ملاك الأسد (صغيرتى) بقلم إسراء الزغبى
الفصل ٣٢ و ٣٣ و ٣٤
لينك جروب الكاتبة
فى اليوم التالى
يجلس بمكتبه مغمض العينين شارد بالقادم ..... خائف بشدة وبنفس الوقت فرح ..... لأول مرة منذ ثلاث سنوات تظهر ابتسامة صادقة على وجهه .... لا يعلم ما سرها لكن يشعر بطمأنينه غريبة .... أفاق على تلك اللمسات الحانية على فكه ووجنته
ظل مغمض العينين مستمتع بذلك الشعور ..... فتح عينيه بعد مدة ليست بالقصيرة ليقابله وجهها الملائكى الرائع
أسد بهيام: وحشتينى
همس وهى تتلمس وجهه بحنان: وإنت وحشتنى
ظل يتأملها لفترة طويلة حتى أفاق على كلماتها
همس بتنهيدة: اوعدنى إنك تنفذ كل اللى هقوله وأنا بوعدك إنك هتفرح الأيام الجاية وهعوضك عن حزن التلات سنين
أسد بحماس وسعادة شديدة: موافق طالما هترجعيلى فأنا بوعدك إنى أنفذ كل حاجة
قبلت وجنته بحنان ثم ابتعدت قليلا تنظر لعينيه بطريقة غريبة لأول مرة يراها كأنها توصل له رسالة بالنظرات وللأسف ..... لم يستطع فهمها
همس: المرة دى هتوعدنى بجد إنك هتنتظم فى دواك وهتاكل كويس وترجع أسد اللى عشقته
أسد بتنهيدة: أنا كويس كدة
همس بعتاب خفيف: لا مش كويس يا أسد ..... إنت نسيت الصفقات اللى خسرتها بسبب تهيؤاتك وقلة أكلك اللى كل يومين توديك المستشفى والمحاليل اللى إنت عايش عليها أكتر ما بتعيش على الأكل والشرب
أسد بخزى مخفضًا رأسه: آسف
همس بحنان وهى ترفع ذقنه: لأ.... حبيبى ميتأسفش أبدا .... أنا خايفة عليك ومش عايزاك أبدا تضعف .... يلا اوعدنى
أسد باستسلام: أوعدك
همس بسعادة مقبلة وجنته: وأنا أوعدك إنك هتفرح قريب أوى .... يلا بقى اطلبلك وجبة محترمة كدة وتاكلها كلها
أسد بتذمر لطيف كالطفل تماما: بس أنا مش جعان
نظرت له بعيون بريئة متسعة كالقطط تماما ليزفر باستسلام وهو يقول: خلاص ماشى
همس بابتسامة سحرته كالعادة : سلام يا أسدى
أسد بتنهيدة وحزن: سلام يا ملاكى
اختفت ... واختفت معها ابتسامته ... لكن قالت أنه سيسعد قريبا !
أتشعر بشعوره ... يتمنى لو تكون تلك الفرحة هى
طلب وجبة كاملة له وقد أملى اسم الدواء لسكرتيرته لتشتريه وعزم أن ينفذ وعده تلك المرة
انتهى من تناول الوجبة وأخذ دواءه ولأول مرة يشعر بالنشاط لتلك الدرجة
عمل لمدة طويلة حتى أخبرته السكرتيرة بقدوم فتاة تسمى سيلين
أسد: خليها تدخل
دلفت سيلين بخجل وتوتر ثم جلست بعدما أذن لها
أسد بمرح ليزيل توترها: بتمنى الشركة تكون عجبتك
سيلين بخجل: أيوة أيوة الحمد لله
أسد بجدية: طب بصى بقى ..... أنا بقالى أكتر من تلات سنين من غير سكرتيرة خاصة ..... ودلوقتى أنا محتاجها جدا عشان الشغل هيبقى تقيل الفترة الجاية واحتمال تسافرى معايا فى أى شغل .... مستعدة إنك تتحملى
سيلين بحماس: أيوة يا فندم اللى حضرتك تؤمر بيه بس هو أنا هبقى موظفة ولا متدربة
أسد: هتبقى موظفة .... أنا متأكد من جدارتك والدكاترة شكروا فيكى وكمان مفيش وقت إنك تدربى بس ..... دلوقتى مدام سلوى هتفهمك كل حاجة ومن بكرة بإذن الله هتبتدى الشغل
سيلين بسعادة: تمام يا فندم
أسد بتذكر: أيوة صح إنتى ساكنة فين لإن من معلوماتى عنك إنك من قرية بعيدة جدا عن القاهرة
سيلين بكسوف: بإذن الله أول ما آخد مرتبى هأجر شقة قريبة من هنا
أسد: احنا عندنا عمارات للموظفين تقدرى تاخدى شقة فاضية فيها وبيبقى عليها تخفيض وكمان مبنخصمش كتير من المرتب كل شهر ... ها موافقة
سيلين بفرحة عارمة: أكيد ياريت يا فندم
أومأ لها ثم نادى سكرتيرته
أسد بجدية: مدام سلوى .... الآنسة سيلين هتكون سكرتيرتى الخاصة عرفيها شغلها وإديها مفتاح شقة فاضية من عندنا
سلمى بجدية: تمام يافندم
خرجت سلوى وسيلين
ظل أسد شاردا فى ملاكه ويضع يده مكان الندبة وكأنه يتلمس ملاكه وليس اسمها !
__________________________
فى الولايات المتحدة الأمريكية
مازن بصوت عال : جوووون
ياسمين بصراخ: آااااه بطّل بقى جننتنى إنت والولاد
مازن بسخرية مشيحًا بيده فى وجهها: اتهدى يابت
ياسمين بصدمة: بت ؟! طب مش عيب حتى دا أنا مخلفالك تلات عجول زيك
معاذ بسخرية وهو يجلس بجانب والده: وهى البقرة هتخلف إيه غير عجول
ياسمين بذهول وغضب: أنا بقرة يابن الكلب
مليكة ببراءة وهى تجلس على قدم والدها: بابى مش كلب يا مامى
قبلها مازن بسعادة مفتخرًا بأولاده وكأنهم حصلوا على شهادات عليا
ياسمين بتهكم: طبعا ياختى .... القرد فى عين أمه غزال
مازن بشهقة: لأ بقى أنا ساكت من الصبح .... لكن تقولى على مليكة أمى مش هسكت
ياسمين بسخرية: لا حمش ياض .... دا اللى لاحظته فى وصلة الشتايم كلها
ثم وجهت كلامها لمعتز أصغر أبنائها: وإنت يا خويا مش عايز تسم بدنى بكلمتين
نظر لها معتز بقرف ثم أعاد بصره للعبة القطار المتحرك يراقبه كمن يراقب تحرك الذرات
انفجر مازن ضاحكا على اشمئزاز معتز من والدته ليرمقه معتز بنظرة أخرسته
ابتلع ريقه بصعوبة ذلك الطفل يخيفه حقا لتنفجر ياسمين ضاحكة تلك المرة
مازن بحمحمة: احم احم عادى يعنى ولد بيبص لأبوه بتضحكى على إيه
ياسمين بسخرية: وهو مش كان بيبصلى ياخويا بردو ولا إيه
مازن بغضب وصراخ: لأ إنتى زودتيها أوى معايا
نظرت له بخوف مبتلعة ريقها بصعوبة
مازن صارخا فى أطفاله: على أوضكوا ومتخرجوش منها إلا الصبح .... يلاااا
ركضو للغرف بسرعة متخبطين ببعضهم كالنمل رعبًا
راقب دخولهم ثم انطلق ناحيتها وعلامات الغضب على وجهه
أغمضت عينيها بشدة خوفًا منه لتفتح عينيها متفاجئة بمن يحملها
مازن بغمزة: إنتى احلويتى كدة ليه يا بت إنتى
ياسمين بصدمة: هو إيه اللى بيحصل
مازن بخبث: إيه؟ دا أنا سربتهم عشان عايزك فى موضوع مهم
نظرت له بصدمة .... تقسم أنه مختل
__________________________
فى مصر بإحدى العيادات
الطبيبة: ألف مبروك .... دلوقتى أقدر أقول الخطر راح وكل حاجة تمام
سامر بسعادة: الحمد لله
الطبيبة: ها مش عايزين تعرفوا جنس الجنين
ترنيم بحماس: لأ عايزين نتفاجئ بيه
الطبيبة: تمام ..... دا دوا تكملى بيه ومش محتاجة حقن وحبوب للتثبيت تانى ..... بس بردو ترتاحى ومتعمليش مجهود
سامر بسرعة وحماس: متقلقيش دى فى عنيا
أمسك كفها وهبط من العيادة وسط سعادتهما
فى السيارة
سامر مقبلًا رأسها الموضوعة على صدره : بعشقك يا ترنيمة قلبى
ترنيم وهى تندس فى أحضانه أكثر وأكثر: وأنا بموت فيك
__________________________
فى شركة أسد
رن هاتفه ليجيب
أسد بهدوء: أيوة يا دكتور
الطبيب: المريض بقى كويس يا فندم ويقدر يطلع وكمان المحكمة خلاص أفرجت عنه فقولت أعرف حضرتك
أسد: متأكد إنه اتشفى خالص ومش هيرجع للمخدرات تانى
الطبيب: أيوة يا فندم إحنا سيبناه فترة طويلة تحت المراقبة ودلوقتى كل حاجة تمام
أسد: أنا جاى متخرجهوش إلا لما آجى ..... سلام
الطبيب : أوكى سلام
تنهد طويلا ... يكره ذلك الرجل لكنه والدها ... لن يستطيع تحمل نظرات اللوم من عينيها إذا أهمله
اتجه للمشفى ليتخلص من تلك المهمة سريعا
__________________________
فى المشفى
دخل الغرفة ليجده أعد أغراضه
حمدى بخزى: إزيك يابنى
حمل أغراضه دون التفوه بكلمه واتجه للخارج ليتنهد حمدى حزنا ويخرج وراءه
__________________________
بعد مدة فى السيارة
أسد بجمود واختصار: هترجع تعيش فى القصر تانى
حمدى بحزن: أنا آسف على اللى عملته .... وصدقنى بالرغم إنى معشتش مع بنتى كتير ولا كنت قريب منها بس مهما حصل دى فى الآخر بنتى وأنا زعلان عليها ..... أيوة كنت قاسى لما سيبتها فى الشارع بس وقتها كنت متأكد إنها هتعيش
أنهى جملته وانفجر فى بكاء مرير وشهقاته تعلو
لم يستطع الحفاظ على جموده لفترة أطول
أوقف سيارته واحتضن حمدى مربتًا على ظهره
أسد بصرامة وحنان معًا: ملاكى مش ماتت .... هى عايشة وبكرة أثبتلكم ..... خلى بالك من نفسك .... ووعد قريب هرجعها
نظر له بسعادة وأمل ليضيف سريعا رافعًا إحدى حاجبيه
أسد بتملك وغيرة شديدة: ليا ..... هرجعها ليا
ضحك عليه وعلى تملكه الذى لن يزول أبدا ..... هو أيضا يشعر أن ابنته لم تمت ..... سيثق بالله ثم بأسد ... متأكد أنهما لن يخذلاه
أوصله للقصر ثم عاد مرة أخرى للشركة
__________________________
دخل حمدى القصر بخزى وتوتر ليجد الجد فى وجهه
حمدى بتوتر: أنا .... أن ...
احتضنه الجد بحنان ... يعلم أنه ندم بشدة ... رآه نسخة مصغرة منه .... كلاهما ارتكبا أخطاء ... كلاهما يشعران بالخزى فلما يعاتبه ؟! ... وبعيدا عن ذلك فقد اتصل أسد ونبه على الجميع بعدم احراجه أو احزانه أبدا
الجد بحنان: اطلع يابنى استحمى وصلى ركعتين لله
نظر له بحب وقد زال جزء كبير من توتره ثم صعد لأعلى يتعبد عله يمحى ولو القليل من ذنوبه
__________________________
مر شهر كامل وسيلين تزداد اعجابا بأسد ... تشرد به كثيرا ... أقل حركة من حركاته تسحرها حتى باتت مكشوفة
لاحظ نظراتها لكن يتجاهلها علها تضع حدا لمشاعرها ... لا يريد احراجها ... خاف فى البداية من مشاعره نحوها ..... خاف أن يقع فى حبها ويخذل ملاكه ... لكن الآن متيقن أنها أحبها ....
كأخته .... يجد بها حنان الأخت الذى لم يجده من قبل سوى مع ملاكه ..... الفرق أن ملاكه تشغل كل شيء بحياته لكن سيلين تشغل مكان الأخت فقط
__________________________
فى الشركة
يشرح لها بعض الأعمال ليلاحظ شرودها به كالعادة
قرر وضع حد لذلك حتى لا تنجرف فى عواطفها أكثر وأكثر
أسد بهدوء: سيلين وقفى اعجابك
أفاقت من شرودها لتنظر له باستغراب سرعان ما تحول لخجل
أمسك أسد يديها بهدوء وهو يقول: بتحبينى يا سيلين ؟
سيلين بخجل وقد قررت عدم الإخفاء: أيوة
أسد بابتسامة: تؤ غلط ... إنتى مش بتحبينى ... عارفة ليه ؟!
نظرت له باستغراب شديد ليكمل
أسد بعقلانية: إنتى معجبة لكن مش بتحبينى ... وحتى مش معجبة بيا إنتى معجبة باللى أنا حققته وبنجاحى
سيلين باعتراض: بس ....
أسد مكملا: من غير بس .... اسمعينى للآخر واحكمى ..... أنا فى الأول كنت خايف إنى أحبك بس الحمد لله ربنا بعتلى إشارة إنى عمرى ما حبيتك غير كأخت ليا .... عارفة الإشارة دى إيه ؟ .... لما جالك عريس من أسبوعين وقتها أول سؤال جه فى بالى .... هو كويس ولا لأ ويا ترى هيقدر يسعدك .... صدقينى أنا لو بحبك كزوجة وحبيبة كنت موت العريس ده بدل ما أفكر هو مناسب ولا لأ ... عارفة لما كان حد يبص بس لملاكى كنت بضربه لدرجة الموت .... كنت ببقى واقف على خطوة واحدة ويموت منى حرفيا ..... كنت مجنون ومتملك ومهووس بيها ولازلت كده بردو
نظر لها ليجدها تبتسم
أسد مكملا: شوفتى ابتسامتك دى ..... مستحيل واحدة بتحب حد أو معجبة بيه وتبتسم بالطريقة دى لما حبيبها يتكلم عن ست غيرها ولو مجرد كلام ..... أنا عمرى ما حبيت أتكلم عن ملاكى قدام حد ولو حتى واحدة ست لإنى بغير عليها من الجماد مش هغير من الناس ؟! بس كنت بتكلم عنها كتير قدامك عشان أتأكد إذا كنتى بتحبينى ولا لأ..... وكان ردك هو الابتسامة دى برضو كأنك هيمانة فى علاقتنا وفرحانة بيها .... برأيك دا ممكن يكون حب
نظرت له بارتياح وسعادة .... اقتنعت تماما بما قاله وما زادها اقتناعا أنها لم تتضايق وهو يقول يحبها كأخته .... بل العكس تمامًا شعرت بالفخر والسعادة
سيلين بابتسامة: شكرا بجد يا فندم .... وآسفة لو كنت اتجاوزت حدودى
أسد بحنان: أخت أسد ضرغام متعتذرش أبدا مفهوم
هزت رأسها موافقة سعدت كثيرا بذلك .... عادت لعملها بروح جديدة ومشاعر جديدة أو لنقل مرتبة فى مكانها الصحيح
مرت ساعات وهما يعملان بجد حتى رن هاتف أسد
أجاب أمامها وقد تعمد ذلك حتى تتأكد من زوال الحدود وأنها أخته بحق وكم سعدت بذلك
كم مرة تمنت أن يكون لها أخ يحميها وما بالك إن كان أسد ضرغام
أسد بسعادة: إزيك يا مازن .... إيه يابنى إنت استحليتها برة ولا إيه كل شوية بلد مختلفة
مازن بتوتر شديد: أسد .... فى حاجة مهمة أوى لازم تعرفها
أسد بقلق: فى إيه يا مازن ..... المدام والولاد كويسين
مازن بسرعة: آه آه .... هو الموضوع يخصك إنت و ..... والصغيرة
أسد بلهفة وسرعة: إيه؟ .... قولى بسرعة فى إيه
مازن: لأ تعالى أمريكا إنت عارف عنوانى
أسد بعصبية وجنون: خلصنى يا مازن قولى فى إيه ؟
مازن : أسد مش هقول حاجة غير لما تيجى .... تعالى يلا منتظرك انهاردة سلام
أغلق الهاتف بسرعة
__________________________
ياسمين بتوتر: مقولتلوش علطول ليه زمانه اتجنن
مازن بتوتر: لأ طبعا ...... أقوله إيه .... لازم يكون هنا عشان نعرف نتحكم فيه ..... ده مجنون
ياسمين: بخوف ربنا يستر
__________________________
مرت ساعات وأسد فى توتر بالغ وخوف شديد ..... لا يعلم متى نهض هو وسيلين وذهبا بالطائرة له .... كل ما فى عقله شيء واحد فقط ..... ملاكه
هبط من الطائرة فركض مسرعًا خلفه سيلين المصدومة
كل ما تعرفه أن الموضوع يخص زوجته الراحلة
__________________________
فى إحدى الشقق الراقية
ظل الجرس يرن وأصوات طرق الباب ترتفع
اتجه للباب وهو يعلم الطارق جيدا
مازن: إزيك يا أ....
قاطعه وهو يشده بسرعة لإحدى الغرف ويغلق الباب فى حالة أشبه بالجنون
اتجهت ياسمين للواقفة فى ذهول
جلست معها تتحدث تارة وأخرى تصمت بتوتر وقلق
__________________________
فى الغرفة
أسد بسرعة وقد بدأ يعرق: ها انطق ملاكى مالها
مازن بترقب: من يومين جاتلى قضية من صاحب شركات ومصانع للأغذية فى ألمانيا اسمه مراد عامر هو مصرى بس عايش هناك جنب مصانعه وشركاته .... روحتله امبارح علشان نشوف اجراءات القضية بس قدرنا نساوم الطرف التانى واتنازلوا ..... وبعدين أنا حجزت فى فندق قضيت فيه الليلة وكنت هروح انهاردة فى طيارة الصبح وهو أصر إنه يعزمنى قبل الطيارة فى فيلته .... وافقت وروحت وبعد ما أكلنا وخلصنا فوجئت بخطيبته نازلة من فوق عشان تسلم عليا وتشكرنى ..... و ..... و ....
أسد بسرعة وهو على حافة الجنون: كمل .... وحصل إيه
مازن بترقب: وخطيبته طلعت ........ الصغيرة
ملاك الأسد (صغيرتى) بقلم إسراء الزغبى
الفصل ٣٣
لا يعلم ما يشعر به ..... كل ما يعلمه أنه على حق ..... ملاكه لم تتركه أبدا ولن تفعل ذلك ..... انتصر عشقه فى النهاية وسيظل ينتصر دائما ...... لو أحد غيره لإحتاج ساعات طويلة حتى يستوعب تلك الصدمة ولكن هو .... بالطبع لا ....... كان متيقن من حياتها ولكن كانت مسألة وقت
علت أصوات تنفسه وهو يتخيلها معه ..... ينعم بدفئها مرة أخرى ..... يشاكسها ليرى خجلها الذى يفتنه ...... سرعان ما ظهرت الصدمة على وجهه
أسد بذهول: خطيبته ؟!
تحولت صدمته لغضب شديد مزمجرًا بغضب
أسد بصياح: خطيبته إزاى ... هى مراتى ملكى أنا
مازن بخوف: اهدى يا أسد أنا مش فاهم زيك برضو وفى الأول شكيت إنها تكون شبه الصغيرة بس لما ركزت فيها لاقيتها هى ... نفس طريقتها فى الكلام والتعامل وكل حاجة
أنهى مازن جملته مزامنة مع انكسار كل شيء حوله
نظر فى كل مكان بزهول وهو يرى أثاث شقته الثمين قد كسر لقطع صعيره
مازن بغضب: إيه ياعم اللى عمل..... آاااه
صرخ بألم وهو يسقط على الأرض من قوة اللكمة
أسد بغضب وقد احمرت عينيه: دى عشان تركز فى ملاكى تانى ..... أما هى فأنا هوريها لما أجيبها بس
مازن بسرعة : استنى بس ..... هى تقريبا مش فكرانا لما سلمت عليا مكنش فى أى تعابير على وشها وكمان كانت عادية جدا كإنها أول مرة تشوفنى
التقط أنفاسه بصعوبة محاولًا الهدوء
أسد بغرور: حتى لو مش فكراك أكيد هتفتكر أسدها
مازن بتهكم: والنبى بطل النفخة دى .... خلينا نفكر كويس .... هى لو فكراك يبقى لازم تفتكرنى وطالما مش افتكرتنى يبقى هتفتكرك إزاى ؟!
أسد عاقدا حاجبيه يمنع نفسه بصعوبة من الصراخ والبكاء معا: قصدك إنها نسيتنا كلنا حتى ... حتى أنا
مازن: أيوة .... احتمال كبير تكون الحادثة أثرت على ذاكرتها .... أنا مبينتش أى حاجة تدل إنى أعرفها ... قولت أعرفك الأول عشان تتصرف
أسد باختناق: عايز كل المعلومات عنه تجيبهالى وكمان العنوان بتاعه و..... بتاعها
مازن وهو يعطيه ملفا: أنا كنت عامل حسابى ..... الملف ده فيه كل حاجة هتحتاجها ...... بس إنت هتعمل إيه
أسد بإصرار: هرجع ممتلكاتى ليا تانى
قالها وخرج مسرعا دون التفوه بكلمة أخرى
خرج من المنزل تتبعه سيلين بتوتر
زفرت براحة وهى تقول
ياسمين بارتياح: الحمد لله محصلش حاجة لينا
مازن بتهكم: ليه مش شايفة جوزك اللى وشه بقى وشين فى بعض من الورم
ياسمين بسخرية: ومين قال إنى قصداك أنا قصدى أنا والولاد
مازن بغضب: آه يا بنت ال....
ياسمين مقاطعة بتحذير: إياك تشتم
مازن بشماتة: مش هشتم ولا حاجة بس ادخلى زى الشاطرة كدا وروقى الأوضة
اتجهت ياسمين بكبرياء للغرفة ثانية واحدة و.....
ياسمين بصراخ : آااااااااه بيتى يا ولاد الكلب
انطلق سريعا لإحدى الغرف حتى لا ينال ضربًا مرة أخرى يكفى ما حدث لوجهه
____________________________
فى إحدى الفنادق بالولايات المتحدة الأمريكية
حجز أسد غرفتين متجاورتين له ولسيلين ..... مضطر أن ينتظر للصباح حتى يسافر لها
قضى ساعات طويلة يصلى ويدعو الله ... بكى بشدة لكن تلك المرة بفرح ... ملاكه حية ... كان على حق دائما ... سيرجعها وتلك المرة للأبد .... سيمنع الجميع عنها ... ستعود أنانيته من جديد ... حتى لو خنقها بتملكه ... الأهم أن تظل معه وبجانبه ... فهى ملكه ... خلقت منه وله ..... لن يفرط فى حقه بها أبدًا
تأمل صورتها على الهاتف يتلمس ندبته ومبتسم بحالمية
قضى ليلته يتأملها بكل تفاصيلها ... لم يمل أبدًا ... أذن الفجر فصلى ولم ينسى شكر الله للمرة التى لا يعرف عددها ولكن ما يعرفه أنه لن يكف عن شكر الله تعالى أبدا ... فقد منّ عليه وأعاد روحه مرة أخر
انتهى من صلاته فجلس على الفراش وأمسك الملف يفكر فيما يفعل ... لا يجب أخذ خطوة دون ترتيب خاصة وهى لا تتذكر أى شيء ... شعر بغصة ألم عند تلك النقطة ... لا يعلم ما القوة الجبارة التى منعته من الذهاب وسحقها بين ذراعيه
زفر بعنف مبعدًا أفكاره بقتل ذلك الذى تجرأ على أملاكه ... أقسم أن يذيقه العذاب ... قرأ كل المعلومات عن هذا المراد ولكن لا شيء يتعلق بملاكه ... كل شيء طييعى ... استغرب كثيرا فالواضح أنه من عائلة متدينة صاحبة أخلاق عالية ... سيرته تدل أنه ورث الصفات ذاتها ... إذن ماذا حدث ... كيف لشخص متدين أن يفعل تلك الجريمة ويبعده عن معشوقته الصغيرة
أفاق من أفكاره على رنين الهاتف
أسد بهدوء : ها ..... نفذتوا
أحد رجاله: متقلقش يا باشا كله تمام ..... هو دلوقتى فى المكان اللى حضرتك عايزه
أسد بابتسامة شر: روقوه .... عايزه يعرف إن ضيافتنا غير أى ضيافة
الرجل: أمرك يا باشا
أغلق الهاتف ..... قام سريعًا وأخذ أشياءه ذاهبًا لغرفة سيلين
____________________________
طرق الباب وقد نفذ صبره ..... يريد الذهاب بسرعة ورؤيتها
فتحت الباب فتنظر له باستغراب
سيلين باندهاش: فى إيه ؟!
أسد : يلا بسرعة عشان هسافر
سيلين بابتسامة: يعنى اللى مدام ياسمين قالته صح
أسد بسرعة: أيوة .. يلا خدى حاجتك ومنتظرك تحت
هبط لأسفل يشعر بالتوتر الشديد ..... اقترب موعد رؤيتها ..... ساعات قليلة ويراها ..... متوتر بشدة ولا يعلم ما يجب فعله
هبطت سيلين لأسفل وخرجا من الفندق متجهين للمطار
____________________________
فى السيارة
أسد: ترجعى مصر ولا تسافرى معايا
سيلين بحماس: أسافر طبعا ..... حد يرفض إنه يسافر ألمانيا وكمان أنا نفسى أشوف همس أو....
صمتت عندما أوقف السيارة فجأة لتصدر صوت صرير عال
أسد بعنف ونظرة مرعبة محذرًا: إياكى ..... إياكى تنطقى اسمها ..... بالنسبالكم تقولو الصغيرة ..... غير كدة صدقينى هندمكم
ابتلعت ريقها بصعوبة تومئ برأسها موافقة
بدأ القيادة مرة أخرى يزفر كل مدة بنفاذ صبر .... لما طال الطريق هكذا
سيلين فى سرها: يا لهوى لو كنت حبيتك فعلا ..... الحمد لله يارب إنى محبتهوش ... دا أنا كنت هعملها على نفسى من الخوف وهو باصصلى بالطريقة دى .... ربنا يكون فى عونك يا هم.... يا صغيرة يا صغيرة
____________________________
وأخيرا مضت عدة ساعات وصلا خلالها لألمانيا
استنشق الهواء بلذة وشراهة كمن تعرض للاختناق لسنوات ..... مجرد الشعور بوجودها بجانبه ولو بعد أميال يشعره بلذة غريبة
حارب نفسه بصعوبة من أن يذهب لها يجب أن يحاسبه أولًا ثم يعرف منه كل شيء
أوصل سيلين لفيلا يملكها وذهب سريعا لذك الحقير
____________________________
دخل المخزن بهدوء يحسد عليه ..... وجد جسد هزيل من شدة الضرب مقيد على الأرض ..... أشار لرجاله ليخرجوا فورا
أسد بغضب: ارفع راسك
رفع رأسه بضعف ..... اتسعت عينيه بشدة من كتلة الجمال والرجولة أمامه ..... شاب فى منتصف العشرينيات تقريبا ذو ذقن خفيفة ومثيرة .... عيونه خضراء وأبيض البشرة وبالرغم من علامات الضرب العنيفة إلا أن جماله طغى على تلك العلامات ...... أظل مع ملاكه لثلاث سنوات كاملة ؟! .... عند تلك الفكرة وصرخ بجنون وهو يهجم عليه باللكمات والضرب كأنه يعاقبه على جماله !
استمر فى صراخه الهستيرى ولم يرحمه أبدا حتى كاد يموت بين يديه
ابتعد عنه ببطئ فسقطت دمعة من عينيه بقهر وهو يتخيلها أسرت بجمال غريمه
غريمه ؟! كلمة ظن أنها لن تصادفه أبدا ..... لن تكون فى حياته ..... ولكنها الآن تسحبت إليها بسبب ذلك الأحمق الهالك لا محالة
أسد بغضب وهو يشده من شعره الأشقر بعنف: تعرفها منيييييين
مراد بلهاث وضعف: مي ....ن ؟
لكمه بعنف ودون رحمة .... ومتى كان رحيما فيما يتعلق بها
أسد: ملاكى يا روح أمك
نظر له باستغراب وضعف سرعان ما اتسعت عينيه بذهول
مراد بصدمة : إنت ؟!
أسد بعصبية: مالك بلمت ليه ..... عايزك تحكيلى كل حاجة زى الشاطر كدة ...... إنت معدش فيك نفس تستحمل ضرب تانى
مراد بهدوء وخزى: أنا فهمت كل حاجة .... وعرفت إنت قصدك إيه
نظر لأسد بحزن وقد هبطت دمعة على وجنته
زفر بعنف محاولًا التحكم بأعصابه ..... لا يعلم متى أصبح قلبه حنون لتلك الدرجة ...... فى البداية سيلين والآن هذا الحقير
أسد محاولا الهدوء: احكيلى كل حاجة وليه استغربت لما دققت فى ملامحى
مراد بحزن: القصة كلها بدأت يوم تخرجى من جامعة بألمانيا.... كان من أكتر من تلات سنين ..... وقتها كنت مضغوط جدا وخطيبتى سبيتنى وكمان آخر سنة ليا مجبتش تقدير كويس .... كل دا خلانى مش فى وعيى ومتعصب علطول ..... خاصة إنى بعدت عن ربنا وبطلت صلاة وقراءة قرآن وعيلتى كانت فى بلد تانية فمكنش فى حد بيساندنى ..... اتصاحبت على واحد عمرى ما كنت أتخيل إنى ممكن أصاحبه فى يوم ... جه مرة وقالى إنه هيودينى مكان يريحنى .... وافقت علطول بس بعدها اترددت لما شفت المكان .... كان عبارة عن ديسكو بس من جوة شبكات ... دعارة ... أقنعنى إننا هنقعد شوية بس وهنمشى علطول .... شوية شوية قدر يقنعنى إنى أشرب كاس .... كانت أول مرة أشرب وسكرت خالص ..... مش عارف إزاى شديت بنت من اللى بيشتغلوا هناك وخدتها فى أوضة من الأوض ... بس ربنا كان رحيم بيا و ...
سقطت دموعه بشدة وهو يتذكر أسوء فترة فى حياته المملوءة بالمعاصى والذنوب ..... ارتجف جسده بشدة خوفا من الله يدعو بصوت عال أن يغفر له ذنوبه
تطلع إليه بحنان وحزن .... تذكر نفسه منذ سنوات وهو يبكى بنفس الطريقة ويطلب عفو الله ثم عفو ملاكه
خرج من شروده على ارتجاف جسد الماثل أمامه ... ركض نحوه بسرعة وفك قيوده ثم خرج لفترة وجاء بزجاجة مياه
أسد مربتًا على كتفه: خد ..... اشرب واهدى
شرب المياه بأكملها .... صمت قليلا ثم بدأ يتابع حديثه
مراد باختناق: ربنا كان رحيم بيا لما خلانى أفوق على آخر لحظة قبل ما أكون زانى .... بس للأسف البنت دى كانت مشغلة كاميرا ومصورة كل حاجة وبدأت تهددنى بيها
أسد باستغراب: واشمعنا إنت .... ولا زميلك كان متفق معاها
مرةد بنفى: لأ ..... هو ميعرفهاش أساسا بس ..... لما أنا سألتها نفس سؤالك قالتلى إنها مش قاصدة حد بعينه .... هى عايزة أى شخصية تقيلة وخلاص تستنفع منه وحظى إنى كنت الشخصية دى
قالتلى إنها مش عايزة أكتر من بيت هنا فى ألمانيا والجنسية وحاجة تاكل منها عيش بالحلال
أنا وافقت بسرعة لإنى هخلص من الفضيحة وكمان هساعد بنت إنها تخرج من المكان ده
وفعلا عملت كدة وفتحتلها مطعم وخدت الفيديو وانتهى التواصل بينا تماما .... بس بعدها بحوالى شهر لقيتها جاتلى البيت وبدأت تهددنى بنسخة من الفيديو كانت معاها ..... أنا خفت بصراحة فقلت إنى أنفذلها طلبها ..... بس طلبها كان غريب
أسد باستغراب: إيه طلبها ؟!
مراد: طلبت منى آخد سفينة من السفن اللى بتستعملها مصانعنا فى الصيد وأروح لجزيرة فى بحر اسمه ______
أسد بصدمة: دا نفس البحر اللى ملاكى وقعت فيه
مراد: أيوة هو ... كل اللى هى قالته إنها عايزة تنقذ حد هيقع فى البحر ده وكل اللى علينا إننا نستنى على الجزيرة وأول ما الشخص ده يقع من الجبل هنتحرك بالسفينة ونطلعه علطول ولو مش وقع تبقى المهمة انتهت من غير تعب
أنا وافقت وفعلا خدت سفينة صغيرة ووقفتها جنب الجزيرة ونزلنا إحنا الجزيرة وهى كانت معايا ..... كان معاها جهاز بتراقب بيه اللى على الجبل لإن المسافة كبيرة بين الجبل والجزيرة
وفحأة لاقيتها بتقولى استعد فى اتنين جايين علينا
أنا خدت منها الجهاز بسرعة وبصيت على الجبل وأول حد شوفته كان إنت .... كنت عمال تصرخ وعايز ترمى نفسك من الجبل وفجأة أغمى عليك ... عشان كدة أول ما شوفتك دلوقتى اتصدمت لإنى افتكرتك
أسد بضربات قلب مرتفعة وخوف: كمل .... حصل إيه بعد كدة
مراد: بعدها نزلت بالجهاز على البحر لاقيت فى اتنين فعلا التيار شايلهم وجايين ناحية الجزيرة ..... أول ما قربوا مننا أنا طلعت البنت علطول ولسة هطلع الراجل .... لاقيتها منعتنى وهى بتقول إنها لازم تخلص من شره
وبعدين زقته جامد فى المية والموجة بعدته عن الجزيرة ... أنا خفت جدا بس قولت بلاش أتكلم ... خدنا البنت وطلعنا السفينة ولقيتها إدتنى النسخة من الفيديو ووعدتنى إنها مش هتفضحنى ولا هتعمل حاجة مقابل إنى أسكت وأول ما وصلنا للشط اختفت ومشوفتهاش تانى ..... وبس دا كل اللى أعرفه
أسد : طب وملاكى إزاى مش فاكرة حاجة
مراد بتوتر : هى .... هى أول ما فاقت كانت .... كانت ناسية كل حاجة وأنا معرفش هى من عيلة إيه ولا اسمها إيه فخدتها عندى وقولتلها إنى خطيبها وقريبها من بعيد عشان تقبل مساعدتى بس والله عمرى ما اتكلمت معاها كتير ولا قربت منها
أسد بشك وهو ينظر له كالصقر: وإنت اتوترت كدة ليه
مراد بارتباك: لا عادى أنا ..... أنا بس تعبت من الكلام
أسد بتحذير مخيف: قسما بالله لو طلعت مخبى عليا حاجة ل...
مراد بسرعة: لا وأنا هخبى إيه يعنى
أومئ له ببطئ وهو متأكد أنه يخفى شيء سرعان ما تحول لاستغراب
أسد باستغراب: بس مين البنت دى وتعرفنى أنا وعيلتى منين
مراد بصدق: صدقنى معرفش بس الواضح إنها على صلة معاكم لإنها عارفة عنكم كتير وساعات كانت بتنطق اسمك إنت و .... واسم سامر تقريبا ..... لا لا افتكرت ..... فى مرة وقعت بطاقتها أدامى وكان مكتوب عليها ..... رحمة !
ملاك الأسد (صغيرتى) بقلم إسراء الزغبى
الفصل ٣٤
أسد بصدمة: رحمة ..... إنت تعرف تجيبهالى
مراد : أيوة أنا معايا رقمها وحتى لو غيرته فرقم مطعمها لسة زى ما هو مظنش إنها غيرته
أسد: تمام .... تتصل بيها دلوقتى حالا وتطلب منها تيجى العنوان ده ..... عايزها ساعة وتكون هنا فاهم
مراد: حاضر هرن على موبايلها الأول يمكن تكون مغيرتهوش
تحرك مراد بصعوبة تجاه معطفه وأخرج هاتفه ليتصل بها حتى أجابت بعد مدة
مراد بلهفة: ألو ..... رحمة معايا
ابتسم مراد وهو ينظر لأسد بمعنى إنها هى
مراد: أيوة يا رحمة .... أنا مراد عامر أكيد لسة فكرانى ... أيوة أنا ..... عايزك تيجى _____ ضرورى ... إنت معندكيش حل تانى غير إنك تيجى وإلا هبلغ عنك وهقول كل اللى أعرفه للبوليس .... تمام منتظرك ... سلام
أسد بلهفة: ها هتيجى
مراد بابتسامة: أيوة بس كمان تلات ساعات لإن وراها شغل ضرورى فى المطعم
أسد وهو يسحبه: طب يلا
مراد باستغراب: على فين
ابتسم له وهو يسحبه: لملاكى
مراد: وهتقولها إيه
أسد بشرود: أنا عايزها نايمة
مراد بذهول: نعم
ركبا السيارة
أسد بنفاذ صبر: لو قابلتها وهى فايقة احتمال أضرها من شوقى ليها ..... عايزها نايمة عشان أقدر أتحكم بنفسى وحتى لو مقدرتش على الأقل مخوفهاش منى
مراد: تمام بس إزاى
أسد: حباية منوم ... تتصل بخدامة واثق فيها كويس وتؤمرها تحطلها حباية فى عصير أو أى حاجة
ثم أضاف بتحذير وغيرة قاتلة: خدامة ... فاهم ... واحدة ست
مراد بزهق: حاضر الله
نفذ ما قاله بالحرف وهو متوتر ..... إذا علم الحقيقة بالتأكيد سيقتله ... أفاق على كلماته التى زادته توتر وخوف
أسد باستغراب: بس ملاكى اتصلت بيا بعد الحادثة بحوالى أسبوع ..... إنت تعرف كدة
مراد بخوف: إيه ..... لا لا لا وأنا هعرف منين بس وبعدين إزاى تتصل بيك وهى مش فكراك
أسد بنبرة ذات مغزى: بتمنى فعلا إنك تكون متعرفش
ثم أضاف بحزم وغيرة: اسمها متنطقهوش أبدا فاهم أنا سامحتك وإنت بتقولو للخدامة بس المرة الجاية فيها موتك ... وبعدين إنت تعرف اسمها منين
مراد بخوف: خلاص أنا مش عايز أعرفها أساسا .... ورحمة اللى قالتلى اسمها
___________________________
فى إحدى الفلل
تجلس تلك الملاك وهى شاردة كعادتها طوال الثلاث سنوات ..... هناك شيء ينقصها ..... لا تعلم ما هو ولكنها متأكدة أنها لا تستطيع الحياة بدون هذا الشيء ..... تنهدت بنعومة تنظر للخاتم فى يدها اليسرى ..... لا تعلم لما تحافظ عليه ..... لما رفضت إزالته ..... لما رفضت وضع خاتم خطوبتها ..... تشعر أنها لا تملك نفسها ..... كل ما تعلمه أنها فى المكان الخطأ ..... بالرغم من قرابتها لمراد وخطوبتهما إلا أنها بعيدة تماما عنه ..... بالكاد تراه .... غيرت مواعيد طعامها حتى لا تختلط معه ..... تشعر بخيانتها لأحد كلما ابتسمت لذلك المراد ولو مجاملة حتى ... والأغرب أنها لا تخرج بشعرها أمام النساء ! بالتأكيد جنت ..... كلما حاولت أن تختلط بالنساء وتجلس على راحتها تجد نفسها تنطلق لغرفتها تغطى شعرها جيدا
أوووف ..... لقد جننتى يا همس
سمعت طرق الباب لترتدى الاسدال والحجاب وهى تسخر من نفسها
(الحوار مترجم)
همس برقة: تفضلى
الخادمة: سيدتى ... تفضلى هذا المشروب
همس باستغراب: لكننى لم أطلبه
الخادمة بارتباك: لقد أمرنى سيد مراد بذلك واخبرنى ألا أذهب دون التأكد من شربه
همس بذهول: حسنا
احتست الشراب بأكمله وأعطته للخادمة لتخرج بالكوب
مرت دقائق بسيطة وبدأت تشعر بالدوار الشديد حتى سقطت على الفراش وغاصت فى نوم عميق
دخلت الخادمة فورا وعدلتها على الفراش لتنام براحة أكثر ثم خرجت تخبر سيدها بتمام المهمة
___________________________
وصلت السيارة ليبدأ قلبه يقرع بالطبول ..... أمتار قليلة فقط تفصل بينه وبين ملاكه
انطلق جريا للداخل حتى اصطدم بخادمة
أسد بسرعة : أين هى غرفة ملاكى ..... أقصد همس
نظرت الخادمة خلفه لتجد مراد يومئ لها بالموافقة
الخادمة: إنها فى الطابق الثانى أول غرفة سيدى
ركض بسرعة للأعلى يلهث بعنف
___________________________
وقف أمام الغرفة يشعر بالخوف الشديد ... لما يشعر بأنه مراهق ... هيا أسد ادخل ... ملاكك ومعشوقتك الصغيرة بالداخل
عند تلك الفكرة وجد نفسه يقتحم الغرفة بعنف ويغلق الباب خلفه
واقف كالصنم ينظر لها وهى نائمة على الفراش
اقترب ببطئ شديد فاحمرت عينيه ووجهه بشدة وبدأت شهقاته تعلو بنفس درجة علو صوت تنفسه
وقف أمامها مباشرة
ثانية واحدة وكان نائم بجانبها يحتضنها ويضع رأسه على صدرها
أسد بشهقات باكية واختناق وهو يردد بجنون: ملاكى ... ملاكى ... ملاكى إنتى ... إنتى عايشة ... أنا كنت ... كنت متأكد إنك عايشة ... والله يا ملاكى أنا ... أنا قولتلهم إنك عاي ... شة بس هما ... هما مش صدقونى ... بس أنا مش هاممنى رأيهم ... أنا قلبى قاللى إن ملاكك اللى ربيتها مش ... مش هتتخلى عنك أبدا ... قلبى قاللى إن ... إن
انفجر فى بكاء مرير وهو يقبل موضع قلبها وكل إنش بوجهها
دفن وجهه بعنقها بعدما أزال حجابها بلهفة
أسد بدموع غزيرة: قلبى قاللى إن ربنا مش هيعاقبنى بيكى أبدا ... كنت متأكد إنك هترجعى ... كنت بموت كل لحظة وإنتى ... وإنتى بعيدة عنى ... كنت ... كنت ببقى خايف إنهم يطلعوا صح بس ... بس كنت بصبر نفسى إن قلبى لسة بينبض باسمك ... كنت بصبر نفسى إنى لسة عايش ... وإنتى عارفة إن حياتى واقفة ... على أنفاسك إنتى
قال جملته مقتربًا من وجهها بشدة حتى التحمت أرنبة أنفيهما مع بعضهما وهو يستنشق أنفاسها بلهفة
أغمض عينيه بسكر وتخدر كمن أخذ جرعته للتو ... ظل لدقائق طويلة يستنشق أنفاسها ثم ابتعد عنها ببطئ ... الآن ارتوى بعد عطش
أسد بابتسامة ومازالت دموعه تنهمر: أنا بعشقك ومجنون بيكى ... عارفة يا ملاكى ... أنا روحت لدكتور نفسى من سنة ... روحتله وقولتله ... قولتله إنى بعشقك أوى ... عارفة قالى إيه ... قالى إنى مش ... مش حبيتك وإنتى ... وإنتى صغيرة ... قالى إنى ... إنى كنت بس محتاج ... لحنان وبراءة فى حياتى ... وكان حظك إنك إنتى اللى ... اللى جمعتى الحنان والبراءة مع بعض وقالى إنى مريض ... مريض بالغيرة والتملك ... عندى وسواس إن اللى بحبهم هييجى يوم ويسيبونى
ضحك بخفوت وألم وهو يكمل: أنا كنت لسة..... هاقوم أقتله لإنه .... بيشكك فى عشقى ليكى وبيعتبره مرض بس هو .... هو كمل بسرعة وقالى إنى ... إنى عشقتك لما بدأتى تكبرى ... قالى إنى اتجبرت عليكى لما قابلتك فى الأول بس ... بس لما كبرتى قدام عينى اخترت ... اخترت عشقك ... اخترتك تكونى حبيبتى وحياتى .... عارفة يا ملاكى أنا .... أنا لو الزمن اتعاد بيا تانى .... هعمل كل حاجة عملتها ... بس كنت ... كنت همنع نفسى عنك لغاية لما تكملى ال ١٨ ... حتى جوازى منك وإنتى ١٣ سنة كان غلط ... مكنش ينفع أعمل كدة .... سامر وترنيم دلوقتى عايشين ... حياتهم بسعادة ... بالرغم من شوية العذاب اللى فى حياتهم بس ... بس رضا ربنا فى علاقتهم خلاهم دايما مع بعض و ... مازن وياسمين عمرهم ما اتفرقوا .... عمرهم ما بعدوا عن بعض ..... دا كله عشان هو .... هو أكتر واحد اتقى ربنا فيها .... ياريتنى اتقيت ربنا فيكى انتى كمان ... يمكن كان زمانا مع بعض ...... بس خلاص ..... أنا حاسس إن عقاب ربنا خلص .... حاسس إننا هنعيش فى سعادة مع بعض دايما
شدد على احتضانها يحكى لها عن شوقه وعشقه ... لم يقترب من شفتيها ... يعلم أنه إن اقترب منهما لن يبتعد أبدا ... ليتحلى بالصبر لساعات فقط ... ساعات قليلة وتعود له
توقف عن حديثه معها على صوت الطرقات
ألبسها حجابها مرة أخرى وخرج وأغلق الباب
أسد باختناق بسيط من بكائه: خير
مراد باحراج: إنت بقالك أكتر من ساعتين جوة و .... رحمة بعتتلى رسالة إنها رايحة العنوان دلوقتى
كيف مضى كل ذلك الوقت دون أن يشعر .... ظن أنه تبقى على الأقل ساعة أخرى يمضيها مع معشوقته ولكن متى كان الوقت فى صفه
أسد بهدوء: ملاكى هتصحى امتى
مراد: نص ساعة أو أكتر
أسد بغيرة: محدش يدخلها ولو اتكلمت معاك إياك ... إياك ترد عليها ... سيبها وامشى
ثم أضاف بتذكر: روح فيلتى فى _____ هتلاقى هناك سكرتيرتى الخاصة اسمها سيلين ... هاتها هنا وخليها تقعد مع ملاكى وأنا هعرفها عشان تجهز
مراد بفرحة: يعنى أنا مش هروح معاك
أسد بشك: وإنت مش عايز تيجى ليه
مراد بارتباك: لأ عادى يعنى
أسد بتنهيدة: روح اعمل اللى قلتلك عليه يلا
خرج متجهًا للمخزن مرة أخرى وتدور بعقله العديد من الأسئلة
___________________________
فى المخزن
رحمة باستغراب: مرااااد .... مراد إنت فين
أسد بسخرية وهو يدلف: مينفعش أسد
رحمة بصدمة وخوف: أسد
أسد بغضب وهو يقف أمامها: هتتكلمى لوحدك ولا تتكلمى بطريقتى
رحمة بضحكة وهدوء غريب: أخيرا عرفت
أسد باستغراب: نعم
رحمة بابتسامة: عايز تعرف إيه أكتر
أسد: كل حاجة ..... مراد حكالى اللى يعرفه بس أنا عايز اللى إنتى تعرفيه
اتجهت بهدوء لإحدى المقاعد وجلست وهى تشير للمقعد الآخر
___________________________
أمام إحدى الفلل الضخمة
مراد بزهق فى السيارة: ما يلا يا سيلين هانم هستنى كتير ولا إ..... إيييه الجمااال ده
تقدمت بخجل تشعر به يتأملها
جلست بجانبه لتقول بابتسامة خجولة: يلا
مراد ببلاهة: دا إنتى اللى يلا
سيلين بعصبية وخجل: إييييه؟
مراد وقد وعى على حاله: ها .... ولا حاجة
تحرك بالسيارة ينظر لها كل مدة من المرآة ويبتسم
مراد فى سره: يخربيت جمالك ... هو فى كدة يا ناس ... ياريت تتحجب بس وهتبقى قشطة ... وياريت ليه ما أنا موجود ... دا أنا مش هسيبك إلا أما تتنقبى مش تتحجبى بس
___________________________
فى المخزن
اتجه بنفاذ صبر ليجلس ... لولا وعده لملاكه ألا يضرب أى فتاة مرة أخرى بعد رؤيتها له يضرب جنى من قبل لكان هشم رأسها ... ضرب النساء ليس من شيمه أبدا ولكن سمر وجنى حطما القاعدة والواضح أن تلك المرأة ستكسرها أيضا
أسد بعصبية: يلا سامعك
رحمة بحزن ودموع: اسمى رحمة أحمد السيد ..... كنت عايشة بسعادة مع ماما وبابا لغاية لما بابا مات فى شغله ... كان بيصلح أسانسير بس بسبب غلط بسيط الأسانسير وقع بيه ومات ... كان عندى حوالى ١٣ سنة وكانت ماما حامل فى الشهر السابع ... جاتلها ولادة مبكرة أول ما سمعت الخبر وللأسف متحملتش هى كمان وماتت ... ماتت بس سابتلى حتة منها ... سابتلى سارة أختى ... أنا اللى سميتها على اسم ماما ... أنا اللى ربيتها بعد ما الكل رفضنا بسبب فقرهم ... بس للأسف بفلوس حرام ... مكنش قدامى غير الطريق ده ... اشتغلت رقاصة عشان كان جسمى أكبر من سنى .... مرة فى مرة اتحولت من رقاصة لمومس ... عدت السنين وبقيت فى العشرينات ... جالى زبون جديد أول مرة أشوفه ... بدأ ييجى كل يوم لغاية لما عرض عليا إنى أنصب على حد مقابل فلوس كتير ... أنا وافقت وقولت الفلوس أفتح بيها مشروع وأعيش بسلام مع أختى ... بدأ يطلعلى شهادات مزورة سواء بقى فى اسم مدارسى أو فى الكلية اللى اتخرجت منها وأنا أساسا مكملتش إعدادية ... علمنى شوية أساسيات فى الشغل وجابلى هدوم محترمة وحجاب وعرفنى هعمل إيه بالظبط ... عرفت وقتها إن اسمه شريف سعيد ضرغام ... استغربت لما عرفت إنه عايزنى أنصب على أخوه بس معلقتش ... كل حاجة مشيت مظبوط ... وفعلا سامر اتجوزنى ... بس للأسف فشلت فى كل حاجة ... فشلت أخليه يحبنى وفشلت إنى آخد منه أى معلومة ... مع الوقت بدأت أحب سامر واعتبره أخويا وقررت أنهى اللعبة ... روحت لشريف وقولتله مش هكمل بس فوجئت إنه بيورينى صور لأختى وهى مخطوفة ... هددنى بيها فاضطريت أكمل وكان بيطمنى كل مرة بفيديو كام ثانية ليها ... لغاية لما كل حاجة انكشفت بعد حادثة الصغيرة ... أنا هربت علطول وبعدها بكام يوم روحت لشريف السجن ... عرضت عليه أوصله لريس كبير أوى اسمه مدحت ... كان من زباينى وعرفت عنه إنه بيهرب مساجين ... قولتله هخليه يساعدك مقابل ترجعلى أختى ... هو وافق فعلا لإن معندوش خيار تانى ... وصلتهم لبعض وخدت أختى ... كنت هسافر بس مكانش معايا فلوس فبدأت أجمع من شغلى القديم وبعدين سافرت ألمانيا ... واتعرفت على مراد وهددته لغاية ما ادانى فلوس وفتحت بيه مطعم ... فوجئت بعدها بحوالى شهر إن شريف باعتلى راجل شكله يخوف والراجل ده هددنى إنى لو مش نفذت اللى شريف عايزه هيقتل أختى فاضطريت أوافق خاصة إنى لاقيته بيراقبنا ومش هيسيبنا فى حالنا ... طلب منى إنى أجيبله سفينة أو مركب عند جزيرة فى بحر ___ وأراقبه وهو على جبل فى نفس المنطقة ولو وقع فى البحر أنقذه .... عملت كل حاجة طلبها بس قدرت إنى أقنع الراجل يسيبنا فى حالنا مقابل فلوس أكتر
بدأت الخطة تمشى تمام ووقع فعلا فى البحر بس فوجئت بالصغيرة معاه ... مراد طلعها وقبل ما يطلعه أنا وقعته فى البحر عشان أخلص من شره ... خدنا الصغيرة ورجعنا المدينة وبصراحة مقدرتش أمشى غير لما أطمن عليها ... حسيتها زى سارة أختى فى برائتها
نامت لأكتر من خمس أيام من التعب والمحاليل وضعفها اللى بتعانى منه وبعدها صحيت بتناديك
أسد بصدمة: بتنادينى إزاى
رحمة باستغراب: بتناديك عادى ... كانت عايزاك
أسد بذهول شديد: يعنى هى فاكرانى
رحمة عاقدة حاجبيها: فاكراك ؟! أنا مش فاهمة حاجة
أسد بنفاذ صبر: مراد قال إنها لما فاقت ماكنتش فاكرة حاجة
نظرت له قليلا ثم انفجرت ضاحكة حتى توقفت على زمجرته الغاضبة
رحمة بسخرية: هو قالك كدا وإنت صدقته ... الصغيرة ماكنتش فقدت الذاكرة أول ما فاقت ... بس ضغط الماية سببلها مشاكل فى المخ فكانت محتاجة عملية ... الدكتور قال إنها احتمال تفقد الذاكرة بعد العملية دى ... بس فى احتمال كبير إنها تفتكر كل حاجة لما تتعرض لنفس المواقف أو حد يحكيلها حاجات عن الماضى ... الصغيرة لما صحيت وعرفت كل حاجة عن العملية أصرت إنها تتصل بيك ... كنت براقب كل حاجة من بعيد عشان ما تشوفنيش ولا تعرفوا مكانى ... كنت معاها دايما من غير ما تحس بيا ... راحت المستشفى عشان تعمل العملية بأسرع وقت بس أصرت إنها تتصل بيك عشان أما تفوق إنت تكون جمبها وتفتكرك .... مراد إداها موبايله بس ابن اللعيبة خلص رصيده كله على مكالمات تافهة ومتبقاش إلا كام ثانية بس فى رصيده ... اتصلت بيك وللأسف مقدرتش تتكلم ولما جيت تتكلم الرصيد خلص والمكالمة انتهت ... عيطت كتير عشان تكلمك بس مراد أقنعها إنه هيتصل بيك أثناء العملية ودخلت وهى مطمنة إنها هتلاقيك أول ما تفوق
أول ما دخلت العملية أنا زعقت لمراد على اللى عمله بس لاقيته بيترجانى أخرج من حياتهم ... قالى إنه محتاجها تخرجه من اللى هو فيه ... محتاج حد جنبه الفترة دى ... أنا من الأول كنت خايفة إنك لما تعرف تأذينى ولاقيت كلام مراد فرصة تشجعنى إنى ماحكيش حاجة ... عرفته إنها متجوزة وهو قاللى إنه محتاجها كصديقة أو أخت ليه وإنه هيقولها إنهم قرايب ومخطوبين عشان توافق إنه يساعدها ... لكن عمره ما هيقرب منها ولا يتجاوز حدوده وأول ما يحس بالراحة هيرجعها ليك
نظرت بعينيه التى تشع غضبا وهى تقول بحزن: اعمل اللى تعمله فيا بس أرجوك بلاش أختى ... مقدرش أشوفها بتبكى ... أنا كل حاجة كانت عشانها هى ... إنت بتعشق الصغيرة وبتخاف عليها وأنا بعشق أختى وبخاف عليها وزى ما إنت بتعمل أى حاجة عشان الصغيرة أنا هعمل أى حاجة عشان أختى
أسد بهدوء غير مبشر: امشى
رحمة بصدمة: إيه
أسد بغضب وصراخ: امشى قبل ما أقتلك حااالا
خرجت جريا لا تصدق نجاتها من بين يديه
أسد بصراخ وهو يضرب المقاعد ويدفعها بعيدا: آاااه يابن**** هقتلك يا*** ... كله بسببك
ظل يصرخ ويحطم كل ما يقابله
خرج مسرعا للسيارة ينطلق بها بسرعة يقسم أن يقتله
___________________________
دلف للفيلا سريعا وهو يصرخ: اطلع يا *** اطلع يا روح أمك
مراد بفزع وقد أدرك معرفته بكل شىء: اسمعنى ...
هجم عليه بالضرب الشديد يلكمه ويسبه بأفظع السباب ... أمسك عنقه يخنقه وهو يصرخ به
مراد باختناق: وحي ...اتها .... سيبنى
صرخ أسد بغضب وعنف وهو يتركه ... لما يحلفونه بحياتها
شهق بفزع يأخذ أنفاسه حتى هدأ
مراد بحزن واختناق: أنا آسف والله آسف ... أنا قولتك كنت وحيد ومحتاج حد معايا ... بس والله عمرنا ما قعدنا دقيقتين مع بعض
هدأ أسد قليلا ليقول له: يعنى إيه
مراد: يعنى هى عمرها ما اتكلمت معايا ..... ساعات بنقضى شهور من غير ما أشوفها ..... حتى الأكل مش بتاكل معايا
زفر بارتياح ... معشوقته مازالت تحافظ على نفسها له حتى وإن لم تتذكره
أفاق على صراخ بالأعلى يعلم هذا الصوت جيدا
ركض لأعلى ففتح الباب بعنف ليجد ملاكه تصرخ
أسد وهو يقترب منها بسرعة ويحيط وجهها بكفيه وقبل أن يتحدث وجدها تبكى وتنظر بتشتت لكل مكان
همس ببكاء: أنا مين ؟! أنا مراتك؟
تطلع إليها بصدمة ... كيف علمت؟ لقد خطط للطريقة الأمثل ليخبرها ولكن من أخبرها الآن وأفسد مخططاته
وكانت الإجابة أمامه وهو يرى سيلين تخفض رأسها بخزى
