رواية متيم بك مشرقتي الفصل العاشر بقلم شروق اشرف


 

نوفيلا "مُتيمٌ_بكِ_مُشرقتي"


الفصل العاشر 💙

بقلم شروق اشرف

دائماً ما تُحدثني جدتي قائلة " يا فتاتي الجميلة لن تُدركي قيمة الأشياء

 الجميلة التى بين يديك إلا بعد ضياعها فجأة ، حينها سيصيب قلبك آلم

 طفيف و سيظل يكبر فيكبر فيكبر حتي يُسيطر علي سائر جسدك فتبدأ

 حيئذٍ فترة اللاشعور حينها سينعدم إحساسك بكل جزء من أجزاء

 جسدك واحداً تلو الاخر حتي ينعدم إحساسك بالوجود ما سيصل

 لأُذنيك حينها فقط هو صوت تآلُم قلبك و صرخات أوچاعه إحساس

 بشع سيصيبك بالفقدان في أعز ما تملكينه حتى روحك المرحة

 تلك ستفقديها ، أدعي الله دائماً ألا يُصيبك ذلك الإحساس و

 ألا تفقدي شغفك ولا روحك لذا إياك يا مُهجة قلب جدتك إياك و

 إهمال ذلك الشخص المُميز مَن يُضفي علي روحك بهجة و مرح ، 

تمسكى به و إياك و إفلات يديه 🖤🥀" كانت تلك إحدي نصائح

 جدتي العزيزة لي حفظها الله لقلبي💙🖤


في شقة الجدة زينب 


جلس كلاً من مني و شروق مجتمعين في غرفة شروق بعد تناولهم

 وجبة الغداء بينما كان يوسف يشاهد أحد الأفلام الإنميشن بجانب الجدة 

، أما تمارا فقد إستئذنت لإستقبال إحدي صديقتها التى سوف تهبط طائرتها اليوم 


كانت مني تُنصت لحديث شروق و هى تسرد عليها ما حدث معها ذلك اليوم 

فأستطردت مُني تقول بدهشه : انتى بتهزرى اكيد..... تميم يقول كدا لا مش مصدقة 

نظرت شروق لها نظرة قاتله قائله بإستهزاء : اه ما انا كدابة و مفترية لكن هو ابن خالتك بقا و بتدافعى عنه 

مني بضحك علي حديثها : بتغيري عليا يا بطة 

نظرت لها شروق نظرة قاتله و لم تعقب علي حديثها بينما أكملت مني :

 مش قَصدى و الله بس تميم في العادة هادي و بيفكر في كلامه اكتر من

 مره قبل اما يقوله فعشان كدا استغربت مش اكتر بس هو يمكن من وقت ما ولا بلاش السيرة دى 

شروق بإستغراب : سيرة ايه دى 

مني : لا مفيش متشغليش بالك انتى 

شروق بفضول : لا عايزه اعرف بليييييز يا مني قوليلي اهو اي حاجة أمسكها ع إنسان الغابات ده 

مني : شروق من امتى و انتى بتفكرى بالطريقة دى و بعدين انا معاكى

 ان تميم غلط في حقك بكلامه بس هو مكنش يعرف عنك حاجة ولا يعرف ان كلامه هيجرحك 

شروق بتأفف : يوووه يا مني خلاص قوليلى و مش هعمل حاجة وعد 

مني بتحذير : شروق 

شروق : قولتلك وعد يا مني قولي بقا  

مني : تميم ده أطيب و أحن من قلبه مش هتلاقي ، علي الرغم انى 

سافرت فترة مع بابا و ماما لكن لسه فاكرة تعامله معايا انا و مريم 

و احنا صغيرين كان بيعاملنا اننا برنسيسات عمره ما فرق بينى و بين مريم .

... انا اه ربنا مرزقنيش ب أخ لكن هو و سليم عمرهم ما حسسوني بكدا ،

 معاملتهم ليا كانت بتفرق جداً معايا سليم كان بيهزر معانا و يجيبلنا كل 

اللى عايزينه الطيب ابو قلب حنين اللى لما نعمل مصيبه نروح نجرى

 عليه نستخبي من تميم فيه ، لكن تميم من صُغره و هو كان شخصيته 

قوية و بيفرض نفسه بحضوره ديماً و علي الرغم انه عمره ما ضرب واحده فينا بس كانت مجرد نظره من عنيه لينا ممكن ترعبناُ ،

 كان يعاقبنا علي الغلط اللى نعمله بأنه يحرمنا من اكتر حاجة بنحبها 

بس انا و مريم كنا نعمل اننا زعلانين و منهارين عياط و احنا اصلاً قاعدين 

بنهزر و نلعب في الاوضة بس عشان عارفين انه مش بيقدر علي زعلنا و لا

 دموعنا و هو كان اول ما يلاقينا كدا يروح يجيب Chocolate كتييير

 من الأنواع اللى بنحبها و يجي يصالحنا بيها علي الرغم ان احنا اللى

 غلطانين و ده كله كان بيجيبه من فلوسه ، تميم  نزل الشغل مع عمى أحمد

 من و هو في أولي ثانوى و كان عمى أحمد بيعتمد عليه كتير لذكائه اللى

 كان بيعجز اي منافس علي توقعه ده غير قوة حضوره اللى كان

 بيخلي كل اللى يشوفه يعمله ألف حساب و لما خلص ثانوى و نتيجته

 ظهرت أختار هندسه 

و عمره ما فرق بين شغله و دراسته كان ديماً بيجيب امتياز في كل سنه  لكن للأسف الدنيا مش طول الوقت ألوان 

كانت تنصت لها شروق بإهتمام و بداخلها إحساس جديد يُحركها، ينبض

 قلبها فرحاً كلما سمعت كلمة بشأنه ، إحساس غريب يُداعب قلبها تحاول

 إنكاره بإستمرار منذ أول لقاء بينهم او لنكون علي حق يجب ان نقول

 مند اول مشاجرة بينهم ، كانت غارقه في عالمها .... حينما أدركت توقف 

مني عن الحديث فحثتها علي إستكمال حديثها مردفة بإهتمام : كملي إيه اللى حصل غيره كدا 

مني بتنهيده تعب علي إبن خالتها و شقيقها التى لم تلدُه والدتها :

 في يوم تميم كان في إجتماع مع مستثمرين أجانب برا البلد و اللى

 عرفته انه قابل هناك بنت و إتعرف عليها يعنى و أعجب بيها كانت بنت 

رجل أعمال مصري و عشان تميم كان حياته كلها بين الدراسه و الشغل مع عمى

 أحمد و كان ديماً بيخاف علينا انا و مريم فكان بيراعي ربنا في بنات 

الناس و عمره ما بص لهم بصه غلط علي الرغم ان بنات كتير ايام الجامعه 

و حتى بعد الجامعة كانوا بيحاولوا يتكلموا معاه بس تربية و كلام عمى

 أحمد له و لسليم كانت بتخليه ديماً يحط حدود بينه و بين اي بنت من 

بنات حواء لكن لميس لعبتها صح و كأنها كانت عارفه كل حاجة عنه 


هل يسمع أحدكم صوت إنكسار شئ ؟! أجل كما ظهر في مخيلاتكم الآن ، 

قلبها إنكسر لآلاف القطع حينما إستمعت لحديث منى عن حبه لغيرها ،

 غيرك ماذا أيها الحمقاء هل تراء لظنك ان قلبه لم يُحب من قبل أنتي 

الحمقاء لا غيرك ، هو من الأساس لم يراكِ انتى بالنسبة له لا شئ

 فقط مجرد حمقاء ، هو فقط يبغض وجودك انتى مَن رسمتي لقلبك 

طريق لا نهايه له الا الوجع فقط ، أفيقي يا فتاة أفيقي الآن قبل فوات الآوان 

..... أم بالفعل قد فات الآوان و أُصيب القلب بداء الحب منذ زمنٌ  وليَّ 🖤💔

إنتبهت علي صوت مني مُستكمله : لميس دى كانت زى الحرباية اللى

 بتتلون بألف لون في الدقيقة الواحدة ، الاول بدأت تتكلم معاه عن الشغل

 و افكار جديده لتطوير الشركه و بدأت تظهرله إهتمامها الخاص بيه 

و بإي حاجة هو بيحبها هو كان بيتجنبها بس هى كانت عارفه هى 

بتعمل ايه كويس فضلت فتره قدام عينه ٢٤ ساعه و بتهتم بتفاصيل

 شغله و حياته علي الرغم من تجنبه ليها و فجأة بعدت خالص و هو

 طبيعى حس بإن حاجة اتغيرت او نقصت هو حب اهتمامها بتفصيله

 و كلامها ليه و تمسكها بيه رغم تجنبه ليها و في يوم راح لها و عرض عليها

 الجواز و هى عملت انها متردده في الاول و هفكر بس بعدها وافقت لما 

تميم قال لوالده رد عليه وقتها و قاله لو انت مرتاح لها نروح نخطبها لك ، 

عمى عمره ما فرض اختيارته علي سليم او تميم ديماً بيسيبهم يختاروا و

 يحددوا عايزين ايه من صغرهم عودهم انهم يختاروا و يكونوا مسؤولين

 علي أختيارتهم و لما روحنا عشان العيلتين يتعرفوا علي بعض و شفنا

 لميس محدش ارتاح لها ولا بنظراتها اللى كلها مليانه خبث سليم حاول 

يتكلم مع تميم و يوضحله بس تميم كان رافض اي كلام عنها و قال

 انه شويه شوية هيطبعها بطبعه و هتتغير للأحسن مع الوقت خالتو 

وقتها سكتت و متكلمتش عشان تميم ميزعلش و ياخد موقف المهم

 العيلتين اتفقوا على كل حاجة و عملنا خطوبه و ناس كتير حضرت 

بس في الخطوبه لميس هانم لبست فستان ميتقالش عليه فستان اصلاً

 كان قصير جداً و تميم اعترض و مكنش موافق بس هى أقنعته انها مش

 هتتكرر و عشان الناس اللى حضره الخطوبة متعملش مشكله 

و كدا تميم سكت عشان كان فيه رجال اعمال في الخطوبه و مكنش

 عايز يعمل مشاكل قدام حد لكن بعد الخطوبه قاطعها فتره لحد

 ما بطريقتها قدرت ترجعه تانى ليها بس مع مرور الوقت بدأت تبان

 علي حقيقتها و في كل مره كان تميم بيسكت و يجى علي نفسه بس من فتره 

حصلت مشاكل في الشركة كبيره و تميم خسر كذا صفقه و اللى عرفناه

 ان في حد من الشركة كان بيسرق ملفات الصفقات و يقدمها للشركة المنافسه 

و بعدها جات لميس لتميم و بدل ما تقف جنبه لا دى جات و قلعت الدبلة 

و قالتله اسفه مش هينفع نكمل مع بعض طبعاً كلنا ذُهلنا من موقفها

 و تميم قعد فترة لحد ما رجع تانى زى الاول و وقف علي رجله من تانى بس من وقتها و هو اتغير عن الاول 

" يالله هل عاني من وجع الخذلان كم آلمها قلبها عليه ، تمنت لو إستطاعت 

تخفيف آلالامه ، لقد أعطته الحق الآن فما عاني منه من الصعب تقبله ،

 تمنت لو كانت قد رأته هي قبل حدوث ذلك كله ، هل كان سيُحبها نصف 

حبه لتلك الفتاة ، الآن فقط أدركت السبب وراء معاملته لها ، 

و قد أدركت الآن أنه بعد ما عاني منه لن يأمن لحواء أخري "  .......

كانت هذه الافكار التى تُشغل عقل شروق حتى أفاقت علي وخز مُني لها قائله 

: انتى يا بنتى وصلتي فين كدا بقالي ساعة بكلمك مش بتردى 

شروق بتوهان : ها انا معاكى اهوه انا بس قلبي وجعنى علي تميم اوى 

مُني بغمزة : قلبك وجعك علي تميم اوى 😳 ايه يا بت الحنية المفجأة دى و بتتكلمى كدا و كأنك مش هنا 

شروق و قد إنتبهت لما قالته : مني بطلى تلغبطينى انا بس قَصدى انه صعب عليا مش اكتر عشان اللى حصل معاه 

مُني بخبث : صعب عليكى بجد طيب بلاش الكلام ده عليا 

شروق بتغير للموضوع : بقولك إيه تعالي نكلم مريم نسأل عليها احسن من الكلام الفاضي بتاعك ده 

مني بضحكة خبيثه : هنكلم مريم نسأل عليها برضو 

شروق بتأفف : تصدقي انا غلطانه انى بتكلم معاكى اصلاً قومي يا حيوانه هاتي الفون نكلم البت نسأل عليها

مني : طيب يا اختى متزقيش 

أحضرت منى الهاتف ليهموا بمهاتفة مريم إنتظروا عدة ثوانى حتى أجابت مريم عليهم التى كان يظهر علي صوتها البكاء 

مريم بدموع : الووو 

نظر كلاً من شروق و منى لبعضهم البعض بفزع حتى أردفت منى : مريم صوتك ماله يا بنتى و بتعيطى ليه 

لم تجيب مريم علي سؤالها بل زاد بكاءها و صوت شهقاتها تصلهم 

شروق بفزع : مريم انتى كويسة يا حبيبتى ردي علينا طيب طمنينا عليكى 

مريم بصوت باكى : انا محتجالكم اوى جنبي ، انا مش هقدر اتكلم علي الفون تعالولي أرجوكم 

منى بخوف علي إبنة خالتها و شقيقتها الغالية : أهدي يا حبيبتى عشان متتعبيش و احنا مسافة الطريق و هنكون عندك بس اهدى عشان خاطرى لحد اما نيجى 

أنهت مُني المكالمة معها ثم إتجهت بنظرها صوب سروق لردت شروق مُسرعة : قومى يا مُني قولي لتيته و انا هلبس و أجى 

أردفت مني و هي متجهة للخارج : حاضر متتأخريش 

................... 


كان سليم يصعد الدرج بخطوات واسعه حتى وقف أمام باب شقة

 عُمر فضغط علي الجرس و عندما لم يأتيه الرد بدأ يطرق علي الباب 

، كان قد يأس و أعتقد انه غير موجود او قد غادر قبل قدومه بدقائق

 و لكن ثواني و سمع صوت الباب يُفتح تبعهُ صوت عُمر مردداً : ايوه حضرتك عايز مين 

إستدار سليم مواجهاً عمر فلاحظ تلك الصدمة التى إرتسمت على ملامحه

 المُرهقة للحظات ثم إختفائها مجدداً و إستمع لصوته المُرهق يردد بتوتر واضح 

: سليم أزيك أخبارك ايه يا صاحبي 

سليم بسخرية : صاحبك لا دى هنحددها جوا لما نقعد مع بعض ولا انت مش ناوي تدخلني يا

 ... يا صاحبي 

عُمر بنفي : لا طبعاً البيت بيتك يا سليم أتفضل 

دلف سليم و جلس

 علي اول مقعد قابله حتى جاء عُمر و جلس في المقعد المقابل له وجه 

به سليم نظره غاضبة ثم ردد : من غير لف و دوران كتيير انا جاي انهاردة 

و عايزه افهم ايه اللى حصل بالظبط من أخر مره كنت معاك فيها و 

ياريت من غير كدب لانى عرفت كل حاجة انا بس جاي من باب الصداقة

 اللى انت معترفتش بيها نهائي ولا عملتلها إعتبار و حابب أسمع منك 

ايه اللى حصل بالظبط و بالتفاصيل لو مش هتعب سيادتك 

..............................

أمام ڤيلا الشامي

هبط كلاً من شروق و مُني و بصحبتهما يوسف الذي أصر علي القدوم 

معهم بعد مناقشات عدة  و لكن في النهاية رضخت كلاً منهما له بعدما أقنعتهم الجدة 

..... كان يوسف اول من تحدث مردفاً  : الله البيت ده كبير اوى يا شيرى زى القصر بتاع روبنزول 

ضحكت منى علي تشبيه بينما هبطت شروق لمستواه مستنده علي احدي 

قدميها ثم أردفت بإبتسامه هادئه : لازم تتعود يا چو لما نشوف حاجة حلوه

 اوى او حد حلو اوى تقول ما شاء الله عشان ربنا يبارك فيها 

يوسف متسائلاً بعفويه : يعنى ايه يبارك فيه يا شيري

شروق ببسمه علي براءته : يعنى يزيده جمال يا حبيبى و يحفظه من عيون الناس الوحشين الأشرار 

يوسف ببراءه : يعنى انا لما اشوف سيرين و اقول لها ما شاء الله ربنا هيخليها تبقى احلي و يبعد عنها الواد أدم الشرير 

مني بضحكة لم تستطيع التحكم بها : يخرب عقلك يا يوسف ضحكتينى و الله 

شروق هي الأخير ضاحكة : مش هتعقل أبداً يا يوسف 

دلفوا من باب الڤيلا بعدما تعرف الحرس علي مُني في معظم الوقت

 تتواجد مع مريم و الجميع يعرفها فهى تُعتبر الإبنة الثانية لتلك العائلة

 ، كانوا يدلفون للداخل و يوسف ممسكاً بيد شروق و هى تملي عليه التعليمات الصارمة 

: چو حبيبى ده مش بيتنا هنقعد مؤدبين و نسمع الكلام 

يوسف بطاعة : حاضر يا شيري 

شروق مستكملة : لو شوفنا حد هنسلم عليه و  لو سألنا عاملين ايه نرد

 ب أدب و بلاش مشاغبة خالص و أوعي تسيب أيدى و 

لم تكد تنهى كلماتها حتى أفلت يوسف الصغير يدها و أسرع بإتجاه الحديقة

 حينما رأي جرواً صغيراً .... تطلعت شروق له بذهول فما كادت تتم كلامها 

حتى فعل العكس تماماً أسرعت تركض خلفه قائله : يوسف تعالي هنا انا لسه بقول إيه 

أطلقت مني ضحكات عديده عليهم فهما معاً ثنائى المشاغبة ، لفت

 إنتباهها خروج تميم مردفاً لها : مُني في بيتنا لا ده احنا نعمل حفله بقا 

منى : عارفه و الله انى مقصرة اليومين  دول  و مش بسأل خالص بس حقك عليا يبشا

تميم بإبتسامه هادئه : انا عارف انك اكيد مشغوله انا بعتتلك بس عشان انتى غاليه عندى زى مريم 

مني : عارفه يا ابيه ، بس مريم مالها انا كنت بكلمها و منهارة و بتبكى 

تميم : مريم كالعادة بتكبر الموضوع من مفيش اطلعيلها هديها انتى جايه لوحدك ولا خالتو معاكى 

مني بضحكة : لا انا مش جايه لوحدى ولا خالتو معايا 

تميم بضحك : دى فزوره دى ولا ايه 

مني : لا انا كنت جايه انا و شروق نشوف مريم لانها كلمتنا و هى بتبكى و قلقنا عليها 

بمجرد أن تراء لمسمعهُ إسمها إبتسم بتلقائية قائلاً : شروق طب هى فين 

منى : هي و يوسف في الجنينة انا كنت راحه وراهم بس لقيت حضرتك قولت اسلم عليك الاول 

تميم و قد بدأت نظرات الغضب تسيطر عليه فماذا يفعل ذلك المجهول

 في بيته بالطبع جاء لهلاكه بنفسه : طيب هى و جاية لمريم و سيادة 

خطيبها جاي يعمل ايه معاكم ولا ازاي يسمح لنفسه اصلاً انه يجى معاكم و لحد هنا

مني بإستغراب : خطيب مين مش فاهمة 

تميم بحنق : خطيب الانسه شروق هيبقى خطيب مين يعنى 

مني بنفي : بس شروق مش مخطوبه اصلاً و بعدين هو فين خطيبها ده اللى جاي معانا

تميم بنفاذ صبر : مش انتى لسه قايله ان شروق و يوسف في الجنينة 

مني بغباء : ايوه بس ده ايه علاقته بشروق و خطيبها ....... منى و قد أدركت ما يتحدث عنه فأردفت ضاحكة : ثواني انت قصدك ان يوسف هو خطيب شروق ، ضحكتني و الله يا أبيه ده حتى لسه تحت السن القانوني 

نظر لها تميم بإستفهام : مش فاهم اا........ لم يُكمل حديثه الا و أنصت

 لصوتها القادم بإتجاههم و بيدها طفل صغير من هيئته ممكن ان يكون 

في عامه الثالث لقد عرفه علي فور فقد كان ذاك اليوم بالمشفى

 إستمع لها توبخه : كدا يا يوسف ده اللى اتفقنا عليه انا قولت كام مش تجرى و تسيب ايدى 

تأفف الصغير بصجر مبرراً موقفه : يا شيرى ده بوبي صغنون و انا بحبه اوى بلييييز سبينى ألعب معاه 

شروق : يوسف احنا اتفقنا ده مش بيتنا عشان نجرى و نلعب براحتنا 

كدا عيب و يوسف هيبقى نوتي و شيرى هتزعل منه و مش هتجيبله شوكلاته خالص 

يوسف بحزن طفولى: لا خلاص اسف بس متزعليش مني مش هعمل كدا تانى 

شروق بإبتسامه : شاطر يا چو تعالى عشان نشوف مني فين في البيت الكبير اللى يتوه ده 

و ما كادت ترفع بصرها بإتجاه صديقتها حتى وجدته بجانبها يتطلع لها و هو ينظر لهم بعدم إستيعاب  سرعان ما تحول لسعادة خفيه 

أما هو فكان قد أصابته الدهشة ، هل كانت شقيقته تقصد بكلامها ذلك الصغير ،

 هذا يعنى أنه كان مجرد مقلب فقط لا غير ، إبتسم بسعادة فقد أدرك

 لتوه ان الطريق أمامه الآن و بإمكانه التقدم لخطبتها بأسرع وقت فهو

 لا يضمن ربما غداً يخطبها أحدهم حقاً و لكن لن يدع ذلك يحدث أبداً سينتهى من أمر فؤاد البغيض ثم سيتفرغ لها لاحقاً 

أقتربت منه شروق و قد تسللت حمرة الخجل لوجهها جراء نظراته لها فرددت منى 

: انت خطبت شروق يا چو من غيرى ما تقولي و بعدين مش اتفقنا انك هتتجوزنا احنا الاتنين في نفس اليوم 

يوسف بطفولية : ايوة يا نونا انا قولت لبابي و هو قالى ان بكرا هكبر 

و يبقى عندى بيت و بعدين اتجوزك انتى و شيرى 

منى بضحك : ان كان كدا اشطات يلا بقا نطلع لمريم 

كادت شروق بالذهاب معهم حتى أوقفها تميم قائلاً : معلشي يا مني خدي

 يوسف و اطلعى انتى و هو لمريم و انسه شروق هتيجى وراكم بس اصل عايزها في كلمتين 

نظرت مني بإتجاه شروق فنظرت لها شروق بنظرات خائفه و الا تتركها

 بمفردها معها و لكن تحدث تميم قائلاً : متخافيش مش هكلك مش

 باكل بني أدمين انا ، انا بس هقولك كلمتين و امشي لو سمحتى 

صعدت مني مع يوسف الدرج متجهين لغرفة مريم بينما كان تميم

 ينظر لها و هى تنظر للأرض و وجنتيها يغطيهم اللون الأحمر فتحدث تميم بإبتسامه 

: تعرفي شكلك حلو و انتى مكسوفه كدا بس اللى يشوفك و انتى 

وشك احمر و مكسوفه كدا ميشوفكيش و انتى بترمى دبش 

رفعت وجهها له و همت بنهرِه و لكنها بالمقابل غرقت في إبتسامته الجميله الهادئة

 ، تلك التى تراها للمره الأولي ..... بينما هو غرق في عسل عيناها بمجرد ما رفعتهم

 تجاهه ..... ساد الصمت للحظات بينما قطعه هو : انا كنت عايز اعتذر منك

 علي تصرفي معاكى اول مره اتقابلنا و كمان يوم المستشفي انا

 حقيقى مكنش قَصدى اي حاجة غلط بس انا مش عارف انا قولت كدا ازاى

 ، انا عمرى ما كنت كدا بس معاكى 

شروق بتفهم : مفيش داعي تتأسف انا فاهمه ان حضرتك متقصدش

 و عموماً حصل خير و انا مش زعلانه 

تميم : بجد ولا انتى بتقولي كدا عشان تخلصي منى و خلاص 

ضحكت هى هذه المره هى مردفة : لا بجد محصلش حاجة انا اللى كنت مأڤورة شوية 

سُحر هو بضحكتها تلك و تمني لو يتوقف الزمن عند تلك اللحظه .....

.كان بعالم اخر لا يوجد به غيره هو و هى فقط ، أما هي فعندما طال

 صمته نظرت إليه فوجدته ينظر إليها و عيناه لا ترمش فنادت عليه : أستاذ تميم انت معايا ، تميييييم 

رد هو و مازال تائه بعالمه الخاص : إسمى حلو أوى منك ، و انتى كمان حلوه اوى 

ذُهلت هى من جرأته تلك فرفعت إحدي حاجبيها قائله : أفندم 

عاد لوعيه أخيراً فردد : إحم طب أمشي أنا الوقتى و أجيلك وقت تانى 

شكلك مجنونة دلوقتى 

و عبر من جانبها متوجها لسيارته بينما هى انتابها نوبة ضحك علي أفعاله و كلماته مردده : مجنون ده ولا ايه 

عاد هو خطواته مجدداً : نسيت أقولك أحفظى الأماكن في البيت كويس عشان متوهيش لما تيجى تعيشي فيه 

و تركها و غادر هو بسيارته تاركاً إياها في ذهول من حديثه ، مرت 

ثوانى و قد استجمعت نفسها فصعدت متجهه تسأل عن غرفة مريم و إتجهت صوبها فسمعت صوت مني تردد : خالد معقول رجع امتى 

دلفت شروق مردده : خالد مين 

ردت عليها مني ببساطة فهى لم تكن تدرك عدم معرفتها للأمر : خالد خطيب مريم رجع من برا 

شروق بدهشة  : خطييييب مين يا عنيا 

.................................. 

في المخزن القديم 

كان فؤاد يجلس علي أحد المقاعد و بيده أحد المشروبات الكحولية

 التى يحتسيها و بيده الأخري سيجار من النوع الفاخر و علي الكرسي

 الأمامي له يجلس خالد و بيده كوباً من القهوة 

أردف فؤاد لخالد متسائلاً : بس غريب يعنى يا خالد باشا معقوله مبتشربش

خالد بلامبالاة و ثبات : أظن انا مش مطالب أحكيلك عن أسبابي و حياتى الخاصه

فؤاد بداخله : هانت يا ابن الهاشمي و الله لهخليك تحصل صاحبك

 قريب اوى بس اخلص من تميم الاول بس و أوريك ازاى تتكلم مع أسيادك

 ..... و لكن تكلم بصوت يصل للأخر قائلاً : امممم براحتك يا خالد بشا براحتك خالص 

ثواني و دلف عليهم عادل مردداً : كله جاهز يبشا دلوقتى نقدر نروح مكان التسليم 

إستقام فؤاد من علي مقعده و كذلك خالد و خرجوا و أستقل كلاً منهم

 سيارته حتى وصلوا لمكان اللقاء انتظروا دقائق مهدوده حتى

 ظهر أمامهم أسطول من السيارات الكبيرة يتقدمهما سيارتان لونهما أسود 

توقفت السيارات و خرج منها شخصٍ ما يظهر علي هيئته انه من أحد الدول

 الأجنبية يحيط به مجموعة من الحرس ، تحدث مع عادل ببعض الكلمات

 ثم تصافح مع فؤاد و ذهبوا بإتجاه السيارات ليتفقدوا ما بداخلها 

و بمجرد ما فُتحت اول شاحنه إمتلئ المكان بالشرطى و تم تبادل

 إطلاق النيران ، أخرج خالد سلاحه و أسرع بجانب فؤاد فردد فؤاد مسرعاً :

 بسرعة يا عادل لازم نمشي من هنا 

ضحك خالد ضحكة استهزاء قائلاً : للأسف المره دى هتمشي بس ع السجن يا فؤاد باشا 

إستدار فؤاد له فوجده يوجه السلاح لرأسه و عادل بجانبه جثه هامدة

 علي الرمال أردف فؤاد في ذُعر : انت انت مين 

ثوانى و كانت قد تخلصت قوات الشرطة من الأجنبي و رجاله بالاضافة

 لرجال فؤاد و حاصرت فؤاد من كل إتجاه 

خالد بضحكة ساخرة : معاك الرائد خالد إبراهيم الهاشمي المُلقب ب الثعلب في الداخلية 

فؤاد بدهشه تكاد تصيبه بإزمه قلبية : بس إزاى انت رجل اعمال بتشتغل

 في إيطاليا و ليك عداوة مع تميم الشامى ازاى ده حصل 

خالد و هو ينظر لفريقُه : هو انا مقولتلوش ولا ايه يا رجاله ، هو انا نسيت

 أقولك يا باشا هما لقبوني بثعلب الدخليه ليه ، أصل انا اللى عايز أوصله

 بوصله بسهوله و مكر و متعبش نفسي و ادور عليه بخليه هو اللى بيدور

 عليا و يتعب عشان يقابلنى و ده اللى عملته معاك بالظبط و المعلومات اللى وصلتك دى المعلومات اللى انا عايزها توصلك 

أظن كفاية عليك اوى كدا يا فؤاد باشا نبقى ندردش في الباقي بقا و احنا في الحجز 

فؤاد بعصبية و جنون : هتندم يا خالد هتندم علي ده كله أنت و تميم 

الشامى و بما إنكم طلعتوا أصحاب فمينفعش يموت لوحده لازم انت كمان تحصله و أبقي سلملي عليه بقا

تخلص فؤاد من العساكر الذين كانوا يقيدوا حركته و أسرع لسلاحه

 المُلقي أرضاً و وجهه بإتجاه خالد و ضغط علي الزناد فأنطلقت الرصاصة

 مستقرة بجسد خالد الذى كان يطالعه بدهشه من حديثه علي تميم و لم ينتبه له و هو يطلق عليه الرصاص فسقط أرضاً مردداً بصوت ضعيف : تميييييم 

أسرع أحد زملاء خالد في الدخلية و يُدعي علي  بإتجاه خالد حينما

 رأه يسقط أرضاً في بركة من الدماء و هبط لمستواه منادياً عليه : خااااااااالد ، إسعاف بسرعة 

بينما أسرع العساكر يقيدون حركة فؤاد بعدما وضعوا الأصفاد بيديه

 و هو يضحك بجنون و هوس : خلصت عليكم الاتنين  انا اللى كسبت انا اللى كسبت 

................................

كان تميم يستقل سيارته مُسرعاً فقد تأخر علي إجتماعه مع أحد المستثمرين ، اتصل بهدير  سكرتيرة مكتبه 

تميم : ها يا هدير المستثمرين وصلوا 

هدير بعمليه : ايوه يا تميم باشا و منتظرين حضرتك 

تميم بثبات : تمام يا هدير انا ٣ دقايق بالظبط و هكون عندك حاولي تشغليهم ب إي حاجة 

هدير : تمام يا بشمهندس 

أغلق هاتفه معها و بعد دقائق وصل أمام مقر الشركة أوقف سيارته 

في مكانها المخصص و تناول حقيبة أوراقه و هاتفه و هبط من سيارته

 بعدما مرر المفتاح للحارس و كاد يدلف لشركته حينما أوقفه أحد الأشخاص منادياً : تميم باشا 

كاد الحرس بالتدخل حينما أشار لهم تميم بالتوقف و أستدار له هو قائلاً : أتفضل أقدر أساعدك بحاجة 

إقترب الرجل منه هامساً : فؤاد باشا بيسلم عليك

 و أسرع مغادراً بسرعة مختفياً عن الأنظار .... عقد تميم حاجبيه بعدم فهم 

و ثواني و أستوعب كلماته فوجهه بصره للحرس مردداً : إمسكوه بسرع

لم يُكمل كلماته حتى كانت رصاصة تستقر بجسده بالقرب من قلبه وضع 

يده علي قلبه و رفعها أمام عيناه فرأى دماً يغطي كفه و بعدها سقط أرضاً في

 بركة من الدماء بعدما التفت حوله مجموعه من الحرس و أسرع الآخرين بطلب الإسعاف 

                الفصل الحادي عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>