صعب_ولك_مش_مستحيل
الفصل الثامن والتاسع
بقلمي .. #آمنة_غباشي
وفي يوم من الايام حصل معايا موقف رهيب كنت هندم عليه دنيا وآخره ......
كنت جعانه جدا وكان وقت الضهر وتقريبا الكل في البيوت ونايمين غالباً وأنا من كتر الجوع كنت حاسة إني هموت بجد خلاص كنت ممكن اعمل أي حاجه بس قررت اني هنام يمكن انسى الجوع شوية ....
وبعدها بشوية في راجل كبير في السن شوية كدا، كان نازل من سلم العمارة اللي أنا نايمه تحته ولقيتو عدا الشارع ووقعت منه محفظه كبيرة
_ المحفظه وقعت من الراجل دا، يا ترى ممكن آخدها واشتري بالفلوس اللي فيها أكل ؟! لا لا لا حرام المفروض ارجعهاله ، آآآآآه هموت من الجوع مستحيل لازم اجيب المحفظة دي واحلى حاجه إن ماحدش شايفني
ضميري : يا أمل حرام عليكي انتي ماحدش شايفك بس ربك شايفك...
أنا : يا عم اقعد على جنب كدا والنبي مش وقتك دلوقتي خالص، أنا هموت من الجوع ، أنا خلاص قررت لازم اجيب المحفظه دي واشتري بفلوسها أكل بسرعه قبل ما أموت ...
وطلعت بسرعه اجري على المحفظه عشان اسرقها قصدي آخدها واشتري اكل عشان خلاص قربت اموت من الجوع، وفجأة بعد ما يادوبك حطيت ايدي على المحفظة عشان آخدها من على الأرض تاجي عربية سريعه وتخبطني ....
_ ايه النور دا انا مت ولا إيه؟! فعلاً أنا مت يا لهوي؟! ايه دا مين دول ماما وبابا حبايبي ومحمد وخديجه حبايب قلبي اخواتي ، احلى حاجه إني شفتكم تاني مش مهم الدنيا اهو هنعيش تاني مع بعض.
الحادث دا اتسبب في موتي للأسف بس شفت اهلي وكانوا مبسوطين اوي في الجنه وجريت عليهم عشان احضنهم ولكن في حد مسكني وجرني بعيد عن الجنه وانا بقول
_ واخدني فين ؟!
= على النار عشان انتي سرقتي المحفظه
_ بس انا مت قبل ما اسرقها
= بس كان في نيتك تسرقيها
_ لأ لأ أنا هعيش مع اهلي في الجنه لاااااء يا ربي أنا آسفه أنا آسفه يعني ولا هرتاح دنيا ولا آخرة لاااااا
وجرجروني على النار وانا بعيط وأبكي ويا دوبك اترميت في النار من هنا وفجأة صحيت من هنا على صوت حد نازل من على السلم ..
_ ايه دا، دا كان حلم! أنا كنت نايمه كل دا؟! يعني مافيش حاجه من دا كله حصلت؟! الحمد لله يا رب مش هعمل اي حاجه حرام ابدا حتى لو هموت ..
ايه دا مين الراجل اللي نازل من على السلم دا، دا نفس الراجل اللي شفته في الحلم ؟! ايوا هوا دا اللي نازل من على السلم هو نفسه! يا ترى هل المحفظه هتقع منه زي في الحلم بردو؟!
فعلا المحفظه وقعت منه في وسط الشارع وانا كنت مزهولة ومتفاجأة جدا وفكرت يا ترى هعمل ايه لا لا أنا هسيبها ماليش دعوة أنا مش هضحي
_ لأ أنا لازم ارجعله المحفظة واللي يحصل يحصل بقا أكيد الراجل المسكين دا هيزعل اوي لو عرف أن محفظته وقعت منه …
وطلعت اجري على المحفظه تاني بس المرادي في الحقيقة مش في الحلم و كان في نيتي اني هرجع المحفظة لصاحبها وبمد ايدي على المحفظة كدا ولقيت عربية جاية سريعه بس المرادي العربية فرملت بسرعه قبل ما تخبطني وانا غمت عيني وحطيت ايديا على وشي وكنت مفزوعه جدا ، وفي واحد طلع من العربية وقالي ...
= انتي كويسة يا آنسة ؟! أنا آسف جدا ...... يا آنسة أرجوكي قولي أي حاجه
_ أنا مت أنا ميته أنا اكيد ميته، أنا خلاص مت ؟!
= الحمد لله أنا كدا اتطمنت انك كويسة …
_ أنا كويسه؟!... أنا كويسه ، بس ازاي المفروض كنت مت وشفت اهلي ،ازاي دا حصل؟!
= انتي لازم تاجي معايا آخدك لدكتور شكلك اتخبطي في دماغك ؟! ارفعي راسك طيب اشوفك انتي بخير ولا لأ ...
(الصوت دا مش غريب عليا وحاسة اني سمعته قبل كدا، رفعت راسي وبصيت عليه واتفاجئت "دا الشاب بتاع الميكروباص اللي دفعلي 100 جنيه قبل كدا" 🙆🏻♀️😱... )
_ انت؟؟!!!
= انتي!!!! انتي تاني بس بس ايه اللي حصلك انتي لبسك ماكانش كدا وشكلك ماكانش كدا
_ المحفظه والراجل ؟! لا لا أنا كويسه مافيش وقت للكلام، سلام يا استاذ لازم أجري بسرعه ألحق الراجل واديه المحفظه بتاعته قبل ما يمشي سلام سلام
= يا آنسة استني ....
سبحان الله ايه البنت الغريبة دي، ومحفظة ايه اللي كانت هتوديها في داهيه، واستاذ مين دا انا عندي 19 سنه بس، وهتكبرني وتخليني استاذ دا انا شكلي اصغر منها اصلا ...
(طلعت أجري بسرعه عشان ادي المحفظة للراجل وما بصتش ورايا ...)
_ يا عم ... يا عم ... استنى لحظه يا استاذ ارجوك استنى ...
الراجل وقف وبص في شكلي وقال :
= مش معايا فلوس دلوقتي ربنا يسهلك يا بنتي روحي اشحتي في مكان تاني ...
_ نعم ؟! اشحت؟!!! يعني أنا اعرض نفسي للخطر وأقطع المسافه دي كلها عشان اديك محفظتك اللي مليانه فلوس دي وفي الآخر تقولي ربنا يسهلك وروحي اشحتي، أنا مش شحاته يا استاذ ، و مش محتاجة فلوس!!!!! حضرتك اللي محتاج !.. محفظتك معايا يا فندم!!!..😡
( الراجل قعد يفتش في جيوبه بيدور على المحفظه بتاعته ومالقيهاش )
= دي محفظتي!! انتي لقيتيها فين؟ وريهاني كدا، ممكن تديهاني لو سمحتي ...
_ اتفضل دي وقعت من حضرتك في نص الطريق ، وانا مش شحاته على فكرة عشان تقولي " ربنا يسهلك وروحي اشحتي " ومش عايزة حاجه أنا برجعلك حاجه بتاعتك بس مش اكتر 🙄 ....
= أنا متشكر جدا والله يا بنتي أنا مش عارف اشكرك ازاي انتي عظيمه بجد ، ازاي اشكرك؟!
_ الشكر لله بس طالبة طلب صغنن اتمنى لو في مسكين أو محتاج طلب منك حاجه او فلوس ما تردوش خائب ابدا وما تكذبش عليه وتقول أنا مش معايا فلوس عشان ربنا ما يحرمكش من نعمته عشان كان ممكن آخد المحفظة وامشي بعد ما سمعت كلام حضرتك ، بس انا خفت من ربنا لأني كدا هبقا سرقت .. فأتمنى أن حضرتك تتصدق على الفقراء والمساكين والمحتاجين عشان ربنا يكرمك في حياتك …
= أنا لازم أكافئك ، اتفضلي الفلوس دي انتي تستحقيها
_ لا لا أنا مش من ضمن الفقراء والمساكين أنا مش محتاجه فلوس شكرا ... خليها لحد محتاج اكتر مني ...
وسبته ورجعت تاني ....
وانا راجعه اكلم نفسي: يا ريتني كنت خدت الفلوس أنا ليه ماخدتهاش دا كان هيديهاني مكافئة آآخ على غبائي، بس احسن بردو أنا مش بحب آخد حاجه من حد .. آآه بس هموت من الجوع ..
فجأة لقيت في الطريق 100 جنيه بس بتاع مين دي ؟! مسكت ال 100 جنيه ورجعت بيها وانا بفكر يا ترى ال100 جنيه دي بتاع مين؟! وبصيت لقيت الشاب بتاع الميكروباص لسه واقف بالعربية فأنا افتكرت أنه دفعلي 100 جنيه في المواصلات يبقا ال 100 جنيه دي بتاعته ولازم اديهاله وربنا رزقني ال100 جنيه في الموقف دا والساعه دي عشان اديهاله، فاتشجعت ومشيت ناحيته ...
= انتي تاني طمنيني انتي كويسه ؟! وايه اللي حصلك وحالتك ازاي بقت بالشكل دا؟!
أنا ما اتكلمتش خالص وطلعت ال100 جنيه اللي أنا لقيتها في الأرض وقلتله:..
_ اتفضل أعتقد أن ال100 جنيه دي تخص حضرتك و متشكرة جداً مش هنسى جميلك
= انتي بتقولي ايه مستحيل طبعاً آخدها منك اعتبريها هدية بسيطه
_ نعم؟! هتهاديني بصفتك إيه يا أستاذ!
= بلاش أستاذ دي انا اسمي حسام
_ وانا مالي اتفضل فلوسك وشكراً جدا للمرة التانيه وفرصه سعيدة يا استاذ حسام ... سلام
( وحطيت ال100 جنيه على العربيه وسبته ومشيت ... )
هو في نفسه: دا ايه البت المجنونة دي ، بس يا ترى إيه اللي حصلها دي كانت جميلة جداً في أول مرة شفتها فيها ، وشكلها بقا عامل زي الشحاتين وهدمها مقطعه كدا ليه، أنا همشي وراها اشوفها عايشه فين ومين أهلها اللي سابوها تبقا بالمنظر دا، وأنا مالي بيها دي واحده زيها زي كل الناس أنا ليه شاغل نفسي بيها ....
أنا في نفسي: وأنا مالي اسمك حسام ولا عفريت وانا مالي بفكر فيه ليه أصلا ، الحمد لله أن أنا عطيته فلوسه عشان ما يبقاش حاسس أنه عمل فيا جميل، بس هو فعلاً عمل فيا جميل، بطلي بقا كلام يا أمل ...
رحت قعدت تحت السلم وكنت بذاكر كتب تالته ثانوي اللي كنت اشتريتها بالفلوس اللي معايا كلها ، بس انا لسه جعانه وهموت من الجوع بردو، قعدت حوالي ساعتين كدا وانا بتلوى من الجوع لحد قبل المغرب كدا ولقيت الأطفال الصغيرين جايين عليا ومعاهم سندويتشات ...
_ ازيكم يا حبايبي معلش بقا يا كتاكيت مش معايا فلوس اشتريلكم حلويات زي كل مره ..
= يا ماما أمل ماما عملتلي سندويتشات عشان ناكلها مع بعضينا وانتي بتحكيلنا حواديت
~ آه وأنا كمان ماما عملتلي سندويتشات كبدة وقالتلي كل انت وماما أمل
- وأنا ماما بردو عملتلي سندويتشات و قالتلي كل انت وماما أمل واحنا بنسمع الحواديت بتاعتك
_ يا حبايب قلبي يا قمامير أنا مش جعانه مش هقدر آكل انا هحكيلكم حواديت وانتو كلوا يا حبايبي بالهنا والشفا ..
العيال زعلوا عشان كانوا عايزيني آكل معاهم وانا شوية والجوع قرصني جامد فقلتلهم : ..
_ ولا اقولكم هاتولي ساندوتش عشان ما تزعلوش ...
كانوا فرحانين أوي وأنا باكل معاهم وأنا كنت فرحانه وباكل في الساندويتش وبحمد ربنا على نعمه وفضله وفعلاً يرزقك الله من حيث لا تحتسب ، الحمد لله يا رب شكرا يا رب ..
وقعدنا نحكي حواديت وناكل ساندويتشات ماشاء الله كانت كتيرة جدا وفاض منها كمان ماكناش قادرين ناكل وشبعنا وكنا بنلعب وبنقول فوازير ونكت وبصراحه كانت قعدة جميلة جداً وانا كنت بحكيلهم آخر حدوته قبل ما يروحوا لبيوتهم وهما مندمجين مع القصه وفجأة لمحت الشاب اللي اسمه حسام دا كان ماشي يتلفت في المكان كأنه بيدور على حاجه فسكت مره واحده وقلت في نفسي: انت لسه مامشتش ليه وايه اللي جابك هنا بس؟!
= يا ماما أمل كملي الحدوته عايزين نعرف حصل ايه بعد كدا
_ يا ولاد خبوني تعالوا كدا وخبوني بسرعه
= ليه ايه اللي حصل احنا لازم نستخبى احنا كمان ؟!
_ لا بس شايفين الراجل اللي هناك دا راجل شرير فخبوني عشان مش عايزاه يشوفني
في ولد فتوه فيهم عنده حوالي 6 سنين وقف وقال : ما تخافيش يا ماما أمل أنا هروح اضربهولك
_ لاااااء يا ولد ارجع هنا بسرعه، حد يمسك الولد دا
الولد راح هو وكام طفل معاه ووقفوا قدام حسام وقالوا:
- انت يا حرامي يا شرير ابعد عن هنا
= نعم؟! روح العب بعيد يا حبيبي انت وهو
~ احنا مش هنسمحلك تخوف ماما أمل أبدا
أنا: يخربيت الغباء والبراءة اهو عرف اسمي🙂🤦🏻♀️
حسام: ماما أمل إيه بس ؟! يا ابني انت بتتكلم عن مين مش فاهم حاجه
أنا: اوعى تشاور عليا اوعى تشاور عليا
الولد الصغير: ماما أمل اللي هناك دي حبيبتنا وانت مش هتقدر تعمل حاجه واحنا موجودين بنحميها
أنا: يخربيت الغباء يخربيت الغباء الولد شاور عليا واهو حسام شافني يادي الاحراج
(هو شافني وجه ناحيتي والاولاد الصغيرين جايين يجرو وراه ويضربوا فيه بس هما اطفال وضربهم مش مأثر وهو جي وباصص نحيتي ومش مدي اي اهتمام للأولاد الصغيرين اللي بيخبطوا فيه، ووقف قدامي وقال : ...)
البارت التاسع
جه قدامي وقال :
= انتي بتعملي ايه هنا ومين الأطفال دي .. أنا ماكنتش متصور إني اشوفك بالوضع دا، وليه ماقلتيش إنك محتاجه أنا ماكنتش هتأخر أنا قلبي اتقطع بجد لما شفتك كدا!
(أنا انفعلت بصراحه لما هو قال كدا ووقفت بسرعه و أنا ملامح وشي قلبت من الإحراج للغضب عشان أنا مش بحب حد يشفق عليا)
_ أولا بقا أنا مش محتاجه حاجه يا أستاذ ويا ريت تتفضل تمشي دلوقتي عشان مش عايزة اسببلك مشاكل تندم بسببها!! وانا عايشه هنا بمزاجي والأطفال دي بيحبوا ييجوا يسمعوا قصصي وأنا الحمد لله معايا فلوس ومش محتاجه حاجه من حد فلو سمحت اتفضل امشي بالذوق وما تدخلش في شؤوني الخاصه وإلا هتندم ...
= انتي ليه كرهاني بالطريقه دي وليه بتكلميني كدا كأني قتلتلك قتيل ولا حاجه، على فكرة أنا بجد عايز اساعدك ولو بحاجه بسيطه انتي ليه بتعامليني كدا، هو أنا عملتلك حاجه وحشه؟! وبعدين هتعملي ايه يعني؟!
_ ببساطه هصوت وألم عليك الشارع، والناس كلها هنا بتحبني ولو طلبت منهم اي حاجه هيعملوها ، وانت مين يعني أو تقربلي إيه عشان قلبك يتقطع عليا بالطريقه دي انت مالك ومالي وقلتلك مية مرة أنا مش محتاجه حاجه 😡 امشي من هنا!
= طيب طيب طيب هدي اعصابك أنا ماشي والله ومش هرجع هنا تاني انا غلطان اصلا بس يا ريت تحاولي تتكلمي بطريقة حلوة مع الناس عشان ما اعتقدش ان الناس هنا بتحبك بأسلوبك دا!
_ ببساطه أنا بتكلم كدا مع حضرتك لأني مش بتكلم مع شباب اصلا احمد ربنا اني رديت عليك من الأساس!!
= طيب يا ست الشيخه أنا ماشي سلام آه صح وبالمناسبة عرفت اسمك خلاص .... يا ماما أمل 😂
_ طيب تمام ألف مبروك اتفضل بقا من هنا لو سمحت
= أنا ماشي اهو سلام ولو كلمتك تاني بنص كلمه ابقي حاسبيني يا أمل عشان أنا مش هاجي المنطقة دي تاني وآسف لو ازعجتك في أي حاجه ومع السلامه يا أمل
(قبل ما يمشي، في ولد مسك ايدو وعضه)
= آآآه سيب ايدي يخربيتك يا ابن ال.. أنا مش هعملها حاجه أنا ماشي اهو والله
أنا في نفسي : احسن تستاهل
هو = ايه دا انتي ازاي مستحمله الشياطين الصغيرين دول ؟!
(أنا مارديتش عليه وبصيت بعيد عنه)
= آه طيب خلاص انا نسيت مش بتكلمي شباب طيب مش هتكلم معاكي تاني تمام مع السلامه …
(بعد ما مشي انا كملت الحدوته للأولاد وفهمتهم أنهم المفروض ما يتكلموش مع الغرباء أو الناس اللي مانعرفهاش ولازم نحرص على نفسنا كويس اوي...وبعد كدا الولاد ودعوني وروحو لبيوتهم)
بعد ما الاطفال مشوا أنا قعدت افكر كتييير ويخربيت تفكيري بصراحه دماغي بتصدع عشان بقعد اكلم نفسي كتير ...
_ دا كان بيهددني وبيقولي "هتقدري تعمليلي ايه يعني" وانا قلتله "هصوت وألم الناس" دا اللي هتعرفي تعمليه يا امل؟! هو دا كل اللي تقدري عليه لو حد عملك حاجه أو قرب منك؟! لا لا لا لازم اتعلم فنون الدفاع عن النفس عشان اقدر احصن نفسي ، طبعا ربنا حارصني وهو اللي بيلهمني، سبحان الله العظيم ...
أنا بعد ما فكرت مسكت المذاكرة وقعدت أذاكر لحد ما نمت بدري عشان اروح المدرسة بكرة مع إن ماحدش بيروح عشان تالته ثانوي وكدا، وبيروحوا دروس خاصه بس انا بروح المدرسة استفاد من المدرسين ببلاش عشان مش معايا فلوس اروح دروس خصوصية، وعشان بردو بحب اقرأ في مكتبة المدرسة، وأنا بقلب في كتب المكتبة لقيت كتاب عن الدفاع عن النفس زي الكاراتيه كدا، خدت الكتاب واستعرته عشان اقرأه في البيت(تحت السلم يعني🙂💔) وبالفعل كنت بقرأ وبتعلم منه حركات كتير للدفاع عن النفس وفي نفس الوقت كنت بذاكر دروسي بانتظام وماكنتش مأثرة في المذاكرة، وكنت بشتري بسكوته كدا أو نيتايه بفلوس الخياطه وكنت باكلها قبل ما انام عشان تسد جوعي واعرف انام، رحت المدرسه تاني يوم الصبح ورجعت لقيت في فلوس تحت حجر تحت السلم اللي بنام تحته؟!
أنا في نفسي: اممم باين أوي أن في حد حط الفلوس دي مش وقعت صدفه من حد لأنها محطوته بالايد دا واضح اوي ...
بصيت حواليا مالقيتش حد!
أنا في نفسي: اكيد حد من الناس اللي في الشارع اللي أنا رفضت مساعدتهم حطها عشان أنا آخدها !!.... زي بعضوا هاخدها! لما اشوف آخرتها ايه أنا اصلا مش محتاجه حد يشفق عليا أنا مش بحب كدا! مش عارفه ليه الناس مش راضية تفهم كدا!؟...
خدتها ورحت حطيتها في الجامع عشان تبقا صدقه جاريه، جيت تاني يوم بعد ما رجعت من المدرسة لقيت فلوس تاني بردو في نفس المكان فخدتها وحطيتها في الجامع وكل يوم كدا ارجع من المدرسة الاقي فلوس آخدها احطها في الجامع، عدت الايام والأسابيع والشهور وجه اليوم المنتظر ، اليوم اللي كنت منتظراه من اولى ابتدائي اخيرا امتحانات تالته ثانوي يعني تحديد مصير، الحلم خلاص مش بعيد، لازم أشد حيلي وادوس جامد الفترة دي ..
قعدت اذاكر ليل ونهار لحد ما خلاص الامتحان بكره وانا الحمد لله مظبطه المنهج وكله تمام عندي ..
رحت الامتحان اول يوم والحمد لله كان سهل جدا وتاني يوم وتالت يوم وكله سهل الحمد لله وجيت رابع يوم وبحل في الامتحان عادي كان سهل بردو وفجأة قبل ما اخلص الاجابات بتاعتي حسيت بدوخه وعنيا زغللت والورقه بتتهز قدامي! طلبت من المراقب اني انزل اغسل وشي عشان افوق لكن المراقب رفض اني انزل! بحاول افوق نفسي وبحاول اركز لكن مافيش تركيز الدنيا فجأة لفت بيا وبقا لونها أسود وهب اغمي عليا في نص الامتحان والطلبة اتزغفوا عليا لكن المراقب قال:
= سيبوها سيبوها دي بتمثل دي اكيد صاحيه وعاملة نفسها مغمى عليها اول مالقت الامتحان صعب، اصل أكيد يعني دا مش منظر واحدة هتحل حاجه صح في الامتحان دي تلاقيها آخرها تجر الجاموسه، شويه كدا وهتلاقوها صحت لوحدها تكمل الامتحان أن عرفت فيه حاجه اصلا😂
(والفصل كله قعد يضحك)
= باااااس خلاص هدوء يا جماعه في ايه دا إمتحان!
وأنا لا كنت حاسة بحاجه ولا سامعه حاجه ولا شايفه حاجه ولا كنت هنا أصلا وحاطه راسي على التخته (طربيزة زي المكتب كدا) وايدي فوق التخته ماسكه قلم وايدي التانيه واقعه ومدلدله وماحدش سأل فيا خالص لحد ما خلاص باقي حوالي نص ساعه والوقت يخلص وانا مش حالة غير نص الامتحان بس، شوية ورئيس اللجنه يعدي ويدخل لجنتي ويشوفني فبيسأل المراقب ويقوله:
~ مالها البنت اللي هناك دي حاطه راسها على التخته وساكته كدا ليه؟!
= مش عارف والله يا فندم بس من بدري أوي لقيناها رمت راسها على التخته وسابته من ساعتها
~ وانت ازاي ساكت على الموضوع دا كنتوا حاولتوا تفوقوها باين مغمى عليها
= لا لا احنا كدا هنشتت باقي الطلبه هي اكيد هتفوق بنفسها اكيد صاحيه
~ اكيد ازاي انت بتتكلم ازاي (وجه رئيس اللجنه وحاول يفوقني) يا بنتي يا بنتي فوقي الوقت هيخلص ، يا جماعه حد معاه ميه نفوق بيها البنت دي
وجابوا ميه عشان يفوقوني وبردو مافيش فايدة، رئيس اللجنه بص للمراقب بغضب وقال:
~ البنت دي لو حصلها حاجه يبقا بسببك وهيتعمل فيك بلاغ يا أستاذ!
= ارجوك اسمعني بس انتوا لازم تجيبوا دكتور يشوفها وهتتأكد أنها بخير والله الموقف دا حصل معايا قبل كدا في لجنه وفي بنت عملت نفسها مغمى عليها زي دي بالظبط عشان يحلولها الامتحان وفي الآخر صحت وكانت زي الفل وعرفنا أنها كانت بتمثل
~ هاتوا الدكتور بسرعة
(الدكتور جه وكشف عليا في اللجنه وقال :..)
- البنت حالتها صعبة جدا عندها هبوط حاد وجسمها متلج زي التلج والدم مش واصل للمخ ونبضات قلبها ضعيفة جدا .... لازم ننقلها بسرعه للمستشفى وفي اسرع وقت! أنتوا إزاي اتأخرتوا عليها دي مغمي عليها من وقت طويل ولو ما لحقنهاش ممكن تخش في غيبوبة وحياتها هتبقا في خطر!
~ طب والامتحان!
- امتحان ايه بس يا استاذ بقولك البنت ممكن تموت في أي لحظه!!!
~ طيب اتصرف يا دكتور بسرعه ...
(نقلوني المستشفى وعلقولي محاليل وعملولي تحاليل وكان عندي فقر حاد في الدم وضعف في عضلة القلب، لكن مع المضادات الحيوية والمحاليل يا دوبك بدأت افوق واول مافقت قلت : ..
_ الوقت هيخلص لازم احل بسرعه فين الامتحان؟! أنا فين ؟! وحصل إيه ؟!
= اهدي اهدي بس انتي في المستشفى وبقيتي احسن دلوقتي بس لازم ترتاحي وما تتكلميش كتير وتاكلي كويس عشان تتغذي لأن عندك نقص غذا وبالنسبة للامتحان انتي هيتعملك لجنه خاصه وهتمتحني هنا في المستشفى تحت إشراف طبي وهتكملي امتحان النهاردة عادي وهيبقا في مراقبين وكل حاجه زي اللجنه العاديه ...
( أنا كملت مدة الامتحان كلها في المستشفى بمتحن وانا في المستشفى وبتعالج في المستشفى وباكل بردو كل يوم في المستشفى، وتقريباً المراقب اللي سابني في اللجنه مغمى عليا اتعمله محضر إهمال في حق الطالب واتحاكم وأخيرا الامتحانات خلصت بس انا لسة في المستشفى قعدت وقت طويل هناك على نفقة المدرسة طبعا واتعرفت على كل الممرضات والناس هناك كانت لطيفة جدا وحبوني أوي وكنا بنقعد نتكلم كتير أنا والممرضات عشان كانوا بيحبوا كلامي مش عارفه ليه بس انا حبيتهم بردو وبصراحه كانت أوقات جميله جدا غير تحت السلم طبعاً، وفي يوم اعلان النتيجه "نتيجة تالته ثانوي" أنا كنت قاعدة على سرير المستشفى وبتفرج على الوزير وهو بيقول اسامي أوائل الجمهورية واتصدمت لما نده المركز الأول ..... أمل ، نده اسمي أنا المركز الأول مش معقول انا جبت مركز أول على الجمهورية .... واااااو الحمد لله يا رب أنا مش مصدقااااااااه
( وبعدين قعدت اطنطت على السرير واصرخ من الفرح لحد ما وقعت على الأرض من الفرحه وقعدت اضحك جاااامد أوي وسجدت شكر لربنا على كل حاجه لان ربنا ماخزلنيش ونصرني على كل الناس اللي كانت بتكرهني واللي كانت بتتريق عليا واللي كانوا شايفيني فاشلة ... هاااا انتصرت الحمد لله هاااااااااااااااي بعلو صوتي من الفرح )
الممرضه جات لقتني واقعه على الأرض وجرت بسرعه عليا وقالت:
= اسم الله عليكي ايه اللي وقعك بس قومي تعالي أنا هقومك
أنا مسكتها وحضنتها وبستها ووقفت زي القردة وقلتلها وانا بصرخ:
_ أناااااااا فرحااااانه أنا جبت مركز أول على الجمهورية أنا مش مستوعبة الموضوع بجد تحفة الحمد لله الحمد لله الحمد لله يا رب
= ربنا يفرحك كمان وكمان يا أمل انتي تستاهلي كل الخير والله، انتي شكلك خلاص خفيتي
_ أنا في احسن حااااااال
بعدها بشوية التصوير كانوا عايزين يعملوا معايا لقاء على الهوا!! أنا بقيت مشهورة والناس كلها مش بتتكلم غير عليا "بنت السلم بقت معجزة" وبقيت حديث الناس كلهم متفاجئين جدا والناس كانت مستنية لحظة ظهوري على التلفزيون !
البرنامج بدأ وأنا كنت متحمسة جدا ، متوترة شوية لكن هموت من الفرحه والمذيع بدأ الحلقة وأنا معاه على الهوا مش مصدقه أنا على التلفزيون ياااااه أنا نسيت كل سنين التعب اللي عشتها بسبب اللحظه السعيدة دي .... المذيع بدأ في الكلام وانا بسمع
= أهلا بيكم اعزائي المشاهدين في حلقة جديدة من برنامجكم المفضل الشخص المعجزة ومعانا النهاردة شخصية جميلة جداً ومحبوبة من كل الناس ملامحها بريئة وجميلة بنت بسيطه قست الحياة عليها لكنها كانت اقسى من الحياة واتحدت كل الصعب عشان توصل للقمه، البنت دي معجزة حقيقية جابت مركز أول على مستوى الجمهورية رغم كل حاجه صعبة قابلتها في حياتها و هنستمتع النهاردة بالحوار معها ...
(أنا كنت بكلم نفسي وبقول: يعني ماجيتوش تسألوا عليا غير دلوقتي لما عملت حاجه عظيمه لكن لما كنت نايمه في الشارع ومتعذبة ما حدش سأل عليا ليه ما سألتوش عليا، أنا ماكنتش هقبل أي مساعدة لكن مستغربة من اهتمامكم بالشخص لما يكون عظيم لكن طول ماهو ماعملش حاجه عظيمه في حياته يبقا خلاص مش هتبصوله ولا حتى من الناحية الانسانيه والدينيه اكيد تي......
= يا أمل ؟! يا دكتورة امل سرحانه في ايه احنا هنا على الهوا ما جاوبتيش على سؤالي
_ أنا اسفه جدا مش مركزة اتفضل حضرتك اطرح سؤالك
= كنت بقول ممكن تحكيلنا نبذة عن حياتك؟!
_ نبذة؟!... عن حياتي؟!...( عنيا رغرغت بالدموع ) مختصر حياتي في كلمتين قسوة وأمل لأني عانيت من قساوة بعض الناس وعانيت من قساوة الحياه ولكن كان عندي أمل دائم في التقدم وكان عندي امل في عدم الاستسلام كان عندي أمل في ربنا وكنت دائما بتفائل بالخير وطبعا حصلت معايا مواقف كتييير أغلبها حزين والآخر سعيد وعشت كل انواع القصص الدراميه والمأساوية التعيسه والمضحكه والمبكيه والمرعبة والصعبة والمحرجه وواجهت كل المواقف وفي كل موقف كنت بخترع حل..
(أنا كنت بتكلم بطلاقة وكان كل الناس شايفاني وكل اللي قابلتهم في حياتي كانوا موجودين بيتفرجوا عليا على التلفزيون وكل الناس اللي كانت بتحاول تبعد عني دلوقتي بيتقربوا مني بكل الطرق والكل عايز يصاحبني والكل عايز يبقا صديقي سبحان الله ماكانش في حد عايز يصاحب متشردة ولا حتى عشان يجبر بخاطري)
المذيع كمل أسئلة وقال:
= مين أكتر حد هيفرح بنجاحك يا أمل
(أنا مسكت دموعي بالعافية وبعدين قلت بصوت باين عليه البكاء : ...)
_ ماما وبابا ومحمد وخديجة اخواتي لو كا...كا..كانوا موجودين كانوا..كانوا فرحوا اوي بيا وكنا..كنا هنبقا مبسوطين مع بعض بس...بس...الله يرحمهم ويغفر لهم ويجمعني بيهم في الجنه يا رب ...
وحطيت ايدي على وشي عشان ماحدش يشوف دموعي اللي خزلتني و تسللت من بين جفوني على غفلة مني
المذيع سألني :
=هتختاري تخشي أي جامعه؟
_ هدخل جامعة القاهرة أن شاء الله بس هحاول أجتهد على قد ما أقدر واشتغل كتير عشان اقدر اكفي مصاريف الجامعه
= أقولك على مفاجأة يا أمل
_ اتفضل؟؟!!!!
= انتي مش محتاجه فلوس عشان مصاريف الجامعه
_ افندم؟!
= قصدي إن الوزارة هتتكفل بيكي وبكل احتياجاتك انتي والعشرة الأوائل على مستوى الجمهورية ولأنك مركز أول هيتوفرلك سكن في الجامعه ببلاش وأكل وشربك وكل حاجه على الوزارة وهتتوفر ليكي انتي يا أمل
(أنا منزهلة وفاتحه عيوني في زهول وفرح مش عارفه اوصفه)
= هتدخلي كلية ايه بقا
_ طب ... أن شاء الله طب
= يعني لازم نقولك يا دكتورة أمل
بعدها اتسألت أكتر من سؤال وكانت الحلقة كويسة جدا والنص ساعة عدت وبعد ما اللقاء التلفزيوني خلص قبضت مبلغ كويس على الحلقة .... مش معقول انا أحوالي بتتحسن بشكل رهيب أنا مش مصدقه نفسي ....
أول حاجه عملتها بالفلوس بتاع الحلقة اني رحت اشتريت كام طقم جديد للجامعه عشان مش هينفع اروح بهدوم مقطعه وقديمه بالشكل دا !
عدت أيام الإجازة بسرعه وأول يوم ليا في الجامعه