رواية اختلاس مشروع الفصل الثامن عشر18بقلم نعمه حسن


 

💥إختلاس مشروع💥

الفصل الثامن عشر

 بقلم، نعمه حسن،، 


ألقي تيم جملته فـ إنتبه له الجالسون جميعاً. 


_عايز أتكلم معاك شوية يا تيم لوحدنا. 

نطق بها والده. 


نهض تيم للحاق بوالده و نهضت والدته للذهاب معه  فقال والده: لوحدنا يا رشيده بعد إذنك. 


صعد تيم برفقة والده إلي غرفته فقال : إجفل الباب و تعالى. 


فعل تيم كما أمره و جلس فأجلي والده حلقه و قال: دلوجتي إنت عاوز تتجوز ماريا.. صح؟! 


أومأ تيم بموافقه فتابع والده: و عارف إنت داخل علي إيه و مستعد له ولا فاكر إنها حاجه سهله!! 


قطب تيم حاجبيه بإستفهام و قال: مش فاهم حضرتك تقصد إيه؟! 


قال'محمد' بجدية: بص يا تيم يبني.. أنا من أول ما شوفت البنت دي و أنا ليا كذا تحفظ عليها.. بس مكانش ينفع أتكلم معاك لأن مكانش وجته ولا مكانه. 





ثم نظر بإتجاه الباب و حدث تيم بصوت خفيض قائلاً: إمشي براحه و إفتح الباب مرة واحده. 


أومأ تيم و فعل كما قال والده و جذب الباب بغتةً فوقعت رشيدة أرضاً يتبعها تامر فقالت رشيدة متأوهه: ااااه.. ياا واد يا تامر أنا مش جولتلك إسندني أروح أوضتي.. لا مؤاخذه يا عمده. 


أمسك تيم بيد والدته يرفعها عن الأرض و هو يجاهد ألا ينفجر ضاحكاً بينما نظر تامر إلي أبيه بخزي و خوف و قال: إيدك يا خالتي ألا الواحد مبجاش بيركز والله.. سلام عليكم. 





هز والده رأسه بتعجب مما يصنعون و قال: إجفل يا تيم الباب و تعالي. 


ذهب تيم و جلس بجانب والده فأكمل: بص يا تيم.. أول حاجه لازم نتكلم فيها مرضها. 


_مالو مرضها يا بابا.. مرض نفسي زي أي مرض.. و هي محتاجه تبقا في وسط ناس بتحبهم و بيحبوها و هي تتحسن. 




=لا يا تيم مش مرض زي أي مرض.. إنت مهما تكون بتثق فيها و بتحبها بس ده ميمنعش إن لو محفظتك ولا مفاتيحك ولا أي حاجة ضاعت هي أول حد هييجي في بالك. 


قاطعه تيم مستاءاً من مجري الحديث و قال:لا طبعا يا بابا.. أنا مش خفيف ولا عيل صغير يعني. 





نظر له والده نظرات لم يفهمها ثم قال: بص يا تيم.. دي حاجه تخصك إنت بس أنا لازم أنبهك و أفتح عينيك علي اللي انت مش شايفه.. ما علينا.. لبسها و تصرفاتها مش شبهنا يا تيم. 


قال تيم بعقلانيه: حضرتك يا بابا و إحنا مش شبههم بردو.. طبيعي كل واحد يبقا شبه البيئه اللي عايش و متربي فيها و بالنسبه لطريقة لبسها أنا أكيد لما يبقالي حكم عليها هتكلم معاها في النقطه دي و هتلبس لبس محتشم.


_طب و إنت؟! 


هز تيم رأسه و قال: مالي يا بابا؟! 


=تصرفاتك مبجتش تعجبني.. كل ما تشوفها تجوم لافحها علي جلبك ولا كأن في حد واجف.. يعني إنت إذا كنت جاهل بأمور دينك و مش عارف إنه حرام مظنش إنك جاهل بالأصول كمان. 




_عندك حق يا بابا أنا عارف انه حرام و عيب كمان بس والله كان غصب عني يعني أنا كنت بمر بأيام ما يعلم بيها إلا ربنا و ساعة ما كنت بشوفها مكنتش ببقا مستوعب اللي أنا فيه. 


أومأ والده بإقتناع و قال: طيب إحنا هنروح للناس نجوللهم إيه؟! هتعيش إزاي.. هتشتغل فين.. لازم تكون محدد إنت هتعمل إيه؟! 


قال تيم بسعادة: باباها راجل ليّن يا بابا و أنا عارف إنه مش هيصعب الأمور.. خلينا نروح بكرة و نتكلم و ربنا يحلها من عنده. 




أومأ والده و قال: اللي فيه الخير يجدمه ربنا يبني.. جوم بينا يلا أصل زمانهم بياكلوا في نفسهم بره عايزين يعرفوا بنجول إيه. 


نزل تيم بصحبة والده للأسفل فوجدهم جميعاً يجلسون في إنتظارهم فخاطب رشيدة و قال: إيه يا حجه رشيده.. إزيك. 


قالت بحرج: تسلم و تعيش ياخويا الحمدلله. 


قال لتامر: تلميع الأوكر بيكسب اليومين دول يا تامر أفندي.. مش كده؟! 


قال تامر بخزي: اللي تشوفه يا حج. 


هز'العمده' رأسه و قال: اللي أشوفه صح.. بكرة إن شاء الله هتيجي معانا أنا و أخوك هننزل إسكندريه عشان نطلب بنت'كمال المراغي'


💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥


_أيوة يا ستي جايين النهاردة والله.. إنتي مفكراني بكدب عليكي يا ماريا. 


قالت ماريا بسعادة بالغة: مش مصدقه نفسي يا تيم.. أنا هروح أبلغ بابا. 




_أنا كلمته طبعا قبل ما اكلمك .. يلا هسيبك أنا بقا دلوقتي عشان ميعاد الطيارة .. مش عاوزه حاجه أجيبهالك معايا؟! 


=عايزة سلامتك.. توصلوا بالسلامه. 


بعد مرور ساعة و نصف.. 


رن جرس المنزل فـ جرت ماريا مسرعة برفقة والدها يستقبلان تيم و تامر و والدهما. 


بعد التحيه و الإطمئنان علي الأحوال بادر'العمده'قائلاً: دلوجتي يا أستاذ كمال أنا يشرفني إني أطلب إيد بنتك لتيم إبني.. و طبعا إنت عندك خلفيه عن الموضوع يعني فـ مش هنختلف إن شاء الله.. و طلباتكوا كلها مجابه و إحنا تحت أمرك. 




إبتسم'كمال' بـود قائلاً: الأمر لله وحده يا حج محمد و تيم أنا شهادتي فيه مجروحه و مش هلاقي لبنتي زوج أحسن منه ولا أهل أحسن منكوا. 


_إنتوا الأحسن والله.. طلبات حضرتك إيه. 


=ولا أي حاجة.. إعتبرها بنتك و إعمل اللي الأصول بتقول عليه.. أنا عارف إنك راجل محترم و بتخاف ربنا. 


قال والد تيم بصدق: و هي من النهارده في مكانة بناتي و اللي يسري عليهم يسري عليها و ربنا يعمل اللي فيه الصالح إن شاء الله.. خلاص بما إننا متفجين يبجا إن شاء الله الأسبوع الجاي الجماعه ييجوا و يروحوا يجيبوا الشبكه اللي العروسه تختارها و الخطوبه تبجا تاني يوم إن شاءلله. 




أومأ'كمال' فتابع والد تيم و قال: و الخطوبه مش هتطول يعني فترة بسيطه لحد ما تيم يستقر و يشتغل و يبدأ يصلح وضعه. 


قال والد ماريا: تيم راجل يعتمد عليه و أنا عارف إن بنتي معاه في إيد أمينه إن شاء الله. 




نطق تيم أخيرا و قال: إن شاء الله يا عمي و متقلقش.. هحط ماريا جوه عنيا. 


أومأ والد ماريا بتأكيد و قال: إن شاء الله يبني.. إتفضلوا مدوا إيديكوا. 


بعد تناولهم واجب الضيافه و الحديث الجانبي و محادثة تيم لماريا إنصرفوا علي أن يأتوا أهل تيم بعد أسبوع للتحضير لحفل خطبتهم. 


💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥

بعد عودتهم إلي أسوان.. 


إستقبلتهم رشيدة قائله: هاا.. عملتوا إيه؟! 


قبّل تيم رأسها و يديها بحب و قال: الخطوبه الأسبوع الجاي يا أم تيم. 


أطلقت حسناء زغرودة مصرية أصيله قطعتها عندما نظر إليها العمده شزراً فقالت: ألف مبروك يا تيتو. 


_الله يبارك فيكي يا ست الناس. 


باغتهم تامر قائلاً بحنق: أنا عايز أفهم حاجه إنتوا كنتوا واخديني معاكوا ليه لما هتخلوني أجعد زي بلاصي المش كده. 


قال والده بسخرية: كنت عايز تعمل إيه يعني يا تامر أفندي؟! إذا كان العريس نفسه متكلمش. 


قالت تالين بمشاكسه: كانوا واخدينك يهزأوك دول ولا إيه؟! يا ألف رحمه علي الرجاله. 


قاطعتهم رشيدة قائله: دلوجتي انتوا عمالين تضحكوا و تتمألتوا علي بعض و أنا عماله آكل في نفسي. 


قال تيم: ليه بس ياما.. في إيه؟! 


=في كتيرر.. يعنى مش المفروض عروسة إبني دي تكون عارفاني و أنا عارفاها.. هروح زيي زي الغريب. 


قال العمده مديراّ دفة الحوار: ان شاء الله اخر الاسبوع تنزلوا اسكندريه.. تيم يحجز في فندج هناك و تبجوا تروحوا تتعرفوا عليها براحتكوا و تاني يوم تروحوا تجيبوا الشبكه. 


تمتم جميعهم بفرحه: إن شاءلله. 

💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥

_يا مان واطي إنت. 


برز صوت ماهر ممازحا لتيم الذي قال: والله يا ماهر غصب عني.. اليومين دول متلخبطين و موضوع الخطوبه كمان شاغلني. 


_يا عم سيبها لله.. و أنا آن شاء الله هاخد إذن بكره عشان أبقا معاك من الصبح في التحضيرات و كده مش الخطوبه في بيت العروسه. 


=أيوة إن شاءلله.. هسيبلك موضوع الدعوه ده بقا لإني مش مركز خالص. 


_يا حبيبي أنا عنيا ليك.. ربنا يتم عليك بخير يارب. 


=ياارب يا ماهر عقبالك.. مفيش جديد في موضوع سالي؟! 


_لا خلاص بلا سالي بلا زفت.. هي لسه يجيلها عين تورينا وشها أصلا. 


=ربنا يهدي الجميع يا ماهر.. يلا هروح أنام أنا بقا عشان مشوار بكرة. 


_مع السلامه يصحبي. 


💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥

بعد وصول تيم برفقة أهله إلي الإسكندرية و ذهابهم للتعارف علي ماريا التي إستقبلتهم بوجه بشوش و إبتسامه مشرقه و تآلفت قلوبهم جميعاً.. ذهبوا اليوم التالي لشراء الشبكه. 


توقف والد تيم أمام أفخر متاجر المجوهرات و قال: يلا يا جماعه.. شكله محل فخم و آن شاء الله ماريا تلاجي طلبها هنا. 


نظرت ماريا إلي المتجر بخوف و أصابها التوتر و الإرتباك الذي لم يستطع تيم تفسيره.. دخلوا و جلسوا بعد أن رحب بهم مالك المكان ثم ذُهِل عندما وقع بصره علي ماريا التي حاولت عدم النظر إليه و لكنه عرف هويتها..ظل ينقل بصره بينها و بين تيم الذي يقف مصدوماً.


لم تكن حالة تيم أقل سوءاً منها.. لقد بلغ منه التوتر مبلغه و ظل يدعو الله في داخله أن تمر الليله بسلام ولا يتعرف الرجل إليهم أمام الجميع.


بتوتر و يد مرتعشه إختارت ماريا القطع الذهبيه التي راقتها و إنصرفوا سريعاً من المتجر. 


ظل الرجل ينظر في أثرهم بتعجب و قال: ده انتوا عصابه بقا! أنا مالي مش خدت فلوسي يولعوا في بعض. 


💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥


تزين منزل ماريا بأجمل الأضواء و الورود و حضر عدد بسيط من أصدقاءها و رفاق والدها بجانب عائلة تيم و صديقه ماهر و بعض من أصدقاءه. 


إرتدت ماريا ثوب رقيق محتشم من اللون الفضي القاني و وضعت لمسات بسيطه من الزينه. 


كان الحفل بسيط هادي و لكنه مملوء بالمشاعر الجميله و الطاقه الإيجابيه حتي إقتحمت "سالي"المكان. 


_سالي!  نطق بها كلاً من كمال و ماهر بصدمة و غضب و أسرعوا ليخرجوها من المنزل فصرخت بها قاصده لفت الإنتباه إليها و قد كان. 


تفوهت بغل و حقد: عايزين تخرجووني ليه أنا مش جيالكوا.. أنا جايه أبارك لـ ماريا و لخطيب ماريا و لأم خطيب ماريا كمان. 


قطبت رشيده حاجبيها بإستفهام و قالت: الله يبارك فيكي يبتي.. إنتي صاحبة ماريا؟! 


ضحكت سالي بإستهزاء و قالت: صاحبتها آه.. ألف مبروك يا طنط و زين ما اخترتوا والله. 


تبسمت رشيده وقالت: تعيشي يا بتي عجبالك إن شاءلله. 


_إن شاءلله يا طنط.. ماريا طيبه و بنت حلال.. بس خلي بالك قبل ما تخرجي من هنا تشوفي شنطتك ليكون فيها حاجه ناقصه. 


هزت رشيده راسها بإستفهام فقالت سالي بصوت عالي: 


أصل عروستنا حراميه!

               الفصل التاسع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>