ملاك الأسد () بقلم إسراء الزغبى
الفصل الخامس والعشرون والسادس والعشرون
٢٥
بالطابق السفلى
همس باستغراب: هو فى إيه مالهم اتأخروا كدة ؟! أنا قلقانة
ترنيم بتوتر: تعالى نطلع نشوف
همس بخوف: لأ بلاش أنا خايفة وأسدى هيزعل لو اتحركت من مكانى
ترنيم بزهق: أوووووف قووووومى خلصى بلا أسدى بلا هبل
همس بغضب طفولى: متقوليش أسدى أنا بس إللى أقول أسدى
ترنيم بحسد مصطنع: آااه طبعا براحتك حد قدك
همس بصدمة وهى تضيق عينيها: إنتى بتحسدى ... طب والله لأقول لأسدى
ترنيم بصدمة مصطنعة:بنت عيب دا أنا أخلفك يا قزمة .... ومن غير كلام كتير قومى يلا نشوف فى إيه
همس باستسلام: ماشى
أسندتها صاعدين لأعلى واتجها للغرفة مفتوحة الباب ليستغربا أن الصراخ من تلك الغرفة
_________________________
داخل الغرفة
كلٌ متسمر مكانه بصدمة أمام ما رأوه لم يحاولوا التحدث ولو بحرف واحد حتى
أفاقا على شهقة قوية خرجت من همس لينظر لها بفزع
___________________
اتجها للغرفة فوجدا الجميع يقف بأعين متسعة ... تقدمت وقلبها يقرع بالطبول ... لم ينتبه لها أحد فكل شارد فيما أمامهم ... خطوة ... خطوتان ... الثالثة و ... شهقة
نظرت هى الأخرى بذهول لما تراه أمامها
والدتها ...... والدتها ممدة على الأرض الممتلئة بالدماء ... ذبحت بعنف حتى كاد ينفصل رأسها عن جسدها الذى لم يسلم هو الآخر من الطعنات المتتالية يزينه سكين الفواكه ... وذلك الذى من المفترض أنه والدها ... يجلس وهو يضحك بخفوت وكأنه قد قتل فأرا ومنتظر الجائزة
نظرت لكل شيء بذهول سرعان ما انهمرت الشلالات من عينيها وأطلقت صرخة متألمة ... شعرت بالأرض تميل بها وقبل سقوطها التقطتها يدان صلبتان تعرفهما جيدا وقد قررت إغلاق عينيها تاركة له زمام الأمور فهى بحضن أمانها
أسد بصراخ وفزع وهو يجلس بجانب ملاكه الغائبة عن تلك الحياة القاسية : ملاااكى ...... ملاكى اصحى أرجوكى
ضرب بخفة على وجنتيها ولكن لا استجابة
قام بسرعة حاملًا إياها متجه لغرفته
_____________________
فى غرفة جنى
أغلقت الهاتف سرعان ما انتفضت وهى تسمع صراخ أسد ... تجاهلت الصراخ فى البداية ظنا منها أنه احتفالا برجوع غريمتها .... ولكنه الآن قد زاد عن حده
خرجت من غرفتها فرأته يحمل تلك الغبية .... ولكن ووجها شاحب ؟!
اتجهت للغرفة التى خرج منها لتفزع بشدة من هول ما رأته ... ركضت بسرعة إلى غرفتها دون أن يلاحظها أحد
اتصلت به وهى تدعو أن يجيب وقد كان
شريف بإستغراب: فى إيه ؟!
جنى: مصيبة يا شريف ...... وحكت له عما رأته لتسمع ضحكة سعيدة ممتزجة بشماتة
شريف ببرود: طب دا شيء كويس
جنى بزهول: نعم
شريف بزهق: اتعلمى بقى يا غبية ....... أولا دا معناه إن الفرح اتأجل وبقى عندنا وقت أكبر ..... ثانيا دلوقتى الزفتة الصغيرة بقت مدمرة يعنى أسد اتدمر هو كمان يعنى فرصة نجاح خطتنا بقت أعلى وأعلى ..... فهمتى
جنى بإعجاب: يا ابن اللعيبة ... بتجيب الأفكار دى منين
شريف بغرور: أنا مش أى حد يا ماما ... المهم تخلصى كل حاجة اتفقنا عليها بسرعة وأنا بخلص فى موضوعى ووهحاول أخرج من هنا بأسرع وقت
أغلق بوجهها لتنظر للهاتف بزهول وحقد
جنى بكره: آخد أسد بس ووقتها هخلص منك
ظهرت ابتسامة على وجهها وهى تتخيل نجاح خطتها
______________________
فى غرفة أسد
اتصل بالطبيبة المسئولة عن ملاكه ... نظر لها بحزن عما رأته ...... يتمنى لو لم يدخل أحد حياتهم ... يتمنى لو كان هو وهى فقط ... خطأه ... لو أنه أخذها لمكان بعيد بعدما وجدها لما حدث كل هذا ... ليته لم يخف من أن يؤذيها أحد من عائلته فخوفه جعله يتركها فى القصر مع جده
خرج من أفكاره على طرق الباب
أسد بسرعة: لحظة واحدة
نظر لملاكه وأدخل شعرها الثائر على حجابها ثم خرج للطارق
أسد : إيه الجديد ؟!
سامر بحزن: البوليس جه و هياخد حمدى دلوقتى و الإسعاف دقايق وهتوصل
أسد: تمام أنا مش هقدر أروح معاكم ابقوا عرفونى بكل جديد
سامر: حاضر...... المهم هى عاملة إيه
أسد بتنهيدة حزن: الدكتورة على وصول
وضع سامر يده على كتف أسد يدعمه ثم خرج
عاد ليتأملها بحزن ... خائف مما هو قادم
سمع صوت الطبيبة فسمح لها بالدخول
بدأت بفحص همس تحت نظرات الحزن والقلق
الطبيبة: جالها انهيار عصبى ... وللأسف جسمها الضعيف مش بيساعدها أبدا ... فياريت تهتموا بأكلها وتكونوا جنبها دايما
أومأ لها ببرود سرعان ما تحول لعشق بعدما خرجت
جلس بجانبها وقبل يديها وجبينها ثم تمدد رافعًا إياها فوقه يحتضنها بشدة
______________________
مر يوم كامل دون أحداث تذكر
استيقظ على أنين وشهقات متتالية ... فتح عيونه بفزع ونظر للتى فوقه تبكى بشدة وقد احمر وجهها
عدل وضعيته ليصبح جالسا على الفراش وهى بحضنه
أسد بألم شديد وهو يشدد من احتضانها كأنه يريد ادخالها بين ضلوعه: ملاكى اهدى أرجوكى
همس بخفوت ومازالت تبكى بشدة: كنت ... كنت عايزة أسمعها بتقولى بنتى .... كنت بحبها .... كنت مستنياها تحبنى
أسد وقد امتلأت عينيه بالدموع لأجل صغيرته المتألمة: ملاكى أرجوكى خلاص اهدى
ظلت تبكى بشدة حتى نامت مرة أخرى فى أحضانه هاربة من ذاك الواقع المرير
نظر لها بحزن وقد أطلق سراح دموعه: آسف يا ملاكى سامحينى أرجوكى ... معرفتش أحميكى ... معرفتش أمنعك تشوفى منظر زى ده ... خليكى قوية ... إنتى لو ضعفتى أنا هتدمر ... كلكم مفكرين إنى قوتك ... بس بالنسبة ليا العكس .... إنتى هى قوتى .... إنتى الحاجة الوحيدة اللى ممكن أضحى بكل شيء وكل شخص عشانها ... إنتى نقطة قوتى وضعفى فى نفس الوقت ... دايما هدعى علطول إن يومى يكون نفس يومك .... مش عايزه يكون بعدك هتعذب كتير ... وأنا مش عايز أتعذب ولا أنتحر لإنى هخسر أغلى اتنين .... ربنا وإنتى ... ومش هقدر بردو أموت قبلك وأسيبك لوحدك تتعذبى .... أو أسيبك ليهم وأنا عارف إنك هتتلوثى بنظراتهم .... مش هقدر أسيبك لوحدك فى الدنيا دى .... مش هقدر إنى مكونش معاكى أحميكى منهم وأمنعهم عنك .... أرجوكى ما تستسلميش عشان خاطرى ... حاربى معايا للآخر واوعى تدمرى ... وأنا دايما هكون ضهرك وسندك .... وإنتى هتكونى ملاكى الحارس اللى هيحمينى ... مش عايز غير إنك تكونى ملاكى وبس ... دا لوحده بالدنيا وما فيها .... بعشقك لدرجة الهوس .... مش هسيبك إلا أما تعشقينى أضعاف عشقى .... عارف إنه صعب لإن عشقى وصل لغاية الهوس والجنون بس مش هيأس أبدا
قبل جبينها بعمق وأبقى شفتيه يتحسس نعومة بشرتها
سقطت بقايا دموعها على وجنتيه لتختلط مع دموعه كما اختلط قلباهما
ظل بجانبها لمدة طويلة ثم حملها ووضعها على الفراش واتجه للباب .... تطلع إليها مرة أخرى ثم خرج من الغرفة
______________________
اتجه لأسفل ليعرف ما حدث فوجد الجميع جالس فى صمت
أسد بحزن: ها عملتوا إيه
سامر بتنهيدة: ماتت .... مقدروش يعملولها أى حاجة .... وجثتها فى المشرحة دلوقتى مستنيين نستلمها ... أما حمدى فاتقبض عليه والمحامى بيقول إن المحكمة أكيد هتحوله لمصحة عشان يتعالج من المخدرات خاصة إن كتر شربها خلاه مش فى وعيه خالص وبقى عامل زى المجنون
أسد : محاكمته امتى ؟!
سامر: لسة محددوش هما حابسينه دلوقتى على ما يحددوا الجلسة
أسد بحزم: الموضوع ده يتقفل نهائى ... مش عايزه يتفتح تانى أبدا مهما حصل ... والعزا هيتم بكرا بس بعيد عن القصر
أومأ الجميع فى صمت ... على حق هو ... فتلك الصغيرة لن تحتمل أكثر من ذلك
تنهد بحزن وشرود يفكر بملاكه ... ستتأثر بما حدث بشدة ... وزفافهما سيلغى !
أسد مستدركا نفسه فى سره: بطل أنانية يا أسد ..... فرح إيه اللى بتفكر فيه دلوقتى ... بس ... لا من غير بس ... أهم حاجة هى
ظل الجميع صامت لفترة طويلة وكل منهم شارد فى ما حدث ..... حتى تحدث الجد فجأة
ماجد بصرامة : خلاص اقفلوا على الموضوع وانسوا كل حاجة حصلت ... بالنسبة لفرحك يا سامر إنت وترنيم وأسد وحفيدتى فهو هيتأجل لسنة على ما الأوضاع تهدى وحفيدتى تنسى اللى حصل
سامر بصدمة وقد بدأ يعلو صوته: لا معلش يا جدى هنأجل أكتر من كدة إيه ... أنا وترنيم فى التلاتينات وأنا مش هستنى أكتر من كدة ... أنا آسف يا أسد بس إنت والصغيرة لسة قدامكم العمر كله لكن احنا مش هينفع نستنى أكتر من كدة احنا شوية وهنعجز
شعرت ترنيم بالحرج من تحدثه عن عمرها وكلماته القاسية ... صعدت لأعلى فى صمت بينما نظر لها وهو يلعن نفسه .... جرحها دون قصد
لم يستطع تركها هكذا حزينة فصعد خلفها مباشرة
بينما صمت أسد فهو بين نارين إما يختار ملاكه فيؤجل الزفاف أو يختار عشقه لملاكه فيتمه
وبعد صراع طويل
أسد بهدوء مفتعل: مع احترامى يا جدى بس فرحى على ملاكى حاجة تخصنا ... أما موضوع سامر فأنا مليش دخل بيه
ماجد ببعض من العصبية: ماشى يا أسد ... بس باريت متكونش أنانى بالذات فى الموضوع ده ... أنا هسيبلك الحرية فى الموضوع ده لكن إنك تنام معاها فى أوضة واحدة لأ
انتفض أسد صارخا بغضب: يووه يلعن أبو دا موضوع ... إنت مالك إنت ... أنا وهى وموافقين إنت بتدخل ليه ... بطل بقى مش كفاية دخلت جنى وحمدى ومنار فى حياتنا ... والنتيجة اللى بيحصل فينا بسببهم ... عايز إيه تانى .... ليه مش عايزين تفهموا إن مفيش حاجة بعملها غلط
انتفض ماجد بعنف يضرب عكازه الأرض: هى كلمة واحدة يا أسد مفيش نوم معاها تانى ... وتحترم نفسك أنا جدك مش موظف عندك عشان تعلى صوتك
سعيد محاولا تهدئة الموضوع: خلاص يا جماعة صلو على النبى فى إيه
أسد وماجد : عليه الصلاة والسلام
سعيد : بابا عنده حق يا أسد
أسد بصراخ: نعم
سعيد بخوف مصطنع: وأسد معاه حق بردو يا بابا
ماجد بصراخ: نعم
سعيد ببعض من الغضب: أنا طالع فوق عمركم ما هتعقلوا أبدا
صعد لأعلى تاركا إياهم
ظل أسد وماجد ينظران بتحدى حتى سمعا سعيد
سعيد بصدمة : بنتى
__________________________
فى غرفة ترنيم
تجلس على الفراش تبكى بعنف وصوت عالٍ حتى أنها لم تسمع صوت طرق الباب
قلق عليها بشدة فاندفع للداخل بسرعة ليتحطم قلبه وهو يرى ترنيمته تحتضن الوسادة وهى تبكى بشدة
تقدم نحوها بسرعة وفى لحظة واحدة كان يحتضنها بدلا من الوسادة
سامر بحزن على حالها وهو يقبل أعلى رأسها فوق الحجاب: أنا آسف يا ترنيمتى والله ما قصدى حاجة ... أنا بس ... بس
لا يعلم كيف يفسر ... لا يعرف كيف يوصل لها ما فى عقله فاختار الصمت
ظلت لدقائق عديدة بين ذراعيه اللتان تشتدان عليها حتى هدأت أخيرًا
ابتعدت عنه ببطئ تنظر له ليتطلع إليها بعشق وندم
ترنيم ببحة: إنت ... إنت ممكن تسيبنى فى يوم
سامر بذهول: إنتى بتقولى إيه ؟! لا طبعا ... إزاى تفكرى كده
ترنيم ببكاء مرة أخرى: وليه لأ ... أنا فى التلاتينات يا سامر ... يعنى ... يعنى اللى أصغر منى بعشر سنين ويمكن أكتر اتجوزوا وخلفوا ... يبقى ليه تتحمل إنك تتجوز واحدة كبيرة لأ وكمان مطلقة
احتضنها سامر مرة أخرى يعنفها على كلامها: اخرسى يا ترنيم ... اخرسى ... إيه الهبل اللى بتقوليه دا ... إنتى مهما كبرتى دايما هتكونى ترنيمة قلبى ... فاهمة
ترنيم بخجل : بس ... بس أنا عارفة إنك كنت على ... يعنى... مع بنات وكدة
سامر متفهما إياها : بعترف إنى فى فترة كنت أعرف بنات كتير ...... بس وحياتك عندى أنا وقلبى إنى عمرى ما كنت على علاقة مع حد ... أنا عارف إن شربى وسهرى معاهم حرام ... بس على الأقل عمرى ما كنت زانى ولا قبل ما أشوفك ولا أكيد بعد ما شوفتك ... فاهمة يا ترنيمتى
أومأت بهدوء وقد أحست ببعض الراحة عقب كلماته التى زينت بعشقه
شرد بجمالها ليقترب منها بهدوء حتى أفاق على دفعها له ليبتعد عنها
ترنيم بنظرة لوم وعتاب: ما ينفعش يا سامر ... أنا لسة فى شهور عدتى ... وحتى لو مش كدة ... اللى بتعمله دا حرام مينفعش حتى حضننا حرام
سامر بخزى: أنا آسف والله مش قصدى بس مش بعرف أبعد عنك
ترنيم بابتسامة: طب إيه رأيك نتفق اتفاق
سامر باستغراب: اتفاق إيه
ترنيم بخجل: إيه رأيك كل أما تحس إنك عايز تحضنى أو حاجة يعنى زى كدة ... اتخيل إنك بتحضنى مرة فى النار ومرة فى الجنة وشوف إنت عايز إيه منهم واختار واختيارك أنا هحترمه بس متنساش إنى هبقى معاك سواء فى النار أو فى الجنة
نظر لها بفخر وابتسم ثم ابتعد عنها ببطئ ليخرج بهدوء وهو يشعر براحة غريبة سرعان ما عاد لها
سامر بعشق: متقلقيش بإذن الله الجنة
ثم خرج مرة أخرى
ابتسمت له بعشق هى الأخرى واحتضنت الوسادة ولكن تلك المرة بحالة مختلفة
_________________________
فى الأسفل
نظر لملاكه بصدمة .... جالسة على الدرج تبكى بصمت قاتل وتنظر لأسفل
اقترب منها بسرعة وصعد الدرج حتى وصل إليها وهى على حالتها من السكون
جاء ليحاوطها بيديه ولكن تفاجأ بابعادها لهما
نهضت وهى تنظر لهم ببرود ومازالت دموعها تهبط بهدوء مماثل لحالتها
همس ببرود: أنا موافقة ومن انهاردة هنقل أوضة تانية وبتمنى محدش يدخلها
قالت آخر جملة متطلعة إلى ذلك المصدوم ... أين ذهبت نظرة العشق والهيمان
دقق بعينيها عله يجد نظرة واحدة منهما ولكن كل ما وجده الحزن والبرود !
البارت ٢٦
لا يعلم لما ارتجف بدنه بعدما رأى تلك النظرة وممن ؟! من ملاكه ؟! صغيرته التى رباها
اقترب منها ببطئ ينافى دقات قلبه
يتمنى لو أنه يتخيل ولكن صدم بها تدفع يده الممدودة لها .... كيف ترفضه ؟! حتى فى قسوته لم تنفره أبدا
أسد بتقطع وارتجاف: مم...لاكى
همس ببرود ودموعها تتساقط: أنا موافقة ومن انهاردة هنام فى أوضة تانية
أسد بصدمة: إيه ؟!
ثم أضاف بعصبية شديدة: ملاكى إنتى اتجننتى ؟! إزاى عايزانى أبعد عنك
تطلعت إليه بألم شديد سرعان ما تحول للبرود مرة أخرى
نهضت من مكانها تحت أنظارهم ليجدوها اتجهت لغرفة إضافية فى الطابق معلنة إنتهاء الحديث وتنفيذها للقرار
ينظر لأثرها بتشتت وضياع ثم نظر للجميع ولم يدرك شيئا سوى ذلك السائل الدافئ على وجنتيه
يبكى ؟! ولما لا فتلك الكلمة لم يعرفها سوى مع معشوقته ومعذبته والصغيرة
شعر بالاختناق الشديد فخرج بسرعة تاركا إياهم فى صدمتهم بما حدث
سعيد بصدمة: إنتو شوفتو اللى حصل من شوية
الجد بذهول هو الآخر: دا أنا كنت فاكر إنهم هيرفضوا وهفشل زى كل مرة ..... الواضح إن الحادثة أثرت على حفيدتى ودمرت نفسيتها
ظل كلا منهما شارد فيما حدث وما سينتج عنه فى صمت قاتل
هبط سامر ليجدهم فى ذلك الوضع
سامر باستغراب: فى إيه ؟! مالكم واقفين كده ليه ؟!
نظر له الجد بشرود ثم صعد لغرفته وفعل سعيد المثل
سامر باستغراب: إيه العيلة دى؟! يلا بكرة نعرف
اتجه للشركة ليتابعها فقد أهملوها كثيرا الفترة السابقة
ذهب كل بطريقه ولم يلاحظوا تلك التى أشرق وجهها من الفرح وقد سهلت مهمتها أكثر وأكثر
جنى فى سرها بخبث: تصدقى بدأت أحبك يا همس ..... بس خليكى كدة أسبوع بس وكله هيبقى تمااااااام
______________________
يتجول سيرا على الطرق ونظرتها لا تفارقه أبدا حتى خرج من شروده على رنين هاتفه
تردد كثيرا فى الرد ... يعلم أن كلمة واحدة وينفجر فى البكاء كالطفل الضائع ولكنه يحتاج أحد يطمئنه ... يحتاج من يخبره أنها تعشقه ... يحتاج من يعده أنها لن تتركه
رد على الهاتف مستمعًا إلى كلمات مازن المعاتبة
مازن بعتاب: شكرا أوى يا صاحبى وأخويا ... الواضح إنى لازم أفتح التلفزيون عشان أعرف أخبارك ... المهم الصغيرة عاملة إيه
حاول ... ويعلم الله كم حاول بشدة أن يتماسك ... ولكن كل شيء رحل بمجرد ذكرها
انفجر فى البكاء الشديد وقد عادت نظرتها لعقله ... وكأنها فارقته ؟!
يبكى بشدة وقد ارتفعت أصوات تنفسه المصاحبة للشهقات العنيفة
لحسن حظه عدم وجود أحد حوله ..... لحسن حظه أنه بمنطقة شبه فارغة وإلا لكان الوضع أسوأ وأسوأ .... يكفيه أن يشاهد أحد آخر ضعفه غير ملاكه
سقط على ركبتيه وهو جالس فى منتصف الطريق وشهقاته تعلو وتعلو
أسد بوجع شديد وينظر للسماء: ياااارب
مازن بقلق: أسد ... أسد فى إيه مالك اهدى كده وقولى فى إيه
أسد ببحة وصوت متقطع: قو...لى إنها مش ... مش هتسيبنى أرجو....ك
أدرك أنه فى حالة لا وعى فقرر مجاراته حتى يفق
مازن : اهدى اهدى بإذن الله مش هتسيبك بس حصل إيه
هدأ قليلا يخبره بكل ما حدث
مازن برزانة: بص يا أسد .... إنت بتحبها بس بطريقة غلط .... يعنى حبك ليها مليان عقبات كتير لازم تتخلص منها ..... ومن أهم العقبات دى هى أنانيتك .... لازم تفكر فيها دايما يا أسد .... لازم تراعى مشاعرها وأنا متأكد إنها مكنتش فى وعيها وهى بتقولك كدة وكلنا عارفين إن أقل حاجة بتدمرها فلازم نعذرها ...... وبعدين أنا شايف إن ده الصح
أسد بأمل: يعنى هى بتعشقنى صح؟
مازن: أكيد صح
ابتسم بهيمان يفكر بمعشوقته الصغيرة وقد تناسى من على الهاتف
مازن : لا أبوس إيديك ركز معايا ... أنا مش بسافر أشتغل عشان أصرف على مكالماتك ... عايزين نفرح إحنا كمان
ضحك أسد بخفوت عليه قائلا باختناق من البكاء: يابنى ماقولتلك خليك هنا وأنا هساعدك فى أى حاجة
مازن بتنهيدة: بصراحة حاسس إنى مرتاح برة .... كل مكان فى مصر بيفكرنى بحاجة وحشة عملتها زمان فى حياتى .... وغير كدة شغلى برة أحسن من هنا ... واحتمال بعد ما ياسمين تولد أسفرها هى والولاد بره .... ومين عارف يمكن أرجع هنا تانى
أسد بهدوء: اللى يريحك يا مازن بس خليك فاكر إنى جنبك دايما
مازن بابتسامة: عارف يا صا ... إيه ده اقفل اقفل ياسمينتى بتتصل
أغلق دون انتظار إجابة حتى
نظر أسد للهاتف بذهول: آه يابن الجزمة بتبيعنى
سرعان ما ابتسم مرة أخرى وهو يتذكر ملاكه
يعلم أنها تعشقه ... يعلم أنها ليست بوعيها ... يعلم أنها ضعيفة أقل شيء يؤثر عليها
لا يستطيع ... لن يتحملها هكذا .... أنانى .... ويعلم ذلك ... لا يفكر سوى بنفسه ... لا يفكر سوى باحتياجاته ... ولكن أليست احتياجاته هى احتياجاتها .... أليس البعد يقتلهما معا
سوف يضع حد لرغباته ... سينتظرها لسنوات أخرى لو أرادت ... يكفى أنانية ... سيكون بجانبها دائما ... حتى لو فى غرفة أخرى سيظل روحه معها تساندها لتتخطى ما هى فيه
وأخيرا وجدت الابتسامة طريقها لوجهه
نهض من مكانه واتجه مرة أخرى للقصر بأفكار جديدة وأمل جديد
_____________________
شهر ... مر شهر كامل
ذلك العاشق أصبح مجنون بمعنى الكلمة ... كلما حاول التحدث معها لا تنظر له حتى ... تجرحه بتصرفاتها ... يعطيها العذر ولكن قلبه مشتاق
يذهب كل ليلة إليها ... يجدها نائمة فيحتضنها ويطلق العنان لدموعه ... يخبرها مدى شوقه وعذابه منها .... يرجوها أن تعود كما كانت .... يخبرها كل ما يحدث فى يومه ويرد على أسئلتها دون أن تتفوه بكلمة ... يحفظها ويعلم كيف تفكر وماذا تريد ... حتى وهى نائمة ... ويتركها قبل أن تستيقظ
أما تلك الملاك فقد ذبلت بشدة .... لا تتحدث ولا تأكل إلا للضرورة .... لا تعلم مابها .... تشعر أنها تريد الموت .... تشعر أنها غير مرغوب بها .... وما زاد الطين بله هى غريمتها ..... جنى ..... التى تتسلل وتسمم أفكارها بكونها عالة على الجميع حتى أنها فكرت أكثر من مرة فى إيذاء نفسها ... ولكن حارسها ... أسدها .... يحميها دائما .... تشعر به ليلا ولا تتحدث .... تستمع لكل كلمة ولا تجيب .... لا تعلم لماذا ولكن تشعر أنها لا تريد شيء .... تخاف أن يتركها هو ..... لذلك اختارت أن تبتعد هى
_____________________
فى غرفة جنى
جنى بعصبية فى الهاتف: وأنا مالى ..... أنا مش عارفة أقعد معاه دقيقتين حتى على بعض
شريف بغضب: بت إنتى يا انهاردة يا كل واحد يشتغل لوحده
زفرت بحدة فقد حاولت كثيرا أن تنفذ خطتهما ولكن ذلك الأسد لا يجلس معها أبدا فكيف تفعلها
جنى محاولة الهدوء: خلاص متقلقش كده كده هو تقريبا متدمر ودا هيساعدنا
شريف باصرار: انهاردة يا جنى .... انهاردة كله يتم
جنى: تمام ماشى بس انت هتخرج امتى
شريف بتنهيدة: بحاول بس الواضح إنهم موصيين عليا أوى هنا .... لكن على مين
جنى: خلاص ماشى سلام دلوقتى
أغلقت الهاتف وهى تفكر كيف تبدأ خطتها حتى ابتسمت بشر وقد توصلت لها
_____________________
فى غرفة ترنيم
سمعت صوت الطرق فارتدت حجابها واتجهت للباب
تفاجئت بأسد شعره مبعثر وثيابه غير مهندمة فقد اعتاد دوما أن تختار معشوقته ما يرتديه وأن تمشط شعره كما يفعل معها دائما
ترنيم بصدمة: أسد .... خير فى إيه
أسد بخفوت: ممكن نتكلم
ترنيم باستغراب: أيوة طبعا اتفضل
أسد: لا مينفعش خلينا هنا على الباب
أومئت له بهدوء منتظرة أن يتحدث
تنفس ببطئ لمدة طويلة محاولًت تمالك نفسه .... يشعر أنه أصبح غير متزن تلك الأيام .... يتخيل الكثير من الأشياء بسبب نومه القليل وقلة طعامه هو الآخر
أسد: أنا محتاج مساعدتك .... عايزك تتكلمى مع ملاك وتحاولى تفهمى حالتها لإنها رافضة الكلام معايا
ترنيم بابتسامة: متشيلش هم بإذن الله هحاول تانى أتكلم معاها انهاردة
أسد بارتياح: شكرا يا ترنيم ... عن إذنك
ترنيم: العفو
اتجه للشركة لأول مرة منذ تعب ملاكه عله يشغل جسده عنها ولكن كيف يشغل عقله وقلبه ؟!
_____________________
فى إحدى الدول الأوربية حيث يجلس مازن بحجرة مكتبه فيرتفع رنين الهاتف سرعان ما أجاب وهو يرى اسم ياسمينته
مازن بعشق ولهفة: حياتى وحشتي ... مالك بتعيطى ليه ؟!
ياسمين ببكاء: إنت بتهزر يا مازن بقالك شهور برة ومش عارفة أشوفك أبدا
مازن باعتذار : أنا آسف يا حبيبتى والله بس دا عشانك إنتى وولادنا .... وبعدين يا ستى استحملى شهر كمان ووعد هنزل مصر لغاية ما تولدى وساعتها يا تيجى إنتى والولاد ونعيش هنا يا إما هصفى كل حاجة وأستقر فى مصر
ياسمين بضحكة سلبت لبه للمرة التى لا يعرف عددها: بجد يا مازن
مازن بعشق: بجد يا روح مازن .... أمال فين معاذ ومليكة مش سامع صوتهم يعنى
ياسمين : بيلعبوا كورة برة
مازن: وأخبار البيبى إيه
ياسمين بسخرية وغضب: بيلعب كورة جوة
انفجر ضاحكا على حنق معشوقته ... فذلك المشاكس يتعبها أكثر ممن سبقوه
مازن بضحك: ههههه لا بقولك إيه انشفى كده دا لسة فى أضعافهم
ياسمين بردح: نععم يا عممر ... أضعاف مين ياخويا
نظر للهاتف بصدمة
مازن بذهول: مين معايا؟ إنتى بتقعدى مع مين يا بت
ياسمين بضحكة طفولية: هههه بقعد فى قهوة حلوة أوى يا مازن
والآن حاء دوره للردح
مازن : نعععم ... قهوة يا روح أمك ... ويا ترى شربتى خمرة ولا لسة يا سعدية
ياسمين ببراءة: لا والله مش بيقدموا خمرة ... بس فى سجاير ودخان هناك .... وبعدين دى قهوة حريمى
ثم أضافت بغضب: ومتجيبش سيرة أمى
مازن بحنق :ماشى ماشى .... بكرة أجيلك والنعمة لأنفخك
ياسمين بغضب: اقفل دايما سادد نفسى ربنا يسد نفسك ... ويسلكها بعد خمس دقايق
كتم ضحكته بصعوبة ... لم تتغير أبدا .... دائما ما تدعو عليه ثم تسحبها مباشرة
وهكذا حالهم ما إن يتصلان ببعضهما
ربع دقيقة حب .... وباقى المكالمة غضب وضحك معا
____________________
فى قصر ضرغام بغرفة همس
تجلس معها ترنيم تحاول جعلها تتحدث
ترنيم بحنان: يا حبيبتى مينفعش اللى إنتى فيه ده ... طب إنتى وأسد ذنبكوا إيه
انهمرت دموعها ما إن سمعت اسمه .... قررت من البداية ألا ترد على أحد كالمعتاد .... ولكن لا تعلم ما حدث .... لا قدرة على الكتمان أكثر من ذلك
سارعت ترنيم فى احتضانها
ترنيم: خلاص يا حبيبتى متعيطيش ادعيلها بالرحمة
همس ببكاء: ربنا يرحمها ... أنا ... أنا زعلانة عليها بس ... بس أسدى ....
لم تكمل جملتها لانفجارها فى البكاء
ترنيم مهدئة إياها: طب إهدى اهدى بس وقوليلى أسد ماله
همس ببكاء: هو صعبان عليا أوى .... أنا بعشقه بس ... بس خايفة يسيبنى زيهم .... كل اللى بحبهم بيسيبونى ويمشوا وهو أكيد هيسيبنى ويمشى زيهم
ترنيم : عشان كدة بتبعدى عنه ... عشان خايفة
أومئت لها وهى تبكى ..... فهمت ترنيم الآن لما حالتها هكذا ..... الكل يعلم كم هى ضعيفة ..... تختار الهروب دائما..... وما شجعها على ذلك إحاطته لها من كل جانب
ترنيم : طب بصى يا حبيبتى .... لو تخيلنا إنه فعلا هيسيبك .... فالأحسن إنك تضيعى الوقت اللى تعيشيه معاه فى نعيم ..... ولا إنك تكونى جنبه فى كل وقت وتستمتعى بكل لحظة معاه
نظرت لها ببراءة تعترف بمدى غبائها ..... بالتأكيد تريد قربه حتى لو ليوم واحد
همس بدموع: بس ممكن يبعد عنى
ترنيم: هو مستحييل يبعد عنك .... إنتى بالنسبة لأسد جنة ربنا على أرضه فبرأيك ممكن يبعد عنك
همس بابتسامة وهى تزيل دموعها: بجد
ترنيم: أيوة طبعا بجد .... أول ما أسد ييجى تصالحيه علطول عايزين نفرح بيكم بقى
ثم أضافت بحالمية : وأفرح أنا وسمورتى بقى
همس بضحك: هههه طب هو أسدى هييجى امتى
ترنيم: مش عارفة ممكن يتأخر انهاردة .... سامر قال إن فى شغل كتير
همس برقة: خلاص هستناه
ترنيم وهى تقبل وجنتيها بقوة: يلهووووووى هى الرقة دى طبيعى يا ولاد دا أنا جعفر على كدة .... أما أمشى قبل ما أسد ينفخنى على البوسة دى
تحركت مسرعة للخارج
انفجرت همس ضاحكة على خوفها حتى شردت فى معشوقها ... أسدها .... قررت ألا يبتعدا أكثر من ذلك .... يكفى بعد .... يكفى عذاب
_____________________
فى الشركة
ظل أسد سارح متردد أيتصل بها أم لا ؟ حتى اتخذ قراره
أمسك الهاتف مستعدا لسماع صوتها الذى يعشقه ولكن تفاجئ باتصال جنى به فأجاب عليها
أسد بزهق: ها فى إيه
جنى ببكاء: أسد الحقنى أرجوك
أسد بقلق: فى إيه
جنى: تعالا بسرعة على .....
ظل متردد بشدة أيذهب أم لا
أفاق على صراخها ثم انغلاق الخط
نهض بسرعة متجها للعنوان
قلق بشدة فمهما كانت تظل ابنة خالته وأمه الثانية
_____________________
وصل للعنوان ودخل الفيلا بسرعة بعدما وجد الباب مفتوحًا
فوجئ بمن جاء خلفه ووضع منديل على أنفه وفمه ليشعر بالثقل الشديد ويسقط على ركبتيه
الرجل: ها يا هانم أشيله جوه؟
جنى : لا استنى ..... خليه يشرب بسرعه قبل ما يغمى عليه
أخذ الرجل الماء وأشربه إياه قبل أن يفقد وعيه تماما ثم حمله ووضعه على الفراش
خرج من الفيلا بعدما أخذ ماله
دخلت جنى وجلست بجانبه
تشعر بالخوف الشديد إذا علم بالمخطط وكشفهم
أفاقت من شرودها على رنين الهاتف لتجيب بسرعة
جنى بلهفة: أيوة يا شريف شربه خلاص
شريف بشر: تمااااااام أوى ... ركزى بقى .. دلوقتى المخدر مدة بسيطة ومفعوله يروح وبعدين تشتغل المادة التانية ..... لازم كل حاجة تبقى تمام ..... تجاريه فى كل حاجة يعملها ومتنسيش تصورى كل حاجة .... والحبوب اوعى تنسى تاخديها فاهمة
جنى: أيوة أيوة فاهمة متقلقش يلا سلام بقى
أغلقت الهاتف واتجهت لأحد الأدراج
أخرجت منه كاميرا ووضعتها فى مكان تظهر منه الغرفة كلها ثم أسرعت فى خلع ملابسها لتظل بقميص نوم شفاف وقصير لتجده بدأ يفيق
فتح عينيه ببطئ
وجد ملاكه أمامه بقميصها القصير .... نظر لها بابتسامة بلهاء ليجدها تقترب منه
كم تألمت وهى تسمعه ينادي غريمتها .... كم تمنت أن تخبره أنها جنى وليست تلك الشمطاء .... ولكن كما قال شريف فلتجاريه
_____________________
نام بجانبها وهو مبتسم
قامت بهدوء وارتدت ملابسها ثم أسرعت للكاميرا وحفظت الفيديو
ظلت لساعات تنقل الفيديو للهاتف وتحذف به بعض المشاهد التى تظهر عدم وعيه كما أغلقت الصوت تماما حتى لا يسمعون هتافه بملاكه فيشكون فى الأمر
جنى بحقد: أما نشوف يا أستاذة همس هتعملى إيه إنتى والعيلة
اتصلت بشريف لتخبره بتمام كل شيء ثم اتجهت لتنام بجانب أسد مرة أخرى ولكنها توقفت على رنين هاتفه
_____________________
فى قصر ضرغام
تنتظره منذ فترة ولكن تأخر كثيرا قررت الاتصال به وأخيرا أجاب
همس بلهفة : أسدى إنت كويس ..... اتأخرت ليه؟
فزعت وهى تسمع صوت تلك الغبية
جنى بشماتة: معلش يا حبيبتى أصلنا عرسان جداد بقى
أغلقت جنى الهاتف مباشرة
حزنت بشدة لوجودها معه .... بكت وهى تتخيله يضحك مع تلك الجنى ويحتضنها
غفت دون وعى منها على الفراش ودموعها على خديها
_____________________
أشرقت الشمس من جديد ليفتح عينيه ببطئ يشعر بصداع شديد
فرك جبينه حتى اتضحت الرؤية له ليجد نفسه عارٍ وبجانبه جنى الغافية بهدوء
دفعها بعنف عنه لتستيقظ بفزع فتجده يرتدى ملابسه بسرعة
اتجه لها لتبتلع ريقها بخوف
أسد بعصبية شديدة: إيه اللى حصل .... انطقى
جنى بارتباك: عادى .... زى أى اتنين متجوزين
أسد بصراخ وهو يضغط على كتفها: بقولك حصل إيه
ابتعدت عنه بصعوبة وأحضرت هاتفها لتريه الفيديو
نظرت للهاتف بصدمة ..... شعر بالاشمئزاز من نفسه ولكن أصر أن يكمل عله يتراجع عما يفعله
ولكن بالفعل .... أصبحت زوج
