الفصل الثالث
بقلم،، نعمه حسن،،
ما بين الصباح و الآخر تتبدل الأحوال و تتقلب القلوب و تنقلب الموازين أيضاً.. ندرك أحاسيس لم نشعر بها في الأمس.. يتآكل داخلنا ندماَ علي أشياء صنعناها و لم ندرك مدي خطأنا إلا اليوم.. و لكن، هل للرجوع طريق؟! هل للفرار سبيل؟! هل لمعضلاتنا التي نظنها أبديه حل؟!
وجب عليّ أن أنوه.. كل فعل له نتيجتان و قد يكون أكثر من نتيجه..
إلا الإختلاس .. نتيجته حتميه و هي الخزي الدائم.
إياك و أن تختلس نظرة..حب..عطف..إهتمام أو تقدير فتلك أشياء إن أُخِذت خِلسه فقدت قيمتها.!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كان علي مكتبه بمقر عمله الجديد يداوم بعدم ارتياح و ريبه فإذ ببابه يُطرق فأذن بالدخول و هب واقفاً عندما رآها.
وجهها الشاحب.. عيناها الباكيه..اطرافها المرتجفه، تلك أشياء أكدت ظنونه.
تحدث بهيبه: مالهم دول يا "حسين".
_محضر سرقه يا تيم باشا.!
نظرت له برجاء و توسل فلم يستطع ان يتجاهل نظراتها تلك فقال: طيب شوف شغلك انت.
خرج الصول و أغلق الباب فقال تيم: إتفضلوا إقعدوا.
تحدث المتقدم بالشكوي قائلاً بعصبيه مفرطه: نقعد ايه يا بااشا أنا مش جاي أتضايف أنا جاي أعمل محضر ف بنت ال...
قاطعه"تيم"قائلاً بحده:من غير غلط..إنت مش قاعد قدام واحد صاحبك.
_العفو يباشا..بس انا عايز حقي..البت دي سارقه من المحل عندي هدوم و الكاميرات جابتها و انا موتي و سمي حد يستغفلني..ثم وجّه حديثه إليها قائلاً بغضب:محتاجه هدوم
كنتي قوليلي و انا اديكي اللي انتي عايزاه انما متمديش ايدك و تسرقيني..مع ان شكلك بنت ناس و الواحد اتخدع فيكي.
ضغط"تيم"علي زر بجهاز بجانبه ثم تحدث:تعالي.
دخل الصول إلي مكتبه فقال له:خد الآنسه تستنا بره لما اندهلك.
نظرت له تحاول فهم ما ينوي فعله فوجدته ينظر أرضاً فخرجت مع الصول تسير في ضعف و إنكسار.
اعتدل"تيم"بجلسته ثم تكلم بجديه:إسمك إيه؟!
_رؤوف يا باشا.
=عندك ولاد يا رؤوف؟!
_عندي أحمد ف ثانوي و رنا ف1 إعدادي.
=بسم الله ماشاء الله ربنا يبارك فيهم..ثم حمحم و تكلم بحده أقل: يرضيك ي أبو أحمد مستقبل بنت زي دي يضيع بسبب شوية هدوم؟!طب حطها مكان بنتك.
_بنتي لو سرقت هموتها بإيدي.
=بس دي بتعمل كده غصب عنها..تسمع عن "هوس السرقه"؟!
هز" رؤوف"رأسه بتساؤل و عدم فهم فأكمل "تيم":ده مرض نفسي زيه زي أي مرض نفسي تاني..بيختلف بس ف الأعراض و سلوكيات و تصرفات المريض.
نظر له"رؤوف"بحيره فأردف"يعني دي مريضه يا أستاذ"رؤوف"بتعمل كده غصب عنها و أديك شايف شكلها و انت بنفسك قولت شكلها بنت ناس.
رؤوف و قد بدأت علامات الاقتناع ترتسم علي وجهه:ده حقيقي..حتي لبسها شكله نضيف و ده خلاني أستغرب بردو..
فأكمل تيم:أديك قولت لبسها نضيف و غالي..ايه اللي يخليها تسرق..هي خدت من عندك إيه؟!
=خدت فستان محجبات.
_و هي مش محجبه اصلا!!،ده أكبر دليل يثبتلك صحة كلامي..ي أستاذ رؤوف المرضي اللي من النوع ده بيبقوا زي مدمنين الهيروين..المدمن ساعة ما جسمه يطلب الجرعه تلاقي أعصابه سابت و جسمه وجعه و يرشح و يهرش و ميرتاحش
من كل الاعراض دي الا لما ياخد هيروين..مريض السرقه كده بردو ساعة ما تجيله حالة الهوس دي تلاقي أعصابه سابت و اتوتر و اتضايق و قاعد مش مرتاح ولا مركز في حاجه غير انه يسرق.. و تيجي تشوف تلاقيه بيسرق حاجه مش محتاجها أصلا.
تشدق" رؤوف"بحيره و تردد قائلاً:والله يا باشا مش عارف أقول لسيادتك إيه.. هي فعلا صعبت عليا.. اللي تشوفه حضرتك.
_اللي أشوفه إنك تتنازل عن المحضر.. كده كده حاجتك رجعتلك و إنت فهمت ظروفها يبقا حرام عليك تعمللها سابقه عشان حاجه هي ملهاش يد فيها.
=اللي تشوفه حضرتك.
_تمام.. انت هتمضي دلوقتي ع التنازل و حسين هيوصلك.
قام رؤوف بالتنازل عن المحضر فطلب تيم "حسين" الذي اتاه علي وجه السرعه و قال: أؤمر يا باشا.
_إنزل مع الأستاذ رؤوف و قفل المحضر تحت و ناديلي الآنسه.
خرج الصول "حسين" فوقف "تيم" محدثاً تلك التي تبكي في صمت و قال: ممكن تبطلي عياط و تسمعيني؟!
نظرت له بزوج من الزمرد الخاطف للأنظار الذي شرد به لوهله ثم تنحنح قائلاً: متخافيش.. أنا اتفاهمت معاه و إتنازل عن المحضر.
نظرت له بعينين متسائلتين فقال: أنا مقدّر و متفهم أنه شئ خارج عن إرادتك.. بس لازم إنتي تسعي كمان.
قالت بصوت متحشرج: أعمل ايه؟!
_تتعالجي.. تروحي لدكتور نفسي.
قالت بحده: حضرتك شايفني مجنونه؟!
=أظنك مش جاهله عشان تقولي كده..لازم تروحي لدكتور عشان يساعدك.. إنتي كده بتأذي نفسك قبل أي حد.
قالت بترفع: شكراً على النصيحه.. بس أنا مش محتاجه حد يساعدني.
=و أنا مش بقولك إطلبي المساعده من أي حد.. ده دكتور.. و بعدين لولا إني اتفاهمت مع الراجل دلوقتي كان هيفتح محضر و ممكن كنتي تباتي ف الحجز.
قالت بحده: إتفاهمت مع الراجل قولتله إيه؟! قولتله دي حراميه؟!
_حاشا لله.. انا مقولتش كده طبعاً.. قولتله إنه عندك مشكله بسيطه هي اللي دفعتك لكده.. وهو تفهم الموضوع و اتنازل عن المحضر.
نظرت له بضعف فأكمل: إسمعيني يا..
_ماريا
=إسمعيني يا ماريا.. لو محاولتيش تساعدي نفسك مفيش حد هيساعدك.. لازم تروحي لدكتور و تتكلمي معاه.. عشان تبق.....ثانية واحده.
قاطعه رنين هاتفه فإبتعد عنها بمسافه ثم أجاب:ألو..أيوة ي حبيبتي..كويس الحمدلله..هكلمك تاني تمام؟!..ماشي سلاام.
تقدم منها ثم قال:إتفقنا ي "ماريا"
هزت رأسها بإقتضاب دون ان تتكلم فقال متذكرا:أيوة صح..إيه اللي جايبك القاهره؟!
_أنا دايما هنا..قاعده مع جدتي لماما.
=و كنتي بتعملي ايه في اسكندريه؟!
_قاعده مع بابا.
فهم انها لا تريد التحدث فاكتفي بهز رأسه مقتضباً ثم قال:تمام..لو تحبي أنا أعرف دكتور نفسي هنا كويس جدا..أنا عن نفسي متابع معاه.
نظرت له بتعجب فقال بضحكه خفيفه:متستغربيش..كلنا مرضي نفسيين.
إبتسمت ببشاشه فأردف:إيه رأيك نتقابل بكره و نروح له مع بعض؟!
_لا معلش..مرة تانيه..عن إذنك.
=تمام..خدي طيب رقمي أهو لو غيرتي رأيك ف أي وقت كلميني..مع السلامه.
غادرت المكتب سريعاً و لكنه ظل ينظر في أثرها بتعجب و حيره.
قطع تأمله دخول "ماهر"الذي قال:إيه يا حظابط اللي واخد عقلك؟!
_عملت إيه؟!
=اممم بتغير الموضوع؟!..معملتش يسيدي..أقوالهم كده مش منطقيه ولا راكبه علي بعضها و كل واحد بينفي كلام التاني قومت منزلهم الحجز و الصبح يتعرضوا علي النيابة.
_تمام..إتفضل بقا علي مكتبك و سيبني اكمل شغلي.
إنصرف"ماهر"إلي مكتبه و همّ"تيم"بإكمال عمله..أخرج سجائره من جيبه و بحث عن قداحته فلم يجدها..ظل يبحث مرارا و تكرارا فلم يجدها فزفر في يأس و تمتم:يا بنت المجانين!!
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عادت هي إلي منزل جدتها يتملكها الآحساس بالذنب و الخزي من نفسها علي ما صنعت..إستقبلت مكالمه من والدها فأجابت:أيوة يا بابا.
_عامله ايه ي حبيبتي.
=تمام.
_طيب حلو اوي..ااااا..كنت بكلمك يعني أطمن عليكي و أقوللك إني خلاص طلقت شاهندا.
أطلقت ضحكه مقتضبه بسخريه فقالت:هه و مين بقا العروسه الجديده؟!
_لما تيجي بالسلامه بقا أبقا أعرفك عليها.
=لمّا...تيته بتنادي..باي.
أغلقت الهاتف ثم إحتوت نفسها بذراعيها و أغلقت عيناها ثم إرتفع صوتها بأغنيتها المفضله..
Thought I found a way out (found)
But you never go away (never go away)
So I guess I gotta stay now
Oh, I hope some day I'll make it out of here
Even if it takes all night or a hundred years
Need a place to hide, but I can't find one near
Wanna feel alive, outside I can't fight my fear
Isn't it lovely, all alone
Heart made of glass, my mind of stone
Tear me to pieces, skin to bone
Hello, welcome home
Walkin' out of town
Lookin' for a better place (lookin' for a better place)
Something's on my mind (mind)
Always in my head space
But I know some day I'll make it out of here
Even if it takes all night or a hundred years
Need a place to hide, but I can't find one near
Wanna feel alive, outside I can't fight my fear
Isn't it lovely, all alone
Heart made of glass, my mind of stone
Tear me to pieces, skin to bone
Hello, welcome home
Whoa, yeah
Yeah, ah
Whoa, whoa
Hello, welcome home
اعتقدت أنني وجدت طريقة للخروج
لكنك لا تذهب بعيدا
لذلك أعتقد أنني يجب أن أبقى الآن
أوه، آمل يوما ما سأجعله من هنا
حتى لو استغرق الأمر طوال الليل أو مائة عام
بحاجة إلى مكان للاختباء، لكن لا يمكنني العثور على واحد بالقرب
أريد أن أشعر بالحياة
لا أستطيع محاربة خوفي
أليس هو جميل؟! كل وحيد
قلبي مصنوع من الزجاج،
ذهني من الحجر
تمزقني إلى قطع، الجلد إلى العظام
مرحبا، مرحبا بكم في المنزل 'خارج المدينة'للحصول على مكان أفضل
شيء في ذهني
دائما في الفضاء رأسي
لكنني أعرف يوما ما سأجعله من هنا حتى لو استغرق الأمر طوال الليل أو مائة عام
بحاجة إلى مكان للاختباء،
لكن لا يمكنني العثور على واحد بالقرب أريد أن أشعر بالحياة. بالخارج
لا أستطيع محاربة خوفي
مرحبا بكم في المنزل.
مسحت عبراتها التي سكنت علي خديها ثم اخرجت رقم هاتفه من حقيبتها و قامت بالإتصال به.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
كان مستلقياً علي فراشه بشرود يفكر فيها و في ما آلت إليه الأمور بينهم.. إنتبه عندما وجد هاتفه يضئ بإسمها فأجاب قائلاً: أيوة يا ندي.
_الحمدلله رديت من أول مره.
=منا مش ببقا متعمد ماردش يعني.. بيبقا غصب عني.
_طيب.. هتنزل إمتا عشان نلحق نخلص تجهيزات الفرح.
زفر في حنق قاز ئلا: ارررحمي أمي.. دنتي مقولتيليش ازيك.. في ايه يا ندي مش كده.
ؤ
=هو انا ليه كل مااجيبلك سيرة الفرح و التجهيزات تتضايق.. هو انت بطلت تحبني؟! الله يرحم ي حبيبي لما كنت هتموت عليا زمان.
_ايه ده.. ايييه ده الأسلوب ده و الله يرحم و... إيه ي ندي مالك؟!.. أنا قولتلك 100مره قبل كده الفتره دي أنا مش مرتاح فيها و مش مستعد لأي حاجه.. و انتي ماشاءالله مش مقصره كل شويه بتضغطيني بزياده..
قالت في نفاذ صبر: بقولك إيه يا تيم من الآخر.. لما تبقا عارف إنت عايز إيه إبقا كلمني.. سلام.
أغلقت الهاتف دون انتظار رد ثم عادت لتجلس بجوار صديقاتها مبتسمه بنصر ثم قالت: مش قادر يصبر الشهر و نص اللي لسه.. قارفني كل شويه موبايلات و لو مرديتش يدخل واتساب يقعد يقولي انتي فين و مش بتردي ليه.. خنقني.
&بجد ي ندي إحنا مش مصدقين تيم المز ده يبصلك علي إيه؟!
# ااااوبس.. صاروخ عابر للقارات قاصف للجبهات.
نظرت لصديقاتها في سخط و إستياء ثم قالت: هاهاهاها.. خفيفه يبت منك ليها.. و بعدين ي حبيبتي هو كان يطول.. ده انا نص شباب أسوان كانوا بيحبوني يبنتي.
نظرا صاحبتيها إلي بعضهما البعض ثم انفجرا في الضحك مما أثار غضبها فتركتهم و غادرت.
*************************
ويكأن حديثها ينقل له كل الطاقه السلبيه الموجوده في العالم. ألقي الهاتف بجانبه علي الفراش بغضب جم فإستمع إلي رنينه مره أخري فإلتقطه. مجيباً: ألو
_أيوة.. أنا ماريا.
اعتدل في جلسته بإهتمام ثم قال: أيوة ي ماريا.. في حاجه؟!
_اااا.. أنا اتكلمت في وقت مش مناسب؟!
زفر في حنق ثم أجاب: لا أبدا.. معاكي.
تكلمت في تردد: يعني.. حضرتك كنت قولتلي إنه لو حابّه أروح للدكتور أكلمك.
=أهااا.. غيرتي رأيك؟!
_آااه.. كنت عايزه أجرب أتكلم مع حد و كده.. لو مفيش عندك مانع يعني ممكن تيجي معايا؟!
=أيوة طبعا.. أنا كمان محتاج أروح.. خلاص بكره هكلمك الساعه 5و نتفق.
_أوكي.. هستناك.
نطق بإسمها مناديا في عذوبه و قال: ماريااا
_نعم؟!
=انتي زي الفل.. متفكريش كتير.. أشوفك بكره يلا سلام.
إبتسمت و لأول مره إبتسامه نابعه من قلبها ثم قالت: شكرا ليك.. سلام.
