روايةاليتيمتان
بقلم ولاءيحيي
الفصل الرابع
كمال :السلام عليكم
على بستغراب :دكتور كمال... اهلا وسهلا اتفضل
كمال يدخل ويبص لحكمت اللي عينها كلها دموع وحزن... وقف قدامها وبيشاور ليها برأسه... بيقولها ماتصدقيش.. وعلى واقف يبص عليهم ومستغرب...
كمال يبص لعلى :عم علي انا جي وطلب منك ايد حكمت...
يقف على مصدوم... وحكمت وفاطمة واقفين... ومحدش فاهم حاجة
على باستغراب :تطلب ايد حكمت!!!!! ازاي هو مش انت خطبت بنت عمتك وفرحك يوم الخميس
كمال بسرعه :لا والله يا عم علي انا ماخطبتش (ويبص لحكمت) انا ماخطبتش ولا هتجوز غيرك يا حكمت صدقيني
فاطمة :تعال اقعد يا ابني وفهمنا ايه الموضوع....( يروح كمال يقعد... وتبص فاطمة لعلي اللي واقف مش فاهم حاجة) اقعد يا على لما نفهم... تعالي يا حكمت
حكمت راحت قعدت وعلى قعد وهو بيبص لوش بنته اللي مليان دموع
على بستغراب :الاول ... انا عاوز افهم في ايه بينك انت وحكمت
كمال :ما انا قولت لحضرتك يا عم علي انا طالب منك ايد حكمت وعاوز اتجوزها
على : وهو اللي بيجي يتقدم لواحدة بيروح لأهلها لوحده كده من غير اهلوا ...
كمال يتنهد ويبص للأرض لثواني ويرفع عينه ويبص ليه
كمال :انا هحكي ليك كل حاجة يا عم على.
وبدأ كمال يحكي كل اللي حصل... وان اهله رافضين... وعاوزين يجوزوه بنت عمته علشان البزنس وبس
كمال يتنهد بحزن :هو دا اللي حصل يا عم علي... لكن انا مش هتجوز غير حكمت... عم علي انا النهاردة خلصت امتحانات الحمد لله... وفاضلي بس سنه الامتياز.. وانا بشتغل ومعتمد على نفسي... ومش بشتغل في مستشفى صادق وبس... انا بشتغل في مستشفيات تانية... والحمد لله دكاترة كتير عاوزني
اشتغل معاهم... انا ليا مرتبي اللي اقدر افتح بيه بيت.. بعيد حتى عن ورثي من ماما... يعني اقدر اشتري شقه وافرشها... انا ياعم علي عاوز اتجوز حكمت... قولت ايه
على يرفع راسه ويبص ليه : قولت لا... انا ماعنديش بنات لجواز
كمال بحزن :ليه يا عم علي... بترفضني ليه
على :مش انا اللي برفضك يابني ... دول اهلك هم اللي رافضين بنتي... اهلك هم اللي شايفين ان انا وبنتي طماعنين فيك وفيهم... اهلك هم اللي مستقلين بنتي... وشيفينها متلقش بابنهم .... بس لا دا انا بنتي غاليه اوي... واللي عاوز يتجوزها لو مشلهاش على راسه من فوق هو واهله... يبقى
ميلزمنيش... حتى لو بنتي هتفضل في بيتي العمر كله تفضل وانا هفضل شيلها في حبب عنيا... و تفضل في بيتي ولا أن حد ينزل منها و من كرامتها... لو انت كبير وغالي في عين اهلك... فأنا بنتي كبيرة اوي في عين الدنيا كلها... اسف يابني ماعنديش بنات للجواز
كمال بحزن وعيون مليانه دموع :يا عم علي انا مليش دعوى باهلي... انا حكمت أغلى حاجه في الدنيا كلها عندي... مش هشيلها فوق راسي وبس.. انا هشلها جوه قلبي وعيني... وانا اوعدك واحلف ليك على كتاب ربنا اني هحافظ عليها وعمري ما هزعلها ابدا... ارجوك يا عم علي... متفرقش بينا...
علي :وأهلك يابني... هتعصهم.... انا ميرضنيش انك تخسر ابوك وتعصي أمره... (ويقوم على يقف) يابني انت وبنتي ماتنفعوش لبعض...
كمال يوقف بحزن ويبص على حكمت اللي دموعها مغرقه وشها
كمال :حكمت قولي حاجه...
على يبص لحكمت.. اللي ترفع عنيها وتبص ليه... وهو يشوف الحزن والألم في عينها
حكمت :مافيش كلام يتقال... اللي قالوا بابا هو الصح... (وتبص لكمال بدموع وحزن وهو يبصلها بألم ويمشي... وهي تقوم تجري على اوضتها... وعلى يقعد على الكرسي بنكسار وحزن )
على يبص لفاطمه :ليه ياامي... ليه سيبتيها تحب اللي مش ليها ولا من توبها... ليه مقولتيش ليا... كنت لحقتها قبل ما قلبها ينجرح
فاطمة بحزن :القدر مافيش منه رجوع يا على... ربنا كاتب ليها تعيش الألم... وهو قادر يطيب قلبها... و الواد بيحبها بجد... ومجروح اكتر منها... انجرح من اهله اللي مابيفكروش غير في مصالحهم.. ومابيهموهمش سعادة ابنهم... وانجرح لما انت رفضته بسببهم
على بحزن :كنتي عاوزاني اعمل ايه ياامى... قوليلي كنت أعمل إيه
فاطمة تنهد بحزن :العمل عمل ربنا... اللي مكتوب ليهم هيعيشوه..
حكمت فضلت تعيط في اوضتها... قلبها مجروح وحسه بالألم مش على نفسها بس... على حبيبها اللي عارفه انه ملوش ذنب
كمال فضل وقف على البحر... دموعه نزله.. فضل يدعي ربنا.. وقرر انه مش هيستسلم... وهيفضل ورا اهله يا يقنعهم... يا يقنع على... كمال رجع البيت الساعه 12:00 بليل مكسور وحزين.. وطالع لاوضته سمع صوت ابوه
محمود بغضب :اخيرا شرفت يا بيه ... انت كنت فين ومبتردش على التلفون ليه
كمال يقف ويبص ليه بحزن:خير يا بابا...
محمود بغضب :كنت فين... اكيد عند النصاب وبنته... ايه جوزك ولا لسه... (ويبص ليه بغضب شديد) قسما بالله لو
(وقبل ما يكمل كلامه... كمال قطعه)
كمال بغضب :اطمن يا محمود باشا...اطمن... عم علي رفض يجوزني بنته ... قالي بنتي غاليه اوي... وانت وأهلك بفلوسكم واسمكم ومستشفيتكم متليقوش ببنتي... احنا اللي منستهلش
ننسابهم يا بابا عارف ليه...علشان هم بفقرهم عندهم حاجه مش موجودة عندكم... عندهم قلب... بيحبوا بيه من غير أي شروط ولا حسابات عندهم كرامه وعزت نفس...عندهم امانه... ومبيعرفوش يخونو... مبيعرفوش يخونو يا بابا
ويطلع كمال اوضته ويسيب محمود واقف كله غضب وغيظ
وتاني يوم في المستشفى.. محمود قعد في مكتبه... فالباب اتفتح ودخلت سلوي... ومحمود رفع عينه وبصلها
محمود :خير يا سلوي... ايه اللي جابك
سلوي تقعد :جيت اشوفك عملت ايه مع الراجل ابو البت...
محمود :معملتش حاجه... الراجل رافض
سلوي بستغراب :رافض ايه
محمود :رافض بجوازهم... لما عرف اني مش موافق... وكمال راجع آخر الليل غضبان.. بس يومين وهيهدي
سلوي بابتسامة :رفضوا... طبعا هيقبلو ليه من غير فلوس ومستشفى.. هو عينه كانت عليهم ...راجل بيفكر... مش زي ابنك غبي... المهم كده هنجوزه هو وماهي يوم الخميس.. ابدا اجهز
محمود :اصبري يا سلوي... احنا لازم نهدي ونرجع نكسب كمال... وخالي بنتك تقرب منه وتوقعه ... (ويرجع بظهرو لورا وييصلها بتريقه) مهو مش معقول حتت لا بت راحت ولا جت تعرف تعلقوا بيها وتخليه يجري وراها علشان يتجوزها ...
وبنتك متعرفش... دي البت طلعة اشطر من بنتك... عرفت تنفذ أمور ابوها صح... ولا شكلك انتي اللي كبرتي.. ومعرفتيش تعلمي بنتك ازاي توقعي رجاله... صحيح دا انتي بقالك ست شهور متجوزتيش.... ايه فقدتي سحرك
سلوي تضحك اوي بغرور.. وتحط رجل على رجل :لا وانت الصادق ابنك هو اللي اهبل وفقر زي أمه... وغاوي يعيش مع الناس الزباله... تقول ايه ورث الأصل الواطي من أمه.... لكن لو على سحري فهو عمره ما بيختفي
محمود بتريقه:البركة في عمليات التجميل اللي بتسافري ليها كل 9شهور
سلوي بغضب : على الأقل عمليات التجميل بترجعني لطبيعتي... الدور و الباقي على اللي مبيرجعش... وخلي شكلنا وحش اوي قدام حتت بت سكرتيرة... دفعت ليها فلوس قد كده علشان متفضحكش... بلاش يا محمود تلعب معايا احسن
اللعب معايا مش في مصلحتك..... وبطل بقى... وخلينا في شغلنا احسن... الراجل ابو البت دي لازم يترفد ... ويبعد عن المستشفى... علشان ميخليش بنته تلعب على ابنك مره تانيه... هاتوا هنا وارفده وهددو علشان يحرم
محمود :عند حق (ورفع سامعه التلفون واتصل بشؤون الموظفين)ايوه يابني... في ممرض في العمليات اسمه على صالح... ابعتو يجيلي مكتبي حالا... (يسكت محمود ثواني ويبص لسلوي بستغراب) استقال!!!!!
💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘
وفي بيت على
فاطمة بصريخ :يالهووووي... استقلت ليه
على : كنتي عاوزاني استنى ايه ياامي لما هم اللي يرفدوني ... لا وعلى ايه امشي انا بكرامتي .... الله الغني عنهم وعن شغلهم
فاطمة بحزن :وهنعمل ايه يا على.... هنصرف منين
على :متقلقيش ياما ربك بيفرجها.... انا رحت قدمت في مستشفى تانية... والحمد الله لقيت دكتور عارفني كنت اشتغلت معاه فيه العمليات قبل كده... شكر فيا... وشهادة
الخبره اللي اخذتها من المستشفى... فشغلوني مرتب أصغر ايوه بس كمان ساعات الشغل أقل... وحاسنين صاحبي قالي هيجبلي شغل... آخر النهار هاروح أدى حقنه لناس في بيوتهم ...و اركب محليل...و اهو هتمشي.... وربك هيفرجها ياما
فاطمة بحزن :ربنا يفتحها في وشك يا على يابني
على بيبص حواليه :هي حكمت فين... مش سامع حسها يعني
فاطمة بحزن :في اوضتها.... البت زعلانه اوي يا على... اوعي انت كمان تزعلها ولا تقولها كلمه كده ولا كده
على يتنهد ويقوم يقف :ازعلها ! هو انا بقدر اشوفها زعلانه ياما لما انا اللي ازعلها ... هو انا عندي غيرها... ياريت بأيدي حاجه بس ادي الله وادي حكمته ... كاتب عليها تحب اللي مش ليها...
ويدخل على يشوف حكمت... يلقيها قعده على السرير سكته وحزينه عينها حمره زي الدم من كتر العياط... قرب منها بحزن ويقعد جمبها
على : عارفه يا حكمت... ايه أصعب حاجه مرت عليا من بعد رقدة امك السنين دي كلها (حكمت تبص ليه) اني اشوفك حزينه واشوف دموعك دي وميبقاش في أيدي اني اشيلها
عنك... اوعي تفتكري اني مش عارف ولا حاسس انتي تعبانه ازاي وحسه بايه... (ويبص للأرض بحزن) وعارف أن زمانك بتقولي... ان لو ليكي اب غيري.. يكون دكتور ولا
حكمت تحط ايدها على بؤه
حكمت :متكاملش يابابا.... (وتمسك ايده وتبوسه) انا عمري ما اتمنى يكون ليا اب غيرك... اه انا تعبانه... وقلبي بيوجعني بس فتره والتعب هيقل وهبقي كويسه ...في كتير حبو وحبهم مكاملش وعاشوا حياتهم وقلبهم طاب ورجعوا يحبوا تاني...
. القلب ممكن يحب مره واتنين... وممكن ميحبش تاني خالص بس بينسى ونعيش... لكن اللي مانقدرش نعيش من غيره هي الروح... وانا روحي حته منك يا بابا... لو بعد الشر جرى ليك حاجه... انا اموت
على يبتسم ويضمها لحضه ودموعه تنزل وهي كمان عيطت كتير في حضنه
💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘
فات شهر... كمال وحكمت ميعرفوش حاجه عن بعض... وعلى بدأ شغله الجديد... وآخر النهار بيروح لناس يديهم حقن او يعلق لهم محليل ... أما كمال فمبيرحش مستشفى صادق...
وكل يوم يرجع البيت متأخر... ومحمود كل يوم يقول هيتحسن ويرجع بس ما بيرجعش... وفي يوم كمال راجع بليل
محمود بزعيق :واخرتها... هتفضل كل يوم تخرج من الصبح وترجع آخر الليل.... ومبترحش المستشفى....كل دا ليه عشان حتت بت بنت
كمال بزعيق :بابا.... لو سمحت.... مافيش داعي تجيب سيرتها هي خلاص بعدت زي ما انتم كنتم عاوزين...
محمود :وانت هتفضل معوج كده لأمتي... تقدر تقولي بتروح فين كل يوم من الصبح لبليل
كمال :بروح شغلي
محمود باستغراب :شغلك شغل ايه دا...
كمال :هيكون شغل ايه... وهو حضرتك ناسي اني دكتور... انا استلمت التكليف بتاعي في مستشفى الجامعة... وبشتغل في مستشفى دكتور سعيد
محمود بغضب :انت اتجننت... بتشتغل عند الناس وسايب المستشفى بتعتك... انت اكيد جرى في مخك حاجه
كمال بغضب :المستشفى خاليهالك مش هي دي اللي رفضت جوازي علشانها... خدها انا مش عاوزها...متلزمنيش... اديها لعمتي... أرضى بيها طمعها... مش هي عاوزه تجوزني بنتها علشان تستولي على المستشفى.... وانت عارف وموافق... خلاص خدوها ومش لازم جواز. (ويبص له بغضب) نفسي
اعرف ايه الشئ اللي هي مسكاه عليك مخليك خايف انها تكشفوا... وعلشانه ساكت وقابل كل اللي بتعملوا فيك.... ايه هو اللي عملته وخايف أن احنا نعرفو وسايبها تتحكم في حياتنا
محمود بغضب رفع ايده ويضرب كمال قلم قوي... جت معاه صوت صرخه
