رواية متيم بك مشرقتي الفصل الحادي عشر بقلم شروق اشرف


 نوفيلا "مُتيمٌ_بكِ_مُشرقتي"


الفصل الحادي عشر 💙

بقلم شروق اشرف

كُنتَ بجواري هُنا ممُسكاً بيدي و تنظر لعيناي بهُيام و كانت تغمُرني هالةٌ

 من الأمان و الحب و الإهتمام ، كُنتَ اليد التى إلتقطني من ظلام الوحدة

 و الوجع و الإنتظار لنور الأمل و العشقُ و الإطمئنان  و لكن فجأة و بدون 

أدني إنذار أفلتُ يدي و  تركتني مجدداً وحيدة , خائفة , أُنازع الحياة 

و قد إنطفئت شمسي و غابت روحى بغيابك انت يا نبض القلب و شغف 

الروح و عشقُ الوجدان 🖤🥀


 

سليم بنظرات غاضبة تكاد تُحرق من يجلس أمامه لشدتها :  من غير لف

 و دوران كتيير انا جاي انهاردة و عايز افهم ايه اللى حصل بالظبط من 

أخر مره كنت معاك فيها و ياريت من غير كدب لانى عرفت كل حاجة انا 

بس جاي من باب الصداقة اللى انت معترفتش بيها نهائي ولا عملتلها

 إعتبار و حابب أسمع منك ايه اللى حصل بالظبط و بالتفاصيل لو مش هتعب سيادتك 

عُمر بنظرات يملؤلها الخَزِيّ : عندك حق في كل كلمة هتقولها يا صاحبي 

، انا غلط في حقك و في حق تمارا كتير 

سليم بعصبية : إسمها ميجيش علي لسانك 

عُمر مستكملاً : إسمعني يا سليم و متقاطعنيش لو سمحت انا هحكيلك كل حاجة من الاول 

سليم بتأفف: ياريت حضرتك 

عُمر و قد شرد بذاكرته لما مضي : انا اول مره شوفت تمارا فيها عجبتني 

و قولت اهوه زيها زى اي واحدة هكلمها و اخرج معاها و لما ازهق

 منها أسيبها و أشوف غيرها كالعادة يعنى ايه الجديد بس اللى عرفته

 عنها انها محترمه و ملهاش في الكلام ده فقولت يعنى معقدة

 و هتزهقنى بس إصراره زاد عليها و لما انت جيت حكيتلى انك

 مُعجب ببنت و ناوي ترتبط بيها انا أستغربتك بس لما حكيتلى عنها

  و عرفت انك قصدك علي تمارا انا اتعصبت و حاولت أخليك

 تكرهها و تبعد عنها بس انت كل مره مكنتش بتصدق ، بعدين كنت يأست 

و قولت مش مهم انت كدا كدا هتسيبها و هيجى اليوم اللى تزهق

 منها و تتخلي عنها لوحدك و ساعتها هيكون مصيرها معايا انا ، بس لقيتك

 بتحبها بجد و ناوي كمان انك تخطبها ساعتها كنت هشيل الموضوع من دماغى نهائي بس أميرة مسكتتش

سليم بنظرات يملؤها التساؤل : أميرة ؟! و دى إية علاقتها بالموضوع اصلاً 

تنهد عُمر تنهيدة مُتعبة ثم أضاف : أميرة هي السبب في كل اللى حصل 

، كانت زى التعبان اللى بيسمم دماغ اللى قدّامه و بيخليه مش واعي للى بيعمله 

، إنت عارف ان أميرة كانت هتموت و تلفت إنتباهك و تخليك تحبها ...

..ثم تابع بإبتسامة سُخرية : دى حتى لما يأست منك جت و قالتلك انها

 معجبه بيك و لما انت صارحتها انك بتحب واحده تانيه و مش شايفها اكتر من زميله و أخت ، الشر إتملك منها و جاتلي

فلاش باك 

كان يجلس في أحد النوادي الليلية الذي يجتمع فيها شياطين الأنس و الچن 

، و كعادته بيده كوباً من ذلك المشروب البغيض الذي يُذهب العقل حتى 

جاءت تلك الحيه و جلست لجواره مبتسمة إبتسامتها البغيضة الخبيثة مردده 

: أهلاً بعُمر باشا عاش من شافك يا عم 

طالعها هو بسخرية و إستخفاف : أميرة هانم بنفسها قاعدة معايا لا ده انا كدا أتغر بقا 

ضحكت هى بمكر و قالت : عايزاك في مصلحه انت هتستفاد و انا كمان هستفاد و أظن انك مش هتمانع أبداً بالذات لما تعرف المقابل 

نظر لها بتساؤل فأكملت هى : عرفت ان صاحبك بيحب و ناوي يخطب 

و انك كنت حاطط عينك عليها قبله بس كالعادة هو ديماً بيسبقك و بفلوسه

 و مكانة أبوه بياخد كل حاجة منك 

تطلع لها ببرود مردفاً : و دى غيرة عليه بقا 

تطلعت هى أمامها 

بنظرات شيطانيه مردفه : لا ده انتقام ، انتقام عشان لإهانته ليا بعد اما

 اعترفتله بإعجابي بيه و كنت مستعده لإي حاجة عشانه و في الاخر

 يقولي انا بحب وحده و هتجوزها يعنى انا اعمل ده كله و في الاخر الهانم دى تيجى تاخد كله ع الجاهز كدا 

نظر هو لها بلامبالاة مردداً : اممممم و ايه المطلوب مني بقا

نظرت له بمكر : هتنفذ كل اللى هقولك عليه بالحرف عشان نخلص

 من البت دى و نبعدها عن طريقه و ساعتها دورى انا هيجى

نظر لها هو مردداً : و انا إيه اللى يخلينى أسمع كلامك و أخسر صاحبى

تطلعت له بنظرة خبث مماثلة : اممممم صاحبك اللى بياخد منك كل 

اللى انت بتتمناه ، صاحبك اللى بيتكرر عليك بفلوسه و بإسم أبوه

 ، صاحبك اللى بيحسسك بإنك أقل منه في كل حاجة .... أمممم بس

 ع العموم معايا هتكسب أكتر أظن انك كنت عايز البت دى و لما 

هو يسيبها الطريق هيفضالك و انت و شطارتك بالإضافة انى هخليك

 تشتغل معايا و هكسبك دهب 

كلماتها كانت بمثابة النيران التى أُشعِلت بداخله ، رفض العقل تصديق 

مثل تلك الكذبات و لكن أين هو العقل الآن ، تلك الشيطانة أستغلت

 غياب عقله و ملأته بالكذب و هو الآن ليس بحاله تسمح له بالتفكير ، 

و بينما هو مشغول بكلماتها تلك سحبت هى كأس و وضعت به مسحوق

 ما و مررته له مُردفه :  ها قولت ايه 

تناول هو الكأس من يدها و أفرغهُ في جوفه مردداً بتوهان : معاكى

باك 


عُمر مستكملاً : بعدها عرفت انك والدك تعب ولازم يسافر و انت

 هتضطر تسافر معاه و بكدا الخطوبة هتتأجل و اتصلت بيها و

 عرفتها باللى حصل فرحت جداً و قالت ان ده في صالحنا و اننا لازم

 نتقابل عشان نرتب لكل حاجة و إتقابلنا في شقتها 


فلاش باك 

دلف عُمر من باب شقتها و إبتسامه ساخره تزين شفتاه : مش غريب

 ان بنت تطلب تقابل شاب زى كدا في بيتها عادي 

نظرت له هى بسخرية : و ايه الغريب في كدا مش فاهمة و بعدين

 الشقة دى انا اشترتها عشان أريح فيها دماغى بعيد عن أبويا و عقدهُ 

ولا انت كمان تبع الناس المعقدة 

نظر لها هو بإستهزاء : مُعقدة امممم بمناسبة أن سيرة والدك هو 

مصطفى باشا يعرف انك بتتجاري في الكوكايين و البودرة 

نظرة هى له بلامبالاة : لو فاكر انك بتهددنى او ماسكني من ايدى 

اللى بتوجعنى فَفكك من كل ده لانه مش هيجيب فايده ، فسواء

 هو يعرف او ميعرفش ده ميفرقش معايا في حاجة و بعدين هو اصلاً

 مش فايق ليا ولا لمشاكلى هو بيجرى ورا مصالحه و شغله و بس ،

 خلينا في المهم اقعد عشان نعرف نخطط

جلس علي أقرب مقعد بينما هى فدلفت للداخل و عادت بكوبين من

 المشروب و ناولته أحدهما مردفه : إحنا هنستغل سفره و تأجيل 

الخطوبة و نضرب ضربتنا بس لازم نبقى مجهزين بدل الخطة اتنين عشان منتكشفش ع الفاضى 

سردت له ما خططت له و هو كان يستمع لها و هو يتناول ما يوجد

 في يده و يومئ لها و قد غُيب عقله عن الواقع و تناسي كل ما كان

 يجمعه بصديقه و أنه لم يتأخر عليه أبداً في إي أمرٍ أراده و كان يعامله

 گ شقيق له بل أكثر من ذلك و لكن بُغضه و غضبه أعموه و جعلوه مجرد تابع ينفذ أوامر تلك الحرباء 

باك 


عُمر متابعاً : في الاول بدأت أميرة تبعتلها اكتر من رسالة انك بتكدب

 عليها و انك مجرد وقت و هتبعد عنها زى اللى قبلها بعدين حطت خطه

 ان احنا هنخطفها و كانت عايزه انها تخلي الرجالة اللى جابتهم يعنى يصوروها و هى 

نظرات نارية و جهها له مردفاً : يعملوا ايه انطق 

بلع هو ريقُه مما سيُخبرهُ به ثم أردف : كانت عايزهم يغتصبوها 

و يصوروها و يبعتولك الصور بس انا موافقتش و حاولت أوقفها بس هى هددتنى 

نظرة له بغضب و ضربه لكمه أوقعته أرضاً مُردفاً : يولاد ال***** 

 كنتوا عايزين تؤذوني فيها و انت ضميرك صحي فجأة و بعدين

 هددتك ب إيه يعنى مش فاهم هتقطع عنك المصروف ولا هتبلغ عنك 

نظر له بألم و اخَزِيّ : عندك حق في كل اللى بتقوله بس انا مكنتش

 واعي للي بعمله و ربنا خدلك حقك منى يا سليم و لسه بدفع تمن 

اللى عملته ، هددتنى بأختي و أمى و ورتنى صور لكل واحده فيهم و انه

 لو موقفتش معاها الاتنين هيكون مصيرهم الموت ، خفت عليهم 

و في نفس الوقت مكنتش عايزه ده يحصل عرفت منها المخزن 

اللى هياخدوا تمارا له و روحت لحقتها بس حكتلها حاجات محصلتش

 و قولتها اننا كنا متراهنين عليها و ان والد مش مريض و انت 

اللى كنت ناوي تخطفها وسمعتها تسجيل كنا مفبركينه انا

 و أميرة للإحتياط  و هى مصدقتش و طلبت أوصلها لمكان بعد ما كلمت 

اختها تجيلها هناك ، طبعاً أميرة لما عرفت مسكتتش و هددتني حاولت 

اقنعها ان مليت عقلها بكلام غلط تجاهك و انها مستحيل هتوافق 

عليك و اكيد هتكرهك بس هى قالت ان فرصتي الأخيرة انى لازم 

أصدمها  فيك اكتر و نخليها تصدق الكلام ده و لازم يبقى في نفس 

اليوم عشان تكون لسه مقالتش من اول صدمه ، و طلبت منى اتصل 

عليك و احطلك منوم في العصير بتاعك و بعدها بعتت هى رساله 

لتمارا بالعنوان و سابت باب الشقة مفتوح و الخطة مشت زى ما هى عاوزه 

نظرات عدم تصديق وجهها له سليم : انتوا ايه شياطين ، متعرفوش

 ربنا انتوا ازاى تفكيركم وصلكم لكدا ، انت عارف كان ممكن يحصلها 

ايه لو اَهلها مش معاها ، عارف كان ممكن يحصلي ايه انا ، قولى 

انا غلطت فيك في يوم ، أذيتك بحاجة انا كنت يعاملك زى تميم

 اخويا كنت بحكيلك كل اسرارى ، ناس كتير نصحتنى ابعد عنك بس انا

 ديماً كنت واقف جنبك و بحاول أصلح من حالك و يكون ده جزاء الخير اللى عملتهولك 

نظره له بنظرة معاتبه و عدم تصديق : انت كنت هتأذي انسانه

 بريئة ملهاش ذنب في اي حاجة عشان مجرد تفاهات في عقلك انت 

و الحقيرة التانيه ، طيب أذوني انا انما ليه هى ذنبها ايه ، مكنتش

 اعرف ان الخير اللى كنت يعملهولك هترُده كدا 

نطق الاخرى بخذلان : سامحني يا سليم صدقنى ربنا خدلك حقك و زيادة

 أميرة ماتت من شهرين بسبب جرعة زيادة من السم الهاري اللى كانت

 بتتاجر فيه و بتاخده و انا ربنا عاقبنى باللى حصل في رندا أختى

 لما شوية كلاب خطفوها و عملوا فيها اللى كنا هنعمله في تمارا

 و بعدين رموها ع الطريق و ماتت و بعدها امى و الوقتي انا عرفت 

ان عندى سرطان و في المرحلة الاخيرة ، امى ماتت و هى غضبانه

 عليا بعد اما عرفت اللى عملته ، سامحني يا سليم 

نظر له سليم بشفقة علي حاله مردفاً : انا صعبان عليا والدتك و اختك

 اللى دفعوا تمن القرف اللى انت عملته ، دفعوا تمن شئ ملهمش ذنب

 فيه و انا حذرتك بدل المره الف و قولتلك بلاش تبهدل بنات الناس

 معاك انت عندك اخت و كتير ذكرتك بكلام ربنا سبحانه و تعالي

 " بسم الله الرحمن الرحيم : مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ  [النساء: 123] صدق الله العظيم  " و انت كنت بتتجاهل كلامى 

في كل مره  و بتستهزأ بيه و كانت النتيجه اية ، حقيقى انا مُشفق عليك 

عُمر بنظرات رجاء : سامحني يا سليم بالله عليك سامحني 

سليم بإستهزاء : دلوقتي عرفت ربنا اللى لازم يسامحك مش انا لا ، اللى لازم تطلب منه العفو هو الشخص اللى أذيته و دمرته 

عُمر : هروح و استسمحها بس انا دورت عليها كتير و ملقتهاش هقولها ع الحقيقة كلها بس سامحني


نظر له سليم بشفقة علي ما وصل له حاله فقد تغير شكله مائه 

و ثمانون درجة و ظهر عليه الأعياء و الإرهاق ، صُدم به و بشدة

 لم يخطر بباله يوماً  ان يفعل به ذلك ، إنقبض قلبه فجأة و أحس

 بالأختناق شعر بشئ يقبض قلبه بشدة  ، لاحظه عُمر الجالس أمامه

 يطالعه بنظرات ندم و إعتذار فأسرع يردف له : سليم انت كويس 

لم يجد إجابة لسؤاله فوكزه ثم كرر سؤاله مره اخرى فأنتبه الاخر 

و لم يلفظ سوي بكلمه واحدة : تميم 

نعم فهو يشعر بألم أخيه و وجعه مهما بعُدت المسافه ، اسرع يُخرج 

هاتفه و ليهُم بمهاتفة و لكن 

لا رد كرر محاولته مراراً و تكراراً و هو يسرع بخطواته للخارج

 حتى فُتح الخط الاخر فأسرع مردداً : تميم انت بخير انت فين 

أجابت هدير ببكاء : مستر سليم البشمهندس سليم أضرب بالنار و أحنا حالياً في المستشفي 


صدمة إجتاحته توقف للحظه يحاول إستيعاب الأمر  و في اللحظة

 الاخرى كان يجرى مسرعاً بإتجاه سيارته متجهاً للمشفي بعدما أخبرته هدير بالعنوان 

.............................

في أحد المطارات 

كانت تقف منتظره صديقتها و إبنة خالتها العزيزة فقد سافرت

 للخارج بعد إتمام دراستها لتستقر مع شقيقها هناك و قد جاءت لقضاء

 أجازتها معها ثم ستُغادر مجدداً ، رأتها من بعيد متجهه لها و هى

 تسحب حقيبتها و بمجرد وصولها أمامها إرتمت لإحضانها مردفة : تمارا وحشتييييييييينى أد البحر و سمكاته

عبست تمارا بوجهها بحزن مصطنع قائله : ما هو لو وحشتك يا جزمة كنتى نزلتى من زمان قعدتى معايا 

رحاب بإبتسامه هادئه : مكنتش قادرة أنزل بعد موت زهره كل حاجة وقفت بالنسبه لي و لحد الوقتى مش مصدقة اللى حصلها 

تمارا بدموع و قد تذكرت شقيقتها : محدش مصدق اللى حصلها بس ده قدر و مكتوب  

رحاب بمرح و هى تحاول تغير الموضوع : قوليلى بقا الواد يوسف الشقي فين ليه مجاش معاكى 

تمارا بعدما أزالت دموعها : يوسف سيبته مع مُني و شروق مكنش ينفع أجيبه معايا خفت عليه و بعدين هو متعلق بيهم اوى 

رحاب بإستفسار : مين شروق و مني 

تمارا بضحك : لا ده انتى فاتك كتير يلا و انا هحكيلك في الطريق 

رحاب بضحك هى الاخرى : لا ان كان كدا انا معاك يا برنس 

تمارا : يا بنتى نفسي اعرفي انتى عيشتي في إيطاليا ده كله متعلمتش اي حاجة منهم لسه برضوا سرسجية زى ما انتى 

رحاب : يا تمره يا بنتى انا و لله الحمد علمتهم ازاى يتكلموا مصرى لكن اتعلم منهم انا ليه 

تمارا بسخرية : صحيح انا بكلم في مين .....عمرك ما هتتغيرى ابداً يا رحرح 

تابعوا حديثهم ثم أستقلوا السيارة مُتجهين للمنزل 

................

في غرفة مريم 

إستمعت شروق لحديث مني فدلفت للغرفة مُردفه بدهشه : خطييييب مين يا عنيا 

وجهت مريم نظرها بإتجاهها ثم حمحمت بخجل : احم هو انا مقولتلكيش 

شروق بغضب : لا مقولتليش 

مني ضاحكة : يقطعنى 

ألقت مريم الوسادة بوجهها بينما نظرت لها شروق بغضب فأستقامت

 مني قائله : طيب انا هقوم بكرامتى قبل اما تتبعتر في الارض و انتوا اتكلموا مع بعض بقا

 .... ثم نظرت ليوسف قائله : تعالى يا چو ننزل نلعب تحت مع مرمر 

اتجه يوسف لها بعدما سمحت له شروق و خرجوا بينما جلست شروق بجانبها مردفه : ها ناويه تتكلمى امتى 

مريم : خالد صديق لتميم و سليم من و هم صغيرين و والده كان صديق 

عزيز علي بابا و كذلك والدته كانت قريبه جداً من ماما و كانت

 بتعاملها كأنها أختها و في يوم كنا متجمعين بنحتفل بتخرج تميم و خالد و

 احتفلنا و بعدها إستئذن والد خالد و قال انهم لازم يمشوا عشان عنده 

إجتماع مهم في اليوم اللي بعده و الوقت أتأخر......اللى 

عرفناه بعدها انهم عملوا حادثه و ماتوا و خالد كانت حالته خطيرة بس 

فاق منها و لما عرف اللى حصل لأهله إتدمر و حالته النفسية بقت تحت

 الصفر بس تميم و سليم مسبهوش و فضلوا جنبوا و مع الوقت رجع تانى

 يقف علي رجله و بعدها بفتره خالد جه اتقدم لبابا و طلب منه اننا نعمل

 خطوبه و وعده انه مش هيأثر علي مذاكرتي او مستقبلي بالعكس

 هيقف جانبي و يساعدني ، بابا سألني و انا مصدقتش من فرحتي

 انه بيحبني زى ما انا بحبه و كمان اتقدملى وافقت و اتخطبنا كنت وقتها 

فرحانه جداً و هو عمره ما خلف بوعده بالعكس كان بيساعدنى لو حاجة 

وقفت عليا و تميم و سليم كانوا فوق دماغه كل اما يجى هنا و لما يطلب 

اننا نخرج مع بعض كانوا بيرفضوا و هو كان مقدر حبهم ليا و خوفهم

 عليا و عارف انهم واثقين فيه بس بيغيروا عليا منه و هو كان بيغيظهم 

و كانت كل حاجة ماشيه صح بس زى ما بيقولوا الحلو مبيكملش

شروق بتساؤل : ايه اللى حصل 

مريم بحزن لتذكر ذلك اليوم : كنت خارجة مع مني المول و كنا بتعدي

 الطريق و في عربية جات خبطتنى و جرت الخبطة مكنتش كبيرة

 بس أثرها كان أكبر ، اللى عرفته يومها ان ده كان تهديد لخالد من

 حد من أعدائه و خالد لما حس ان شغله هيأذينى خاف عليا و بعد ،

 سافر و سبنى ٥ سنين بتعذب في بعده مفكرش مره يتصل عليا او يشوفني ،

 ده حتى مفكرش يقولى سبب سفره ولا بعده اللى عرفته ده كان من

 تميم لما شافني منهاره صارحني و قالي بس حتى أسبابه متخلنيش 

أغفرله و في نفس الوقت بحبه و مش قادره ابعد عنه 

شروق بإبتسامة مكر : يعنى هتعملي ايه 

مريم بنفس الابتسامه : هخليه يندم علي اليوم اللى فكر يسافر و يبعد بس اتطمن عليه الاول بس 

شروق بتساؤل : تطمني عليه ازاى  

كانت مريم تسجيلها لولا دخول مني للغرفة مُسرعه و هى تردف : مريم 

انتفضت كلاً من هما من علي الفراش بينما ردت مريم : في ايه يا مني مالك 

مني بدموع : تميم إتضرب بالنار و لسه متصلين بعمو أحمد الوقتى و راح هو و مامتك علي المستشفي 

سقطت مريم علي السرير بصدمه و الدموع تتجمع بمقلتيها بينما رددت شروق بصدمه و ألم إحتل قلبها : تميم لا 

أفاقت مريم من صدمتها و أسرعت متجهه للخارج بينما اتبعتها شروق

 بنفس السرعة و منى تُسرع لهم ، إتجهوا للخارج بعدما إنضم لهم 

يوسف الذي يتمسك بيد مني و أسرعوا للسيارة فقابلهم الحرس : مريم هانم حضرتك مينفعش تخرجى كدا 

مريم بعصبيه : ابعد من وشي حالاً انا هخرج يعنى هخرج 

الحارس بتفهم : طيب حضرتك علي الاقل خدي حد من الحرس معاكى

 مينفعش تخرجى لوحدك و حالة رجلك متسمحش انك تسوقي 

لم تجيبه مريم بينما أتجهت للسيارة لتركب بالمقعد الخلفي و لجوراها 

شروق و مني و يوسف و كانت اشارة للحارس بالتوجه لكرسي السائق 

أخبرته مني بعنوان المشفي التى سمعت زوج خالتها يُردده فأتجه له الحارس 

كانت الدقائق تمُر عليهم گ سنوات كلاً منهم خائفة عليه ، تتمني ان 

لو يكون ذلك كذباً و يكون هو بخير فهو بالنسبه لمريم و مني الأخ و السند و

 الأمان و الصديق و الأب ان لزم الامر لن يستطيعوا رؤيته بهذا الشكل 

بينما شروق فكانت في عالم أخر كانت قد رأته قبل دقائق بالتأكيد ليس

 هو لن يتركها بعدما وجدته لن يُقال يدها الآن بعدما أنتظرته لسنوات لن تسمح له بذلك 

وصلت السيارة للمشفي فترجلوا مسرعين متجهين للداخل و في نفس

 الوقت كان يدلف خالد من باب المشفي و قد أجبر زملاءه بالعمل علي

 التوجه لتلك المشفي بعدما إتصل به فردت سكرتيرته علي الهاتف مخبره إياه بعنوان المشفي 

رأته مريم فأسرعت نحوه مناديه إياه : خالد 

بمجرد ان استدار لها و ذلك الوشاح الملتف حول يديه و لكن لم يمنع ذلك

 الدم من التسرب منه ، إتسعت عيناها و هى تنظر للدم مردده : خالد.. تميم .. انت ..دم ...إيدك 

كانت في حالة لا تسمح لها بالتحدث شعرت بالأرض تدور بها فجأة

 و كانت علي وشك فقدان الوعي إلتقطتها يداه و أسندتها كلاً من 

شروق و مني ، أدرك خالد حالة الذُعر التى بها فحاول التخفيف عنها

 و قلبه يتآكل علي صديقه : حبيبتى اهدى انا بخير دى إصابة في

 كتفي و هبقى كويس و تميم ان شاء الله مفيش حاجة حصلتله 

اهدى و اقعدى ارتاحى و انا هشوف تميم و هاجى اطمنك 

مريم بدموع : لا خدنى لعند تميم يا خالد بالله عليك قلبي بيوجعنى اوى تميم فيه حاجة 

خالد بوجع و تعب علي صديق عُمره : طيب بس قومى براحه

 و اهدى بابكى و مامتك اكيد حالتهم صعبه مش حمل تعبك انتى كمان 

أمأت له و اتجهوا جميعاً لغرفة العمليات التى يتواجد بداخلها تميم ،

 بمجرد ان وصلوا أسرعت مريم ترانى بأحضان سليم  تبكى شقيقها

 و الأخر قلبه يأن علي شقيقه فهو يشعر بألمه و وجعه لن يستطيع تحمل فقدانه دموعه تنزل بصمت بينما 

والدته فتجلس علي أحد المقاعد و بجانبها زوجها تبكى خوفاً علي

 ولدها الحبيب فكم تحمل الكثير لأجلهم ، و كم عاني الكثير دون سبب ،

 كان دائماً ما يعاملها بحب و إحترام لن تحتمل ألم فقدانه بهذا الشكل ،

 بينما شروق فسقطت تبكى بحضن مني و مني تحتضنها هى الاخرى 

ببكاء و يوسف الصغير يبكى علي بكاءهم ، كان خالد يقف يتحامل علي

 آلامه فالمهم بالنسبة له الآن هو صديقه و شقيقه فقط ...... الجميع 

في حاله سيئة للغاية ، غيابه يعنى تدمُرهم لطالما قدم الحب و الأمان 

لهم جميعاً كان و نِعمَ الأبن و نِعمَ الشقيق و نِعمَ الصديق كان السند للجميع ، لا يستطيعوا تصديق ما أصابه 

مرت ساعة من الوقت و مازال لم يخرج الطبيب ليطمئنهم مرة عدة

 دقائق أُخرج و فُتح باب العمليات و خرج الطبيب توجه الجميع

 له فأسرعت والدته تتسائل : طمني يا دكتور ابنى بخير مش كدا 

الطبيب بتنهيدة : الرصاصة كانت قريبه من القلب و احنا عملنا اللى علينا بس للأسف 

سمعوا جميعاً صوت إرتطام جسد أحدهم بالأرض فطالعوه جميعاً بصدمه بينما أردفت مريم بصوت عالي : خاااالد 

ألتفت الجميع حوله بينما نادي الطبيب الممرضات لنقله لغرفة العمليات بعدما كشف عن إصابة كتفه و أسرعوا للداخل 


الطبيب بعمليه : البقاء لله يا جماعة احنا حاولنا بس للأسف الحالة كانت صعبة 


                     الفصل الثاني عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>