رواية متيم بك مشرقتي الفصل الاخير والخاتمه بقلم شروق اشرف


 نوفيلا "مُتيمٌ_بكِ_مُشرقتي"


الفصل الثالث عشر و الأخير    والخاتمه💙

بقلم شروق اشرف 

كانت هى في طريقها للهروب من تلك الغرفة التى أصبحت تضيق بها فهى

 من فرط خجلها لم يعد لديها القدرة علي الحديث او النقاش معه بينما فجأها هو بقوله

 : شروق متنسيش خدي معاد مع جدتك و في اقرب وقت احسن ما اتهور و ا

قاطعته هى بنظرة

 نارية و قد اتسعت عيناها في صدمة : تتهور و ايه يا بشمهندس يا محترم 

لم يستطع هو كبت ضحكاته فضحك بشدة حتى آلمه جرحه فأصدر تأوهاً

 من شدة الضحك فركضت هى بإتجاهه مُردده : انت كويس أنادي الدكتور

نظر هو لعينيها و قد نسي آلامه : خايفه عليا 

ردت هى بعفوية : اكيد خايفه عليك انت ااا.... ثوانى و ادركت خطئها لذا 

حاولت إستعادت ثباتها مُردده : قَصدى يعنى عشان انت قَصدى حضرتك

 اخو مريم صاحبتى و كدا 

تطلع لها هو بخبث واضح بعينيه : بجد يعنى عشان اخو صاحبتك بس  

فركت هى يديها بتوتر و إرتباك سيطرا عليها : اه اكيد و لو اي حد 

مكانك كنت هخاف كدا عادى يعنى و بعدين انت بتتوه في الموضوع ليه

رفع هو إحدي حاجبيه و قد إستفزته بحديثها : انا لا بتوه ولا نيله انا 

كان قَصدى انى اتهور و اجى اخد معاد و انا في حالتى دي .....

ثم حدجها بنظرة خبيثة قائلًا بس انتى اللى دماغك راحت بعيد بقا انا مالي انا 

تسرب الخجل لوجهها لحديثه و لكن مع اخر جمله ألقاها و نظرة

 الخبث الواضحة بعينيه كانت ستلقنه درس لن ينساه و لكن تراجعت 

و هى تحدجه بنظرة غاضبة و اتجهت لباب الغرفة لتكمل سيرها

 للخارج و لكن فُجئت بالباب يُفتح فأسرعت تنظر له بإرتباك و دارت

 بإعينها بالغرفة باحثة عن احد الأماكن للإختباء فكيف ستُبرر 

وجودها هنا و الأخر ينظر لها ببرود , كانت ستختبئ في غرفة المرحاض المرفق بالغرفة ولكن قد فات الآوان 


كان سليم يتحدث مع الطبيب المُكلف بحالة أخيه و هما يدلفان للغرفة

 الذي يركد بها : يعنى هو يا دكتور محتاج يتحجز أسبوعين هنا 

أردف الاخر و هو يتابع الحديث : ايوه يا دكتور سليم و زى ما قولت 

لحضرتك الفترة دى مهمه جداً فهو لازم ميتعرضش لاى ضغط

 او إرهاق سواء بدني او نفسي لان حضرتك عارف المضاعفات للعمليه ممكن تسبب أضرار احنا في غني عنها 

سليم بهدوء و ثبات مستكملاً : ياريت و الله يا دكتور تعرفه هو ده

 , ولا انت ايه رايك يا تميم باشا اا

كان يتحدث بعدما دلف للغرفة و وجه بصره لأخيه و لكن وقع بصره

 عليها فردد بإستغراب : شروق ؟!

كانت هى خجله مُرتبكه من الموقف الذى وضعت نفسها به بتسرعها 

و لم تستطيع حتى رفع نظرها لسليم ،و كان تميم هو من تطلع لأخيه ببرود و أجاب

 : شروق كانت جايه لمني لانها نست فونها معاها انبارح و لما جت

 و ملقتهاش و عرفتها انهم في الكفتريا تحت فكانت هتخرج 


نظرت له هى بإمتنان علي إنقاذها من ذلك الموقف الحرج بينما هو 

وقع بصره علي هذا الطبيب الشاب الذي يطالعها بنظرات إعجاب واضحة

 , فتصاعدت النيران تغلي في عروقه و كاد بتحطيم رأسه هذا الأبله 

و لكن قاطعه شقيقه : أظن سمعت كلام الدكتور هادي و عرفت المفروض

 هتتكرم و تتنازل و تقعد هنا أسبوعين و بلاش العند بتاعك ده 

أردف هادي و مازلت نظراته مُسلطه عليها : ياريت و الله يا تميم باشا 

تشرفنا هنا أسبوعين او شهر علي الاقل و ياريت تتابع معانا علي طول 

ده حتى المستشفي نورت لما زرتها 

لهنا و كفي لن يستطيع التحمل أكثر من ذلك انتهت كل محاولات التحكم بإعصابه 

, إنتهى صبره علي هذا الأبله الذي يغازلها و بدون ذرة خجل , تأججت 

النيران بقلبه و عقله و هو علي أتم إستعداد ليُنهي حياته في نفس 

اللحظه لذا و بأخر ذرة صبر يمتلكها وجه نظرة نارية له و استطرد 

و الشرر يتطاير من حدقتيه : عينك لتوحشك يا دكتور , كلامك

 توجهه ليا و انت بتبصلي عشان صدقني رد فعلي مش هيعجب

 حضرتك نهائي و هتشرف جنبي في المستشفي اللى نورت بوجودى

 دى بس الاختلاف انك هتشرف في المشرحة 

تصبب الأخر عرقاً 

من نظراته و حدة كلماته , فنظرته كانت قادرة علي إصابته بالهلع الذي 

سوف يتسبب بهلاكه فأجاب بنبرة تملكها الفزع و الارتباك : احم ااانا مش قصدي حاجة حضرتك الآنسة بس 

قاطعه الأخر في لهجة نارية لا تقبل النقاش : المدام يا دكتور , مدام

 تميم الشامى , الفرح قريب اوى ان شاء الله بمجرد خروجى من هنا

 و اكيد هنعزم حضرتك ....... ثم استطرد بصوت منخفض : و ياريت متجيش برضو

ساد الصمت الغرفة للحظات فكان كلاً من سليم و شروق في حالة

 من الصدمة و كانت هى تنظر له و كأن له رأسين و لم تستطع حتى

 الآن إستعاب حرفاً ما نطقه هو بينما تنحنح الطبيب في حرج و ارتباك قائلًا : اسف يا بشمهندس

 ما كنتش اعرف و عموماً الف مبروك و ان شاء هحضر 

نظر له هو ببرود و اردف : ياريت حضرتك تشوف كنت جاي تعمل 

فحوصات ايه و تتفضل علي مكتبك لان زى ما انت شايف احنا في

 جو عائلى و اكيد في كلام عائلي و خاص محتاجين نقوله 

أسرع الطبيب بفحصه و تدوين بعض الكلمات عن حالته الصحيه ثم 

خرج بسرعة بعدما إستئذن منهم بينما هتفت هي في حنق : انت ايه يا بني

 ادم انت ايه قلة الذوق دى ازاى تعامل الدكتور كدا 

نظر لها هو ببركان عينيه المشتعلة : ايه خايفه علي احاسيسه و مشاعرة

 يا برنسيسة اروح انديهولك و اعتذرله بالمره 

نظرت له هى ببرود مماثل لبروده و قد عقدت ذراعيها أمامها ثم هتفت : ده اللى مفروض يحصل اصلاً 

...... ثم تذكرت كلماته عن كونها زوجته و سيتم عقد حفل زواجهم بمجرد

 خروجه فأستطردت بعصبيه و هى متجهه له مشيرة بأحد 

أصابعها بإتجاهه : ثم إنك إزاى تقول انى مراتك و كمان جيت اتقدمت 

و وافقت علي نفسك و عملت خطوبة و حددت الفرح و معاده , انت مين 

قالك اصلاً انى ممكن أوافق علي المهزلة دى او أوافق انى ارتبط بيك انت 

نظر لها ببرود و لامبالاه أتقنها جيداً : بصي من الاخر كدا انا اللى عندى 

قولته انا بمجرد ما هخرج من هنا هاجى اتقدم لجدتك و انتى هتوافقى

 و الكائن البارد اللى طلع ده انا كان عندى استعداد أقوم أكسره و

 ميبقاش فيه مكان سليم في جسمه بس انا مسكت أعصابي و اتعاملت

 بأدب و احترام فبلاش تخلينى أفقدهم الوقتى 

تطلعت له بغضب ناري : انت مستفز و لما هو بارد انت ايه القطب

 الشمالي تلاجه فريزر انا مش لاقيه وصف يوصفك و مش موافقه علي

 اي كلمه من اللى قولتها و اللى عندك اعمله هاه 

أنهت حديثها و أسرعت تجري للخارج و دموعها تسبقها علي 

وچنتيها بينما هو تنهد بتعب لذلك المجهود الذي بذله و وضع يديه

 علي جرحه و قد آلمته دموعها و لكن لن يتركها تذهب لغيره مهما حدث ,

 سمع صوت شقيقه الذي كانوا قد نسوا تواجده معهم بالغرفة و هو يتفحصه

 بنبرة يسودها العتاب : مكنش ينفع اللى عملته ده يا تميم و بعدين

 جرحك هيتفتح و ده غلط عليك و هيسببلك مضاعفات كبيره 

أجابه ببساطه و كأنه لم يقل شئ : انا عايز اخرج من هنا و حالاً 

نظر له الاخر بدهشة قد تملكت منه : انا لسه بقولك ايه و انت بتقول

 ايه تميم انت الجراحة اللى عملتها صعبه و كان ممكن بعيد الشر 

تروح فيها لولا ستر ربنا و اقل مجهود بتعمله الفترة دى هيسببلك

 مضاعفات كبيره و مينفعش تخرج نهائي من المستشفي 

رد الأخر ببرود صقيعي إكتسبه من عمله : كلامى مش هكرره كتير تتصرف

 و تخرجنى من الزفتة المستشفي دى عشان لو فضلت ثانية واحده وشفت

 الدكتور ده و لو لمره بالصدفة صدقنى مش هيعجبكم اللى هعمله فخرجنى من هنا بهدوء كدا 

سليم بصدمه شلت تفكيره : انت ايه اللى حصلك انت مكنتش كدا 

و بعدين انا مش عارف اقولك ايه بس انت مستفز فعلاً زى ما شروق قالت

 ...... صمت لثواني ثم تابع بنظرة خبث و ضحكة إستفزت الأخر :  بس ايه جو الحب و الغيرة دى و مراتك مره واحدة

 يا قادر طيب قول خطيبتك حتى تتبلع شوية عن مراتك دى ,

 ده انتوا اخر مره شوفتوا بعض كنتوا جايبين بعض من شعركم ,

 مش مصدق لا معقول توم و جيرى مع بعض لا مستحيل 

رد الاخر بإبتسامه ثقة و خبث إرتسمت علي محياه لتذكرها : و انا مفيش في قاموسي كلمة مستحيل 


.......................


كانت تجلس بغرفتها تبكى و تتذكر كلماته و نظراته , قلبها بالفعل صدق

 كل حرف نطق به و لكن عقلها رفض كل ذلك فإلي متى سيظل ذلك

 القلب الأحمق يصدق و يسامح و في النهاية يموت قهراً لما أصاب نفسه به ,

 لا لن تصدقه مجدداً فهى منذ ذلك اليوم و قد أنصرفت عنه

 و كل قراراتها يكون بعقلها هو المتحكم بها , كانت بجانبها إبنة 

خالتها تخفف عنها و تهدأها : تمارا كفايكى بكى عيونك دبلت

 و يوسف طول اليوم بيسأل عليكى و عايز يدخلك لولا خالتو قالتله

 انك عندك برد و خايفه عليه يتعدي , حرام عليك نفسك و روحك 

اللى بتعذيبها معاكى دى , طب لو مش عشانك عشان يوسف و أمك

 و بابكى اللى في المستشفي و كلها يومين و يخرج هيخرج يلاقيكى كدا 

تمارا بدموع و وجع تمكن منها  : مش بإيدى يا رحاب عارفة ان لازم

 اقف علي رجلي عشانهم بس معدش عندى قوه ولا عندى طاقه اكمل عشانهم

 , شوية الطاقة اللى كانوا لسه عندى انسحبوا كلهم انبارح , قلبي اللى

 دفناه بقالي سنين صحي الوقتى و بيعذبني بناره , قوليلى انا عملت

 ايه غلط في حياتى عشان يحصلي كل ده , طيب أذيت مين عشان

 أتأذي بالشكل ده , قلبى مصدق و عقلي رافض و انا مع عقلي و عمرى

 ما هصدق قلبي تانى ما انا كتييير صدقته و كانت النتيجه ايه كانت

 النتيجة جرح و خيانه و وجع و جاي بعد ده كله يقولى مظلوم و

 اتظلمت زى زيك و ان كلها لعبه حتى لو لعبة فاللى أتأذي في الحالتين

 انا مش هو , هو عاش حياته في السنين اللى فاتت عادي و كأن شيئاً

 لم يكن لكن انا اللى كنت بتعذب انا اللى لما قولت خلاص هفوق و 

الدنيا اتعدلت انكسر ضهري بموت زهرة اختى و حبيبتى و سندي

 و عشت عشان يوسف و بس بعدها جت حادثة بابا و دخوله غيبوبه

 حسيت ان لوحدى و ان الدنيا كلها واقفه ضدى و لما خلاص الدنيا اتعدلت

 و بابا فاق من الغيبوبه و هيرجعلنا تانى يخرج هو و يصحى جراحى اللى

 كنت دفنتها و نسيتها لا و كمان ايه جاي يقولي انه مظلوم و انى انا الظالمة , انا تعبت تعبت 

رحاب بدموع علي

 حال رفيقتها : ليه يا تمارا بتحسبيها كدا يا حبيبتى مش يمكن ده عِوَض

 ربنا ليكى عن اللى فات ليه متقوليش ان كلامه صدق و إنكم كنتوا للأسف 

لعبة في ايد ناس مريضه نفسياً , و ان سليم بيحبك و عمره ما خانك ابداً 

تمارا بنفى و دموع : لا لا مفيش كلام من ده هو اكيد عمل كدا عشان يطلع نفسه صح بس مش اكتر 

رحاب بهدوء بعدما كفكفت دمعاتها : خايفه عليكى يوم ما تعرفي الحقيقة

 يكون الآوان فات و ساعتها تندمى بدل المره ألف عشان كدا بقولك فكري كويس و قرري

سمعوا طرقاً علي باب الغرفة فأذنت تمارا لها بالدخول فكانت 

والدتها العزيزه : تمارا حبيبتى اهدى كدا و استغفرى ربنا و قومى صلي ركعتين و ادعي لربنا و صدقينى ربنا هينورلك طريقك 

أومئت في هدوء : حاضر يا ماما 

ربتت الام علي كتفها مُردفة : ربنا يهديكى ليا يا حبيبتى , خلصى 

و تعالي برا كريم سألني عليكى و قال انه عايزك ضرورى 

أنهت كلماتها ثم أنصرفت للخارج بينما أردفت رحاب : هستناكى برا خلصي صلاتك و اطلعي 

أمائت لها بهدوء و اتجهت للمرحاض حتى تتوضئ و من ثم إتجهت

 لإسدالها إرتدته ثم شرعت في صلاتها و ظلت فترة تناجى ربها

 و تدعوه ان يهديها و ينير بصيرتها , غطت الدموع سجادتها و هى تبكى ساجدة لربها 

......... إنتهت من صلاتها ثم إتجهت للخارج فوجدت والدتها و رحاب و 

كريم يتناقلون أطراف الحديث بينما كان يوسف يلعب بأحد ألعابه 

و بمجرد رؤيتها أسرع يرتمى بأحضانها ربتت هى علي خصلاته و قبلته

 ثم إستكملت طريقها لهم و جلست علي المقعد المجاور لوالدتها 

, نظر لها كريم ثم انتقل بنظره ليوسف مُردداً : يوسف حبيبى روح كمل لعب يلا 

يوسف بحنق طفولي : بس انا عايز اقعد مع مامي انا مش شوفتها النهارده خالص و هى وحشت چو خالص

إحتضنته تمارا مردده : انت كمان وحشتنى خالص بس لازم نسمع كلمة بابا روح كمل لعب و انا هخلص كلام مع بابا و هلعب معاك اتفقنا 

يوسف ببسمه طفوليه : اتفقنا 

نقلت هى نظراتها لكريم بمجرد مغادرة الصغير قائله : خير يا كريم في حاجة ماما قالتلى انك عاوز تتكلم معايا ضرورى 

استطرد كريم بهدوء : تمارا فيه حاجة حصلت انهارده ولازم تعرفيها 

نظرت هى له بمعنى ما هى فتابع الأخر : عُمر جه الكلية و طلب 

يتكلم معايا في الاول انا استغربت و ده هيعوز منى ايه بس وافقت 

و قعد معايا و حكالي كل اللى حصل من ٣ سنين ..... و سرد عليهم 

ما حدثه هو به فأستطردت رحاب قائله : ده نفس الكلام اللى قاله سليم انبارح معنى كدا انه مش بيكدب 

أردف كريم بإستغراب : هو سليم كان هنا انبارح 

ردت والدتها هذه المره : ايوه يا ابنى كان جاي يوصل شروق و يوسف 

و كان معاهم مني عشان كانوا بيزوروا اخته و جه طلب منى ان اسمحله يتكلم مع تمارا و لما هى رفضت انهم

 يتكلموا لوحدهم هو وافق انه يحكى اللى حصل قدامنا و قال نفس اللى قلته و ده معناه ان كلامه صح 

قاطعتها تمارا بغضب أعمى بصيرتها : او ممكن كدب و الاتنين متفقين

 و عاملين تمثيلية علينا عشان نصدق و حافظين نفس السيناريو 

أجابها كريم هذه المره و هو يخرج أوراق من حقيبته : ما اعتقدش 

يا تمارا ان إنسان بين الحياه و الموت هيجى و يكدب معتقدش انه هيستفاد

 حاجة من كذبه بالعكس ده هو الوقتى بيحاول يصلح غلطاته عشان 

يلاقي حد يدعيله لما ربنا يفتكره , دى تحاليل ل عُمر عطهالى لما كان 

عندى انهارده و قالي انه عنده كانسر و في مرحلة متأخره و التحاليل 

معاكى اهيه أظن انك دكتوره و تقدري تعرفي التحاليل صح ولا غلط 

تناولت منه الملف مردفة : و افرض التحاليل طلعت مزوره 

كريم : اسم الدكتور اللى بيتعالج عنده موجود عندك يا تمارا تقدرى تروحى و تسأليه 

رحاب و هى توجه نظرها لتمارا : بلاش عنادك يعميكى عن الحقيقه

 يا تمارا و هى واضحة قدامك زى الشمس و بعدين تيجى بعد فوات الآوان تقولي ياريت اللى جرا ما كان 

ربتت والدتها علي يديها قائله : بلاش تظلمى يا بنتى و تعطي حكم بالإعدام 

و انتى في إيدك دليل بالبراءة انا عارفه انك شوفتي كتير بس لو الكلام ده

 صح فهو كمان شاف الويل في بعدك و اهو ربنا ظهرلكم الحقيقه 

و انتقملكم من اللى كانوا السبب 

نظرت هى بتوهان

 للأوراق التى بيدها و قد تاهت في عالم أخر , هل حقاً هو برئ ؟!

 هل تركته كل تلك السنوات و غادرت من اجل سببٍ كاذب ؟! هل كانت

 دموعها و آلامها بدون مبرر ؟! و ان كان كلامهم صدق حقاً إذا لما

 قد يرتكب صديق بصديقه مثل هذا الجُرم؟! هل الحقد و الشر إستولي علي عقولهم لتلك الدرجة من الدناءة و الإنحطاط ؟! 

......................


كان خالد يسرد لهم تفاصيل ما حدث في مهمته الأخيره بعد إصرار أحمد لمعرفة من له يد في إصابة ولده و خصوصاً و

 ان تميم لم يُظهر لهم اي إضطراب في الفترة الاخيرة : انا لما عرفت عن 

خطوبة تميم و لميس حذرته منها خصوصاً ان عرفت عنها معلومات بحكم 

شغلي و مرتحتلهاش بس تميم كان مُصر انى بأڤور و ان أكيد عشان محصلش

 تعامل معاها و ان لما أقابلها في فرحهم اكيد رأي هيتغير , بعدها بفترة 

تميم عرف ان فيه حد من جو الشركة بيوصل معلومات للشركات 

المنافسة و بيحاول يخسر الشركة صفقات كبيرة , انا قولت لتميم علي خطة

 و بالفعل قدرنا نعرفه و لما ضغطنا عليه و هددناه عرفنا ان فؤاد الباشا 

اللى مشغله لحسابه و انه مهدده ببنته و لما رفض في الاول خطف بنته

 بالفعل و كان تحذير صغير له , ساعتها انا بدأت ادور ورا فؤاد الباشا 

و عرفت انه مطلوب في الداخلية عندنا و محتاجين يمسكوا دليل عليه

 بس هو عشان له عيون في كل مكان بينفد منها بأقل الأضرار , اتفقنا

 بعدها مع فهيم انه هيكمل مع فؤاد و يوصله الاخبار بس اللى احنا

 عايزينه يعرفها و تميم هيعلن انه خسر كذا صفقة و الشركة بدأت تفلس

 عشان فؤاد يقع في الفخ اللى عملناه , و ده اللى حصل فعلاً بس 

وقتها انكشفت لميس علي حقيقتها قصاد تميم و بمجرد معرفتها

 ان الشركة بدأت تقع راحت لتميم و طلبت يفسحوا الخطوبة و بعدها 

حصل اللى انتوا عرفينه بالاضافة ان انهاردة قبضنا علي فؤاد بعد ما 

جمعنا عنه كل الدلائل اللازمة بس ال****** ده بعت ناس عشان تخلص

 علي تميم و ده اللى معملناش حسابه 


كان الصمت يسود المكان حينما قاطعه رنين هاتف خالد الذى بمجرد 

ان رأى إسم المتصل حتى أستقام مسرعاً للرد و بعد لحظات عاد مستئذناً

 للذهاب لعمله لأمرٍ طارئ بينما تنحنحت كلاً من مريم و مني للصعود 

لغرفة تميم للإطمئنان عليه , في طريقهم للصعود رأت مريم شروق تهرول

 بسرعه للخارج فنادتها : شروق انتى يا بنتى 

إلتفت شروق بعدما محت دموعها : احم مريم 

مني بهلع بعدما رأت حالتها : مالك يا بنتى انتى كنتى بتبكى ايه اللى حصل 

شروق : مفيش انا كويسة دى حاجة دخلت في عيني بس مش اكتر , 

انا كنت جايه بس اخد الفون من مني عشان نسيته معايا انبارح 

مني بتسرع : فون ايه انا مش معايا حاجة 

نكزتها شروق و هى تغمزها قائله : الفون يا زفته الفون بتاعى 

مني بعدما أستعابت حديثها : اه اه الفون طيب 

مريم بعدما رأت سليم : طيب انا هروح لسليم يا بنات أسأله علي حاجة بس قبل اما انسي 

أماؤوا لها و بمجرد ذهابها أردفت مني : إيدى إحمرت حرام عليكى من ضربك فيها 

شروق بحنق : ما انتى اللى غبية و متخلفه 

نظرت منى لها شزراً ثم إستطردت : عملتى مصيبة ايه و كنتى بتبكي 

شروق بغضب : انا معملتش حاجة ابن خالتك الحيوان المستفز هو اللى عمل 

مني بدهشة : تميم يا بنتي حرام عليكى ده الواد لسه متصاب و خارج من عملية 

شروق بحنق : و هو ده بيفرق معاه حاجة 

مني بضحك : لا ده أنتى تقعدي بقا و تحكيلي كل اللى حصل بينا علي أقرب مطعم كنتاكي 

شروق بضحك : مفجووووعه

......................... 

مر شهر بالكامل تغيرت به الكثير من الأشياء فتمارا قد تأكدت من صدق

 حديث سليم و لكن مازلت مُصره علي موقفها و تشغل أوقاتها مع

 عائلتها فقط و بعد إنتهاء علاج والدها و خروجه سالماً لهم أحاطت

 نفسها بهم و تحاول الا تفكر به فحتى و إن ثبُتت براءته فهى قد

 اختارت بعده عنها و هو وافق علي ذلك و ها قد إنتهت قصتهم من قبل حتى بدايتها 


بينما سليم كانت لا تمر ثواني سوي و هو يتذكرها و يدعو الله ان

 يُصبر قلبه علي تحمل بعدها عنه و قد أدرك انه مهما حاول نسيانها فلن

 يستطيع لذا إتخذ قراره بتنفيذ مطلبها و البعد تماماً عن مرمي بصرها 

فعلي الاقل تعيش هى في راحه و سلام حتى لو كان علي حساب نفسه

 لذا وافق علي عرض السفر للخارج و قد جهز كل ما يلزمه للسفر دون

 إخبار إي شخص من عائلته علي الرغم من تحذير شقيقه له بعدما

 سرد له ما حدث معه و رد فعلها عندما اخبرها بالحقيقة و لكن 

سيضعهم تحت الامر الواقع و لن يخبرهم بسفره سوي قبله بساعات فلن يكون هناك مفراً للهرب حينها 


أما شروق و تميم , فشروق إختفت تماماً من الوسط و لزمت غرفتها 

حتى إنقطعت عن الحديث مع مريم و مني فكانت تؤنب نفسها علي

 حديثها معه من البدايه , فحتى و إن كان في غيبوبة فلا يحق لها ان 

تتحدث معه و تخبره بمشاعرها هكذا فكيف سيفكر بها الآن بالتآكيد 

يظنها فتاة سيئة و لكن وقتها لم تستطيع التفكير او التحكم بقلبها

 و قالت ذلك بتلقائية مُعتقده انه مازال تحت تأثير الجراحة و علي

 الرغم من محاولة جدتها لمعرفة ما يشغلها و غير حالها لتلك الدرجة الا انها لم تكن لديها الجرأة لتُخبرها بذلك 

بينما تميم بعدما قد تعافي بشكل كامل من إصابته عاد مجدداً لعمله

 و صفقاته و أراد ان يمنحها القليل من الوقت حتى تكون مستعده

 لما سيفعله لاحقاً , كان يعتقد انه سيعرف أخباره علي الاقل من شقيقته

 و لكن انقطعت أخبارها حتى انه كان قد تمكن منه القلق و لكن إطمئن 

عندما تراء لمسمعهُ حديث مني و شقيقته عنها , لذا إتخذ قراره بضرورة

 إخبار والده و الذهاب لخطبتها في أسرع وقت 


أما بالنسبة لمريم و خالد , فمريم قد تخلصت من الجبس الذي كان

 يعوق حركتها و عادت لحياتها مجدداً و كانت قد قلقت علي شروق 

لإختفائها المفاجئ 

و لكن طمأنتها مني انها بخير و أخبرتها بما حدث بينها و بين تميم 

ففرحت مريم كثيراً فأخيراً قد عشق أخيها و أختار الفتاة التى 

ستحافظ علي قلبه و لن تجرحه مهما حدث و سيتغير معها تميم للأفضل

 بالتأكيد , و اتخذت قرارها بالذهاب مع مني لها قريباً 

بينما خالد فقد تلقي التهنئة من قائده و أصدقائه لإتمامه لمهمته 

كالعاده و إلقاء القبض علي فؤاد الباشا بالدلائل التي تُدينه و قد تعافي

 تماماً من إصابته و ذهب لأحمد و طلب منه موعد لإقامة حفل زفافه 

بصغيرته المشاكسه و قد أخبره  احمد علي انه سوف يأخذ رأيها و يُبلغه بذلك 

, و قد كان في تلك الأيام يلازم تميم أثناء أجازته 


أما عن فؤاد الباشا فعند نقله لسجن أخر حاول الهرب و لكن كان مصيره رصاصه أخترقت قلبه و كانت النهايه المناسبة لمن هم مثله 


أما عن كريم و مني , فمني تحاول الأ تفكر به فهي تعلم تمام العلم انه

 لن يفكر بها و لو للحظه , فهو يعشق زوجته الراحلة و لن يسمح لغيرها 

بإختراق أسوار قلبه فأتخذت قرارها بأن توافق علي العريس الذى هو ابن صديق والدها الذى تقدم لخطبتها  


بينما كريم قد خصص حياته لطفله و لعمله , يحاول تعويض طفله علي

 قدر إستطاعته و لكن يظل الطفل بحاجة لحنان الأم و وجودها و تمارا لا

 تُقصر أبداً من ناحيته و لكن بالتأكيد سيحين الوقت الذى تتزوج فيه و

 تغادر هذا البيت حينها ماذا سيكون مصير طِفله ؟! تذكر حديث أحد

 أصدقائه بأنه لابد و ان يتزوج حتى و لو لأجل طفله الصغير و لكنه لن 

يستطيع ان يتخيل غيرها زوجة له , هى حبيبة طفولته و مراهقته

 و شبابه , كانت طفلته التي كبرت أمام عيناه , لم يري غيرها و لم

 و لن يفكر بالزواج من غيرها , يوم وفاتها كان من أصعب الأوقات التى

 مرت عليه عاني فيه الكثير لم يستوعب ما حدث رفض رؤية طفله لفتره 

كبيره و أهمله و لكن جاءته في أحلامه و عاتبته علي إهمال طفلهم و وصته 

به و من يومها و هو إعتزل الحياة لا يهمه سوي طفله فقط يعمل ليوفر له 

متطلباته من الحياه لا يريد سوي ان يري البسمة ترتسم علي وجهه , 

نعم يشعر بشئ ما يُحرك قلبه عند رؤيتها , نعم يغير عليها بشده عندما

 يري أحد زملائها يحاول التقرب منها بالحديث , نعم لقد فرح كثيراً بصدها 

لهم و عدم إختلاطها مع إي شاب منهم , فهى تقتصر في حديثها مع شروق صديقتها 

, أحب كثيراً تقربها من طفله و تعلقه به و لكنه لن يسمح لتلك المشاعر 

بالسيطرة عليه فهو يُعد التفكير بها خيانة لزوجته الراحلة


.................. 


كان يُداعب طفله أثناء هبوطهم لمنزل جده و طفله يقهقه بشده حينما

 كان علي وشك طرق باب المنزل و لكن فاجأه خروجها من بيت

 الجدة زينب و بجانبها شروق و بمجرد رؤية يوسف لها أسرع يحتضنها 

مني بحنان : چو حبيبى وحشتنى كتييييير أد البحر و سمكاته 

يوسف ببراءه : نونا وحشت يوسف كتييييير هى كمان , انا مش شوفتك بقالي يوم و يوم و يوم كتير اوى 

مني و هى تربت علي خصلاته : معلشي يا حبيبى اسفه عارفه انى

 مقصره اليومين دول بس بسأل شروق عليك علي طول 

تطلعت شروق ليوسف قائله و هى تُلقي حديثها بخبث علي مسامع 

الاخر الذي يتابع الحديث بصمت : تعالي يا چو يا حبيبى نلعب انا و 

انت اصل مني مستعجله جايلها عريس انهارده و احتمال نروح خطوبتها كمان الأسبوع الجاي 

عقد يوسف حاجبيه بتفكير طفولي و نظر لمني قائلًا : عريس يعنى انتى 

مش هتتجوزي يوسف يا نونا , نونا خطيبه چو هى و شيرى مش كدا 

ضحكت مني عليه و داعبت خصلاته مُردفه : كفايه عليك شروق اهيه 

و بعدين متخافش حتى لو اتخطبت او اتجوزت و بقا عندى عيال هاجى العب معاك اتفقنا 

داعب هو شعره بيديه ثم أردف : اتفقنا 


كان هو يتابع الحديث بصمت طاهر و لكن بداخله براكين ثائرة 

, أهناك من سوف يتقدم لخطبتها و أيضاً هى لم تعترض بل الواضح 

من الأمر انها موافقه أيضاً , هل ستتزوج بأخر و تنجب منه أطفالاً ,

 و ماذا تريد أيها الأبله هل تريدها ان تتعزل جميع الرجال و ترفض الزواج

 و تحارب لأجلك و انت ماذا فعلت لأجلها ؟! انت لن تستطيع تقديم أبسط 

الأشياء لها حتى الحبب لن تستطيع تقديمه لها , إتركها إذن لتعيش

 حياتها و تبنى عائلتها بعيداً عنك انت ستدمرها عند إقترابك منها ,

 بالتأكيد ستصيبها بأذي و من الممكن ان ترحل أيضاً مثلما رحلت زهره ,

 لا لن يستطيع التحمل تلك المره أيضاً يكفي ان تعيش بسعادة فقط لا يطمح في أكثر من ذلك 

تحدث أخيراً و هو يرمقها بنظرات حزن و ألم : مبروك مقدماً يا أنسه مني

نظرت هى بإتجاهه و قد جرحه حديثه فمعناه انها لا تعنيه في شئ و

 لن يتنازل حتى و ينهيها عن الزواج بغيره تقسم إنها إن كانت قد رأت 

نظره واحده منه تدعوها لرفض ذلك المتطفل لكانت أنهت الأمر برمته 

و أنتظرته هو لأخر العمر و لكن ماذا أُيهنئها تنهدت بتعب و حدجته

 بنظرات يملؤها العتاب : الله يبارك فيكى يا ... يا دكتور 

أنهت حديثها و ودعت صديقتها و كذلك الصغير مسرعه للهرب

 من أمامه فإن ظلت لدقيقة أخرى لن تستطيع التحمل و ستُعنفه بحديثها 


كانت والدة تمارا تتابع الحديث كله بعدما كانت في طريقها للخروج 

رأت في عينيه حب لتلك التى هربت تسبقها دموعها و لكنها تعرف طريقة 

تفكيره لذا إستطردت : إزيك يا شروق عامله ايه و اخبار جدتك ايه

ردت شروق بلطف : بخير الحمد لله 

إبتسمت بحب ثم تابعت و هى تنظر بإتجاهه : كريم عمك عايزك جوا أدخله 

أومئ الاخر برأسه و دلف بينما أصر يوسف علي الدخول مع شروق

 للجدة زينب فوافقت جدته و دلفت هى الاخرى لشقتها فوجدته يجلس 

منتظراً و حينما رأها ردد : هو عمى مش هنا ولا ايه يا أمى 

ردت هى بعدما إتخذت مقعداً مقابلاً له : عمك خرج من بدرى مع تمارا بيعيد الكشف بس انا اللى محتاجه اتكلم معاك شويه 

أردف هو مسرعاً : قوليلى يا أمي محتاجه حاجة , علاج عمى خلص او 

ربتت هى علي قدمه بحنان فلطالما اعتبرته إبنها الذى لم تلده فمنذ موت 

والدته يتبعها وفاة والده و هو يعيش معهم و تعتبره أحد أبنائها هى من

 أشرفت علي تربيته منذ كان في العاشر من عمره لذا وافقت بسعادة علي 

زواجة من زهره إبنتها الغاليه فهو يستحقها و قد أدركت وقتها مدى 

تعلقه بها و حبه لها فأردفت : أهدي يا كريم يا حبيبى مفيش حاجة نقصنا

 و كلنا بخير بس انت اللى مش بخير يا حبيبى , انا امّك اللى ربيتك و حاسه بيك 

حاول الإعتراض و لكن ردعته هى بحديثها : اسمعني كويس يا كريم 

انا عارفه أنت أد إية كنت بتحب زهره بنتى و ان محدش كان هيحبها

 او يهتم بيها زيك يا حبيبى , ربنا يعلم انها عمرها ما جت معيطه او زعلانه

 او شوفت لمعة حزن في عنيها من وقت ما اتخطبتم , و لحد ما ربنا أفتكرها ,

 زهره اتوفت عشان وقتها في الدنيا دى انتهى زهره كانت زى الملائكه و الدنيا 

دى مكنش المكان المناسب لها عشان كدا ربنا اختارها تكون في الجنة متحاوطه

 بالملائكة زهره بتجيلي كل يوم في أحلامى و هى في مكان جميل كله خضره 

و طيور محاوطينها و ضحكتها مبتفارقش وشها بس زهره جاتلي من يومين و هى زعلانه 

نظر لها بدهشه من حديثها ثم هلع فتابعت هى مستكمله : زهره زعلانه 

انك موقف حياتك يا كريم , انت لسه في عز شبابك يا حبيبى لسه في

 لحظات كتير هتعيشها  , انت محتاج إيد حنينه تطبطب علي قلبك كل يوم 

و تسمع حتى سكوتك و تخفف عنك تعب اليوم كله , محتاج قلب يحبك و ينور قلبك 

, طيب حتى انت مفكرتش في نفسك تفتكر يوسف هيعمل ايه لما كلها يومين

 و تمارا اكيد هتتجوز و يجيلها نصيبها ساعتها مين هيعوض مكانة الام عند يوسف 

أردف هو مقاطعاً : انا ها

إستطردت هى بحنان مقاطعته : انت مهما تعمل مش هتقدر توصل انك تعوض

 مكانة الام عنده , يوسف ذكى و بيفهم كل اللى بيحصل حوليه يمكن

 مش بيظهر لكن بيتأذى نفسياً , اسمعنى يا كريم انت حبيت زهره و اتعلقت

 بيها عشان كانت قدامك ديماً كنت انت اللى مربيها حتى و لو عمركم قريب 

من بعض مكنتش هى بتعمل حاجة غير لما تيجى تقولك زى ما عودتها , 

كنت الراجل الوحيد اللى في حياتها بعد باباها و كانت هى حبيبتك

 الصغيرة من صغركم و انتوا لبعض بس هى خلاص راحت عند اللى خلقها

 في مكان احسن و انت قلبك دق و اشتاق لأحاسيس الحب و العشق ليه

 تحرم قلبك من حقه و ليه تظلم نفسك و تظلم انسانه ملهاش ذنب

 غير انها حبتك و انت لسه واقف علي أبواب الماضي و رافض تمشي خطوه لقدام 

نظر هو لها بدهشة تملكت منه فمن أين لها بمعرفة ما يجري بقلبه ضحكت

 هى عليه و أردفت : انا كبرت في السن اه و بقي عندى احفاد بس لسه

 بشوف و بحس و انت قلبك بدأ يحب و عايز يتحرر من القيود اللى انت محاوطه بيها زى ما قلبها هى كمان بيحبك 

ابتسم هو بإستهزاء : حتى لو وافقت علي كل الكلام اللى قولتيه ده يا 

أمى بس خلاص فات الاوان و هى قلبها اختار غيرى 

ضربته هى بخفه علي قدمه مردده : لو انت شايف كدا تبقى اعمي البت 

بتحبك يا عبيط بس انت عطيها الوش الخشب و هى اكيد اَهلها عايزين 

يفرحوا بيها و ضغطوا عليها فوافقت , بس انا هقولك حاجة واحده بس

 لو ده بيحبها فحارب عشانها حتى لو هتحارب نفسك كمان عشان تفوز بحبها في الاخر 

قالت هى جملتها الأخيره و هى تشير بإتجاه قلبه بينما أومئ لها هو ثم

 تنهد بتعب و إستقام متجهاً  للخارج و كلماتها ما زلت تتردد في عقله "

 اللى بيحب بيحارب عشان يفوز بحبيبه " 

...................

مر إسبوع أخر 

و في أحد الأيام دخلت الجدة زينب علي حفيدتها الغرفة وجدتها

 تجلس و بيدها كتاب الله تقرأ منه فجلست لجوارها حتى تصدقت 

و أسندت القرأن الكريم علي المكتب المجاور لفراشها فأستطردت الجدة : حفيدتى الحلوة و شمس حياتى أخبارها ابه انهارده 

ابتسمت شروق في هدوء : انا بخير يا تيته طول ما انتى بخير 

تنهدت الجدة و هى تربت علي يدها : يارب يا حبيبتى ديماً بخير ,

 اسمعينى يا شروق فيه عريس متقدملك يا حبيبتى و هيجى هو و أهله

 انهارده بليل تقعدوا مع بعض و لو اتفقتوا يبقى خير و بركه ما اتفقتوش

 يبقى خلاص يا حبيبتى انا عمرى ما هغصبك علي حاجة 

استطردت شروق مُردفه : بس انا مش عايزه اتجوز يا تيته ولا حتى

 اتخطب و حاسه انى مش جاهزه للخطوة دى حالياً 

ابتسمت الجدة علي حفيدتها : و مين قال يا حبيبتى انى هغصب عليكى 

حاجة انا بس عايزكى تلبسي كدا و تبقي شمس منوره و تشرفيني

 قدام الناس اللى جاييين انهارده و زى ما قولتلك لو مرتحتيش انا ذات

 نفسي اللى هرفضه بس بلاش نحكم علي حد من قبل ما نشوفه 

كادت هى بالاعتراض : بس يا تيته 

الجدة بوقار : قابليهم بس يا حبيبتى و بعدين اللى فيه الخير يقدمه ربنا 

أردفت الجدة بكلماتها ثم اتجهت للخروج بينما شروق أردفت بحنق طفولي 

: عتريس في عينه مين اللى ربنا دعي عليه و جاي لأجله انهارده ده ,

 طيب تمام تعالي و انا هطلع عليك القديم و الجديد انا اصلاً علي أخري و عايزه اطلع غيظى في حد هاه 

أردفت بجملتها و قامت لتنتقي احد الأثواب , لفت نظرها ثوب كانت قد

 أحضرته مع مني عند تسوقهم و لكن لم تُهيئ لها الفرصه بإرتدائه أخرجته

 و اختارت احد الجواكت أيضاً و حجابها بنفس لون الفستان و ابتسمت

 بشر : انت اللى جبته لنفسك يا عتريس الغفلة و الله لهطلع عليك العفاريت كلهم 


مر النهار بسرعه و جاءت اللحظه المحدده للقاء انضمت تمارا و 

عائلتها لهم و بمجرد ان رأتها نهرتها علي أختيارها و حاولت تثنيتها قبل

 وصول العريس و لكن ما من اجابه : ما هو بصى بقا يا هطلع كدا يا اما 

مفيش خالص و انتوا و اختياركم بقا يا اما و الله اطلع بالبيجامه اللى بقالها قرن من الزمن عندى دى 

تمارا بمحاوله أخري : دى البيجامة أرحم يا شيخه , طيب اقولك غيرى الحجاب علي الاقل  

أشارت الاخرى بنفى فتنهدت تمارا بتعب مُردفه : طيب تعالي هحطلك ميك اب 

اشارة شروق بالنفي مُردفه : و الله انا كدا و مش هغير من نفسي عشان البيه اللى معرفوش اللى اتجرأ و جه طلبنى من زوزو ده و بعدين ده انا عايزه اطلع عليه القطط الفطسانه 

تمارا بغضب : يا بنتى انتى بشكلك ده بتقوليلها يلا من غير مطرود ده انتى لو حد ميت عندكم مش هتلبسي كدا 

أصرت شروق علي موقفها و بصعوبة شديدة أقنعتها تمارا بوضع روچ

 بسيط علي الاقل و وافقت بعد مناوشات شديدة مردده انه حتى 

لو اضطرتها لذلك فلن تستطيع منعها مما ستفعله بعريس الغفلة 

دقائق و سمعوا رنين الجرس و يليه ترحيب جدتها بهم كانت هى تجلس

 ببرود و كأنها ليست العروس المنشودة تلعب علي هاتفها بأحد الألعاب

 و تمارا تكاد تنفجر غيظاً من برودها , ثوانى و طُرق باب غرفتها و دلفت

 مني و حينما رأتها بمظهرها اتسعت عينيها : يخربيتك يا بت يا

 شروق هما قالولك العنوان غلط ولا ايه هى دى خطوبه ولا ميتم 

ردت شروق بعدما ابتسمت بشر : لا ده ميتم الفاتحة علي روح المرحوم 

ضحكت مني بشدة علي صديقتها ثم استطردت : لا بس مزه حتى و انتى مقفلاها كدا , و الأسود يليق بكِ فعلاً مكدبوش 

وقفت هى بإستعلاء مردده : طبعاً يا بنتى انا قمر في كل حالاتى و بعدين انتى يا حيوانه جايه متاخر ليه هاه 

ضحكت هى بإستمتاع علي منظرها : اهيه اتحولت فجأة و الله صعب

 عليا يا حبيبى يا اخويا ممنش يومك , اتاخرت اصل بعيد عنك جايه تبع العريس 

نظرت لها شروق بعدم استيعاب ثم اتسعت عيناها بدهشه : بقا انتى يا واطيه يا كلبه اللى جايبه العريس و جايه , انتى عندك اخوات يا بت و مقولتليش ولا انتى العريس معجبكيش طفشتيه و جبتهولى 

ضحكت كلاً من تمارا و مني عليها بينما هى ترمقهم شزراً ثوانى و طُرق

 الباب و دلفت الجدة تفاجئت مما ترتديه حفيدتها و كانت ستنهرها و

 تجبرها علي تغيره و لكنها تعرف عقل حفيدتها و عنادها لذا تنهدت في 

تعب و استطردت : ايه اللى عملتيه في نفسك ده يا اخرة صبرى هو انا مت و انا معرفش , هقول ايه هقول ايه فيكى و 

انتى فيكى كل العبر ثوانى و تيجى ورايا بالمشروبات من المطبخ يلا اخلصى 

تبعتها شروق بلامباله و كأن شيئاً لم يكن و حملت المشروبات و كانت

 في طريقها لصالة الاستقبال و لكن قبل دلوفها احست بضربات قلبها تتزايد و كأنها في سباق و هى التى كانت تمثل 

اللامبالاه منذ لحظات تنفست الهواء و دخلت و هى تضع أعينها أرضاً

 و الارتباك هو المسيطر عليها 

بمجرد دلوفها وقعت أعينه عليها " كانت ترتدي فستان من اللون 

الأسود به طبقه من الشفون و تظهر طبقات من اللون الابيض أسفلها يصل

 لأسفل قدميها و عليه چاكت من اللون الأسود و حجاب اسود اللون

 به فراشات بيضاء تخفف قليلاً من حدة اللون و حذاء بكعب أزرق اللون " 



وجدها تتهادي في خطواتها و يزين وجنتيها اللون الأحمر دليلاً علي

 خجلها و بمجرد ان رفعت أعينها و وقعت أعينها به إتسعت حدقتيها 

في دهشه و تطلعت للجمع الموجود و كان اخر أحلامها ان يكون 

هو العريس , بالتأكيد هى تحلم الآن أفيقي يا غبيه أفيقي و لكن

 من الواضح انه الواقع وكزتها مني بجانبها حتى تتحرك لتقديم

 المشروبات فذهبت للتقديم و حتى حان الدور عليه تركت الكوب الخاص

 به علي الطاوله أمامه ضحك الجميع علي ارتباكها الواضح بينما أسرعت

 هى لجانب جدتها تحتمى بها وأمطارها مُسلطه علي الارض و لم ترفعها و

 تبعث بيديها بإرتباك و خجل سيطرا عليها و هى من كانت تنتوي الهلاك 

له منذ قليل و لكن ماذا الان , و كيف جاء هذا الى هنا 

تداول الجميع الحديث بينما هى لا تستمع سوي لصوت ضربات قلبها في ازدياد , استمعت لصوت جدتها تناديها : شروق خدي تميم يشوف التصميم اللى انتى عملاه للبلكونة 

لعنته في سرها و كانت سترفض لولا نظرات جدتها له , إستقامت في وقفتها و اتجهت لباب السرقه المُطلة علي الصاله و كان هو يسبقها دخل و أستند علي الحافة قائلًابإستفزاز  : ملاقتيش طقم اسود اكتر من ده تلبسيه يا حبيبتى 

ردت هى بحنق : حبك برس ايه حبيبتى دى انت تعرفنى عشان تقولي يا حبيبتى 

ابتسم هو لقدرته علي إثارة غيظها ثم استطرد : طبعاً يا بنتى ده احنا عشرة مستشفي و خناقات و بعدين انا جاي و ناوي أخد النوت اللي ليا عندك 

نظرت هى له بتساؤل : نوت ايه 

ضحك هو بإستفزاز : النوت انتى مش فاكرة لما جيتى المستشفي و فكرتينى نايم و 

ضغطت هى بكعب حذائها علي قدمه ليكف عن ذاك الحديث ثم أسرعت تهتف : بس بس الله يخربيتك هتفضحني انا ما صدقت نسيت اليوم ده 

تأوه هو في ألم قائلًا : رجلي راحت يا مفترية انا اعرف انتوا بتلبسوا الكعب ده ليه و بعدين هتخربي بيتى ليه ما هو هيبقى بيتك برضوا 

أردفت هى متابعه بغضب : ده بعينك ...... تنهدت بتعب ثم أضافت بهدوء و ندم : بص يا بشمهندس انا عارفه إني غلط لما جيت و قولت الكلام ده و مش مستوعبه ازاى حصل لحد الوقتى , اعتبر  كل الكلام اللى اتقال مسمعتوش و لو جاي عشان كدا فياريت تخرج دلوقتى و ترفض الموضوع ده انا مستحيل اقبل انى اتخطب او اتجوز لواحد لمجرد انه بيحس بالشفقة عليا عشان موقف غبي حصل في وقت معين , انا هنسي اللى حصل و انت انسي اللى حصل 

كان ينظر لها بصمت و بعد انتهائها من حديثها اردف بهدوء : خلصتي كلامك ..... اممممم طب احب اقولك يا انسه انى عمرى ما هتجوز واحدة و اجيب اهلي معايا لمجرد انى مشفق عليها و بعدين هشفق عليكى انتى ليه ده انتى تاكليني انا و العيله الكريمه اللى برا دى 

ابتسمت هي في خجل من حديثه بينما تابع هو بسعاده چراء ضحكتها : شروق انا بحبك بجد من اول مره شوفتك فيها , انتى حركتي حاجة في قلبي كانت ماتت مع الوقت , حسيت بمشاعر اول مره تزور قلبى كنت بفرح اوى لما اشوفك صدفه و نتخانق علي حاجة تافهه , لما جيتى لمريم و احنا في المستشفي وحصل اللى حصل وقتها مكنش قَصدى أوجعك بالشكل ده صدقينى وجعك انتى بيتضاعف و يصيب قلبي , لما شوفتك قدامى علي الارض فاقدة الوعي حسيت ان روحى انسحبت مني كنت مع كل لحظه بتمر و انتى في اوضه الكشف بحس بوجع بيضرب قلبي , و لما اطمنت انك بخير حسيت بروحي بترجع تانى ليا , لما كنت غايب عن الدنيا حلمت ان في مكان في ورد كتير و خضره و السما صافيه و فيه طيور حوليا كتير بعدين نور الشمس ضرب في عيوني حاولت اغمض عيني و فتحتها لقيتك جايه من بعيد و علي إيدك بنوته جميلة تشبهك لكن لما فتحت عيونها شوفت عيون أمى فيها و بعدين ضحكت و لقيتك بتمدي إيدك و بتعطهالي اول ما حضنتها حسيت بإحساس جميل اوى مش قادر اوصفهولك , بعدها لما جيتيلي في المستشفي مكنتش نايم بس كنت بفتكر الحلم الجميل اللى حلمته و كان عقلي بيقولى انك عمرك ما هتحبينى , انا متحبش كلهم مفكرني قوي بس انا ضعيف و محتاج حد يسمعنى محتاج ايد تطبطب علي قلبي محتاج سند و دعم ليا محتاج لوجودك في حياتى ترتبيهالى و تمسك بإيدى و تقوليلى انا جنبك و مش هسيبك محتاج اخلص شغلي و اجري علي بيتنا انام في حضنك و تقوليلى احكيلي انا سمعاك , لما سمعت كلامك حسيت بقلبي عايز يطير من الفرحة حسيت ان ربنا بعتك في الوقت المناسب عشان يقولي اهيه العوض اللى متخبي لك هى دى عوضك عن الحياة و كل اللى فيها حسيت انه بيقولى انت تتحب و اللي بتتمناها من سنين قدامك اهيه , شروق انا تعديت مرحلة الحب متسألنيش ازاى , لانى مش هقدر اوصفلك مشاعري اكتر من كدا و هستني قرارك 


كانت تشعر بذبذبات في قلبها چراء حديثه , كانت تشعر روحها كالفراشة التى ترفرف بجناحيها فرحه بتفتح أزهار الربيع , هل يعشقها لهذا الحد ؟! يا الله ماذا فعلت حتى أحظى بكل هذا الحب ؟! نعم تحبه هى الاخرى و بجنون انتظرته كثيراً و ها هو الآن جاء بعد انتظار طويل , شعرت بنبرة الحزن في أخر جملة القاها لذا و بتسرعها كالعادة أردفت بلهفه : بس انا موافقه 

ثوانى و أدركت ما قالته فأتسعت عينيها و شهقت بصدمة ثم وضعت كفها علي فمها و أغمضت عينيها تنفي برأسها تسرعها كالعادة 

انصدم هو في البداية و لكن تحولت صدمته لضحكة متسعه چراء افعالها الطفولية تلك الطفلة المشاكسه الصغيرة اقترب قليلاً منها ثم هتف بصوت منخفض نسبياً : علي فكرة البلكونة ديكورها حلو اوى عقبال ديكور بيتنا 

قال جملته و خرج لهم بينما تسرب الخجل لوجنتيها و نهرت ذاتها علي ذلك التسرع الذى اصبح يصاحبها في الآوان الأخيرة استدعت ثباتها ثم توجهت للخارج و جلست بالقرب من جدتها و وجهها يشع خجلاً 

أردف تميم بثبات : لو تسمحيلي يا زوزو لو مش هيضايقك انى اقولك زوزو 

إبتسمت الجدة مُردفة : بالعكس يا ابنى اتفضل 

تنحنح هو بإبتسامه تزين شفتيه : لو تسمحيلي نلبس الخواتم دلوقتى و الخطوبة تبقى نهاية الأسبوع ده , ده طبعاً لو مش هيضايقك في حاجة 

ضحكت الجدة علي تسرع هذا الاخر فهو يذكرها بتسرع حفيدتها : مش لما نعرف رأى العروسه الاول يا ابنى مش يمكن مش موافقه 

أردف هو بتسرع غير معهود به : السكوت علامة الرضا وافقى انتى بقا يا زوزو 

انطلقت الضحكات عليه و عائلته في حالة صدمه فهو يعرف عنه البرود و الثبات فمتي اصبح بهذا التسرع 

أردف سليم بضحك : لا انتى حالتك بقت صعبه خالص يا تميم انا انصحك يا زوزو تجوزيهم بأسرع وقت 

بينما أضافت مريم ضاحكة : انا مش مصدقه ان ده ابيه ده كان فريزر الحب بيغير يا جدع 

نطر هو لهم شزراً بينما ردد والده : بص يا بنتى احب اسمع رأيك دى حياتك و ده مستقبلك و انتى عندى زى مريم بنتى و انا عايز اسمع قرارك انتى و لو محتاجة وقت كمان انا موافق 

ابتسمت هى في خجل بينما أردفت الجدة : ها يا شروق قولتي ايه يا حبيبتى 

ردت هى في خجل واضح على صوتها : اللى تشوفيه يا تيته 

ابتسمت الجدة قائله : يبقى علي خيرة الله 

وقف هو و اخرج الخواتم من جيب چاكته مدت هي كفها فألبسها خاتمها و تناولت هى دبلته و ألبستها له تطلع كلاً من مريم و مني لبعضهما ثم صاحتا في صوت عالى : تووووم و جيري اتخطبوا مش مصدق يا راجل بالحضن يا صاحبي 

تعالت الضحكات علي جنونهم بينما إحتضن ثلاثتهم بعضهم البعض 


بينما كانت هناك عيون اخرى تنظر بحزن و ألم و ندم 

فماذا سيكون المصير المُحتمل ؟! هل سيحظى الجميع بفرصة ثانية في الحب ؟! أم هل قد فات الآوان و خطي القدر بكلماته و انتهت الحكاية و لم يعد هناك من عودة ؟! 🥀🖤

الخاتمة 🦋💙


في شقة الجدة زينب 


كانت تقف في المطبخ تفرغ محتويات الإناء في احد الاطباق الزجاجية ذو الحجم الكبير نسبياً ثم وضعت بجانبه أربعة أكواب يوجد في داخل كل منهم مشروب مختلف عن الأخر , إنتهت من مُهمتها تلك لتحمل ما أعدتهُ مُسبقاً و تتجه لإحدي الغرف و أصابعها تلتقط بضع حباتٍ من الذرة و تأكلهم بِنهم واضح حتى وصلت للغرفة فسمعت أصوات ضحكاتهن تزداد فأقتحمت الغرفة متسائلة في فضول مُضحك : بتضحكي علي ايه يا بت انتى و هى ؟! يعنى أسيبكم ربع ساعة بس اروح اجيب تسالي و اجي الأقيكم نسيتوني و بدأتم الليله من غيري , طيب مفيش أكل هاه 

أردفت مني و هى تسرع بخطواتها لها بضحك : لا ده كله إلا الفشار و المانجا انتي بتقولي ايه 

بينما رددت مريم و هى تتظاهر بالجدية : زوجة أخي الحبيب إقبلي يا فتاة لم نفتتح السهرة بعد ننتظرك 

نظرت لها في حنق طفولي : بت انتى اتكلمى بأسلوب أحسن من كدا ايه اللغه الغريبة دى و بعدين ايه زوجة اخي دى انتى عايزة ترفزيني و خلاص مش كفايا أخوكي عليا ..... ثم وجهت بصرها لأعلي و رفعت يديها في بكاء مصطنع مُردده : ليه يارب كدا بس ده انا عمري ما ظلمت حد و كنت بسمع كلام تيته كله ايوه مكنتش بشرب اللبن بس كنت بسمع باقي الكلام و في الأخر يكون نصيبي كائن الغابات البارد ده 

وكزتها مني بضحك مردده : كائن الغابات البارد برضوا نفسي اعرف الشجاعة دى بتروح فين لما بتقفي قدامه ده احنا تقريباً صوتك مبنسمعهوش 

تابعت مريم بخبث و هي تلتقط إحدي حبات الذرة : بيتبخر ... صوتها بيتبخر و تلاقي البت وشها قلب حبة طماطم مره واحدة كدا و عنيها في الأرض و بتبقي قطة سيامي لكن اول ما بيمشي من هنا و تقعد معانا تقلب قطة مشردة من اللى متربين في الشارع و صوتها يوصل لأخر العمارة 

إتسعت عينها في ذهول من حديثهم و أنقضت عليهم و هى تقذفهم بأحد الوسائد : اه يا حيوانة يا جزمه منك ليها انتوا مش طالعين من هنا انهارده الا ما اعملكم إعاقة و ابقوا وروني هتحضروا الفرح بكرا ازاى 

أخرجت مريم رأسها ببطء من خلف الحائط و هى تقول بتوچس : إستهدي بالله يا مرات اخويا ده انا عروسة فرحي بكرا , يرضيكى أحضر الفرح مضروبة و ابو العيال يشوفني كدا يطفش ولا العيال هبقي أوريهم صور فرحي إزاي 

نظرت مني لها بغضب و هى تخرج من خلف المنضدة التى إحتمت بها و قد تناست وجود شروق بالغرفة مُردفه : هو ده كل اللى همك العيال و ابو العيال ده انتى عيلة تستاهلي الضرب فعلاً .........

و كمان انتى عارفه انها بتولع لما بتقوليلها مرات اخويا و بتفكريها باللي عمله تميم يوم خطوبتهم و هى شايطه لوحدها جايه تولعيها اكتر 

نظرت مريم تجاه شروق برعب فرأت الشرر يتطاير من أعينها بينما نظرت لمني التى مازلت لا تدرك ما أقحمت نفسها به و قال بإستعطاف : حبيبتى يا مني هتوحشينى مكنش يومك يا حبيبتى , اسمك هيتكتب في الجرايد العروس التى قتلت قبل زواجها بيوم 

نظرت مني لها برعب ثم أدارت وجهها بإتجاه شروق و هى تبتسم بساذجة مُردفة : طبعاً لو حلفتلك ان مش انا اللى كنت بتكلم من شوية مش هتصدقينى 

طيب انتي تعرفي ان المسامح كريم و بياخد حسنات كتير و بيدخل الجنة 

نظرت لها شروق بإبتسامة خبث و لم تتحدث فظنت تلك الساذجة انها تأثرت بحديثها بينما أيقنت مريم من نظراتها انه الهدوء الذي يسبق العاصفة و بالفعل ما هي الا ثواني و كانت " السلاح السري لكل ست مصريه _ ما تسمية بالشبشب "  يصطدم بوجه تلك الساذجة و ما كادت تستوعب حتى وجدت الأخر يلحقه فأسرعت للأختباء بمريم فكان الثاني من نصيبها 

تأوهت مريم و هى تنظر لهم بغضب : طيب انتوا اتنين حيوانات بتتخانقوا انا بتضرب لييييييه , و انتي يا زفته جايه تستخبي فيا ديماً جيبالي الضرب و التهزيق من و احنا صغيرين 

ضحكت مني بخفوت مردده : الله و انا مالي يا لمبي و بعدين ما انا كنت بتعاقب معاكى ديماً لما تعملي مصيبه مع انى مكنتش عملت حاجة ......... مره من نفسي بقا اتعاقبي معايا

كانت شروق تضحك علي مشاكستهم المعتادة لبعضهم البعض التي أصبحت جزء من روتينهم اليومي إذا ما أجتمعوا الثلاثة معاً , ثواني و دلفت تمارا من باب الغرفة مُردفة : صوتكم واصل لأخر الشقة بتضربوا بعض ليه يا اطفال ده يوسف مش بيعمل زيكم كدا 

نظرت لها مني بغيظ : أخيراً تمارا هانم إتكرمت علينا و خلصت مكالمة الحب و الغرام و هتقعد معانا شويه يا اختى امال لو الفرح مش بكرا , ايه مبتزهقوش كلام ٢٤ ساعة 

ضحكت كلاً من مريم و شروق علي حديثها بينما نظرت لها تمارا بضحك مُردفة : ما هو النق ده اللى جايبنا ورا ...... ثم نظرت لها بخبث مُردفه و انا اللى جايه أقولك ان كريم كان واقف مع تيته برا عايزك يتكلم معاكي في حاجة سر باين 

توترت هى من نظراتها مُردفه : ك ككريم هو قالك انه عايزني انا يعنى 


تعالت الضحكات علي توترها بينما أردفت مريم بخبث : ده الظاهر ان مش البت شروق بس اللى بتقلب طماطم اطلعي يا حبيبتى لجوزك يا ماما كفاية واحده عامله إضراب و بقالها شهر و منعته يشوفها او يكلمها و سايباه يطلع عصبيته فينا 


نظرت لها شروق بلامباله و هى تسحب كوب المانجا الخاص بها و ترتشف منه : امممم المانجا دي عسسسسسل عشان انا اللى عملاها طبعاً حد فيكم يعرف يعمل مانجا زي كدا 


ضحكت مني علي برود صديقتها و أسرعت ترتدي حجابها ثم خرجت و هى تردد : و الله فرحانه في تميم اهي شروق هتطلع عليه كل اللى كان بيعمله فينا 

رمقتها مريم بذهول مردده : بقا شمتانه في تميم طيب ايه رأيك انا هقوله


لم تستمع رداً فقد كانت قد غادرت الغرفة بالفعل فأنضمت لكلاً من شروق و تمارا  علي الفراش تتناول المشروب الخاص بها و هى ترمق صديقتها بنظرات تساؤل و فضول مُردفه : برضوا مش عايزه تقولي ايه اللى حصل بينكم عشان تميم يتعصب كدا و تتخانقوا 

نظرت لها الأخري بملل و لامبالاه مُردفه : شوية فشار من جنبك يا أخت مريم عشان الواحد يتسلي بدل الملل ده 

نظرت الآخري لها في إستنكار و ناولتها ما أرادت و هى تُحرك رأسها بيأس منهم بينما تمارا كانت بعالم آخر مختلف عنهم فكانت مازلت تحت تأثير كلماته التي أطربت مسامعها و صوته المُفعم بالحب و الحنان  , تذكرت ذلك اليوم الذي تغيرت به كل حياتها , ذلك اليوم الذي لن تنسي تاريخه أبداً مهما حدث , ذلك اليوم الذي إستجاب الله لدعائها و كان يوم سعادتها 


فلاش باك ( قبل ٦ أشهر )


كانت تُسند رأسها علي مقعد السيارة مغلقة عيناها تسبح في ذكريات مضت تمنت لو كانت هناك فرصه أخري لهم معاً , تمنت لو كان كل ذلك كابوس و سوف تستيقظ منه بمجرد فتحها لعينيها , تمنت لو لم تجرحه بحديثها , لو كانت إستمعت تلك المره لقلبها المتمرد عليها , هو كان فقط ينتظر و لو رد فعل صغير منها انها تصدقه و لو بنسبة ١٪؜ فقط , لو فقط قالت له إثبت لي صحة حديثك ربما حينها كانت هناك فرصة لحبهم بعد كشف الحقائق , لقد إستطاعت قراءة نظرات الألم و الحزن في عينيه و نبرة الصدق في حديثه , تمرد قلبها و لكنها لم تستمع إلا لصوت العقل الذي نفي كل الحقائق الواضحة أمامه كضوء الشمس متمسكاً بفكره واحده فقط ألا و هي انها هي الشخص الوحيد الذي ظُلم في كل ما حدث و هو مُذنب مثلهم بل و أكثر , فظلت تردد بهمس كلمة واحده فقط " يا ليت " 

أفاقت من غفلتها تلك علي صوت إبنة خالتها التى تمكن القلق منها : تمارا انتي كويسه يا حبيبتى , انا بكلمك من ساعة و انتي مش سامعه و لا بتردي انا قولت حصلك حاجة بعيد الشر 

كانت رحاب تتحدث بهمس حتي لا يصل صوتها لخالتها التي تجلس بجانبهم محتضنه يوسف تلاعبه أو زوج خالتها الذي خرج حديثاً من المشفي فهو في غني عن مشكلة أخري تُعيق من شفاءه و تدخله في غيبوبه آخري 

طمأنتها تمارا علي يدها بهدوء : انا بخير يا حبيبتى متخافيش عليا يعني هيحصلي ايه اكتر من كدا , اتعودت خلاص علي البعد و الوجع مفيش جديد تقلقي منه عليا 

نظرت رحاب لها بعتاب مُردفه : كان بإيدك انك تمحي البعد ده بس انتى اللى اختارتي غلط  ...... صمتت للحظه ثم تابعت : بس اكيد في طريقه لسه عشان ترجعوا لبعض روحي و اعتذريله يا تمارا و وأحكيله عن كل اللى حصل معاكى  و هو اكيد هيقدر

إبتسامه يائسة صدرت منها و هى تُردد : معدش ينفع خلاص يا رحاب كله انتهي انا نهيت كل حاجة بغبائي و حتي معطتش له الفرصة انه يدافع عن نفسه عشان كدا انا مستحقش فرصه منه أدافع عن نفسي أو افهمه أسبابي 

تنهدت الآخري بتعب علي حال إبنة خالتها الغاليه : سبيها علي الله يا تمارا و قولي يارب و ربنا قادر يغير حال القلوب في لحظه و سليم طيب و هيسامح 

أطلقت الآخري تنهيدة تعب مُردفه : يارب يااارب 

توقفت السيارة عن الحركة و ألتفت كريم مُردفاً : وصلنا يا جماعه يلا إنزلوا انتوا أدخلوا و انا هركن العربية و أجي 

هبط الجميع من السيارة مُتجهين للحفلة بينما أردف كريم لتمارا بعدما هبطت : تمارا أستني في حاجة مهمه عايزه اقولهالك 

إلتفت رحاب لتمارا قائله : طيب أنا هسبق مع خالتو و انتوا خلصوا و تعالوا 

بعد مغادرة الأخري وجهة تمارا نظرها لكريم بمعني " ماذا حدث ؟! " فأردف هو بصوت حزين : في حاجة انا كنت عايز أعملها بس كنت عايز أفهمك الأول كل حاجة عشان ميحصلش سوء تفاهم 

تطلعت هى له بدهشة من حديثه : في إيه يا ابني انت قلقتني 

رد الأخر بتوتر ظهر بوضوح من حركة يده التي تسللت بين خصلاته في إرتباك واضح : اصل انا كنت عايز اخطب بس اكيد هى عمرها ما هتكون زي زهره بالنسبالي و عمري ما هنسي زهره و انا مكنتش عايزك تفكري أني وحش كدا و محبتش زهره انتى كنتى قريبه جداً منها تفتكري زهره هتزعل لو اتجوزت غيرها 

إبتسمت الأخري علي إرتباكه و علي كلماته الغير مرتبه : اهدي يا كريم انت مش هتعمل حاجة غلط او حرام ده حقك انك تتجوزى تعيش حياتك امن لسه صغير و مينفعش تدفن قلبك من الوقتي و زهرة الله يرحمها عمرها ما هتزعل منك عشان كدا بالعكس دى هتبقي زعلانه انك لسه موقف حياتك لحد دلوقتي و انا عمري ما هزعل بالعكس ده انت اخويا و هفرحلك و بابا و ماما اكيد هيوافقوني , روح انت بس ألحق أخطب البت قبل أما العريس اللى جاي ده يخطفها منك و مُني المجنونة شكلها فقدت الأمل فيك و هتوافق عليه 

نظر لها بدهشه فهو لم يذكر إسمها حتي فكيف عرفت انها من يتحدث عنها , إبتسمت هي حينما قرأت دهشته مُتابعه : باين أوس علي فكره انك بتحبها و واقع فيها و دور البارد اللى مش شايف حد ده مش انا اللى أصدقه انت اخويا اللى متربين مع بعض من و احنا صغيرين يعنى فهماك كويس اوى , اوعي تظلمها معاك يا كريم مني بتحبك و كمان هي طيبة و تستاهل كل خير مش هقولك إنسي زهرة بس خصص أوضه صغيره في قلبك جمع فيها كل الذكريات و المشاعر لزهرة و بعدين أقفلها و ابدأ من جديد مع مني و إياك تيجي عليها في يوم لان وقتها انا اللى هقفلك 

إبتسم هو علي تلك الصغيره التي تمتلك كل تلك الحكمه بالرغم من صغر سنها , ثم تذكر أمر أخر فأردف : طب و يوسف 

إستطردت الأخري بهدوء و هى تطمئنه : يوسف ذكي و انا هقعد معاهم و افهمه كل حاجة براحه و بعدين دى مُني روحها في يوسف و يوسف كذلك يعنى احتمال كمان يعملوا حزب و يطردوك منها  , روح انت اتكلم مع باباها و انا عليا يوسف و بابا و ماما و سيب الباقي علي ربنا 

تنهد الآخر براحه و كأنه تخلص الآن من نصف الآختبار و باقي النصف الآخر اما هي فألتفت لتغادر و لكنها انتبهت علي كلماته : سليم هيسافر يا تمارا انا عرفت بالصدفه و كنت متردد أحكيلك بس انتي لازم تعرفي , سليم لو سافر مش هيرجع هنا تاني لسه في إيدك تغيري كل ده 

كلماته وقعت علي مسمعها ف أدمي قلبها و تساقطت الدموع من مقلتيها و كأنها كانت بأنتظار تلك اللحظه رفضت أن تظهر ضعفها لآخر حتى لو كانت تعتبره شقيقها فأردفت بصوت جاهدت لجعله متماسك و هى مازالت تواليه ظهرها : مبقاش ينفع خلاص هو اختار طريقه و يمكن ده احسن ليا و له و حكايتنا انتهت من قبل ما تبتدي 

أردفت كلماتها ثم أسرعت بخطواتها للداخل و الدموع تغطي مقلتيها فكادت تسقط عند إصطدامها بشخص ما لم تتبين ملامحه في بادئ الأمر و لكن صوته كان كفيلًا بإيفاقتها 


كان في طريقه للخارج مبتعداً عن الضوضاء فاليوم خطوبة شقيقه و عقد قران شقيقته أيضاً كم تمني لو كان هو أيضاً يعقد قرانه عليها في هذا اليوم و لكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن , تابعه طريقه للخارج ليجري مكالمه مع صديقه الفرنسي يخبره بمعاد طيارته في اليوم التالي لإستقباله في المطار 

, رفع نظره علي المكان من حوله فوقعت عيناه عليها - كان يُدرك قدومها الحفله فهو علي معرفه بصداقتها مع خطيبة أخيه و لكنه كان سيتجنب لقاءها حتى لا يثير غضبها تنفيذاً للوعد الذي قطع لها - و لكن حينما وقع نظره عليها و هي تهرول في سيرها مسرعه و دموعها تتسابق علي وجنتيها تآكله القلق خوفاً أن يكون قد أصابها مكروه فأسرع بإتجاهها و لكنها إصطدمت به و كانت ستسقط أرضاً و لكن إستطاعت أن تحافظ علي إتزانها , فأسرع هو يتسائل بقلق واضح في نبرة صوته : تمارا انتي كويسه في حاجة حصلت حد ضايقك و انتي جايه 

كانت تستمع لنبرة قلقه و خوفه عليها و هي تبكي فقط و قد تعالت شهقاتها اما هو فعندما إزدادت في بكاءها تملكه القلق أكثر : طيب انتي بتبكى ليه بس فهميني ..... اهدي عشان خاطري و قوليلي بس ايه اللى حصل متقلقنيش زياده ...... حينما لم يستمع للرد و قد تملكه القلق خوفاً ان يكون أحد الشباب أساء لها لم يستطع التحكم في نبرة صوته فأردف بعصبيه : أهدي بقا و فهميني 

توقفت هي عن البكاء و تراجعت خطوات للخلف خوفاً من نبرته تلك التى تسمعها للمره الآولي فأدرك هو الخطأ الذي إرتكبه و أنه بدلاً من ان يهدئها زاد خوفها منه لذا تنهد بتعب و هو يحاول التماسك و أردف معتذراً : تمارا انا أسف صدقيني مكنش قصدي أعلي صوتي عليكى بس انا من خوفي عليكى متحكمتش في أعصابي انا أسف سامحيني 

أردفت هي ببكاء يتملك من صوتها و شهقاتها لم تهدأ بعد : انا اللي أسفه عن كل حاجة حصلتلك بسببي , أسفه أني مصدقتكش و لا عطيتك فرصه تدافع عن نفسك , اسفه علي كل وجع سببتهولك من غير قصدي , اسفه أني بدل ما اقف جنبك و أساندك كذبتك و زودت وجعك أكتر انا أسفه لقلبك اللى اتوجع بسببي سامحني لو تقدر 

إنتهت من كلمتها و انتهي هو من الإستماع لها فما كان منه الا ان وجه نطره لها مُردفاً : متتأسفيش علي حاجة بالعكس انت ملكيش ذنب انا اللى دخلتك في حياتي من الاول و عرضتك لكل ده , انا السبب ان ناس زي دول يحاولوا يأذوكي عشان ينتقموا مني فيكى , انا سيبتلك مشاكل كتير في حياتك من اول ما ظهرت فيها انتي كنتي أفضل من غيري انا اسف سامحيني 

كان سيغادر بعد إنتهائه حتى وصل له صوتها مُردفه : عشان كدا هتسافر و تسيب أهلك و صحابك بسببي 

أغمض عينيه مُردفاً بألم  :  انا وعدتك انك مش هتشوفيني تاني عشان ترتاحي و تعيشي حياتك براحتك و هنفذ وعدي ليكى 

نظرت هي له بحب و إشتياق : حتى لو قولتلك أني متنازلة عن الوعد ده و اعتبر انك موعدتهوش و خليك هنا مع اهلك و متسافرش 

تطلع هو لها بإبتسامة أمل و رجاء واضح بعينيه : يعني انتي عايزاني مسافرش عشان أهلي بس 

تسربت حمرا الخجل لوچنتيها فرفعت كفها لتمحي دمعاتها و تخفي إرتباكها : ااااه اكيد هما محتاجينك 

ضحك هو بخبث علي إرتباكها ثم أضاف : هما بس اللى محتاجيني جنبهم لا يبقى أسافر لبنات فرنسا و جمال بنات فرنسا و رقة بنات فرنسا بقا 

ثواني و كان الشرر يتطاير من أعينها فتطلعت له في غيره قاتله : اه يا سافل يا خاين يا قليل الادب قول بقا انك عاملها حجه عشان تسافر للبنات و انا اللى كنت بحبك و افتكرتك  محترم و 

اتسعت عيناه بدهشه و حب  فتلك هي المره الأولي التي تعترف فيها بحبها لها فأردف سريعاً : انتي قولتي ايه 

نظرت هي له بتعجب و قالت : افتكرتك محترم ؟!

_ لا لا اللى قبلها 

 = تسافر للبنات 

_ في جمله في النص كدا مهمة افتكريها


أدركت هي ما تفوهت به فزاد إرتباكها و حاولت الفرار مسرعة للداخل و لكن إستمعت لصوته و هي تهرب مُردفاً بحب : علي فكره و انا كمان بحبك و هاجى أطلبك من عمي و هنتجوز و انتي هتوافقى و المره دى هتجوزك يعني هتجوزك و ابقي وريني هتهربي مني فين تاني


أسرعت تبحث عن مكان تواجد عائلتها في ضمن هذا الحشد  و دقات قلبها تكاد تُسمع من قِبل الجميع و هي تستمع لكلماته تتردد علي مسامعها 


أما علي الجانب الآخر 


فكان تميم يجاور الجدة زينب بمقعده و يتحدث معها بموضوعٍ ما و يظهر من ملامح الجدة التردد و الرفض بينما ملامح تميم تُظهر إصراره و ثقته و بعد حديث إستمر فقط لبضع دقائق أردف تميم برجاء واضح في نظراته : لو انتي فعلاً بتحبيبني زى شروق و غلاوتي عندك قريبه من غلاوتها و واثقه أني عمري ما هخيب ظنك فيا يبقي لازم توافقي ها قولتي إيه يا زوزو 

إبتسمت الجدة في طيبة و حب لذلك الشاب الذي يجلس بجانبها متمسكاً بيديها و نظراته تمس فيها الصدق و الرجاء , و ها قد أطمئنت أخيراً علي حفيدتها الغاليه برفقته و هي علي ثقه كامله بأخلاقه و أنه الشخص الوحيد الذي يستحقها لذا ربتت علي كفيه بحنان مُردده : انت غلاوتك عندى كبيرة جداً صدقني و لازم تتأكد كمان ان ثقتي فيك كبيرة و الا مكنتش أمنتك علي أغلي ما أملك و كل ما أملك بس انا مسلمهالك و انا متاكده انك هتراعي ربنا فيها و الحب اللى في عيونك ده مطمني عليها معاك بس اوعي في يوم تخذلني و تأذيني فيها ساعتها عمري ما هسامحك , شروق طفله صغيره اعتبرها بنتك قبل اما تكون مراتك هى بتزعل من اقل حاجة لان شخصيتها حساسه شويه كتيييير بس بأقل حاجة هتراضيها , بكلمه حلوه او بوردة أو شكولاته بس خد بالك انها بتغير جداً علي أي حد يخصها و بتتحول ١٨٠ درجه عشان كدا اوعي تلعب علي وتر الغيره عندها عشان هتفاجئك باللي هتعمله فيك و هتندم ندم عمرك انك فكرت تعمل كدا , و زي ما قولتلك هي طفله فأعمل حسابك ان في كل يوم مقلب جديد و استعد لمشاكسه مختلفه من نوعها , هي هتملي عليك بيتك ببهجة و ألوان مشاكسه و حب و إهتمام بس أوعي في يوم تكسرها ساعتها هتخسرها للأبد و مهما عملت مش هترجعلك عشان كدا خد بالك كويس اوي عشان مترجعش تندم و تقول ياريت  , اما بالنسبه للموضوع  التاني اللى كلمتني فيه فأنا مش هقدر أرد عليك دلوقت بس سيبها لله و منها ليومها محدش عارف يمكن ربنا يسترد أمانته 

أسرع تميم قائلًا : بعيد الشر عليكى يا زوزو طيب و أبقي أوزع العيال فين ولا أنتي مش عايزه تفرحي بأحفادك

إبتسمت الجده في فرحه و دعاء : اللهم أسعد قلوبهم و أرزقهم من حيث لا يحتسبوا و قر عيني بأطفالهم , ربنا يفرح قلوبكم ديماً و مشوفش فيكم حاجة وحشه أبداً 

طبع قُبلة حنونة علي كفها مردداً بحب : ربنا يحفظ لينا يا زوزو و ديماً تدعيلنا , هقوم انا بقا قبل اما حفيدتك المجنونة تيجى و تطلع العفاريت بتوعها علينا 

أطلقت الجدة ضحكات عليهم فهي تري الفضول في أعين حفيدتها التى منذ أول حديثهم و هي تتابعهم بعينيها تريد معرفة حول ماذا يتحدثون 

بينما إتجه هو لها قائلًا : يلا بينا المأذون وصل و خالد ما صدق و خد مريم و جري عليه انا مش عارف بابا وافق يتجوزوا بسرعه كدا ليه مريم لسه صغيره 

ضحكت هي علي غيرته الواضحة علي شقيقته حتي من صديقه الذي يعتبره بمقام شقيقه و حبه لها الظاهر بنبرته فأردفت : أولاً مريم كبرت و مش عارفه إزاى انت لسه شايفها صغيره كدا سيب البت تتجوز الشخص اللى بتحبه و بيحبها بقا كفايا اللى حصل معاهم و بعدين ده مجرد كتب كتاب يعنى هي لسه هتفضل عايشه معاكم فتره في البيت مش هتمشي معاه الوقت بس في نفس الوقت عشان يقدروا يتكلموا مع بعض من غير ما يخافوا ان كلامهم غلط و حرام و بعدين مش ده صاحبك عشرة عمرك و زي أخوك و اكتر  ايه مش واثق انه هيقدر يحبها و يحميها 

تنهد الآخر بتعب مُردفاً : انا لو مش واثق فيه انا عمري ما كنت هسلمهاله بإيدي و اقف جنبه و هو جاي يخطبها من بابا بس مريم دى مش اختي بس دى بنتي الصغيره اللى علي الرغم من قرب السن بينا بس بالنسبه بنوتي الصغيره مش قادر أستوعب انها خلاص كبرت و هتتجوز و تسيب البيت 

أردفت هي بهدوء : خالد عمره ما هيبعد مريم عنكم من كلام مريم عليه ليا و كمان هو مرتبط بعيلتكم جداً و بيعتبرك اخوه و بيعتبر نفسه فرد من عيلتكم فهو بالعكس العيله هتزيد فرد مش هتنقص , إهدي انت بس و سيبها علي الله و قول يارب 

إرتسمت إبتسامه عشق و هيام علي وجهه مُرددًا : انتي ازاي كدا , ازاي بتقدري تنسيني قلقي و خوفي من كلمتين بس بتقوليهم بيخففوا عني كتير نبرة صوتك لوحدها بتطمن قلبي انتي كنتي فين من زمان ليه مكنتيش في حياتي من الاول كان كتير هيتغير 

أغمضت عيناها هي بإبتسامه هادئة ثم تنفست بعمق و فتحت إياهم مُعلقه : كل حاجة و لها وقت مكتوبه فيه , لو الحاجة جت قبل وقتها مش هيبقي لها طعم و هتمل و تزهق منها و لو جت بعد وقتها هتكون ملهاش لازم و هتتجاهلها عشان كدا بقولك سيبها علي الله و سيبها تيجي زي ما ربنا كتبها 

نظر لها بعشق لا يظهر الا معها و قد تأكد من صحة إختياره هذه المره ثم أشار لها علي مكان المأذون الذي بدأ لتوه في كتب كتاب خالد و مريم فأستمعوا له يُردد بعمليه : أين شاهد العريس 

تطلع خالد لتميم ثم أردف و هو يشير لتميم : أخويا يا مولانا 

إبتسم تميم في سعادة و نقل نظراته لشروق التى أماءت له في ثقه و كأنه تقول " أااصدقتني الأن ؟! "  نقل نظراته لصديقه ثم أسرع لينضم لهم حتى إنتهي المأذون من كلماته المعتادة مهنئهم بزواجهم ثم تهاوت التهنئه عليهم من الجميع حتى أردف المأذون : أين العريس الآخر 

تطلع الجميع لبعضهم البعض بإستغراب و تعالت الهمهات بينما تطلع تميم لزوزو ببسمه ثقه ثم نقل نظراته إليها غمز بطرف عيناه مردفاً : موجود يا شيخنا اتفضل كمل 

تطلعت هي له بذهول فلم تدرك انه سيفعل ذلك  , فاليوم الخطبة فقط من أين خطر بباله كتب كتابهم الآن و لكن لحظه الشيخ يعرف من قبل إذاً لقد خطط لذلك مُسبقاً , وجهت نظرها بإتجاه جدتها فوجدت تبتسم بهدوء : تميم طلب مني أنه يكتب كتابكم إنهارده مع أخته و قال يعملهالك مفجأة بس مش هيكتب الكتاب الا بموافقتك ها قولتي إيه 

إستقام هو من مكانه ثم إقترب منها و أردف : أنا مش هجبرك علي حاجة انتي مش عاوزها و لو مش موافقه اعتبري محصلش حاجة بس صدقيني انا عايزك جنبي و محتاج ان لما ابقي زعلان و خايف اكلمك تطمنينى , محتاج اتكلم معاكي و انا مطمن أني مش بعمل حاجة حرام او غلط نتحاسب عليها بعدين , عايزك لما تلاقي نفسك تايهه و محتاجة تتكلمي تجري عليا و تكلميني من غير ما تترددي خوفاً انك تكوني بتغلطي , صدقيني انا في الفترة دى مش هطلب منك غير أني اكلمك كل يوم لما اخلص شغلي و احكيلك كل اللى حصلي في يومي و اسمع صوتك اللي بيطبط علي قلبي في وقت مشاكلي و تنصحينى و زى ما قولتك عمري ما هجبرك علي حاجة انتي مش عايزاها القرار ليكي و انا مش هزعل بإي إختيار تختاريه 

تطلع لجدتها فوجدتها تومئ لها بفرحه فنظرت له مُردفه بحب : موافقه 

أسرع لجانب المأذون قائلًا : إبداء يا شيخنا بسرعه دي مجنونة و ممكن في ثانيه ترجع في كلامها و انا ما صدقت انها اتأثرت بالكلمتين و وافقت 

 تعالت الضحكات من الجميع علي مزاحه و أعتلت الدهشة ملامح والدته فقد تغير ولدها كثيراً منذ دخولها لحياته و لكن تغيره كان للأصلح فأبتسمت بسعادة و قد أيقنت ان تلك الفتاة هي الاختيار الأنسب لولدها العزيز , بينما تابع المأذون عمله حتى إنتهي و أعلنهما زوجاً و زوجه فوقف هو متجهاً لها حتي أصبحت مقابله له فنظر لها بعشق تغلب علي غروره مُردفاً : مبروك عليا إنتي مُشرقتي 

إرتسمت إبتسامة خجل علي وجهها و قد تسرب الخجل لوجنتيها فأصطبغا باللون الأحمر الوردي , تطلع لها بإبتسامه عشق مُتابعاً : هتصدقينى لو قولتلك ان من زمان اوي قلبي مفرحش كدا , انتي جيتي وضيفتي البهجة و الفرحه علي حياتي انا عايز اشكر الصدفة اللى جمعتنا اول مره ....... صمت لثواني ثم إستدرك : تعرفي انك حالياً لون خدودك بقا لون الفرولة و ده كله من كلمتين امال بقا لو قولتلك أني بحبك و 

بمجرد ان نطقها أسرعت تختبئ منه بجوار جدتها فقلبها لم يعد لديه القدره علي التحمل أكثر من ذلك فإن إنتظرت ثواني آخري ستقع صريعة عشقه بينما الآخر تعالت ضحكاته علي طفولتها و أسرع يتبعها منادياً : يا مجنونة استني 


بجانب بعيد بعض الشئ عن الجميع ,كان يقف خالد يتطلع ل معشوقته المشاكسه التي و أخيراً و بعد إنتظار طال لسنوات أصبحت زوجته المصون   , كان يتأملها بنظرات عاشقه  مُتذكراً كل الأحداث التي مروا بها معاً , تذكر طفولته مع طفلته المشاغبة , كم تمني هذه اللحظه منذ سنواتٍ مضت و لكن يشاء الله ان تقع كل تلك الأحداث فيُجبر علي الرحيل عنها و لكنها ظلت عشقه الاول و الأخير , عاني كثيراً في بعدها كان يدعي الله دائماً بها , كان يدعي لله ان يعزز حبه في قلبها و ألا تنفر منه أو تكرهه بعدما حدث بدون إرادته , دعي الله ألا تكون زوجه لغيره و أستجاب الله لدعائه و ها هي الآن صارت زوجته و حلاله 

تنهد بإشتياق و عشق تخلل أواصره : ياااااه يا مريم اللحظه دي كنت بستناها من سنين و الحمد لله ربنا أستجابلي خلاص و بقيتي مراتي , أوعدك ان عمري ما هزعلك أو أجرحك تاني أوعدك أني أتقي ربنا فيكي و عمري ما هخليكي تنامي يوم و دموعك في عنيكي , أوعدك إني هحبك لآخر نفس هيطلع مني 

كانت هي قد وصلت لأقصي درجات خجلها , تريد ان تخبره الكثير من الأشياء التي عانتها في غيابه تريد إخباره بعشقه الذي سيطر علي قلبها و لم يتأثر أو يقل ببعده أبداً بل بالعكس إزداد حبه و عشقه في قلبها يوماً بعد الآخر , أرادت ان تقص عليه الكثير و لكن تبخر كل حديثها من فرط خجلها 

لاحظ هو خجلها فأردف بإبتسامه عاشقه : ممكن ترفعي عينك و تبصيلي 

توترت هي كثيراً و لكنها انصاعت لحديثه و تطلعت له فتعلقت النظرات ببعضها و تحدثت العيون بلغة القلوب و عَبِقَ سحر الحب الأجواء  


أما في الداخل 

كانت مني تجلس بجانب والدتها التي لم تكف عن الحديث عن ذاك الشاب الأخير  الذي تقدم لخطبتها و لكن كان مصيره مشابهاً لمن سبقه , نعم كانت اتخذت قرارٍ بالموافقة عليه حتى تبعد تفكيرها بمن ينبض بإسمه القلب و لكنها لم تستطيع الإستمرار بذلك فلا ذنب لآخر ان يُظلم أيضاً معها , تنهدت بملل من محاولات والدتها المستميتة في إقناعها به فأردفت بإنزعاج : يا ماما حرام عليك حتي هنا , انا قولتلك ان مش هينفع أوافق عليه هو تفكيره غير تفكيري و بعدين ده جاي يتقدم عشان الصداقة اللى بينا بابا و والده و هو لا بيحبني ولا انا بحبه 

تطلعت والدتها بغضب : تفكير مين يا أم تفكير هو انتي بتفكري أصلاً ولا عندك عقل و بعدين الحب بيجي بعد الجواز و العشره مش لازم تبقوا بتحبوا بعض يعني و الولد عارفينه و عارفين اخلاقه و عيلته  قوليلى بس عيب فيه او في شخصيته يخليكي ترفضيه 

أمسكت مني بكف والدتها و هي تطبع قبله علي وجنتها مُردفه بهدوء : يا أمي يا حبيبتي انا عارفه انه كويس و مفهوش عيب بس انا و هو مش مناسبين لبعض و هو صارحني انه بيحب بنت تانيه بس باباه أجبره يجي يتقدملي و انا قدرته جداً عشان صارحني من الاول و كمان عايزكي تكوني واثقه ان لو ليا نصيب في حاجة هتيجي بلاش نستعجل و نرجع نندم تاني علي اختيار غلط ...... تطلعت لها والدتها في حزن فكم تمنت ان تري صغيرتها الوحيدة عروساً و تطمئن عليها مع من يستحقها و لكنها إقتنعت بحديثها فهي علي حق تلك المره فربما يخبئ الله لها من النصيب أجمله و لكن لم يحين الوقت بعد , أرادت مني أن تخفف من حزن والدتها الحبيبه فتابعت بمرح : و بعدين بيقولك اصبر تاخد حاجة نضيفه و انا الصراحة مش هرضي بأقل من وزير اه معلشي احنا بنتكلم 

تعالت ضحكات والدتها علي مشاغبة صغيرتها فهي تعرف انها تحاول التخفيف من حزنها بينما أردفت مني : ايوه كدا يا مامتي اضحكي محدش واخد منها حاجة و بعدين انا بحبك و ناويه اقعد معاكي انتي و الحاج ابويا شوية كدا ولا انتوا عايزين تطفشوني عشان تستولوا علي البيت لوحدكم 

أردفت والدتها بضحك بعدما وجدت زوجها يسحب مقعده و يجاورهم : تعال رد علي بنتك حبيبتك اللى مدلعها شوف بتقول ايه 

أردف الأب في حنان : بنوتي الحلوه اي حاجة تقولها اكيد صح 

تطلعت هي لوالدتها و أردفت : شوفتي بابا ده حبيبي حبيبي حبيبي 

كانت والدتها ستعترض و لكن قاطعا حديث أحد الأشخاص الذي توجه لزوجها بحديثه : دكتور إبراهيم كنت عايز اتكلم مع حضرتك في موضوع مهم لو سمحت

وصل صوته لمسامعها فرفعت نظراتها تطالعه بدهشه فأي حديث يجمعه بوالدها رددت بتعجب : كريم !!!


بااااك

.......................


_ تمااااااارا انتي يا بنتي .... صاحت مريم بصوت مرتفع بعض الشئ , فأنتبهت لها تمارا  بعدما كانت في عالم ذكرياتها بما حدث قبل ٦ أشهر و الذي تبِعهُ خطبتها من سليم , أفاقت من ذكرياتها علي صوت مريم فأردفت بهدوء :  نعم يا مريم 

نظرت لها الآخري بعدم تصديق : نص برود أعصابك , نص ساعه بنادي عليكى و في الاخر تقوليلى نعم يا مريم 

تعالت ضحكات شروق عليهما و أردفت بمكر  : يا بنتي دى بتحب في الفون من شوية يعني اكيد كانت سرحانه فيه و انتي قطعتي اللحظات الرومانسيه 

تعالت ضحكات مريم بينما رمقتهم تمارا بغضب و أردفت : هو يتعافي المرء بأصدقائه فعلاً و بعدين ما تردي علي الفون بتاعك اللى صدعنا ده 

قالتها تمارا حينما تعالي رنين هاتفها مجدداً بينما تابعت مريم : اه و ياريت تخف علي أخويا شويه كفايه نكد ده الفرح بكرا هاه بكرااا 

تطلعت لهم هي بلامبالاة و كادت بأن تنهي الرنين و لكن تراجعت في آخر الآمر و أسرعت بخطواتها للشرفة أجابت علي مكالمته : نعم 

أجاب الآخر بغضب من تجاهلها لمكالماته : ممكن اعرف مبترديش عليا من انبارح ليه , و ايه اللي حصل لكل ده 

أجابته بإنفعال : لا صح هو مفيش حاجة فعلاً انا ازاي اعمل كدا , ايه يعني اجي الاقي السكرتيرة بتاعت حضرتك بتقول فيك شعر لصاحبتها و تتغزل في جمالك و تقولها انك معجب بيها و بجمالها و المفروض أني أسكت و اعمل من بنها مش كدا 

أجابها الآخر بإنفعال مماثل : لا تضربيها و تطلعي شعرها في إيدك و تشوهيها و الشركه كلها تشوفكم و في الآخر تبكي و تقولي انها اللى حاولت تضربك و عايزاني كمان اطردها من الشركه ........ ده ايه الجحود ده 

تذكرت الآخري ما حدث فتجمعت الدموع في مقلتيها و أردفت ببكاء : انا اسفه خلاص انت صح و انا غلط تمام كدا اقفل بقا و روح اعتذرلها بالمره 

تنهد الآخر بتعب : يا حبيبتي انا مش قصدي كل اللى وصلك ده , انا مقولتش انك غلط بس انتي لازم تتحكمي بأعصابك شويه انتي لو كنتي جيتي و قولتيلي اللى حصل كنت طردتها من الشركه من هدوء بس اللي انتي عملتيه ده غير موقفك من انك علي حق للعكس 

إستمع لصوت بكاءها فردد بحب : ممكن أعرف بتبكي ليه دلوقت , يعني خدتي حقك منها و طلعتي عينها و كمان انا نقلتها للفرع التاني من الشركه ممكن بقا كفايه بكي دموعك غاليه عندي أوي

إبتسمت من وسط دموعها و قد أزالت أثرها مُردفه : انا عارفه ان غيرتي غبية و أني غلط باللي عملته بس هي عصبتني بكلامها و مقدرتش اتحكم في أعصابي بس مش كان قصدي يحصل كدا 

تطلع هو لها بعشق مُردفاً : و انا بحبك بعصبيتك و غيرتك و جنونك و طفولتك و ضحكت اللى في وسط دموعك اللى هتجنني دي , وبعدين يا هانم ظبطي حجابك شعرك انا شايفه 

أردفت هي بدهشه من حديثه و هي تتلمس خصلاتها التي تمردت بالخروج من حجابها : انت عرفت منين ان ....... ثواني انت فين 

كلمات أردفت بها و هي تبحث عنه حتي وقعت نظراتها عليه مستنداً علي سيارته أسفل المبني 

: انت ليه مطلعتش 

تحدث هو بمكر و ضحك : لا ما هو انا بعد اللى شوفته منك انبارح و اللي عملتيه في البت الغلبانه يا عيني مبقتش ضمنك خفت اطلع تتعصبى ترميني من البلكونه و انا شاب لسه و فرحي بكرا 

تعالت ضحكتها علي حديثه مُردفه : طيب كويس خاف بقا عشان لو فكرت ها لو فكرت بس عينك تشوف غيري تخيل بقا مصيرك هيكون ازاي 

كان يستمع لضحكتها و هو يطالعها بعشق تخطي الحدود مُردداً : بعشق ضحكتك و عيونك لما بتلمع من الفرحه بعشق كل تفاصيلك 

تسربت حمرة الخجل لوجنتيها فأردفت بإرتباك : طب انا لازم ادخل عشان مريم و تمارا اصل هما 

ضحك هو علي خجلها الذي يعشقه و أردف بحب : طب انا هسيبك انهارده بس و عشان تنامي بدري بكرا فيه تحضيرات كتير و هتصحي من بدري و بلاش كسل هاه ........ تصبحي و انتي في حضني 

أغلقت هي المكالمة بسرعه و فرت للداخل و هي تكاد تسقط من فرط خجلها و بمجرد دلوفها للداخل سقطت كلاً من تمارا و مريم ضحكاً علي مظهرها و أردفت مريم بسخرية مقلده إياها : انا انا عمري ما هصالحه

بينما تابعت تمارا بتسليه : بس يا مريم بقا سيبي البت كانت بتحب في البلكونه بلاش تقطعي اللحظات الرومانسية 

تطلعت لهم بغيظ و أسرعت تركض وراءهم حتى سقطوا جميعاً علي الفراش و تعالت ضحكاتهم 


بينما في الخارج كان تجلس مني مقابله و عينيها أرضاً فهي حتي الآن لا تدرك متي حدث كل ذلك , تذكرت حديثه مع والدها و رغبته في الزواج منها التي أفصح عنها والدها بعد عودتهم لمنزلهم ذلك اليوم و حضوره في اليوم التالي مع والد تمارا " عمه " لطلبها , تذكرت إعتراض كلاً من والديها في بادئ الأمر علي كونه قد سبق له الزواج بإخري بالاضافة لطفله الصغير و لكن مع محاولاتها أقنعتهم بإن ذلك الأمر لا يؤثر عليها أبداً و لكن الأهم ان يبادلها الحب و يراعي الله فيها و بعد مناقشات عدة رضخوا لرأيها و أخبرها والدها انه لن يجبرها علي أمرٍ لا تريده و ان هذا إختيارها , أما الآن فأصبح مقرب جداً من والدها فأعجب جداً بأخلاقه و كذلك والدتها فقد إرتاح قلبها له و أحبت يوسف الصغير كثيراً و كانت تُصر دائماً علي كريم بإحضاره لها فمن يري ذلك الصغير المشاكس ولا يحبه 

أفاقت من ذكريات مضت علي صوته قائلًا : مني انا طلبت اتكلم معاكي انهارده عشان في حاجة لازم اقولهالك يمكن يوم لما جيت اتقدملك اتكلمنا و قولتلك علي كل حاجة حصلت معايا بس انا حابب اتكلم معاكي انهارده في حاجة لازم تعرفيها 


تطلعت له بإهتمام و تساؤل فتابع هو حديثه بنبرة تعب لتذكره ما مضي : مني انا مضحكتش عليكي و يوم ما جيت اتقدملك قولتلك أني مش هقدر اكره زهره ولا أنساها تماماً و امحيها من حياتي و من حياة ابني , زهره الله يرحمها انا اللي مربيها و عشت حياتي كلها مش شايف غيرها عمري ما فكرت ان ممكن تكون لغيري او انا لغيرها اتربينا من صغرنا اننا لبعض , زهره كانت هاديه و طيبه و جميله حبيتها و مقدرتش اتخطي أزمة موتها بسهوله ده حتي انا عدت عليا فتره بعدت عن ابني و كرهت الحياة بكل اللى فيها بس فوقت و رجعت عشت عشان ابني ابني و بس عمري ما كنت افكر ان يجي يوم و افكر في حد غير زهره بس انتي ظهرتي في حياتي فجأة و لخبطيها حسيت بمشاعر بتتولد من قلبي تجاهك حسيت أني ممكن احبك فبعدت و اتجاهلتك بس مقدرتش اتحكم في قلبي لما عرفت انك هتكوني لغيري , انا أناني انا عارف بس حبيتك انتي تستاهلي حد احسن مني بس مقدرش اشوفك مع حد غيري , انا سألتك قبل الخطوبة و انتي اختارتي بس خوفت اكون بفرض نفسي عليكى انا 


تطلعت له مُردده بحب و قد تحكمت بخجلها : انا عارفه انك كنت بتحب والدة يوسف و مش بقولك تكرهها ولا عايزه اخد مكانتها في قلبك , انا هبني لنفسي في قلبك مكان ليا  انا و بس انا مش زهره انا مني انا عمري ما هاخد مكانها في قلبك او في قلب يوسف انا مش وحشه كدا , انت مش بتفرض نفسك عليا انا اخترت و اخترتك انت و انا عارفه ان قلبك في يوم كان ملك واحده غيري بس أوعدك ان هيجي اليوم اللى قلبك كله هيبقي ليا  ...... ليا انا و بس , و عايزك تعرف حاجة مهمة مش انت بس اللى أناني انا كمان انانية في حبك 


إبتسامة شرارة عشق توهجت بقلبه إرتسمت علي وجهه و قد إلتقت النظرات في عشق ثواني و أستقام هو و تنحنح مردداً : تصبحي علي جنة انا همشي عشان زوزو شوية و هتيجى تطردني , هرن عليكي بكرا الصبح عشان أوصلك 

أردفت هي بإبتسامه خجل فهي لا تعرف كيف أتت لها القوة و الجرأة لما أردفت به منذ لحظات و كأنها انفصلت عن الواقع و لكنه زوجها و غداً حفل زفافهم إذاً فلتتحلي ببعض القوة , إستقامت موازيه له قائله بصوت منخفض بعض الشئ و هي تومئ له برأسها :و انت من اهل الجنة  

ودعته ثم أسرعت لغرفة الآي يتواجد الفتيات لتقص لهم عما حدث معها 

....................

في مساء اليوم التالي 

كانت تجلس الفتيات في غرفة أحد الفنادق الذي سيُقام به الحفل ,  فكانت كلاً من تمارا و مُني قد إنتهوا بالفعل من التزين و تألقوا بثوب زفافهم بينما  كانت الميكب أرتيست تضع اللمسات الأخيره لكلاً من مريم و شروق , كانت الأخيرة شاردة حزينة علي عكس الآخريات فكانت مني أول من لاحظت ذلك فتطلعت لها مُردفه بإهتمام : مالك يا شروق في حاجة زعلتك 

إنتقلت النظرات لها فوراً بينما أستدركت تمارا قائله : انتي كنت كويسه انبارح بس من الصبح و انتي زعلانه كدا و مش علي طبيعتك 

أردفت مريم في تساؤل : تميم زعلك تانى ؟! مش انتوا كنتوا خلاص اتصالحتوا انبارح 

أماءت لها شروق بنفي مُرددة في نبرة غلب عليها الحزن : لا الموضوع ملهوش علاقة بتميم انا بس زعلانه عشان تيته هسيبها لوحدها و مين هيهتم بمواعيد أدويتها او مين هيأنسها في وحدتها , تيته ملهاش غيري زى ما انا مليش غيرها قلبي بيوجعنى لما بفكر أني هسيبها لوحدها .... تعرفوا انا كنت بطول في فترة الخطوبة عشان مبعدش عنها حتى كان بيجي في بالي أني أفركش كل حاجة بس هى كانت بتعاتبني لما اقولها كدا بس مش بإيدي انا خايفه عليها لما اسيبها لوحدها 

كانت تتحدث و الدموع تتجمع في مقلتيها فتأثرت الفتيات أيضاً بحديثها فأردفت تمارا بحب : حبيبتي متخافيش عليها ماما و بابا جنبها الباب في الباب و اكيد مش هيسبوها لوحدها و لو احتاجت حاجة اكيد هيكلموكي اهدي انتي و بلاش بكي و دموع 

أستدركت مريم بمرح محاولة تخفيف حزنها : بكي و دموع ايه يرضيكى تعب البنوتة القمر ده يروح علي الفاضي بعد المكياج و الليله اللى عملتها دي فرفشى يا بت و بطلي نكد , انا عارفه اخويا اختارك ليه هتندمي علي الواد هو ناقص نكد و انا اللي قولت انك فرفوشه و هتغيريه واضح كدا انه هو اللي أثري عليكى بنكده و بروده 

و بالفعل نجحت بإخراجها من حزنها حيث تطلعت لها شروق بضحك و هي تحذرها : بس يا بت متقوليش علي زوجي قرة عيني كدا و الله اسجلك و اعطيهاله عشان يروقك انتى و جوزك 

مريم برجاء تمثيلي : يا مفترية انتي وهو سيبي جوزي في حاله و ابعدوا عننا بس 

تعالت ضحكات الآخريات و ثواني و سمعوا صوت طرق علي باب الغرفة و دلفت الجدة زينب و شمس و وقعت أنظارهم علي الفتيات فكانت الجدة اول من تحدث : بسم الله ما شاء الله ربنا يحفظكم يا بنات و يبارك في جمالكم 

مني بإبتسامة فرحة : حلوين يا تيتة بجد 

تطلعت لها شمس مُردفة : انتوا بسم الله ما شاء الله قمرات يا بنات ربنا يفرح قلوبكم يارب ... العرسان مستنين برا يلا يا بنات 

إستقامت كلاً من تمارا و تبعتها مني متجهين للخارج فكانت تمارا هي اول من دلفت لخارج الغرفة فوقع بصر ذلك العاشق عليها فتطلع لها بهيام و عشق فهي أصبحت كالأميرات بفستانها الأبيض الرقيق 


فأقترب منها في خطوات مُسرعه و أردف بحب : مبروك عليا انتي يا أميرتي 

ثم تمسك بيدها و هبطوا معاً للحفل , أما عن كريم فقد طالعها بشرارة حب منبعثة من داخل قلبه فهي إستطاعت أن تأسر قلبه بطلتها الهادئة الخجولة الراقية 


أقترب منها في خطوات هادئه فرفع يديه لها لتتشبث بها و يهبطوا للأسفل لينضموا للآخرين .

في داخل الغرفة إنتهت الميكب أرتيست من وضع اللمسات الأخيره علي كلاً منهما فنهضت مريم مطالعه والدتها بإبتسامه صغيرة إرتسمت علي شفتيها : الفستان حلو يا مامتي 

فطالعتها والدتها بحب و دموع فرح إسترسلت علي وچنتيها : الفستان تحفه عليكي يا حبيبتي بسم الله ما شاء الله 

إحتضنتها والدتها و خرجوا معاً لمن ينتظرها في الخارج فوقعت عينيها علي شقيقها فأسرعت ترتمي بأحضانه مُردفه : انا بحبك أوي يا أبيه تميم 

تميم بحنان و حب : انتي بنتي يا مريم مش بس اختي هتوحشني مشاكستك ليا و مش هلاقي حد يطلع عيني 

نظرت له مريم بضحك : لا متخافش يا أبيه انا سايبه لك تؤام ليا يمكن اكتر مني زوجتك المصون هتطلع عينك و هتعرف قيمتي بعدين و كمان انا مش هسيبكم كدا بالساهل انا كل يوم الصبح هتلاقونى عندكم 

تعالت ضحكاتهم بينما الأخر يقف بعيداً بعض الشئ عنهم يطالعها بعشق كُتب علي قلبه منذ الطفولة حوريته المجنونة المشاكسه بفستانها الذي طلب تصميمه لها خصيصاً فرسمها كالحوريه بجمالها الطفولي البرئ .......


 إقترب منهم مُردفاً بإبتسامه مشاكسه : و مين قالك أني هسمحلك تبعدي عني كدا مش كفاية من يوم الخطوبه و مقعدتش معاكي ساعتين علي بعض 

تطلع له تميم و هو يرفع إحدي حاجبيه : سمعني كدا قولت ايه هي مين دى اللى مش هتسيبها تيجي مش كفاية أني وافقت تتجوزها يا حيوان 

ابتسامه بلهاء ارتسمت علي وجه الأخر مُردفاً : بهزر يا باشا و الله انا اقدر ده انا و هي هتلاقونا عندكم كل يوم 

تطلع له تميم بحب : انا واثق فيكي يا صاحبي و سلمتك جوهرة العيلة سلمتهالك و انا متاكد انك عمرك ما هتزعلها , حافظ عليها و إياك دمعه واحد تنزل من عنيها بسببك 

إحتضنه الآخر بحب ثم تطلع لها بعشق و إحتضن كفها بكف يديه و هبطوا معاً للحفل , كان تميم ينظر لمكان هبوط شقيقته حتى رفع عينيه ليطالع والدته فوقعت عيناه علي چنيته الصغيره 

, كانت تتشبث بيدي جدتها و حينما وقعت عيناها عليه و إلتقت النظرات سكنت بمكانها تطالع الأرض بخجل إحتل كيانها و ضربات قلبها في تزايد  , تقدم هو لها بهيام و عشق تخطي كل الدرجات كانت كالملكة بثوبها الأبيض الخاطف للأنفاس , سلبت ما تبقي من عقله بجمالها الهادئ 


 إستعاد ثباته رفع يديه لتتشبث بها في خجل و توجهوا للهبوط معاً لمكان الحفل ثم للمكان المخصص لهم ليبدء الحفل و تتعالي الموسيقي ليختطف كل عاشق معشوقته علي الأنغام الهادئة و الإضاءه الخافته 

                  تمت بحمد الله

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>