أخر الاخبار

رواية ملك للقاسي الفصل السابع والثامن بقلم فاطمة احمد

رواية ملك للقاسي
 الفصل السابع والثامن
 بقلم فاطمة احمد
 


الفصل السابع:تعود

في صباح اليوم التالي. 

كانت تجري الاستعدادات للخطوبة و تدبر احمد الامر وقام بدعوة معارفهم و قامت     رهف بدعوة صديقات يارا رغم رفضها فلا داعي لإقامة حفلة كبيرة على شيء غير مهم من وجهة نظرها.

كانت يارا لا تزال في غرفة رهف عندما سألتها :

- هو بابا هيخلص شغل في الشركة امتى انا عايزة اروح بيتنا بس مبحبش اقعد لوحدي.



اجابتها بجهل :

- معرفش يمكن يطولو بس عايزة تروحي ليه هو اناي مش مرتاحة معايا.



ابتسمت وامسك يدها :

- انا برتاح معاكو اوي وبحسكم عيلتي التانية بس احم خايفة اخوكي يجي وانا مش هبقى مرتاحة يعني.



ضحكت رهف :

- لا اقعدي براحتك ابيه مش هيدخل الاوضة وبعدين فيها ايه ياختي انتو هتتجوزو قريبا ولازم تتعودو على بعض هههههه



.

اغتاظت يارا وارادت اخبارها ان هذا الزواج لن يكون حقيقيا لكنها لاذت بالصمت ، نهضت و نزلت للأسفل بعدما ارتدت حجابها و جلست مع حنان في المطبخ.


حنان بابتسامة :

- انتي لازم تنامي بدري النهارده عشان بكره خطوبتك ووشك لازم يبقى منور.

ردت عليها ببرود :



- على فكرة انكم تتعاملو بطريقة طبيعية ده مش هيغير حقيقة جوازنا انا وادم انا مش فاهمة ليه مصممين تعملو كل المظاهر ديه.

استدارت اليها وتحدثت بنبرة جادة :

- مش مظاهر يا يارا ده اللي المفروض يحصل من حقك تتعملك خطوبة وفرح       والكل يعرف انك خلاص هتتجوزي واصلا يمكن الجواز المؤقت يتحول لجواز حقيقي محدش عارف متستعجليش.



صمتت يارا فتابعت الاخرى :

- على فكرة ابني ادم شخص كويس اوي ومستحيل يأذيكي او يظلمك معاه.



تذكرت عندما صفعها فابتسمت بتهكم :

- سوري على كلامي بس حضرتك امه اكيد هتمدحيه يعني هو يمكن يكون كويس معاكي    ومع باباه واخته و الناس انما معايا



 بيتعامل بطريقة همجية جدا ، عمتا ده مش بيهمني وياريت تفضل العلاقة بيننا كده عشان انا عايزة نرجع زي الاول في اسرع وقت.


في الظهيرة. 

عاد ادم من الشركة و دخل الى الفيلا ومنه الى غرفته ، فتح الدولاب ليخرج ملابسه لكنه لمح الشال الذي اخذه من يارا منذ يومين. 




ابتسم ولفه على يده يشمه بعمق :

- ريحتك موجودة فيه كأنك لسه حاطاه عليكي ولا انا اللي مش عارف انسى ريحتك الحلوة وبقيت اتخيلها في كل حاجة.

طرق باب غرفته فأخفى الشال سريعا دخلت والدته وابتسمت :



- حبيبي انت رجعت مجيتليش ليه زي عوايدك.

حمحم بخشونة :

- انا قلت يمكن يارا تكون معاكي في الاوضة فمفيش داعي ابقى موجود في نفس المكان يعني.



مطت شفتها بتذمر واقتربت منه :

- وبعدين معاك يا ادم هي مش عايزة تقعد معاك في نفس المكان وانت كمان نفسي افهم هتتجوزو وتعيشو مع بعض ازاي.



شد على قبضة يده وبدأ الغضب يحتل قسمات وجهه :

- ماما حضرتك عارفة القصة مفيش داعي اقولك كل مرة اني.....

قاطعته حنان بهدوء :

- انت بتقنعني انا ولا بتقنع نفسك بالكلام ده هو انت فاكرني مش ملاحظة عليك بتبصلها     ازاي من اول ما يارا عرفت انكو متجوزين وانت بقيت تتقرب منها ، بص ده مش غلط بس عايزة افهم مشاعرك ليها ايه بالضبط ؟




التزم الصمت لثوان يتذكر كلام عمه ثم اجابها :




- ببصلها كبنت عادية يارا مش اكتر من بنت غريبة عني اعتبرتها مسؤولة مني ومجرد ما اخلص منها هحررها ماما انا وهي مبننفعش لبعض انا اكبر منها و عقلياتنا مختلفة





 وشخصياتنا وتصرفاتنا ونظرتنا للحياة كلهم مختلفين وكمان انا مجبور عليها زي ماهي مجبورة مني.




في هذه اللحظة كانت يارا تبحث عن حنان حتى سمعت صوتها ينبعث من غرفة ابنها كادت     تذهب لكنها التقطت اسمها في وسط الكلام لذلك اقتربت ووضعت رأسها على الباب





 وانصدمت من كلام ادم عنها لهذه الدرجة يعتبرها مختلفة عنه لهذه الدرجة هي عالة عليه يريد التخلص منها في اقرب وقت ؟!!!




ادمعت عيناها وركضت بعيدا اما حنان فقالت :

- الفروق ديه طبيعية بين اي اتنين ومش حاجة خطيرة على فكرة انا مش عارفة انت     ليه مقتنع بفكرة ان السن والعقليات هتبقى حاجز بينكو طيب ماهو باباك اكبر مني ب 15 سنة وبنحب بعض وملقيناش مشاكل في جوازنا خالص !!



هز رأسه بتوضيح :

- حضرتك وبابا جوازكم مبني على الحب والتفاهم والاحترام وده خلاكو ترتبطو ببعض وده مستحيل في حالتي.


ابتسمت حنان :

- يعني انت مستحيل تحب يارا او اي بنت تانية ؟

اشاح وجهه عنها :


- انا مبآمنش بحاجة اسمها حب يا ماما الحب ده حاجة تافهة اخترعوه عشان يبررو التصرفات الهبلة اللي بيعملوها وانا مليش فيه. 


ذهبت يارا الى غرفة رهف ومنه الى الحمام ، نظرت للمرآة تتذكر كلامه وانه من المستحيل ان يحبها تنهدت بعمق وهمست :



- انتي زعلانة ليه طبيعي تبقى ديه مشاعره اتجاهك انا مش زعلانة عشانه هو ، انا زعلانة لاني طول حياتي بتمنى اتجوز راجل حنين بيحبني وبيفهمني ويحترمني راجل يبيع الكل ويشتريني راجل انا اللي     اختاره وابقى مطمنة من اختياري ليه بس كل حاجة ادمرت لما حطوني تحت الامر الواقع هههههه واللي اسمه حوزي مستحيل يحبني ولا انا احبه خالص.



اخذت نفسا عميقا واخرجته بحرقة ثم غسلت وجهها وغادرت الغرفة لتذهب الى منزلها ، عندما كانت ستنزل الدرج التقت به وقف ادم ينظر اليها وهي كذلك ثم اشاح كا منهما وجهه ومضى !!




بعد مرور يومين. 

اقيمت حفلة الخطوبة وكانت كبيرة وتمت دعوة الكثيرين ليعرفوا ان رجل الاعمال ارتبط رسميا مع ابنة عمه.



حضر اقارب يارا من الأم وكانوا متذمرين من تزويجها وهي في هذا السن لكن لم يتكلم احد. 



ارتدت يارا فستان طويل باللون الزهري الفاتح و طرحة بنفس اللون حددت عينيها بالكحل لتبرز عسليتاها واحمر شفاه خفيف فكانت حقا جميلة. 



اما ادم ارتدى بدلة سوداء وصفف شعره الغزير للخلف وهندم لحيته فكان وسيما ايضا.



تمت الخطوبة و قام ادم بتلبيس يارا الخاتم وهي ايضا وبمجرد ان لمست يده شعرت بقشعريرة تسري في جسدها كله ، حمحم ادم وهمس :



- مفيش داعي للتوتر ده كله كأن الجواز ده حقيقي انتي عارفة اللي فيها.

تنهدت واجابته :

- ايوة عارفة ومش متوترة خالص انا كويسة.

ادخلت الدبلة في بنصره وتعالت التصفيقات من الجميع ابتسمت يارا بتصنع فذهبت رهف تقف بجانبها وتردد بمرح :

- يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا.

ضحك الجميع ونظر اليها مازن بحب و تمنى ان تكون معه ويربطها ب اسمه قريبا تنهد بعمق محدثا نفسه :


- انا بحبك اوي نفسي املك الشجاعة اللي تخليني اعترفلك بحبي واتقدملك.

حمحم احمد :

- ادم ابني لو عايز تتكلم مع بنتي شويا روحو البلكونة بس سيبو الباب مفتوح.

كاد ادم يعترض لكن حنان سبقته :

- يلا ياحبيبي خد خطيبتك وروح اقعد معاها... تقدمت منه وهمست :

- وبلاش وش الخشب اللي مركبه ده على الاقل قدام الناس.

هز رأسه موافقا بمضض وذهب معها ، دلفا للشرفة فقالت بتوتر :

- هو احنا لازم نقعد لوحدنا يعني.

نظر لها باستنكار :

- ليه خايفة اعملك حاجة وحشة ؟

حمحمت وهي تشيح وجهها عنه :

- لا طبعا بس اعتقد...

قاطعها ببرود :

- اعتقد ان علاقتنا مزيفة وهتفضل مزيفة لحد ما نطلق وكل واحد يروح في طريقه بلاش يعني تعملي نفسك مكسوفة وكده.


شعرت بالحزن من كلامه ف اخفضت رأسها ولاذت بالصمت ، لاحظ ادم هذا عليها فزفر :

- انا عارف انك كنتي بتتمني تتجوزي غير كده تتجوزي راجل انتي اللي تختاريه ويحبك وتحبيه بس العادات اللي لسه المجتمع عايش عليها     بيمنعك من انك تختاري الطريقة اللي تعيشي بيها والاشخاص اللي تعيشي معاهم بصي يا يارا انا قد ما كنت قاسي وعندب عيوب كتيرة مش هبقى اسوء من عمر



 اللي متجوز ومطلق اكتر من مرة وجاهل واقصى ايمانه بدينه تشجيعه التعدد و الزوجة المطيعة اللي عيب تتعلم وتعيش زي ماهي عايزة.



نظرت له يارا وكادت تتكلم لكنه قاطعها :

- عارف بردو ان فرق السن بيننا كبير وده مخليكي مضايقة بس حتى انا مش عاجبني اتجوز بنت 19 سنة واضطر اعيش معاها تحت سقف واحد لفترة كويسة.



يارا بحزن :

- انت مضطر كل ده هو للدرجة ديه انا مش مناسبة ليك ؟

صمت قليلا يطالعها ثم تنحنح بخشونة :

- انا رافض الفكرة من اساسها مش عشان انتب اللي موجودة فيها حاليا.



اغمضت عيناها بألم وتابعت :

- يعني بعد ما نطلق واتجوز راجل تاني هبقى مناسبة ؟



لا يدري لم لكنه شعر بسوط يجلده بقسوة و شرايين قلبه تنقبض عندما خيل له انه من الممكن ان تكون لغيره ، اظلمت عيناه بشكل مخيف وجذبها اليه :



- بقولك ايه اياكي اسمع كلمة راجل تاني ديه على لسانك تمام جوازنا مزيف اه بس انا    مش كيس جوافة عشان اسمع من مراتي الكلام الغبي ده و اسكت فاهماني !!



خافت من منظره لكنها قالت بتحدي :


- تصدق بالله هتصدق ان شاء الله لو فاكر انك بتخوفني بنظرتك ديه ف انت غلطان    انا بقول اللي بحبه ومحدش بيقدر يتحكم فيا اوك واه ياريت تفضل فاكر اننا عن قريب هنطلق انت عارفني مضطرة اتجوزك.


توقعت انفجاره بها لكنه ابتسم :

- اها قوليلي انتي بترديهالي يعني ، انحنى عليها وهمس بجانب اذنها :

- هو كلامي وجعك ولا ايه اوعى تكوني حبيتيني وعايزة تفضلي معايا للأبد.


تسارعت نبضات قلبها و ازدادت وتيرة تنفسها عندما شعورها بأنفاسه الساخنة تلفح بشرتها دحرجت عينيها في المكان وابتعدت عنه :


- مممم متقربش مني كده تاني.

رفع حاجبه بخبث :

- ليه خايفة تضعفي وتبوسيني.

اشاحت يارا وجهها عنه بضيق :

- انت قليل ادب ومش متربي ومش محترم كمان وانا هقول لبابا عليك.

اقترب ادم منها :

- تقوليله ايه ياقمر كنت بحكي لجوزي عن راجل تاني وهو قرب مني وكلمني بقلة    ادب وقالي ممطن اضعف و ابوسه ؟!

زفرت بخنق ووجهها يحمر مجددا بسبب كلامه الوقح كادت تذهب لكنه امسك يدها و سحبها اليه.

غمغم ادم بتحذير :

- لون الروج ده مش عايز اشوفه عليكي تاني كلامي واضح.

استغربت منه ووضعت يدها على شفتيها :

- ليه مش حلو عليا ؟

ابتسم بغمزة :

- ماهو عشان حلو وشفايفك مغرية فيه انا بمنعك تحطيه الا لو عايزاني اشيلهولك بنفسي ديه بقى فيها كلام تاني.

شهقت بدهشة من جرأته ودفعته خرجت من الشرفة وهو خلفها يطالع الجميع ببرود. 


اقترب منه مازن وغمزه :

- البنت وشها احمر انت عملتلها ايه يلا. 


ادم برفعة حاجب :

- خد بالك انك بتتكلم على مراتي هاا وملكش دعوة وشها عامل ازاي ولا انا عملت ايه يلا. 


ضحك مازن و احتضنه بخفة اما يارا فأخذتها رهف الى صديقاتها. 


فتاة ما : الف مبروك يا يارا عقبال الفرح يارب. 


يارا بابتسامة بسيطة :

- ميرسي ياحبيبتي عقبالك.


صديقة اخرى وتدعى فرح :

- مبروك عليكي يا يارا صمتي وفطرتي على راجل ماشاء الله عليه طبعا ما انتي بقالك سنين واخدة دور الملاك اللي مبيغلطش اكيد هيجيلك عريس كامل. 


تجهمت ملامحها وقالت :

- واخدة دور الملاك انتي قصدك ايه ؟


تنهدت واجابتها :

- يعني انا مستغربة ازاي كانت علاقتك مع ابن عمك وانتو عايشين مع بعض وكمان    كنتي بتقولي الراجل حرام يلمس ست مش حلاله الا لو متجوزين او كان محرم ليها بس انا شايفاكي


 سبتيه يلبسك الدبلة وكمان قعدتو في البلكونة لوحدكو مش كنتي بتقولي كمان الخلوة بين الراجل و الست في مكان مقفول حرام.


صمتت ولم تدري ما تقوله وفضلت الانسحاب لكن فجأة شعرت بيد تجذبها من خصرها ويده تمسك يدها يقبلها ببطئ. 


ادم بابتسامة :

- كلامها صح وهي مطبقاه يارا مش واخدة اي دور عشان هي فعلا بتعرف حدودها ولعلمك يا انسة انا وحبيبتي مكتوب كتابنا اصلا. 


اندهشت فرح وحمحمت :

- احم انا كنت بهزر مقصديش حاجة طبعا عارفة شخصية يارا كويس وهي مبتعملش الغلط. 


ادم بجمود :

- كويس انك عارفة ، يلا ياحبيبتي تعالي معايا عايزك في حاجة مهمة. 


اومأت يارا وهي خجلة من تصرفه وكلامه ذهبت معه اما رهف فنظرت للفتيات بمكر :

- يارا و ابيه ادم فعلا لايقين على بعض. 


صديقتها :

- ايوة صح بس الفرح هيتعمل في البلد وانا كده مش هعرف احضر. 


اجابتها بدون مبالاة :

- عادي هبقى اجبلك حصتك من الجاتوه ، نظرت لفرح شزرا واكملت :

- وانتي مش معزومة. 


مطت شفتها بضجر واشاحت وجهها عنها...

_____________________

في يوم اخر. 

كانت يارا نائمة في غرفتها عندما رن هاتفها ب اسم رهف اجابتها و اخبرتها بأن تذهب   الى الجامعة بمفردها فهي لا تريد الذهاب اليوم. 


اغلقت الخط وكادت تنهض لكنها لمحت الخاتم في يدها ، تحسسته بابتسامة وهمست :



- الناس بتتخطب وبعدين تتجوز بس انا حصل معايا العكس ههه مش مصدقة اني ارتبطت ب اكتر راجل كنت اكرهه و اخاف منه. 


اتسعت ابتسامتها ووقفت تطالع المرآة :

- ادم مش وحش للدرجة ديه يعني هو قاس

ي شويا و حازم وبارد ومستفز بس بحسه جنتل مان كده. 


ضحكت وصفعت جبينها بخفة و دلفت للحمام اغتسلت و ارتدت ملابسها و حملت حقيبتها و خرجت.



وقفت يارا تنتظر سيارة أجرة بملل وتنظر لساعة يدها حتى لمحت سيارة سوداء تقترب منها حمحمت بتوتر فتوقف امامها مغمغما بجدية :

- رايحة الكلية ؟


اومأت بنعم ف اشار لها برأسه :

- اركبي عشان اوصلك. 


يارا بارتباك :

- لالا مفيش داعي اا...


قاطعها بحدة :

- بقولك ايه انا مش فاضي اركبي وبلاش كلام كتير. 


مطت شفتها بتذمر من طريقته في التعامل و ركبت لتلفح انفها رائحته الرجولية الرائعة ،    اغمضت عينيها بخجل و لاحظها ادم ليبتسم و يقود بعد فترة وصل للجامعة وقال :

- هتخلصي امتى ؟


ردت عليه ببساطة :

- الساعة 2 الظهر. 


هز رأسه وهتف ب :

- يلا انزلي واهتمي بدراستك بلاش جو زميلي و دكتوري وبلاش صوت ضحكتك تنتشر في المدرج. 

- ليه غيران عليا ؟


قالتها بخبث فأجابها ببرود :

- بخاف على الناس من صوتك .... انزلي يلا. 


تنهدت بغيظ منه ودخلت اما هو فظل يطالع فراغها حتى اختفت...


اغمض عيناه يتلمس الخاتم في اصبعه ثم انطلق بسيارته...

بعد ساعات انتهت محاضرات يارا خرجت بعد ان ودعت صديقاتها وكانت تنظر الى هاتفها حتى اصطدمت في احدهم.


همهمت باعتذار :

- اسفة اسفة مخدتش بالي. 


نظر لها بابتسامة :

- ولا يهمك ، انا محمد مجدي معاكي في الدفعة وانتي ؟


لم تجبه وذهبت اما هو فسأل احدى الفتيات عن اسمها و اخبرته.


في نفس اللحظة كان ادم قد جاء ليصطحبها الى المنزل رأته يارا و ابتسمت خاصة عندما خرج من السيارة ليفتح لها الباب الأمامي. 


يارا بنبرة رقيقة :

- ميرسي. 


همهم بهدوء :

- يلا اركبي.


كادت تركب لكن محمد ناداها من بعيد :

- ياارااا. 


استدارت اليه فغمزها وبعث لها قبلة في الهواء مرددا :

- اشوفك بكره. 


انتفضت بصدمة ونظرت ل ادم الذي احمر وجهه بشدة وتسارعت انفاسه من    الغضب ، رمقها بحدة و ادخلها بعنف وركب بجانبها انطلق بسيارته بغضب شديد وهي تطالعه بخوف. 


يارا بتوتر :

- انت فاهم غلط انا مبعرفوش صدقني ولا عمري كلمته. 


لم يجبها وزاد في سرعته فأغمضت عيناها بفزع فهي تخاف من السرعة لأن والدتها توفيت في حادث سيارة....نزلت دموعها وضغطت على كتفه :


- ادم خفف السرعة.


لم يستجب اليها فصاحت ببكاء :

- ااادم ارجوك انا خايفة ارجوك !!


زفر وخفف السرعة وهو يغمغم من بين اسنانه :

- مبتعرفيهوش بس هو بيعرف اسمك و بيغمزلك كمان وبيقولك اشوفك بكره يا سبحان الله يعني.


رمقها بنظرة نارية وتابع :

- بس على فكرة هو مناسب ليكي وسيم و صغير مش اكبر منك بعشر سنين صح قوليلي انتي معجبة بيه. 



هزت رأسها بعدم تصديق لما تسمعه :

- لو كنت معجبة بيه مكنتش هوافق اربط اسمي مع اسمك يا ادم صدقني انا مبعرفوش والله العظيم. 


توقف بقوة ف ارتدت يارا للأمام جذبها ادم من ذراعها وجذبها اليه ، امسك فكها هامسا :


- انا هصدقك المرة ديه بس اقسم بربي يا يارا لو شوفته جمبك تاني والله العظيم هموتك واموته كلامي واضح !!


لم تتكلم فصرخ بعصبية :

- فااهماااني !!


هزت رأسها بسرعة :

- ايوة فاهمة. 


تنفس بعمق واردف :

- لما نطلق اعملي اللي تعوزيه بس وانتي على ذمتي خليكي محترماني زي مانا محترم وجودك وانا مش مجبور اصلا. 



اغمضت عيناها ثم ابعدت يده عن وجهها :

- وانا من غير مااكون على ذمة حد بعرف حدودي كويس ياريت تفهم الكلام ده وتبطل تفكرني كل دقيقة بحقيقة علاقتنا لاني عارفاها كويس. 


اشاحت وجهها عنه بغضب فتابع القيادة حتى وصل الى الفيلا وقبل ان تنزل تمتم :

- الولد ده اسمه ايه ؟


تذكرت كلامه عن نفسه فقالت :

- محمد مجدي ومعايا في الدفعة. 


رمقها باستنكار :

- عارفة اسمه الكامل ودفعته وبتقولي عمرك ما شوفتيه لا يا شيخة. 


تضايقت يارا من تلميحاته فقالت :

- لما وقفني قالي اسمه ايه وانا معنديش زهايمر طبيعي هفتكر كلامه يلا عن اذنك. 


خرجت وتركته اما هو فطلب احد الارقام وبعد ثوان غمغم بصوت قاتم :

- الطالب محمد مجدي اللي في الدفعة الاولى عندكو عايزه يتفصل من الكلية فورا. 


سمع كلام الطرف الاخر ثم اغلق الخط :

- محدش بيقرب من حاجة تخصني ابدا. 

شغل السيارة و اتجه الى الشركة بعدما اتصل به والده...

____________________

دخلت يارا الى الفيلا و استحمت ارتدت ملابس بيتية و لملمت شعرها ثم اعدت الغداء وجلست تأكل وهي تهمهم بغضب :


- البني ادم البارد ده هرتكب فيه جناية ازاي يكلمني كده كأنه كان بيتهمني هو ماله اصلا جوازنا مؤقت يعني ملوش دعوة بيا. 


صمتت قليلا ثم ابتسمت :

- لا بس انا فرحت يعني لما لقيته غيران هههه بس بس. 


انهت طعامها وصعدت الى غرفتها لتنام. 

بعد ساعات استيقظت وسمعت ضجة في الخارج ثم طرق الباب اذنت بالدخول فدلف احمد بابتسامة :


- حبيبة بابا صح النوم مش هتقومي بقى. 


تمطعت بيديها مهمهمة بنعاس :

- اهو صحيت يا بابا حضرتك جيت امتى. 


رد عليها وهو يمسح على شعرها بحنان :

- من شويا بس وجاي معايا ضيف انزلي شوفيه. 


عقدت حاجبيها بتعجب :

- ضيف مين لا انا مش هنزل اشوف حد. 

- بس يابنتي اا...


قاطعته برفض :

- بابا بليز انا عارفة مين اللي جاي اكيد حد من اللي عايزين يباركولي على الجواز وانا لازم اعمل نفسي مبسوطة وميرسي وعقبالكم لا مش عايزة. 


تفاجأ من عدائيتها واردف :

- بنتي انتي من امتى بتكلميني بالطريقة ديه وترفضي حاجة بقولها. 


اغمضت عيناها وتمتمت :

- انا اسفة مش قصدي ارفضلك حاجة بس مبقتش عايزة اعمل تصرف مجبورة عليه من 

اليوم اللي عرفت فيه بجوازي من ادم قررت اعيش بالطريقة اللي بحبها واعمل اللي ارتاح ليه خلاص تعبت من كوني....


قطعت كلامها عندما رأت ادم يقف امام الباب يطالعها بجمود والواضح انه سمع كل ما قالته...!!



الفصل_الثامن : مشاعر مختلطة


كان احمد قد عاد من الشركة مع ابراهيم نزل من سيارته وكاد يدلف للفيلا لكن سمع صوت    احتكاك قوي بالسيارة فعرف من هو على الفور ، نظر له وجده يخرج بهدوء ف ابتسم واقترب منه.



احمد :

- ازيك يا ادم عامل ايه يابني مشوفتكش النهارده في الشركة. 

اجابه بهدوء : الحمد لله انا وصلت يارا الكلية بعدين قعدت مع صحابي والوقت خدنا. 



اوما بتفهم :

- انا كويس متشكر جدا لانك وصلت يارا.

- ده واجبي ياعمي.....عن اذنك.

كاد يذهب لكن اوقفه احمد :

- احم ادم ممكن تجي معايا محتاجين نتكلم ع المشروع الجديد بتاعنا وانت مكنتش موجود النهارده و العمل اتأجل لازم نخلصه بسرعة.


نظر لساعة يده مغمغما :

- معنديش مانع اتفضل. 


دخل معه وجلسا في غرفة المكتب وبعد مرور ساعة ونصف قال احمد :


- معقول يارا لسه نايمة لحد دلوقتي انا هصحيها عشان تعرف تنام بليل عن اذنك. 



لايعرف ادم لم لكن عند ذكر اسمها شعر بنبضات قلبه تتسارع وتتقاتل فيما بينها لذلك وبدون تفكير هتف بجدية حاول ان يخفي بها لهفته :


- عمي ينفع اتكلم معاها كلمتين على انفراد عايزها فموضوع مهم. 

- موضوع ايه خير ؟

- لا حاجة عادية متشغلش بالك. 


صمت بتردد ثم حسم أمره :


- اه طبعا اتفضل انت ابن عمها ومش حد غريب. 

نهض ادم وذهب معه لكن فجأة جاءه اتصال توقف ليتحدث وبعد انتهائه دخل    غرفتها ليسمع كل كلمة قالتها.... ابتسم بتهكم واضح على ملامحه حتى لاحظت وجوده و انصدمت معتقدة انها تتخيل. 


خرج احمد تاركا لهما الحرية فغمغم ادم بصلابة :

- كأن لسانك بقى طويل الفترة ديه اظاهر القطة المغمضة فتحت اخيرا. 


اغمضت يارا عيناها بسرعة و فركتهما هامسة :

- تأثير النوم لسه عليا وانا اكيد بتخيله ماهو مش هيطلعلي من المرايا انا بتخيل. 


- لا اطمني انتي واية ومش بتتخيلي. 

فتحت عينيها وتأكدت من وجوده معها في نفس الغرفة فهتفت بدون وعي :




- نفسي افهم انت بتطلع منين وازاي وليه فجأة كده بلاقيك قدامي. 

كان صوتها واضحا فاقترب منها ببطئ تزامنا مع تراجعها للخلف بتوتر ، اسرع بخطواته    قليلا و انحنى عليها وهي جالسة على سريرها فتوترت الاخرى اكثر ونظرت خلفه علها تلمح والدها لينقذها من هذا الوضع لكن لم تجده.




ادرك ادم خوفها فابتسم بتلاعب و فجأة جذبها من خصرها لتلتصق بصدره الضخم شهقت ومرت في جسدهما صعقة كهربائية وتلقائيا وضعت يدها على صدره فأحست بتشنج عضلاته.


ابعدت يدها سريعا وحاولت الافلات لكن لم تستطع ولم يتحرك ادم انشا واحدا بل ضغط على خصرها بقوة جعلت يارا تتأوه بألم :

- لو سمحت ابعد عني انت بتوجعني. 


دفن وجهه في عنقها مهمهما بأنفاس متسارعة :

- بجد بوجعك.... طيب و انا. 


شعرت بقشعريرة تسير في جسدها فشهقت :

- ادم لو سمحت. 


لم يتحمل قربها هذا اكثر ف انقض على شفتيها يلتهمها بشغف كبير مد يده وازال دبوس شعرها لتسقط خصلاتها وتغطي




 ظهرها ، جذب خصلة منها وهو لايزال يقبلها حتى ابتعد لتشهق يارا بقوة محاولا سحب اكبر كمية من الهواء.


وضع ادم يده على وجنتها وعاد يقبلها لكن بهدوء اكثر حتى غرقت يارا في سحره..... رفعت يدها المرتجفة ووضعتها على صدره تستمتع بهذه اللحظات الساحرة وتلتصق به أكثر لكن فجأة دفعها ادم عنه ونهض مسرعا. 


استغربت يارا تصرفه فسألته :

- في ايه ؟


مسح على وجهه بعنف :

- مش هينفع.... انتي لازم تفضلي بعيدة عني. 


اندهشت من تصرفه المفاجئ فوقغت امامه :

- ليه انت فاكرني لعبة امتى    ما تعوز بتقرب وامتى ما تعوز بتبعد ؟ ممكن افهم ايه اللي حصلك فجأة ليه بتكون كويس معايا ومرة واحدة بتقلب. 


نظر لها بغضب واستدار ليذهب لكنها اوقفته ممسكة اياه من ذراعه :

- اكيد مش كلامي اللي سمعته من شويا هو اللي مدايقك لانه بيخصني انا مبيخصكش انت... انا عايزة اعرف ليه اتغيرت



 معايا اخر مرة كنا في البلد و خرجت معاك وكنا مبسوطين بس.....انا عملت حاجة دايقتك مني ؟


قبض على يده بعنف واردف :

- ابعدي ايدك. 

- لا مش هبعد. 

- يااراا بقولك ابعدي. 


خافت من نبرته لكنها تشجعت :

- مش هبعد غير لما تجاوب على سؤالي. 


فقد اعصابه كليا فالتف و دفعها عنه بعنف ، صاحت يارا و تماسكت قبل ان تسقط لتنظر له بصدمة غير مصدقة فعلته. 


اما ادم فأحس بالنيران تشتعل داخله لذلك رفع اصبعه بوجهها صارخا :

- ديه اخر مرة تمسكيني بالطريقة ديه لو عملتيها تاني هتندمي مفهوم وبعدين انتي عاملة نفسك عبيطة ليه انتي عارفة كل حاجة و ناسية اني عملت فيكي خير لما وافقت اتجوز واحدة زيك. 


صمت يطالع ملامح وجهها و تابع بقسوة :

- يمكن انتي وابوكي فاكرين اني قاتل نفسي عشان اتجوزك بس لأ غلطانين انا    متخيلتش حتى ف اسوء كوابيسي ارتبط بيكي لولا وجودي كنتي دلوقتي اتجوزتي عمر الجاهل و



 كرهتي عيشتك انا ضيعت فلوسي ووقتي معاكي بس ياريت يطمر فيكي انتي و ابوكي !!


رمقها من الاسفل لأعلى ب احتقار و غادر تاركا اياها متسمرة مكانها ، نزلت دموعها و شعرت ب اهانة شديدة لها لكن عند تذكر اخر جملة قالها هرعت الى غرفة والدها. 


دخلت وسألته مباشرة :

- بابا انت عملت ايه ل ادم ؟


قضب حاجليه بتعجب :

- نعم ؟!


اخذت نفسا عميقا و أعادت سؤالها :

- حضرتك عملت ايه ل ادم او قولتله ايه ممكن اعرف ؟

- هو ادم قالك حاجة. 

- لأ بس انا حاسة انه متغير معايا.... لو سمحت قولي. 


اغلق الكتاب الذي بيده و هتف بصرامة :

- يارا ارجعي على اوضتك. 

- لأ

- يااارااا بقولك روحي من وسي وحالا !


مسحت دموعها التي نزلت بسبب صراخه عليها و اردفت :

- مش هروح قبل ما ترد عليا و تريحني ارجوك يا بابا !!


زفر احمد بضيق قائلا :

- ماشي.


Flash back

( عندما عاد ادم مع يارا من الخارج دخل الى غرفته و بعد دقائق دخل احمد :

- ادم ممكن اتكلم معاك شويا. 


هز رأسه باستغراب :

- ايوة طبعا اتفضل. 


تقدم منه بخطوات وسأله دون مقدمات :

- انت عندك اي مشاعر ل بنتي ؟

- افندم !

- انا بسألك عندك اي مشاعر لبنتي يارا ؟


هز ادم كتفه بجمود :

- طبعا لأ يا عمي ، ليه في ايه ؟


تنهد احمد مجيبا :

- انا شوفتك وانت بتقرب من بنتي في العربية و مدايق جدا ومرضتش اواجهها عشان متحسش ب احراج مني بس ليه



 غملت كده واحنا متفقين ان الجواز ده مزيف وبعد شهرين بالكتير هتطلقها ها لييه قصدك ايه من حركتك ديه ؟


استدار و ادعى انشغاله بترتيب الملفات وهو يغمغم بصوت قاتم :

- لو سمحت احنا معملناش حاجة حرام يارا مراتي ولو حبيت اقرب منها هقرب ومحدش هيمنعني وكمان انا مجبرتهاش على حاجة اللي عملته كان برضاها.



تشدق الاخر بنبرة جادة :

- بنتي يارا لسه صغيرة و اول مرة تتعامل مع راجل غيري و سكوتها مبيعنيش موافقة لا هي بس مكسوفة واكيد انت مش فاكرها بتحبك صح. 


طالعه ادم بعدم فهم :

- انا ؟ ليه انا مالي ؟


تنهد واجابه بتريث :

- انت مفيكش غلط بالعكس انت شاب وسيم وواعي وعندك فلوس وتقدر ترتبط ب اي    بنت بس خليك بعيد عن بنتي انا جوزتهالك عشان تحميها مؤقتا مش عشان تعيش معايا حياتك كلها ، انا مش هنسى فضلك عليا خالص بس يارا بتستحق



 تتجوز واحد بتحبه و يكون في سنها مش شخص راجل مجبرة تتعايش معاه لانه جوزها انا عارف بنتي كويس هي بدأت تتعود عليك وتحاول تتأقلم مع فكرة جوازها وتقنع نفسها انك مناسب ليها بس انت.


سكت ثوان وأردف :

- انت مش مناسب ليها خالص وهتجي فترة يارا تفكر نفسها بتحبك لانها بس متوعدة عليك    بس هو مش حب مجرد تعود او تقبل للواقع اللي عايشاه وانا مش هسمح لبنتي تعيش مع



 راجل مبتحبوش اتخيل يجي وقت تصحى فيه وتحس انكو مش مناسبين هتعملو ايه ؟


ضحك ادم بتهكم :

- وحضرتك بقيت بتعلم الغيب ومتأكد يارا هتعيش ازاي و تحس ب ايه ؟

- لا مبعلمش بالغيب بس انا عارف كويس تفكير بنتي انتو متجوزين مؤقتا ياريت م....


قاطعه ادم بحدة :

- وانا كمان متأكد انها مش البنت المناسبة ليا ومستحيل يا عمي افكر اقضي معاها حياتي في بنات احسن منها مليون مرة ازاي هنجذب لبنت حضرتك !!..... )


Back 

اكمل ببساطة :

- و أكدلي انك انتي ووياه مستحيل تكونو مع بعض و جوازكم مؤقت واول ما يخلصو   الشهرين هيطلقك بس محدش هيعرف في الصعيد انكم مطلقين غير لما نلاقي حل مناسب. 



وضعت يدها على رأسها وهي منصدمة :

- بابا.... انت ازاي بتقول    الكلام ده ليه ازاي بتقوله اني هحب راجل غيره ازاي !! هو دلوقتي فاكر ان الكلام ده كان مني وطلبت تنقلهوله !

- ادم واعي ومش هيفكر كده. 


هزت يارا رأسها يمينا وشمالا مرددة :

- حضرتك مش عارف انت عملت ايه يا بابا.... مش عارف. 


ركضت الى غرفتها ورمت نفسها على سريرها وهي تدمع هل لهذا السبب تغيرت معاملته    معها يعتقد انها من حرضت اباها ليهينه و يذكره بأنها من الممكن ان تحب شابا اخر و تريد




 الزواج به.... و حتى ادم اتضح انه يستحيل ان ينظر اليها بصفتها زوجته وان هناك فتيات احسن منها ومستحيل ان


 يتعلق بها لكن لماذا هي الآن حزينة الم ترد بالفعل الابتعاد عنه هل يعقل انها تعلقت به في ظرف يومين فقط !!


طرق الباب و دخل احمد جلس بجانبها ومرر يده على وجهها بحنان :

- حبيبة بابا زعلانة مني ؟


مسحت دموعها بسرعة :

- لا يا بابا انا مين عشان ازعل منك.... بس كنت اتمنى حضرتك متتخذش قرار المفروض انا اللي اخده. 


ادار وجهها اليه يسألها :

- ليه انتي عايزة غير كده ؟ عايزة ادم يابنتي ؟


تنهدت يارا بتعب :

- يا بابا القصة مش كده بس انا مبحبش حد يفكر فيا بطريقة غلط وكمان يقرر لو هحب    او لأ و هكمل في الجواز او لأ !! انا عارفة انك عايز مصلحتي بس صدقني انا فاهمة من الاول




 حقيقة جوازي و بحاول اتعايش مع فكرة اني اتجوزت و هطلق بعد شهرين بس مش عايزة حد ياخد دوري في تقرير حياتي هتبقى ازاي ومع مين !


ابتسم احمد وقبل جبينها :

- معاكي حق انا غلطت والمفروض اعتذر منه ادم عمل حاجة كبيرة عشاني ومكنش    لازم اتعامل معاه كده بس كله كان علشان مصلحتك انا مبيهمنيش في الدنيا حد قدك صدقيني.



... خلاص امسحي دموعك يا حبيبتي مبحبش اشوفك زعلانة. 


ابتسمت و هدأت من بكائها ثم احتضنته :

- بحبك اوي يا بابا. 

- وانا بحبك يابنتي.... اه على فكرة مرات عمك عزمتنا ع العشا النهارده وقالت لازم نروح جهزي نفسك. 


هزت رأسها بنعم :

- طيب بس ليه الوقت بدري. 


رفع حاجبه بعبوس :

- ايه مش المفروض تروحي تساعديها. 


فغرت فاهها و اشارت الى كتبها :

- كان نفسي بس هو انا لازم اذاكر يعني.


ضحك احمد :

- يعني مش عشان كسلانة وعايزة ترجعي تنامي ؟


هزت رأسها بنفي :

- تؤتؤ عشان اذاكر. 


زفر وانتصب واقفا :

- طيب اقعدي ذامري يكش تطلعي اقتصاية تنفعي البلد.


ضحكت وبعثت له قبلة في الهواء ثم جلست تطالع دبلة خطوبتها وتبتسم ....

_____________________

في المساء. 


رن جرس الباب و فتح ابراهيم رحب احمد و يارا و دعاهما للدخول. 


جاءت رهف وقبلت ابنة عمها :

- حبيبة قلبي وحشتيني كنت مستنياكي ، بس ايه القمر اللي واقف قدامي ده ؟



كانت يارا ترتدي بنطال كلاسيكي واسع باللون الاسود و بلوفر ابيض اللون ادخلته داخل البنطال و طرحة رمادية و بليزر



 خفيف وضعته على كتفيها باللون الاسود وحذاء خفيف نفس اللون و حقيبة يد خفيفة مختلطة بالابيض و الرمادي فكانت حقا انيقة. 


ابتسمت يارا بغرور :

- انا حلوة دايما. 


همستها رهف بغمزة :

- و لبستي شيك عشان جوزك يشوفك صح بس مش هيفرح لما يلاقيكي لابسة بنطلون هااا. 


مطت شفتها بامتعاض :

- ادم ملوش دعوة في لبسي تمام.... يلا نقعد. 


دخل الجميع للصالون وظلت يارا تلف ببصرها حتى وكزتها الاخرى :

- بتدوري على ادم ولا ايه ههههه. 


حمحمت بتوتر :

- لا انا بدور على طنط حنان معقول سايباها في المطبخ لوحدها وانتي قاعدة هنا مقومي معايا نروح نساعدها يلا يلا. 


ذهبتا للمطبخ وبعد فترة حضر مازن وقبل ان يجلس خرج ادم من مكتبه متحدثا :

- انت هتقعد ولا ايه نسيت انا طلبت منك تجي ليه. 


ضحك ابراهيم :

- يابني حرام عليك خليه يقعد شويا. 

- لا معلش هو متهاون في شغله الايام ديه. 


زفر مازن بضجر :

- كل الشغل ده ومتهاون يا اخي حسبي الله اشوف فيك يوم يا بعيد. 


خرجت رهف وعندما رأته ضحكت :

- ايه ده انت لحقت تقعد ههههه. 


ابتسم مجيبا :

- عشان تعرفي اني مظلوم مع اخوكي. 


نهره ادم بحدة :

- انت لسه هتهزر يلا. 


دخل معه و بعد فترة جلس الجميع على طاولة العشاء كانت حنان قد اعدت اصناف عديدة وشهية جعلتهم يمدحون طبخها اللذيذ كالعادة. 


كانت يارا تأكل ببطئ وتختلس النظر له حتى وكزتها رهف :

- انتي بطيئة في الاكل من امتى ما تاكلي كويس. 


همستها يارا بغمزة :

- عشان البريستيج ياحبيبتي انتي مش هتفهمي فيه يا طفسة. 


ضحكتا سويا فرفع ادم نظره اليها ثم اخفضه. 


مازن بخفوت :

- لا بس مراتك اللهم بارك حلوة جدا. 


رمقه بنظرة نارية متوعدة :

- اقسم بالله كلمة زيادة عنها و هقطعلك لسانك ده. 


كتم صديقته ضحكته :

- انا بهزر يا قفوش اصلا انا مبصيتلهاش انت مبتعرفنيش. 


قلب عيناه ببرود :

- عارف عشان كده مقتلتكش..... كمل أكلك. 


ابراهيم :

- احم احنا بعد بكره هننزل البلد عشان نعمل الفرح هناك جهزتي نفسك يا يارا. 


اومأت ببطئ :

- اه يا اونكل جهزت كل حاجة. 


صفقت رهف بحماسة :

- وانا كمان جهزت نفسي وجبت فستان حلو اوي اوي اوي و هطلع انا الاحلى من كل البنات اللي هيحضرو و عزمت صحابنا


 كلهم وفي اللي تجي و في اللي اعتذرت ومش هتعرف تنزل معانا ومن بينهم البنت فرح بكرهها ومبسوطة انها مش هتحضر. 


نهرتها حنان بتحذير :

- عيب يا رهف الكلام ده. 


مطت شفتها بتذمر :

- والله يا ماما انتي لو بتعرفيها هتكرهيها ديه بنت مكيودة وبتغير من الاحسن منها خاصة يارا اللي معتبراها صحبتها. 


يارا بحزن :

- رهف حبيبتي مينفعش نتكلم على حد بالطريقة ديه انتي عارفة انها صحبتي. 



طالعتها بضيق :

- صحبتك اكتر مني ؟ بتحبك اكتر مني بتشتمك شتايم انا مبقولهاش بتاخد أكلك وتصدعك زي مانا بعمل ؟ انا بغير على فكرة قدري مشاعري. 



ضحكت يارا بخفة وقبلت وجنتها :

- انتي حبيبتي محدش ياخد مكانك ابدا انتي البيست فريند. 


ابتسمت بثقة :

- ايوة كده ، عشان كده انا اخترت ابقى من عيلة العروسة سوري يا ابيه بس انا بحبها اكتر منك. 


- معلش المهم تسكتي صدعيتيني. 


رفعت يدها بدرامية :

- طيب يا سيدي شكرا كفاية. 


ضحك مازن عليها وحدث نفسه :

- البنت ديه اخت ادم ازاي سبحان الله كأنهم من عيلة مختلفة هههه هو انا حبيتها من فراغ. 



بعد انتهائهم من تناول العشاء جلسوا للسهرة و كان مازن غادر و ادم صعد الى غرفته و بقي احمد و يارا. 




تكلمت رهف وهي تضع صحن المكسرات على الطاولة :

- يووه انا عايزة ناخد صور بس نسيت الفون بتاعي فوق في اوضتي. 


يارا :

- طيب خدي الفون بتاعي وهبقى ابعتلك الصور ع الواتس. 


حركت رهف حاجبيها :

- لا مستحيل انا عارفة انك هتذليني على ما تبعتيهملي. 

- ههههه طيب ماشي اقعدي انتي وانا هقوم اجبهولك. 

- طيب متتأخريش. 


صعدت يارا و جلبت الهاتف وعند خروجها لمحت غرفة ادم في اخر الرواق ، ترددت قليلا لكنها تحركت ناحيتها ووقفت امام



 الباب كادت تطرق لكنها اخفضت رأسها و أطلت من فتحة المفتاح وجدت ادم يتحرك في الغرفة وهو عاري الصدر ويلف منشفة حول خصره !


شهقت بصدمة وقالت :

- ايه اللي انا بعمله ده عيب والله عيب. 


تحركت لتذهب لكن فتح الباب وقبل ان تقوم بأي فعل جذبها ادم الى الداخل و دفعها على الحائط. 


انتفضت بعنف و صاحت :

- عاااا اان ...


وضع ادم يده على فمها هامسا :

- هشش اسكتي مسمعش صوتك. 


فتحت عيناها باتساع وتصاعدت الدماء الى وجهها عندما رأته شبه عاري اخفت وجهها ف ابتسم بسخرية. 


نزع يده و هتف ببرود :

- مش عيب تبصي عليا من فتحة المفتاح وانا ف اوضتي ولا عايزة تشوفيني وانا عريان هااا. 


شهقت يارا بخجل :

- لا طبعا انت بتقول ايه.... ااا انا جيت عشان اخد تلفون رهف ووو و ضيعت الطريق. 

- اممم يعني مش عشان انتي فضولية. 

- تؤتؤ عشان ضيعت الطريق. 


ابتسم و التقط بنطاله ليرتديه فصرخت الاخرى في فزغ :

- انت بتقلع ليه هتعمل ايه ؟


زفر و اجابها بضيق :

- عشان البس هدومي ولا عايزاني افضل واقف قدامك كده انا معنديش مشكلة شوفي انتي. 


لم ترد التجادل معه اكثر ف التزمت الصمت واستدار وبعد لحظات نظرت له وجدته لأول مرة بملابسه البيتية بنطال رياضي رمادي و تيشرت اسود. 


تقدم منها ادم وهو يطالعها من الاعلى الى الاسفل :

- لا بس البنطلون واخد منك حته. 


ابتسمت بخجل واخفضت بصرها ف انحنى عليها وهمس :

- لو شوفتك لابساه تاني هقطعلك رجليكي. 


اختفت ابتسامتها و اعترضت :

- البنطلون واسع على فكره و ع الموضة اصلا انت ايه اللي عرفك. 


اومأ بتريث :

- بردو هقطعلك رجليكي لو شوفتك لابساه تاني وانا بحذرك. 


تأفأفت بسخط منه ثم اردفت :

- اوضتك واسعة وحلوة بس ليه لونها رمادي انت بتحب اللون ده صح. 


اجابها بهمهمة :

- اممم بحب اللون ده و البيت اللي هنعيش فيه هيكون بنفس التصميم. 


عقدت يارا حاجبيها بتعجب :

- ليه هو احنا مش هنعيش هنا ؟ طيب ليه الفيلا ديه كبيرة جدا و الفيلا التانية بابا عايش فيها لوحده واحنا هنعيش




 لوحدنا طيب ده تبذير و حرام في ناس محتاجة الفلوس اللي انت بتصرفهم ف حاجات ملهاش لازمة ليه متتصدقش بدل المصاريف ديه. 


ادم باستخفاف :

- انا مش محتاجك عشان اتعلم اعمل الخير. 

- يا سلام يعني انت بتدي للمحتاجين طب ليه عمرك ما اتكلمت. 


طالعها بجدية :

- الخير اللي بتعمليه بيكون بينك وبين ربك و اظهار الخير اللي بتعمليه ده اسمه رياء يا يارا. 


ابتسمت الاخيرة ب اعجاب :

- كلامك صح بس.... احنا هنعيش مع بعض لوحدنا ؟


تنهد بعمق :

- مش هنعيش مع بعض للابد هي فترة وكل واحد يروح فحال سبيله.... وبعدين انتي خايفة مني يا طالبة تجارة. 


كتفت يديها بحنق :

- تجارة انجلش وياريت    متقعدش تتريق لان كل الكليات زي بعض يا خريج الهندسة يا متعلم وكمان انا مش خايفة ماشي اخاف ليه اصلا. 


وضع ادم يداه حولها حتى حاصرها انحنى عليها وهمس :

- وليه متخافيش اصلا..... انتي اول ما تجي فحضني بتسيحي خالص. 


احمرت وجنتاها بقوة فتلعثمت :

- اا.... ابعد شويا اا....


لم تكمل لان ادم وضع شفته على شفتيها برقة و بطئ ثم ابتعد.... 

تذكر كلام والدها فزفر وقبل ان يتكلم سمع صوت رهف وهي تناديها ف افاقت يارا من حالة التخدر التي اصابتها و ركضت من امامه بسرعة مغادرة....


وضع ادم يده على وجهه محدثا نفسه :

- انتي مبتناسبنيش...  مستحيل انجذب ليكي 

              الفصل التاسع  من هنا

لقراة باقي الفصول اضغط هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close