رواية زوجة مغترب الفصل الحادى والعشرون والثاني والعشرون بقلم نسمه مالك

رواية زوجة مغترب 

الفصل الحادي والعشرون والثانى والعشرون

بقلم نسمة مالك



البارت الحادى والعشرون 👉


..ملعونه الغربه💔..

بكل ما تحمله من عشق..

شوق..

وألم شديد..

تريده..

هو..

وحده..

لا احد غيره..

بوهن وضعف حاد..فتحت عيونها..

بين الوعى ولا وعى..

تستمع لجميع الحضور من عائلتها..

يباركون لها بحراره..

يحاولون بث الطمانينه بقلبها انها وطفلها بخير حال..

ومن بين الجمع..

تبحث عن صوته هو..

تريد ان تلمحه..

تشعر بانفاسه حولها..

اغمضت عيونها ببطئ..

غصه مريره بقلبها ادمته بشده جعلت دموعها تسيل على وجناتيها بغزاره..

تلتقط انفاسها بصعوبه..

ألم قلبها اضعاف ألم جرح ولادتها..

اقترب منها والدها ومسح دموعها بحنان بالغ وقبل جبهتها وهمس باذنها بتأثر واضح..

عبد الخالق:اجمدى..احنا كلنا معاكى يا بنت ابوكى.

.صمت قليلا واكمل بتفهم..عارف انك محتجاله هو اكتر واحد دلوقتى..

ربط على يدها برفق واكمل..

صدقينى يا بنتى هو محتاجك اكتر ما انتى محتجاه..

نظرت له بعدم تصديق اكمل هو بتأكيد..

متعرفيش كم الألم اللى هو فيه دلوقتى علشان مش قادر ياخد ضناه فى حضنه ويشم ريحته اول ما يتولد..

ذادت حده بكائها اكثر وهمست بصعوبه من بين شهقاتها..

مريم:هتلى ابنى يا بابا..هاته اخده فى حضنى..

عبد الخالق:بمزاح..اخواتك وابنك بيلعبو بيه..

رفعت راسها سريعا تنظر نحوهم وتحدثت بخوف..

مريم:براحه عليه..محدش يشيله لتمزقوه..

اقتربت والدتها منها وقبلت جبهتها وعدلت وضعها وتحدثت بفرحه عارمه..

جيهان:حمد لله على سلامتك يا ضنايا..

مريم:بضعف..الله يسلمك يا ماما..اشارت على طفلها واكملت بلهفه..هاتيه يا ماما..

جيهان:عنيا يا حبيبتى..دثرتها جيدا بالغطاء واقتربت من الصغير حملته بحرس وبصعوبه ايضا لتمسك شقيقه به وعادت لمريم الملتهفه وتحدثت بدموع..

بسم الله ماشاء الله نسخه منك وانتى صغيره يا مريم..

كتمت انفاسها..واغمضت عيونها ومدت يدها لتحمله..

وضعته والدتها داخل حضنها واسندته معها..

اخذت نفس عميق.. وببطئ فتحت عيونها تنظر له بحب وفرحه شديده..

تتأمل كل انش به..

مخلوق صغير برئ جعلها تبتسم بفرحه من بين كم دموعها وألمها..

رفعته قليلا تستنشق رائحته وتقبل شعره الحريرى بواهله..

نظرت لوالدتها وهمست ببكاء وضحك ايضا..

مريم:بضعف..عنده شعر..

جيهان:بدموع تلتمع بعيونها...هههههه زى امه تمام..نظرت لعبد الخالق الذى ينظر لهم بحب وفرحه شديده واكملت بتسائل..

كله مين الواد دا يا عبد الخالق..

عبد الخالق:بدموع..مريم..كله مريم وهى صغيره..

منفصله هى بتأمل صغيرها عن العالم..

تقبل أصابعه الصغيره جدا واحد تلو الأخر..

تتحسس نعومه بشرته بأصابعها..

وبصوت هامس بدأت تأذن بأذنه ودموعها تنهمر بغزاره..

اقترب والدها ربط على راسها وتحدث بهدوء رغم ألم قلبه لرؤيته دموع وحيدته..

عبد الخالق:انا وابوه اذنالو يا مريم..

اقترب شقيقها وبيده الهاتف وتحدث بحنان..

محمود:يا حبيبتى بطلى عياط..وخدى جوزك هيتجنن و يسمع صوتك..

مسحت دموعها سريعا ورفعت نظرها تنظر للهاتف نظره جامده..متألمه..بها الكثير من خيبه الأمل..اغمض ادهم عينه بعنف وأحراج شديد وتحدث بصوتا مهزوز مبحوح..

ادهم:بعشق..حمد لله على سلامتك يا مريم يا عيون وقلب ادهم..

مريم:بالامبالاه..شكرا..الله يسلمك..

نظرت لوالدتها..ماما ساعدينى ادخل الحمام..

ادهم:بلهفه..محمود..

محمود:حالا..اخرج علبه قطيفه واعطاها لشقيقته وتحدث ادهم بتمنى..

ادهم:يارب تعجبك يا حبيبتى..دى هديه يامن يا ام يامن..

شبه ابتسامه ساخره ظهرت على وجهها وهمست بسرها بستعجاب..

مريم:حبيبتك!!؟؟..

اخذت جيهان الرضيع منها واعطته لجده..وساعدتها لفتح العلبه..اتسعت عيونها بتفاجئ وزهول قليلا حين وقعت عيونها على طقم كامل من الذهب مكون من سلسه واسوره وخاتم وحلق..بغايه الرقه والجمال..

ادهم:بلهفه وعيون تفيض عشقا..عجبك يا مريم..

نظرت له نظره بارده وهمست بضعف..

مريم:حلو..كتر خيرك..

تنهد هو بألم..فهى لم ترضى عنه بسهوله..على يقين هو بذلك..ولها كل الحق..

اغلقت العلبه وحدثت والدتها بزهق قليلا..

مريم:ودينى الحمام يا ماما من فضلك..

جيهان:عيونى يا ضنايا..نظرت للهاتف واكملت..لما تخرج هتكلمك يا ادهم..

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

..بجنون..

كمن فقدت عقلها..

تدور بشقتها..

ستقتلها الوحده..

بيدها هاتفها تهاتف ابنائها مرارا وتكرارا لكن دون رد..

تنظر حولها بضياع لما فعلته بنفسها..

هنا بنفس الشقه منذ فتره قليله كانت تمتلك عائله وزوج خلوق واولاد بارين بها..

وبافعالها..تغرب ابنها الكبير بزوجته هروبا منها..

تسببت بطلاق ابنتها..

وبموت زوجها قهرا..

وكادت ان تخرب بيت ابناها الصغير وتسببت ايضا بغربته..

والأن تصرخ ألما وتبكى دما من الوحده..

سارت ذهابا وايابا بالشقه تتذكر بعض افعالها التى تخجل منها   حين ذكرها..

اغمضت عينها بعنف لتهبط دموعها بغزاره وهمست من بين شهقاتها..

شاديه:اه يا هند. سامحينى يا بنتى..خبطت بيدها السليمه على صدرها واكملت..انا اللى دمرت حياتك بايدى..

تأوهت بألم حارق..

ااااااه يا حرقه قلبى من وحدتى وسط عزوتى..بأيدك يا شاديه طفشتى عزوتك..بكت بنحيب اكثر..ادينى بدفع التمن وعايشه بطولى..لوحدى..زى المقطوعه من شجره..

جلست على الارض واستندت بظهرها على الحائط ونظرت ليدها المصابه التى تحركها بصعوبه بالغه..وشردت بأبنتها الوحيده وما فعلته معها..

فلاش باااااااك..

هند:برجاء..يا ماما وطى صوتك ونبى ليسمعك..وبعدين دا جوزى ولازم اشيله فى مرضه..

شاديه:بستهزاء..تشيلى ايه يا اختى..بلا وكسه انتى قادره تشيلى نفسك..اقتربت منها واكملت يا بت دا مش هيقدر يلمسك الا لما يخف ودى فيها سنه ويمكن اكتر..ايه يصبرك على الغلب دا..

هند:انا راضيه..وزى ما كنت معاه فى الحلوه..مش هتخلى عنه فى الوحشه..

شاديه:انتى يا بت بتفكرى ازاى..دا واحد عامل حدثه ومتكسر عايز اللى يدخله الحمام وياكله على ما يقدر يحرك ايده ويعرف يأكل نفسه حتى..

هند:بأصرار..يا ماما انا راضيه وبحبه وهستحمل اى حاجه معاه..

شاديه:بنفاذ صبر..لا انتى مش هتجبيها لبر..نهت جملتها وهبت واقفه متجهه للخارج..ركضت خلفها هند وتحدثت بتوسل..

هند:انتى هتعملى ايه..قبلت يدها..ابوس ايدك يا ماما بلاش تخربى عليا..

شاديه:بغضب..اوعى من قدامى يابت..انا مش هسيبك تدفنى شبابك وتشتغلى خدامه وممرضه..سارت بخطوات شبه راكضه واتجهت نحو زوجها الجالس بصاله المنزل بجواره والدته وتحدثت بعلو صوتها..

اسمع يا جدع انت..انا بنتى مش هتقدر على خدمتك..شوفلك ممرضه ولا خدامه..وبعدين انا عايزه اشوف لبنتى احفاد وانتو بقالكم اكتر من سنتين متجوزين ومخلفتوش..نظرت له نظره شامله واكملت بستهزاء..وبعد ما اتكسرت كده يا عالم هتقوملك قومه تانى ولا هتبرك جنبها وتميل بخت البت..

صمتت قليلا واكملت بأمر..كلمه واحده ملهاش تانى..تطلق البت بالمعروف بدل ما نرفع عليك قضيه..

لهنا وهبت والدته واقفه وتحدثت بكل غضب وألم ايضا..

ناهد:انتى ست قليله الأصل..وبنتك تغور من وشك..خديها فى ايدك وانتى ماشيه..

همس هو بوهن وتعب..

سيد:يا ماما هند ملهاش ذنب..

ناهد:أشارت على شاديه..ذنبها ان دى امها..نظرت لها نظره حارقه واكملت..اكتر من سنتين مسوده عيشه ابنى بكلامك وتلقيحك السم عن موضوع الخلفه لحد ما عمل حدثه بعد ما خرج من عندكم دمه محروق وجايه دلوقتى عايزه ترفعى عليه قضيه فى عز تعبه..

نظرت لابنها واكملت بأمر..ارمى عليها اليمين يا سيد..دى لو فضلت على زمتك هتجيب اجلك هى وامها..

شاديه:بعلو صوتها وبكل ما تحمل من وقاحه..ياختى طظ فيكى وفى ابنك..كانت جوازه الشوم..نظرت لزوج ابنتها..لو راجل وعندك نخوه طلق البت..

تنظر له زوجته بدموع تنهمر من عيونها..ملتزمه الصمت..

اغمض عينه هو بعنف..حقا هو تحمل الكثير حتى كاد ان يفقد حياته..وعلى يقين انها سوف تنفذ تهديدها وترفع عليه عده قواضى وليس قضيه واحده..

كفى..استكفى منها..وحتى من ابنتها..سينزع قلبه بيده وبكل ما يحمل من ألم وقهر..

سيد:امشى مع امك يا هند..انتى طالق..

اطلقت شاديه سيل من الزغاريط وصفقت بيدها بفرحه عارمه وتحدثت بستفزاز وشماته..

شاديه:باركه والف بركه..نظرت لابنتها واكملت..بتعيطى على ايه يا بت من حلاوته ولا فلوسه دا فقير ومنحوس بكره اجوزك سيد سيده..

ناهد:بهدوء..محدش هيرضى بيها..

شاديه:بستهزاء..ليه عوره ولا عامشه ولا مكسره زى المحروس ابنك..

نظرت ناهد لابنها فهمس لها برجاء..

سيد:بلاش يا امى..

ناهد:مش هقدر مردش على قله ادبها يابنى..نظرت لشاديه..يمكن تتعظ وتحس لما تعرف ان بنتها مبتخلفش وانت اللى مستحملها وكمان مخبى عليها علشان متجرهاش..

نهايه الفلاش بااااااااك..

فقت من شرودها على رنين هاتفها برساله مسجله..

هند:مشغوله يا ماما..لما افضى هكلمك..

هبطت دموعها بغزاره وهمست بغصه مريره..

شاديه:بقالك 7شهور مشغوله عنى يا هند..

صمتت قليلا واكملت بشماته بنفسها..

احصدى زرعتك يا شاديه..

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

..ابنتها..

وحيدتها..تساعدها بحنان بالغ وبنفس راضيه..

تحترم حيائها..

تساعدها على أرتداء ثيابها وتغض بصرها عنها حتى لا تخجلها..

تنهدت مريم بألم ودمعه حارقه هبطت على وجناتيها حين تذكرت معامله زوجها لها بعد ولادتها لطفلها الاول..

فلاش باااااااك..

كطفلته..

يفعل لها كافه شئ..

لا يشعر بالنفور او الاشمئزاز رغم انها بأيام نفاسها..

يساعدها على الاستحمام..

يمشط شعرها..

ياكلها بيده..

يخبرها كم اصبحت جميله اكثر بعدما اصبحت أم لتكتسب ثقتها بنفسها..

احتضانها برفق وقبل اذنها بعمق وهمس بعشق..

ادهم:نعيما يا احلى ام تيام..قبل اسفل شفاتيها واكمل..هجبلك بقى طبق شوربه وفرخه صغيره كده واكلك علشان تاخدى العلاج..

احتضنته مريم بحب شديد وهمست بخجل..

مريم:يا ادهم انت بتكسفنى اوى..رفعت عيونها ونظرت له برجاء واكملت..علشان خاطرى خلينى أروح عند ماما..

خفضت عينها بخجل مره اخرى وهمست..

مينفعش انت تغيرلى اخاف تقرف منى..

قبل وجناتيها بعمق وربط على ظهرها بحنان وتحدث بتأكيد..

أدهم:عمرى..عمرى ما اقرف منك يا مريم..قبل يدها..

انتى نفسى..

مد اصابعه اسفل ذقنها يجبرها على النظر له واكمل..

فى حد يقرف من نفسه..

عدل وضعها ودثرها جيدا بالغطاء ووضع رضيعها بجوارها وهب واقفا وتحدث بستعجال..

خلينى اعملك الاكل قبل ما تيمو يزن..

اتجه لخارج الغرفه وقبل ان يصل للباب اوقفته مريم سريعا..

مريم:ادهم..نظر لها اكملت هى..تعالى..عايزه احضنك..

ابتسم لها بعشق..وقطع المسافه بخطوتين وانتشلها داخل حضنه يقبل عنقها بنهم وهمس بأسف..

ادهم:متزعليش منى علشان مقدرتش أولادك فى مستشفى خاصه..شدت من احتضانها واكمل..ومتزعليش من كلام امى انا والله لو معايا عمرى ما اتأخر عنك..

قبلت هى كتفه بعمق وتحدثت بعشق..

مريم:كافيه عندى حنيتك عليا يا ادهم..

نظرت له بعبث واكملت..بصراحه فجأتنى..

ادهم:بعيون تلتمع بالدمع وبرجاء..

طيب يا مريم لو زعلتك اوى انا او امى  فى يوم من الايام وحسيتى انك مش قادره تسامحينى افتكرى ليا اى موقف حلو عمالته معاكى وحاولى تشفعيلى وتنسى..

قبل شفاتيها بعمق شديد واكمل بتأكيد..

وكونى واثقه ان مهما حصل هتفضلى مراتى وعلى زمتى لحد ما اموت يا بنت الاصول يا قلب ادهم..

نهايه الفلاش باااااااك..



#زوجة_مغترب_البارت_الثانى والعشرون

..مرت فتره ليست بقليله..

بين شد وجذب..

بين فرح وحزن..

بين القليل من الابتسامات والكثير من الدمعات..

فهو..على اقتناع ان مكالمات الهاتف لا داعى لها..

حسم امره..وقرر ان يعود لموطنه وزوجته ويترك الغربه بلا رجعه..

لكن؟!..

سينتظر لانتهاء عقده المكون من سنتين..

سيهلك نفسه بالعمل ليل ونهار حتى يستطيع تكوين مبلغ قيم يستطيع تأمين مستقبل أطفاله به..

أصبح كماكينه صرف ألى لزوجته..

يرسل لها كل قرش يعمل به..يترك له القليل من المصروفات...

يعمل دون توقف..

دون راحات او عطلات..

دائما وابدا مشغول عنها..

وهى من تذكرت احدى مواقفه الحسنه معها أثناء ولادتها الاولى وقررت ان تلتمس له عذرا..

لكنه عاد مره اخرى لا يحدثها بالشهور غير كلمات معدوده ويغلق الهاتف سريعا..

لم يخبرها انه يعمل على قدم وساق..

تركها تائهه بأفكارها..

غافلا ان بفعلته هذه ستجعلها أمرأه اخرى..

امرأه حين تشتاق لا تختلق حوارا..

بل..تختلق مشكله..

وقليلا من الرجال يفهم مشاعر وشعور وهرمونات الانثى المتقلبه..

فهل سيتفهم أدهم تقلابات مزاج زوجته ويحتويها داخل حضنه التى حرمت منه كثيرا..

ام سيمل سريعا من تصرفاتها الغاضبه..دعونا نرى..

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

..لقاء بعد غياب..

بفرحه عارمه..

خرج يركض من مطار القاهره..

لمح شقيق زوجته يقترب منه سريعا وتحدث بعلو صوته بفرحه ايضا..

محمد:اخييييييرا..الف حمد لله على السلامه يا ابو الأداهيم..احتضنه بقوه رابطا على ظهره واكمل..نورت بلدك يا غالى..

يبحث هو بقلبه قبل عينه عنها..

ايعقل لم تأتى..

كسى وجهه الحزن قليلا وتحدث بغصه وخوف مما قادم اليه مع زوجته..بعدما ايقن ان طريقه لن يكون سهل ابدا معها..

ادهم:الله يسلمك يا محمد..تنحنح بحرج..امال فين مريم والولاد..مجوش معاك ليه..

محمد:اشار بيده..لا جهم اهم..بس مريم كانت مع تيام فى الحمام مرضيش يخلينى انا أوديه.

اتسعت عينه بزهول..

هى..هنا..زوجته وحبيبه قلبه وروحه..

أبتسامه اكثر من سعيده ظهرت على وجهه..

نبض قلبه بجنون..

ارتعش جسده بشده..وسارت قشعريره لذيذه بطول عموده الفقرى حين تذكر حضنها..

يا الله كم يشتهى لها ولحضنها كثيرا..

انقطعت انفاسه..

أخذ نفس عميق. واستدار ببطئ حتى أخيرا وقعت عينه عليها..

واه والف اه من قلبا يصرخ شوقا وعشقا وندما..

ينظر لها بعشقا وشوقا جارف..

تبادله هى النظره بأخرى جامده..

بارده..

متألمه وبشده..

وللحق..هى معها كل الحق..

عامان هى ام واب..

عامان واكثر وهى بدونه..وبدون الحديث معه..

تناسها ووضعها بأحدى الارفف..

واثق انه سيعود يجدها بوضع يده..

لم يعطى لها سببا لغيابه..

والان بعد عودته ظن انها سترتمى داخل حضنه وتبكى بنحيب..

تعلم هى بما يدور بعقله..

شبه ابتسامه ساخره ظهرت على وجهها تخبره بأنها لن تفعلها..

عفوا يا من هاجرتنى لن اركض عليك و ابكى داخل حضنك..

ابتسم هو بتفهم لجرحها الذى تسبب هو به..

وبأقل من ثانيه..كان قطع المسافه بينهم وانتشالها داخل حضنه..

بل رفعها عن الارض واعتصارها داخل حنايا صدره..

واخيرا التقط انفاسه بستنشاقه لعبيرها الذى انعش قلبه من جديد..

ايستطيع احدا تخيل سرعه ضربات قلبها الأن رغم جمودها..

ورغم انها لم تبادله حضنه هذا اطلاقا..

محتضنها هو بكل ما يملك من قوه..

دافنا وجهه داخل عنقها يبكى بنحيب..

طال حضنه لها طويلا..

ينتظر تجذبه لها اكثر كما كانت تفعل دائما..

ينتظر ان تخبره كم اشتاقته..

ولكنها ملتزمه الصمت..

هى فقد الأن أستردت امانها وحمايتها..

كانت امرأه مدفونه بالحيا وأخيرا عادت لها الحياه..

نعم حضنه هو الحياه بالنسبه لها..

هى أكثر من مستمتعه بحضنه هذا..

كم تحترق شوقا لسماع نبض قلبه وهى بين حنايا صدره..

تود أحتضانه بكل كيانها ووجدانها..

تخبره كم عانت من دونه..

كم هى غاضبه منه..

لكنها فضلت معاقبته بجمودها وصمتها هذا..

شدد هو من احتضانها وحاول السيطره على فيض مشاعره معها ورفع راسه من عنقها ينظر لها بلهفه وعشقا بالغ وهمس بصوتا مبحوح..

ادهم:واحشتينى..

فشلت بالتحكم بنتفاضه جسدها بين يديه..

وسريعا ابتعدت بعيونها عن عيناه ونظرت لاطفالها الواقفين بجوار خالهم وتحدثت بهروب..

مريم:الولاد..تيام..يامن..تعالو سلمو على بابا..

نهت حديثها وحاولت ابعاده عنها..

لكنه ممسك بها بأحكام..

انزلها ببطئ..متعمد ملامسه جسدها بطول جسده..

يحاول يطمئن قلبه انه مازال له تأثيره الخاص على قلبها..

فعلته هذه جعلت قلبها وجسدها وحتى وجناتيها يشتعلان بنيران الخجل والأشتياق والرغبه بأن واحد..

على مضض ابتعد عنها واقترب من طفليه وهبط على ركبتيه يتأملهم بشغف ودموع منهمره..

سلط نظره على من ولد وهو بغربته..

وعاد بنظره لزوجته وتحدث ببتسامه من بين دموعه..

يامن..مريم الصغيره..

ابتسمت هى ابتسامه باهته..

فتحدث شقيقها سريعا..

محمد:بمزاح..وتيام ادهم الصغير..تبقو متساوين يا معلم..

ادهم:بتسائل لاطفاله..تيام انت عارف انا مين..

تيام:ببراءه..بابا..

محمد:بدموع تلمع بعيناه من شده تاثره..

صورك ماليه البيت وعلى طول مريم بتشغلهم اى فيديو كنتو فيه مع بعض..

حملهم ادهم واحتضانهم بحنان بالغ..

اقترب محمد من شقيقته وجذبها لداخل حضنه وتحدث بستعجال..طيب  يله على البيت تكملو احضان براحتكم فيه..

اخذت مريم نفس عميق وتحدثت بكل هدوء وتعقل..

مريم:هنروح عند مامه ادهم الاول..نظرت لزوجها..تسلم على والدتك وتطمن عليها ونبقى نروح..

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

..بدموع غزيره..

بقلب يعتصر الما شديد من الندم والاشتياق..

تقف بمطبخها تضع الطعام الذى صنعته زوجه ابنها الاصيله بالاطباق بعدما حدثتها واخبرتها انهم بالطريق..

الوحيده التى ترد عليها فور اتصالها..

ليس فقط..فقد قامت بعمل كافه شى قبل ذهبها لاستقبال زوجها بالمطار..

تحدث نفسها كعادتها..

شاديه:هما اتاخرو كده ليه؟؟.. معقول الواد ادهم ميرضاش يجى يسلم عليا..صمتت قليلا واكملت ببكاء..اه ممكن ميجيش وهيبقى عنده حق..هو اللى انا عملته شويه..

بكت بنحيب اكثر..لا مريم هتجيبه وتيجى..

خبطت على صدرها واكملت بتأكيد..ادهم ابنى حنيه الدنيا فيه مش ههون عليه وهيجيلى..

مسحت دموعها سريعا وعادت بوضع الطعام بحماس وتحدث نفسها محاوله بث الطمئنيه بقلبها..

ابنك هيجيلك يا شاديه..مش هتهونى عليه..كفايه اخواته اللى مش عايزين ينزلو..مش هيبقى هو واخواته ووحدتى عليا..تنهدت بالم حارق واكملت..انا استويت..

ثوانى قليله واستمعت لصوت جرس الباب..

كمهره جامحه ركضت بكل سرعتها خارج المطبخ ومن ثم اتجهت لباب الشقه فتحته بيد وجسد ينتفض من قوه رعشته 

شهقت بعنف حين وقعت عينها على ابنها الواقف ينظر لها ببتسامه من بين دموعه وهمس بصعوبه من بين شهقاته..

ادهم:واحشتينى يا امى..

بكل ما تحمل من الم واشتياق صرخت ببكاء حاد..

شاديه:اااااااه يا أدهم..نهت جملتها وارتمت داخل حضنه بكل قوتها تقبل كل انش بوجهه وكتفه وحتى يده..

لكنه جذب يده سريعا وقبل هو يدها بعمق..

فقدت هى توازنها قليلا فأسندها ابنها سريعا وخطى بها للداخل وخلفه زوجته وأطفاله غالقين الباب خلفهم..

جلس بها لاقرب مقعد وهى متمسكه بحضنه بكل قوتها..

ربط ادهم على ظهرها بحنان وتحدث بتسائل..

ادهم:ايدك عامله ايه دلوقتى..

اغمضت عيونها بأحراج ودفنت وجهها بكتفه وتحدثت ببكاء..

شاديه:كويسه..الحمد لله احسن من الاول..

صمتو قليلا وهى مستكينه داخل حضن ابنها..

لكنها انتفضت فجأه وابتعدت عنه سريعا ونظرت له بزعر ورعب وهمست..هتسافر تانى..ابتلعت ريقها بصعوبه واكملت..

واخواتك مش ناوين ينزلو زيك..

ربط ادهم على كف يدها وتحدث بتأكيد..

ادهم:لا..نظر لزوجته المبتعده بنظرها عنه عن عمد..

مش هتغرب تانى..كفايه بعد وغربه..

تنهد بأمل..وهحاول على اد مقدر اصلح اى حاجه وكل حاجه كانت غلط..نظر لولدته التى تنظر له بلهفه شديده..واخواتى بيخلصو اورقهم وهينزلو فى اقرب وقت يا ماما اطمنى..

شاديه:بفرحه عارمه..طيب يله علشان ناكل مع بعض..

نظرت لزوجه ابنها..أصاله❤..قومى هاتى الاكل انا حطيته فى الاطباق..

مريم:ببتسامه..حاضر يا ..ماما..نهت جملتها وهبت واقفه اقتربت منها قبلت جبهتها كعادتها وسارت نحو المطبخ بخطوات واثقه..

انتظرت شاديه حتى اختفت داخل المطبخ وتحدثت بما جعل اعين ادهم تتسع بزهول مقارب للجنون..

ربنا يراضيكى ويرضى عنك يا مريم يا بنت جيهان..

ادهم:بفم مفتوح على اخره..ها..تنقل بنظره بين والدته واثر ذهاب زوجته واكمل..مين؟!..فين..ازاى..اقترب بوجهه من والدته بشده واكمل..هى مين دى اللى اصاله..

شاديه:بغضب مصتنع..انا بقول لمراتك يا أصاله عندك مانع..

اتسعت ابتسامته بفرحه شديده وتحدث سريعا..

ادهم:لا طبعا..ربنا يديم المحبه والمعروف..

بعد دقائق كانو جميعا يجلسون على مائده الطعام..

بعيون تلتمع بدمع تنظر لأبنها وزوجته الأصيله وأحفادها وهم يجلسون حولها..

يا الله كم كانت قاسيه واضاعت بيدها عائلتها..

واخيرا استعاده عقلها وندمت بعدما احترقت بنار غربتهم عنها..

جلسو برفقتها وقتا ليس بقليل وهبو واقفين واستعدو للرحيل..

شاديه:بلهفه..ايه هتمشو..خليكو شويه..

مريم:بتأكيد..هجيلك بكره بأمر الله..

ادهم:قبل راسها ويدها..متخفيش مش هنتاخر عليكى..

شاديه:ببتسامه متألمه نظرت لمريم..عارفه..عمر اصاله ما اتاخرت عليا يوم..

اقتربت مريم وقبلت راسها مره اخرى وابتسمت لها ابتسامتها الرائعه وجذبت ابنائها واتجهت للخارج بصمت..

نظرت شاديه لابنها وتحدثت بهدوء..

يله يا ادهم حصل مراتك وولادك ومتتأخرش عليا بكره هستناكم نتعشى سوا مش هقولك غدا علشان ترتاح شويه..

ادهم:بستغراب..ارتاح؟!!..واحصل مراتى!!؟؟..

نظر لها بتمعن..انتى كويسه يا ماما..

شاديه:بدموع..هبقى كويسه طول ما انتو بتسالو عنى ومتسبونيش لوحدى تانى..

نظر لها بالم حاد..وصمت قليلا..وتحدث بتأكيد..

ادهم:مش هنسيبك لوحدك تانى يا ماما..اتجه نحو الباب..

يله انا همشى وهكلمك فى التليفون..

شاديه:بلهفه..بجد يا ادهم..هترد عليا لما اتصل بيك..

ادهم:بغصه مريره..هرد يا ماما..ابتسم بفرحه..خلاص انا رجعت..يله اشوفك على خير..

اغلقت شاديه خلفه الباب واستندت عليه وحدثت نفسها بأمل..

شاديه:خلاص يا شاديه..اطمنى..مش هتبقى لوحدك تانى..

رفعت يدها للسماء..يارب رجعلى اسامه وهند..بكت بنحيب..كفايه عليا فراق ابوهم اللى عرفت قمته متأخر اوى..

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

..اخيرا..

وصلو منزلهم..

وبعد الكثير من السلامات بينه وبين أهل زوجته صعدو لشقتهم..

ينظر لها بعشق شديد..

بعد غياب أكثر من عده سنوات..

قد تناست هى هذه النظره منذ وقت طويل..

تلمحه بطرف عينها ولكنها لا تنظر اليه..

تمثل انشغالها بطفليها حتى ذهبو الأطفال بنوما عميق.. لتنهض بهدوء للمطبخ وتقوم بتنظيفه..

وتظبط الغساله على برنامجها..

وتعيد ترتيب شقتها بعد لهو أطفالها..

لا تتحدث..

لا تنظر اليه حتى انتهت..

وهو فقد يراقبها..

لتتجه للحمام وتقف أسفل المياه لعلها تطفئ نار قلبها وحرقته والمه من زوجها..

فقد أكتسبت صفاته واصبحت نسخه منه فى الجفاء..

هو الان يحصد ما زرعه بقلبها💔..

لتغلق المياه وتلف جسدها  بمنشفه كبيره ومنشفه اخرى على شعرها وتتجه للخارج..

لكنها كادت ان تنصدم به فور فتحها الباب.. 

مريم:بشهقه وتضع يدها على قلبها.. اييييه خضتنى..

لتحاول تخطيه متجنبه لمسه..

ولم ترفع عينها له على الأطلاق..

لكنه كالسد المنيع.. بطول قامته عنها وجسده العريض.. لتتحدث مريم بجمود مصاحب ببعض الخجل..

عدينى لو سمحت خلينى البس هدومى قبل ما حد من الولاد يصحى..

ليقطع حديثها وهو يميل عليها يقترب بوجهه منها بشده حتى اصبح يتنفس انفاسها..

مد اصابع يده اسفل ذقنها يجبرها على النظر له..

تمعن النظر بعيونها جيدا لعله يرى الشوق والاشتياق الذى طالما كانت تغرقه بهم..

ولكن؟!!.. نظرتها جافه..

جامده للغايه..

تتحشى النظر اليه بشتى الطرق..

ليتحدث لها بهمس وألم على ألمها هى لأنه هو السبب بنظرتها هذه💔..

أدهم:أكتر من سنتين غايب عنك وتكون دى مقبلتك ليا فى اول يوم لينا مع بعض بعد كل الغياب دا..

امسك وجهها بين يديه..

بصيلى يا مريم..

لترفع عينها وتنظر له نظره جعلته اغمض عينه بعنف من كم الألم الذى رأه بعيونها..

ولكنها لم تبكى كما سبق..

فكانت دائما دموعها تنهمر بشده..

ليتحدث بصدق وعشق شديد..

واحشتينى يا مريم للدرجاتى انا موحشتكيش..

انتى حتى محضنتنيش أول ما شوفتينى..

لترفع يدها تبعد يده عن وجهها وتسحبه من يده على غرفه نومهم وتتحدث وكأنها أله بلا روح وبألم شديد بصوتها دون ان تبكى💔..

مريم:حمدلله على سلامتك يا ابو تيام..ابتسمت ابتسامه مصتنعه واكملت..

معلش اصلى لسه مش متعوده على وجودك معايا..

خت على انى اكون لوحدى..

أكيد انت عارف حياتك كمغترب بتكون عامله ازى..

وانا مقلش غربه عنك..

اشارت على جسدها.. انا قدامك أهو لو انا واحشتك مش همنعك من حقك لكن انا مافيش حاجه واحشنى..

انا خت على وضعى واتعودت عليه ومش علشان كام يوم هتقضيهم مع ولادك وترجع تسافر تانى اغير اللى اتعوت عليه فى 4سنين من بعد ولاده تيام ابننا و من قبل ما تسافر مش من السنتين و3 شهور و4 ايام غيابك عن بلدك واهلك وولادك..

لتصمت قليلا وتتحدث بألم يدمى القلب..

انا بقالى 4 سنين من قبل غربتك انت وانا.

           الفصل الثالث والعشرون من هنا

لقراة باقي الفصول اضغط هنا


تعليقات



<>