نوفيلا "مُتيمٌ_بكِ_مُشرقتي"
الفصل الثاني عشر 💙
شروق اشرف
معشُوقتي الچميلة , أُبصركِ فَيهفو قلبي إِثْر اِبْتسَامَتكِ الساحرة و نظرات
عيناكِ القاتلة تلك , كم أعشق تَوَرُّدُ خَدِّاكِ بِلَوْنِ الوَرْدِ كلما أطلتُ النظر
داخل عينيكِ ,كم تمنيتُ ألا يُبصركِ غيري من بني البشر , تمنيتُ
لو أَسْرٌكِ بين أَضْلُعي بجوار قلبي لَعَلَّكِ تُنصتي لِضرباتهُ السريعة
چراء قُربكِ , أغارُ عليكِ من كل ما يَقرَبُكِ غيري , أغارُ تلك الفُرشاة التى
تُمشطي بها خُصلاتكِ , أغارُ ذلك الرمش الساقط قُرب عيناكِ , أغارُ تشبثُكِ
بيد غيري حتى لو كان أباكِ , أغارُ حتي من دموعَكِ تلك التى تستقرُ
أعلي وچنتاكِ , لذا فلتعذُري غيرتي عليك معشوقتي فمهما حاولت لا أستطيُع إلا أن أغار عليكِ🖤💙
💙...........................🖤
توقف التاكسي أمام البناية ثم هبطت كلاً منهما و توجهت رحاب
لتسحب حقيبتها لجوارها ثم تطلعت للبناية مردده : امممم حلوة المنطقة
هنا احسن من العمارة القديمة
تمارا : طيب يلا يا أختي هتلاقي ماما بتحضر الاكل و مستنينا و يوسف
تلاقيه تعب شروق و مني هنجيبه الاول من عندهم
توجهت تمارا بإتجاه شقة الجدة زينب و طرقت الباب عدة مرات ولكن ما
من مُجيب فأستدارت لرحاب هاتفه في مرح : تفتكرى الواد يوسف قتلهم
ردت الآخري بمرح مماثل : مش تربيتك مش هستغرب ابداً انه عملها
نكزتها تمارا بقوه ثم كررت المحاولة مجدداً فسمعت صوت باب شقتهم
يُفتح فألتفت كلاً منهما ليجدوا الجدة زينب تطلع لهم مردده : هو انتى يا تمارا اللى كنتى بتخبطى انا قولت ده البنات
توجهت لها تمارا مقبلة وجنتها : لا يا زوزو يا قمر ده انا كنت جايه اخد
يوسف بس الظاهر إنكم غيرتوا الأماكن ، و بعدين البنات هيخبطوا ليه هما مش معاكى جوا
تطلعت لها الجدة مُردفة : لا يا حبيبتى دول خرجوا ، في واحد صاحبة
شروق كلمتها و بيقولوا ان نفسيتها تعبانه و محتاجهم تتكلم
معاهم يعنى فأستذنوا منى يروحوا و يوسف أصر يخرج معاهم
و شروق أخدته ، و انا جيت أقعد مع مامتك بدل قعدتي لوحدى
رحاب بمرح : يعنى البت يا عينى نفسيتها تعبانه ياخدولها يوسف و الله صعبت عليا
تطلعت لها تمارا بغيظ : مين ده يا بت ده چو ده حتة سُكرة ......
اه يا تيته نسيت أعرفك دى رحاب بنت خالتى كانت في إيطاليا و جاية اجازة ....
. ثم إحتضنت الجدة زوزو قائله : و دى بقا تيته زوزو القمر اللى بحكيلك عنها ديماً
تطلعت لها الجدة مبتسمة مُردفة : حمد الله علي السلامه يا بنتى
نورتي مصر و عمارتنا المتواضعة
بادلتها رحاب البسمة مُرددة : الله يا يسلمك يا تيته , العمارة منورة بيكِ و بأهلها
أردفت الجدة و هى تتجه لشقتها : طيب اتفضلوا يا ولاد اكيد بنت
خالتك جايه من السفر تعبانه يا تمارا
ردت تمارا متسائله : علي فين يا زوزو
الجدة : هروح اكلم شروق أشوفهم اتاخروا ليه كدا
تمارا : تمام
دلفت الجدة لشقتها و كذلك تمارا و رحاب بعدما صاحت تنادي علي والدتها لتُعلمها بوصولهم
....................
في المشفي
خرج الطبيب من الغرفة فأسرعت مريم له مردده : طمني يا دكتور
الدكتور بعمليه : هو فقد كمية دم كبيرة بالاضافة انى مش قادر اعرف
هو ازاى استحمل ألم الرصاصة اللى في كتفه و سكت كدا و ازاى
محدش فيكم لاحظ ده بس الحمد لله احنا عملنا اللازم و عوضنا الدم اللى أتفقد و هو تحت تأثير البنج حالياً
مريم بدموع و ألم : طيب أقدر أدخل أشوفه
الطبيب بثبات : ايوه ممكن بس ياريت بلاش إنفعالات عشان الجرح , هو هيتنقل أوضة عادية و تقدروا تشوفوه
سليم بإمتنان : تمام يا دكتور تسلم
دلف كلاً من سليم و مريم للغرفة التى نُقل لها خالد فوجدوه مُستلقي
غلي الفراش غائب عن الوعي , تقدمت مريم بإتجاهه و تطلعت له بدموع مُسترسله
: إستحمل وجع الرصاصة و ما اتكلمش كان بيخبي وجعه عشان
ميحسسناش بيه و واقف علي رجله مستني تميم على الرغم انه مكنش مُجبر علي كل ده
أردف سليم بوجع علي حال شقيقه و صديق عمره : تميم و خالد من
صغرهم و هما قريبين من بعض اوى حتى انا يمكن مكنتش قريب
من تميم زى قرب خالد منه , انا اه بحس بتميم و بوجعه بس مكنتش
بقدر أخفف عنه زى خالد , خالد ديماً كان اللى بيقدر يهديه و يغير حاله
من حزن لفرح , خالد مش مجرد صاحب لتميم لا ده ببعتبره اخ له
و ديماً أسرارهم مع بعض , تعرفي ان و احنا صغيرين كتير كنت
بغير علي تميم من خالد و كنت احياناً بعامل خالد بقلة زوق و اضربه
و اقوله انت عايز تخطف اخويا منى ده اخويا انا لوحدى , الرابط اللى
بين خالد و تميم قوى و محدش يقدر يكسره مهما عمل , تعرفي يوم
ما خالد جه و أتقدملك تميم فرح جداً و خالد كان خايف ان بابا يرفض
عشان كنتى لسه صغيره بس تميم قاله انا هقف معاكى انت و هأثر
علي بابا و بالفعل ده اللى حصل
تنهدت هى بتعب قائله : ربنا يقومهم بالسلامه يارب , روح انت يا سليم
خليك جنب بابا و ماما و انا هفضل جنبه مينفعش نسيبه كدا و لو حصل جديد طمني
ربت خالد علي كتفها مُردفاً : تمام يا حبيبتى انا هطمن عليهم و لو خالد فاق رني عليا اجيلك
أومئت برأسها فغادر هو الغرفة مُتجهاً لغرفة العناية حيث شقيقه بينما
سحبت هى مقعد لجوار السرير و جلست تطلع له قائله : كنت عايز
توجع قلبي عليك يا خالد مش كفاية تميم , قوم يا خالد و اقف علي رجلك احنا محتاجينلك جنبنا و تميم محتاجك
قالت ذلك و انسابت دموعها علي وجنتها و لم تعد لديها القدرة علي إيقافها
" البقاء لله يا جماعة احنا حاولنا بس للأسف الحالة كانت صعبة "
كانت تلك الجملة تردد في عقله الذى لم يُعد يحتمل ما يحدث معهم ,
هو ليس صديق فقط هو شقيقه , فربما لم يرزقه الله بشقيق ليكون تميم
هو سنده و شقيقه , لكم عاني معه في فترة فقدانه لأبويه , كان دائماً
السند و الدعم و القوة التى تحثه علي التقدم و تحقيق احلامه ,
كان مخبأ أسراره الذى لا يفيض بها الا معه , منذ وفاة والديه و هو
يدعمه كأب يُساند ولده فلم يشعر حينها باليُتم , و حينما أراد التقدم
لخطبة شقيقته وقف بجانبه و سانده و أقنع والده ............ كان يرى
كل المواقف التى جمعتهم أمامه كشريط سينمائي يُعرض , لم يستطع
عقله التحمل كل تلك الذكريات فأخذ يهزي بإسمه منادياً عليه :
تميم لا يا صاحبي انا مليش غيرك في الدنيا دى هتسيبنى لوحدى
و تروح لهم طب خدني معاك
تناهي لمسامعها هزيانه بإسم تميم بهذا الشكل فأسرعت تضغط
علي الزر لإستدعاء الطبيب و هى تحاول ان تجعله يفيق من تلك الكاوبيس التى يراها
دلف الطبيب من الغرفة و أسرع بفحصه بينما ابتعدت هى لتسقط علي
المقعد باكيه , بدأ هو في الإفاقة و هو ما زال يهزي فحاولت هى طمأنته : خالد اهدي تميم بخير
خالد بدون وعي و هزيان : لا تميم مات انتى بتكذبي عليا انا سمعت الدكتور
أدمعت هى مردفة : بعيد الشر عليه لا هو كويس صدقنى انت اصلاً وقعت قبل ما الدكتور يتكلم ولا يقول حاجة
بدأ الهدوء يتسرب لنفسه تدريجياً فنظر إليها مستعطفاً : يعنى تميم كويس طب انا عايز اشوفه
و أسرع يُلقي المحلول المُعلق بيده بعيداً و حاول الوقوف
من الفراش فمنعه الطبيب : لو سمحت يا خالد باشا انت محتاج راحه و مينفعش اللى انت بتعمله ده
تطلع له خالد بغضب و شياطين غضبه قد أعمته عن الواقع : هى كلمة واحده هروح لتميم يعنى هروح و اللى عندك اعمله
أردفت مريم هذه المره : خلاص يا دكتور هو مش هيهدي الا اما يشوفه بعنيه انا هوصله يشوفه و يرجع تانى مش كدا يا خالد
نظر لها نظره قاتله و لم يعيرها إهتمام و أسرع للخروج و بمجرد
وقوفه علي قدمه أصابه دوار فكاد السقوط و لكن تحامل علي نفسه و ضغط بيده علي جرحه الذى أشتد ألمه عليه
و تابع سيره ، تتبعته مريم و هى تخبره علي مكان وجود تميم
.................
كانت شروق تجلس علي أحد المقاعد أمام غرفة العناية و بإحضانها
يوسف الذي غفي و بجانبها تجلس مني التى تربت علي يديها محاولة تهدئتها
: خلاص يا شروق اهدي يا حبيبتى عشان متتعبيش انتى كمان و بعدين
هو ان شاء الله هيقوم بالسلامه تميم قوي صدقيني و هيعدي المرحلة دى
شروق بدموع و وجع : مش قادرة يا مني قلبي بيوجعنى قوى حاسه ان روحي بتنسحب منى
أمسكت مني يداها و حاولت إخراجها من تلك الحاله فهى تعرف حساسيتها
و الرهبة التى تُصيبها عند تأذى عزيز عليها : غمضي عينك و خدي نفس
براحه و طلعيه يا حبيبتى و اهدي كدا
إتبعت شروق تعليماتها دون جدال بينما تابعت مني ببعض من المرح
لتخفف عنها و عن نفسها أيضاً فهى قلقه جداً عليه : و بعدين تعالي
هنا يا بت انتى هو المفروض مين اللى تهدي مين , و بعدين اللي اعرفه
ان الحاله دى بتجيلك لما حد بتحبيه يحصله حاجة ها بتحبييييه و حطى تحت الكلمه دى الف خط
توترت شروق و إرتكبت و هى تحاول التبرير قائله : لا هو يعنى اصل
تميم قَصدى بشمهندس تميم اخو مريم يعنى و ااا انتى عايزه ايه يا مني هو ده وقته غورى من جنبي
ضحكت مني علي توترها و ارتباكها الذي اكد لها انها تحمل مشاعر تجاه
تميم و فرحت انها استطاعت أشغالها بشئ و ابعاد القلق عنها
، ثواني و سمعت شروق صوت الهاتف يرن فاطلعت لشاشته و قد أدركت
ان الوقت داهمها و لم تشعر فأسرعت تجيب علي جدتها لتسرد لها ما حدث معهم
بينما هناك امام الحاجز الزجاجي المُطل علي غرفة العناية كانت تقف
شمس تطالع ولدها الغالى و دموعها لا تتوقف عن السقوط فنهرها
زوجها قائلًا : مينفعش اللى انتى بتعمليه ده يا شمس , تميم قوي و هيقوم و هيتعدي المرحلة دى
شمس بصوت ضعيف من أثر البكاء : بس الدكتور قال ان ال٢٤
ساعه دول حياته في خطر و ممكن بعيد الشر يحصله حاجة
تنهد أحمد علي تفكير زوجته : يا حبيبتى حرام عليكى اللى بتقوليه ده اتفائلى
خير و بعدين بدل البكى ده روحى صلي و ادعيله هو محتاج دعواتك اكتر من دموعك اللى مش هتعمله حاجة
تطلعت لزوجها و قد وافقته الرأى فهو لديه الحق الكامل في كل ما
قاله فإبنها الحبيب بحاجة لدعوتها لذا توجهت مع زوجها لتبحث
عن مسجد للنساء فتصلي فرضها و تدعى الله ليشفي ولدها الحبيب و يمنحها الصبر و القوة
كان سليم يُجري إتصال هاتفي عندما رأى خالد في بداية الممر يحاول
السير بصعوبة و بجانبه شقيقته تنظر له في تعب من عناده , أسرع سليم
بإنهاء المكالمة و وصل لخالد ثم أسنده معاتباً إياه : انت ازاى يا بنى
ادم انت تقوم من سريرك و انت في الحاله دى مش كفاية انك سايب الرصاصة في إيدك و جاى واقف عادى
ردت مريم مقاطعه : انا حاولت و الله يا سليم و الدكتور حاول معاه بس ده مفيش علي لسانه غير تميم
رد خالد موجهاً نظره لسليم : فين تميم يا سليم عايز اشوفه
اردف سليم قائلًا : مفيش فايده ابداً , اسند عليا عشان تقدر تمشي
وصلوا للعنايه فأسرع خالد للنافذة الزجاجية و هو يكبت دموعه علي
حال صديقه التى تحيط به الأسلاك و الاجهزه : طمني يا سليم الدكتور قال ايه
سليم بتنهيدة مُرهقة : الدكتور قال ان ال٢٤ ساعه دول مهمين جداً عشان حالته و لازم يعدوا من غير مضاعفات و إلا للأسف ممكن
قاطعه خالد بحده : مفيش للأسف تميم هيصحى و هيقف علي رجله
و يبقى أقوى من الاول هو بس بيشوف غلاوته عندنا , تميم قوى و هيقوم عشاننا مش هيسيبنا و يمشي
إشتد الالم عليه بسبب إنفعاله فوضع يديه يتلمس جرحه فشعر بملمس
الدماء في يديه و شعر بالأرض تدور به حاول ان يظل علي ثباته
ولا يظهر ضعفه و لكن سليم كان قد شعر به فحاول الا يظهر ذلك
امام شقيقته ف أردف لها : مريم شوفي مني كانت عايزاكى و انا واقف مع خالد اهوه
أومئت برأسها متجه لهم بينما هو نظر له بعتاب قائلًا : ينفع اللى انت
بتعمله ده يا خالد اتفضل قدامى نروح للدكتور يشوف جرحك اللى فتح ده
حاول هو الاعتراض : لا انا هستنى هنا عشان تميم اااا
اعترض سليم بنبرة لا تقبل النقاش : انت هتقعد هنا تعمل ايه و بعدين
انت عايز تميم يصحى يلاقيك بالشكل ده عاوزه يزعل منك و
يعاتبك علي اهمالك في نفسك , تميم لما يصحى لازم تكون جنبه
و انت في صحتك عشان تسنده و تقويه لكن بشكلك ده انت كدا هتضعفه اكتر
لم يجد رداً مناسباً لكلامه فهو علي حق في كل كلمه لذا إتجه معه لغرفة الكشف و هو يتحامل علي آلالامه
بينما عند شروق و مني
إنتهت شروق من مهاتفة جدتها ثم نظرت لمني قائله انا لازم امشي
عشان تيته بس هاجى بكرا من بدرى و انتى يا مني اتصلي عليا طمنيني
بالله عليكى مش هستحمل اقعد بعيد و انا مش عارفه عنه حاجة
ربتت مني علي كفها بحنو : متخافيش يا حبيبتى هطمنك عليه كل
شوية و زى ما قولتلك تميم قوي و هيقوم منها و بكرا تقولي مني قالت ده اخويا و حفظاه
إبتسمت هى في وهن و وجهت نظرها لمريم القادمة بإتجاههم : انت ماشيه يا شروق
ردت شروق و هى تخفي دموعها : ايوه يا مريم تيته اتصلت و بعدين
يوسف نام و اكيد تمارا قلقانه عليه
تنهدت مريم بتعب قائله بأسف : انا متأسفة علي اللى حصل انهارده
تعبتك معانا و انتى ملكيش ذنب
أردفت شروق مسرعه غير واعيه لكلماتها : انتى بتقولي ايه مريم مكنش ينفع اعرف ان تميم حصله حاجة و اسيبه و اا
أدركت الخطأ التى وقعت فيها لتسرعها كالعادة و حاولت تدراك
الموقف و لكن كانت مريم قد فتحت عيناها علي وسعها في صدمة مردده : ت تتميم
شروق بإرتباك : انا لازم امشي و تيته مستنيانى
حاولت إيقاظ يوسف النائم و لكن لم يستيقظ ردت مريم قائله : ثوانى انتى هتمشي ازاى اصلاً لوحدك
شروق بعدما نظرت لها : هطلب تاكسي
مريم : لا طبعاً استنى هقول لسليم يوصلك
شروق بنفي : لا يا بنتى مينفعش يوصلنى و اركب معاه لوحدى
و بعدين هو اكيد مرهق من اللى حصل انهارده سيبيه متشغليهوش
مريم مُعترضه : بس انتى يا متخلفه مستحيل اسيبك تمشي الوقتى
لوحدك و بعدين مني هتيجى معاكم و تبقى ترجع تانى مع سليم
حاولت شروق الاعتراض فقاطعتها مني هذه المره : خلاص يا شروق
بقا مريم معاها حق الوقت أتأخر و انا مش هأمن انك تروحى لوحدك انتى
و يوسف و انا هركب معاكى و ابقى ارجع مع سليم زى مريم ما قالت
هاتفت مريم سليم عندما لاحظت إختفائه فأجابها مبرراً انه ذهب مع
خالد لغرفته حتى يستريح و ثوانى و سيعود لها
بالفعل مرت ثوان معدودة حتى حضر سليم بعدما أصر هو الاخر علي توصيلها
و حمل يوسف عنها و أسرع للسيارة يسبقهم بينما ودعت شروق مريم
و وقفت أمام الحاجز الزجاجى و هى تشعر بأنها تكاد تختنق بدموعها
الحبيسة تتمني لو يعود الزمن فتمنع ذهابه , و لكنها استغفرت ربها
و فرت هاربه من أمامه في الحال فلو ظلت لأكثر من ذلك تقسم انها
ستقتحم الغرفة محتضنه إياه باكيه في احضانه تناشده الإستيقاظ ,
أسرعت متجهه للخارج بينما تبعتها مني بحزن علي حال شقيقها الذي
يركد بداخل الغرفة مُحاطاً بالأجهزة و علي حال صديقتها الغاليه التى تشعر بخنقتها و دموعها
مرت دقائق حتى وصلوا امام البناية التى تقطن بها شروق , أصر
سليم علي الصعود معها برفقة منى حتى يحمل عنها الصغير حتى
رضخت شروق لرغبته فهى لن تسطيع حمله وحدها بالاضافة انه من
الواضح ان نوم يوسف ثقيل و لا يستيقظ بسهوله
صعدوا الدرج متجهين للطابق الذى تسكن فيه شروق و تمارا , اتجهوا أولاً
لشقة تمارا حتى تستلم الصغير طرقت شروق الباب فخرجت تمارا و هى
تضع حجابها علي رأسها بإهمال فقد ظنت ان شروق هى القادمة وحدها ,
لذا أسرعت تهندم حجابها عند رؤيتها لسليم الذي يحمل يوسف النائم
بينما دلفت شروق تتاكد من ان الجميع يرتدي حجابه و تليها مني حتى
سمحت لسليم بالدخول بعدما وجدت جدتها بالداخل أيضاً
دلف سليم لغرفة تمارا مُسطحاً يوسف علي الفراش بعدما دلته والدتها
الحجة سعاد مُستعجبه من قدومه لهم فقد أخبرتها إبنتها بلقائهم السابق فهى لا تخفي عنها شئ
خرج سليم مُغلقاً الباب خلفه متجهاً ل مني كان سوف يغادر و لكن نظراته
تجاهه و نفورها الظاهر منه آلم قلبه بشده فأتخذ قراره بإخبارها الحقيقة
مهما كلف الامر لذا إتجه لوالدتها قائلًا : لو سمحتى يا أمي انا كنت عايز اتكلم مع تمارا في موضوع لو تسمحيلي
ألقت هى بنظرها بإتجاه إبنتها فوجدتها ترفض ذلك لذا أردفت : بص
يا ابنى انا معرفش ايه اللى حصل بينكم عشان توقفوا كل حاجة
و تنهوا الخطوبه من قبل اما تحصل بس بدل بنتى رافضه و مش حابه تتكلم في الموضوع ده فياريت تُحترم رغبتها
أدار هو بصره بإتجاهها مُردفاً : تمارا في حاجات لازم تعرفيها اسمحيلي
احكيلك اللى حصل و بعدين احكمى بعدها و انا هحترم اي قرار
تاخديه و لو طلبتى من ساعتها انك متشوفيش وشي تانى صدقيني هختفي نهائي و هريحك منى
نظرت هى بإتجاه والدتها ثم بإتجاه إبنة خالتها فوجدتها تحثها
علي الموافقة فأردفت هى : تمام انا موافقة اسمعك بس هتتكلم قدام كل الموجودين انا مش هقف معاك لوحدى حتى لو في بيتى
كلماتها كانت كالخنجر الذى يُصيب قلبه , أحقاً لم تعد تأمن علي نفسها
معه هل انعدمت الثقة بينهم لتلك الدرجة , حاول ان يعطيها الحق فما رأته ليس بالهين لذا تنهد بتعب قائلًا : تمام
إستقامت الجدة زينب في محاولة لعدم إقتحام خصوصياتهم قائله : يلا يا شروق يا بنتى احنا نروح الشقه
أردفت تمارا : تيته زينب انتى مش غريبه خليكِ
حاولت شروق الاعتراض : بس يا تمارا
قاطعها هو هذه المره قائلًا: مفيش بس يا انسه شروق معدتش فارقه خلاص هو كدا كدا هيتحكى اتفضلوا اقعدوا
جلسوا مجدداً تنهد هو بتعب و هو ينظر في الغرفة للموجودين من
والدتها و الجدة زينب و حفيدتها و ابنة خالتها و مني ..... أغمض عيناه
محاولاً التحكم في أعصابه و بدأ يسرد لهم كل ما قصهُ عليه صديقه
او من كان يعتبره في يوم صديقه , إنتهى من سرده و تطلع لوجوههم
فوجدهم متأثرين بحديثه الا هى فقد إبتسمت بإستخفاف ثم صفقت
يديها قائله ببرود : اممم براڤو لا بجد براڤو حلو السيناريو ده انت اللى كاتبه بقا ولا دافع لحد يكتبهولك
تطلع لها بصدمه فكلماتها جرحته و أدمت قلبه بينما تابعت هى : انت فاكر ان ممكن اصدق كلامك ولا اي حرف بتقوله ده كان زمان يا سليم باشا
حاول هو للمره الاخيره ان يتحدث : انا عارف انك ممكن متصدقيش بس انا ممكن أجيبه هنا قصاد اهلك و يقول علي
قاطعته هى بإبتسامه بارده : يقول ايه يقول التمثيلية اللى
انتوا رسمينها سوا ولا يقول الكدبه الجديدة اللى يا عالم المره دى ناوين
تتراهنوا عليها ب إيه عشان الساذجة الغبية تصدقك ، أظن انت قولت اللى
عندك و انا كمان قولت اللى عندى و ياريت تكون علي أد كلمتك و مش عايزه اقابلك تانى حتى لو صدفة
وقف مكانه بصدمه و عدم تصديق من حديثها , لهذه الدرجة وجوده يؤذيها و
اصبح غير مرغوب به , لهذه الدرجة لا ترى عشقه الواضح لها كوضوح الشمس
, هل اختفت الثقه بينهم تماماً , تمني لو لم يتحدث معها او يوضح لها ما
حدث فعلي الاقل لم تكن لتجرحهُ بسهامها هكذا , نظر لها نظره أخيره
أودع بها كل آلامه و جراحه منها , نظره معاتبه ,حزينه ,غير مصدقة
رمقها بها ثم وقف ليغادر و لكن قبل ذلك أردف : ما كنتش أتوقع ان اليوم
ده يجى و اسمع منك الكلام الجارح ده بس علي العموم انا اللى خلاني
اتكلم عشان مشوفش نظراتك دى ليا بس دلوقتى بتمني لو متكلمتش
ثم وجه بصره لوالدتها مردداً : شكراً انك استضفتينى في بيتك يا أمى
و سمعتينى و اسف لو في يوم سببتلكم أذي من غير قصد مني
وجه نظره اخيره لها لوحدها فوجدها تبتسم بإزدراء علي حديثه فغادر
مسرعاً بإتجاه الباب تبعته مني و لكن قبل مغادرتها إستدارات لتمارا قائله : سليم مكدبش عليكى يا تمارا عمى فعلاً في الوقت
ده كان تعبان جداً و كان محتاج عمليه كبيرة و سافر برا مع سليم
و كانوا مخبين علي خالتو و مريم لكن بابا كان عارف و كان معاه هناك
لاننا كنا في الفتره دى مستقرين هناك , يمكن انا معرفتكيش
لما قابلتك عشان مكنتش موجوده في فترة اللى حصل فيها موضوعكم
لكن سليم كان بيحكى عنك ديماً و مريم كمان , و سليم لما نزل دور
عليكى كتير بس معرفش يوصلك و ده كل اللى لازم تعرفيه مضطره
امشي عشان ألحقه
غادرت مني خلف سليم بينما نظرت لها الجميع بعتاب و أردفت شروق : يمكن انا معرفش سليم كويس بس اللى يكون اخوه بين الحياه و الموت و يقعد و يحكيلك عشان
يبررلك و يخفف عنك وجعك معتقدش انه هيكون بيكدب ولا فيه
دماغ للكدب , ده كل اللى اقدر اقوله بس انتى غلطى في حقه يا تمارا بكلامك و وجعتيه
وجهة نظرها لرحاب و لوالدتها و الجدة زوزو فوجدت نظرات المعاتبة
من الجميع فصاحت بعصبية و انفعال: وجعته مش كدا و اللى عمله
فيا ده ايه انى اشوفه مع واحده تانيه بعينى لما صاحبه او اعز
صاحب له اللى كان بيحكيلي عنه يجى و يقولى عليه كلام زى ده و يسمعني
تسجيلات لما اتخطف و كان ممكن اروح فيها و يكون هو السبب
عشان يذلني ده يبقى ايه كلكم معاه دلوقتى ما تتكلموا , انتوا ليه مش بتفكروا فيا زيه
طالعتها نظرات الحزن من الجميع بينما هى أسرعت لغرفتها تبكى
كالعادة كادت إبنة خالتها ان تذهب وراءها و لكن والدتها أمرتها قائله : سبيها يا رحاب تهدى الاول و بعدين ادخلي
أومئت برأسها في هدوء بينما أستئذنت الجدة زينب هى وحفيدتها للذهاب لشقتها بعدما ودعتهم
................
_ مرت الليله بصعوبة علي الجميع ف تمارا تبكى و تتذكر ما مر بها
تلك الليله و هى تُنفي صدق كلامه و رحاب بجانبها تخفف عنها و تحاول ان تنصحها
_ و سليم مازال في صدمة من كلماتها و الوجع يتمكن من قلبه و قد عاهد
نفسه بعد إفاقة أخيه و الاطمئنان علي صحته بمغادرة البلاد
موافقاً علي الفرصة التى جاءته من الخارج للعمل هناك عله يستطيع النسيان
_ شمس تدعي لإبنها و تتضرع لله حتى يشفيه لها و يبعد عنه اي سوء و بجانبها زوجها يدعمها
_ مريم بجانب سليم تحاول التخفيف عنه بعدما سردت لها مني ما حدث
_ شروق تهاتف مني كل فتره متسائله عن حالة تميم و تسجد لله داعيه ان يحميه و يخفف عنه و داعيه لتمارا بالهدايه و ان ينير الله بصيرتها و تري الحقائق قبل فوات الآوان
..................
في اليوم التالي
كانت شروق تهاتف مني متسائله : يعنى بقا كويس يا مني متأكده
مني بحنق : يا بنتى للمره الألف بقولك ايوه الدكتور طمني و أتنقل كمان لأوضه عاديه بس لسه مفاقش
شروق شاكره الله : الحمد لله , طيب بصى انا هاجى و هعمل انى كنت جايه ازور واحده صاحبتنا مريضة و قولت اسال عليكى و اطمن
مني بغباء : تطمني ليه ما انا كويسه
شروق بغضب : يا حيوانه و انا هطمن عليكى ليه انا بقول مجرد مثال
عشان لو حد سال متلبخيش الدنيا
مني بحنق طفولي : يوووه خلاص يا ستي الله فهمت
شروق : تمام انا مسافة الطريق و هكون عندك
إستقلت شروق التاكسي بعدما أملته العنوان متجهه للمشفي
...........................
بينما في غرفة تميم
كانت والدته بجانبه و كذلك والده و خالد و مريم و مني و سليم منتظرين إستيقاظه
بدأ يئن من آلالام التى تستولي علي جسده , فتح عيناه في البدايه
و لكن الضوء كان قوي فأغلقها مجدداً ثم بدأ يرمش حتى استطاع الرؤية بوضوح أسرع اليه خالد و كذلك والدته
شمس بفرحه : تميم حبيبى انت شايفنى
ردت مريم بمرح لتخفف من حدة الموقف : هو كان ما بيشوفش يا ماما ركزى يا حبيتى ده مضروب بالرصاص
نظرت لها شمس بعتاب : بس يا زفته ما اسمعش صوتك
ردت مريم بحنق طفولي : اه ما انا بنت البطه السودا
شمس بصدمه : انا سودا يا مريم
قاطعهم الأب قائلًا : انتوا نسيتوا الرجال اللى واخد طلقه و قاعدين تتشاكلوا
ضحك تميم عليهم و لكن آلمه الجرح فأصدر صوت متألم , فأسرعت والدته مردفه : انت كويس يا حبيبى اناديلك الدكتور
رد هذه المره سليم قائلًا : و انا مش عاجبك يا ست الكل ولا ايه
ثم توجه لشقيقه يتفحص مؤشراته بدقه بينما اردف خالد بعتاب : وقعت قلبنا عليك يا برنس ينفع اللي عملته ده
أردفت مريم بسرعه : اه يا ابيه ده انا كنت حاسه انك مراته و انا مش عارفه ، ده ساب الرصاصه في كتفه و جه عشانك و وقع مننا و
تطلع لها خالد بنظره قاتله فوضعت يدها علي فمها مُردفه : هو انا قولت حاجات كتير مكنش ينفع اقولها ؟!
مني بضحك : ايوه كتيير و من قبل اول قلم حتى
بينما نظر تميم لخالد محاولاً الاعتدال حتى يتفقد صديقه و لكن اشتد عليه الوجع : ايه اللى حصلك يا خالد مين اللى صابك كدا ...
خالد بنبرة توعد : نفس اللى صابك و أذاك يا صاحبي بس وحياتك عندى لهدفعه التمن غالي اوى بس قوم انت منها بس
اردف سليم هذه المره : لا المؤشرات كويسه و في تحسن كبير يا بطل ايوه كدا ده اخويا اللى اعرفه قوي و محدش يقدر عليه
نظر له تميم بإبتسامه بينما قال احمد : طيب بما اننا اطمنا انك بخير
قول لوالدتك بقا تنزل تفطر ولا تاكل اي حاجة من انبارح و هى رافضه الاكل
نظر تميم لوالدته نظرات معاتبه : كدا يا ماما ينفع ليه يا حبيبتى مانعه نفسك عن الاكل يلا روحى افطرى عشان خاطرى
حاولت الاعتراض : بس يا حبيبى انا مش
نظر لها تميم بحزن فأردفت : خلاص زى ما انت عايز
أردف والده بهدوء : يلا يا ولاد انزلوا عشان تفطروا كلكم و اهو نخفف العدد شويه عنه اكيد اتخنق مننا و احنا كبسين عليه كدا و سليم هيفضل معاه
حاول خالد الاعتراض و لكن اجبره تميم لذا أضطر للإستماع له و هبط معهم و لم يبقى غيره هو و شقيقه في الغرفة
أردف تميم : مالك يا سليم عينك مليانه حزن و دموع محبوسه و عايزه تتحرر ، انا حاسس بيك متزودش عليا الوجع و قولي مالك
إبتسم سليم إبتسامه باهته و ردد : قلبى كان وجعني عليك يا تميم كنت
خايف لتسيب ايدى و تبعد كنت هاجى وراك علي طول , متتصورش كنا عاملين ازاى كلنا انبارح من خوفنا عليك
تميم و هو ينظر بإتجاه أخيه : بتهرب من الموضوع بس انا هعرف
و انت اللى هتيجى و تقولي بس عشان انا مش حمل مناهده دلوقتى هسيبك تهرب براحتك
حاول سليم التهرب من نظراته فهو تؤامه الذي يكشفه من نظراته
و يشعر به دون حديث و لكن يكفي ما به الآن لن يزيدها عليه بأوجاعه
, ثوانى و رِن هاتفه فوجه نظره له قائلًا : ارتاح انت يا تميم و انا هطلع
ارد علي المكالمة دى و ارجعلك علي طول
أومئ له برأسه و اغمض چفنيه بينما غادر الاخر دقائق و شعر بمقبض
الباب يُفتح فلم يعطِ له بالاً ظناً منه بأنه شقيقه و ظل مُغلقاً عينيه
يتذكر حلمه الذى رأه و هو غائب عن هذا العالم
بينما هى دلفت للغرفة فقد ظنت انه مازال مستيقظ بعدما سألت عن
الغرفة التى تم نقله لها جلست في المقعد المقابل لفراشه و ظلت
تطلع له لثوانٍ معدوده حتى أردفت بنبرة هادئة رقيقه غير واعيه لإستيقاظ
الاخر : ما تسبنيش , ما تسبنيش انت كمان و تروحلهم انا ما صدقت
ان لقيتك استنيتك كتير اوى و انا مش عارفه انت موجود ولا بس كنت
علي يقين ان هيجى اليوم اللى نتقابل فيه عشان كدا كنت عامله نوت
بحكيلك فيها كل يوم عن احداث يومي كله و اتمني أمنيه في اخر الصفحة
و كنت واعده نفسي ان لما تيجى يوم كتب الكتاب هسلمهالك , مش عارفه
انت ممكن تفكر فيا ولا لا اكيد لا بكل البنات الحلوه اللى حوليك دى هتشوفنى انا
..... بس علي فكره انا كمان حلوه يمكن مش بعرف اطبخ أكلات حلوه
كتير بس أوعدك انى هتعلم عشانك , يمكن مش بعرف البس و أحط
ميكب زى بنات بس أوعدك ان هستناك كل يوم لما تيجى من شغلك
و اسمعك و أخفف عنك و هعمل كل اللى اقدر عليه عشان عنيك متشوفش
غيري , يمكن مجال شغلنا مختلف بس لو وقعت في ازمه هفكر معاك فيها
و ندور مع بعض علي حل , يمكن مكونش أجمل بنت شافتها عنيك بس
أوعدك هكون اكتر حد واقف جنبك و بيسمعلك و بيخاف عليك ,
يمكن تزهق و تمل من العياط اللى بسبب و من غير سبب بس انا بتراضي
بسرعه ممكن بكلمه او بمصاصة او بشكولاته صغيره جداً مش لازم كبيره
يعنى او ورده تقطفها من الجنينة بتاعتكم , أوعدك انى هكون الحضن
الى تجري عليه اول ما الدنيا تقفل بابها في وشك , هستحمل عصبيتك
و غضبك و هسيبك تهدي و بعدين هنسيك الموضوع كله في ثانيه و اخليك تضحك من قلبك
...... صدقني في حاجات كتير اتمنيتها لينا احنا الاتنين حتى من قبل
اما اقابلك بس حتى لو مش هتحبنى و نتجوز و مش هنكون من نصيب بعض انا راضيه بس كفايه انك بخير .....
كان هو في صدمة في بادئ الامر , هل جاءت لتطمئن عليه ؟! هل يهمها
أمره و تخاف عليه الموت ؟! هل تبادله نفس المشاعر ؟! هذه الحمقاء تردد
انها ليست جميله الا تنظر للمرآه كل صباح ؟! بل انتى في عيني اجمل نساء
الكون مُشرقتي ؟! تركها تُنهى كل كلامها ثم فتح عيونه يطالعها وجدها
تبكى شاهقة و هى تضع يديها علي عينيها كالأطفال , مظهرها برئ جداً
أسر قلبه الذى تعالت دقاته لمرأها ردد بإبتسامه هادئه و عيون تتلئ
بها نظرات العشق : و مين قالك انى هسمح انك تتجوزي غيرى ولا
حتي يفكر يتقدملك , شروق لتميم و تميم لشروق و بس خليك فاكره
الكلمتين دول كويس اوى و اوعي تنسيهم ابداً و خديلي معاد مع
جدتك في اقرب وقت ....اخلص بس من المستشفي دى و هتلاقيني في بيتكم يا روح تميم
تتالت عليها الصدمات و هى صامته كالتمثال ، هل استمع لكل حديثها
هل هل كان مستيقظ لا مستحيل كانت تتمني لو تنشق الارض و
تبلعها بالتأكيد هذا حلم لا أكثر و سوف تستيقظ منه الآن نعم حاولت
ان تغمض عينها لعلها عندنا تفتحهم تجد نفسها بغرفتها و لكن لقد فات الأوان
تسربت حُمرة الخجل و الإرتباك لوجنتيها و تَوَرُّدُ خَدِّاها بلون الأحمر
افاقت من صدمتها و وقفت في ارتباك : انا انا مكنش قَصدى ده ده دى
كانت روايه بقرأها انا كنت مستنيه مني في واحده صاحبتها ماتت
قَصدى مريضه كنا هنزورها هو اصل
ضحك هو علي خجلها بهدوء : اهدى اهدى مصدقك مع ان مفيش
روايه في إيدك بس هعمل مصدقك
نظرت له نظره ناريه و توجهت للخروج فأردف هو : شروق متنسيش
خدي معاد مع جدتك و في اقرب وقت احسن ما اتهور و اجى اخد معاد و انا في حالتى دي
كانت ستُكمل سيرها متجهه للباب حتى فجأة وجدت الباب يُفتح ، فوقفت
في صدمه من أمرها ماذا ستفعل أين تختبئ بما ستبرر وجودها هنا و لكن قد فات الآوان ..............
