رواية متيم بك مشرقتي الفصل الثامن والتاسع بقلم شروق اشرف


 نوفيلا "مُتيمٌ_بكِ_مُشرقتي"


الفصل الثامن 💙

بقلم شروق اشرف

تميم متسائلاً بنظرات غاضبه : خطوبة مين دي ؟! 

كانت تلك الكلمات التى أردف بها تميم بغضب حينما وصل لمسمعهُ كلمات شقيقته عن خطبتها من احد الأشخاص حاول استبعاد تلك الافكار الشيطانية التى دارت بخُلده ، فمن الممكن ان تكون خطوبة احد أصدقائها لا أكثر نعم فهو قد أخطأ بالسمع لذا حاول التماسك قدر الإمكان ، و لكن رد شقيقته كان كالشُعلة التى ألهبت مشاعره و غضبه 

مريم بضحكة خبيثة و قد أدركت عدم سماع شقيقها سوا للجزء الأخير من حديثها فأردفت ببراءه مزيفة : أبداً يا أبيه دى خطوبة شروق و يوسف بقولها اننا لازم نكون اول المدعويين و إلا سوف أغضب غضباً كبيراً و هاجى ابوظلك الحفلة 

شاركتها شروق المزحة غير مباليه بمن يشتعل أمامها و قد تناست مرضها و حزنها جراء حديثها مع صديقتها مني و أيضاً وجود مريم لجانبها تخفف عنها بمزاحها علي الرغم من مرض الأخيرة : لا تبوظيلي أيه ده و بعدين كدا چو يزعل مني يرضيكى 

مريم بضحك : لا طبعاً ميرضنيش كله الا زعل چو ده احنا ما صدقنا حد يقبل بيكى يا بايرة 

ساد الضحك وجوة الجميع و لكن هو كان يحترق بالفعل ، لحظة هل بالفعل ستتزوج بإخر و بالإضافة لذلك تخاف غضبه منها ، حسناً هو الآن بحالة يمكنه تكسير عظامه ان وجده بالقرب منها ، ثواني و ينفجر بهم جميعاً و لكن للحظة تذكر حديث صديقه معه الذى لم يمر عليه سوي بضع دقائق 

فلاش باك 

بعدما أنتهي تميم من سرد لقائهم الاول في المطعم و هو يذكر تفاصيل ما حدث و كل كلمة بينهم مروراً بلقائهم الثاني بنفس اليوم عندما أدرك انها صديقة شقيقته بعدما وبخته علي ما حدث لفستانها العزيز علي قلبها علي الرغم انه لم يكن سبب في ما حدث له ثم لقاءهم بالمشفى عندما جاءت لزيارة شقيقته مروراً بما ألقاه علي مسامعها من كلمات جارحه و خصوصاً بعد معرفته بحكايتها و اخيراً ذكره لاخر لقاء بينهم عندما كانت نظرات الحزن و الاستنكار صوبه و نظرات الأسف و الندم صوبها و محاولته الإعتذار و لكن من الواضح ان جرحها حينئيذٍ لم يكن قد تمت مداوته فمازلت غاضبه منه 

خالد بذهول : كل ده حصل معاك في الأسبوع ده بس لا حقيقى مش مصدق ، و قاعد تقولي انا عمرى ما هحب تانى ولا هفكر انى أمن لجنس حواء و انت من مرتين تلاته شوفتها فيهم وقعت يا برنس خلاص 

تميم بإستنكار : لا طبعاً مفيش الكلام ده ولا حبيتها ولا حاجة انا كل الحكاية ان ضميري بيأنبني ان من غير قصدي وجعت إنسانه ملهاش ذنب و كمان غلط في اَهلها و عاملتها بإسلوب أول مره أستخدمه مع حد  

خالد بإبتسامه خبيثه : قولتلى ضميرك بيأرنبك امممم و بالنسبه انك فاكر تفاصيل اول مره اتقابلتوا و لون فستانها و ضحكتها اللي مختلفه و براءتها زى الاطفال في تعامله و مشاغبتها اللى طول ما انت مخنوق و مضايق افتكرها و تضحك عليها الكلام ده كله اللى بقالك ساعه بتوصف في جمالها و رقتها و براءتها و انت هى مرتين ولا تلاته اللى شوفتهم فيها ده اسمه ايه 

تميم بنفي : خالد بلاش إستهزءك ده بكلامى و بعدين عادي يعنى هى بس عشان عفويه و بريئة و تصرفاتها عفوية من غير تفكير  فبيبان مش اكتر

خالد بإبتسامه هادئه : هتنكر لحد امتي يا صاحبي ده انت بتتكلم عليها و عينيك بتضحك و لمعه جديدة بتطل منها ، انت حبيتها بجد علي الرغم ان الكام مره اللى شوفتها فيهم اتخانقتوا بس قلبك دق لها يا تميم و المره دى قلبك اللى أخد القرار مش عقلك و مش هتقدر تجبره انه يبطل تفكير فيها ، و صدقني هتيجى لحظه هتعرف فيها انك بتحبها اوى زى ما خفت عليها انهارده لما شوفتها واقعه في الارض بس اوعي يا صاحبي تضيعها من ايديك و بعدين ترجع تندم 

تميم بتوهان : حقيقى مبقتش عارف اعمل ايه يا خالد يمكن انت اكتر واحد عارف كل اللى حصل معايا ، انت و سليم حذرتوني كتير من امال و مع ذلك مسمعتش منكم و خطبتها و كنت حاسس ان الإحساس اللى بحسه معاها ده حب و كتير اتنازلت عشان ارضيها بس هى عمرها ما قدرت ده  و في الاخر باعتني في اول محطة يمكن حتى قبل اول محطه ما تيجى و كنت خلاص اكتفيت و قفلت قلبي علي كدا بس هى لما ظهرت قدامى فجأة بعفويتها و مشاغبتها اللى مش بتنتهى بتخليني اتمني اشوفها علي طول ، بحس بحاجة غير يمكن مش عارف اوصفها الوقتى بس اللى أقدر اوصفهالك حالياً ان وجودها بيحي في قلبي جزء مقفول بقاله زمان 

خالد بثقه : اوعي تضيعها من إيدك يا صاحبي روح و اعتذر انت غلط في حقها و هى هتسامحك من كلامك عنها انا حاسس انها هتسامحك 

تميم بتساؤل : تفتكر ممكن تسامحني 

خالد بضحك : ان شاء الله هتسامحك بس بطل ترمي دبش انت بس و اتعامل معاها برقه و احترام و امسك أعصابك و مهما كان الموقف مستفز اوعي تزود غلطاتك و خوفها منك بكلامك المتخلف ده 

تميم بعصبيه مزيفه : انا كلامى متخلف يا خالد بيه 

خالد بهروب : مين متخلف قالك كدا ده انت عسل و كلامك سكر بس أبوس إيدك خف علي البت شويه 

تميم بحنق : و انت مالك بيها يا حيوان 

خالد بصوت هامس : هى وصلت لحيوان لا انا كدا تمام اوى الحقي نفسي قبل اما يعلقنى  ثم أكمل بصوت عالي بعض الشئ بعدما ابتعد متجهاً لسيارته : سلام يا صاحبي و ابقي سلملي علي أمانتي اللى عندك خلاص هانت كلها أيام و هجي أستلمها بنفسي 

تميم بحنق : سلام يا عم الرومانسي ثم تابع بعد مغادرة الاخر قال أمانة قال عبيط انا عشان اسلمهالك بسهوله انا هوريك يا خالد الكلب 

......

أنتبه تميم من شروده علي صوت والدته القلق : تميم مالك روحت فين بقالنا ساعة بنكلمك 

تميم بثبات : ابداً يا أمي انا بس افتكرت اجتماع عندى ولازم متأخرش عنه 

شمس موجهه نظرها للجدة : كنت اتمني انى أتعرف علي حضرتك في ظروف احسن من كدا لكن حقيقى فرحت ان اتعرفت عليكى 

الجدة زوزو : حبيبتي تسلمي علي ذوقك انا اللى فرحت اكتر انى شوفتك انهارده و اتمني تعتبرينى والدتك و تيجى تزورينا مع مريم يوم هفرح جداً 

شمس بإبتسامه هادئة : اكيد ان شاء الله ، المهم احنا مضطرين نستأذن و الف سلامة عليكى يا شروق يا حبيبتى 

شروق بإبتسامه هادئه : الله يسلمك يا شموسة ده لو سمحتيلي ادلعك زى مريم اصل الصراحة انتى شكلك اصغر مننا اصلاً فمش هينفع اقولك يا طنط هبقي قليلة الذوق معاكى جداً  

شمس بضحك : حبيبتى و الله هفرح اكتر  ربنا يحفظك لجدتك و اهتمي بأكلك شويه مينفعش كدا و الا هزعل منك جامد 

شروق بحب : لا كله الا زعلك حاضر هسمع الكلام و اكل كل اكلى و اغسل سناني قبل ما انام عشان السوسه اللى في سناني 

مريم بضحك : نفسي مره تفوت دقيقتين من غير هزارك ده ، يا بت اكبري و أعقلي بقا ده احنا هنجوزوكى اهوه

أراد إنهاء الحديث بسرعه حتى يتسني له الهرب كل ان يفقد كل ذرة من أعصابه لذا ألقي صوبها نظره سريعه مطمئناً عليها ممنياً  نفسه بإنها لن تكون لاحدٍ غيره مهما حدث حتى يسمح لهم القدر بالالتقاء مره أخرى و لكنه لن يتركها لغيره هى حبيبته نعم حبيبته هو فقط ، سنلتقي قريباً جداً حبيبتي المشاغبة ثم أتجه ببصره صوب والدتها مردفاً : طيب نستأذن احنا بقا يلا أمي يلا يا مريومة

كادت شقيقته ان تتحرك بالكرسي للخارج بعدما عانقت صديقتها مودعه إياها علي أمل اللقاء قريباً و لكن بحركه منه منعها من التحرك ثم هبط لمستواها مردداً : البرنسيس بتاعتي تسمحلي انى أوصلها 

نظرت مريم له بسعادة بالغه فعلي الرغم من جموده و بروده في علمه إلا انه لم يتواني أبداً في حقها او حق أحداً من العائلة فهو دائماً ما يدللها و يجلب لها كل ما تحتاجه حتى قبل ان تخبره بحاجتها ، اذا كان هو او سليم فهما يعاملاها كأميرتهم الصغيره 

مريم بفرحه و سعادة لطالما نجح في رسمها علي وجهها : طبعاً يا سيادة الأمير ده انت تؤمر يا برنس 

رفعها تميم بأحضانه مردداً بضحكة : برنس بقا انا بعاملك كأميرة و انتى بلغتك البيئة دى لازم تحطي التاتش يعنى

مريم : و الله انت ظالمني انا قَصدى البرنس اللى هو الامير يعنى بس بالانجليش 

تميم بتريقه : ايوه طبعاً انتى هتقوليلى ده انا حفظك يلا يا بتاعت مدارس اللغات يا سوقية يا بيئه 

حملها تميم متجهاً للخارج بينما ودعت والدتهم الاخرين و أتبعتهم بينما هى كم راق لها تعامله مع اخته كانت صُدمت للحظه ان هذا الشخص الراقي المُحب الذي أمامها يختلف كلياً عما تعرفه و لكنها ادركت ان تعامله مع عائلته لابد أنه مختلف تماماً عن تعامله مع الغرباء و هى بالنسبه له كانت و ستظل غريبه كم ألمها هذا الشعور حقاً و لكنها نفضت تلك الافكار عن عقلها و لكن كم تمنت لو كان أخاها مازال علي قيد الحياه هل كان سيمنحها مثل ذلك الحب و الاهتمام استغفرت ربها كثيراً  و حمدته و دعتهُ متمنيه ان يُديم المحبه و الفرحة في حياة صديقتها و من ثم أستدارات لجدتها التى أخبرتها بأنهم مستعدين للمغادرة الان فوقفت و قد شعرت ببعض الدوار و لكن لم تخبر احد حتى لا تريد من قلقهم عليها و ثم استندت برأسها علي كتف جدتها مغادرين المشفي       

.......................................

في كافيه 

كان يجلس سليم علي أحد الطاولات منتظراً شخصاً ما و أمامه فنجان القهوه الذي أصبح يلازمه في أخر ثلاث سنوات بعدما كان لا يرتشفها سوي مرات قليله ، تذكر لقاءهم الثاني و ما حدث معهم حينذاك 

فلاش باك 

كان يجلس بكفتريا الجامعة يتذكر تلك الطفله التى لم تترك عقله يهنئ بالنوم منذ رأها ، لقد مر شهر علي لقاءه بها كم تمني لو يراها مره اخرى و لكنها اختفت فجأة ، لو فقط يعرف معلومه و لو بسيطه عنها حتي أسمها لا يعرفه نهض من علي مقعده مؤنباً نفسه علي تفكيره الزائد بها ، أتجه صوب البوابه الرئيسية للجامعه فحياها المسؤول الأمني بود و رد عليه سليم التحيه و عندما لم يجد سيارته 

أخرج هاتفه متصلاً علي سائقه و أتاه الرد في المره الثانية 

السائق  :  انا اسف يا سليم بيه و الله بس مراتي بتولد و حالتها صعبه و معرفتش اسيبها لوحدها بس انا

سليم : عيب عليك يا أيمن الكلام ده ، خليك معاها هى محتاجك اكتر و بعدين انا كنت بتصل بيك عشان اقولك تروح انت لأني هتمشي انهارده شويه 

و ابقي طمني علي النونو بتاعك 

أيمن بفرحه : ربنا يخليك يا سليم بيه انا مش عارف اقولك ايه و الله 

سليم بود : متقولش حاجة يا أيمن اهم حاجة ان المدام تقولك بالسلامه هى و ابنك و انا هبقي اتصل اتطمن عليك 

اغلق الهاتف و سار مبتعداً عن الجامعه فربما يفيده السير قليلاً  و لكن أثناء سيره أستمع لصراخ يأتي من أحد الأماكن المظلمه لم يفكر لثواني و اسرع يُتبع أثر الصوت حتى وصل فوجد مجموعه من الشباب الذي يظهر عليهم أثر الثمالة يحاوطوا فتاة ما أسرع إليهم و أزاحهم بعيداً عنها و وقف أمامها يحميها منهم فأسرعت هى تحتمي بظهره حتى أستقام احدهم و حاول ضرب سليم بأحد الأسلحه البيضاء و لكن عاجله سليم بلكمه أسقطته أرضاً و حينما رأي الباقي هذا المنظر فروا هرباً فألتفت سليم للفتاه خلفه قائلاً : حضرتك كويسه 

أماءت برأسها عدة مرات قائله بدموع : الحمد لله انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاى و الله لولاك كان ممكن ي ..... لم تستطيع إستكمال حديثها و سقطت تبكى فلم تستطيع تخيُل ما كان سيحدث لها علي أيديهم لولا ظهور هذا الشهم 

سليم بهدوء : طيب ممكن تبطلي بكي الحمد لله ربنا نجاكي منهم علي خير و ده يعلمك انك متنزليش متأخر كدا تاني لوحدك 

زهره ببكاء : انا كنت راجعه بيتي بعد ما خلصت محاضراتى بس تلفوني فصل شحن و ملقتش موصلات خالص فأضطريت انى امشي و بعدين هما شافوني و فضلوا يمشوا ورايا و انا حاولت اجري بس هما لحقوني و كانو هيأذوني و لحد ما حضرتك ظهرت فجأة 

سليم بتأثر : طيب حضرتك اهدى و تعالي في مطعم قريب من هنا انا اعرف منه تقعدى و تهدي و هو مكان عام متخافيش انا مش هأذيكى و اتفضلي الفون اهوه لو تعرفي رقم اي حد من اهلك تتصلي بيه لما نوصل لان مفيش شبكه في المنطقة دى نهائي 

ألتقط الهاتف منه و سارت خلفه حتى خرجوا من تلك المنطقة ثم بعد عده دقائق وصلوا أمام أحد المطاعم فأمسكت زهره بالهاتف و لشدة توترها لم تتذكر غير رقم شقيقتها فطلبتها داعيه من الله ان تجيب رنت مره فالأخري حتى أجابت شقيقتها في المره الثالثة 

زهره : انا زهره يا تمارا .... ده رقم واحد محترم ساعدنى  ...  انا في مطعم ... قولي لكريم و تعالوا بسرعه انا منتظراكم متتأخروش ... هقولك كل حاجة لما تيجى متبكيش بقا بالله عليكى .... حاضر في رعاية الله 

ناولته زهره الهاتف مردده : مش عارفه اشكر حضرتك ازاى علي كل اللى عملته معايا حد غيرك كان ممكن ميهتمش و يمشي 

سليم بإبتسامه هادئه : محصلش حاجة لكل ده اي حد في مكانى كان هيعمل كدا ممكن تشربي العصير عشان تهدي و متخافيش يا ستي مش حاططلك فيه حاجة أصفره 

أدركت انه يحاول التخفيف من حدة الموقف لذا ابتسمت له بهدوء : ربنا يجزيك كل خير يارب 

مرت بضعة دقائق و دخلت تمارا و كريم و علي وجوههم القلق و الذُعر حينما رأت تمارا شقيقتها تجلس علي احد الطاولات ف أسرعت لها تحضنها : زهره حبيبتى انتى بخير حصلك ايه قلقتينا عليكى اوى 

زهره بدموع : كنت هضيع يا تمارا لولا شاب محترم ربنا يكرمه هو اللى أنقذني و عطاني تلفونه اكلمكم هو بيتكلم في التليفون و زمانه جاي 

كريم بعدما أطمئن قليلاً عليها ولكن مازال القلق يشغل قلبه ، كم تمني لو يحتضنها الآن و يبثها الأمان و لكن مازالت خطيبته فقط ولا يحق له بذلك لذا تكلم بثبات مزيف يحاول اخفاء قلقله خلفه : زهرة حبيبتى أهدي ممكن و اقعدي و احكيلنا ايه اللى حصل

أخذت تسرد زهره عليهم ما حدث معهم حتى مجئ سليم و إنقاذه لها ثم استطردت : ربنا يكرمه حتى لما انقذنى منه مسبنيش و مشي و عطاني تلفونه اكلمكم منه 

تنهد كريم بإرهاق : الحمد لله انها جات علي كدا و ربنا بعتلك اللى ينقذك مش عارف كنت هعمل ايه من غيرك ، ربنا حماكى ليا المره دى بعد كدا مش هسيبك ابداً تروحى لوحدك ولا تخرجى لوحدك 

تمارا و هى مازلت محتضنه شقيقتها : الحمد لله انكِ رجعتلنا بخير  

أنتهى سليم من مكالمته و اتجه للطاولة فرأها تجلس بصحبة شاب و فتاه لم يتبين معالم وجهها من بعيد لذا أقترب منهم مردفاً : السلام عليكم الواضح يا أنسه زهره ان اهلك وصلوا فهستأذن انا بقا عشان مبقاش ضيف تقيل عليكم 

زهره بهدوء : بالعكس و الله اتفضل هما كانوا منتظرين حضرتك عشان يشكروك ده كريم ابن عمى و خطيبى و دى تمارا أختي و ده أستاذ اا

سليم بهيام بمن تجلس جوارها فهو لم يتوقع ان يراها مجدداً فقد يأس من رؤيتها و آلان يالله ما هذا القدر آفاق من شروده قائلاً : سليم اسمي سليم 

رد كريم هذه المره : شكراً يا سليم علي كل اللى عملته مع زهره مش عارف اشكرك ازاى بس 

سليم بإبتسامه هادئه : مفيش شكر ولا حاجة انا معملتش حاجة الا واجبي 

كريم : احنا مضطرين نستأذن الوقتى لان والد و والدة زهره منتظرنا و قلقانين جداً بس اكيد لازم نتقابل تانى عشان اشكرك علي اللى عملته مع زهره 

سليم : صدقني و الله مش محتاج شكر ولا حاجة بس لو مُصر ممكن نبقي صحاب 

كريم بإبتسامه هادئه : اكيد ليه لا 

و تبادلوا الأرقام ثم أستأذن كريم مغادراً مع تمارا و زهره بينما كان سليم ينظر في أثرها بضحكة واسعه و امل في اللقاء مره اخرى 

و مر أكثر من شهر تقارب فيهم سليم و كريم كما دعاه والد تمارا و زهره لتناول الطعام معهم شاكراً إياه علي ما فعله مع إبنته و توطد علاقته مع أبيها أيضاً و كان دائماً ما يهاتفه ليطمئن عليه و كان يراقب تمارا دائماً و أحياناً يختلق بعض الصدف حتى يتحدث معها و هى كانت تتعامل معه بحدود و هذا ما زادها إحتراماً بعيونه ، كما دعي كريم إياه علي حفلة زواجه من زهره و وافق سليم و فرح جداً له " نعم كان يعرف بزواج كريم من زهره و لكن حينما رأها و بجانبها طفل يناديها ب أمي فقد كل ذرة من تعقله و لم يستطع التفكير بشئ اخر غير انه فقدها "   ذهب سليم للحفل و كان يراها و هى تسير كالفراشات بجوار شقيقتها و بجانب أهلها و أيضاً تقف مع أصدقائها و تشاكسهم و تضحك معهم لقد أدمن تلك الضحكات

و بعد مرور سنة من هذا اليوم و قد طودت العلاقه بينه و بين عائلتها عرف ان هناك من تقدم لخطبتها و لم يستطع ان يتخيل انها ستكون لغيره لذا ذهب لأبيها و فاتحه في موضوعهم و انتظر موافقتها حتى يأتي بأهله لخطبتها و بالفعل وافقت و تعارفت العائلتان و كانت كل الأمور تسير علي ما يرام و لكن جاء مرض أبيه كعائق بعدما كانوا قد  أتفقوا علي كل شئ فإستئذن من والدها أن يؤجلوا خطبتهم لحين شفاء أبيه فأحترم والدها رغبته و وافقت هى أيضاً علي إنتظاره و لكن فجأة اختفت و لم يدري ما حدث 

أفاق من شروده علي سحب أحدهم للمقعد أمامه و جلوسه فتنحنح مردفاً : أتأخرت ليه 

كريم بثبات : عايز ايه يا سليم رجعت تانى ليه احنا ما صدقنا ان تمارا بدأت ترجع تانى 

سليم بعصبيه : انا عايز افهم ايه اللى حصل منى عشان الهجوم ده كله 

كريم  بعصبية مماثلة : انت هنستعبط يا بنى أدم انت لو انت متعرفش امال مين يعرف 

سليم متنهداً بتعب : كريم انا مش فاهم ايه اللى حصل ولا عارف تمارا فجأة اختفت و انتوا كمان بعت ناس تبعي يدوروا عليكم و لما رجعت بردوا مسكتش و اما اخيراً خلاص لقيتها فجأة الاقي هجوم تجاهه مش عارف سببه 

كريم : بص يا سليم انا الموضوع ده انا كنت بشك فيه من الاول بس وقتها تمارا كانت منهاره و الضلمه كانت كبيره علينا و لما كنا خلاص الموضوع بدأ يهدى و تمارا هدأت زهره تعبت و أتوفت و موتها تعبنا كلنا و تمارا رافضه اي كلام في الموضوع ده 

سليم بحزن : البقاء لله يا كريم حقيقى زعلت لما عرفت اللى حصل لزهرة ... كريم ارجوك احكيلي كل اللى حصل 

كريم بتنهيده : ماشي يا سليم هحكيلك 

................................   


في اليوم التالي 

 في غرفة مريم 

كانت تجلس تقرأ أحد الكتب و لكن ما يشغل بالها كان هو ، نعم فقد عاد الآن و كأنه أخيراً قد تذكر وجودها بعد كل تلك السنين ، كم شهدت وسادتها تلك علي دموعها كل ليله بسبب غيابه عنها ، و الآن ماذا أشتاق لها حقاً و هى المفترض بها ان ترضي بالأمر الواقع ، من الواضح انه لا يعرف مع من وقع 

مريم بشرود : ماشي يا ابن نهال و الله لهوريك و يا انا يا انت 

قاطع شرودها دخول والدتها : مريومة انتى لسه صاحيه 

مريم : ايوه يا مامتي تعالي 

أردفت شمس : طيب يا حبيبتى بابكى عايزك تحت هتعرفي تنزلي ولا 

مريم بإبتسامه هادئه : ايوه يا مامتى انا معتش بحس بألم زى الاول هاتي إيدك بس اسند عليكى و ننزل 

تحاملت علي نفسها و اتجهت مع والدتها للأسفل صوب مكتب والدها و طرقت والدتها الباب ثم دخلوا بعدما أذن لهم والدها بالدخول : تعالي يا مريم في حد عايز يشوفك 

مريم : مين يا بابي 

خالد : انا يا مريم 

ذُهلت مريم من وجوده أمامها فهى لم تتوقع ان يتجرأ و يأتي لزيارتها مجدداً : انت ايه اللى جابك هنا 

تحدث و الدها تلك المره قائلاً بهدوء : مريم اسمعي خالد عايز يقولك ايه و انا و والدتك هنتظر برا و الباب هيبقى مفتوح 

مريم بعدما جلست علي المقعد الأمامي له : نعم عايز ايه جاي تكمل وصلت العصبية بتاعتك هنا 

خالد : مريم انتى اللى أستفزتينى و انا مكنتش عايز اتعصب عليكى صدقيني 

مريم : ايوه انا السبب في كل حاجة مش كدا انا السبب انك اتعصبت عليا انا السبب انك سبتنى و مشيت بعد خطوبتنا بشهرين انا السبب في كل اللى حصلنا و انت ملاك برئ مش كدا 

خالد : انا مقولتش كدا و انتى عارفه كويس سبب بعدي و غربتي ، مكنش ينفع اشوفك بتموتي بسببى و أتجاهل ده كان لازم أبعد عشان متتأخريش بسببي

مريم بعصبيه : و انا قولتلك انك ببعدك ده بتقتلنى اكتر قولتلك خليك جنبي و هتعدي ده كله مع بعض ، قولتلك ميهمنيش اي حاجة طالما انتى جمبي و انت اتجاهلت كل ده و سافرت و بعدت و جاي الوقتى عايز ايه 

خالد بتعب و دموع  : عارف انى غلطت لما بعدت عنك بس انا كنت مضغوط و كل حاجة حوليا بتضغطني اكتر  مكنتش قادر اشوفك بين الحياه و الموت بسببى خوفت انهم يأذوني فيكى بس مقدرتش ابعد اكتر من كدا وحشتينى و وحشني جنانك و ضحكتك ، ايوه انا كنت بعيد بس كنتى ديماً تحت عيني مفيش حاجة حصلت معاكى الا و كنت عارفها بس مكنش عندى الشجاعة انى اوجهك ، سامحيني يا مريم مكنش قصدي اوجعك كدا بس مكنتش هستحمل اشوفك بتبعدي عنى زيهم يمكن انا بعدت بس كنت مطمن انك بخير اوعي تفكري انى كنت بضحك و بهزر و عايش حياتى بعيد عنك انا من يوم غيابك عنى و انا بعاني بس كنت بصبر نفسي انى أعاني و انتى موجوده و بخير احسن من انى اعانى و انتى بتتأذي بسببي بس طاقتي نفذت خلاص و مبقتش قادر استحمل اللى يحصل يحصل بس مش هسيبك تانى نهائي مهما حصل 

دموعها كانت تغرق وجهها كم عانت ببعده عنها و لكنها تعرف أيضاً ان حبيبها عاني و لكن مازالت غاضبه منه لذا أبعدت وجهها عنه و لم تنبس ببنت شفه

اتجه هو صوبها و أدارها له : مريم انا احتمال انهارده يكون اخر يوم تشوفينى فيه و انا مش عايز اموت و انتى زعلانه منى 

شهقت ببكاء قائله : بعيد الشر عنك متقولش كدا حرام عليكى انت غاوى توجع قلبي عليك 

خالد بإبتسامه باهته : لسه بتخافى عليا يعنى مش بتكرهينى و مش عايزه تشوفي وشي خالص ما انا هحققلك أمنيتك اهوه 

مريم بدموع : لا مش بخاف عليك انت اصلاً غبي و متخلف و انا بكرهك 

خالد : ايوه ايوه ما انا عارف ، سامحيني يا مريم بحق اي ذكرى حلوه بينا 

قالها خالد و استدار صوب الباب و لكن حينما كان علي وشك الخروج توقف علي ندائها عليه : خالد انا عرفه انى لو قولتلك متروحش مش هتسمع مني بس اوعدني انك ترجعلي بخير و انا هستناك اوعدني انك متبعدش عنى تانى ابداً 

خالد بحب طاهر بعينيه : أوعدك انى هحاول لأخر نفس فيا انى ارجعلك و لو ربنا أراد هنتقابل تانى يا روح خالد و قلبه 

مريم بإبتسامه باهته : خلي بالك من نفسك عشاني انا محتاجلك جنبي 

خالد بنظره يملؤها الحب و الندم : انا اسف علي كل لحظه ضيعتها من عمرنا و انا بعيد عنك عشان خوفي عليكى سامحيني يا أجمل هديه ربنا رزقني بيها 

كانت مريم سترد و لكن قاطعهم تميم قائلاً : اسف علي قطع اللحظات الرومانسيه الجميله دى بس أظن ان كفايه عليك اوى كدا يا خالد باشا 

ضحك خالد عليه قائلاً : ماشي يا صاحبي مردوده لك 

أحتضنه تميم قائلاً : خلي بالك من نفسك يا صاحبي و انا في ضهرك و جنبك و مش هتخلي عنك ابداً   

أومئ له خالد و غادر بعدما أستمد طاقته منها و قد رأي إبتسامتها و حبه في لمعة عينيها 

.............................

أنا عند تمارا 

فكانت تنام و بأحضانها يوسف بعدما أصر علي النوم معها اليوم تتذكر كل ما مرت به مع سليم لقد أحبته بل عشقته حتى من قبل أن يراها هو كانت تراها دائماً في الكافتيريا التى تجلس بها هادئ تحيط به هاله كبيرة من الغموض وسيم جداً بيده كتاب باللغه الانجليزيه لتشارلز ديكنز  فمن الواضح انه يهتم بالأدب الأنجليزى ، لكم أحبت هدوءه و غموض شخصيته كانت تري تهافت الفتيات عليه و لكنه كان يصدهم برقي و إحترام و عندما رأها للمره الاولى كانت تتشاجر مع صديقتها كم أُحرجت منه ذلك اليوم و لكن عندما رأته يضحك بسخرية عليها ألقته بنظره ناريه و غادرت و منذ ذاك اليوم و هى تتجنب الذهاب لهذا الكافيه و لكن حينما قابلته للمره الثانيه بعدما عرفت انه من انقذ اختها كبر بعيونها كثيراً و احترمته و منذ ذلك اليوم و هى تجده حولها بكل مكان مُدعياً انها صدفه لا اكثر حتى انه قد توطدت علاقته مع ابيها كثيراً ورعاية الرغم من إعجابها به و لكنها لم تتخطي حدودها معه بالحديث و هو أيضاً لم يتطاول معها بالحديث فقد كان يسأل عن أخبارها و أخبار والدها و يخبرها انه موجود ان احتاجت للمساعدة ثم يستأذن مغادراً ، كم فرحت لرؤيته بحفل زفاف شقيقتها لقد كان وسيماً حد الهلاك و لكن أغضبها كثيراً عندما سمعت الفتيات يتغزلن به كانت ستذهب و توبخه و لكنها تراجعت في اللحظه الاخيره بعدما نهرت الفتيات و اتجهت صوب شقيقتها الغاليه تفرح معها ، حينما علمت ان اخر يريد التقدم لخطبتها حزنت كثيراً و دموعها لم تتوقف فكم تمنت ان يكون هو زوجها و حبيبها و لكن فاجأها بقدومه هو أيضاً و تقدمه لأبيها و قد خيرها أبيها فصلت إستخاره و ارتاحت لقرارها و أخبرت ابيها بموافقتها بسليم ثم حضرت عائلته و تعرفت عليهم احبت شقيقته و تلقائيتها و طيبة قلب والدته و كانوا قد اتفقوا علي موعد الخطوبة و لكن مرض والده و جاء استئذن والدها ان يتحدث معها و اخبرها بضرورة ذهاب لخارج البلاد مع والده و شجعته هى للذهاب داعية لأبيه بالصحة و وعدته انها ستنتظره و لن تمل الانتظار مهما حدث و وعدها هو انه سيطمئن عليها من شقيقته مريم و ودعته متمنيه من ربها ان يعود لها سالماً و بأسرع وقت 

و لكن ما حدث بعدها كانت كالقشة التو قصمت ظهر البعير ، فكل ما عاشته معه كان كذب و خداع لقد خدعها و مثل عليها دور العاشق المضحى و هى حمقاء صدقت و انخدعت به 

أفاقت من شرودها علي صوت يوسف : مامي يوسف عطشان عايز يشرب 

تمارا بعدما مسحت دموعها جراء تذكرها لما حدث معها قبل ان يراها يوسف : حاضر يا حبيبى هقوم اجبلك تشرب 

.........................

اما في الشقة المقابله 

كانت تجلس شروق بحضن جدتها تمسد لها علي شعرها و هى تائه في بحر عينيه ، نعم تعترف هناك شئٌ ما يجذبها تجاهه احساس جديد تولد بداخلها له ، نعم أخطأ بحقها و لكنه لم يكن يدري بما عانته لا تستطيع محاسبته علي جُرم لم يرتكبه ، كم أحترمت مشاعره تجاه شقيقته و الدفء الذي شعرت به من معاملته الحنونة تجاهها و قد رأت نظرات الندم و الأسف بعيونه ، بالإضافة انه عندما رأها فاقده الوعى أسرع بها تجاه المشفي و لو كان يحقد عليها حقاً لم يكن يساعدها و نظرات القلق و الندم بعينيه شفعت له عندها و لكن لا يعنى ذلك انها ستمرر له الأمر مرور الكرام 

أفاقت من شرودها علي صوت جدتها : يلا يا حبيبتى هسيبك تنامى و ترتاحى اكيد تعبانه من الصبح 

شروق بإبتسامه هادئه : عندك حق يا تيته تصبحي علي جنة يا حبيبتى 

زوزو بحب : و انتى من اهل الجنة يا روحى      

 


نوفيلا "مُتيمٌ_بكِ_مُشرقتي"


الفصل التاسع 💙


الحياة تمنحك فرصة واحدة إما ان تغتنمها فتفوز بها أو 

تُهدرها فيفوز بها آخر و لكن أحذر أيضاً فمن الممكن ان تكون تلك الفرصة أمام عيناك و لكنك لا تدرك ذلك أو لعلك تدرك و لكنك تماطل في الأمر فتكون النتيجه فقدانها للأبد و عندها تكون انت الجاني لا غيرك 🥀🖤 


سليم برجاء : بالله عليك يا كريم أحكيلي ايه اللى غير تمارا كدا و ايه سبب إختفاءكم مره واحده كدا ، نظرات تمارا بتوجعنى و انا مش عارف ايه السبب و غلاوة زهرة عندك تحكيلي

كريم بتنهيده : ماشي يا سليم هحاول أصدق انك متعرفش حاجة خالص و احكيلك يا سليم ........ في اليوم اللى جيت فيه تستأذن عمى بتأجيل الخطوبه عشان سفرك مع والدك و عمى اعتبرك راجل و هيوفي بوعده المهم تانى يوم الصبح تمارا جاتلها ماسدچ من رقم غريب بيقولها انك عمرك ما حبتها ولا هتحبها و انك بتلعب بيها بس مش اكتر و انك جبت عيلتك بس و عرفتهم عليها مجرد بس انك تكسب وقت مش اكتر طبعاً تمارا مصدقتش كل الكلام ده و قالت انه اكيد حد بيهزر و مسحت الرسالة و كأن شيئاً لم يكُن لكن اللى حصل بعد كدا كان صعب عليها تستحمله 

سليم بلهفة : ما تنطق يا ابنى ايه اللى حصل بعد كدا 

فلاش باك 


كانت تمارا تجلس مع شقيقتها و صديقتها في كافيتريا الجامعة عندما لاحظت زهرة شرود شقيقتها المستمر فنكزتها في يدها برفق قائله : تمارا .... انتى يا بنتى مالك روحتى فين 

تمارا بشرود : ها مفيش يا زهره انا كويسه اهوه 

زهره بإستنكار  : مش باين يعنى ده طيب انا كنت بقول ايه 

رحاب بمشاغبة و هى تغمز لزهرة : ما تسيبي البت يا زوزو اكيد بتفكر في حبيب القلب ما هو هيسافر بقا و هيوحشها 

زهره بضحك : لا فاتتني دى يا رحرح عندك حق 

تمارا بغيظ منهم : هي الحفلة عليا ولا ايه 

رحاب بضحك : حاجة شبه كدا ، صحيح قوليلي يا  تمرة انتوا معملتوش الخطوبة ليه قبل ما يسافر اهو كنا خلصنا منكم و جبت الفستان اللى عاجبني 

تمارا بغضب : قولتلك مية مرة بكره الدلع بتاعك ده اسمى تمارا 

رحاب مقاطعة : الله و انا مالى يا لمبي ما انتى اللى اسمك مفيش له دلع 

تمارا بغيظ : يبقى متدلعنيش يا زفته و بعدين خطوبة ايه اللى نعملها و باباه مريض كدا و محتاج سفر عشان العملية بتاعته ده انا يبقى معنديش دم ، سليم متعلق بوالده جداً و خوفه عليه كان ظاهر في عينه و كمان اللى عرفته انهم مش هيتأخروا هي تقريباً ٦ شهور ولا حاجك عشان فترة النقاهه اللى بعد العمليه و نكون احنا خلصنا امتحانات هنا عشان مأثرش في مذاكرتي 

زهرة بهدوء : عندك حق يا تمارا كمان مكنش هيبقي فرحان و عقله مشغول بمرض والده بس هما هيسافروا امتى 

تمارا : سليم قال ان طايرتهم بكرا علي الساعة ٩  كدا   

رحاب : ربنا يرجعهم بالسلامة 

تمارا بتوتر : بنات هو فيه حاجة حصلت و انا عشان مش متعوده أخبى عنكم حاجة فهقولكم بس ده ما يمنعش انها اصلاً مأثرش فيا ولا تهمني 

زهره : مالك يا تمارا احكي يا حبيبتى 

سردت لهم تمارا مضمون تلك الرسالة التى أستقبلتها صباحاً من رقم مجهول ثم أكدت لهم ثقتها بسليم و عدم تأثرها بتلك الرسالة 

زهرة بهدوء : ممكن يكون حد بيهزر يا حبيبتى ولا حاجة متشغليش بالك 

رحاب بمشاغبة : او تكون واحدة من اللى واقعين في غرام دكتور سليم و اول ما عرفت انه هيخطب خلاص قالت تعمل اي حاجة تبعدكم عن بعض بها 

تمارا بضحك : يا بنتي اتهدي انتى ديماً كده بتطلعينى من المود ربنا يهديكى يا رحاب 

رحاب بتباهي : يا بنتى انا اصلاً جوهرة و مفيش مني اتنين 

زهرة بضحك : يعنى انتى مش رحاب 

رحاب  : تؤ تؤ جوهرة 

تمارا : طيب يا جوهرة يلا اكيد المحاضرة بدأت و هندخل متأخرين كالعادة بسببك ، و انتى يا زهرتى خلصتى محاضرات ولا لسه 

زهره : لا انا خلصت مستنيه كريم عشان نروح 

رحاب : اشطا سلميلى علي زوجك يا فتاة و قوليله رحاب بتقولك كان الله في عونك يا فتي 


ضحكت زهرة علي تلك المشاغبة إبنة خالتها ثم وجدت كريم يشير لها فخرجت مسرعة و غادرت معه . 

بعد إنتهاء المحاضرة كانت تمارا و رحاب يسيران للخارج حتى قالت رحاب بتنهيدة : اخيراً خلصنا .. ايه ده الساعة بقت ٦ يالهوى ٣ ساعات في محاضرة يا عالم يا مفترية 

تمارا : يا بنتى نفسي اشوفك مره مش بتشتكى و بعدين انتى ليه محسسانى انها حاجة جديدة ما ده العادى 

رحاب : وجهة نظر تُحترم برضوا ، انا هروح أجيب الكتب من المكتبة هتيجى 

تمارا : لا انتى زى الشاطرة كدا هتروحى و تجبيلنا احنا الاتنين و انا هستناكى في الاستراحة اللى هناك دى لان المكتبه مليانه طلبه و انتى عارفانى بتخنق من الأماكن الزحمة و عندي فوبيا 

رحاب : ده استغلال و انا لن أتزحزح الا بشكولاته كيت كات و كيسين شيبسي و بيبسي و شاورما سوري من اللى قلبك يحبها 

تمارا : مين اللى بيستغل مين الوقتى يا جاحدة ، خلاص يا اختى روحى هاتى الكتب و انا هطلب الاوردر و استناكى في الاستراحه بس حاولي متتأخريش عشان الاكل بيبرد بسرعة 

رحاب  : صاروخ يا معلمي 

تمارا بضحك : بدل فيها اكل يبقى صاروخ مفجوعة هانم 

كادت تمارا  تعبر الطريق للجهة الآخري حتى وجدت أمامها سياره سوداء و شخص ما من خلفها يكتم شهقتها و يدخلها السيارة عنوة ثم أسرعت السيارة بها حاولت تمارا الصراخ مراراً و تكراراً و لكن لم تستطيع فقد قيدوا حركتها و أغلقوا فمها بشريطة ما ، فحاولت الفرار و لكن لم تستطع و ضربها أحدهم علي رأسها بشئ ما لم تتبين ماهيته و قبل ان تغيب عن الوعي سمعت أحدهم يقول : كله تمام يا سليم باشا هى معانا و هنروق عليها زى ما آمرتنا و هنجبهالك ع المخزن 

كانت هذه أخر كلمات قد وصلت لمسامعها بعدها أستسلمت لتلك البؤرة السوداء التى تجذبها نحوها نافية ما وصل لمساعمها فبالتأكيد هناك خطأٌ ما ، الكثير من الضوضاء تسمعها هناك صراخ و لكن هناك صوت ما غير مألوف لها ينادي بإسمها بدأت ترمش بعينيها لتعتاد الأضاءه الموجهة بإتجاهها فتحت عينيها لتري شخص ما أمامها لم تتعرف عليه في بادئ الأمر و لكن مع إستعادة كامل وعيها كانت قد وضحت لها الرؤية .... نعم هذا صديق سليم لم تتذكر إسمه و لكنها دائماً ما كانت تراه معه إنتبهت علي صوته : أنسة تمارا انت بخير اهدي متخافيش انا لحقتك الحمد لله قبل ما الكلاب دول يعملوا فيكى حاجة 

أجابته تمارا بذُعر : انا معرفش ايه اللى حصل هما ركبوني في العربية غصب و بعدين كتفوني و في حد ضربني بس بس 

عُمر : بس إيه 

تمارا : بس انت ازاى عرفت مكان و مين دول و عايزين منى ايه 

ظل عُمر فتره من الوقت صامت و لم يرد علي أسئلتها 

تمارا بنفاذا صبر : انت مبتردش ليه 

عُمر بتوتر أجاده تمثيله : الصراحة يا أنسه تمارا انا مش عارف هتصدقي الكلام اللى هقوله ولا  بس انا لازم اقوله ، هو سليم صاحبي و كل حاجة بس انا عندى اخت و اخاف عليها و مرضاش يحصل فيها كدا 

تمارا و قد بدأ الخوف يتمالكها : انا مش فاهمة حاجة انت عايز تقول ايه 

عُمر بتمثيل أجاده و ببراعه : انا مكنتش أتوقع سليم يعمل كدا ده كان مجرد رهان بينى و بينه لما شافك اول مره في الكافيتريا و دخلتي دماغه و اتحداني يومها انه هيخليكى تحبيها و كمان تجيله راكعة انا منكرش ان وافقته فى الاول بس لما الأمور بدأت تكبر حاولت أوقفه عن اللى في دماغه بس هو مسمعنيش و انهارده سمعته بيتكلم في التلفون مع ناس يخطفوكى لمخزن مهجور و مردتش أواجهه عشان ميغيرش المكان و طلعت بسرعه عشان ألحقك و لما جيت كانوا لسه نازلين من العربية فأنا عشان أضمن انك متتأذيش قولتلهم انى تبع سليم و هو اللى باعتني اخد الامانه اللى معاهم عشان المكان أتعرف و هو غيره 

تمارا بعدم تصديق :  انت كداب و كل الكلام ده كدب سليم مستحيل يعمل كدا سليم بيحبني و جاب أهله و اتقدملى و هنعمل الخطوبه بعد اما باباه يعمل العمليه و يرجع 

عُمر بحزن مصطنع : للأسف دى الحقيقة انا مكنتش أتوقع من سليم انه يوصل للدرجة دى من القذارة و اللى متعرفيهوش انه والده مش مريض ولا حاجة دى لعبه منه عشان يكسب وقت و لما جاب أهله و جه يتقدم فهو عشان لما يعمل اللى كان هيعمله يبقى هو صورته كويسه قدام اهلك و انتى متقدريش تقولي كلمة لان كلامك كله هيبقى كدب و محدش هيصدق و في الاخر تروحى له راكعه عشان يتصرف و ميشوهش صورتك قدام أهلك 

تمارا بإنهيار : لا انت بتكدب سليم بيحبني و عمره ما هيعمل كدا 

عُمر بخبث : انا ممكن أثبتلك كلامى ده ، انا لما حسيت ان سليم هيأذيكى و انتى ملكيش ذنب انا قولت لازم أقولك و نويت أسجل كلامه معايا عشان أثبتلك صحة كلامى و التسجيل اهوه 

فتح عمر التسجيل علي هاتفه فسمعت تمارا الحديث ... 

عمر : سليم انت مش شايف بقا ان كفاية و الحكاية بدأت تسخف منك 

سليم : و انت مالك انت ولا انت خايف تخسر الرهان و بعدين دى تستاهل دى بت جاهله و متخلفه و غبية و مش عارف شايفه نفسها علي ايه بس ميبقاش اسمى سليم الشامى لو موقعتهاش في حبي و  جبتها راكعة عندى بتترجاني عشان مفضحهاش 

نعم هذا صوته صوت حبيبها و لكن لا هو مستحيل ان يفعل ذلك قلبها مازال لم يستوعب ما يحدث هناك خطأ بالتأكيد ، نعم ستُكذب أذنيها و لن تصدقها ستذهب و تخبره بكل ما حدث بالتأكيد لديه توضيح لما يحدث الآن 

تمارا بقوة مزيفه : خرجني من هنا لو سمحت و عايزه تلفونك هعمل مكالمه 

عمر بنظرة خبيثه : اكيد طبعاً اتفضلي 

تناولت تميم الهاتف من يده ثم ضغطت علي عدة أرقام متصله بشقيقتها 

زهره بصوت باكى بعدما ردت : ايوه مين 

تمارا : انا تمارا يا زهره 

زهره : تمارا حبيبتى انتى فين احنا قلبنا الدنيا عليكى ، رحاب لقت شنطتك و حاجتك كلها مرمية و انتى مش موجودة و كلمتنا و من ساعتها و بندور عليكى طمنينى عليكى انتى فين 

تمارا بدموع : انا مش بخير يا زهرة مش بخير ابداً  انا هبعتلك مكان دلوقتى هاتي كريم و تعالولي بسرعة انا محتاجلك اوى 

زهرة بدموع : حبيبتى اهدى حاضر احنا مسافة الطريق و هنيجى 

أغلقت الهاتف و أعادته له قائله : ياريت تنزلي في .... 

عُمر مقاطعاً : انا ممكن أوصلك لبيتكم 

تمارا بعصبية : و انا مش عايزه توصيلتك دى لو سمحت نزلنى مكان ما قولت 

عمر : ماشي زى ما انتى عايزه  

وصلوا للمكان التى أخبرت تمارا شقيقتها به و وجدت كلاً من زهره و كريم بإنتظارها ، فتحت تمارا باب السيارة و أسرعت ترتمي بأحضان شقيقتها و تبكى بينما غادر عُمر بسيارته 

زهره بهلع علي حال شقيقتها : اهدي يا حبيبتى و قوليلى مالك بس 

تمارا بإنهيار و دموع : انا مش عايزه اروح انهارده يا زهره خدينى عندك البيت مش عايزه بابا و ماما يشوفونى كدا 

زهره : متخافيش يا حبيبتى احنا قولنالهم انك هتباتى معايا انهارده لان الحمل تعبني شوية عشان ميقلقوش 

أستقلت السيارة مع شقيقتها و زوجها و ما ان وصلوا للشقه حتى بادر كريم بهمس في أذن زهرة : زهره اقعدى معاها و هديها و اعرفي منها ايه اللى حصل انا هنزل تحت عشان تاخدوا راحتكم 

أومئت له زهره ثم أسرعت لشقيقتها تحتضنها و تحثها علي الحديث ، فسردت لها تمارا كل ما حدث معها ، هدئتها زهره و أخبرتها الا تتسرع في الحكم عليه و عليها ان تفكر بعقلها و تتريث في قراراها و هى و كريم سيكونوا بجانبها بإي قرارا تتخذه 

زهره : انا هدخل اجيبلك كوباية عصير تهدي أعصابك و نفكر مع بعض براحة 

إتجهت زهره صوب المطبخ بينما تمارا جلست تفكر فيما حدث معها من البدايه حتى رِن هاتفها برساله لم تكن في حاله تسمح لها بالرد و لكن لفت إنتباها بعض الكلمات التى ظهرت علي خلفية الهاتف فأمسكت بهاتفها و قرأت الرساله التى كان مضمونها " حبيب القلب بيخونك مع واحدة من البنات الكتير اللى يعرفهم و لو مش مصدقاني العنوان عندك اهوه " و كانت الرسالة مرفقة بصور له مع أحد الفتيات في أوضاع تؤذي النظر 

ثوانى تستوعب ما قرأته حتى أنتفضت في وقفتها و أسرعت بإتجاه الباب ، رأتها شقيقتها فهرولت بإتجاهها : راحة فين يا تمارا الساعة بقت ١٢ يا بنتى 

لم تُعيرها تمارا انتباه و هبطت مسرعة فقابلها كريم علي البوابة : راحة فين يا تمارا الوقتى 

تمارا و هى لا ترى غير الرساله و الصور : هات مفتاح عربيتك يا كريم 

زهره من خلفها : مفتاح ايه انتى مجنونة انتى راحه فين الوقتى 

تمارا بعصبية : راحة مكان ما راحه بقولكم سيبوني في حالي و هات المفتاح يا كريم

كريم : تمارا اهدى كدا في ايه ، و بعدين انتى مش هتعرفي تسوقي في الحالة دى انا هاجى معاكى 


لم تكن لديها طاقة للمجادلة لذا أستقلت السياره و هو بالإمام و بجانبه شقيقتها التى أبت الانصياع لزوجها و البقاء في المنزل اما هى فكانت تحاول تجميع كل ما حدث معها اليوم في عقلها ، مازال قلبها يُنكر حدوث شئ من هذا يخبرها انها ستذهب ولن يكون هناك شئ من هذا بالتأكيد هذه الصور مركبة و التسجيل أيضاً و لكن عقلها ينعتُها بالحماقة و الغباء .....

وصل كريم للعنوان الذى أملته له تمارا فكانت أول من هبط و هرولت مسرعة بإتجاه العماره وقفت أمام الشقة و كادت بالطرق حتى وجدت الباب مفتوح فدخلت ببطئ و قلبها يكاد يتوقف خائفة مما سيحدث الآن سمعت صوت قهقه من أحد الغرف فأتجهت صوبها و فتحت الباب و يا ليتها لم تفعل ، فقد رأته أمامها ينام علي الفراش و يحتضن تلك الفتاة التى رأتها معه بالصور ، صدمة أجتاحت حواسها ، وقفت ولم تستطع الحركة جاء من خلفها كريم بعدما أمر زوجته بملازمة السيارة خوفاً عليها ، رأي كريم المشهد أمامه و كاد بالانقضاض عليه : اه يا حيوان يا زباله يا ********* 

أستيقظت الفتاة المجاورة له و رمقتهم بنظرة غاضبة : انتوا ازاى دخلتوا هنا و بعدين ايه القرف ده هى وكالة من غير بواب اتفضلوا برا 

كاد كريم بالرد لولا يد تمارا التى منعته بعدما نظرت لها بإشمئزاز : كريم خلاص كل حاجة وضحت و أظن مفيش كلام يتقال يلا 

كريم : بس يا تمارا 

تمارا : كريم انا معنديش طاقة اتكلم ارجوك 

باك  


كريم مستكملاً : ساعتها انا كان هاين عليا اطلع بروحك بس حالة تمارا مكنتش تسمح بإى نقاش و خدتها و روحنا فضلت أسبوعين كاملين مش بتتكلم مع حد ولا بتاكل الا كل فين و فين ، خلصت امتحاناتها بطلوع الروح بعدها عمى أقترح اننا نبعد عن المكان عشان تخرج من حالاتها و سافرنا اسكندرية عند قرايب والدة زهرة و لما تمارا كانت بدأت تتكلم شوية و تخرج معانا زهره حالتها إتدهورت فجأة و روحنا للدكتور و قال انها لازم تولد حالاً و كانت لسه في السابع و حاولت اهدي نفسى و أهديها عادي يا حبيبتى بتحصل متقلقيش هتقوميلي بالسلامة بس هى كأنها حاسه و كانت بتودعنى قالتلى خلي بالك من ابنى و اوعي في يوم تحسسه انى مش موجوده و وصت تمارا عليه دخلت العمليات بس اتوفت اثناء الولاده و أتولد يوسف و تمارا اتعلقت بيه و عوضت فقدانها لزهرة بيه و هو أتعلق بيها جداً و مش بينادي عليها غير بماما  بس عمى بعدها بفترة عمل حادثه لما كان جاي يبيع الشقة هنا بعد اما استقرينا هناك خلاص و لما أتنقل ع المستشفي و دخل في غيبوبه كلنا رجعنا تانى بس دورنا علي عمارة تانيه غير القديمه بس ده كل اللى حصل 

سليم بإستنكار : الكلام ده محصلش انا عمرى ما خنت تمارا ولا فكرت فيها كدا 

كريم بإستهزاء : طيب هنكدب الصور و التسجيل و صاحبك اللى المفروض انه صاحبك بالنسبه لاننا شوفناك بعنينا ده ايه ، كفاية كدب بقا يا سليم و ابعد عن تمارا احنا ما صدقنا انها بدأت تخرج شوية من حبستها

سليم : صدقني يا كريم و الله اكيد في حاجة غلط انا عمرى ما عملت حاجة غلط و حرام حتى بعيد عن تمارا انا بخاف من ربنا و مش ممكن أفكر ان اعمل حاجة بالبشاعة دى صدقنى ولا ممكن افكر انى أذي تمارا او اجرحها بالشكل ده و بعدين انا عندى اخت و اخاف عليها يتردلي ده كله فيها 

كريم : و كلام صاحبك ده ايه 

سليم : عُمر انا مش مصدق انه ممكن يعمل فيا كدا اميد في حد مهدده او ضاغط عليه ، عُمر مستحيل يأذيني كدا هو اكتر واحد عارف انى بعشق تمارا و بتمنى اتجوزها انهارده قبل بكرا 

كريم : يعنى احنا كلنا كدابين و انت و صاحبك اللى علي حق ، انا منكرش ان الموضوع في الاول مكنتش مصدقة و حاسس ان ده كله متخطط بس مع الوقت بدأت اقتنع و بالذات بعد الوضع اللى شفناك فيه 

سليم : انا مش فاهم شوفتنى ازاى يعنى و بعدين انا اليوم ده كنت عند 

كريم : عند مين ما تكمل 

سليم : في حاجة غلط حصلت ولازم اعرفها ... بس قبل اما امشي هقولك انى عمرى ما عملت كدا و لا هعمل و عقبالك كلامى قريب اوى 

أردف بتلك الكلمات و غادر متجهاً للخارج بينما تنهد كريم قائلاً : مبقتش عارف اصدق مين اصدق عيني اللى شافتك ولا اصدق نظرة الصدق اللى في عينك بإنك متعرفش حاجة ، يارب

ثم غادر هو الآخر متجهاً لزيارة حبيبته فقد مر وقت طويل منذ اخر مره زارها بها فقد إشتاقها  

........................

في اليوم التالي 

بشقة الجدة زينب 

كانت الجدة تجلس أمام شاشة التلفاز عندما سمعت طرقاً علي الباب فأستقامت متجهه له و بمجرد ما فتحت الباب وجدت مني ترتمي بأحضانها و تُقبلها قائله : زوزتي حبيبتي وحشاااااني أد كدا 

الجدة زوزو بضحك : يا بت يا بكاشة و لما انا وحشاكي مبتسأليش ليه يا جزمة 

مني و هى تجلس علي أحد المقاعد أما شاشة التلفاز بعدما إلتقطت إحدي حبات الفواكه تأكلها بنهم : و الله يا تيته بسأل البت شيري عليكى ديماً بس هى اللى ذاكرتها ذاكرة سمكية و بتنسي تقولك ، صحيح هى فين المهزأة عشان حسابها كبير معايا 

الجدة بضحك و هى تنظر بإتجاه غرفتها : عندك في اوضتها نايمه من انبارح حاولت صاحبها افطر معايا بس ابداً مش راضية 

مني بمشاغبة و هى تقف متجهه لغرفتها : لا المهمة دى سبيها عليا ده احنا هنروقوها  

أردفت الجدة و هى متجهه للمطبخ : خلاص صحيها و انا نجهز الغدا نتغدي مع بعض 

أردفت مني قبل ان تقتحم غرفة شروق : حبيبتى يا زوزو اللى حفظانى ايوه كدا الانسان جعان و عايز يأكل 

ثم اغلقت الباب وراءها و أخذت تنكز صديقتها و تناديها : شروووووق انتى يا بنتى اصحى بقا 

شروق بنوم : يا تيته سبينى و انا نصاية و هصحى صدقيني 

مني بمكر : امممم انا عارفاكى يا كائن البطريق انتى و الله لهخليكى تقولي ان الله حق 

أمسكت مني بإحدي زجاجات الماء الموجودة علي الطاولة المجاورة للفراش و بإبتسامه خبيثة : اخر نداء لطيارة الدوحة اصحى بالذوق احسنلك 

و عندما لم تجد اي استجابه منها فتحت الزجاجة و سكبت كل ما بها عليها و في نفس اللحظة إستفاقت شروق بهلع و هى تهتف : بغرق الحقوووني يا تيته بغرررق 

سقطت مني على الأريكة المجاورة لها تضحك بصوت عالى علي مظهر صديقتها الهلع : عشان تبقي تصحى من اول مرة 

ثواني و أدركت شروق ما حدث فاطلعت لصديقتها بغيظ ثم هتفت : انا هوريكى يا مني الكلب و انتى اجلك علي ايدى انهاردة و أسرعت نحوها فما كان من مني الا ان هرعت للخارج و هى تصرخ بالنجدة : يا زوزوووو ألحقيني حفيدتك المجنونة دى هتقتلني 

زوزو ضاحكة : و انا مالي بيكم انتوا اتنين مجانين خلصوا وصلة الجنان دى و تعالوا ع السفرة 

منى و هى تجرى بهلع بإتجاه باب الشقة : عااااااااااا    

 شيرى يا روحى ده انا كنت بهزر معاكى اهدى كدا و بلاش اللى انتى ناوية عليه ده 

شروق بضحكة خبيثة و هى تقترب منها : هو انا عملت حاجة لسه يا منوش 

أسرعت مني تفرُ هرباً و شروق خلفها حتى فتحت مني باب الشقة و أغلقته خلفها قائله : و الله ما هتطولينى يا حيوان انا الحق عليا انى بصحيكى صحيح خَيْرٌ تعمل 

سمعت مني قهقهات خلفها في أستدارت و وجدت تمارا تقف علي باب شقتهم من الداخل وبجانبها يوسف و في الخارج يقف كريم  لم تنتبه هي علي وجود أحداً غيره ، كانت تنظر لعيناه بُهيام و كأنه لا يوجد غيرهم في الكون ، نعم تُدرك انه كان يعشق زوجته بشدة و مازال يعشقها رغم وفاتها منذ سنوات و ثمرة زواجهم كانت ذلك الطفل اللطيف المشاكس الذى تعشقه و كأنه طفلها هى ، كان اول لقاء بينهم في الجامعة عندما بدأ يُدرس لهم أحد المواد بدلاً من دكتور أخر قد سافر للخارج بعثة ، أول مره رأته إنبهرت بشخصيته و جاذبيته و أخلاقه و إحترامه للأخرين و انه لم يعطي بالاً لمغازالات الفتيات له و كان يضع حدود في تعامله معهن ، و تفجأت بلقائهم الثانى عندما قابلته و هى قادمة لبيت صديقتها شروق و عندما سألتها أجابت بأنهم جيرانهم الجدد و عندما أدركت انه متزوج و لديه طفل إحترق قلبها و تألم فقد كانوا يظنوا بأن تمارا زوجته في بادئ الامر لتعلق يوسف بها و منادتها امى و لكن أخبرتهم تمارا بالحقيقة و نعم حزنت لأجل ذلك الصغير الذى حُرم رؤية والدته فهى تدرك معنى الفقدان فقد توفي والدها و هى في عامها الاول و فقدت معه الحنان و الدفئ علي الرغم من محاولة شقيقها الأكبر و والدتها ملأ ذلك الفراغ و لكنها مازالت بحاجته لجانبها ، تعرفت علي يوسف الصغير الذي كان يبلغ من العمر حينذاك عامان و تعلقت به كثيراً و تعلق أيضاً بها كما حاولت كثيراً ان تردع قلبها عن الاستمرار بحبه و كانت تتجنب مقابلته كثيراً و لكن منذُ متى و نحن لدينا قدرة علي التحكم بمشاعرنا 

أفاقت من شرودها بعينيه علي صوت صديقها المشاغب الصغير قائلاً : نوووونا وحشني چو كتييييير 

إتجهت ببصرها له قائله : يا روح نووونا انت و قلبها انت وحشتينى اكتر قولي ايه اخر المغامرات اللى عملتها 

يوسف بسعادة : تعالي يلا ندخل و اقولك علي سيرين 

مني : هي فيها سرين لا دى عايزه قاعدة كبيرة احنا تعالي دى زوزو عامله اكل حلو اوى هندخل نفترسة كله و منسبش للبت شيرى حاجة 

يوسف بسعادة طفولية : الله طيب يلا بينا 

طرق كلاً من يوسف و مني الباب حتى فتحت لهم الجدة و اسرعوا للداخل اما كريم فتوجه ببصره لأجده قائلاً : معلشي يا زوزو تعبينك معانا ده انا كنت لسه جايبه لتمارا 

الجدة و هى تنهره : عيب عليك يا كريم الكلام ده يوسف ده حفيدى و البيت بيته و بفرح و الله لما يجى و يمل البيت مشاغبه هو و الاتنين الهبل دول 

تمارا بإستفسار : هى شروق عاملة ايه الوقتى يا تيته 

الجدة بإبتسامة رضا : بقت احسن الحمد لله يا حبيبتى تعالى اتغدي معانا انتى كمان و تعالي يا كريم اتفضل 

كريم : و الله علي عيني يا زوزو بس للأسف متأخر علي المحاضرة و كدا هطرد من الجامعة و متشرد بقا انا و الود يوسف يرديكى نتشرد 

الجدة بطيبة : لا يا حبيبى ما يردنيش روح علي شغلك و خلص و تعالي و انا هخبيلك اكلك من المفترسين اللى جوا دول 

كريم : حبيبتى يا زوزو سلام انا بقا محتاجة حاجة يا تمارا اجبهالك و انا جاي 

تمارا : لا يا كريم تسلم 

غادر كريم فرددت الجدة : يلا تمارا تعالي 

تمارا : حاصر يا تيته هعطي لماما الدوا بتاعها و اجيلك  

الجدة بحنان : هاتي والدتك و تعالي يا بنتى متسيبهاش لوحدها هاتيها تقعد معايا 

تمارا بإبتسامه : حاضر يا تيته من عنيا 

................

في فيلا الشامى 

كانت العائلة تتجمع علي مائدة الطعام و كلاً منهم تائه في عالمه الخاص 

كانت مريم تفكر به و بكلامه الذي ألقاه علي مسامعها ليلة أمس ، ماذا كان يقصد بما قاله هل ينوي تركها مره آخري لا لن تسمح له هذه المرة مهما كلفه الأمر لقد أنتظرته كثيراً ممنية نفسها بعودته طات يوم و محاسبته علي بعده عنها و لكنها لم تحاسبه بعد لن تسمح بذهابه مره آخري ، قلبها يؤملها كثيراً منذ كلامه أمس و لكنها تحاول تهدئته و تدعي الله ان يحفظه لها من كل شر أفاقت علي صوت والدتها  : مالك يا مريم مش بتاكلى ليه يا حبيبتى 

مريم بإبتسامه هادئه : باكل اهوه يا ماما 

اما علي الجانب الاخر فكان يشتعل من الغيرة ، يفكر بها  بعيونها و ضحكتها و براءتها و مشاغبتها و لكن عند تذكره انها من الممكن ان تتزوج بغيره يشتعل داخله ، من يتجرأ و يقترب منها سيمحي اي آثر له ، حاول ليلة أمس ان يستدرج شقيقته و يعرف اي شئ عن غريمه ذاك و لكنها كانت تتحج بإرهاقها و حاجتها للنوم ، و لكنه لن يتركها اليوم حتى يعرف و يُريح قلبه ، لذا اتجه ببصره صوبها قائلاً : مريم لما تخلصي أكلك تعاليلي المكتب عايزك 

مريم بإبتسامه خبث فقد أدركت غاية شقيقها : حاضر يا أبيه هاكل و اجيلك بس كدا من عونيا


أما سليم فكان غارق بتفكيره بكلمات كريم و ما حدث هذا كل ما يتذكره ذلك اليوم ان صديقه عُمر هاتفه و أخبره بضرورة قدومه ليقضى معه الليله قبل سفره في اليوم التالي و حينما ذهب له أخبره ان والدته و شقيقته قد سافرا  لبلدتهم للإطمئنان علي أحد أقاربه و ظل يتحدث معه ثم قام عُمر و أعد لهم كوبان أحدهم نسكافيه لسليم و الاخر قهوه له و بعد فتره من تناوله له أحس بثقل في رأسه فستأذن من صديقه بالمغادرة و لكن قبل أن يصل لباب الشقه كان قد سقط فاقداً الوعي و عندما استيقظ في اليوم التالى أخبره صديقه ان ضغطه كان قد إنخفض و أخبر الطبيب لتفقده و لم يرد إخبار أحد من عائلته حتى لا يكون هناك داعي للقلق ، شكره سليم و ودعه ثم غادر حتى يستعد للسفر هذا كل ما يتذكره عن ذلك اليوم و لا شئ غيره و لكن من المستحيل تصديقه ان صديقه قد خدعه لما يفعل صديقه مثل ذلك الامر بالفعل هناك خطأ و لن يتردد في معرفته لا يمكن ان من اعتبره صديقه و شقيق له يطعنه بظهره 

"أن يطعنك أحدهم في ظهرك فهذا أمر طبيعي، ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الأصدقاء إليك فتلك هي الكارثة🥀💔"

كلمات ترددت بعقل سليم و هو يحاول ان يتذكر اي شئ حدث معه في تلك الليله أفاق من شروده علي رنين هاتفه برقم تلك السيدة التى تسكن في الشقة المقابلة لشقة عُمر فلم يتردد قط و اسرع مجيباً 

سليم : السلام عليكم  

السيدة و عليكم السلام يا ابنى انا الحجة  نجوي اللى 

سليم مسرعاً : ايوه ايوه عرفتك يا حاجة قوليلى في اخبار

السيدة نجوي : ايوه يا بنى انا شوفت عُمر انهارده و هو داخل شقتهم هو كان شكله مرهق كدا حتى ناديت عليه بس و لله العلم تقريباً مدا مسمعنيش 

سليم بلهفه : طيب يا حجة تسلمي يارب انا مسافة السكة و جاي شكراً ليكى 

السيدة : علي ايه يا ابنى العفو 

اغلق سليم هاتفه و نهض مغادراً المائدة فأنتبه علي صوت والده يستفسر منه : علي فين يا سليم 

سليم و هو يكمل سيره : في مشوار مهم يا بابا لازم اروحه 

.......................

اما في غرفة المكتب 

فكان تميم يُحادث صديقه في الهاتف و يطمئن منه علي ما ان خطتهم تسير كما رغبوا هم :  طيب كويس بس خلي بالك من نفسك يا خالد فؤاد شراني و ميهموش حد و لو الموضوع اتكشف ممكن يفرغ المسدس في رأسك عشان كدا خد احتيطاتك و إياك تغلط غلطة غبية تضيع كل المجهود اللى عملناه .... انا في ضهرك يا صاحبي و عمري ما هتخلي عنك .... متخافش عليها تحت عنيا و محدش يقدر يأذيها .... في رعاية الله يا صاحبي . 

اغلق تميم الهاتف و لكن وقع نظره علي شقيقته التى أُغرقت عيناها بالدموع و هتفت في وجع و حزن : انا عايزة افهم كل حاجة بتحصل و حالاً 

                   الفصل العاشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>