رواية احلام قلبي الفصل الثاني والثالث بقلم روكا


 رواية أحلامُ قلبي

الفصل الثاني والثالث

بقلم روكا

بعد مرور أسبوع...


أحلام تجلس في غرفتها ثم تسمع رنة هاتفها، فتقوم لترى من 


المتصل فتجد أنها صديقتها شهد.

شهد: ألو، ازيك يا أحلام يا ندلة، كده مسمعش صوتك من يوم الوقفة.




أحلام: معلش والله يا شهد كنت مضايقة شوية فقولت اقفل نت وأحاول أفصل شوية




شهد مازحة لتحاول مواساة أحلام بطريقتها: طبعاً انتي 



هتقوليلي عليكِ، انتي   أكتر حد متميز في أنه يختفي لما 



يضايق ويشيل صورة الواتس، مش فاهمة أنا مال صورة 


الواتس، عليكي طار مثلاً!



أحلام: ايه يا بت الخفة دي، زي ما انتي عارفة أنا برتاح كده.

شهد: طيب فيه ايه يا حبيبتي مالك؟




أحلام: يوم العيد يا ستي، اتفاجأت بعد الصلاة، إن بابا قاري فاتحتي على ابن مديره    في الشغل، وكمان عاوزين يحددوا ميعاد كتب الكتاب ويخلوه بعد شهر.

شهد: ازاي يا بنتي باباكي مقالكيش على حاجة زي دي قبل كده؟




أحلام: سألته وقال لي إنهم كانوا مستنيين الوقت المناسب لما نكبر ونقدر نشيل   المسئولية، ما أنا نسيت أقولك إن أيمن مكنش يعرف هو كمان واتفاجيء زيي.

شهد: أيمن ده إسم العريس طبعاً.




أحلام: براڤو، عرفتيها لوحدك دي.

شهد بضحكة بسيطة: اها طبعاً مانتي عرفاني ذكية من يومي، المهم ايه الحل دلوقتي  ، قررتي تعملي ايه؟ هتوافقي؟

أحلام: أنا قولت لبابا ربنا يسهل لحد ما أشوف طريقة أطفشه بيها.




شهد مازحة: اها منك، ده انتي مشكلة، طيب هتعملي ده ازاي؟

أحلام: مش عارفة، لسة بفكر.

شهد: طيب يا حبيبتي،ابقي طمنيني، سلام بقى دلوقتي.

أحلام: حاضر إن شاء الله، سلام.

#بقلمي

#Roka



في منزل العم محمود يجلس أيمن في غرفة الجلوس مع والديه، يبدأ أمجد الحديث محاولاً فتح موضوع زواج أيمن وأحلام.

محمود: ايه رأيك يا أم أيمن نزور أمجد وأحلام بكرة وبالمرة نحدد ميعاد كتب الكتاب.

أم أيمن (سعاد): ومالوا يا أبو أيمن نزورهم مفيش مانع، ايه رأيك يا أيمن. 




أيمن: بالسرعة دي!

محمود: ايوة يا بني خير البر عاجله، وبعدين أنت دلوقتي صاحب مكتب كبير ورجل 




أعمال اد الدنيا، يعني مش ناقصك حاجة غير العروسة، قالها محمود ضاحكاً. 






تمتم أيمن بكلمات غريبة لم يفهمها احد، ثم قال: ماشي يا جماعة اللي أنتوا شايفينه، ثم هم بالوقوف وقال: عاوزين حاجة مني أنا خارج شوية. 




محمود: خارج فين يا بني، وتحضيرات زيارة بكرة. 

أيمن: خارج اقعد مع اصحابي شوية يا بابا، وبعدين أي حاجة عاوزينها قولولي اشتريها وأنا جاي. 






محمود: أسأل أمك بقى، هي اللي هتلاقيها فاهمة عني في الزيارات دي. 

أم أيمن (سعاد): هات يا أيمن يا بني علبتين جاتوه وعلبة شوكولاته، وميمنعش



 بردو إن جبت 3 كيلو فاكهة جمبهم. 

أيمن بإستغراب: فاكهة




 ايه يا أمي، موضوع الفاكهة ده قدم أوي وبطل من زمان، هو الجاتوه والشوكولاته حلوين. 

سعاد: على راحتك يا بني اللي أنت شايفه. 

أيمن: تمام، همشي أنا بقى. 





محمود وسعاد: مع السلامة يا بني، في رعاية الله. 

خرج أيمن وفي يده هاتفه محاولاً الإتصال بحبيبته نهى ولكنها لم تجيب على الهاتف، حاول أيمن مراراً وتكراراً ولكنها لم تجيبه.




فقام بالذهاب إلى أصدقائه في مقهى قريب من بيت نهى. 

أيمن: ازيكوا يا شباب، عاملين ايه؟




رد كلا من سامح وصابر: بخير ياخويا، انت عامل ايه؟ 

أيمن: والله يا جماعة إن جيتوا للحق؛ أنا مش كويس خالص، بابا وماما فاجئوني





 بموضوع غريب كده وهو إنه مقري فاتحتي على بنت صاحب



 بابا من واحنا صغيرين، لا والكبيرة بقى إنهم عاوزين يحددوا ميعاد



 كتب الكتاب الشهر الجاي، والمفروض هنروح نزورهم بكرة. 

رد سامح : طيب ونهى يا بني، ثم قال صابر: نهى عندها علم بالموضوع ده؟ 





أيمن: بقالي أسبوع بحاول أرن عليها مبتردش ومش فاهم في ايه، فكرت اروح بيتها وخصوصاً   إنكوا عارفين إنه قريب من القهوة هنا، بس خوفت باباها يشوفني واعملها مشكلة. 

رد صابر: خير يا صاحبي إن شاء الله. 




سامح: طيب وأنت ناوي تعمل ايه دلوقتي ياخويا؟ 

أيمن: مقداميش حل غير إني أروح أجيب الطلبات لزيارة بكرة وأحاول اشوف حل وأتخلص من الجوازة دي، يلا سلام اشوفكم وقت تاني. 

#بقلمي

#Roka

ذهب أيمن لشراء الطلبات وفي عودته لمنزله صادف نهى مع شاب، يسيرون سوياً





 وصوت ضحكاتهم يتعالى ليسمعه أيمن ويقرر الذهاب ف الحال ليسأل



 نهى من هذا الشاب ولماذا لا تجيب على هاتفه منذ أسبوع، ولكن سرعان ما يعود إلى رشده ويقرر انتظار ذهاب الشاب





 ليستطيع التحدث معها، يذهب الشاب قائلاً: يلا يا نهى سلام بقى، أنا ماشي، سلميلي على عمي وقوليله إني جايلكم بكرة. 

نهى: ماشي يا حبيبي مع السلامة. 



ذهب أيمن إليها في غضب بعد سماعه لهذه الكلمة غير مدركاً لما يفعله: مين ده يا نهى وازاي بتقوليله حبيبي، وكنتي مختفية فين المدة دي كلها. 




نهى ببرود: عاوز مني ايه يا أيمن، أنا اتخطبت، واللي أنت شوفته معايا دلوقتي ده خطيبي. 

شعر أيمن بسماعه لتلك الكلمات وكأن صاعقة ضربت رأسه. 

أيمن: خطيبك ازاي، ده حصل امتى، طب وأنا يا نهى. 

نهى: أنا أسفة يا أيمن كل شيء انتهى.



 

تركته نهى وذهبت، ووقف أيمن مصدوماً مما سمعه،ثم ذهب بعد ذلك


 إلى المنزل محطماً، ناداه أبوه ولكنه لم يسمعه ودخل إلى غرفته. دخل أبوه عليه ليسأله ما به. 

محمود: ايه يا أيمن يا بني مالك؟




أيمن: مفيش حاجة يا بابا أنا كويس، بس مصدع شوية، هنام وهصحى أحسن إن شاء الله. 

محمود: ماشي يا بني، بس متنساش ميعاد زيارتنا لعمك أمجد وأحلام بكرة. 

أيمن: حاضر يا بابا. 

قرر أمجد عدم فعل أي شيء أو خطة لما كان ينوي فعله للتخلص من هذا



 الزواج،    فقد تركته حبيبته وانتهى كل شيء، أصبح يشعر باللامبالاة، وقرر



 أن يترك الأمور تسير كما مقدر لها أن تسير. 



رواية أحلامُ قلبي

الفصل الثالث

يبدأ الفصل ويظهر أيمن وهو جالساً على أريكة غرفته، يفكر كيف لنُهى 



أن تفعل به هكذا، وبينما هو غارق في تفكيره، يسمع



 صوت والدته تناديه: يلا يا أيمن قوم جهز نفسك 



عشان منتأخرش، يقوم أيمن بتجهيز نفسه ويقرر أن



 يذهب مع والديه لمنزل أحلام ويترك الأمور أن تسير كما مقدر لها.

محمود: جهزت يا بني ولا لسة؟

أيمن: اها يا بابا يلا أنا جاهز، يلا يا ماما.

ثم يذهب أيمن ووالديه


 إلى منزل أحلام.

في منزل أمجد (والد أحلام)..

شهد: افردي وشك شوية يا أحلام بقى، العريس بيقولوا جاي في الطريق.

أحلام: مش قادرة يا شهد، حاسة إني عندي حاجات كتير في الحياة عاوزة 



أعملها قبل الجواز والكلام ده، أنا حاسة إني متكتفة ومش عارفة أعمل ايه.

شهد: طيب عملتي




 ايه في موضوع انك تشوفي طريقة تطفشيه بيها زي ما كنتي بتقولي.

أحلام: فكرت في طرق كتير بس لقيت إن كلها ملهاش فايدة ولا ليها لازمة.

شهد: أنا شايفة إنك تقابليه وتسيبي بقى ربنا يحلها من عنده.




أحلام: ده اللي ناويت أعمله إن شاء الله.

يطرق أيمن ووالديه الباب ليجد أمجد يفتح لهم قائلاً: أهلاً يا محمود، أهلاً يا أيمن، أهلاً يا أم أيمن، اتفضلوا.




يدخل أيمن ووالديه المنزل ويجلسوا.

محمود: أمال فين عروستنا.

أمجد: ثواني وهتلاقيها جاية، يا أحلام، يا أحلام، تعالي يا بنتي سلمي على أيمن وأهله.

أحلام تخرج من غرفتها وهي ترتدي فستان زهري اللون طويل وطرحة





 أوڤ وايت، ازي حضراتكم وتسلم على الجالسين.

سعاد (أم أيمن): ماشاء الله.. تبارك الخلاق عروستنا جميلة أوي وباين عليها مؤدبة وخلوقة.

أحلام: شكراً لحضرتك يا طنط.

أمجد: ندخل بقى في الموضوع طبعاً من غير كلام كتير انتوا عارفين احنا 


جايين هنا ليه، وبدل ما نضيع وقت، بقول نسيب العرسان مع بعض، يتكلموا شوية، ويتعرفوا على بعض أكتر.

أمجد: اها طبعاً.

#بقلمي

#Roka

يجلس أيمن وأحلام لا ينظر كلاً منهما إلى الآخر، فأيمن غارقاً في أفكاره



 وفي حبيبته التي تركته، وأحلام كانت أيضاً غارقة في تفكيرها، ولكن هذه المرة، لا تفكر في كيفية



 التخلص من هذا الزواج، هذه المرة تفكر به هو، لماذا هو هكذا؟ لماذا يبدو عليه كل هذا الحزن؟

مر 5 دقائق وهما على نفس الحال، إلى أن قرر أيمن البدء بالحديث قائلاً: انتي ايه رأيك فيا.

انصدمت أحلام من السؤال وسكتت للحظة، ثم قالت: شاب كويس وعلى 



خُلق، ده اللي سمعته عنك، بس مش عارفة مالك كده 



شكلك حزين، قالت أحلام هذه الجملة وهي لا تدري كيف قالت ذلك، فهي كل ما تريده هو إلغاء هذا الزواج،



 ولكنها لا تدري ماذا حدث بها حينما رأته يحمل كل هذا الحزن في صدره.

أيمن: أنا هقولك وهبدأ معاكي بصراحة عشان خلاص مفيش حاجة بقت فارقة، 



ثم واصل حديثه قائلاً: أنا كنت بحب بنت، زميلتي في الكلية، بس هي سابتني، من غير أي مبرر، 



أنا مش فاهم في ايه، حاولت كتير أفهم منها ومعرفتش، كنت بحبها جداً، وده اللي خلاني اتفاجئت وعملت



 ردة الفعل اللي انتوا شوفتوها واحنا بنتكلم قدام المسجد، بس ايه فايدة الحب ده خلاص كل حاجة انتهت.

استمعت أحلام لما قاله وظلت تفكر، كيف لشخص بتلك الشخصية التي



 رأته بها في أول مرة للقائهما، أن يكون هو نفس الشخص 



الضعيف، قليل الحيلة، الذي يجلس أمامها الآن، لم



 تدري ماذا تقول، شعرت وكأن الحزن يعصر قلبها، اندهشت من هذا الشعور الذي تشعر به، هل وقعت 



في حبه؟ أم لماذا يتملكها هذا الشعور؟ فمنذ ساعة واحدة كانت تفكر كيف ستتخلص من هذا الزواج



، الآن لا تشعر بأي شيء سوى أنها تريد أن تواسيه وتطمئنه، ولكنها اكتفت بالصمت، ثم دخل عليهم 


محمود قائلاً: معلش يا أحلام يا بنتي، حصلت 


مشكلة كده في الشغل ومضطرين نمشي، بس طبعاً لينا قاعدات جاية كتير مع بعض، يلا أيمن.




أحلام: ولا يهم حضرتك، إن شاء الله.

ذهب أيمن وهي تنظر له نظرة إعجاب، وليست تلك النظرة التي كانت تراه 


بها من قبل، الآن تشعر بإحساس مختلف تماماً، 



أصبحت في حيرة من أمرها، لماذا هذا الشعور؟ لماذا هو؟ كلها أسئلة لم تجد الإجابة عليها.

لم تدري أن الحب حينما يأتي، لا يطرق بابك، بل يأتي مخترقاً قلبك دون استئذان، في الحب؛ لا تسأل لماذا؟ وكيف؟ فهو أسمى 



من ذلك، الحب شعور يضعه الله في قلبك؛ فتشعر وكأن



 روحه تسكن قلبك، لذلك لا تسأل محب لماذا أحببت،



 فهو لا يعرف أين؟ ولماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ هو لا يعرف سوى ذلك الشعور الذي تملكه.

قررت أحلام أن تترك الأمور تسير كما مقدر لها هي الأخرى.

بعد مرور يومين

في منزل محمود..




محمود: ايه رأيك يا أيمن تتقابلوا أنت وأحلام انهاردة عشان تتعرفوا على بعض أكتر؟

أيمن: ماشي يا بابا اللي تشوفه.

فهو كما قلنا سابقاً، أصبح لا يبالي بأي شيء، سواء تزوج أحلام أو لم يتزوج، سواء قابلها أو لا، كلهم نفس الشيء بالنسبة له.




محمود محدثاً أمجد في التليفون: ألو ازيك يا أمجد، معلش بعتذر إننا مشينا   من عندكوا بسرعة آخر مرة، أنت عارف كان في مشكلة في الشغل وأنا اللي كان لازم أحلها.

أمجد: ولا يهمك، أنا عارف طبعاً ومقدر موقفك.

محمود: ايه رأيك نخلي الأولاد يتقابلوا انهاردة في كافيه وبالمرة يتعرفوا على بعض أكتر.

أمجد: اها عادي مفيش مشكلة، ايه رأيك يا أحلام يا بنتي.

أحلام: اللي حضرتك تشوفه يا بابا.

أمجد: تمام هيتقابلوا فين يا محمود؟ والساعة كام؟

 أشار محمود إلى أيمن ليسأله أي كافيه أو مطعم يُفضِل، ولكن أمجد قال له أي مكان، مفيش مشكلة. 

قرر محمود أن يختار هو اسم الكافيه، ثم قال لأمجد: انهاردة الساعة 4 في كافيه جولدن ڤيو، مناسب لأحلام الميعاد ده ولا ايه؟

هزت أحلام رأسها لأبيها بالموافقة.

أمجد: اها يا محمود مناسب، هتكون هناك في الميعاد إن شاء الله.

محمود: ماشي يا أمجد، مع السلامة.

أمجد: سلام.





كافيه جولدن ڤيو... الساعة الرابعة عصراً...

يجلس أيمن على الطاولة منتظراً أحلام لتأتي، ثم ينظر أمامه ليجدها أتت.

أيمن: اتفضلي اقعدي

تجلس أحلام وتقول له: شكراً.

أيمن: طبعاً المرة اللي فاتت قولت كلام كتير جداً وانتي سكتي، مسمعتش ردك يعني.

أحلام: ردي على ايه؟

أيمن: ردك هل موافقة تتجوزي واحد محطم للدرجادي؟ واحد مش هيقدر يقدملك أي حب بسببه جرحه الكبير اللي مش



 قادر يسيطر عليه.

أحلام: بص أنا بقول خلينا نسيب الأمور على ربنا دلوقتي، وخلينا الفترة دي أصدقاء، وأنا موجودة في أي وقت وهسمعك لو عاوز تحكي أي حاجة كصديقة.

لم تدري لماذا قالت هكذا، نعم هي تحبه، ولكنها لا تستطيع أن تقول له ذلك، كانت تشعر بالحيرة من أمرها، فهي لا تعرف



 ماذا ينتظرها إن وافقت على هذا الزواج، وإن لم توافق فستكون خسرت الشخص الذي تحبه.

أيمن: ماشي موافق، بس من رأيي منقولش لأهلنا على موضوع الصداقة ده لحد ما نرتب أمورنا ونشوف الدنيا هتودينا لفين.

أحلام: ماشي، موافقة



.

تكررت المقابلات كأصدقاء، وكل مرة تسمعه أحلام فيها، كان يشعر بشيء غريب أكبر من الصداقة تجاهها، وكان يرتاح



 كثيراً معها ولكلامها، ولحسن استماعها له، إلى أن أتى يوم الحادث الأليم. 

                  الفصل الرابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات



<>