#ملاك_الأسد
الفصل السابع والثامن
بقلم اسراء الزغبي
سمر بصياح : بتضربنى يا أسد ... بتضرب بنت عمك عشان خاطر واحدة من الشارع
أسد بصرامة: وأقتلك كمان لو حاولتى بس تضايقيها
ثم أضاف بقسوة وصرامة أكثر
أسد : الكلام للكل سواء كبير أو صغير ملاكى خط أحمر ولو حد قرب منها هقلبها دم ... وصدقونى ده مش مجرد تحذير وخلاص.... لأ اللى قولته هنفذه
صعد لأعلى مع همس تاركا خلفه شعلة من الحقد والكره
_____________________________
فى غرفة أسد
وضعها على الفراش ثم نظر لها فوجدها عابسة ويكاد ينفجر وجهها من الاحمرار
أسد بقلق: مالك يا حبيبتى فى إيه
أدارت همس وجهها للجهة الأخرى بعبوس لطيف وهى تزم شفتيها وتمدها للأمام
همس : مفيث
سحرته حركتها البسيطة فنظر لها بتوهان
أسد وهو كالمغيب: لا فيه حاجة قولي يا ملاكى حصل إيه
همس وقد نظرت له: متضربث حد تانى يا أثدى عثان بخاف منك وبزعل
أسد وقد نظر لها بصعوبة: حاضر يا حبيبتى اللى تؤمرى بيه يتنفذ
همس بفرحة وهى تتمسك بذراعه: بجد يا ثدى يعنى وعد
أسد وهو ينظر لذراعه بسعادة: أوعدك مش هضرب حد قدامك تانى
ثم أضاف فى سره: بس هضرب كتير من وراكى .... شكلك هتخلينى مجنون بيكى أكتر وأكتر
همس : طب يلا عايزة ألبث فثتان جديد
أسد: حاضر يا ملاكى
ثم اختار لها فستان محتشم وذهبت لترتديه بسعادة
_____________________________
فى الأسفل
سمر بغضب: والله هقتلها الجربوعة دى
اقترب منها سعيد
سعيد بغضب: احترمى نفسك يا سمر أنا سكتلك كتير إنتى وأخوكى سامر بس من النهاردة لأ أسد وهمس محدش ييجى ناحيتهم أنا كنت زى الأعمى مش بشوف غير اللى بتقولوه بس... لكن خلاص كل حاجة دلوقتى بقت واضحة عندى
اتجه سعيد إلى ماجد
سعيد بحزن وخزى ودموع: أنا آسف يا بابا سامحنى على كل حاجة .... مقدرش أنكر إنى لسة زعلان وبحس بالغيرة من أخويا الله يرحمه بس صدقني مش حقد ... أنا آسف سامح ابنك يا بابا
ماجد بجمود: تعالى يا سعيد
وأثناء اقترابه منه صفعه ماجد على وجهه
ماجد: دى عشان لسه فاكر إنى فضلت أخوك عليك
ثم احتضنه ماجد بشدة وقد دمعت عينيه: ودى عشان أخيرا عرفت غلطك أنا عمرى ما فرقت بينكم يا سعيد ..... أخوك للأسف كان عنده سرطان عشان كده كنت بهتم بيه والشركات وكل حاجة كنت بوكله بيها ... دى كانت زى حجة عشان نلاقى سبب فى غيابه لما كان بيحضر جلسات الكيماوى محدش يعرف بده غيرى أنا وأسد وكمان عرفنا بالصدفة ... عارف ليه مكنش عايز حد يعرف ..... عشان ميشفش نظرة الحزن فى عيونا يا ابنى .... والحمد لله اتشفى منه بس الواضح كان مكتوب عليه الموت .... معداش أسبوع ومات هو وناهد فى حادثة ..... أنا كنت أقدر أقولك من الأول سبب اهتمامى ..... بس لأ ... كنت عايزك تحس بغلطك لوحدك .... وإنت دلوقتى أثبتلى إنك ابنى أنا وفاطمة فعلا
كل هذا وسط دموع سعيد وبكائه الشديد فقد شعر بالذنب يقتله
ونظرات الحقد والتوعد من سمية وسمر وسامر
شريف بسعادة ومرح لكى ينهى التوتر: لأ بقولك إيه أنا مش أنفحت شغل فى الشركة وآجى على النكد أنا جعاااان يا بشر
ماجد بنظرة نارية لشريف
شريف بخوف مصطنع: طب الحمد لله أنا شبعت أنا بقى تصبحوا على خير
ليضحك ماجد وسعيد عليه
شريف : أنا هطلع أنا بقى أغير وأنزل عشان ناكل
سامر: وأنا هطلع أشم شوية هوا برة
_____________________________
فى شقة مازن الجديدة
مازن وهو يتذكر ياسمين وملامحها الهادئة الجميلة
مازن: آاااه مش عارف إنتى عملتى إيه فيا
يا ياسمينتى حاسس إنك كتبالى سحر أو رميتى تعويذة تخلينى أتعلق بيكى .... شكلى كده حبيتك .... يارب يسرلى أمرى وخليها من نصيبى يارب والهمنى بحل للتدبيسة بتاعت سمر يارب
_____________________________
فى بيت ياسمين
ياسمين وهى ممدة على السرير
ياسمين بهيام: ماااازن .... الله اسمه حلو أوى ... فى إيه يا ياسمين حرام اللى بتقوليه ده ... ده واحد غريب عنك وكمان مشوفتيهوش غير مرة واحدة ومتعرفيش عنه حاجة غير اسمه
ثم أضافت بهيام أكثر :بس اسمه حلو أوى زيه بالظبط
ثريا بصوت عالى: ياسمين يلا يا حبيبتى العشا جاهز
ياسمين: حاضر يا ماما
_____________________________
الشاب فى الهاتف: يلا بقى يا تسنيم اجهزى هو هينزل بكرة الشركة تانى دورى فى أى ملف يديهولك كويس يمكن يكون مهم .... وحاول تقربى منه
تسنيم فى الهاتف: خلاص حاضر مش لازم تعيد وتزيد
الشاب: أما نشوف ياختى
بعد دقائق فى قصر ضرغام
نزل سامر وشريف لحجرة الطعام ونزل بعدهما أسد وهو يحمل همس
جلس أسد وهمس على قدميه
شريف مداعبا همس من وجنتيها: همس القمر عاملة إيه .... يخربيت جمال...
وقبل أن يكمل جملته وجد من يدفع يده بعنف شديد لدرجة صدمت يد شريف بالطاولة
شريف وهو يتألم: آه آه .... إيه يابنى الغباء ده
أسد بصرامة وصوت جهورى وقد عادت حدقتى عينه للسواد الحالك: شريييييف لآخر مرة هحذرك إياك تتكلم معاها أو تلمسها والكلام ده لكل الموجودين سواء صغير أو كبير
نطق آخر كلمه وهو ينظر لجده الذى ابتسم بخبث على حال حفيده فقد جن بالتأكيد
تذكر أسد ملاكه التى على قدميه فقلق من أن تكون خافت منه فنظر لها
ثم انفجر ضاحكا عليها فقد كانت شديدة اللطف وهى تنظر إلى كل الأطباق بعيون متسعة والحيرة على وجهها وتضع اصبعها تحت شفتيها وهى تخطط بماذا تبدأ الأكل
بينما صدم الجميع فالأسد يضحك؟! عدا ماجد الذى أصبح يتوقع أى شيء من حفيده
أسد بحنان وهو يقبل وجنتيها : ملاكى محتارة تبدأ بإيه صح؟
همس ببراءة : أيوة يا أثدى
سمر بسخرية: ملاكى وأثدى؟! إيه الشغل الأوفر ده
أسد بقسوة: معلش يا سمر أصل إنتى متعرفيش حاجة عن الحب أو الأصح إن اللى بتحبيه مش معبرك فإزاى هتسمعى الكلام ده
نظرت لهمس بحقد فقد أصبح ظاهر للعيان مدى عشق أسد لهذه الطفلة وجاء فى بالها العديد من الخطط للتخلص منها فهى ستكون عقبة جديدة فى طريقها إلى أسد
أسد لهمس بحنان: كل اللى على السفرة ملكك يا حبيبتى واللى مش هتاكليه النهاردة هيتعملك منه بكرة تانى ... يلا بقى عشان ملاكى الحلوة تاكل
بدأ أسد يطعم همس وسط سعادتها وضحكاتهما غير عابئين بما حولهم
سمية فى سرها وهى تكاد تشتعل منها : إن ما خليتكم كلكم تندموا مبقاش سمية
سامر فى سره: اضحك براحتك يا أسد مين عارف إذا كانت هتدوم ولا لأ
انتهى الجميع من الأكل
ذهب أسد مع همس لغرفته
وغيرت همس ملابسها لمنامة من اللون الوردى برسوم طفولية تصل لركبتيها وبحمالتين فأظهرت نقاء بشرتها
أسد فى سره: احم إيه ده لا متفقناش على كدة
أسد لهمس: حبيبتى اقعدى على السرير على ما أغير هدومى أنا كمان وبعدين ننام
بعد مدة خرج أسد وهو يرتدى بنطال فقط
عندما رأته همس شهقت ووضعت يدها على عينيها
همس بخجل وصدمة: إلبث حاجة يا أثدى عيب كده
انفجر أسد ضاحكا ثم قال وهو ينزع يدها وقد افتتن بوجنتيها الحمراوين : لاااااا دا إنت لازم تتعودى على كده أنا اتحملت امبارح أنام بالقميص عشان كان أول يوم لكن أنا متعود أنام كده فتتعودى إنتى كمان
همس ببراءة: لا أتكثف أثوف حد عريان
أسد بغيرة شديدة وبعض الحدة: حد مين إنتى مش هتشوفى أى شخص كده غيرى أنا وبس فاهمة يا ملاكى
همس : خلاث فاهمة متزعلث
أسد: ماشى يلا بقى عشان ننام
ثم حملها ووضعها كاملة فوقه فقد اعتاد على ذلك وحاوطها بذراعية بقوة كأنه خائف من أن تتركه أو تكون سرابا فحياته بدونها أصبحت مستحيلة
وفى كل صلاة له يظل يدعو ربه ألا يتفرقا أبدا ويموتا معا فى نفس اللحظة ونفس الطريقة فهو يخاف أن يموت قبلها ويتركها للذئاب تدنس براءتها او تحب أحد بعده
كما موتها قبله سيجعله يقتل نفسه بالتأكيد ليلحق بها وهو يخاف ذلك
سيخسر كل شيء سواء رضا الله أو لقاء ملاكه فى الجنة
خرج من أفكاره على تلك التى رفعت رأسها وظلت تتلمس لحيته الخفيفة التى بدأت تنبت منذ سنة تقريبا
همس ببراءة وهى تتلمس لحيته ووجهه: إنت حلو أوى يا أثدى
ثم قبلت لحيته أسفل شفتيه عند ذقنه
بدأت تعلو أنفاسه وتضطرب وقد انتشرت الحرارة فى كامل جسده
ملس أسد على شعرها الأسود الطويل الذى تجعله طليقا دائما
أسد بحنان وهو يحاول ضبط نفسه: نامى يا ملاكى .... نامى يا حبيبتى
_____________________________
قبل صلاة الفجر بمدة بسيطة استيقظ أسد فهو معتاد على ذلك
أسد وهو يحاول أن يوقظ همس: ملاكى يلا اصحى عشان تشوفينى وأنا بصلى
همس بنعاس وتذمر طفولى: لأ ثيبنى يا أثدى أنام ونبى ووعد هثحى بكرة
لم يجادلها أسد فقد كان اليوم طويلا ومجهدا
قام أسد وأدى صلاته ثم أحس بحركة فى الطابق فخرج من الغرفة
وجد شريف يدخل غرفته
أسد باستغراب: إنت كنت فين يابنى
شريف بحزن: كنت بره القصر قاعد شوية مع نفسى
أسد بحنان أخوى: طب مالك شكلك زعلان من حاجة .... تعالى نتكلم فى أوضتك
_____________________________
داخل غرفة شريف
أسد: ها مالك بقى
شريف بتنهيدة: فاكر ياسمين اللى اتعينت سكرتيرة خاصة ليك
أسد: أيوة مالها
شريف: شكلى كده بدأت أحبها بس بلاقيها دايما سرحانة وفى عيونها النظرة اللى بشوفها فى عيونك لهمس وخايف تكون بتحب حد
أسد بحدة وغيرة لا تناسب الموقف: أولا متنطقش اسمها.... الخدامين بينادوها الهانم الصغيرة .... وإنت تقدر تناديها الصغيرة والأحسن ولا تناديها ولا تكلمها .... دا بس توضيح عشان منزعلش من بعض
ثم بدأ يهدأ: وبعدين أنا ممكن أساعدك تقرب منها لو لقيت قبول منها ناحيتك ..... غير كده مش هقدر أساعدك لو هى فعلا بتحب حد تانى
شريف بسعادة: طب هتساعدنى إزاى لو فى قبول
أسد: هقربها منك وهخلى معظم شغلها معاك
شريف: بجد شكرا يا أسد
أسد : العفو يلا نام إنت بقى
ذهب أسد لغرفته ونام بسعادة وهو يشعر بوجهها الصغير تدفنه أكثر فى عنقه وكأنها شعرت به
_____________________________
فى الصباح
فى شقة مازن
استعد مازن للذهاب لأول يوم عمل له فى الشركة وقد كان يشعر بسعادة غريبة لا يعرف سببها لكنه أقنع نفسه أنها بسبب وظيفته الجديدة وتخلصه من ذنوبه
اتجه للشركة وقلبه ينبض بعنف ولا يعرف سببه
_____________________________
فى شقة ياسمين
ياسمين : ماما أنا هروح أنا بقى الشغل
ثريا: ماشى يا حبيبتى ربنا معاكى
ذهبت ياسمين للشركة وهى تشعر بضربات قلبها التى تتزايد ولا تعرف السبب فهذا ليس أول يوم لها حتى تتعرض لكل هذا الاضطراب
_____________________________
فى قصر ضرغام بغرفة أسد
استيقظ أسد فوجد همس جالسة بجانبه تنظر له وهى واضعة يدها أسفل ذقنها
أسد وهو يقبل وجنتيها: صباح الجمال .... ملاكى بتبصلى ليه
همس: أثل ثكلك حلو أوى وإنت نايم
أسد بتنهيدة قوية وفى سره: شكلك مش ناوية على خير يا ملاكى
أسد لهمس: يلا يا حبيبتى خدى شاور عشان هنروح الشركة وأنا هستناكى على متخلصى
همس: طب فين الخدامة تثاعدنى
أسد بحدة وهو يتذكر غباءه عندما سمح لأحد يرى جسد ملاكه : لأ .... أنا قولت نعتمد على نفسنا أنا هظبط كل حاجة فى الحمام وإنتى استحمى ماشى
همس : ماثى
وبعد مدة كانت همس تستحم وأسد فى الخارج
أسد فى الهاتف: ها كتبتها باسم سعيد ضرغام
المتصل: أيوة يا فندم هم... قصدى الهانم الصغيرة بقت بنت عمك رسمى دلوقتى
أسد: تمام كده عايزك تقدملها فى أفضل حضانة
المتصل: حاضر يا فندم تؤمر بحاجة تانية
أسد: لا خلاص كده
تذكر أسد حديثه بالأمس مع عمه بعدما خرج من غرفة شريف
فلاش باك
بينما يتوجه أسد لغرفته سمع صوت بكاء فى غرفة عمه فاقترب من الباب فسمع بكاء عمه وهو يدعو ربه أن يسامحه ويدعو لأخيه وزوجته بالجنة وأن يحمى أسد وأولاده من كل شر فتردد قليلا ثم طرق الباب
خرج سعيد وعيونهم حمراء
سعيد: أسد فى حاجة يابنى؟!
احتضنه أسد قائلا: على فكرة أنا مسامحك
بكى سعيد واحتضنه قائلا: أصيل يا بنى وبتفكرنى بصلاح وناهد ربنا يرحمهم
أسد: آمين
سعيد: صحيح يا أسد إنت متعرفش فين أهل همس أكيد ليها حد
أسد فى سره: يارب ميكنش ليها حد غيرى أنا
أسد: تقريبا ملهاش وبصراحة مش عارف أسجلها باسم إيه عشان أدخلها الحضانة
سعيد: طب متسجلها على اسمى يا أسد
أسد بغيرة شديدة : وهى ليه تاخد اسمك إنت .... أنا مش عايز اسمها يجتمع مع اسم أى راجل غيرى
سعيد: طب فكر كدة لو كتبتها باسمك هى هتقدر تعتبرك حد غير أبوها ... لا طبعا غصب عنها هتحس إنك بقيت أبوها
أسد بعدما فكر: ماشى بس مش هيسببلك الموضوع ده مشاكل كتير
سعيد: متشغلش بالك إنت ابدأ الإجراءات ولو احتجت حاجة أنا موجود
أسد: تمام
باك
عاد أسد للواقع على همس وهى أمامه بشعرها المبلل الذى ازداد لمعانا
أسد: استنينى بقا يا حبيبتى على ما أتدرب شوية وهاخد شاور ونروح الشركة
همس: طب خدنى معاك
أسد: تعالى يا قلبى
أخذها إلى صالة الرياضة الخاصة بها فنظرت همس لها بانبهار
همس بذهول: الله أنا عايزة أتدرب معاك يا أثدى
أسد بخبث : متأكدة
همس: أيوة
حملها أسد وذهب إلى ( المشاية) ثم حملها وظل يجرى على (المشاية) وهو يحملها وصوت ضحكاتهما ترتفع
ثم مددها أسد على الأرض ومال فوقها وهو يمارس (الضغط) وكلما نزل لأسفل قبلها على جبينها أو وجنتيها
وظلا هكذا وسط الضحكات وألمرح
بعد الانتهاء استحم أسد وتناولا افطارهما وقد تكفل أسد باطعام همس ثم اتجها إلى الشركة
_____________________________
فى الشركة
كان يسير وهو ينظر لكل مكان لا يعرف أين يتوجه حتى توقف فجأة فاصطدمت فتاة به من الخلف
مازن وهو يستدير
مازن: أنا آس.. ياسمين ؟!
ياسمين: مازن ؟!
البارت ٨
مازن : أنا آس... ياسمين؟!
ياسمين بزهول: مازن؟! إنت بتعمل إيه هنا؟
مازن: أنا هشتغل محامى فى الشركة هنا... دا أول يوم ليا ..... وإنتى بتعملى إيه؟
ياسمين بابتسامة لم تستطع التحكم بها: أنا بشتغل هنا من حوالى يومين .... أنا سكرتيرة أسد بيه الخاصة
مازن بفرح هو الآخر: بجد؟! طب كويس هنشتغل مع بعض يعنى أنا مش قادر أوصفلك سعادتى
ياسمين بخجل وتوتر : أنا ... أنا كمان سعيدة بوجودك معانا
كل هذا تحت مسمع أسد الذى حزن على حال شريف فهو قد أدرك أنهما عاشقان لبعضهما فتكفى لمعة عيونهما
أسد وهو يقترب حاملا همس
أسد : أهلا يا مازن كويس إنك جاى فى معادك إزيك يا ياسمين
ياسمين: الحمد لله حضرتك
همس بسعادة لياسمين: إزيك يا ياثمين وحثتينى
ياسمين وهو تضحك بحب لهذه الطفلة الجميلة: إزيك إنتى يا قمر
همس: الحمد لله
تضايق أسد من غزل ياسمين بملاكه وكاد أن يعنفها فلا يحق لأحد التغزل بملاكه غيره
مازن لهمس: طب مش هتسلمى عليا أنا كمان يا قمر
انتشرت الغيرة فى كل جزء من أسد فعقله يصور له أكثر من طريقة لتعذيبه وقطع لسانه الذى تغزل بملاكه ويديه تحثانه على لكمه حتى يكسر فكه الذى تفوه بهذا الكلام وقبل أن يفعل أى شيء من هذا
همس لمازن: مث هينفع أثدى هيزعل وأنا مث عايزاه يزعل
نظر أسد لها بفخر فيومان فقط كانا كافيان لتدرك أنها ملكه ثم نظر لمازن بتحدى وترقب كأنه ينتظر منه تعليق حتى ينفذ ما برأسه ويقتله
مازن بضحك واستغراب: ماشى يا ستى خلاص
أسد: يلا يا ياسمين على مكتبك عشان ورانا شغل كتير بس عدى الأول على محمد وخليه يشرحلك باختصار عن أهم الأحداث اللى حصلت فى الشركة والصفقات والناس اللى بنتعامل معاهم ..... وإنت يا مازن تعالى ورايا على مكتبى عشان عايزك
ثم تحرك دون إنتظار أى إجابة منهما
نظر مازن لها بغيرة واضحة: ومين محمد ده إن شاء الله
ياسمين: ده موظف هنا كان المفروض أروحله من أول يوم عشان أفهم الشغل أكتر بس هو كان فى أجازة ولسة مخلصها
مازن وقد احمر وجهه من الغضب: واو لأ واضح إنك مهتمية بيه أوى ..... على العموم متروحيش مكتبه لوحدك خدى بنت معاكى وإياكى تقفلى الباب أو تكلمى معاه فى حاجة غير الشغل فاهمة
نظرت له ياسمين بزهول وفمها مفتوح
اقترب مازن بخبث: اقفليه أحسنلك عشان أنا على أخرى ومش هقدر أمسك نفسى أكتر من كده
ياسمين بعدم فهم: هو إيه اللى أقفله؟
اقترب مازن أكثر ثم لمس شفتيها بإصبعيه وهو يقول: ده
ضغط على شفتيها باصبعيه حتى أغلقه وهو مخدر تماما
ابتعد مازن عنها فجأة ليلملم ما بعثرته تلك الياسمين
مازن: متنسيش اللى قولت عليه
تركها وذهب ليسأل عن مكتب أسد تاركا خلفه تلك المزهولة
ياسمين بصدمة : إيه اللى حصل ده
ثم أضافت بسعادة وهيام وهى تتلمس شفتيها: يخربيته وهو مز كده .... ده كان هيوقفلى قلبى ... بس لحظة هو بيغير عليا .... أيوة بيغير أنا مش بتخيل .... يارب لو فيه خير قربه منى ..... ولو شر ... قربه منى بردو بس بعد ما تهديه
لاحظت بدء قدوم الموظفون للشركة فأزالت يديها سريعا وذهبت لوجهتها ولم تنسى أن تأخذ احدى زميلاتها معها
___________________________
فى المصعد
أسد : يا ملاكى متخافيش والله مفيش حاجة
همس بخوف وهى تتمسك بعنقه وتلف قدميها حول خصره وتضمه بشدة إليها : لأ لأ هيقع بينا يا أثدى وهموت دا بيطلع لفوق
أسد وهو سعيد بتمسكها به ولكن عندما ذكرت الموت خاف بشدة وضمها إليه أكثر: إياكى تجيبى سيرة الموت يا ملاكى وبعدين يا حبيبتى متخافيش أنا جنبك والأسانسير مش هيقع ولا حاجة متقلقيش ماشى
همس بخوف وتوتر: ماثى
__________________________
فى قصر ضرغام
تجمع سعيد مع سمية وسامر وسمر
سعيد : أنا جمعتكوا عشان عايز أكلم معاكوا شوية
ثم وجه كلامه لسامر
سعيد: سامر يا ابنى أنا عارف إنك طيب ومعدنك أصيل وجواك خير يمكن أكتر من شريف كمان بس للأسف بسببنا إنت خبيت الخير ده ومنعته .... أنا غلط كتير وندمت .... مش عايزك إنت كمان تندم يا حبيبى
سامر بحقد: أندم على إيه إنت عارف إن معانا حق ... إحنا حقنا أسد واكله علينا
سعيد: بجد .... طيب هو جدك كتب حاجة باسم أسد ... لأ مكتبش عارف ده معناه إيه .... إنكم هتورثوا بعدل ربنا.... يعنى إنتم إللى واكلين حقه .... لما هو يشتغل ليل نهار وفى الآخر ياخد ذيك إنت وشريف يبقى أكيد إحنا اللى ظالمينه
سامر بذهول: إزاى إنت قولت إنت وماما إن جدى كاتب معظم أملاكه لأسد
سعيد بحزن: كدبنا عليك ..... وقتها إنت كنت متعلق بأسد وزى الأخوات وبتقف فى وشنا لما بنحاول نضره فمش لاقينا طريقة غير دى وعشان كده كنت بمنعك تكلم جدك عن الورث عشان متعرفش الحقيقة
سامر بحزن: حرام عليك يا بابا اللى عملته فيا ده إزاى تعمل كده إنت دمرتنى وخليت أسد يكرهنى إزاي هيسامحنى بعد اللى عملته فيه
سعيد: صدقنى أسد أصيل وهيسامحك وهو مش ناسى أبدا أيامكم مع بعض لما كنتم صغيرين .... دا حتى هو اللى طلعك من المصيبة اللى كنت هتقع فيها من سنة.... فاكر أما فى واحدة اتبلت عليك إنك اغتصبتها .... هو اللى كشفها ومرضاش يظهر فى الصورة لإنه عارف إنك هترفض مساعدته
سامر بحزن: أنا هروحله الشركة لازم أخليه يسامحنى
خرج مسرعا ليصلح ما كسره والديه
سعيد لسمر: وإنتى يا هانم .... لو متعدلتيش والله يا سمر لأحبسك فى البيت شغل النايت كلاب كل يوم خلاص انتهى السواق هيكون معاكى فى كل حتة وهيقولى على كل خطوة بتمشيها وبتمنى تفوقى لمزاكرتك بقى
ثم وجه كلامه لسمية
سعيد بحدة: أنا مش هكرر اللى قولته كتير يا سمية .... أسد تبعدى عنه خالص
تركهم سعيد وذهب لغرفته
سمر بغضب: شايفة يا ماما .... دلوقتى إحنا اللى بقينا غلطانين .... من ساعة ما الشرشوحة دى جت وكله ضميره صحى وبقى بيوجعه أوى
سمية بحقد : متقلقيش يا قلب أمك أنا هاخد حقنا كلنا
__________________________
فى مكان ما
الشاب فى الهاتف: تسنيم خلاص إلغى كل حاجة مش عايز مساعدتك
تسنيم: ليه
الشاب: مفيش منك فايدة واحتراما للعشرة أنا مش هتكلم بس لو نطقتى بجد هتزعلى
تسنيم: خلاص ماشى ..... بس بردو أسد هيبقى ليا
الشاب: مليش دعوه بده أنا ليا الملفات لو اتسرق منها حاجة هلبسهالك على طول
تسنيم: أووووف خلاص عرفت الله
__________________________
وصلوا للطابق الذى به مكتب أسد
خرج أسد وهى مازلت فى أحضانه
تسنيم بعدما أغلقت الهاتف ورأتهم فى ذلك الوضع
تسنيم بذهول وحقد: يا بنت الكلب وحضناه بكل بجاحة.... إن ما وريتك .... بس ماشى الأيام بينا كتيرة
أسد لتسنيم: فى موظف جديد اسمه مازن أما ييجى دخليه علطول وأول ما يطلع تيجيلى عشان نخلص الشغل اللي اتراكم اليومين دول
تسنيم بدلع وهى تضع يدها على صدره: ما هو حضرتك اللى غيبت عنا .... وبصراحة إنت وحشتنا أوى
قبل أن يزيل يدها عنه
سمع صرختها فنظر لها سريعا..... وجد يدها فى فم ملاكه وهى تعضها بشدة وقد ورمت يد تسنيم واحمرت بشدة
تسنيم ببكاء: آاااااااه ابعدى إيدى.... إيدى سيبها
تصنع أسد الجدية بصعوبة كبيرة فهو يريد أن ينفجر ضاحكا
أسد بجدية: خلاص يا ملاكى سيبيها
تركتها همس بهدوء وبراءة وكأنها لم تكن شرسة منذ قليل
همس لتسنيم بكبرياء اكتسبته مؤخرا منذ ظهور أسدها فى حياتها: دى عثان تقربى منه تانى ... وإنتى اللى ثرثوحة مث أنا
فرح أسد كثيرا بكلماتها
أسد لتسنيم التى مازالت تبكى: اللى ملاكى تقوله يتنفذ علطول ..... ومتنسيش تنفذى اللى قولته من شوية
ثم تركها ذاهبا
نظرت تسنيم لهمس بغضب
أما همس فقد أخرجت لها لسانها بطفولة لتغيظها
ضحك أسد بخفوت على حركتها
__________________________
دخل أسد مكتبه وأجلس همس على قدميه فوجدها عابسة بطفولة وهى تربع يديها أمام صدرها
قبلها أسد بين حاجبيها حيث موضع عبوسها
أسد بلطف وحنان ينافى ما كان عليه أمام تسنيم: ملاكى زعلانة ليه
همس بعتاب : عثان إنت حلو وكل البنات بتحبك
أسد ضاحكا: ودا يزعلك ليه
همس: عثان إنت أثدى بتاعى .... زى ما أنا ملاكك بتاعتك
يا الله ..... كم يعشقها ويتمنى لو يظل كلامها هكذا حتى عندما تكبر
أفاق على صوت طرق الباب
أسد للطارق: ادخل .... تعالى يا مازن
مازن: أيوة يا أسد بيه
أسد: أولا اقعد.... ثانيا اسمى أسد بس إنتى بقيت صاحبى ماشى
مازن بسعادة: ماشى يا أسد
بدأ أسد يشرح له كل شيء عن عمله حتى انتهوا
أسد: لو فى أى استفسار تانى أبقى اسألنى..... ودلوقتى روح لأحمد محامى الشركة وهو هيعرفك الباقى
مازن: تمام
ثم أضاف بخبث: بالمناسبة يا أسد حاول تستنى عليها أما تكبر شوية
أسد وقد اصطنع عدم الفهم: تقصد إيه
مازن بخبث أكبر: أقصد الشركة اصبر عليها أما تكبر وتبقى من أحسن الشركات ولا إنت إيه رأيك
ثم اتجه الباب وقبل خروجه
مازن: على فكرة إنت مكشوف أوى .... كفاية غيرتك اللى بجنون عليها .... وحضنك اللى مبتخليهاش تفارقه ..... والفستان اللى أنا متأكد إنك إنت اللى جايبه لإنه محتشم جدا ومش مبين حتى رقبتها.... وشعرها اللى خليتها تلمه..... صدقنى أنا متأكد إنها هتحبك أما تكبر...... اصبر بس عليها ومتتسرعش فى اى حاجة وهى اللى هتجيلك بنفسها
خرج مازن
أسد فى سره : شوفتى عملتى فيا إيه يا ملاكى شقلبتى حالى خالص
نظر أسد لها فوجدها نامت على قدمه
فأخذ جاكته الذى وضعه على ظهر الكرسى وغطاها به واحتضنها أكثر
بعد مدة من تأمله لها طرق الباب فأذن للطارق بالدخول
شريف وهو يجلس: يا أهلا أخيرا شرفتنا يا راجل ..... يلهوى على القمر اللى نايم ليك حق تقول عليها ملاك
أسد بصرامة وقد ظهرت بوادر الغضب عليه واشتدت يديه على همس: شريييييف احترم نفسك وإلا قسما بالله أندمك على كل كلمة بتقولها ولا هيهمنى حد
شريف بخوف: خلاص يا عم براحة
ثم أضاف: المهم عملتلى إيه فى موضوع ياسمين
أسد: مش هينفع
شريف: هو إيه اللى مش هينفع
أسد: ياسمين ومازن اللى حكتلك عنه بيحبوا بعض وأنا مش هفرقهم عن بعض أبدا
شريف بغضب: نعم .... إنت بتتخلى عن أخوك عشان واحد غريب ماشى يا أسد بس خليك فاكرها ثم خرج غاضبا
أسد: ياربى ع...
وقبل أن يكمل كلامه طرق الباب مرة ثالثة
أسد بغضب: هو إنتو واقفين بالدور إيه اليوم اللى مش هيعدى دا ياربى .... ادخل
دخل سامر وهو خافض الرأس: ممكن نتكلم
