رواية متيم بك مشرقتي الفصل السادس6والسابع7 بقلم شروق اشرف


 نوفيلا "مُتيمٌ_بكِ_مُشرقتي"


الفصل السادس 💙

بقلم شروق اشرف

كان يسير ذهاباً و إياباً أمام باب الغرفة التى ترقد بها بعدما رفضت

 الطبيبة تواجدهم فيها ، كان يؤنب نفسه علي كلماته المتسرعة بحقها ،

 منذ رأها و هى تفترش الارض و صديقتها محتضنة إياها و تحاول

 إيفاقتها و هى لا حول لها ولا قوة و هو يكاد قلبه يقتله ألماً و قهراً ،

 تمني لو يستطيع ان يعود لتلك اللحظة لكان منع نفسه من قول

 تلك التراهات التى ألقت بتلك الصغيرة لهذة الحالة ، كانت تلك الافكار

 تراوده حينما رن هاتفه برقم أخيه لم يكن بحاله تسمح له بالرد 

و لكنه مع إصرار أخيه لم يجد مفر من الإجابة عليه 

تميم : في أيه يا سليم بترن كتير ليه 

سليم : انت اللى فين يا بنى هدير لسه متصله علي بابا بتقوله 

ان فيه إجتماع مهم جداً مع عملاء أجانب مستنين حضرتك من فترة

 و هى حاولت تكلمك كذا مره و انت مبتردش 

تميم: خليها تلغيه الوقتى ولا تأجله انا مش فايق لاجتماعات 

سليم : تميم انت فين 

تميم : انا لسه في المستشفي شروق وقعت و تمارا مكنتش عارفه

 تفوقها و هى دلوقتى في أوضة الكشف و احنا منتظرين الدكتورة تخرج 

سليم : طيب تمام قولي انتوا فين بالظبط و انا هجيلك 

أغلق مع أخيه بعدما أخبره بمكانه فتسائل والده 

أحمد : في إيه يا سليم أخوك فين 

سليم : تميم هنا يا بابا لسه ، شروق تعبت و هم منتظرين الدكتورة تطمنهم عليها 

مريم : شروق مالها يا سليم 

سليم : متقلقيش يا حبيبتى انا هروح اطمن عليها و اطمنك بس خليك هنا عشان متتعبيش 

مريم : لا انا عايزه اطمن عليها 

أحمد : خلاص يا مريم أسمعي كلام اخوكى و هو هيطمنك و انت

 يا سليم روح اقف مع اخوك و انا هروح الشركة انا عشان الاجتماع و الصفقة متضعش مننا 

تميم : حاضر 


أما علي الطرف الاخر فكانت تجلس علي أحد المقاعد محتضنه طفلها 

محاولة تهدأته عله يتوقف عن البكاء بينما قلبها يكاد يتمزق من الالم 

علي صديقتها و جارتها تلك المشاغبة التى للمرة الأولي تراها علي تلك الحالة من الضعف 

تمارا : خلاص بقا يا يوسف كفايه بُكي 

يوسف : شيري يا مامي وقعت و اتعورت و مش بترد علي يوسف 

تمارا : يا حبيبى هى كويسه و الله اهدى انت بس و بعدين مش

 يوسف برضوا بيقع و بيتعور و بعدين لما بنطهرها بتبقى كويس و بتلعب تانى 

يوسف : ايوه 

تمارا : ما هى شيرى الوقتى الدكتوره هتكشف عليها و بعدين هتصحي و هتكلم يوسف تانى 

يوسف : وعد 

تمارا : وعد يا حبيبى 

قاطع حديثهم رنين هاتف شروق برقم جدتها فكأن قلبها قد أحس

 بما تعانيه حفيدتها الغائبة عن الوعي الآن ، حاولت تمارا ان

 تتحدث بثبات و نبرة عادية حتى لا تشعر الجدة بما حدث فيزيد قلقها 

تمارا بمحاولة بالثبات و الهدوء : احم السلام عليكم  

زوزو: و عليكم السلام في ايه يا تمارا أمال شروق فين مردتش هى ليه 

تمارا بتوتر : شروق هى اصل هى راحت تجيب ليوسف عصير و سابت الفون معايا 

زوزو ببعض القلق : تمارا في إيه شروق عمرها ما سابت فونها مع حد و بعدين انتى صوتك متغير في ايه 

تمارا : بصي يا زوزو اهدي بس كدا و اقعدى هى شروق اغمى

 عليها بس مش اكتر و الدكتورة عندها و هتخرج تطمنا عليها متقلقيش عليها هو اكيد بس قلة أكل او حاجة 

زوزو بتعب : انا قلبي كان حاسس انتوا في مستشفي ايه يا تمارا قوليلى العنوان 

تمارا : يا زوزو ملوش لزوم تيجى عشان متتعبيش انا 

زوزو مقاطعه إياها : قوليلى العنوان يا تمارا الله يكرمك انا مفيش فيا أعصاب 

....................... 

بعد مرور عدة دقائق 

خرجت الطبيبة من الغرفة ف أسرع كلاً من تميم و تمارا إليها و قد أنضم لهم سليم بعد حضوره 

تمارا : خير يا دكتورة طمنينا هى كويسة 

الطبيبة بعمليه : المريضة أتعرضت لصدمة عصبية شديدة بجانب إرتفاع ضغط الدم عندها فبالتالي فقدت وعيها 

تميم : طيب و نزيف الأنف يا دكتورة 

الطبيبة : حضرتك الرُعاف أو نزيف الأنف زى ما حضرتك بتقول

 هو من الأعراض المصاحب لأرتفاع ضغط الدم في بعض الحالات

 و بالأضافة كمان لسوء التغذية اللى بتعاني منها المريضة ف

 ده كله تراكم و كانت نتيجته اللى حصل الوقتي ده ، المطلوب من حضرتكم 

حالياً إنكم تحاولوا تخرجوها من اي ضغط نفسي و ياريت تهتموا 

بالتغذية عندها شوية و انا كتبتلها شوية أدوية عشان ضغطها العالي

 و هى حالياً واخده مهدأ فمش هتفوق الا بعد ساعتين كدا 

تمارا : تمام يا دكتورة شكراً 

الطبيبة : العفو 

غادرت الطبيبة تاركة إياهم بعدما أطمئنوا قليلاً منها و كانت تمارا علي 

وشك الدلوف للغرفة حينما صاح يوسف بإسم والده مُسرعاً تجاهه 

مُلقياً بنفسه داخل أحضانه ، فنظروا ب إتجاهه حينما وجدوا كريم يدلف

 و معه الجدة زينب بجانبه تحاول ان تسرع بخطواتها حتى وصلت لتمارا مردده بخوف و قلق يعصف بقلبها 

زوزو : حفيدتي مالها يا تمارا حصلها ايه 

تمارا : أهدي يا زوزو و تعالي ندخلها الدكتورة طمنتنا عليها و قالت انه 

الضغط عندها عالي و سوء تغذية مش اكتر و هى شوية و هتصحي 

دلفت تمارا و الجدة زوزو الغرفة أولاً حتى تتأكد تمارا من حجاب 

شروق ثم سمحت لهم بالدلوف 

إتجهت الجدة تجاه السرير التى ترقد عليه حفيدتها الغالية و أخدت

 تمرر يدها علي وجهها و كأنها تحفظ ملامحها 

زوزو بدموع : حبيبتى يا بنتى ربنا يحفظك ليا انتى اللى مصبراني علي الدنيا ، قومي يا شمسي و نور حياتي 

وجه كريم سؤاله لتمارا هذه المره : شروق إية اللى حصلها يا تمارا و

 بعدين انا مش كنت لسه قبلها مكلمك ليه مقولتليش 

سردت تمارا ما حدث بدموع  : و الله يا كريم معرفش حصل

 ايه انا خلصت كلام معاك و روحت لها أوضة مريم و بعد ما سلمت

 عليها هى قالت انها تعبانه و عايزه تروح وكمان عشان زوزو ف 

أستأذننا و خرجنا و لما بعدنا شوية عن المستشفى لقيتها وقعت 

فجأة أغمى عليها حاولت أفوقها بس مكنش فيه إستجابة 

كريم : يعنى محصلش حاجة تانيه ضايقتها 

تمارا : مش عارفه و الله .....لم تسرد تمارا ما حدث من تميم تجاه

 شروق فهى لم تكن موجودة حينها و لكنها تذكرت شئ فصاحت مستكملة 

 ايوة أفتكرت و احنا خارجين كان فيه حادثة جايه تقريباً كدا اب

 و ام و معاهم طفل صغير كانت حالتهم صعبه اوى حتى انا مردتش

 أخلي يوسف يشوف المنظر و غمضتله عينه ممكن يكون ده أثر علي نفسيتها 

تدخل سليم هذه المره موجهاً نظره غاضبة تجاه أخيه قائلاً :

 بس معتقدش ان حاجة زى دى هتسببلها صدمة يعنى هو 

 صدمة أصابت الجدة عندما سمعت حديث تمارا ف أيقنت السبب

 وراء ما حدث مع حفيدتها الغالية فقاطعت حديث سليم قائلة 

: لما تشوف وجعها كله بيتعاد قدام عنيها فطبيعي يحصلها كدا 

ظهر علي الجميع عدم الاستيعاب فحتى تمارا لا تعرف عما تتحدث عنه

 الجدة فهم لم يمضي علي انتقالهم بنفس العمارة سنة و لكنها كانت

 كافية لتوطد العلاقات بين كلاً من العائلتين  و لكنها أستمعت للجدة تستكمل

 : من ٣ سنين كنا لسه عايشين في إسكندرية كانت عندنا عيلة سعيدة

 و مليانه دفى و حب ، في يوم كانت شروق و أمها اللى هى بنتى الوحيدة

 و أبوها كانوا عندى زى كل يوم جمعة بيتجمعوا عندى أيمن ياما طلب

 منى أروح أعيش معاهم في البيت بس انا كنت رافضة كنت عايزة 

أعيش في شقتي مع ذكريات والد شمس بنتى وحيدتي المهم ان

 في اليوم ده كنا بنحتفل إن شروق خلاص أتمت حفظ القرآن كله و

 أيمن قالها انها تطلب هديتها أياً كانت و هيجبهالها و هى طلبت انهم 

يكملوا إحتفال و يروحوا يتفسحوا أصروا عليا كتير أروح معاهم بس 

أنا كنت تعبانه و مقدرتش أروح معاهم و كانت وقتها شمس حامل في 

الشهر الثامن يعنى علي وشك الولادة فخرجوا بس عملوا حادثة

 و هما في طريقهم و العربية اتقلبت بيهم  و شروق بس اللى نجت

 من الحادثة دى بس شافتهم قدام عنيها و هما غرقانين في دمهم

 و جالها صدمة عصبية شديدة و بعدها دخلت في غيبوبه قعدت 

حوالى ٣ شهور و لما فاقت كانت منهارة خدتها وسافرنا هنا 

 عشان أبعدها عن كل اللى حصل و هى مع الوقت بدأت تستوعب

 و تهدأ بس كنت ديماً حاسه بيها و بوجعها و إنهاردة كل حاجة أتهدت و رجعت لنقطة الصفر تانى 

إنتهت الجدة من سردها و دموعها تتحدث عما عانت منه هى و

 حفيدتها للآن إتجهت إليها تمارا تحضنها لتخفف عنها أما عن الاخرين 

هم كانوا مازلوا في مرحلة الذهول هل عانت تلك الصغيرة لتلك

 الدرجة و لكنها دائماً تضحك و تشاغب و إذ إنها كانت تُخبئ حُزنها و

 ألمها تحت قناع المشاغبة و الضحك ، كم ندم تميم كثيراً لما تلفظ

 به من كلمات جارحه زادت عليها جراحها ، حتى لو لم يكن السبب 

الرئيسي وراء ما حدث لها و لكنه كان عامل مؤثر في إنهيارها مجدداً

 ، يا الله يشعر و كأن قلبه يكاد ينشطر من الألم عليها 


أما هى فكانت في عالم أخر تائهه تري ومضات من الماضي أمامها 

و كأن أسوء كابوسٌ لي يُعاد مجدداً الآن  أمامى هنا

صراخ و بكاء و سائل أحمر لزج يغطي المكان  ذُعر و إرتباك و هرع و

 ضوضاء ،و هناك في بقعة كبيرة من الدماء يرقد أعز ما املك بل كل 

ما أملك أبي و أمي عائلتي الصغيرة .... ماذا حدث ؟! و كيف حدث أين انا

 ؟! مَن هؤلاء مِن حولي ؟!  أريد الاختباء بحضن أمى أريد العبث و الضحك

 بجانب أبي ، كانت أمي تحمل ب أحشائها طفلٌ صغير " أخي " لقد حُرمت حتي رؤيته . 

لقد جاءت سيارة الإسعاف بالتأكيد سينقذون ابي و امى الان هى مجرد 

خدوش فقط نعم.....ماذا يفعل أولئك هناك ؟! لما تخفون وجوههم

 عني ما هذا القماش الابيض ؟! أزيلوه من هنا أود رؤية وجه أمي 

لاااا لاااا إلي أين تأخذونهم أنتظروني سآتي معكم لا تتركونى هنا

 أرجوكم المكان هنا مُخيف جداً بدونكم ، لما تمسكون بي هكذا

 أتركوني يجب علي اللحاق بهم ، هم بإنتظاري هناك أبي قل لهم 

ان يزيلوا تلك القيود لآتي معكم أبي أين انت لا تتركني و تذهب 

، أمي أنتظرينى لا تتركني هنا المكان مظلم بدونك ، أبسطي يديكي 

لي أُمى هيا لألحق بكم ساعدوني لا لا تتركي يدي أمي .

لقد أعطيتموني وعداً إنكم ستظلوا بجانبي للأبد و لكنكم قد كذبتم

 فها انتم ذا تتركوني وحيدة في عالم ملئ بالوحوش ، من سيحمينى 

منهم غيرك يا أبي من سوف يهون عليا مرارة الأيام أمي ، من سيحتضنى 

عندما تثور بداخلي الالآم و يخبرني ب أن غداً سيكون أجمل ب إذن الله ؟! 

أمي ألم تخبريني أنها فقط مجرد أيام و يأتي أخي الصغير لعالمنا

 و يُنير حياتي ؟! ألم تُخبريني انه سيتمسك بيدي و يدافع عني 

و يكون ملاكي الحارس ؟! لما ذهبتي الآن و معك أبي و تأخذون أخي أيضا من تبقي لي ؟! 

لقد أخبرتك أمي انك ستحُبي أخي أكثر منى و لكنك أنكرت و ها انتى

 ذا تتركي يدي و تتمسكي بيد أخي و رفضتى قدومى معكم .

أمى حبيبتى لا تتخلي عنى فقط أمسكى بيدى و أعدك لن أشاغب 

و سأتخلص من كل عاداتى السيئة التى تزعجك و سأُهاديكى كل

 يوم بزهرة عباد الشمس فانا أعلم مدى عشقك لها .

أبي يا كل رجال العالم بعيوني إمدد يدك فقط لأتمسك بها ، 

أ لم تعدني بهدية أختارها ؛ لإتمامى لحفظ القرآن الكريم إذن

 أريد هديتي الآن أريدكم انتم أُريد عائلتى الصغيرة لا تتخلوا عنى أرجوكم 

لا لا تذهبوا هناك و تتركوني هنا أبي أمي أخي أرجوكم . 

أنتفضت من نومها تنادى عليهم ، كم تمنت لو كان كل ما عاشته في 

حياتها هو الكابوس و ان تستيقظ الآن و هى بغرفتها و بجانبها والديها 

زوزو بفرحة : شروق حبيبتى انتى كويسة .... ردي عليا يا بنتى متوجعيش قلبي عليكى 

شروق بدموع : تيته بابا و ماما مشوا و سابوني انا جريت بسرعة 

عشان ألحقهم بس هما أختفوا ، قوليلهم يأخذوني معاهم يا تيته

 و انا و الله هسمع الكلام 

زوزو : بعيد الشر عليكى يا حبيبتى انتى عايزة تسيبني لوحدى

 يا شروق هتسبيى زوزو حبيبتك و تروحى فين 

شروق ببكاء : انا السبب يا تيته لو مكنتش أصريت اننا ننزل نتفسح

 كان زمانهم معايا الوقتى انا السبب سابوني ليه طيب ماخدونيش معاهم  

أحتضنها زوزو  مردده : أستغفرى ربنا يا حبيبتى  ده قضاء و قدر

  و قدرهم مكتوب ، أهدي يا حبيبتى كدا و أحمدى ربنا انك بخير 

بلاش ترجعى تضعفى تانى يا شروق مش هستحمل أشوفك ضعيفة كدا 

شروق : الحمد لله يا رب الحمد لله علي كل حال 

زوزو : ايوه كدا 

يا حبيبتى ربنا يحفظك ليا من كل شر 

كان يجلس بركن الغرفة يتألم كم ألمه رؤيتها هكذا ضعيفة و هشه 

قاطع هذا الصمت دلوف يوسف من باب الغرفة مع والده بعدما كان 

قد ذهب معه ليطعمه حتى تستيقظ شروق و يطمئنوا عليها 

يوسف بفرحة : شيرى صحت يا بابا شيرى حبيبتى 

و أتجه لها يحتضنها بحنان و براءه عفوية 

يوسف : چو خاف علي شيري كتير عشان وقعت و خبطت في الارض 

شروق بصوت متعب : انا كويسة يا حبيبى متخافش 

كريم : حمد الله علي سلامتك يا شروق قلقتينا عليكى 

شروق : الله يسلمك يا كريم معلشي تعبناك معانا 

كريم : تعبك راحة يا شيري قومي انتى بس كدا انتى كنتى بتشوفي غلاوتك عندنا و لا ايه  

كان تميم  يتابع هذا الحديث بأعين مشتعله تكاد تحرق الاثنين و لكنه حاول الثبات و تمالك أعصابه فيكفي ما سببه لها حتى الآن 

كريم : أمال تمارا راحت فين يا زوزو انا سايبها هنا 

زوزو :مش عارفة و الله بس هى طلعت من شوية و مقالتش هى راحه فين  

........................... 

في الكفتريا الخاصه بالمشفى 

تمارا : ممكن اعرف انت عايز مني إية سيبتلك الاوضة كلها و خرجت جاي ورايا ليه 

سليم : انا عايزه افهم في إية مالك مش طايقاني ليه 

تمارا : هو البعيد غبي و مبيفهمش ما قولنا مش عايزه اشوفك انا حره هو بالعافية 

سليم بعصبية : تمارا اظبطى و صوتك ده مش عايز اسمعة عالي تانى و اتفضلي اقعدى هنا و احكيلي اللى حصل و غيرك كدا من اخر مره شوفتك 

تمارا : بس انا 

سليم : كلمة كمان و صدقينى هوريكى سليم تاني متعرفيهوش 

تمارا : لا بجد و مين قالك انى طلعت أعرفك أصلاً انا طلعت غبية و هبلة و أضحك عليا كتير اوى بس انسي انك تعرف تمثل عليا تانى و انا اصدقك 

سليم بتنهيدة تعب : حرام عليكى يا تمارا انا حقيقى مش فاهم ايه اللى حصل طيب قوليلى اي حاجة تعرفنى اللي حصل 

تمارا : عايز تعرف ايه اللى حصل أسال صاحبك عُمر باشا هو اللى جه و حكالي كل حاجة اتفقتوا عليها بعد اما ضميره صحي زي ما قالي 

سليم : عُمر ؟!

ألقت تمارا كلماتها ثم تركته يقف مكانه و قد نالت منه الدهشة و لم يعرف ما علاقة صديقه عمر بما حدث بينهم ، هناك شئ 

خفي يجب عليه ان يعرفه ولن يعرف  الاجابه غير من صديقة لذا إتجه مُسرعاً للخارج متجهاً لبيت صديقه 

أما هى فأتجهت للغرفة التى تتواجد بها شروق و دلفت فوجدتها

 قد أستيقظت و بجانبها جدتها و يوسف الذي يتمسك بكفها و يحدثها 

تمارا : كدا يا شروق تخوفينا عليكى ده انا كنت هروح فيها لما شوفتك بالحالة دى 

شروق : معلشي يا تمارا تعبتك معايا انتى و يوسف 

تمارا : بس يا بت بطلي هبل انتى تتعبيني براحتك بس اهم حاجة

 تقوميلنا بالسلامة و بعدين الحمد لله لولا البشمهندس تميم مكنتش عارفه هعمل ايه 

بمجرد أن نطقت بإسمه إتجهت شروق بعينيها تبحث عنه في الغرفة 

فوجدته يجلس بزاوية الغرفة و كانت عينيه عليها فإلتقت العيون 

في حديث طويل يسوده نظرات من العتاب و الإستنكار و الإعتذار 

قاطع تلك النظرات حديث الجدة قائلة : معلشي يا ابني انا إنشغلت 

في شروق و فى تعبها و ماخدتش بالي منك خالص ربنا يكرمك يارب و شكراً علي عملته معاهم 

تميم : العفو حضرتك انا معملتش حاجة بلعكس انا كنت عايزه

 اعتذر للأنسة شروق عشان ال

قاطعته شروق قائلة : محصلش حاجة تعتذر عنها يا بشمهندس

 و مره تانى شكراً تعبنا حضرتك معانا 

تميم بإحراج : طيب انا مضطر أمشي دلوقتي عشان عندى شغل مهم و مره تانيه حمد الله علي سلامتك 

ردت عليه زوزو هذه المره : الله يسلمك يا ابني أتفضل انت متعطلش نفسك 


غادر تميم الغرفة و لكنه أمسك هاتفه متصلاً علي أحد الأرقام حتى أجاب الطرف الأخر 

تميم : نص ساعة و ألقيك في المكان بتاعنا متتأخرش 

........ : تمام 


.....................................

في غرفة مريم 

كانت تجلس بجانبها والدتها تحاول الاتصال بسليم حتى يطمئنها على حال صديقتها و لكنه لا يُجيب 

مريم بحنق : يا ماما سليم مش بيرد و كمان انا قلقت علي شروق انا هروح اشوفها 

شمس : يا بنتى حرام عليكى أتهدي شوية هتلاقيه عامله سايلنت مش أكتر و بعدين هتروحى فين برجلك دى 

مريم : هحاول أقف و أسند عليكى و نروحلها 

شمس : طيب خليكى هنا هروح أجيبلك كرسي عشان تعرفي تروحيلها من غير تعب و هسأل علي مكان أوضتها و أجيلك 

مريم : حاضر بس متتأخريش عليا 

غادرت والدتها الغرفة و بعد ثواني وجدت باب الغرفة يُفتح فظنت ان والدتها قد عادت 

مريم : إيه يا ماما رجعتي تانى لي

قطعت حديثها عندما ظهر أمامها هو صدمة , إشتياق ، عتاب ، وجع كل تلك المشاعر شعرت بها و لكنها جاهدت الثبات 

مريم : خالد ؟!

خالد : وحشتيني يا مريم و حشتينى يا أميرتي 

مريم  : جاي ليه يا خالد 

خالد : جاي عشانك يا مريم 

مريم : ياااه بجد لسه فاكرني أصلاً 

خالد : أنا عمرى ما نسيتك يا روح خالد يمكن انتى اللى كنتى مصبراني علي الغربة 

مريم : انت اللى بعدت من الاول يا خالد 

خالد : أنا بعدت عشانك انتى يا روح خالد خوفت عليكى بعد اللى حصلك أخر مره بسببي كنت هتضيعى من بين إيديا و كله بسببى 

مريم : كان ممكن تفضل جنبي و تحميني بس انت اخترت البعد و كأنك ما صدقت اللى حصل 

خالد : مريم انا 

مريم : معدش فيه كلام بينا نهائي و ياريت تنساني زى ما نسيتك و ترجع المكان اللى كنت فيه ، انا بكرهك و مش طايقة اشوفك 

خالد : نسيتينى طيب اسمعى بقا يا هانم الظاهر كدا انتى ناسيه انا مين بس انا هفكرك كويس اوى و هربيكى من اول و جديد علي الكلام ده 

قال كلماته بعصبية ثم غادر صافعاً الباب خلفه بقوه 

مريم : حيوان و متخلف قال هعرفك هعمل فيكى ايه طيب انا هوريك

 يا خالد يا ابن نهال هخليك تقول ان الله حق و هدفعك تمن سنين الغربة دى كويس اوى و يا انا يا انت 

.................


فؤاد : عادل جهز الرجالة و المخازن عشان الصفقة اللى جايه بكرا 

عادل : حاضر يا باشا 

فؤاد : و خد احتيطاتك كويس إبن الشامى ميتضمنش 

عادل : كله تمام يبشا و هو دلوقتى مشغول في أخته و في الصفقات اللى بيحاول يعوضها 

فؤاد : ابن الشامى مش سهل و انا مش مرتاح لسكوته ده حاسس ان وراه مصيبه 

عادل : متقلقش يبشا احنا هناخد إحتيطاتنا ، أستئذن انا يبشا عشان أجهز المخازن 


أومئ له فؤاد و هو مازال يفكر فيما قد يفعله تميم ليرد عليه ضرباته

 فهدوءة يُشبه هدوء ما قبل العاصفة و ابن الشامي لا يستسلم و يتنازل عن حقه 




نوفيلا "مُتيمٌ_بكِ_مُشرقتي"


الفصل السابع 💙


كان سليم يصعد طابق إحدي العمارات و توقف أمام شقة ما و رِن 

الجرس منتظراً الإجابة و لكن لم يأتيه الرد فحاول مره أخري ولكن 

دون رد كان قد سأم من المحاولة و في طريقه للمغادرة عندما 

خرج من الشقة المقابلة له سيدة ما فحياها سليم : السلام عليكم يا أمي 

السيدة : و عليكم السلام يا ابنى 

سليم متسائلاً : متأسف لو هأخرك علي معادك بس كنت عايز أسأل 

حضرتك متعرفيش أصحاب الشقة دى راحوا فين 

السيدة : العفو مفيش تأخير ولا حاجة ، قصدك الست سعاد و أولادها 

سليم : أيوة حضرتك 

السيدة : هو اللى أعرفه يا ابنى ان من حوالي سنتين كدا بنتها أتخطفت

 و عرفنا بعدها ب إسبوع كدا انهم لقوا جثتها و اتدفنت و لما 

الست سعاد عرفت حصلتلها أزمة قلبية و فضلت فترة علي أجهزة 

بس معداش كام شهر و كانت روحها طلعت ل اللى خلقها 

سليم : لا حول ولا قوة إلا بالله الكلام ده حصل إمتى و ازاى عُمر

 مقاليش حاجة زى كدا طيب هو فين دلوقتى و حصل له ايه 

السيدة : العلم عند الله يا إبني بس هو الصراحة بعد موت الست 

سعاد هو حالته كانت تصعب علي الكافر و محدش بقي يشوفه

 زى الاول و البيت علي طول مقفول و مفيش صوت 

سليم : طيب

 شكراً يا أمي بس ممكن أسيب رقمى معاكى و لو عرفتي اي اخبار 

عنه او شوفتيه هنا ترني عليا 

السيدة : حاضر يا ابنى هات رقمك و انا لو عرفت 

اي جديد هكلمك 

دون سليم رقمه علي ورقه ثم أعطاها للسيدة 

سليم : اتفضلي يا أمى و شكراً تعبتك معايا

السيدة : العفو يا ابني

غادر سليم بعدما إزدادت حيرته و أزداد قلقه علي صديقة أيضاً فهو لطالما اعتبره صديقه و بئر أسراره و كان يعامله كأخ له .

........................ 


في مكان أشبة بالصحراء 

كان يقف مستنداً علي سيارته ينظر إلي نقطة ما في السماء و كأن 

النجوم قد شُكلت علي هيئة عينيها تلك العيون التى أسرته بلونيهما 

الذي يشبة حبات من القهوة ، التى كان قد غرق بهما اليوم حينما نظرت له 

،و قد كانت تلك المره الأولي التي يلاحظ بها لونهما ، و لكن نظراتها ألمته 

كثيراً فقد كانت نظرات يملؤها الإستنكار و الخيبة و الندم و الحزن و

 الغضب فحاول هو بنظراته أن يستسمحها و يتأسف لها علي ما أرتكبه 

من حماقه لم يكن يدرك انها ستؤثر بها لتلك الدرجة فهو قد وضع ملحاً 

علي جروحها بدون أدني إدراك منه تمنى لو يعود الزمن به لتلك

 اللحظه حينما تفوه بتلك التُراهات لما كان قد إرتكب تلك الحماقة تمني 

لو أستطاع فقط ان يشرح لها انه حاول ان يشاكسها فقط بكلماته ف

 يري نظرات المشاغبة بعيونها و تلك الابتسامة الخبيثة التى رأها

 بها في اول مقابله بينهم او تُلقي عليه كلماتها التى تدعوه للضحك

 حينما يختلي بنفسه متذكراً إياها و لكن بدلاً من ذلك رأي نظرات الانكسار

 و الخيبة و كأنها قد تحولت مئة و ثمانين درجة من طفلة مشاغبة 

لعجوز مُسنة يُشغل بالها الكثير من الهموم ، لقد ندم كثيراً و عاتبهُ قلبه 

علي ما إرتكبه بحقها حينما علم بحكايتها و بما قد عانت منه ، قلبه

 يؤلمهُ كثيراً عليها و تمني لو كان معها منذ زمن و كان هو الحضن الذي

 تركض له حينما تضيق بها الدنيا تمني لو كان قد ألتقي بها قبل كل 

تلك المشاكل التى واجهتها فيكون لها السند ، تمني لو ألتقي بها بظروف 

غير تلك لما كان قد تركها حتي أصبحت زوجته ، نعم فقد أعترف أخيراً انه 

وقع بعشقها منذ اول لقاء بينهم و لكنه لطلما أنكر ذلك و أذعن لأمر العقل

 بأن جميع النساء متشابهات لا يهمهم سوي المال و السلطة لما قد أصابه

 من خطيبته السابقة فلطالما كانت تُظهر له الحب و لكن من اول إختبار

 فقد رسبت و بجداره و قد كان قد قطع وعداً علي نفسه بعدم الاقتراب 

من جنس حواء مجدداً و لكنها جاءت فسرقت مفاتيح قلبه و لم تُعطِه

 حتي فرصة للإعتراض و تذكر حينما رأها و هى فاقدة الوعي 

بين يدي صديقتها فقد أنحى العقل جانباً و لم يستمع إلا لصوت دقات

 قلبة التى صرخت منادية بإسمها فأسرع يحملها بين يديه و هو في

 أشد حالات ذُعره عليها و لكنه الآن سيُعاني كثيراً حتي يُداوي تلك 

الجروح التى قد كان سبباً لفتحها مجدداً لقد أدرك ذلك من نظراتها 

له عند إستيقاظها و لكنه مُستعد ليعاني فقط حتي ترضي عنه زهرته الذابلة الحزينة  🥀🥀 

قاطع تفكيره بها صوت رفيق دربه الذي كان قد حضر من فترة و لكنه

 إلتزم الصمت حينما رأي نظرات الندم و الحزن من رفيق دربه الذي 

لا يعي بما يحدث حوله لعل هذا الهدوء يخفف عنه قليلاً و لكنه عندما 

تملكه الملل فقد مر أكثر من نصف ساعه و هو مازال علي حاله لذا صاح به  : تميم انت يا ابني 

تميم و كأنه أخيراً قد أدرك وجود رفيقه بجواره : خالد انت هنا من امتى 

خالد بإبتسامة خبث : انا هنا من بدري اوي يا برنس بس انت شكلك مش هنا خالص 

تميم بنظرة غاضبة: انت يا حيوان بتضحك علي ايه و بعدين اتعدل كدا و اتكلم كويس 

خالد بتأفف : يا عم احترمني شوية حتى و بعدين ما انا بتكلم كويس حد قالك انى لسه نونو صغير و مش عارف اتكلم ، قولي انت كنت بتفكر في إيه و انا هظبطك 

تميم محاولاً تغير الموضوع : تظبطني ايه يا حيوان و بعدين ها قولي أخر المستجدات متضيعش وقت 

خالد بإستنكار :  انا اللى بضيع وقت برضوا ، خليك كدا أنكر و متحكليش بس مسيرك يا ملوخية تيجى تحت المخرطة هتروح مني فين يعنى 

تميم باشمئزاز : بيئة طول عمرك مش عارف انا مدارس لغات ايه اللى كنت بتدخلها ، سواء انت ولا البلاء اللى عندى في البيت عايزين مسدس و يتفرغ في دماغكم 

خالد : مسدس يا جاحد 😹 المهم فؤاد جايله صفقة مهمه بكرا 

تميم مقاطعاً : و ايه الجديد ما احنا عارفين انه هيستلم صفقة الأسلحة بكرا 

خالد ساخراً : ما هو انت لو مقطعتنيش هتعرف ايه الجديد 

تميم بملل : اتفضل يا خالد بيه قولي ايه الجديد و اخلص مش فاضي لجنابك انا 

خالد متابعاً : اه ما انا عارف المشاغل بتاعتك كتير اليومين دول المهم ان الصفقة اللى جاية مش اسلحه  بس دى طلع بيشتغل في المخدرات و هيستلم صفقة في نفس اليوم 

تميم بتساؤل : انت متاكد من الكلام اللى بتقوله ده يا خالد 

خالد : ايوه طبعاً يا تميم و انا هكدب ليه انا سمعت رجالته و هما قاعدين 

يتكلموا بس هما مخدوش بالهم انى كنت موجوده اصل كانوا ضاربين بودرة و مش شايفين قدامهم 

تميم ببعض القلق : خالد الموضوع كبر اوى و انا ابتديت اخاف عليك

 انت في وسطهم و فؤاد بيشك في صوابع إيديه و ممكن في اي وقت

 يكتشف كل اللى بيحصل بلاش تكمل يا صاحبي انا مش هستحمل اخسرك 

خالد بإبتسامه هادئة : متخافش يا تميم انا عامل حساب كل حاجة 

و بعدين هو دلوقتي عارف ان احنا أعداء و لا يمكن يشك فيا ، ثق ان

 صاحبك مش هيسيب إيدك أبداً و بعدين هو اول واحد اتعامل معاه ولا ايه  

تميم بخوف علي صديقه  : بس فؤاد وراه ناس كبيرة اوى و ده اللى مخوفنى عليك 

خالد : كلهم هيقعوا خلاص بكرا احنا معانا كل الأدلة بس واقفين بس

 علي التنفيذ و ده هيتم بكرا خلاص و نخلص منه هو و اللى معاه ....... 

حاول خالد ان يخفف من حدة الجو الذي أصبح يسوده القلق و

 الخوف فردد بإبتسامة ماكرة : بس مقولتليش برضوا مين دى اللى

 كانت مخلياكى تعد النجوم كدا و مش حاسس بيا جانبك 

أدرك تميم غاية صديقه و لكنه كان في حاجة ماسه للحديث فأجابه : هقولك بس مش عايز تريقه ولا استخفاف من حضرتك عشان صدقنى هعلقك ع الشجره دى و اسيبك و امشي 

خالد بضحكة مكتومه : عيب عليك احكى احكى كلي أذانٌ صاغية 😌😹

نظر له تميم نظرة قاتله فأبتلع خالد ضحكته و تظاهر بالثبات ، فأخذ تميم يسرد عليه كل ما حدث معه بداية من اول لقاء بينهم 

................................

في المشفي 


بعد مغادرة خالد غرفتها  وجدت مريم والدتها تدخل لها و معها احد

 الكراسي المتحركة معتذرا عن تأخرها : أسفه يا حبيبتى باباكى

 كان بيكلمنى يطمن عليكى و بعدها روحت أسأل الدكتور علي الأشعة اللى عملتيها خرجت ولا لسه 

مريم : لا يا ماما عادي يا حبيبتى يلا بس عشان الحق أشوف شروق 

أمأت لها والدتها ثم ساعدتها في الجلوس علي الكرسي و خرجوا متجهين لغرفة شروق 


أما عند شروق  


فكانت الغرفة يعلو بها صوت الضحك علي حديث يوسف الصغير 

و مشاغبته مع شروق و تمارا  فقد غادر كريم حتى يتمم إجراءات

 الخروج لشروق حتى يستطيعوا المغادرة 

فقالت الجدة : يخرب عقلك يا يوسف ده انت فظيع 

تمارا ضاحكة : يا تيته ده أقل واجب ده انتى لسه مشوفتيش الإبداعات بتاعته هو و شروق لما يتجمعوا مع بعض هى بس

 عشان شروق تعبانه لكن تعالي اقعد معاهم هما الاتنين لوحدهم كدا و هتشوفِ إبداعات 

زوزو بضحك : يا بنتى ما انا عارفه اذا كانت شروق لوحدها بتخليني 

عايزه اشد في شعرى و يوسف لوحده بيجنني فهما الاتنين مع بعض مسخرة 

شروق بضحكة واهنه : علي فكره انتوا ظالمينا ده احنا مؤدبين خالص و كيوت خالص مش كدا يا چو 

يوسف ببراءة : طبعاً طبعاً 

تمارا بسخرية : ايوه طبعاً انتوا هتقولولي انتو الاتنين ده انا حفظاكم 

شروق بنبرة إستهزاء : تمره بتتكلم انا اول مره اشوف تمرة بتتكلم يا چو 😹

يوسف : ماما تمره 

تمارا بغضب مزيف متجهه نحوهم : طيب تعالوا انتوا الاتنين انا هربيكم من اول وجديد 

قاطع مشاكستهم الطرق علي الباب فأتجهت الجدة لفتحه ظنناً منها انه كريم مردده : تعالي يا كريم أدخل شوف

 مدرسة المشاغبين اللى وقعت فيها دى ....... و لكنها وجدت أمامها شمس و مريم و لعدم معرفتها بهم نظرة لهم نظرات

 متسأله فأجابتها مريم : انا مريم صاحبة شروق اللى المفروض كانت جاية تزورني عشان عملت حادثه 

سمعت شروق صوت صديقتها من الداخل فردت عليها قائلة : تعبتي

 نفسك ليه يا مريم و تعبتي والدتك معاكى مكنش له لزوم هو مجرد 

إغماء بسيطه بس الدكاتره اللى أڤوروا و قالوا عايزين تحاليل دم 

مريم : تعب ايه بس يا عبيطة و بعدين مش كفاية انى انا السبب في اللى حصلك ده 

ردت هده المره زوزو : ولا سبب ولا حاجة يا حبيبتى هى اللى متعبه و 

كتير بتحايل عليها عشان تفطر الصبح بس مش بترضي و دى أخرة دلعها بس من النهاردة كل ده هيختلف 

مريم : أيوة يا زوزو يا جامدة هى البت دى عايزة اللى يجيبها من شعرها مينفعش معاها الذوق ابداً 

شمس بمعاتبة : مريم أتأدبي عيب تكلمي حد أكبر منك بإسلوبك ده المفروض نحترم اللى اكبر مننا 

كانت سترد شروق و لكن قاطعتها زوزو قائله : يا حبيبتى هى مغلطتش ولا حاجة و بعدين انا متعودة ان شروق بتدلعنى ديماً و بتقولي يا زوزو حتى العمارة كلها و كل اللى يعرفنا بقي بينادوا عليا كدا و بعدين انا لسه صغيرة سيبي العيال تدلعنى ولا انتى عايزه تكبريني في السن بقا ولا ايه 

إبتسمت شمس قائله : أبداً و الله بس مريم ديماً مغلبانى معاها بكلامها ده ف انا عشان حضرتك متزعليش بس 

زوزو : ولا ازعل ولا حاجة و بعدين دى شروق مش بتبطل كلام عن مريم اصل هى مش بتخبي عنى حاجة و من يوم ما قبلتها و هى ديماً بتكلمني عنها فعشان كدا عرفتها من كلامها بس دى اول مره اشوفها اهوه 

مريم بمرح : الله دى جدتك دى عسل يا بت يا شوشو لا ده انا اجي اعيش معاكم بقا 

زوزو بمرح  : بس كدا ده انتى تنوري ده حتي اخلص من زن شروق شويه بس مامتك شكلها صغير عليكى اوى ده انا قولت انها اختك مش والدتك 

مريم : عندك حق ما كلهم بيقولوا كدا و اصلاً   شموسة كانت صغيرة لما بابي راح خطبها و اتجوزوا 

شروق بحزن فقد ذكرتها بوالدتها فهما يمتلكان نفس الاسم : هو حضرتك اسمك شمس 

شمس ببسمه هادئة : ايوه يا حبيبتى 

نظرت شروق بإتجاه جدتها فوجدت دمعه وحيدة فرت من عينيها و من ثم أسرعت بمسحها رأها يوسف أيضا فأسرع بإتجاهها قائلاً : زوزو انتى بتبكى ليه يوسف يزعل 

 زوزو بإبتسامه هادئة : مش ببكي يا حبيبى خالص دى حاجة دخلت في عيني بس مش اكتر 

شمس بتساؤل : هو اسمي زعل حضرتك ولا ايه 

زوزو بحنية : ابداً يا بنتى ده اسمك غالي عندى اوى علي اسم والدة شروق بس هى عشان وحشتني بس فدموعي نزلت غصب عني 

حاولت مريم تغيير الجو عندما وجدت الحزن قد رُسم ببراعة علي وجه صديقتها و بجانبها تمارا التى تربط علي يديها : إيه ده يا شروق انتى اتجوزتى يا بت و خلفتي كمان من غير ما تقوليلى يا واطيه و كل ده في يوم مكنش يوم اللى سبتك فيه ده 

شروق بإبتسامه : قصدك علي چو لا ده مش ابنى ده 

تمارا مقاطعة : ده ابني انا يا مريم 

نظرت لها كلاً من شروق و زوزو بقلة حيله بينما اندهش كلاً من شمس و مريم فأجابت تلك المره شمس : تمارا انتى اتجوزتى 

لم تكد تمارا تجيب عليهم حتى دخل كريم من باب الغرفة فجري يوسف لأحضانه مردداً : بابي أتاخرت كتير علي يوسف ليه 

كانت تلك الاجابة علي سؤال شمس التى ظنت انها بالفعل تزوجت من هذا الشخص الذي يقف عند باب الغرفة بينما رد كريم علي إبنه : معلشي يا حبيبى انا بس قابلت صديق ليا هنا فوقفت اتكلم معاه ثم وجه حديثه لشروق : الدكتور قال هيبعت الممرضة تقيسها الضغط و تشيل المحلول و لو بقيتي احسن نقدر نروح 

شروق : تمام يا كريم تسلم 

قاطع الصمت رنين هاتف شروق فناولته لها تمارا ثم أجابت شروق بعدما وجدت المتصل هى صديقتها مني : الو سلام عليكم 

مني : و عليكم السلام ، انتى فينك يا بنتى انا حاولت ارن عليكى كذا مره و تلفونك كان مقفول و جيتلك البيت و ملقتش حد حتى زوزو مش هنا 

شروق : اهدي يا مني انا كويسه بس كنت جاية ازور مريم في المستشفي عشان عملت حادثه و أغمي عليا عشان ضغطى كان عالي مش اكتر 

مني بإستنكار : مش اكتر انتى عايزه اكتر من كدا ايه يحصل و بعدين مريم مين اللى في المستشفي و عامله حادثه مريم بنت خالتي 

شروق بحرج : احم ايوه حتى هى هنا اهيه خدي كلميها ..... و ألقت بالهاتف بإتجاه مريم 

نظرت مريم لها نظره قاتله ثم ردت علي مني التى صاحت بوجهها : احم أذيك يا منوش يا حبيبتى 

مني بغضب : منوش ايه و زفت ايه علي دماغك يا حيوانة انتى و الحيوانه التانيه يعنى انتى عامله حادثه و انا معرفش و الحيوانه التانيه وقعت و محدش قالي و لولا انى اتصلت مكنتش هعرف 

مريم بعدما أبعدت الهاتف عن وجهها بسبب صراخ مني و فتحت الاسبيكر فسمع الجميع ما قالته فردت زوزو عليها هذه المره : ايوه يا منمونة يا حبيبتى هزأيها دى عايزه الحرق 

مني بعدما هدأت قليلاً : اصبرى بس عليا يا زوزو لما أجيلهم الاتنين 

ردت شروق هذه المره : لا يا حبيبتى ولا تيجى ولا تتعبي نفسك احنا مروحين اصلاً تعالي علي البيت بقا 

مني : خلاص هقوم اتنيل البس و اسبقك علي البيت و قوليلى للحيوانه التانيه اللى رمت التليفون دى و الله لهعلقها لما اشوفها بس 

مريم بضحك : حبيبة هارتي يا منوشة بصي روحى لشروق الاول و خلصي ضرب فيها و ابقى تعاليلى بقا بعدها اكون قفلت البوابة 

مني : ماشي يا مريم الكلب يا بنت شمس  اشوفك بس 

شمس بضحك : تسلمي يا مؤدبة يا بنت اختي بس اشوف سهيلة بس و انا اخليها تشدك من ودانك الاتنين 

مني : ايه ده هى شموسة موجودة 

شروق ضاحكة : هو انا مقولتلكيش 

منى : لا مقولتليش 

مريم ضاحكة : يقطعنى 

مني : اتفووو عليكم انتوا الاتنين عيال مهزأة اخلصوا 

شروق بضحكة خبيثه : هى مش شموسة و زوزو بس ده تمارا هنا و چو هنا و دكتور كريم كمان هنا

مني بتسرع : ايه ده چو حبيبى عندك و ا ايه 😳😳انتى قولتي مين 

شروق بخبث : بقولك دكتور كريم 

مني  بإرتباك : دكتور كريم دكتور كريم 

شروق بضحك : ايوه هو لا و الاسبيكر مفتوح من ساعة كلامك مع مريم 

مني : طيب سمعليكوا انا بقا يا جماعه اصل سوسو بتنادي عليا 

و اغلقت مني المكالمة و ساد الضحك الغرفة علي تلك المشاغبة أما هو  فحاول التظاهر بعدم اللامبالاه علي كلماتها تلك و لكن داخله كان يضحك علي مشاغبتها 

بينما قالت الجدة زوزو : هى مني تبقى بنت خالتك يا مريم 

مريم بضحك : للأسف الأسيف ايوه 

زوزو بضحك : ليه بس دى منى دى حتة سكرة دى بتيجى عندنا و هى و شروق زى القط و الفار و كمان يا سلام لو يوسف معاهم 

يوسف ببراءه : چو بيحب نونا و شيرى و هيجوزهم 

شمس بضحك : انتى قصدك بنونا دى مني بنت اختي 

زوزو ضاحكة : ايوه هى اصل كل ما يتجمعوا التلاته يقعدوا يحب في بعض ف انا قولتلهم يلا اتجوزوا يوسف و يخدكم تعيشوا عندهم و ارتاح منكم انتوا الاتنين و من يومها و يوسف معلق علي الكلمة بقا 

مريم بضحك : يعنى شروق و مني الاتنين هيتجوزوا يوسف و يعيشوا في نفس البيت ابقى أعزميني بقا يا شوشو علي خطوبتك مع يوسف

في نفس اللحظه كان تميم يفتح باب الغرفة و يدلف حينما وقعت تلك

 الكلمات علي مسمعه فقد ذهب لغرفة شقيقته حتى يعودوا للمنزل

 و لكنه لم يجدها هى او والدته فأستنتج انها جاءت للأطمئنان علي

 رفيقتها بصحبة والدتهم عندما وجد أغراضهم مازالت في الغرفة 

فأتجه نحو غرفتها و عندما وصل و كاد بطرق الباب حينما تأكد من 

وجودهم فهو قد سمع صوت شقيقته و لكن لحظة توقف الزمن ماذا 

تقول من سيتزوج بمن لذا دلف للحجرة و وقعت عيناه عليها و هى

 تضحك و لكنها اتجهت ببصرها نحوه عندما دلف من الباب و في لحظة 

تغيرت معالم وجهها للغضب و أدارت وجهها للجهة الآخري فتسائل

 هو بنظرات غاضبه قائلاً و مازالت نظراته عليها : خطوبة مين دي ؟

              الفصل الثامن من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>