رواية ملاك الاسد الفصل التاسع والعاشر والحادي عشر بقلم اسراء الزغبي


 رواية ملاك الاسد 

الفصل التاسع والعاشر والحادي عشر

بقلم اسراء الزغبي



البارت ٩

سامر: ممكن نتكلم؟

أسد : تعالى يا سامر خير


تقدم سامر منه فى خزى وفجأة سقطت دمعة من عينيه ولم يستطع التحدث 


قام أسد ثم وضع ملاكه بحنان على مقعده فكان بالنسبة لها كسرير كبير وقبلها بعشق من جبينها 


اتجه أسد إلى سامر وأخذه إلى ركن بعيد فى مكتبه حتى لا تستيقظ ملاكه 


أسد وهو يزيل دموع سامر 

أسد بهدوء: مالك فيك إيه 

سامر : أنا آسف .... سامحنى على كل اللى عملته فيك ...... بس صدقنى مكنش فى إيدى حاجة أعملها غير إنى أكرهك بعد اللى قالوه عليك ...... 

أرجوك سامح....


وقبل أن يكمل احتضنه أسد 


أسد بحنان أخوى: مش سامر ضرغام اللى يترجى حد أبدا ...... دا إنت اللى

 معلمنى إن مهما غلطت أصلح غلطى من غير ما أعتذر ...... هتيجى بقى.   دلوقتى وتخلف كلامك .... لا يا عم مش لاعب


قال آخر جملة فى مرح لا يظهر إلا لأحبائه فقط


شد سامر على حضنه   وابتسم بسعادة لأنه استعاد أكثر شخص كان مقربا منه حتى أكثر من شريف


ابتعد أسد عنه قائلا: عرفت غلطك واعتذرت وأنا قبلت ..... يلا بقى زى 





الشاطر كدة تشوف شغلك اللى إنت رميه عليا .... أنا مش هفحت نفسى فى شغل كتير تانى 


سامر بخبث ومرح وهو   ينظر لهمس: واشمعنا المرة دى ولا عشان الفترة دى احلوت أوى باللى فيها


وفجأة وجد سامر نفسه على الأرض بعدما تلقى لكمة من أسد


سامر: آااااه يا متخلف بهزر  ..... إيه مبتهزرش يا رمضان


أسد بتهكم وجدية : لأ مبهزرش يا خويا .... إلا ملاكى يا سامر سامع ..

.أنا آه بحبكم بس ملاكى حاجة مختلفة ..... واللى هيقرب منها هيبقى

 بيلعب فى عداد عمره ..... سامع .... ويلا بقى على شغلك


سامر: خلاص يا عم عرفنا إن هم....


أسد بنرفزة : يوووووه بقى لإمتى هتنيل أقول محدش ينطق اسمها ..



... قولوا عليها الصغيرة والأحسن متكلموش عنها أبدا


سامر بجدية: أسد عشقك ليها شيء جميل بس اللى مش جميل غيرتك الشديدة دى إنت ممكن تخسرها إديها شوية مساحة تاخد راحتها وبعدين دى طفلة ي....


أسد مقاطعا: سامر متحولش ..... ملاكى بقت بتاعتى خلاص وأنا مستحيل 

أضرها أنا أموت ولا أعمل كدة .... المهم سيبك من الموضوع ده وروح شوف شغلك


سامر: ماشى يا عم متزوقش


ثم اتجه إلى الباب وقبل أن يخرج 


سامر: أسد حاول تصالح شريف .... أنا شوفته طالع من مكتبك متنرفز .....     أنا مش عارف إيه اللى حصل ..... بس شريف بيحبك وأنا متأكد إنه دلوقتى زعلان جدا إنه زعلك 


أسد: متقلقش يا سامر مش محتاج توصينى على أخويا وصاحبى ..... يلا إنت على مكتبك وشوفلى تسنيم عايزها 


سامر: النظرة اللى فى عينيك دى عارفها ودلوقتى أقدر أقول الله يرحمك


 يا تسنيم .... أنا هناديهالك...  ووالنبى اتوصى بيها لاحسن هى تشل أساسا


خرج سامر بينما اسودا حدقتى أسد 

أسد بغضب: هو أنا محتاج توصية 


______________________________


فى مكتب محمد

هند: ياسمين أنا كدة مش هخلص شغلى إنتو بقالكوا كتير أنا هروح أنا أشوف شغلى 


اتجهت للخارج وأغلقت الباب خلفها 

كل هذا تحت صدمتها ودار فى خلدها ما سيفعله ذلك المازن إذا علم ما حدث 


حاولت ياسمين الوقوف لفتح الباب فقال محمد سريعا 


محمد بلهفة: متقلقيش يا ياسمين إحنا قربنا نخلص


ياسمين بانزعاج: آنسة ياسمين لو سمحت ..... ياريت تخلى الألقاب محفوظة 


محمد بابتسامة متجاهلا كلامها: يلا نكمل شرح


ياسمين فى سرها وهى على وشك البكاء من خوفها: نهار إسود لو مازن عرف. ..... دا أنا هتنفخ ...... يارب أعيش النهاردة

 بس أكون وصيت أم إبراهيم على ماما..... هتوحشينى يا ياسمين والله كنتى طيبة وبنت حلال


______________________________


فى مكتب مازن 

بدأ مازن العمل ثم فكر فى ياسمينته واجتاحته رغبة لمعرفة ما تفعله الآن 


خرج وسأل عن مكان مكتبها 

وعندما دخل لم يجدها


مازن: هى فين ؟!!!! 

ليليتها سودة لو طلعت لسة عند الزفت اللى اسمه محمد دا ..... دا أنا هموتهم بإيديا ماشى يا ياسمين والله لأوريكى 


اتجه مازن لمكتب محمد بعدما سأل عن مكانه 


صدم مازن عندما وجد الباب مغلق فاتجه ببطء ليسمع ما يدور بالداخل 


______________________________


محمد: إحنا كدة خلصنا يا ياسمين ..... بصراحة كدة كنت عايز أقولك إنى معجب بيكى جدا وكنت عايز آخد معاد مع ولى أمرك وأتقدملك رسمى


لم تكد ترد عليه حتى فتح الباب بعنف وقوة أفزعتها هى ومن معها وما زاد الطين بله ذلك الكائن الغريب الذى دخل عليهما 

بوجهه الأحمر الغاضب

 وعينيه التى لا تقل حمارا عنه وصدره يعلو ويهبط لسرعة تنفسه فهذا الكائن لا يمت للبشر بصلة


اتجه مازن بسرعة لذلك الخائف بشدة وهجم عليه بالضرب المبرح حتى

 كاد يقتله وفقد وعيه من شدة الضرب الذى تعرض له 


اتجه لها وهى تبكى بخوف 


مازن بينما يضغط على كتفيها بشدة وبصراخ شديد جعل موظفى الشركة يلتفون حوله


مازن : إزاااااااى ...... إزاي تعملى كدة قولتلك تاخدى حد معاكى 

ما إنتى لو محترمة نفسك مكانش اتجاوز حدوده ........ محدش ليه حق فيكى غيرى أنا وبس فاهمة ..... ردى عليا فااااااااهمة 


ياسمين وهى تتنفس بصعوبة : فاهمة فاهمة 


ثم فقدت وعيها بين يديه فحملها سريعا ووضعها على الأريكة 

مازن بصراخ فى الجميع: هاتوا ماية بسرعة 


______________________________


فى مكتب أسد 

سمع أسد الصراخ فنزل لأسفل بعدما أغلق مكتبه بالمفتاح فهو لا يأمن أن يترك ملاكه هكذا ولكنه مضطر 


______________________________


أحضرت فتاة ما كوب ماء 

ظل مازن يحاول إيقاظها وهو حزين وخائفة بشدة 

حتى بدأت تفتح عينيها 


أمر مازن الجميع بالخروج فحملوا محمد الذى مازال فاقد الوعى وتركوهما 


بعدما تذكرت ما حدث منذ قليل بدأت تبكى بهستيرية مرة أخرى حتى احتضنها مازن بشدة 

مازن بحنان وعشق وهو يهدئها كما لو كانت ابنته الصغيرة: هووووش 

 ...... بس يا حبيبتى خلاص أنا آسف يا روحى متعيطيش خلاص أنا آسف يا قلبى سامحينى بقى


قبل رأسها وهو يشدد من احتضانها 


بالرغم من خوفها منه إلا أنها تمسكت به


فرح مازن بتمسكها الشديد به فاحتضنها أكثر حتى كادت أن تنكسر عظامها 


تألمت كثيرا إلا أن رائحته الرجولية أسكرتها


مازن بعدما وجدها بدأت تهدأ: ينفع كدة يا حبيبتى أنا مش قولتلك تاخدى بنت معاكى وافتحى الباب ليه خالفتى كلامى


ياسمين وهى مازالت فى حضنه : أنا عملت كده والله بس ..... وبدأت تحكى له ما حدث 


ياسمين: والله دا اللى حصل أنا مش بكدب عليك


مازن: خلاص يا حبيبتى ماشى أنا مصدقك 


ثم أضاف بمرح: إنتى قافشة فيا كدة ليه يا بت اوعى تكونى بتتحمرشى بيا لااااا كله إلا الشرف .... بس متقلقيش أنا قاعد على قلبك


ابتعدت ياسمين بخجل ودفعته بقوة حتى سقط من الأريكة على الأرض بقوة 

مازن بألم: آاااه يا بنت الجزمة 

ياسمين بشهقة: إيه 

مازن بعدما قام: ولا حاجة يا حبيبتى 


ياسمين بخجل: حبيبتك؟! 

مازن: يعنى ملاحظتيش روحى وقلبى ولاحظتى  حبيبتى


ياسمين بخجل أكبر: يعنى أنا كل ده 


مازن بعشق: إنتى أكتر من كده .... ياسمين أنا بح....


قاطعهما أسد الذى كان واقفا منذ مدة 


أسد بصرامة : ماااازن عايزك 

ثم ذهب لمكتبه دون سماع ردهم

خجلت ياسمين بشدة


مازن بخضة: قل أعوذ برب الفلق هما بيطلعوا امتى دول .... أنا رايح أشوف ماله وإنتى عايز ابقى آجى وأشوفك لسة هنا ..... هط....


ذهبت ياسمين جريا وهى تقول 

ياسمين: أنا مشيت خلاص أساسا

ضحك مازن عليها ثم اتجه لمكتب أسد 


______________________________


فى مكتب ياسمين 

ياسمين بضحكة: دا      طلع بيحبنى بجد .... يلهوى عليه قمر وهو متعصب حتى 


ثم تغيرت ملامحها للغضب والبؤس: بس الأستاذ أسد دخل وقطع اللحظة منه

 لله والله لأقطع عليه لحظاته مع همس .... أما وريته ..... اسكتى ياختى تورى مين دا إنتى شبه الكتكوت المبلول قدامه

يلا حسبى الله ونعم الوكيل 


______________________________


فى مكتب أسد 

دخل مازن

أسد بصرامة: ممكن تشرحلى إيه اللى حصل ده يا أفندى 


مازن: أنا معملتش حاجة واحد قل أدبه على ياسمين أسكتله يعنى 

أسد: وهو عشان طلب إيدها يبقى قل أدبه 


مازن: والله ..... طب ماشى أنا بطلب إيد همس لما تكبر من....


لم يكمل كلامه إلا وقد جاءت لكمة عنيفة له


ابتعد أسد عنه ثم نظر لملاكه فحمد ربه أن نومها ثقيل جدا وإلا كانت استيقظت 


نظر أسد لمازن وساعده على النهوض


مازن بألم: آه آه حسبى الله ونعم الوكيل يا أخى كسرت وشى هتجوز.   إزاى أنا دلوقتى ....

 بس على العموم شوفت رد فعلك إيه مع إنك عارف إنى بستفذك بس وعملت 

فيا كده أنا بقى أعمل إيه وأنا شايفه بيتكلم جد


أسد وبدأ يهدأ: ماشى يا مازن ..... بس حاول تتحكم شوية فى نفسك وبعدين 

فى فرق بينى وبينك .... ملاكى أما تكبر مفيش حاجة هتمنعنا إننا نتجوز ...

. لكن إنت .... إنت ماضيك كله إسود وكفاية سمر وجوازك منها دى لوحدها تمنعها تبص فى وشك حتى


مازن بقلق: أسد أبوس إيدك إوعى تقولها حاجة.... إنت قولت هتجوز سمر

 كام شهر بس وكمان بعد

 حوالى خمس سنين يبقى بلاش تقول لياسمين دلوقتى  وتبعدها عنى هموت والله من غيرها


وضع أسد كفه على كتف مازن مواسيا له: متقلقش 

يا مازن أنا مستحيل إنى أعمل كده بس حاول تعرفها ماضيك لإن مفيش علاقة بتتبنى على كدب


تنهد مازن قائلا: ماشى هحاول أنا هروح مكتبى بقى


أسد بمرح لينهى هذا التوتر: والنبى يا أخ ناديلى تسنيم وإنت خارج.   وأى حاجة هتحصل حاولوا تأجلوها على ما أصفى حسابى معاها 


مازن باستغراب: ليه هى عملت إيه 


أسد بغموض: عملت كتير ..... ناديهالى بس

مازن : حاضر 


خرج مازن وبعد دقائق 

سمع أسد طرق الباب فأذن للطارق 


دخلت تسنيم وهى مرتبكة فقد تجاهلت مناداته لها أكثر من مرة 


تشعر بالتوتر ولا تعلم لماذا 


بهدوء ذهب لمقعده وحمل ملاكه 

جلس وملاكه نائمة فى حضنه 


أسد بهدوء مصطنع: ها .... سامعك


تسنيم بتوتر: سامع إيه حضرتك


أسد وبدأ يغضب: من غير لف ولا دوران مين اللى خلاكى تسرقى الملفات 


تسنيم: والله....


أسد: من غير كلام كتير أنا شوفتك فى الكاميرا اللى نسيتى بغبائك تعطليها 

مع باقى الكاميرات...  إنتى عارفة أنا ممكن أعمل إيه فيكى إنتى وعيلتك فاتقى   شرى وقوليلى مين وراكى


تسنيم بخوف فهى تعلم أنه لا يمزح: حاضر هقولك .... من كام شهر اتصل بيا حد.... وطلب منى أساعده أجيبله ملفات وهو هيدينى اللى أنا عايزاه بس بعد مدة عرفت هو مين .... طلع ....


ثانية ..... ثانيتان 


وانطلقت رصاصات كثيرة من زجاج مكتبه الذى يطل على الشارع 


نزل أسد بملاكه تحت المكتب وهو خائف بشدة عليها 


احتضنها بشدة حتى لا يصيبها مكروه 


بينما تلك الصغيرة استيقظت على صوت الطلقات فظلت تصرخ بشدة وهى خائفة وتبكى بهستيرية 

أسد محاولا تهدأتها وسط الحلقات التى لم تنقطع بعد 


أسد بخوف وسرعة: بس بس يا ملاكى اهدى يا حبيبتى 


وبعد دقائق من الطلقات المتتابعة التى قد تكون تخطت العشرون طلقة 


توقف صوت الطلقات 


أخرج أسد رأسه من تحت المكتب فوجد كل شيء هادئ 


انتظر للحظات بعدما تأكد من أنه لم يصبح هناك خطر 


حمل ملاكه التى مازالت تبكى بشدة فرفعها إليه حتى وجدها تصرخ بشدة 

وهستيرية غريبة لينظر لاتجاه عينها ليرى أبشع منظر فى حياته 


تسنيم ملقاة على الأرض وقد امتلأت الجدران وكل شيء بدمائها وخرجت

 أحشائها من بطنها لكثرة الطلقات وقد انفجر رأسها 


ليخفى رأس محبوبته فى عنقه حتى لا ترى ذلك المنظر وهو لا يعرف ماذا يفعل ولكن من المؤكد أن كل ذلك وراءه شخص ما وسيعرفه بالتأكيد 



البارت ١٠

أسد محاولا تهدئة ملاكه:  بس بس يا حبيبتى اهدى مفيش حاجة حصلت 


ولكنها ظلت تصرخ بشدة حتى كادت تختنق


خاف أسد عليها 


أسد: أنا آسف يا حبيبتى بس مفيش طريقة غير دى


ثم ضربها برأسه فى رأسها ففقدت الوعى مباشرة


دقيقة فقط ظل يفكر وهو ينظر بأسف لتلك الجثة حتى تجمع كل من

 بالشركة وتعالت الصرخات والصيحات وأصوات البكاء


أسد بغضب: بس كلكوا اخرسوا خالص ..... الكل يروح بيته وسيبوا كل الشغل وبكرة أجازة للكل يلا 


صاح فى آخر كلامه بغضب ثم أضاف 


أسد: سامر .... مازن .... خليكوا عايزكوا


خرج الجميع وتبقى مازن وسامر معه


مازن بحزن على تسنيم : مين اللى عمل فيها كدة يا أسد ..... إحنا كنا تحت وفجأة سمعنا صوت ضربات نار


أسد: أنا اكتشفت إن تسنيم هى اللى كانت بتسرق الملفات وكانت هتعترف.   وتقول مين وراها بس للأسف تقريبا الشخص ده متابعها وموتها أما حس إنه هينكشف 


سامر: خلاص يا أسد هو شكله خطر بلاش نلعب معاه المهم دلوقتى الجثة


أسد : مازن اتصل بالبوليس ييجى والإسعاف كمان 

مازن: حاضر يا أسد 


خرج مازن 


جلس أسد على مقعده وهو مهموم ويشدد على احتضانه لملاكه فهى من تعطيه القوة والدعم معا


اقترب سامر منه ووضع يده على كتفه مواسيا له 


سامر: اهدى يا أسد كله هيعدى

أسد بهم وحزن: بالرغم من خيانتها بس زعلت إنها ماتت وحاسس إنى السبب أكيد عيلتها هتزعل أوى يلا ربنا يصبرهم


سامر: خلاص يا أسد صدقنى كله هيعدى

أسد: أكتر حاجة مدايقانى وخايف منها هى ملاكى أما تصحى ..... مش

 عارف إزاى بغبائى سيبتها تشوف منظر زى ده ..... يارب ميأثرش عليها ولا على نفسيتها يارب


هنا وانفجر سامر ضاحكا رغم كل ما هم فيه


سامر بضحك: يا برودك يا أخى ..... كل الغم ده ومش هامك غير ملاك 


أسد بابتسامة عاشقة وهو ينظر لملاكه النائمة بوله: صدقنى هى شقلبت حياتى كلها .... بقت كل دنيتى عبارة عنها هى ..... حاسس إنى مكنتش عايش قبل كده .... حاسس إنى مست....


توقف عن الكلام عندما أدرك شيء ما ثم نظر لسامر  بنفس النظرة المرعبة عندما يتعلق الأمر بملاكه


سامر بخوف شديد: النظرة دى أنا عارفها كويس 


سريعا وضع أسد ملاكه على المكتب وجرى ناحية سامر الذى حاول الفرار نادما بعدما أدرك ما قاله لكن ما فائدة الندم بعدما فك أسر ذلك الأسد لينقض عليه


سامر بألم شديد من اللكمات: آه آه بس خلاص آااااه 


أسد بغضب وصياح وقد أعمته غيرته: ده عشان بس تقول عليها ملاك تانى 

.... الاسم ده بتاعى أنا وبس ..

.. عايزك بقى تبقى تتكلم عليها تانى ..... المرة الجاية هدشدشك فى بعضك


سامر باندفاع: ما عشان إنت مفترى وابن جزمة 

أسد بصياح: إييييييه؟


سامر بصياح هو الآخر فقد عمل بمقولة "خدوهم بالصوت": هو فى إيه محدش هيعرف يقف فى وشك ولا إيه؟!


نظرة واحدة كانت كفيلة لجعله يتراجع


سامر: طبعا مفيش هو ده محتاج سؤال


أسد بعدما هدأ: شريف فين 

نظر له سامر بقرف: ما دا اللى فالح فيه تضرب والآخر تتكلم ببرود ولا

 كإن فى حاجة لولا قلبى الطيب كنت عرفتك قيم....


تراجع عن كلامه عندما نظر لكتلة الغضب أمامه فرد سريعا 


سامر: فى البيت يا سيد المعلمين لسة زعلان بس اول ما أقوله على اللى حصل أكيد هييجى جرى وهو خايف عليك ليكون جرالك حاجة 


أسد: طب يلا هوينا بقى وأما البوليس والإسعاف ييجوا خليهم يطلعوا علطول

خرج سامر 


نظر أسد لملاكه وقبلها من جبينها مكان خبطته لها

أسد باعتذار: آسف 

يا ملاكى سامحينى يا حبيبتى يارب تنسى المنظر ده أما تصحى


تنهد أسد ثم حملها لركن بعيد عن المكتب ومنظر الجثة 


تمدد على الأريكة وهى فى أحضانه وظل يفكر فى من يريد أذيته 


___________________________


فى قصر ضرغام 

تتجمع أفراد العائلة فى غرفة المعيشة

فيرن هاتف شريف فرد


شريف: أيوة يا سامر فى حاجة


شريف: إيه طب أسد كويس 


شريف: الحمد لله . طب أنا جاى حالا


الجد: فيه إيه يا شريف


حكى لهم شريف ما حدث 

سعيد: لاحول ولا قوة إلا بالله ربنا يرحمها يابنى . روح إنت يا شريف جمب ابن عمك لولا إنى بقيت بتعب من الحركة كنت رحت معاك 


خرج شريف متجها للشركة

ماجد مفكرا: يا ترى مين السبب فى ده

سمية فى سرها: يعنى

 كل الرصاص ده.   واللى يتشل يا رب مجاتش فيه رصاصة حتى يلا ربنا ياخده ويريحنا


________________________


فى الشركة بعدما نقلت الجثة إلى المشرحة 


الضابط: إحنا هنتحرى فى الموضوع ده يا أسد بيه بس محتاجين نعاين المنطقة والشركة 


أسد: عندك النهاردة وبكرة الشركة هتبقى فاضية وهيكون معاك سامر ومازن 


الضابط: تمام 

خرج الضابط ودخل شريف بعده مباشرة


شريف محتضنا أسد بخوف: إنت كويس يا صاحبى


أسد: متقلقش يا شريف أنا تمام 

شريف: أنا آسف يا أسد على اللى قولته ...... أنا قعدت انهاردة أفكر

 فى الكلام اللى قولته ولاقيت عندك حق ..... وبصراحة كويس إنك 

عرفتنى إنها بتحب حد وأنا لسة فى مرحلة الإعجاب 


أسد: ولا يهمك يا شريف إنت أخويا .... يلا أنا هروح أنا بقى تعبت انهاردة جامد


شريف: ارتاح إنت وأنا هقفل الشركة وكل حاجة وراك 

أسد: تمام وإنت معاك سامر ومازن يساعدون

شريف: مين مازن ده

أسد:ده موظف هنا   وصاحبنا الجديد اتعرف عليه هتحبوا هو طيب وأنا واثق فيه

شريف : خلاص ماشى


اتجه أسد لسيارته حاملا ملاكه معه وجلس فى المقعد الخلفى وهى على قدميه

أسد: رجعنا القصر يا عم عبد الله

عبد الله السواق: حاضر يا بنى


احتضن أسد ملاكه بعدما أنزل الستار الفاصل بينه وبين المقعد الأمامي ودفن رأسه فى عنقها الأبيض الناعم


أسد بهمس: امتى هتكبرى وتكون ملكى ..... مستنى اليوم ده بفارغ الصبر يا ملاكى ..... اليوم اللى هتتزفى فيه وتتكتبى

 على اسمى ..... صدقينى خوفى من إنى أموت قبل ما تبقى مراتى أكبر من خوفى من الموت نفسه ...... أنا عارف إن فرق السن

 بينا كبير ..... بس    أوعدك هعوضك عن كل حاجة .... تكبرى إنتى بس وأنا هخليكى عايشة فى جنة 


تنهد أسد ثم طبع قبلة سريعة على وجنتها


بعد مدة وصل أسد للقصر وبعد إجابته على أسئلة جده وعمه توجه لأعلى 


وضعها على الفراش وبدل ملابسه وقبل أن يتمدد على الفراش رن هاتفه


أسد: أيوة خلصت موضوع الحضانة 

المتصل: تمام يا باشا وتقدر الهانم الصغيرة تبدأ دراسة فى أى وقت ...

 وأنا نبهت على المدير إنها

 تعرف البنات والاولاد الهانم الصغيرة تبقى مين عشان ماحدش يدايقها 


أسد بغضب: نعععععم مدير إيه وولاد إيه؟! 


المتصل بتوتر: يا فندم الحضانة مشتركة 


أسد: من بكرة تتحول لحضانة للبنات وبس .... وحتى المدرسين الرجالة

 والمدير ينقلوا حضانة.  تانية وأنا هوصى عليهم ..... بس لو شوفت راجل فى الحضانة هيبقى آخر يوم فى عمره وعمرك 


المتصل: تمام يا فندم بس المالك للحضانة راجل


أسد ببرود: يبقى من بكرة الحضانة تبقى باسمى ..... واللى قولت عليه يتنفذ ..... 

بعد بكرة ملاكى هتبدأ أول يوم حضانة ليها عايز كل حاجة تبقى تمام .... مع السلامة

المتصل: سلام يا فندم


أغلق أسد هاتفه وتمدد على السرير ورفع ملاكه ووضعها فوقه


أسد هامسا بتملك وغيرة وجنون: قال حضانة مشتركة قال ..... دا أنا مش طايق جدى يقربلك هطيق حد فى عمرك......

 أنا لازم أبعد عنك كل راجل ..... لازم أكون الوحيد اللى فى حياتك ..... مينفعش تعرفى حد غيرى أبدا .... أيوة إنتى بتاعتى أنا .... أنا وبس


ثم استنشق رائحتها التى تسكره حتى سقط فى نوم عميق


________________________


مر أسبوع وقد نفذ كل شيء أراده الأسد وقد بدأت غيرته تزداد كل دقيقة فأصبح يمنع عنها كل جنس آدم حتى أنه قسم مكتبه 

لغرفة أخرى صغيرة مجهزة بكل الألعاب وسرير وكل ما تحتاجه طفلة صغيرة حتى

 إذا اضطر للجلوس مع رجال لوقت طويل وضعها بها 


وأكثر ما أسعده أن    ملاكه لم تتذكر شيئا فشكر ربه ثم أخذها للمول واشترى كل ما يتعلق للدراسة 


لم تصل الشرطة للمجرم فأصبحت " ضد مجهول"


يتذكر جيدا أول يوم لها بالحضانة عندما أوصلها بنفسه وودعها 


قضى يومه كله فى غضب وعصبية شديدة فقد كان يشعر بمن انتزع قلبه 

فأحس بالاختناق الشديد ولم ترجع روحه إلا عندما سمع صوت الباب يفتح 

وصوت أقدماها الصغيرة على الأرض فارتمت بأحضانه وهى سعيدة ولكنه كان الأسعد 


ظلت تحكى له كل شيء وهو يستمع دون ملل أبدا وقد أرضاه الشعور بأنه الرجل الوحيد فى حياة ملاكه فحتى السائق الخاص بملاكه أنثى


وهكذا المنوال طوال الأسبوع 


أما ما جد فى الشركة فقد تم توظيف فتاة جديدة تدعى ترنيم فى الثانية والعشرين من عمرها بدلا من تسنيم وهى فتاة محجبة 

ذات جمال هادئ وقد أصبحت هى وياسمين أصدقاء وأحبتها همس بشدة وتم 

نقل مكتب ياسمين إلى مكتب ترنيم أو لنقل بجوار مكتب مازن الذى أصر على أسد أن ينقلها بجواره


خارج مكتب أسد حيث مكتب ترنيم وياسمين

يجلسان ويتحدثان فى أمور عديدة بعدما أنهوا عملهم

ليدخل سامر وشريف


سامر بنظرات عاشقة: إزيك يا آنسة ترنيم ... أسد جوة؟


ترنيم: الحمد لله.. وأيوة جوة حضرتك 


شريف بنظرات حب: إزيك يا ترنيم عاملة إيه


ترنيم بخجل وحب: الحمد لله وحضرتك عامل إيه

شريف بابتسامة: بقيت أحسن بعد ما سمعت صوتك


تنهد سامر بحزن فقد عشق ترنيمة قلبه بشدة من أول يوم لها ولكنه تراجع 

عندما وجد نظرات الإعجاب المتبادلة بينها وبين شريف والتى تحولت لحب مؤخرا 


وعد نفسه أنه سيظل يعشقها لآخر نفس فى عمره مهما حدث ولن يأخذ مكانها أحد أبدا 

اتجه سامر لمكتب أسد فإذا ظل واقفا قد يقتل شقيقه الذى ينظر لترنيمة قلبه 


ذهب شريف وراء سامر بعدما ابتسم لترنيم

تنهدت ترنيم وهى تنظر لشريف


ياسمين غامزة لها: الصنارة غمزت ولا إيه

ترنيم بسعادة: أصل شريف ده وسيم أوى وجنتل فى نفسه وذوقه عاجبنى أوى 

ياسمين: ربنا يسعدك يا حبيبتى 

ترنيم: يا رب


________________________


فى مكتب أسد

ظل أسد وشريف وسامر يعملون حتى أخذهم الوقت ثم سمعوا صوت الباب    يفتح والأقدام الصغيرة تتحرك ابتسم أسد بشدة وقد عرفها فمن هى سوى ملاكه الصغير 


اتجهت له بسرعة بعدما ألقت حقيبتها والمعطف الذى ترتديه لبرودة الجو فهذه    عادتها وارتمت فى أحضانه وهى تضحك بسعادة ليحتضنها أسد ويجلسها على قدميه غير عابئ بشريف وسامر 


شريف وسامر؟!!!!!! رجلان أمام ملاكه إذا لم يتحركا من مكانهما سيقتلهما 


أسد بغيرة: نكمل بعدين يلا إمشوا بقى


خرجا دون التفوه بكلمة فقد جربا كل أنواع الضرب واللكم بسببه وغير مستعدان للمزيد 


أسد وهو يقبل وجنتى معشوقته


أسد بعشق لا يقل أبدا : يلا احكيلى عملتى إيه انهاردة


بدأت همس تحكى له 

كل ما حدث معها بحركات يديها وتعابيرها التى تجعله ينفجر ضاحكا عليها بل ويريد أكلها 


وبعد ساعة وقد انتهت من حديثها 

بدأوا يأكلون الطعام

 الذى يصل فى معاده دائما وهو بعد وصولها بساعة تكون انتهت من حديثها


ظل يطعم ملاكه وهى تطعمه 


رن هاتفه ليرد بغضب عمن قطع عليهم هذه اللحظة


أسد: أيوة مين معايا 

أسد: إيييه أنا جاى حالا

حملها وركض بها للقصر 


وضع ملاكه بغرفته بعدما أغلق الباب بالمفتاح وجعلها تنشغل بالألعاب


___________________________


فى إحدى المستشفيات حيت تتجمع الشرطة وجميع أفراد عائلة ضرغام


وصل أسد للمشفى ليجد الجميع يبكى 


أحد الضباط: إحنا جالنا بلاغ بوجود دم قدام باب شقة ما ولما روحنا لقينا

 جثة وبعد التحريات عرفنا    إن اسمها سمر ضرغام وللأسف الجثة كانت ميتة والشقة عرفنا إنها شقة مشبوهة


شعر أسد بالصدمة والوجع فمهما فعلت ستظل ابنة عمه


أسد محاولا التماسك: وإيه السبب فى موتها 


الضابط: لحد الآن مش   عارفين بس غالبا حالة اغتصاب لإن كان فى تعذيب على جسمها


بعد مرور دقائق طويلة


خرج الطبيب


الطبيب: يؤسفنى أقولكم إن المتوفية الواضح إنها كانت فى حالة ممارسة مقدرتش تتحمل فماتت


أسد بصدمة: بس الظابط بيقول احتمال اغتصاب ... ليه فعلا ميكونش كدة 


الطبيب: مفيش أى حاجة تدل على المقاومة أيوة فى آثار تعذيب بس دى تدل إن

 الشخص اللى مارس معاها سادى أو عنيف مش أكتر لكن تقريبا هى مكنتش بتقاوم ...... أنا نقلت الجثة للمشرحة عن إذنكوا


انهار الجميع 


سمية ببكاء شديد وصياح : بنتى..... إنتوا السبب محدش كان بيهتم بيها .... إنت السبب يا أسد لو كنت حبيتها مكنش حصل ده كله 


 فقدت وعيها تدريجيا وسط بكاء سعيد وسامر وشريف وماجد الذى شعر أنه السبب فهو لم يهتم بحفيدته ولم يكن قريبا منها 


أسد: ربنا يرحمها يا رب ..... أنا مسامحها على كل اللى عملته



سبع سنوات ...... مرت سبع سنوات بحلوها ومرها وقد تغير فيها الكثير من الأحداث 

ف...............



البارت ١١

سبع سنوات ...... مرت سبع سنوات بحلوها ومرها ..... وقد تغير الكثير من الأحداث


فالجد ..... أصبح أكثر حنانا ومساندة لأحفاده وابنه ..... ولما لا 

ألم يفقد حفيدته بسبب إهماله؟! ..... وأخيراً قد أدرك أن الحياة قصيرة  ... لا يجب أن نضيعها على تذكر الماضى والبكاء ..... وساعده على ذلك تلك الصغيرة التى أضافت المرح فى حياتهم جميعا ..... أصبحت أغلى أحفاده وقد كان سعيدا جدا عندما علم أنها سجلت على اسم ابنه أى على اسمه هو الآخر ...... بالرغم من أنه لازال يجلس فى حجرته كثيرا لكنه على الأقل يبتسم عند خروجه منها ويجلس مع أحفاده ويساعدهم فى الأعمال أحيانا 


أما سعيد فقد ازداد حبه لأسد الذى ظل يسانده فى محنته ....   وقد عشق همس كثيرا فهى كانت تعويضا لابنته الحبيبة 


ظلت سمية كما هى بل ازدادت حقدا على أسد والجد وتوعدت لهم بأشد

 الانتقام على موت ابنتها غير مدركة أنها السبب الوحيد فى موتها ..... 

لو كانت نعم الأم لكانت سمر نعم الابنة 


أخيرا اعترف مازن بعشقه لياسمينته بعدما توفيت والدتها وامتنعت عن العمل ظل مازن بجوارها حتى ساعدها واعترفا لبعضهما بحبهما وتزوجا والآن لديهما معاذ ذو الأربع سنوات 


أما سامر فقد حاول كثيرا اقتلاع عشق ترنيمته من قلبه ولكن للأسف احتلت كيانه كاملا ..... 

فكم مرة حاول أن يتزوج فتاة أخرى ولكنه إما يتركها

إما هى من تتركه لبروده معها ......

وكيف لا وهو قد وهب كل مشاعره لترنيمته 


مازال يتذكر جيدا عندما أعلن شقيقه خطبته عليها منذ سنتين 


بكى وقتها كالطفل الصغير ظل يبكى بهستيرية ..... أحس بانكسار قلبه ..... دعا كثيرا أن يموت ..... وقد كاد .... فقد أتته ذبحة قلبية ولكنه أنقذ على يد أسد الذى كان يعلم ماهية مشاعره تجاه ترنيم ..... وسانده على الاستمرار 


شريف وترنيم يعيشون فترة خطبتهما بسعادة 

يوفر لها كل ما تريد وهى سعيدة به ووسامته المتناهية 


أما بطلنا ...... قد تغير فيه الكثير ...... أصبح قاسيا أكثر وعنيفا تجاه كل من يقترب من ملاكه .....  صار مهووس ومجنون بها ..... أصبح يمنعها من الخروج إلا وهى معه .... 

حتى المدرسة لا تذهب لها إلا للإمتحان فقط ....

يذاكر لها 


أنانى فى حبها .... يعترف بذلك .... 

لكنه يريدها أن تعتمد عليه هو فقط لا غيره ....

حتى النساء لايريدهن فى حياتها .... يكاد يجن عندما يتذكر أنها قضت ست سنوات ونصف بدونه ..... تفعل ما تشاء ويقبلها من يشاء 


ولكنه يصبر نفسه أنها كانت طفلة لا تعرف شيء وستظل معه لا محالة.... ولكن هل للقدر رأى آخر ؟!!

لا نعرف!!


همس ..... وآااااه من تلك الصغيرة التى جننت أسدها وجعلته كالمجنون فى حبها ...... ظلت همس كما هى بريئة ولطيفة ..... يحبها الجميع .....

تعلمت من أسد الكثير وأولها 

أن تتحلى بالشجاعة .... فكان دائما يقول لها 


" طالما أنا جنبك سيبى كل حاجة عليا .. لكن .... أول ما أبعد عنك وده مستحيل بس للاحتياط برده ... وقتها اقتلى أى حد يقرب منك .... وأنا أما أرجعلك هشيل وراكى .... وأنا بتكلم جد تقتلييييه .... فاهمة" 


وكانت دائما تهز رأسها له فهى تثق به أكثر من نفسها ..... ولكنها لم تستخدم هذه الشجاعة أبدا


وكيف تستخدمها وهو ملتصق بها كالعلكة؟!! .... حتى العلكة يمكن اقتلاعها لكن هو.....

مستحييييييل ... 


ولكن وللحق هى تعشق التصاقه بها .... كما تعشقه.... ولكنها تخاف .... فبراءتها قد أوصلتها إلى فكرة أنه يعتبرها ابنته وفقط هو من رباها.... فهل سينظر لها كحبيبة؟!! ..... أيتها الغبية لو تعرفى ما يدور فى خلده تجاهك والذى لا يمت للأبوة والبراءة بصلة ...

لتمنيت أن تنشق الأرض وتبتلعك من الخجل


___________________________


فى غرفة أسد 

أسد نائم على السرير .... وفوقه ملاكه بمنامتها الوردية المحتشمة بالرغم من أنها للنوم 


تنام فوقه برغم أنها كبرت إلا أنهما لا يستطيعان الافتراق أبدا ..... فهو يجعلها تنام معه دون أن يبرر لها السبب .... فتعتقد هى أنه يخاف عليها كالأب الخائف على ابنته .....

وعندما ظلت هى أيضا تنام كذلك .... برر أنها تعتبره والدها لذلك لا تعترض أو تبتعد..... يا الله كم يجعل العشق الناس أغبياء .... يلغى عقولهم تماما


كانت همس تتأمله بحب وتتلمس لحيته

همس بهيام فى سرها: يارب .... يارب خليه يحبنى بقى أنا تعبت والله .... ونفسى يحبنى زى ما بحبه 


استيقظ على لمساتها التى تفعل به العجب 


نظر لها فوجدها شاردة ولم تنتبه لاستيقاظه 

تمنى فى نفسه أن تكون تفكر به هو  وأن تكون لمساتها عشقا له وليست مجرد لمسات تلقائية


أسد وهو يقبل يدها: ملاكى سرحان فى إيه 

ثم أضاف بمكر: اوعى تكونى بتحبينى؟


همس بسرعة وتوتر خوفا من ابتعاده عنها إذا علم: لأ يا أسدى أنا بس .... بفكر .... إن .... إن دقنك طولت ولازم تخففها عشان بتبقى أحلى وهى خفيفة شوية 


كم تمنى أن توافقه الرأى وتخبره أنها كانت هائمة به ولكنها حطمت آماله 


أسد: خلاص يا ملاكى .... تعالى يلا خففيها 

همس بسعادة : ماشى 


اعتاد منذ سنتين أن تخفف لحيته بنفسها 

تذكر أول مرة فعلتها له


فلاش باك 


منذ سنتين 

دخلت همس الحمام دون طرق الباب فوجدت أسد بنصفه العلوى العارى والممتلئ بالعضلات وهو يمسك أدوات الحلاقة 


شهقت همس بخجل من نصفه العارى والتى لازالت تخجل من عادته تلك بالرغم من مرور سنوات 


همس: آسفة يا أسدى والله مش قصدى ... بحسبك نزلت


أسد بعشق: تعالى يا ملاكى 


اقتربت فحملها ووضعها فوق حافة الحوض أمامه مباشرة فمهما كبرت لن يصل طولها حتى لبطنه


أسد: عايزة تعملى حمام 


همس بخجل وإحراج: لأ .... كنت هاخد شاور بس لاقيتك هنا 


ثم أضافت بفضول شديد وهى تقرب رأسها له

همس: إنت بتعمل إيه .... ها ها 


انفجر ضاحكا على منظرها الطفولى الرائع .... فهو يعشق حركتها تلك ويحرص على جعل كلامه غامض ليترك العنان لفضولها فتروى عطشه بقربها 


أسد: بحلق دقنى عشان طولت 


همس بعبوس طفولى : لا ... مش تشيلها كلها .... شيل حبة بس


أسد بضحك: اسمها أخففها مش أشيل حبة ... وعلى العموم .... ملاكى تؤمر وأنا أنفذ


همس برجاء: طب اعمل حتة صغيرة وعرفنى إزاى هتخففها وأكملها أنا .... بالله عليك


أسد : ماشى يا ستى


بدأ يعلمها .... وقد تعلمت بسرعة ولكن ذلك لا يمنع بعض الخدوش 


فكانت تعتذر له واضعة أطراف اصبعيها على أذنيها من أسفل كإعتذار له 


تعلمت هذه الحركة من الهنود الذين تعشقهم وتشاهدهم بدون علمه فآخر مرة كاد يحرق التلفاز بالنار بعدما وجدها هائمة فى ممثل ما وقد حذف جميع القنوات وترك الكرتون فقط ..... 

ولكن تلك المشاغبة لم تستسلم فقد أقنعت ماجد أن يجعل أحد يضيف قناتان للمسلسلات والأفلام الهندية ويجعل أسمائهم على اسم قنوات للأطفال سرعان ما تحولت لقنوات تعليمية ورياضية ..... لا تعلم كيف ولكنه ليس مهما

باك


أفاق من شروده على شدها ليده لتحثه على النهوض 


قام معها بسعادة كطفل صغير يجعل أمه تفعل به ما تشاء 


خففت ذقنه وخرج حتى تستحم 

استحمت فوجدته فى غرفة الرياضة ينتظرها ليبدأ بالتدرب معها ..... 

أو بالأصح فلنقل بها فهى كانت الأداة التى يستعملها فى كل تدريب وكم عشق ضحكاتها واستمتاعها بذلك


___________________________


فى فيلا ما بمنطقة فخمة بالقرب من قصر ضرغام

استيقظ مازن لينظر لياسمين بعشق 

كان خائف من خسارتها ومع موت سمر أزيح حمل من عليه ولكنه ظل خائفا من بقية ماضيه


حتى قرر بعد زواجه بشهرين إخبارها الحقيقة 

ابتعدت عنه فى البداية وصرخت وانعزلت بعيدا عنه 


ولكنها قررت مسامحته بعد مدة فهى تعشقه وهو ندم 


وكم كانت فرحته يومها عندما عادت لحضنه مرة أخرى وقد وعدها ألا يخفى عليها أى شيء أبدا


نظرت له ياسمين وجدته سارحا

ياسمين بحب: فى إيه يا حبيبى

مازن وهو يقترب منها: ولا حاجة يا روحى بس مالك كدة احلويتى ليه 

ياسمين: مازن عيب اوعى إحنا الصبح

مازن وهو يعتليها ويغمز لها : هتفرق يعنى


ياسمين : إنت قليل الأدب

مازن: طب خلينى أثبتلك إنى سافل بقى 


كاد يقبلها ولكنه سمع طرقات مزعجة على الباب

مازن مبتعدا وعلى وشك البكاء: لأ بقى كدة حراااام ...... الواد دا مش عاتق ولا ليل ولا نهار


انفجرت ياسمين ضاحكة ثم قامت وارتدت روبها 

فتحت الباب ليركض صغيرها للداخل ويجلس على السرير 


معاذ بحنق طفولى: إنتوا بتعملوا إيه أنا بخبط من الصبح 


مازن بغيظ: وإنت مالك إنت 


معاذ متجاهلا أبيه: يلا يا ماما عشان الحضانة 

مازن: إنتى يا بت بتخمى والنعمة ..... الأطفال كلها بيكرهوا الحضانة والمدارس إلا ابنك ..... لااااااا مش لاعب ..... رجعيه تانى 

ياسمين بحنق وهى تجلس معهم: هو علبة تونة ..... يلا يا حبيبى عشان تلبس 


مازن بغيظ: أيوة ونبى لبسيه دا ياما لبسنى

معاذ ببراءة : لبستك إيه يا بابا

مازن: الحيطة يا عين أمك 


ياسمين بضحك : سيب الواد فى حاله تعالى يا حبيبى عشان تلبس قبل الباص ما ييجى 


حملت ياسمين معاذ وذهبت لغرفته


مازن بقرف: كتك داهية فى حلاوتك إنتى وابنك .... والله بدأت أشك إن الولا ده بيراقبنى ويعرف المواعيد..... والنعمة لأطلعه عليك لما تتجوز بس


___________________________


فى قصر ضرغام

فى الأسفل بغرفة الطعام


ابتسم الجميع وهم يسمعون ضحكات تلك الصغيرة والتى تصاحبها بعض الضحكات الرجولية 


الجد: يارب تدوم ضحكتهم على طول 


أمن الجميع خلفه عدا من تحقد بشدة عليهم فتلك الضحكات كانت من حق ابنتها هى فقط 


سعيد لماجد: بابا .... بصراحة كده أنا كنت بفكر تانى إنه يخلى لهمس أوضة منفصلة عشان مينفعش كدة هى كبرت


ماجد بسخرية: أولا يا ابنى بلاش همس دى .... إحنا العضمة كبرت ومش حمل ضرب إنت ما شاء الله شايف ولادك متكسرين ووارمين إزاى .... وهو كتر خيره إنه عملنا تخفيض وسامحلك تقولها بنتى وأنا أقولها حفيدتى ...... ده غبى ومتخلف ومش همه حد .... وأنا يا أخويا عايز أموت موتة ربنا .... مش مقتول على إيد واحد مجنون .... بس أنا السبب .... يا ريتنى كنت ربيته نص ساعة حتى 


قال آخر كلامه بتحسر ومرح

لينفجر الجميع ضاحكا بينما سمية لا تطيق كلامهم أبدا 


أضاف ماجد بجدية: أنا عارف إن كلامك صح .... أنا حاولت أقنعه وما شاء الله آخر مرة إنتو عارفين عمل إيه وبصراحة بقى أنا واثق إنه مش هيأذيها وهيعرف يتحكم فى نفسه


فلاش باك 

منذ نصف عام تقريبا فى مكتب ماجد 

استدعى ماجد أسد 


أسد: أيوة يا جدى 

ماجد بجدية وشجاعة مزيفة: بص بقى .... أنا جيت معاك بالزوق مش نافع ...... فأنا مضطر أجبرك إن همس تنام فى أوضة لوحدها 


ثانية واحدة مرت ..... وعيناك لا ترى إلا النور 


وجد ماجد مكتبه قد انقلب رأسا على عقب وقد كسر كل ما بها وأسد فى منتصف الغرفة يلهث بشدة 


أسد وقد اقترب من ذلك الذى يلعن نفسه 


أسد بهمس كفحيح الأفعى: المرة دى جت على قد المكتب ..... المرة اللى جاية حاسب يا حاج لاحسن تيجى فى بنى آدمين 


اتجه أسد للباب للخروج 

ماجد: ولد أن......


نظر له أسد نظرة كانت كفيلة بإسقاط شعر ماجد


ماجد بتراجع وتقهقر : اعدل الجاكت يا حبيبى .... تقريبا عليه تراب 


أسد بسخرية: تشكر يا حاج 


خرج أسد تاركا ذلك الذى يلعن نفسه وابنه الذى تركه فى وجه المدفع وحده 

باك


انفجر سعيد وابنيه ضاحكين 


ماجد بغيظ: اضحك ياخويا اضحك ..... بقى بتضحك عليا ..... تخلينا أناديله وتشجعنى وتقولى إحنا أكبر منه ونقدر نحكمه ...... وقبل ما ييجى بدقيقة تقولى هجيب الموبايل وآجى .... دا أنا كنت هتبر منك يا شيخ 


ثم تحولت ملامحه لحزن وقال بشرود: وبعدين سيبوه يمكن فى يوم يسمع كلامى وحياته تتعدل


نظر سعيد له بحزن 

يعلم أن والده لا يتحدث عن نومهما معا بل على شيء آخر تماما والذى من المؤكد سيصبح عائق أمام ذلك الأسد لا محالة


سعيد بمرح مصطنع لإبعاد الحزن: خلاص يا بابا بقى .... والله مش عارف إيه اللى حصل لما حسيت إنه قرب ييجى ..... وبعدين ليه تخليها تنام فى أوضة لوحدها يعنى

الله ما إنت عليك برده كلام يا حج .... قال نبعدها قال 


ماجد بصدمة: يخربيتك دا إنت اللى بقالك سنة عمال تعششها فى دماغى لغاية ما باضت وفقست عليا أنا فى الآخر يا خويا 


ضحك سعيد وسامر وشريف بشدة على جدهما الذى تغير كثيرا واقترب منهم جميعا وأصبح مرحا

فصار الكل يشعر أنه صديقهم ... ظل كل منهم يشكر همس بسره فبدونها ما تغير كل هذا  


هبط أسد وفى يده همس بعدما أصرت أن تنزل هذه المرة على قدميها دون حملها فخجلها أصبح يزداد بشدة كلما تكبر وقد وافق أسد بعد إصرارها 


سامر بمداعبة لأسد: يا نهار إسود ..... إنتى ماشية على الأرض يا صغيرة ..... لااااا لو أسد عجز إحنا نسد مكانه ...... تعالى أشيلك 


همس بالرغم من خوفها على سامر ولكنها لم تستطع منع ضحكتها عندما وجدت سامر يجرى لباب الغرفة ممسكا المقبض استعدادا للهروب خوفا من أسد


اتجه أسد له يركض وصدره يعلو ويهبط 

سامر وهو يفتح باب القصر ومن توتره لم يستطع 


سامر وهو على وشك البكاء: وحياة عيالك يا شيخ .... والله ما قص....


انقض عليه أسد بااللكم حتى توقف بعدما سمع  ملاكه وهى ترجوه أن يتوقف 


اتجه أسد لها وحملها على رجله ليطعمها فهذا لن يتغير أبدا مهما أصرت عليه بأن تطعم نفسها 


ظل يطعمها ويأكل معها ببرود تاركا ذلك الذى يلعنه ويزحف لطاولة الطعام ليكمل طعامه فهو يحتاج طاقة بعد هذه الجولة من الملاكمة


الجد بتشفى: تستاهل عشان تبقى تضحك عليا تانى


سامر بغيظ وهمس: حسبى الله ونعم الوكيل ... عيلة جزمة صحيح 


همس بحزن على سامر صديقها: إنت كويس يا سامر


قرصها أسد من خصرها لتشهق بألم 


أسد بغيرة وغيظ: قولتلك ما تنطقيش اسم أى راجل تقوليلهم يا أبيه .... وياريت متتكلميش معاهم أساسا .... هتموتونى ناقص عمر


همس متجاهلة ألمها لخوفها عليه: بعد الشر عليك يا أسدى


ابتسم أسد وظل يطعمها 


شريف بعدما أنهى طعامه 

شريف: الحمد لله ...... أسد معلش هاخد أجازة انهاردة ....... عايز افسح ترنيم شوية 


أسد بتنهيدة ألم على حال سامر: ماشى يا شريف


بينما ذلك العاشق فقد كادت تسقط دمعة من عينيه ونار الغيرة تأكله وهو يتخيلها مع شقيقه 


سامر بحزم: أنا شبعت هسبقك أنا يا أسد على الشركة .... وشريف قول لترنيم إنى محتاجها انهاردة فى شغل ضرورى 


شريف: يا ابنى ما قولتلك خليها سكرتيرتى أنا الخاصة وشوفلك سكرتيرة تانية 


سامر بحزن: ياريت ألاقى غيرها ..... قصدى ...  إنت عارف هى شغالة معايا بقالها سنين وعارفة كل حاجة وبعدين إنت شغلك بسيط ومش محتاج سكرتيرة خاصة 


شريف: خلاص ماشى نبقى نخرج يوم تانى 


شدد سامر على يديه ثم اتجه للخارج دون التفوه بكلمة 


أسد فى سره بحزن: ربنا يصبرك يا سامر ..... أنا بعشق وعارف شعورك كويس 


بعد انتهاء همس من طعامها أخذها أسد للشركة معه 

فهو لا يترك لها الفرصة لتبتعد عنه وتبقى مع غيره 


يجعلها تجلس معه فى مكتبه وإذا حضر رجل ما  تجلس فى غرفتها المخصصة لها داخل مكتبه


________________________


فى فيلا مازن 

ودع مازن وياسمين معاذ وركبا السيارة للذهاب للعمل


فى السيارة 

مازن: أنا مش عارف إيه لازمة تمسكك بشغلك ..... ما إحنا ظروفنا عال العال يا حبيبتى ..... ليه تتعبى نفسك


ياسمين: يا حبيبى ..... أولا إنت مش بترضى تخلينى أعمل حاجة فى الفيلا غير الأكل ..... وشغل البيت بتخلى حد ييجى كل يومين يعمله ..... يبقى أقعد أعمل إيه ..... وبعدين أنا بشتغل كام ساعة بس على ما معاذ ييجى وبروح وبقيت الشغل بعمله فى البيت ..... وأسد كده كده مقدر ده ومش بيدينى شغل كتير


مازن وهو يقبل يدها: ماشى يا حبيبتى أنا بس مش عايز أتبعك 


ياسمين بعشق: طول ما إنت جمبى فأنا مرتاحة يا حبيبى

ابتسم مازن وظل يشكر الله على نعمته تلك 


________________________


فى شركة سعد الدمنهورى أحد المنافسين لشركات ضرغام


الشاب: أنا فكرت فى عرضك ووافقت


سعد بسخرية: والله ما أنا بقالى سنين بقولك وكنت دايما تقول أنا تبت خلاص ومش هأذى أسد إيه اللى حصل


الشاب: ميخصكش ..... وبعدين أنا فكرت إنى فعلا ممكن أحبه بس كنت غلطان ..... وغير كدة كان لازم أهدى مدة طويلة بعد تسنيم لإنه بدأ يكون حذر بزيادة عن اللزوم فى شغله


سعد: تمام ماشى ...... بس عشان تبقى عارف أنا مليش فى الدم ..... إنت ممكن تقتل تانى وتالت .... لكن أنا لأ ..... أنا آه مش بحب أسد وعايز أضره بس آخرى كام ملف يتسرق إنما القتل ده مليش فيه 


الشاب بشر: خليلك الملفات يا خويا والقتل ده سيبه عليا أنا ...... ده أنا هحرمه من كل حاجة بيحبها .... أنا ماشى أنا بقى وقبل ما تنفذ حاجة تقولى عليها 

سعد: تمام 

                  الفصل الثاني عشر من هن

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>