💥إختلاس مشروع💥
الفصل الثاني و العشرين
بقلم، نعمه حسن،،
_أيوة يا ندي؟! خير؟!.. قالها تيم بـ ضيق.
تهللت أساريرها و قالت بـ حبورٍ شديد: معقوله يا تيم! لسه فاكر صوتي!
قلب عينيه بملل و قال بحدة: سيبك من الدخله دي يا نديو قولي المفيد.. إنتي عارفه إني بحفظ صوت أي حد يعني مش إنتي بس.
قالت بإحباط: ماشي يا تيم.. كنت بكلمك أطمن عليك.
إبتسم بسخرية و تكلم: تطمني عليا! لأ إطمني أنا زي الفل الحمد لله و كويس جداً.
قالت بصدق: بس أنا مش كويسه يا تيم.
قاطعها و قال: دي حاجه متخصنيش سواء كويسه او لا.. ربنا يهديلك حالك.
قالت بإستجداء: طيب إنت مرتاح دلوقتي مع خطيبتك!
إبتسم متعجباً و قال: ده إنتي متابعه بقا! علي العموم أنا مرتاح جداً الحمدلله و علي فكره أنا مديون لك بشكر.
قالت مستغربه: شكر علي إيه؟!
_إنك فكيتي الحبل اللي كان لافف علي رقبتي و خانقني و نهيتي الحكاية. سلام.
أنهي المكالمه براحه بينما يتآكل قلبها ندماً علي ما خسرت.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
رنّ هاتفه مرة أخري فأجاب ساخطاً: في إيه تاني!
_مالك ياض زعابيبك طالعه كده ليه؟!
قالها ماهر مستفهماً فأجاب تيم مشاكساً: أهلاً بعريس الغفله.
_عريس الغفله؟! تصدق يا تيم لولاك كنت خنقت أختك الزنانه دي بحبل الغسيل و إرتحت منها.
زجره تيم قائلاً: ماااهر.. بلاش بواخه و ركز في كلامك.. و بعدين مالها تالا يعني دي عاقله و راكزة.
_تالا مين الله يخرب بيتك إنت كمان!ما تركز إنت الأول.. يعم أنا متجوز تالين يعم.
قال تيم ضاحكاً:آه صح معلش والله أصل أنا دماغي متلخبطه.. لا طالما متجوز تالين يبقا الله يكون في عونك بجد.. عيطت كام مره النهاردة؟!
_عيطت كام مرة؟!يبني دي لو مخطوفه هتفرد وشها عن كده..دي عياط متواصل من إمبارح أقسم بالله..أنا صدعتلها.
ضحك تيم بشده و قال:معلش يا ماهر هي تالين كده حساسه و دموعها قريبه حاول تحتويها.
صفع ماهر وجهه بسخط و قال ببكاء مصطنع:هو أنا هفضل أحتوي الناس طول العمر..و أنا مين يحتويني!
قهقه تيم عالياً مما أثار إنتباه الجالسين له و قال:معلش يا ماهر إصبر شويه بس لما تاخد عليك و هي هتبقا تمام والله..تالين طيبه و بيضحك عليها بسرعه.
_مااااشي يا عم نصبر هو أنا كده مكتوب عليا الصبر دايماً.
=و ماله..إن الله مع الصابرين.
_و نعم بالله..يلا سلام.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
رن هاتفه مرة أخري فزفر بحنق قائلاً:ده أنا لو شغال في سنترال مش هيبقا كده.
نظر بهاتفه ثم أجاب مسرعاً:أيوة يا حج.
_إيه يا تيم كل ده مشغول ليه!
=مفيش يا بابا كنت بكلم ماهر و كان معايا تليفون تاني..إنتوا عاملين إيه؟!
تنهد والده بحيره و قال:الحمدلله يابني..حسناء و رشيده عاملين عليا حزب من إمبارح و مصممين نيجي إسكندريه.
=و مالو يا بابا..دي إسكندريه هتنور..تيجوا تغيروا جو يومين.
_لا ما هما مش عاوزين ييجوا يومين.. عايزين ننتجل هناك دايماً.
ضيق تيم بين حاجبيه قائلاً:تنقلوا هنا؟!غريبه!
=اممم..أمك مبجتش جادرة علي بعادك و حسناء عايزة تيجي تستني تالين لما ترجع من القاهره و بتجول تالا و جوزها كمان هينجلوا إسكندريه.
_قرارات مفاجئة دي..طب و حضرتك مش حابب ليه يا بابا؟!دي إسكندريه جميله.
=إنت عارف إني زي السمك لو طلع من الميه يموت..و أسوان دي بالنسبالي هي الميه و الهوا كمان.
_عارف..طب و هتعمل إيه؟!
=هعمل إيه يعني..مش هجدر أغلبهم الاتنين ف أكيد هعمللهم اللي هما عاوزينه.
تهللت أسارير تيم و قال:والله يا بابا فكرة عظيمه..
خلينا نتجمع كلنا مع بعض هنا و نشوف بيت كبير نعيش فيه كلنا سوا..و يسيدي في الأجازات نبقا ننزل أسوان.
هز والده رأسه بإقتناع قائلا:ما انا مكلمك عشان كده..شوف إنت الموضوع ده و خلص كل حاجه و بعدها نيجي إحنا.
_حاضر يا حج..إن شاء الله هجهز كل حاجه في أقرب وقت..مع السلامه.
=مع السلامه.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
بعد مرور شهرين.
إنتقلت عائلة تيم للإقامه بالإسكندريه بعد أن إقترح عليهم تيم شراء مبني سكني مكون من خمس طوابق و أن يكون لكل زوج و زوجته شقتهم الخاصه بهم.
كانوا يستعدون لحفل زفاف تيم و ماريا المحدد آخر الأسبوع و الذي سيقام بقاعة مفتوحه علي البحر من إختيار العروسين.
علي رأس مائدة الطعام يجلس "العمده" و علي يمينه رشيده و علي شماله تجلس حسناء و يتبعها تالا و زوجها يقابلهما علي الجانب الآخر تالين و تامر و علي المقعد المقابل للعمده يجلس تيم.
برز صوت العمده قائلاً:جوزك هييجي إمتا يا تالين؟!
_بيقول يوم الأربعاء يا بابا..معرفش ياخد أجازة أكتر من يومين.
=ربنا يعينه و يجيبه بالسلامه..ها يا تيم؟!خلصت موضوع القاعه.
_أيوة يا بابا..و إتفقت معاهم علي كل اللي أنا عاوزه.
"بابا أنا عاوز أخطب"فاجئهم تامر متحدثاً بجديه فقال والده:فجأه كده!و عايز تخطب مين؟!
_مش عارف إسمها و لا إسم أبوها..بس أنا شوفتها هنا في الشارع كذا مره.
ضحكوا جميعهم فنظر لهم ساخطاً و قال:بتضحكوا علي إيه؟!
_سيبك منهم يا حبيبي و جوللي أنا شكلها إيه و أنا أجيبلك أصلها و فصلها.
قالتها رشيده بصدق فقام من مجلسه و قبل رأسها ثم جلس مسروراً و قال:والله ما حد بيفهمني غيرك يا خالتي رشيده.
قاطعهم رنين هاتف تيم الذي إستأذن منصرفاً و كان المتصل ماريا.
_حبيبي.
برز صوت تيم حنوناً دافئاً فقالت ماريا مبتسمه:والله إنت اللي حبيبي..حسيت إني متوتره و أعصابي مهيبره قولت أكلمك.
_معلش يا بابا هانت..كلها كام يوم و كل حاجه تخلص و تبتدي أحلي حكاية لينا إن شاء الله.
=إن شاء الله..طيب هتيجي تاخدني إمتا عشان أروح أعمل بروڤا علي الفستان.
_ساعه كده و هعدي عليكي.. يلا باي.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
كان ماهر بمقر خدمته فدخل إلي مكتبه أحد أصدقاءه قائلاً:ماهر باشا..جالنا بلاغ دلوقتي لشقة مشبوهه و لازم نتحرك حالاً.
قام ماهر علي الفور و إستعد ثم ذهب برفقتهم.
وصل ماهر و زميله و ثلاث عساكر إلي المكان المذكور في البلاغ و إقتحم المنزل بغتةً و أصدر أمره:فتشوا المكان.
قاموا زملاؤه بإلقاء القبض علي الموجودين بالمنزل و دخل هو إلي غرفة متطرفه من المنزل و فتحها و لكنه تيبس بمكانه قائلاً:سالي!
أصابها الهلع و من برفقتها و أسرعا يواريان سوءاتاهما فخرج ماهر من الغرفه مسرعاً و قال:في آتنين جوه..نزلوهم كلهم ع البوكس.
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
بعد مرور أسبوع.
في قاعه من أفخم و أرقي قاعات الإسكندرية يقف والد ماريا بجانب والد تيم يستقبلان الحضور من أهل و أصدقاء جاءوا لمشاركتهم الفرحه.
بغرفة ماريا..يحيط بها كلاً من رشيده و حسناء و تالا و تالين و بعض من صديقات ماريا و صبا..يساعدونها و يخففون من حدة توترها.
طرق الباب فأذنت رشيده بالدخول فدخل والد ماريا الذي وقف متيبساً فور رؤيته لطفلته التي أصبحت عروس.
نظرت له بأعين دامعه تأبي البكاء بهكذا يوم فنظر لها نظرات لم تفهمها هي و لكنها كانت مملوءة بالندم و الحسرة.
تقرب منها و أمسك بيديها فسالت عَبراته التي إلتقطتها ماريا بأصابعها المرتجفه و قالت:شكلي حلو يا بابا!
_أوووي..شكلك حلو أوي يا ماريا.
إنصرف الآخرون كي يمنحوهم بعض الخصوصيه فقال'كمال'لـ'ماريا':أنا آسف يا بنتي.
قطبت حاجبيها و قالت:ليه بتقول كده يا بابا؟!
_لأني ضيعت من إيدي كل يوم و كل ساعه و كل دقيقه و إنتي بعيده عني..ملحقتش أشبع منك..مكنتش أعرف إني بحبك أوي كده.
إحتضنته فضمها إليه بسعاده و قال:بس إن شاء الله عيالك محدش هيربيهم غيري..هوهب لهم عمري الجاي كله لو ربنا أراد و هعوضهم و هعوض نفسي عن كل اللي حرمت نفسي و حرمتك منه.
إبتسمت و قالت:إنت مصمم تخليني أعيط و الدنيا تتبهدل مش كده!
_لا يروحي خلاص..مفيش عياط ولا حاجه..هاا جاهز؟!
=أيوة خلاص.
أخرج من جيبه علبه مخمليه حمراء اللون ففتحها و أخرج منها سلسال من الماس الرقيق و ألبسها إياه ثم أمسك بيديها و ذهب بها لكي يسلمها إلي المتيم الذي ينتظر علي أحر من الجمر.
نزلت ماريا الدرج برفقة والدها الذي يمسك بيمينها بفخر و سعاده علي أنغام الأغنية التي تخطف الأنفاس و تقشعر لها الأبدان.
طِليِّ بالابيض طليِّ
يا زهره نيسان
طِليِّ يا حلوه وهليِّ
بـ هالوجه الريَّان
واميرك ماسك ايديكِ
وقلوب الكل حواليكِ
والحب يشتي عليكِ
ورد وبيلسان
قلبي بيدعيلك يا بنتي
ب هالليليه الشعلانه
يا اميره قلبي انتِ
سلَّمنا الامانه
ما تنسي اهلك يا صغيره
بْعينينا ما صرتِ كبيره
ضليِّ معنا وطيري وطيري
عَ جناح الامان
طِليِّ بالابيض طليِّ
يا زهره نيسان
طِليِّ يا حلوي وهليِّ
بـ هالوجه الريَّان
شعيِّ متل هالطرحه
يا اغلى البنات
بصلِّي تعيشوا بهالفرحه
لباقي الحياه
وربِّي من السما يبارككن
كيف ما توجهتو يرافقكن
بايام الصعبه ينصركن
عَ كل الاحزان
قلِّك نعم من قلبو
وفرَّح كل الناس
ردِّيهاعَ قلبو وحبو
شعلاني احساس
منقلِّك مع السلامه
روحي تحميكي الكرامه
وتبقى محابسكُن علامه
للحب والحنان
طِليِّ بالابيض طليِّ
يا زهره نيسان
طِليِّ يا حلوي وهليِّ
بـ هالوجه الريَّان
