تروح تعيط ومش عارف إيه؟
وهى فين دلوقتى؟
أشارت بيدها ناحية المطبخ :- في المطبخ قالت هتفطر هناك مش عايزة تشوف وشك.
قالت جملتها الأخيرة بضحك فجز على أسنانه بغيظ قائلا :-
تصدقى وتآمنى بالله هتصدقى إن شاء الله أنا كنت رايح أعتذر بس بعد الكلمتين دول تتفلق.
قال ذلك ثم وقف واتجه إلى الباب ففتحه وأغلقه خلفه بعنف. ...
ضحكت خديجة قائلة :- ربنا يصبرنا عليهم الاتنين دول. ..
شاركتها الضحك قائلة :- هههههه عندك حق يا ماما هو عنيد وهى أعند منه.
خرجت وهى تلوك الطعام بحنق بعدما سمعت حديثه حيث كانت تسترق السمع وبعدما سمعت الباب يغلق بعنف فعلمت إنه رحل فقالت بتذمر :-
وكمان هو اللى غلطان ومش عاجبه يا سلام مين دى اللى تتفلق إن شاء الله ؟ ..
ضحكت خديجة عاليا قائلة بمرح :- هو إنتي كنتي بتتصنتى ولا إيه ؟
هتفت بتوتر :- ها لا لا طبعا ....بس هو كان صوته عالى فسمعته وهوريه إبنك دة . ....
قالت ذلك ثم دلفت مرة أخرى تفش غيظها في الطعام وجلستا خديجة ولمار بعد ان ضربوا كف بآخر على تصرفاتهم وأكملوا طعامهم. .
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في الصباح فى القسم كان مصطفى وسليم يقفان إلى جوار المحامى فهتف مصطفى بقلق :-
متأكد يا متر من اللى بتقوله؟
هتف المحامى بتأكيد :- صدقني القضية لصالحنا لإن والدك عضو في مجلس الشعب
ومعاه حصانة وبكرة لما يتعرض على النيابة هتتأكد من دة أنا هدخل للظابط دلوقتى وهشوف الوضع إيه؟
تنهد قائلا :- ماشى يا متر. ......
جلس مصطفى وسليم يهزان قدميهما بعصبية في إنتظار خروج والده والمحامي. ....
بعد مرور ساعتين خرج المحامى ووالده برفقة إثنين من العساكر فهرعوا ناحيته بسرعة
هتف مصطفى :- بابا عامل إيه انت كويس؟
إبتسم نصف إبتسامة قائلا :- متقلقش يا ابنى أنا كويس.
نظر له سليم بتمنى قائلا:- إن شاء الله هتطلع من هنا يا بابا.
تنهد قائلا :- إن شاء الله يا ابنى يلا دلوقتى روحوا على أشغالكم وطمنونى على الجماعة في البيت كويسين؟
إبتسم له مصطفى قائلا :- كويسين يا بابا ناقص بس وجودك.
:- إن شاء الله شدة وتذول. ....
هتف إحدى العساكر بأخذه إلى المكان المحتجز فيه فأذعنوا لطلبه وبعد رحيل والده وقفوا مع المحامى يتابعون ما حدث بالداخل فطمأنهم إنه سيخرج وأن لا يقلقوا. ...
وبعد مدة رحلوا من القسم. ....
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
وصلت أمينة لمنزل عمر وطرقت الباب وإنتظرت حتى يأتى أحد ويفتح لها الباب
بالداخل كانت خديجة تسير ناحية المطبخ ولكنها تراجعت حينما سمعت الباب يطرق فذهبت لترى من على الباب.
فتحت الباب ونظرت لها بصدمة ممزوجة ببعض العتاب والغضب. ...
هتفت أمينة بمرح :- إيه يا خديجة هتوقفينى على الباب كتير؟
إنتبهت لها وأفسحت لها الطريق قائلة بإقتضاب :- إتفضلى يا أمينة.
دلفت معها للداخل ثم جلستا في الصالون وإلتزمن الصمت لوقت فأمينة تشعر بالخجل من أفعال إبنها ولكنها لن تتراجع عما جائت من أجله وخديجة التى تشعر بالحزن الشديد على ما عانته إبنتها على يد مراد.
قطعت أمينة الصمت حينما هتفت لتلطيف الأجواء :-
إزيكم عاملين إيه يا حبيبتى؟
هتفت بضيق واضح :- الحمد لله كويسين.
جزت على أسنانها بغيظ فهى تعلمها جيدا كما تعلم أيضا ان الطريق طويل وعليها بالصبر فهتفت :- بصى يا خديجة انا مش جاية أدافع عن ابنى قصادك بس حطى نفسك مكانه واحد أبوه أتقتل وبيدور زى المجنون على أى خيط يوصله للقضية ولما لقاه كانت بنته. متخيلة يبقى قدامك أى حد ولو حتى قريب اللى قتل زوجك هتعملى إيه؟
غصب عنه عمل كدة وأنا والله كنت بحميها على قد ما أقدر من غضبه من غير ما أعرف إنها بنتك وإنها بنت الراجل اللى قتل زوجى الله يرحمه. قوليلى هتعملى إيه لو كنتى مكانه؟
نظرت لها بعتاب قائلة :- وهو دة برضو يصح يضربها ويهينها من امتى وإحنا مربينهم على كدة؟
يشهد ربنا إن مراد معزته من معزة عمر ابنى إحنا ربناهم سوى.
ثم أكملت بدموع متساقطة :-
بس مقهورة على بنتى اللى إتعذبت وعمرها ما شافت يوم عدل مقهورة على عياطها وأنا مش جنبها كل ما كانت تعانى ومتلقيش حد معاها مقهورة على سنين عمرها اللى قضتها بعيد عنى، مقهورة على إنها ما عشتش زى اى بنت فى سنها بنتى عاشت سن أكبر من سنها وكل ما أشوفها قلبى بيتقطع عليها دة أنا قبل ما انام بروح أوضتها أتأكد إنها فعلا موجودة ولا لا أنا لحد دلوقتى مش مصدقة إنها رجعتلى تانى يا أمينة نفسى أعمل كل حاجة تبسطها وتسعدها ومشفهاش مطفية كدة. ......
قالت كلماتها الأخيرة ثم وضعت كلتا يديها على وجهها وأخذت تبكى. .
إقتربت منها أمينة وأخذت تهدئها قائلة بدموع :-
وعهد ربنا يا خديجة ما هتشوف غير الهنا والفرح بإذن الله. إحنا كلنا هنبقى جنبها ومعاها ومش هنسيبها أبدا بس اهدى وبطلى عياط علشان متشفكيش بالشكل دة.
كفكفت دموعها قائلة :- عندك حق مش لازم تشوفنى كدة.
هتفت أمينة بمرح :- قومى بقى ناديلى مرات ابنى أسلم عليها.
نظرت لها بتحذير قائلة :- أمينة. .
ضحكت قائلة :- إيه مش مرات ابنى تقدرى تنكرى دة؟
جزت على أسنانها بغيظ قائلة :- أنا عارفة مش هاخد منك لا حق ولا باطل انتى وابنك اللى عاوز الضرب بس أشوفه. ....
قهقهت عاليا قائلة :- ماشى يا ستى هجبهولك لحد عندك وأعملى فيه ما بدالك. ..روحى بقى نادى لمار أشوفها. ....
وقفت بإستسلام قائلة :- حاضر يا أمينة حاضر.
قالت ذلك ثم دلفت لغرفة إبنتها التى كانت برفقة سجود تتسامران وتضحكان سويا.
إنتبهن لها فقالت لمار بمرح وهى تضحك :-
تعالى يا ماما حوشى بنت اخوكى دى عنى ههههه بطنى وجعتنى من كتر الضحك.
نظرت لها بحب قائلة :- يارب دايما يا حبيبتي أشوفك مبسوطة وسعيدة كدة. ...
ثم حمحمت قبل أن تقول :- لمار حماتك برة عاوزة تشوفك.
نظرت لها بصدمة قائلة :-
حماتى! إنت قصدك خالتي أمينة؟
اومأت مؤكدة :- ايوة هى ومسنياكى برة عاوزة تشوفك. ..
نهضت من مكانها قائلة :- ماشي يا ماما روحى انتى وانا هسبق حضرتك. ...
نهضت سجود هى الأخرى قائلة :- وأنا هروح أعملكم حاجة تشربوها. ...
خرجت لمار وذهبت لها التى بمجرد أن رأتها وقفت على الفور وأحتضنتها بسعادة قائلة :-
إزيك يا حبيبتى عاملة إيه وحشتيني. ..
ثم نظرت لها قائلة بعتاب :- كدة متسأليش عليا الوقت دة كلو؟
نظرت لها بخجل قائلة :- الحمد لله كويسة واخبارك انتى إيه وتسنيم وحبيبة؟
هتفت بسعادة :- كله تمام يا حبيبتى قوليلى أخبار النونو إيه؟
وضعت يدها على بطنها تتحسسها بحنان قائلة :-
الحمد لله كويس. ...
أخذت بيدها وأجلستها إلى جوارها قائلة :-
طيب تعالى اقعدى جنبى أصلك وحشتينى أوى.
هتفت بإبتسامة صغيرة :- وانتى كمان وحشتيني. ..
سألتها بخبث :- أنا بس؟ متأكدة؟
زاغت انظارها وتلون وجهها خجلا قائلة :-
أاااا تتقصدى إيه؟ ايوة انتى وحبيبة وتسنيم.
هتفت بتلاعب :- وأخو تسنيم. ..
هتفت دون وعى منها :- اه وحشنى بردو. ..
وما إن أدركت ما تفوهت به شهقت بصدمة و وضعت يداها على فمها قائلة بتذمر:-
يووووه إنتي بتلعبى بيا. ....
ضحكت عاليا وهى تقول :- لا يا حبيبتى ما عاش ولا كان اللى يلعب بيكى.
ثم نظرت لخديجة قائلة :-
إيه يا خديجة مش هتشربينا حاجة ولا إيه؟
وقفت قائلة بسخرية :- كان فيكى تقولى طرقينا من سكات بدل اللف والدوران دة. ..
قالت ذلك ثم دلفت عند سجود فضحكت أمينة وشاركتها لمار. ...
هتفت بضحك :- أمك دى عليها شوية حجات. .ههههه. ..المهم بقى طمنينى عليكى يا حبيبتى. ..
هتفت ببسمة خافتة :- الحمد لله كويسة ...
سألتها بحذر :- إحم هو يعنى إنتي ممكن يعنى ترجعى لمراد؟
نظرت لها بسخرية قائلة :- أرجعله! حضرتك لو جاية هنا وعندك أمل إنى ممكن أسامحه فإنتى غلطانة. ...
ثم هتفت بوجع ودموع:- مش هقدر أنسى اللى عمله فيا مش هقدر. .
ربتت على ظهرها بحنان قائلة وهى تعلم أن الطريق طويلا في سبيل أن تسامحه :- خلاص اللى يريحك بس بلاش عياط. ...أهم حاجة صحتك وصحة النونو. .
هدأت قليلا فإبتسمت أمينة قائلة :-
ايوة كدة ورينا الضحكة الحلوى. .
أخذت تتسامر معها في جو من الألفة وتجنبت ذكر مراد مرة أخرى حتى لا تعكر صفوها وأنضمت بعد ذلك خديجة وسجود اللاتي ضحكن عليها كثيرا بسبب مزاحها ومرحها المعتاد. وبعد مرور بعض الوقت رحلت أمينة داعية الله بداخلها بصلاح الأمور. .............
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
ليلا كانت ورد في المطبخ تخرج بحذر وهى تنظر هنا وهناك وعندما لم تجد أحد تنهدت براحة وهى تضم على قبضة يدها بقوة حتى لا يقع ما بداخلها. .....
وأثناء خروجها إصتدمت بسليم الذى ضحك قائلا بمرح :- يا بنتى فتحى ما تمشيش زى القطر كدة .
أخفت ما في يدها خلف ظهرها ونظرت له قائلة :- أنا آسفة يا سليم.
نظر لها بحب قائلا :- لا متتأسفيش عادى جدآ خدى راحتك وأنا أطول القمر يخبط فيا كل شوية.
نظرت له ببلاهة وصدمة وفاه مفتوح لآخره قائلة :- ها؟ إنت إنت قولت إيه؟
ضحك عاليا قائلا بتلاعب :- ههههه لا مبقولش.
ثم إنتبه ليدها التى تخبئها خلفها قائلا بفضول :-
إيه اللى مخبياه ورا ضهرك دة؟
إنتبهت له وقالت بتوتر :- ها لا مفيش مفيش.
هتف بمزاح :- لا مليش دعوة أنا عاوز أشوف اللى فى إيدك دة.
أحكمت قبضتها جيدا قائلة :- مش لازم تعرف بعد إذنك .
وكانت سترحل لولا إنه جذبها بقوة ومسك يدها التى كانت تشد عليها محاولا فرطها اما هى قالت بإستسلام حينما رأت الإصرار في عينيه :- إستنى وجعت أيدى انا هفتحها لوحدى.
أجابها بغيظ :- ما كان من الأول. ..
نظرت له بتذمر وهتفت بتحذير :- بس ما تضحكش عليا. ....
هتف بنفاذ صبر :- ماشى يا ستى مش هضحك. ...
مدت يدها أمامه وفتحتها بحذر تحت نظراته المصدومة عندما رأى ما بداخلها. ...
وزع انظاره بينها وبين ما يوجد في يدها وهتف بعدم إستيعاب وذهول :-
سكر. ...
صمت قليلا قبل أن ينفجر في نوبة ضحك عالية
أخذت تنظر له بغيظ قائلة :- قولتلك متضحكش. .
قالت ذلك ثم تخطته بوجه ممتعض إلا إنه أسرع خلفها وسحبها خلفه ناحية مكتب والده وسط إعتراضها الواهن دلف بها وأغلق الباب ثم قال بهدوء محاولا إمتصاص غضبها :-
خلاص اهدى يا ستى حقك عليا.
ثم سألها بفضول شديد :- بس ممكن أعرف هتعملى بيه إيه؟
هتفت بخجل وهى تنظر أرضا :- هاكله. ..
سألها بغرابة :- تاكليه؟ وعمالة تتسحبى زى الحرامية كل دة علشان السكر ...
هتفت بغيظ :- علشان محدش يضحك عليا زى ما عملت دلوقتى.
إبتسم لها بحب قائلا :- خلاص يا ستى حقك عليا.
إبتسمت بحب قائلة :- مفيش مشكلة. ..
إقترب منها بخبث قائلا :- بس بصراحة فى مشكلة.
سألته ببراءة :- مشكلة إيه دى؟
أجابها قبل أن يسحبها من خصرها ملصقا إياها فيه :- المشكلة إن المشكلة مش فاهمة إن هى المشكلة وتعبانى معاها اوى من أول ما بشفها.
هتفت وهى تحاول أن تبتعد عنه إلا إنه كان كالجبل قوة :- إبعد إنت إيه اللي عملته دة؟
سألها بعبث :- عملت إيه؟
هتفت بخجل شديد :- اللي إنت عامله دة حد يجى يشوفنا. ..
هتف بعدم إكتراث:- طيب ما اللى يشوف يشوف ...
هتفت بضعف أهكله :- سليم. .....
أخرسها بطريقته. ..........
إنتفضا حينما سمعوا صراخ ميس التى صاحت بغضب وحقد شديدين :-
الله الله انتوا بتعملوا إيه؟
إبتعدت ورد عنه بخجل شديد وهى تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها. .
هتف سليم ببرود :- هكون عملت إيه يعنى زى ما إنتي شوفتى.
هتفت بحدة واعتراض :- نعم يا برودك يعنى إنت بتخونى وقدامى وببجاحتك مش معترض.
جز على أسنانه بغيظ قائلا بغضب :- أقسم بالله كلمة زيادة وأكون دافنك مكانك.
هتفت بصدمة :- وكمان بتهددنى؟ ما الحق مش عليك الحق على الهانم دى اللى بتلف حواليك زى الحية. ...
هتف سليم بصرامة :- إيه الهبل اللى بتقوليه دة وبعدين إنتي مش فاهمة حاجة. .
هتفت بإمتعاض :- طيب فاهمنى وضحلى اللى أنا شوفته دة؟
نظر سليم لورد قائلا :- على أوضتك يلا. ...
نظرت له بضياع ودموع عالقة ففزعت حينما صرخ في وجهها قائلا :-
بقولك غورى على أوضتك إيه ما بتسمعيش. .
هرولت أمامه بسرعة إلى غرفتها وما إن وصلت إلى هناك أغلقت الباب خلفها وجلست أرضا تبكى من تعامله القاسى معها. ........
بالأسفل هتف سليم بهدوء :- الوضع مش زى ما إنتي فاهمة أنا مخنتكيش .
نظرت له بسخرية قائلة :- أومال كنت بتعمل إيه؟
هتف بحدة :- يا غبية إفهمى أنا كل اللى بعمله دة في صالحنا.
نظرت له بإهتمام وعدم فهم فأكمل قائلا :-
ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد
أنا بس بمثل إنى مهتم بيها علشان متدوشناش بموضوع الورث أصل بصراحة مش هسمح لحد غريب ياخد مليم واحد من فلوسنا اللى تعبنا فيها وتاجى هى على الجاهز وتقول حقى جات كسر حقها. وبعدين هى عمالة تتلقح عليا فقلت وماله نستغل الوضع. متزعليش يا حبيبتى شوية وقت بس وهطردهالك من البيت كله.
ضيقت عينيها بشك قائلة:- بجد؟
هتف بتأكيد وثقة :- أيوا طبعا بس سيبك منها بقى وخلينا في المفيد. .
قالها وهو يغمز لها بوقاحة فاقتربت منه بإغراء قائلة :- عاوز إيه يعنى؟
حملها بسرعة بين يديه وخرج من المكتب صاعدا للأعلى بها قائلا :- تعالى فوق فى أوضتنا وأنا أقولك. ......
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
جاء الصباح سريعا وفى قاعة المحكمة كان الحضور فى أماكنهم وسط صدمة خديجة بأن قاتل زوجها هو صديقه حامد يا للسخرية. ...
دلف القاضى والمستشارين وبعد عرض القضية وإطلاع الشهود وبإستخدام نفوذ منصبه حكم عليه بالبراءة فيما نسب إليه وسط صيحات الاعتراض من قبل عائلتى مراد وعمر. ..
بعد تلك الأحداث إزداد كره الثلاث أصدقاء لبعضهم البعض وتوعدوا بالأخذ بالثأر. ....
عادت الأجواء بمرور الأيام إلى طبيعتها. ..
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد مرور إسبوعين من تلك الأحداث في فيلا مراد كان ينظم إحتفالا بسيطا بمناسبة نجاح شركتهم وإجتياحها في سوق العمل. ........
دلفت لمار ببطنها الممتلئة قليلا متذمرة من والدتها فهتفت بضيق :- يا ماما نفسى أعرف جيبانى هنا ليه؟
هتفت بضحك :- امشى وانتى ساكتة بلاش لكاعة. ....
نفخت أوداجها قائلة :- هوف حاضر ..
هتفت سجود بمرح :- يا ستى إبسطى هتشوفى الجو عاوزة اكتر من كدة إيه؟
إمتعضت ملامحها قائلة :- بقولك إيه إسكتى خالص مش نقصاكى هى. ...
ثم سألت والدتها :- وبعدين إزاى عمر يسمحلك تيجى هنا أصلا؟
هتفت بضيق :- يا بت هضربك بعدين اصبرى على رزقك .
دلفن إلى الداخل ورحبن بعائلة مراد التى إستقبلتهم أمينة بترحيب واسع تحت نظرات زينة الحانقة. .
**********
على الجانب الآخر كان مراد يتصل بشخص ويقول :- أيوا كل حاجة جاهزة هنا انتوا أجهزوا كمان وفى ظرف ربع ساعة تكونوا هنا متتأخروش يلا سلام. ...
قال ذلك ثم دلف إلى الداخل ليتابع الحفل ويراها فإبتسم قائلا :-
ربنا يحنن قلبك عليا بقى. ...........
الفصل الثامن عشر
دلف مراد ووقف إلى جوار عمه وماجد يرحبون بالضيوف. ...
تسائل فريد بإستغراب :- هو إنت جايب ليه شاشة العرض دى يا ابنى؟
أجابه بهدوء :- علشان نستعرض إنجازات الشركة قدام الصحافة اللى هتيجى. ..
أومأ قائلا :- اممم ماشى بس أنا فرحان بجد علشان هتحضر معانا مناسبة مهمة زى دى للشركة بدل شغلك اللى واخد كل وقتك. .
إبتسم له قائلا :- أدينى حضرت يا عمى يلا تعالى نسلم على بقية رجال الأعمال يلا يا عمى مجدى.
ماجد بإنتباه :- يلا يا ابنى. ....
*********
على الجانب الآخر كان عمر وسليم يدلفان بصحبة عائلة سليم. ....
كانت تسير بوهن ودموعها مهددة بالنزول وهى تراه يحتضن خصر ميس ويسيران معا بحب.
تنهدت بألم على ما كان يفعله فقد ظنته إنه يحبها ولكنه يتلاعب بها لا أكثر من ذلك. ...
شعرت بالإختناق فشعرت بها ندى التى حزنت من أجلها فمسكت يدها وضغطت عليها تشجعها على أن تتماسك فإبتسمت لها بإمتنان .
عندما دلفوا إلى الداخل وبمجرد أن رآهم فريد صاح بغضب :- انتوا إيه اللى جايبكم هنا؟ أظن وجودكم مش مرحب بيه.
تحدث حامد بسخرية :- قول لابن اخوك اللى جابنا.
نظر لمراد قائلا بغضب:- الكلام اللى بيقولوا دة صحيح؟
تحدث مراد ببرود :- أيوة يا عمى أنا اللى جبتهم. .
صرخ بنفاذ صبر :- إنت هتجنننى؟ انتى واعى لكلامك دة؟
هتف بسخرية :- استنى بس يا عمى صبرك بالله تعالى على نفسك. ....
ثم نظر لسليم قائلا :- جبت اللى قولتلك عليه؟
إبتسم قائلا :- كله جاهز يا صاحبي متقلقش.
تدخل عمر قائلا وهو يشير ناحية الباب :-
وأدى الصحافة جات وهتعمل أحلى شغل.
ساد التوتر والقلق بين الحضور وتجمعت العائلات إلى جوار بعضها بغرابة ودهشة مما يحدث.
أعتلى مراد المنصة وتبعه عمر وسليم
تحدث مراد في الميكرفون :- طبعا الكل بيسأل إيه اللى بيحصل وهوضحلكم حالا متستعجلوش.
الحقيقة إننا كلنا معميين عن الحقيقة وسايبين المجرم الحقيقي عايش وسطنا وفاكر إنه ذكى بس الحمد لله قدرنا نكشفه ونبين أصله للكل.
اللى قتل أبويا وابو صاحبى واللى سرق ونهب وهرب مخدرات وأسلحة وغيره. .....وغيره. ...هو رجل الأعمال الصالح ماجد المنشاوي. .....
صدمات وشهقات واعين متسعة كانت هى المسيطرة على الحضور. ..
أما هو تعرق بشدة واخذت ضربات قلبه تعلو شئ فشئ
تحدث عمر هذه المرة :- طبعا أكيد عاوزين دليل على الإتهام دة. .
من شهر ونص تحديدا لما عابدين اللى اتعدم قال لمراد إن عدونا حوالينا الصراحة شكينا في الكل فقلنا خلاص نراقب الكل.
تدخل سليم هذه المرة قائلا :- ودة اللى عملناه زرعنا كاميرات فى كل حتة في بيتنا وبيت مراد وبيت الأستاذ ماجد بطرقنا الخاصة.
ومثلنا إننا بقينا أعداء وبنكره بعض ودة طمن الخصم وخلاه يلعب كويس. ...
قاطعه مراد هاتفا :- ولما قبضنا على عمى حامد كان مقصود وإننا نطلعه ودة طمن البيه اكتر إنه يتمادى في أعماله المشبوهة ....
تدخل عمر قائلا بسخرية :- بقى عاوز تخلص منى يا قريب أبويا.
متقلقش هنعمل معاك أحلى واجب بس بعد ما نكشف حقيقتك للناس المخدوعة فيك.
تدخل سليم قائلا بغضب :- واه بنتك طالق بالتلاتة متلزمنيش سبحان من صبرنى على إنى مقتلهاش وأنا شايفها بتنقل الأخبار وتصور الصفقات وتبعتها ليك بس مش غريبة عليها مستنين من واحدة أبوها ماجد هتطلع داعية إسلامية.
هتف مراد :- شغل يا عمر اللاب توب.
وضع كارت الذاكرة في الجهاز المحمول وقام بتشغيله وصدم الجميع من التسجيلات التى تحتوى على محاثات هاتفية بشأن أعماله المشبوهة. ....
وبعد الإنتهاء هتف سليم بحزن :- ودلوقتى المفاجأة الكبيرة اللى كان خافيها لاكتر من ست سنين رعبك الحقيقى اللى معاه الملفات التى هتوديك ورا عين الشمس. .
ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد
قال ذلك ثم ظهر حسين الذى بظهوره كان بمثابة الصاعقة التى أصابت الجميع وأولهم ورد التى ما إن رأته سقطت أرضا في الحال.
سقط قلب سليم بين قدميه عندما رآها تسقط ولم يختلف حال والدها فركضوا ناحيتها وقبل أن ينزل سليم ليحملها مسكه حسين وقام هو بحملها ثم أسندها على أحد الكراسى وأخذ يربت على وجنتها قائلا بدموع :-
ورد فوقى يا حبيبتي قومى يا حبيبة بابا فوقى. ...
قال ذلك ثم مسك كوبا به ماء ونثر منه على وجهها بخفة.
أخذت ترمش عينيها بضعف قائلة :-
بابا. ...
هتف حسين بلهفة ودموع :- أنا أهو يا حبيبة بابا فتحى عنيكى وبوصيلى. ..بصيلى يا ورد عمرى وسنينى. ..
نظرت له بتشوش غير مصدقة إنه أمامها رفعت أناملها المرتعشة ثم مدتها ناحية وجهه واخذت تمررها عليه تتحقق من ملامحه قائلة بصوت مهزوز :- بببابا ااإاا إنت إنت عايش. ؟
أومأ رأسه بفرح قائلا :- أيوا يا حبيبتى أنا عايش ومش هسيبك تانى أبدا. .
إرتمت بين زراعيه تحتضنه بشدة وكأنها تحتمى من العالم أجمع ثم إنفجرت في البكاء الشديد فى مشهد أثار عاطفة الجميع. ......
أخذت تقول من بين بكائها :-
بابا وحشتنى أوى يا حبيبي الدنيا من غيرك وحشة متسبنيش تانى ودونى عند واحد وحش وقالى إنه خالى وكان بيضربنى أوى يا بابا روحت فين وسبتنى كل دة متسبنيش تانى .
هتف وهو يشدد من إحتضانها :-
مش هسيبك أبدا يا حبيبتى مش هسيبك ومش هسمح لحد إنه يأذيكى تانى وهفضل معاكى متخافيش ...
بطلى عياط وإلا مش هجبلك شوكولاتة. ..
مسحت دموعها بطفولية قائلة :-
خلاص أهو مش هعيط تانى حتى شوف.
ضحك بخفوت قائلا :- هههه اه شايف
ثم ضمها مرة أخرى براحة متمتما بحمد الله فى داخله. ...
عند ماجد الذى شعر بالغضب الشديد لإكتشافه ونظر لمراد بغل وكره شديدين فقام بسحب مسدسه وصوبه ناحية مراد مستغلا إنتباه الجميع لورد ووالده وأطلق رصاصة إستقرت في صدره فسقط أرضا
دلفت الشرطة في الحال وتحفظت على ماجد وابنته.
صرخن النساء حينما رأوا الرصاصة التى إستقرت في صدر مراد وتوجهت والدته واخته يبكيان ويترجوه أن يظل معهم. ..
أما لمار عندما رأت ذلك أصابتها صدمة فلم تستطع الحديث ولا الحركة
وضع عمر رأسه على فخذه قائلا بدموع :-
قوم يا مراد. ....متغمضش عنيك. ....خليك معايا بالله عليك.
هتف بضعف :- قولها تسامحنى يا صاحبى
لا إله إلا الله محمد رسول الله.
صرخ فيه قائلا :- إسكت خالص مش هتسيبنا إنت سامع وهتفوق وهعملكم الفرح اللى قولتلى عليه.
جلس سليم قائلا بدموع هو الآخر :- خليك معانا يا صاحبى. .
بعد لحظات وصلت سيارة الإسعاف ونقلته بسرعة إلى المشفى. ..
كان الجميع أمام غرفة العمليات يقفون بقلق بالغ. .....
أما لمار كانت تقف معهم وهى فى عالم آخر فهى إلى الآن لم تفق من صدمتها. ...
بعد عدة ساعات خرج الطبيب يزفر بتعب بعد المجهود الذى بذله أسرع الجميع إليه. ..
هتفت أمينة ببكاء :- طمني عليه ربنا يكرمك.
إبتسم الطبيب قائلا :- متقلقيش يا حجة هو الحمد لله كويس وحالته مستقرة الحمد لله الرصاصة معدتش في القلب. ...
سألته مرة أخرى برجاء وكأنها لم تسمعه :-
بالله طمني عليه هو كويس ؟
ضحك بخفوت قائلا :- والله كويس وبإذن الله بعد فترة هيصحى وتقدروا تشفوه وتتكلمى معاه كمان.
هتفت بإمتنان :- ربنا يريح قلبك يا ابني. ..
إبتسم لها ثم وجه له سليم ومراد ومعتز بعض الأسئلة التى تخص مراد ثم رحل. ......
جلس الجميع يلتقطون أنفاسهم بعد مرور ذلك الوقت العصيب. ......
*************
توجه عمر لوالدته قائلا :- ماما يلا السواق مستنيكم برة خدى لمار وسجود وروحوا.
هتفت بحزن :- وهنسيبه يا ابنى من غير ما نطمن عليه؟
أجابها بهدوء :- ماما هخلى السواق يجيبكم الصبح روحى علشان متتعبيش وكمان لمار علشان الحمل. ....
هتفت بإستسلام :- ماشى يا ابنى بس أنا قلقانة عليها شايف مسهمة ازاى؟
توجه إليها ووجدها تنظر أمامها بشرود هزها برفق قائلا :-
لمار حبيبتى يلا علشان تروحى مع ماما. ..
إلا إنها مازالت على حالتها فهزها بقوة وهتف بصوت عالى جذب إنتباه الموجودين قائلا :-
لمار فوقى لمار. ...
إقتربت خديجة قائلة بدموع :- بنتى هتروح منى وأنا لسة مشبعتش منها.
أذداد قلقه على شقيقته وشعر بأنه مكتوف الأيدى ولكنه قام بصفعها فجأة وسط شهقات الجميع صارخا فيها قائلا :-
فوقى فوقى إتكلمى متفضليش كدة. ..
نزلت دموعها بغزارة قائلة بضياع:- هيموت صح هيموت ويسيبنى قوله يرجع بالله عليك. .
ضمها بحنان قائلا :- إهدى يا حبيبتى إهدى الدكتور طلع من عنده وقال كويس وهيفوق الصبح إن شاء الله صدقيني.
نظرت له بشك قائلة :- بجد ؟ ..
إبتسم لها بحنان قائلا :- بجد يا حبيبتي متقلقيش. ..
ثم هتف بخفوت بجوار أذنها بمرح :-
وبعدين إتقلى شوية يا هبلة وأنا اللى قلت هلففه حولين نفسه تقومى فاضحة نفسك كدة.
نظرت له بخجل ثم إختبأت في صدره تختبئ من أعين الجميع عما تفوهت به. ....
ربت على ظهرها قائلا :- خلاص يا بنتى متتكسفيش كدة.
تقدمت أمينة منها قائلة :-
متخافيش يا حبيبتى هيبقى كويس إن شاء الله. يلا علشان تروحى ترتاحى. .
هزت رأسها بنفى قائلة بإصرار :- لا أنا هستنى معاكم. .
هتفت خديجة بإستسلام :- خلاص ماشى بس تعالى إقعدى إرتاحى. .
على الجانب الآخر كان حامد يقف أمام شقيقه ببعض الخزى والندم قائلا :-
حمدا لله على سلامتك يا حسين ياريت تسامحنى يا ابن أمى و أبويا بس إنت عارف اللى فيها مكنش ساعتها ليا قرار إنى أتدخل وانت بعدت عننا.
ربت على كتفه قائلا :- ولا يهمك يا حامد وشكرآ جدا على إنكم إستضفتوا بنتى طول المدة دى.
نظر له وهتف بإستنكار :- بتشكرنى دى بنتنا كمان ومرات ابنى.
نظر له بغيظ قائلا :- مرات ابنك اللى متجوزها في السر ومتجوز بنت المجرم عليها في العلن.
هتف بخجل :- متقلقش كل حاجة هتتصلح إن شاء الله.
هتف بعدم إكتراث :- أنا مهيمنيش غير بنتى اللى همشى بيها دلوقتى وياريت تخلى ابنك يطلقها. ...
إستمع سليم لكلماته فشعر بخنجر يمزقه من الداخل. ..
تحدث حامد بجدية :- إنت بتقول إيه دة بيتك زى ما هو بيتى؟ !
تحدث بسخرية :- إنت ناسى كلام أبوك الله يرحمه ولا إيه؟
هتف بتأكيد :- لا مش ناسى بس أبونا الله يرحمه ندم أشد الندم ولما عرف إنك مت ساعتها جاتله جلطة وبعد كام يوم مات. ..
هتف بحزن :- الله يرحمه. ...
حاول إستمالته قائلا :- خليك معانا متحرمناش منك وكمان ورد خدت على العيلة وإتعودت عليهم ها هتيجى؟
نظر أرضا ثم أخذ يفكر في إبنته التى تحب ذلك الغبى منذ الصغر لذا قرر أن يوافق ويتحدث مع إبنته وسيرى ذلك الغبى جيدا أن خلفها ظهرا حصينا. ....
هتف بغموض :- ماشى هقعد علشان ورد بس ابنك هيطلق بنتى ولو فعلا عاوز يتجوزها يعمل اللى مفروض يتعمل. ..
هتف حامد بفرح :- خلاص إتفقنا بس بلاش الطلاق إحنا نعمل الأصول ونيجى نطلبها منك .
هتف بإستسلام :- ماشى لما نشوف. .....
إحتضنه سليم بسعادة قائلا:- حبيبى يا عمى هو دة الكلام. ....
ضربه على ظهره قائلا :- ياواد يا بتاع مصلحتك إنت.
هتف بندم وخجل :- بصراحة يا عمى يا ريت تساعدنى أصل بنتك قالبة عليا قلبة وحشة
بس غصب عنى والله كان لازم اعاملها وحش قدام الحقيرة دى علشان متشكش في حاجة.
ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد
رفع يديه بإستسلام قائلا :- مليش دعوة أنا هقف في صف بنتى حتى ولو كانت غلطانة.
قضب جاجبيه بضيق قائلا :-
بقى كدة يا عمى؟
ضحك قائلا بمرح :- ايوا يا اخويا كدة أنا رايح لبنتى سلام مش عارف إيه اللى مخلينى أقف معاك. ..
ذهب حسين ناحية إبنته التى ما إن رأته ألقت بنفسها بين زراعيه بسعادة وانزوا في ركن ما واخذوا يتسامران سويا تحت نظرات سليم الحانقة والعاشقة في آن واحد. ...
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
لم يغادر أحد المشفى وظلوا في أماكنهم
حل الصباح فاسرعوا لرؤية مراد اللذين علموا للتو من الطبيب إنه إستيقظ. ...
دلفت عائلته أولا وبعد أن إطمئنوا عليه هتفت أمينة بحب :- حمد لله على سلامتك يا حبيبي يا ريت كان أنا.
هتف بتعب :- بعد الشر عنك يا أمي متقوليش كدة أنا كويس الحمد لله قدامك .
رددت خلفه :- الحمد لله يا حبيبي وحسبى الله ونعم الوكيل في اللى كان السبب.
تدخل معتز قائلا :- حمدا لله على سلامتك يا بطل.
إبتسم له بخفوت قائلا :- الله يسلمك يا معتز.
ثم لاحظ إنزواء تسنيم في ركن الغرفة فقال :- ايه يا تسنيم مش هتيجى تسلمى عليا. ....
انفجرت فيه ببكاء قائلة :- إنت وحش كنت هتروح وتسيبنى زى بابا. ...
نظر لها بحنان قائلا :- طيب تعالى قربى منى كدة.
إقتربت منه كما طلب منها ثم ربت بجواره على الفراش فجلست بحذر إلى جواره.
تحامل على نفسه ثم مد يده يمسح دموعها قائلا بحنان :- حبيبتي متزعليش خلاص أنا كويس.
هتفت بدموع :- خفت لتروح مننا بعد الشر زى بابا.
إبتسم بحنان قائلا :- وأدينى أهو قدامك يا ستى بطلى عياط بقى. ...
مسحت باقى دموعها العالقة وهى تقول :- حاضر.
قضوا وقتا يتحدثون معه ثم خرجوا ليرتاح ودلف البقية يطمئنون عليه فأخذ يبحث عنها بعينيه ولكنه لم يجدها فزفر بإحباط. ...
مال عمر بجوار أذنه وهمس :- أديلها شوية وقت ...
هتف بهدوء وخفوت :- ماشى يا عمر بس يعنى كنت عاوز أشوفها يعنى وكمان أشوف شوية أمل.
هتف بتأكيد ومرح :- لا إطمن في أمل وفى عمر كمان.
هتف مصطفى :- بس إيه يا عم تنفعوا ممثلين دة أنا خالت عليا. ..
هتف سليم بضحك :- تعيش وتاخذ غيرها يا درش إحنا التلاتة عمرنا ما هنفترق.
هتف حامد وفريد والبقية :- آمين يارب. .
بالخارج كانت لمار تجلس والدموع عالقة في مقلتيها.
إقتربت منها تسنيم قائلة :- ليه مدخلتيش جوة؟
هتفت بدموع :- مش عارفة أنا تايهة مش عارفة أعمل إيه؟ أنا اه قلقانة عليه بس بردو مش عاوزة أشوفه جوايا أحاسيس كلها ضد بعضها.
ربتت على يدها قائلة بإبتسامة :- خدى وقتك محدش هيضغط عليكى يا حبيبتى.
ثم أضافت بمرح :- بس طلى على الغلبان اللى جوة دة بالله عليكى.
إبتسمت بخفوت قائلة :- ربك يسهل. ...
هاتى أشيل حبيبة شوية.
هتفت بنفى :- لا خليها معايا لتتعبك ويلا قدامى علشان تاكلى ومش هقبل أى نقاش .
وقفت معها بإستسلام وذهبت معها
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
كانت ندى تحمل صغيرها وتجلس مع ورد التى كانت تجلس بغيظ وغضب شديدين.
هتفت ندى بضحك :- يا بنتى خلاص كفاية بوزك اللى مداه دة ما طلع بيمثل عليها عاوزة إيه تانى؟
هتفت بتذمر :- لا مليش دعوة دة كان بيزعقلى طول الوقت .....
ثم أكملت بحزن وخجل:- وكمان... كمان حسسنى إنى واحدة رخيصة بيقضى وقت معاها وبس. ..
شهقت بصدمة قائلة :- هو. ....هو قرب منك يعنى لمسك. ..
وكزتها في كتفها قائلة :- إيه قلة الأدب دى لا طبعا بس يعنى هو كان. ...كان بيبو. ....يووووه ملكيش دعوة يا ندى. ..
ضحكت عليها عاليا وهى تقول :- ههههههه خلاص فهمت فهمت ...
ثم غمزت لها قائلة :- بس امتى كان بيحصل ها أما الواد سليم دة نمس صحيح.
زفرت بضيق قائلة :- وبعدين معاكى هسيبك وهروح أقعد مع بابا.
كتمت ضحكتها قائلة :- خلاص خلاص هسكت أنا آسفة يا ستى.
ثم تحدثت بجدية :- ها مقولتليش هتعملى إيه؟
مطت شفتيها بعدم معرفة قائلة :- مش عارفة
هشوف بابا يعمل إيه؟
ثم هتفت بسعادة :- بس أنا فرحانة أوى إن بابا عايش هياخدنى النادى تانى وهنلعب مع بعض كتير.
إبتسمت لها قائلة :- ربنا يسعدك يا حبيبتي كمان وكمان. ...وعقبال بقى ما تفرحونا كدة إنتي وسليم وتجيبلنا قطاقيط صغيرين حلوين زيك كدة. ..
شردت في حديثها متمتمة بخفوت :- آمين يارب.
قاطع حديثهم مجئ سليم الذى هتف :- ورد عمى حسين عاوزك.
وقفت مسرعة تقول :- بابا عاوزنى فينه؟
هتف بخبث خفى :- تعالى ورايا وأنا هقولك. ..
سارت معه حتى وصلوا إلى غرفة فدلفت معه ولكنها لم تجد والدها فهتفت بغرابة :-
أومال فين بابا؟
أغلق الباب بالمفتاح وإبتسم لها بخبث قائلا :-
مفيش بابا. أبوكى مع عمك فوق.
قطبت حاجبيها بضيق قائلة :- أومال جايبنى هنا ليه؟
إقترب منها بخطوات بطيئة مهلكة لأعصابها فأخذت تتراجع حتى إصتدمت بالحائط فحاوطها بيديه مانعا إياها من الهروب. .....
هتفت بخجل حينما إقترب منها ولفحت أنفاسه صفحة وجهها البيضاء فزادته إحمرار :-
إبعد إنت بتقرب كدة ليه؟
سألها بعبث :- تفتكرى إنتي ليه؟
تلعمثت في الإجابة قائلة بأنفاس لاهثة :- مممممعرفش. .إببعد مش عارفة إتنفس. .
إبتسم بخبث لتأثيره عليها فقال بوقاحة :-
بقولك إيه ما تبلى ريقى ببق مياه أصلى عطشان أوى.
هتفت بضياع :- أأااا طب إب إبعد علشان أشربك..أاا. ...
هتف بخبث :- لا ما أنا هشرب كدة. ....
بعد وقت إبتعد عنها حينما شعر بإنقطاع أنفاسها فأسند جبينه على جبينها هاتفا بحب :- وحشتيني. ...وحشتينى أوى. ..
قال ذلك ثم نظر إليها قائلا بحب :- هو أنا موحشتكيش ولا إيه. ....
وكان الرد صفعة قوية نزلت على وجنته زادته صدمة وغضب في آن واحد. .
نظرت له بضعف ودموع متساقطة ثم هتفت بمرارة :-
هو أنا رخيصة عندك للدرجة دى تقرب منى وتضحك عليا بكلمتين بعدين تهينى مش هسمحلك تعمل كدة إنت فاهم. .
إقترب منها بحذر قائلا :- ورد إهدى وإسمعينى.
صرخت فيه قائلة:- مش ههدى إبعد عنى متقربش وإفتح الزفت الباب دة. ..
ذهل من حالتها ولكنه أذعن لطلبها خوفا عليها ففتح الباب أما هى بمجرد أن فتحه غادرت مسرعة ركضا إلى مأمنها غير عابئة بمن يتطلعون لها. .........
كان حامد يتحدث مع شقيقه ومصطفى
توقف فجأة عندما رأى ورد تركض نحوه بسرعة.
ما إن وصلت قفزت بين زراعيه تبكى بشدة فأذداد قلقه قائلا :- مالك فى إيه؟
تحدثت ببكاء :- مفيش. ..مفيش. .
إزداد غضبه فصاح قائلا :- إنتى هتجنينى أومال منظرك دة تسميه إيه؟
ثم تحدث بلين :- حبيبتي إهدى وقوليلى في إيه؟
هتفت بضعف :- عاوزة إمشى من هنا أرجوك يا بابا. ...
كاد أن يجن وهو لا يعرف ما حل بإبنته لمح سليم آتيا يسرع من خطواته وعندما رآها مع والدها زفر براحة. .
إقترب منهم فسأله بهجوم :- عملت فيها إيه إنطق.
توتر قليلا ثم قال :- يعنى هيكون عملت إيه يا عمى؟
سأله بصراخ وهى مازالت على حالتها :-
أومال مالها أنا بعتك تجيبها بس مش بالشكل دة خالص. فايه اللى عملته سيادتك وصلها للحالة دى؟
تلعثم قائلا :- أاا يا عمى أنا ممعملتش حاجة.
تدخل حامد قائلا :- إهدوا انتو الاتنين هنعرف منها هى.
تحدث حسين مرة أخرى لإبنته :- ورد ممكن تبطلى عياط وتبصيلى.
نظرت له بوجه واعين حمراء مغطى بالدموع وكانت تشهق بعنف . مد والدها يديه ومسح دموعها قائلا بحنان :- ممكن بنوتى الحلوة تبطل عياط وتسمعنى.
هزت رأسها بموافقة فأكمل بإبتسامة :-
في حد دايقك؟ حد عملك حاجة؟
وزعت أنظارها بين سليم ووالدها بحزن فخرج صوتها المتحشرج قائلة بكذب :-
أااابدا يا بابا مفيش حاجة بس يعنى إتخنقت من جو المستشفي وعاوزة أروح.
علم إبنته إنها تكذب عليه ولكنه فليتركها تهدأ الآن. إبتسم لها بحنان أبوى قائلا :-
ماشى يا حبيبتى تعالى أروحك. ...
تدخل حامد قائلا :- سليم وصل عمك وخد والدتك وندى معاك.
هتف بسرعة :- حاضر يا بابا.
ثم وجه حديثه لعمه بتهرب قائلا :-
أنا هسبق حضرتك وهروح أشوف الجماعة تحت.
قال ذلك ثم رحل بسرعة يتخفى من نظرات عمه المليئة بالإتهام. ..
بعد لحظات كان الجميع بالسيارة فى طريقهم للفيلا وبعد لحظات أخرى قضوها في صمت وصلوا فصف سليم السيارة ونزل الجميع منها ودلفوا للداخل.
هتف سليم بفرح:- نورت بيتك يا عمى إحنا جهزنالك الجناح بتاعك يا عمى من إمبارح تقدر دلوقتى تريح إنت أكيد تعبان كتير.
تنهد بتعب قائلا :- والله يا ابنى مين سمعك
أنا تعبان فعلا وعاوز أنام. بس هاخد بنتى حبيبتى معايا علشان احكيلها حدوتة من بتوع زمان.
هتفت ورد بفرح وكأنها ليست من كانت تبكى منذ قليل :- الله ماشى يا بابا يلا بينا.
ضحكت صفاء قائلة :- ما صدقتى إنتى طيب خلى بابا يرتاح شوية.
هتف حسين :- مفيش مشكلة إذا كنت تعبان فهى هتكون دوايا عن إذنكم.
قال ذلك ثم صعد للأعلى تحت نظرات سليم الغاضبة.
هتفت صفاء :- روحى يا ندى يا بنتى ريحيلك شوية انتى وابنك.
أمائت بطاعة قائلة :- حاضر يا ماما. ..
ثم وجهت حديثها لإبنها الغاضب بخبث قائلة :- وانت هتفضل تطلع نار من ودانك كتير؟
هتف بغضب مكتوم :- أنا مبطلعش نار بعد إذنك راجع المستشفى تانى.
قال ذلك ثم خرج من الفيلا بسرعة وصعد سيارته وأنطلق بها عائدا للمشفى.
أما هى نظرت في إثره قائلة بمرح :-
هو انت لسة شفت حاجة يا ابن الداغر. .
قالت ذلك ثم صعدت هى الأخرى للأعلى تنال قسطا من الراحة بعد تلك الليلة المتعبة. .
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فى المشفى إستغلت إنشغال الجميع ودلفت لغرفته ببطئ واغلقت الباب خلفها بهدوء ثم سارت ناحيته وجدته نائم تطلعت لتلك الأسلاك الموصلة لجسده فأدمعت عيناها في الحال ووضعت يديها على فمها تمنع تلك الشهقات التى صدرت دون إرادتها. .......
جلست على مقعد قبالته وأخذت تتطلع إليه
هتفت بدموع وصوت خافت :-
أنا أنا مش مش عارفة أكرهك وبردو مش عارفة أسامحك على اللى عملته فيا.
يا ما قلتلك مظلومة بس إنت مصدقتش وكان كل همك ازاى تدمرنى وفعلا نجحت في كدة إنت دمرتنى وكرهتنى في الدنيا وبقى كل همى إنى أموت علشان أريحك وأرتاح بس ربنا مبيرضاش بالظلم بينلك إنى كنت مظلومة والحمد لله طلع عندى أهل بيحبونى ربنا يديمهم ليا وانى مش زى ما كنت فاكر يا حضرة الظابط إنت كسرتنى أوى وصعب أسامحك بعد كل دة.
قالت ذلك ثم وقفت وذهبت ناحية الباب وألقت عليه نظرة أخيرة قبل أن تغادر.
أما هو سقطت دموعه وهو مغمض العينين فهو كان متيقظ منذ بداية دلوفها وحينما إستمع لها كان يشعر بالخزى الشديد من نفسه على ما أرتكبه في حقها وظل مغمض العينين فهو غير قادر على مواجهتها وكان يكبح دموعه بصعوبة حتى لا تشك بإنه متيقظ وعندما رحلت سمح لها بالنزول على الفور
ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد
تحدث بعزم وإصرار :- هخليكى تسامحينى وزى ما كنت السبب في وجعك هكون سبب سعادتك. ...
قال ذلك ثم أخذ ينظر لسقف الغرفة بشرود
بالخارج كانت تسير بوهن ودموع عالقة فجلست بإهمال على أحد المقاعد. ....
كانت خديجة تنظر لإبنتها بحزن فهى تشعر إنها مكبلة الأيدى لا تستطيع فعل شئ لها. ..
رأتها أمينة فتقدمت منها بهدوء قائلة وهى تربت على كتفها :-
متقلقيش شوية وقت وإن شاء الله هترجع زى الأول وأحسن هى بس تايهة حاليا وإحنا هنقف معاها نعرفها الصح فين .
تنهدت بحزن قائلة :- يا رب يا أمينة يارب.
تحدثت بحماس قائلة :- تعالى نروح نقعد معاها نفرفشها شوية وبالمرة نجيب بنت أخوكى معانا دى نكتة لوحدها. .........
إبتسمت قائلة :- عندك حق يلا ونبقى نشوفها راحت فين؟
توجهوا للمار وجلسوا إلى جوارها وتحدثوا معها في محاولة منهن لإخراحها من حالتها. .
****************
كانت تأكل بنهم شديد وكأنها لم تأكل لقرن
رآها على حالتها فأخذ يضحك بخفوت ثم توجه إليها وجلس قبالتها قائلا :-
كفاية طفاسة يخرب بيتك.
تحدثت والأكل بفمها بغضب :- ملكش دعوة إيه البرود دة.
قطب حاجبيه قائلا بإشمئزاز :- الله يقرفك يا شيخة إتعلمى تتكلمى لما تخلصي اللى فى بوقك.
أجابته ببرود أغاظه :- عاجبنى شكرا لنصيحتك.
هتف بحنق :- ما خلاص يا ست القفوشة مش كلمة هى وأتأسفت كمان عاوزة إيه تانى؟
هتفت بشراسة :- إنت زعقت في وشى جامد وقولت كلام وحش زيك.
هتف بذهول وأعين متسعة:- وحش! انا وحش يا معفنة روحى بصى لنفسك في المراية الأول قبل ما تقولى وحش ومش عارف إيه.
نظرت له ببرود قائلة :- خلصت؟ روح شوف وراك إيه؟
كاد أن يجن منها فنهض بعنف وغادر فنظرت لإثره بإبتسامة خبيثة قائلة :-
أحسن علشان تحرم. صحيح صدق اللى قال عاوز تقتل عدوك إقتله بسكاتك.
قالت ذلك ثم أخذت طبقا من الطعام معها وهى تقول :- أما أروح للبت لمار وأتسلى في شوية الأكل دول. ....
**********
دلف سليم إلى داخل المشفى وهو لا يرى أمامه من الغضب منه ومنها ومن تلك الظروف التى أجبرته على ذلك.
إصتدم بعمر الذى لم يختلف حاله عن حال سليم ..
هتفا في نفس الوقت بحدة :- فى إيه؟
ثم نظروا لبعضهم وعندما أرادوا التحدث تحدثوا معا مرة أخرى قائلين :-
مالك؟
هتف عمر بمفرده بحنق :- يووووه قول إنت الأول.
هتف سليم بهدوء مصطنع :- مفيش ما تخدش في بالك. .
هتف عمر بغيظ :- شوية وكنت هخنقها بأيديا.
تحدث بغرابة :- مين دى؟
تحدث بغضب وحنق :- باردة باردة فريزر.
ضحك رغما عنه قائلا :- ليه عملت إيه بس؟
قص له ما حدث منذ تلك المشاحنة حتى الآن. وبعد أن إنتهى هتف سليم بخبث :-
طيب وانت إيه اللى مضايقك في إنها بتتجاهلك ولا إنت مش عاوز كدة.
هتف بتوتر :- لا طبعا تتجاهلنى ماتتجاهلنيش مش فارق معايا .
هتف بسخرية :- لا واضح إنه مش فارق معاك.
زاغت أنظاره ثم سأله بتهرب :-
وانت بقى مالك قالب وشك ليه؟
قص عليه هو الآخر ما حدث وبعد أن إنتهى هتف بهدوء:-
بصراحة يا صاحبى هى عندها حق لإنها مشفتش حاجة تبينلها إنك بتحبها فأعذرها وأديلها شوية وقت.
ثم هتف بمرح :- وبعدين إنت قفل اصلا ملكش في الحب والكلام دة ليك في شغل النمسنة إنت يا نمس ها من إمتى؟
نظر له بغيظ قائلا :- عمر نقطنى بسكاتك بدل ما أطلعه عليك دلوقتى.
هتف بخوف مصطنع :- لا وعلى إيه الطيب أحسن بينا على الواد مراد نغلس عليه وينوبه من الحب جانب.
أردف بسخرية :- يلا يا أخويا يلا.
قال ذلك ثم صعدا إلى الأعلى متوجهين إليه. .
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد مرور إسبوعين من تلك الأحداث
تمت محاكمة ماجد بالإعدام شنقا لما إنسب إليه من جرائم وكان حسين قد قدم المستندات والأدلة التى تثبت إدانته كما حكم على إبنته بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة النصب والتذوير في إحدى الصفقات.
خرج مراد من المشفى بعد أن تعافى كليا وتابع عمله وكان الوضع متوترا بينه وبين لمار
وكذلك الوضع عند سليم فورد منذ ما حدث بينهم في المشفى وهى تتجنبه وتتجنب الحديث معه مما زاد إستياءه
بفيلا الداغر كانت ورد تحدث والدها قائلة برجاء :- بابا عاوزة اروح المدرسة واتعلم زى سميحة.
ضمها إلى صدره بحزن قائلا :- حاضر يا حبيبة بابا هعلمك وهتكونى أحسن ورد في الدنيا كلها.
عانقته بسعادة قائلة :- أنا بحبك أوى يا بابا.
ربت على ظهرها بحنان قائلا :- وأنا بموت فيكى يا روح بابا.
كان سليم يجز على أسنانه بغضب عارم من إقترابها لوالدها ونعتها له بإنها تحبه ليس غيرة ولكن لإبتعادها عنه طيلة ذلك الوقت فهو يتمنى أن تكون بجانبه بهذا القرب أن ترتمى بين زراعيه وتخبره بأنها تحبه هو مثلما فعلت مع والدها.
كان حسين يتابعه بتشفى فمال على إذن إبنته يهمس لها ببعض الكلمات فإنفجرت ضاحكة
وهى تزيد من معانقته.
أما هو وصل إلى ذروة غضبه فوقف يهتف بحنق واضح:- تصبحوا على خير أنا طالع أنام.
قال ذلك ثم توجه للأعلى بسرعة تحت نظراتهم.
هتف حامد بتلاعب :- وبعدين معاك يا حسين ما تخف على الواد شوية.
هتف ببراءة مصطنعة :- هو أنا عملت حاجة؟
أجابه مصطفى بضحك :- لا يا عمى أبدا خليك زى ما إنت.
هتفت صفاء بتذمر :- شوف الواد دة بدل ما تقول كلمة عدلة اه ما إنت قاعد متهنى مع مراتك وهو يا حبة عينى متشتحف لا طايل سما ولا أرض.
هتف بمزاح :- جرى إيه يا امى أنا ما صدقت صلحت الأمور ابعدى عنى الله يرضى عنك.
ضحك الجميع على مناغشتهم وقضوا الأمسية في جو يسوده الدفئ العائلى غير عابئين بالذي يحترق بالأعلى ...
وبعد فترة ذهب للجميع للنوم .........
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
صباحا كانت سجود تنظف المنزل بعد أن ذهب عمر لعمله وخرجت خديجة برفقة لمار للإطمئنان على الجنين كانت تمسح الأرضية حينما رن جرس الباب فكانت لا ترتدى الحجاب فنظرت من خلال العين السحرية فوجدتهم رجال ضخام يقفون على أعتاب المنزل فهتفت بذعر :- ممممين؟
هتف إحدى الرجال بصوت غليظ :- إفتحى عمر بيه عاوز ملف مهم سابه هنا.
هتفت ببعض الطمأنينة :- أاا مماشى ثواني.
دلفت للداخل وسحبت حجابها ثم أحكمته على رأسها ثم توجهت للباب وفتحته قائلة :-
أيوا ملف أيه اللى انتوا عاوزي....
توقفت الكلمات وشل لسانها وفتحت عينيها على وسعهما قائلة بصدمة :- إااااانت. ...
