رواية علي ذمة ذئب الفصل السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر بقلم اميرة مدحت


 روايةعلى ذمة ذئب

الفصل السابع عشر والثامن عشرو التاسع عشر

بقلم اميرة مدحت


👇الفصل السابع عشر👇


كان جالس فى منطقه شبه صحراويه ، فذلك المكان الوحيد الذى يأتى إليه عندما يشعر بالاختناق !!!!





خرج من سيارته ليصفق بابها بقوه دليل على اختناقه ، وكان يمسك زجاجه خمر ، وقد أصبح فى حاله شرود !!!





كان نسمات الهواء العليل تداعبه وخيوط الظلام اكبر شئ وعامل مساعد على رجوع ذكريات كثيره من الماضى إلى أغوار عقله خاصهٍ عندما كان فى تلك الحاله !!!






شعر باختناق قوى لكونه خسر رفيق عمره ، ادمعت مقلتى عز الدين عندما وصل إلى تلك الفكره !!






اخذ يتناول المشروب المسكر بحزن عميق ، وبعد دقائق ... كان افرغها من محتواها فقذفها وهو يصرخ ب :

_ليه !!!!!





هتف بتلك الكلمه وقد نزلت دموع ساخنه من عينيه وهو يشعر باختناق شديد لم يشعر به من قبل !!






اخذ يتنفس بعمق ليضبط انفعالاته المتشنجه لكنه لم يستطع ، أختنق صوته اكثر وهو يكمل : 





_ ليه الدنيا جايه عليا ؟! ليه مطلعش عندى ام زى بقيت الامهات ، ده حتى يوم ما حبيت اتخدعت واتجرحت ، بس انا





 مكنتش باعترض لانى كان عندى صاحب بيشيل همومى بس النهارده ..........





أغمض عينيه قائلاً بنبره منكسره :

_بس النهارده خسرته ، خسرته للأبد !!!






***********************




جالسه على الأريكه بجمود ، وهى محتضنه صدرها بذراعيها ، وضمت ساقيها معاً ، أخذت تتذكر توقيعها باصابع مرتجفه على وثيقه زواجها ولكن كانت بالنسبه إليها وثيقه هلاكها !!






نزلت دموعها وبدأت ترتفع شهاقتها وهتفت ببكاء يقطع نياط القلوب :





_ربنا ينتقم منك ، ربنا ينتقم منك على اللى بتعمله فيا !!





أخذت تكررها وقد ارتفعت شهاقتها اكثر واحمر وجهها من كثره البكاء ، فإنه ليس اى بكاء ، هو بكاء الذى يقطع نياط القلوب !!






وهى تبكى هكذا .. أخذ يوسوس لها الشيطان بأن تتخلص من حياتها لكى ترتاح ، فلقد اصبح الموت بالنسبه إليها اسهل بكثير





 من خوض ذلك العذاب وبالفعل هبت واقفه وتوجهت نحو ( المطبخ ) ولكن توقفت فجأه وعادت مسرعه لتجلس على




 الأريكه فشعرت بعدها بارتجاف جسدها ، فهتفت بنبره مرتجفه وهى تهز رأسها بنفى : 





_ لا لا مش هعمل حاجه تغضب ربنا ، مش هاعمل حاجه كده ابداً !!!





*****************


_فى اليوم التالى !!

_فى فيلا الخاصه بعائله السيوفى !!!





انتهى عز الدين من ارتداء ملابسه فتحرك هو نحو خارج غرفته وبالفعل خرج ولكن قرر ان يدهل غرفه والده لكى يطمئن عليه





 ، فاتجه بخطوات شبه ثابته وطرق الباب فسمع صوت والده يأذن له فدخل واقترب منه ليجلس وامسك بكفى يد والده




 ليقبله وهتف بنبره تحمل الجديه :

_صباح الخير يا بابا 

_صباح النور 





_انت ليه مالبستش ، مش رايح الشغل ولا ايه؟!




_لا رايح ، بس معرفتش انام خالص من ساعت ما جالى الخبر !

_خبر ايه !؟




_انت عرفت ان ياسمين اتخطفت !!

ابتلع ريقه بتوتر وهتف : ايوه عرفت من إيهاب !





_وياترا هتحب تياعدنى انى ادور عليها ولا مش هتساعدنى !!؟

_يا بابا انا مش مرتاح للبنت دى ، شكلها غلط !!




_هو ايه اللى مش مرتحلها وهو انا بقولك اتجوزها ، اقولك على حاجه ، انا مش عاوزك تساعدنى ، واتفضل اقوم علشان البس !!





_يا بابا انت متضايق انى بقول اللى حسه ، انا حاسس ان البنت دى سكتها غلط و..





قاطعه بدران بغضب : ممكن تسكت وتطلع بره وتروح انت كمان شغلك !!




_حاضر يا بابا .. انا خارج 





وبالفعل خرج عز الدين من الغرفه وهو يشعر بالضيق وهبط إلى الاسفل وتحرك نحو خارج وقد الفيلا وقرر ان يذهب إلى فيلا إيهاب لمقابله !!






بعد دقائق .. كان وصل عز الدين وتحرك مسرعاً نحو باب الفيلا واخذ يطرق بابها بقوه وهو يهتف بصوت جهورى : 

_إيهاب .. افتح يا إيهاب .. إيهاب !!








لم يستمع إلى اى رد فشعر باختناق يطبق عل صدره فتحرك نحو سبارته بخطوات ثقيله وهو يخلل اثابعه فى فروه شعره !!


فتح باب سيارته ليقودها مسرعاً نحو شركته الخاصه !!


***************





_ لو سمحت عاوز اقدم بلاغ رسمى بخطف انثى !


هتف بها إيهاب بجديه عندما ذهب إلى مخفر ، فهتف الشرطى وقد تحفزت ملامحه وهو ينظر حياله باستغراب :





_خطف انثى !!


إيهاب بملامح مظلمه ووجه عابس : ايوه ، محضر ضد عز الدين السيوفى لانه خطف ياسمين صبرى !!






فتحةالشرطى احد الدفاتر القديمه ثم قال وهو يدون :

_ إنه فى يوم .............





وبدأ الشرطى فى تحرير بلاغ رسمى ، وقام ايضاً بالأجراءات المتعارف عليها من اجل الحصول على امر احضار المدعو عز الدين السيوفى !!





***************


فى شركه عز الدين السيوفى !! 





كان جالس عز الدين مع المحامى الخاص به ويتناقشون فى احدى الموضوعات المهمه ولكن فجأه اقتحمت السكرتيره مكتبه ليهتف عز الدين بصوت جهورى : 





انتى ازاى تدخلى مكتبى بالشكل ده يا بنى ادمه انتى ؟!

السكرتيره بذعر : سورى يا مستر ، بس فى ظباط بره وعاوزين حضرتك !!





عز الدين وهو يضيق عينيه : ظباط !!





اشار إلى السكرتيره بأن تخرج من مكتبه، لم يكن مكترثاً بتواجدهم او حتى خائفاً منهم ، حدجهم عز الدين عندما دخلوا بنظرات ناريه من اعينه التى تطلق شررا ، استطرد الضابط حديثه متسائلاً بجديه : 






_حضرتك عز الدين السيوفى ؟





اجابه بعينين تحولت إلى جمرتين من النار : 

_ايوه انا !









اشار له الضابط بيده قائلاً بنبره رسميه :

طب اتفضل معانا !


_نعم !! انت عارف عارف بتكلم مين ؟!







تدخل المحامى الخاص به فى الحوار متسائلا بهدوء كطبيعه مهنته : 

_خير يا حضرت الظابط ؟






_فى بلاغ متقدم فى سيادته انه خطف انثى !

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

(( الفصل الثامن عشر ))





تهجمت تعبيرات عز الدين على الأخير وضاقت اعينه الحمراء حتى بدت كألسنه اللهب ، وظهرت عروق نحره التى اصبحت تنبض بقوه حيث صر على اسنانه بقوه وهتف :

_عملتها يا إيهاب ، عملتها وارتحت !!






رد المحامى بنبره جاده : مدام ياسمين صابر تبقى زوجه الباشا يا حضرت الظابط ، فازاى يخطف مراته ؟!





الضابط بجديه : ممكن اشوف القسيمه من فضلك !





أخرج المحامى ما يؤكد صدق إدعائه ، اطلع الضابط على الأوراق قائلاً بهدوء :





_تمام ، القسيمه مظبوطه ، بس احنا مضطرين نقفل المحضر فى القسم لان البلاغ متقدم ضده !






عز بنفساً عميق : ماشى ، اما نشوف اخرتها !!





(( عقب هذا الحدث بنصف ساعه ))


وصل عز الدين برفقه المحامى إلى المخفر وخرج من سيارته صافقا بابها بقوه ، فهتف المحامى وهو يشير له بيده ناحيه المخفر :

_اتفضل يا باشا 








دخل عز الدين المخفر بخطوات ثابته رغم هدوئه المخيف إلا انه مازال يحتفظ بتعابيره القاسيه !!






اتجه الضابط نحو مكتبه وخلف عز الدين والمحامى الخاص به ، وامسك بمقبض الباب واداره ليدخل فهب إيهاب واقفاً ، فهو اراد الانتظار لكى يرى تعابير وجه عز الدين عندما نفذ تهديده ولكن وجده فى حالته كالعاده !!






نظر له عز الدين واقترب منه بخطوات صغيره ثابته واردف بخبث :




_ايه يا إيهاب ، عامل ايه ؟!






إيهاب مضيقاٌ عينيه : انت عملت ايه بالظبط ؟!





زفر انفاسه ثم اخرج سجائره لكى يشعل احداها وينفث بها ببرود وهتف :





_ هعمل ايه يا يعنى ، هو خلاص المحضر هيتقفل !!





إيهاب بغضب : نعم !!!!!! ده ازاى ؟!

رد عليه المحامى بنبره عمليه : مدام ياسمين صابر تبقى زوجه عز الدين باشا السيوفى !





إيهاب بصدمه جليه : ايه !!!

عز الدين بنظره قاسيه وهو يوجه كلامه للضابط : 





_ياريت يا حضرت الظابط تسيبنا لوحدنا شويه !!





الضابط وهو يومأ راسه : تمام ، اتفضلوا !

عز الدين بحده : وانت كمان تقدر تتفضل حالياً !





اومأ المخامى رأسه ايضاً ليخرج هو والضابط ، لتبدأ المواجهه بين عز الدين وإيهاب !





حلت الصدمه على وجه إيهاب الذى فغر ثغره مصدوماً مما سمعه ، تجمدت انظاره على صديقه الذى كان ينظر له مترقباً





 رد فعله بعد ان علم ، تبدلت تعابير إيهاب من صدمه إلى غضب ، حيث اقترب منه مسرعاً ، ثم دفعه بقوه وهو يصرخ قائلاً :





_ليه يا عز ؟! ليه عملت كده ؟!





تراجع عز الدين بضع خطوات بسبب تلك الدفعه ولكن لم يتحمل ذلك فأقترب منه مسرعاً وهتف بصوت جهورى وقد ظهرت روق نحره :





_ لأنك عاوز تسجنى ، عاوز تدمرنى !!





صرخ به الأخير باهتياج :

_تقوم تتجوزها ، تنجوزها غصب، انت ايه !!






هتف بتلك الكلمه الاخيره بصراخ واقترب منه اكثر ورفع يده ليضربهوبعنف على صدره ناحيه القلب وهو يهدر :





_ايه !! معندكش قلب ؟ خلاص قلبك مات ؟؟ 





لم يهتز بدنه وهتف بصوت الجهورى وه يشير بسابته : 

_إيهاب خلى بالك انا ممكن اقدم محضر ببلاغ كاذب ، بس انا مش هعدل كده ، لانك كنت رفيق عمرى ، وانا مقدرش فيك كده ، بس انت اللى تقدر !






إيهاب بعيون حمراء التى بدت كألسنه اللهب :





_ انا عاوزك تفوق ، فووق بقا ، حرام اللى بتعمله ده ، انا عايش طول عمرى بقولك الكلمه دى ، بس انت ولا هنا ، مبتسمعش كلام اى حد غير نفسك وبس !!






ابتلع ريقه بمرار ولكن هتف بصوت امر : 



_دى اخر جمله هقولهالك يا عز ، هو النهارده او بكره بكتير لو مقولتليش مكان ياسمين وطلقتها ورجعتها بيتها ، يبقى تعرف ان خبر خطفها وجوازك منها هيوصل لابوك وطبعاً انت عارف هو هيعمل ايه !! سلام يا .. يا عز !






ثم تحرك مسرعاً نحو الخارج ليكور عز الدين يده وضرب بقبضتيه بعنف على المكتب وهو بهتف :





_اول مره حد يمسكنى من الايد اللى بتوجعنى ، بس لازم اتصرف حتى لو وصل الامر انى اسافر بره واخدها معايا !





*****************

مر الوقت كسرعه البرق وظهرت خيوط الليل المظلم !


_فى فيلا الخاصه بعائله السيوفى ! 






توجه عز الدين نحو غرفه الطعام بعد ان ابلغته سعاد انه تم وضع العشاء ، فدخل ورأى والده يجلس فجلس هو الاخر بعد





 ان سحب احدى المقاعد وامسك بالمعلقه وبدأ فى التناول ولكن نوقف وترك المعلقه عندما وجد ابيه لا يتناول اى شئ من الطعام وفى حاله شرود !!






عز وهو يرمقه بنظرات متسائله :

_فى ايه يا بابا ، بتفكر فى ايه ؟






_انا طول اليوم بفكر ، بفكر انى ازاى الاقى ياسمين ؟

عز وهو يصر على اسنانه : ياسمين 





_ايوه انت مش عارف يا عز اد ايه هرتاح لو عرفت اوصلها ، مش هقدر اوصفلك الفرحه اللى فقلبى هتبقى عامله ازاى !






عز بغضب : انت مهتم بيها كده ليه ، هاا ، ليه مهتم يا بابا ؟!

بدران : ايه ده ؟ انت ازاى على صوتك عليا وبعدين انت مالك انى اهتك بيها ولا لأ 






_لا مالى ، انت ابويا ومش هسمح لحضرتك انك تعمل اللى فدماغك !

بدران وهو يهز رأسه بعدم فهم : 

_وهو ايه اللى فدماغى ؟! 









_اللى فدماغك انك تتجوزها !

بدران بصدمه : اتجوزها ، انت بتقول ايه يابنى ، انت اتجننت 




!

عز بانفعال : لا متجننتش ، وكفايه انها بتحاول تأكل بعقلك حلاوه عشان تتجوزها لانك هتلاقيها طمعانه فى فلوسك والله واعلم انها عملت حاجه مع حد ولا .......





لم يكمل عز الدين حديثه فلقد باغته بدران بصفعه قويه على صدغه هاتفاً فيه :

_أخرس 






اهتز كيانه ولكن لم يكن السبب هو قوه الصفعه ولكن لانه الاول مره يصفعه ، هدر بدران فيه بغضب :





_دى اول مره اضربك فى حياتى عشان بتتهم بنت شريفه ، بس اسمع بقا البنت دى احسن منك ، وانا مش عاوز اكلمك ولا اشوف خلقتك لحد ما تتعدل وتتعلم ازاى تتكلم مع ابوك





 باحترام وتتكلم عن الناس بطريقه كويسه !


ثم تركه وتحرك نحو خارج غرفه الطعام ليصعد على الدرج متوجهاً نحو غرفته ! ظل عز الدين واقفاً مكانه متصلب الجسد ، غير مصدق ما حدث وما فعله والده ، كور عز الدين يده وهتف بشراسه :






_بقا كده ، بيضربى علشانها ، ماشى بكرا هيبقى اسود ايام حياتها واعرف هى عملت ايه فدماغ ابويا ايه بالظبط !

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

(( الفصل التاسع عشر ))




_فى صباح يومٍ جديد !!

_فى فيلا الخاصه بعائله السيوفى !!


لم يصل النوم إلى جفنيه بل قضى ليله محدقاً بسقف الغرفه وكأنه فى عالم اخر ، عالم بعيد عن مشاكله !! شرد هو فى ماضيه القاسى الذى تسبب له وجعل قلبه متحجر !!


ولكن افاق من عالمه على صوت المنبه المزعج ، فنظر عز الدين بنظرات مرهقه نحو الساعه المنبه ليضغط على زر التوقيف ، وخطف نظرهٍ سريعه على الوقت ليرى ان الساعه قد تعدت التاسعه صباحاً ، فهبط من على الفراش متوجهاً نحو المرحاض للاغتسال ، فوقف داخل المسبح الصغير واسفل صنبور المياه الكبيره ذى الفتحات الصغيرة ( الدش ) واغمض عينيه حتى تنسال المياه البارده على وجهه ومنها لجسده ، ولم يمر الكثير من الوقت حتى افاق من شروده وخطا المرحاض بعد ان احاط خصره بمنشفه قطنيه باللون الازرق القاتم ، وقف امام خزانه ملابسه ينتقى منها ما يرتديه !!


بعد دقائق كان قد انتهى من ارتداء ملابسه حيث ارتدى قميصاً باللون الابيض وبطالاً بالون الاسود ووضع عطره الجذاب ليخرج من غرفته هابطاً إلى الاسفل وتحرك نحو خارج الفيلا متوجهاً نحو المنزل الخاص به الذى يقع فى احدى المناطق الراقيه !! والنتى متواجده فيه ياسمين !!


بعد فتره وجيزه وصل عز الدين إلى المكان المتواجد فيه ياسمين وصف سيارته امام مدخل البنايه وخرج من سيارته ليتجه مسرعاً نحو المدخل قاصداٌ المصعد وضغط على زره بهدوء مريب واخذ يتواعد ان يومها لن يمر بسلام !!!!


بعد ثوان معدوده فتح بابا المصعد ليخرج مسرعا نحو المنزل ثم فتح الباب بعد فتحه بالمفتاح ، بينما استمعت ياسمين لصوت الباب ينفتح فرجعت بخطوات للوراء وشعرت بذعر يتسلل لجسدها كسريلن الدم فى شرايانها !!


رأته يدخل بشموخه المعتاد وبملامحه القاسيه ، واقترب منها مسرعاً وهتف بنظره قاسيه وهو يشير بيده :

_انتى عاوزه توصلى لايه بظبط !!!

ياسمين بارتجاف : انت اللى عاوز منى ايه ؟ انا عمرى ما اذيتك ولا عملتلك حاجه ، انا مشوفتكش غير مره واحده !


_دموح التماسيح دى ملهاش اى لازمه ..

تحولت نبرته من برود إلى غضب عندما اكمل :

_انتى عاوزه ايه من ابويا ؟ عملتى فى ايه يخليه متعلق بيكى كده ؟! 

_هو مش متعلق بيا ! بدران بيه طول عمره بيعامل الناس بطيبه !

_انتى هتستعبطى يا بت انتى ولا ايه ! انتى عارفه كويس انه مهتم بيكى ، اكتر واحده بيهتم بيها هو انتى !

_انا منكرش انى حاسه الاحساس ده ، بس والله ماعرف هو ليه بيعاملنى كده ؟!

_اسمعى يابت انتى ، لانى مش هسمحلك تاكلى بعقله حلاوه عشان تتجوزيه !!


ياسمين بغضب : انت فعلاً ذى ما الناس بتقول انك ذئب ، بس للاسف ميعرفوش انك شخص حيوان وغبى ، سامعنى، غبــــــــى !!!!!!


لم يتحمل ان تهينه قولاً ، فباغتها بصفعه قويه اطاحت بها ارضاً وانحنى قليلاً ليجذبها من شعرها بقسوه للاسفل ، فانحنت رأسها مع قبضه يده وهى تصرخ متأوهه من عنفه ، فحدجها بنظرات مشتعله هاتفاً :

_انا حيوان ، بقا ان حيوان يا ياسمين ، طيب !! ودينى ما اعبد اااا


قاطع حديثه صوت رنين هاتفه فترك شعرها ، لتنهتهز الفرصه هى وتركض نحو فرفتها ، امّا هو اخر هاتفه من جيب بنطاله وضغط على زر الايجاب وهتف : 

_ الو .. ايوه يا بابا 

_ايوه يا عز ! انت فين ؟!

_خير يا بابا ! هو فى حاجه ؟؛

_اه ! عايزك تجيلى الشركه لانى عاوزك فى موضوع مهم جداً .

_ليه خير !

_لا خير ان شاء الله متقلقش !

_طيب ، انا جاى حالاً!


اغلق عز الدين معه ورمق غرفتها بنظرات قاسيه قد التوى ثغره بسخريه ، وتوجه نحو باب المنزل ليتحرك نحو الخارج ولم إيصاد قفله جيداً !!


*********

_يعنى عز الدين هو اللى عملها ؟!

هتفت بها منى بغضب وهى جالسه بداخل السياره فهتف إيهاب الذى يقود :

_ايوه يا منى وانا ادتله الفرصه امبارح والنهارده ! وهنعرف إجابته النهارده من الموبيل وربنا يستر ! 


************


(( بعد نصف ساعه ))


وصل عز الدين إلى شركه بدران السيوفى وخرج من سيارته متوجهاً نحو داخل مقر الشركه ، لتبدأ الموظفات يتهامسون عليه ولكن لم يعباً بل اكمل طريقه متوجهاً ناحيه مكتب والده !!


رأته السكرتيره فهبت واقفه وحيته قائله :

_صباح الخير يا مستر عز 

_بدران بيه جوه ؟!

_ايوه يا فندم ومنتظر حضرتك !


تحرك عز الدين نحو مكتب والده وفتح الباب فوجده بالفعل ينتظره !

_صباح الخير يا بابا ، خير فى ايه ؟؛

_تعالى اقعد الاول 

جلس عز الدين ليهتف بدران :

_انا مسافر دلوقتى !

_ايه !!!!!! طب ليه مقولتليش من بدرى !

_معلش يا عز ملحقتش اقولك ، انا كنت عاوز اتكلم معاك فى موضوع تانى !

_خير يا بابا 

_انت سألتنى قبل كده ، فانا النهارده هقولك الاجابه لان ده حقك !


عز بتوجس : اتفضل اقول يا بابا 


_ كان فى واحد اسمه صابر ، صابر ده تبقا بنته هى ياسمين ، الله يرحمه كلن رجل طيب اوى وكان بيشتغل عندى موظف فالحسابات هو وواحد تانى ، فى يوم كده اكتشفت ان فى حسابات مسروقه ، شكيت فصابر وزميله قالى انه كان بيحاول يمنعه انه يسرق بس بس مكنش راضى ، فجبته مكتبى وفلحظه شيطان فضلت اهينه وهو يحلف ويقولى انه ميعرفش حاجه من اللى بقولها لحد ما فجأه اغم عليه ، فنقلته المستشفى والدكتور قالى انه عنده القلب وفى المرحله الاخيره ، ولما رجعت الشركه ، فضلت اراقب الموظف الحسابات واكتشفت ان هو اللى بيسرق ، بعدها روحت لصابر واعتذرتله ، فقالى انه خلاص هيموت وعشان يسامحنى من قلبه ، يبقى اشغل بنته الوحيده عندى فالشركه ، وقالى انها بتفهم كويس ووصانى انى اخد بالى منها لانها بقت وحيده وانا وعدته انى هعمل كده وبعدها مات !!


تنهد واكمل بنبره حزينه :

_متتصورش انا اد ايه زعلت ولما بنته عرفت زعلت وتعبت بس انا شاجعتها واشتغلت عندى لقيت دماغها شغاله على طول وده عجبنى فيها ، ويوم ما بعملها حلو ، لانى كل ما بشوفها بفتكر صابر وبحس بالذنب اللى عملته معاه الله يرحمه ! ولما اتخطفت حسيت انى ماحفظتش على الامانه ! عشان كده يا عز ، عاوزك تدور عليها بمجهود ، اعتبرها اختك مؤقتاً !!! 


عز بخفوت : حاضر يا بابا ، اوعدك انك اول ما ترجع بالسلامه هتلاقيها قعده فمكتبك !

بدران بابتسامه : وانا واثق يا عــز !

ثم اضاف : طبعاً انت هتمسك الشركه هنا كمان لحد ما ارجع من السفر !

_طبعاً يا بابا ، متقلقش !! 

_طيب انا همشى علشان الطياره !

_برحتك يا بابا تروح وترجع بالسلامه !

ثم اتجه نحوه وقبله فى يده ليربت بدران على كتفه !!وبعدها غادر بدران من الشركه باكملها ليقع عز الدين على المقعد غير مصدق !! لقد علم الحقائق !! جلس هو على للمقعد غير مصدق ما سمعته اذنه وهتف : 





_ ينهار اسود ايه اللى انا عملته ده !! يعنى كل اللى كنت فكره طلع غلط ، وعذبتها من غير ذنب واحد ، طب انا هعمل ايه دلوقتى، لأ انا لازم اروحلها لازم دلوقتى !! 





ثم نهض من مكانه مسرعاً وفتح الباب المكتب وركض لخرج من مقر الشركه غير عابئا بتساؤلات الموظفين والموظفات !!

                        الفصل العشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا



تعليقات



<>